Geri

   

 

 

İleri

 

الجزء الرابع

غزوة أحد

مَنْويقال : سعد ابن أبي وقاص ، أنا لمن أنكرني ابنُ جُنْدَبِ   يا رُبَّ قِرْنٍ في مَكَرِّي أنْكَبِ

طاحَ بِمَغْدَيْ أنْسُر وثَعْلَبِ

قال ابن هشام : وأنشدني بعض الرواة للشعر قوله : " في مَكَرِّي "،

و" طاخ بمغْدَي ".

شعر كعب بن مالك في يوم خيبر: وقال كعب بن مالك في يوم خيبر، فيما ذكر ابن هشام ، عن أبي زيد الأنصاري :

ونحنُ وَرَدْنا خيبراً وفُروضَــهُ   بكلِّ فتًى عارِي الأشاجِع مِذْوَدِ
جَوَادٍ لدَى الغاياتِ لا واهنِ القُوَى  جريءٍ على الأعداءِ في كلِّ مَشْهَدِ
عظيم رَمادِ القِدْرِ في كلِّ شَتْـوَةِ   ضَرُوبٍ بنصلِ المشْرَفىِّ المهنّدِ
يرى القتلَ مَدْحاً إن أصابَ شَهادةً   من اللّه يرجوها وفَوْزاً بأحمدِ
يَذُودُ ويحْمِي عن ذِمارِ محمــدٍ   ويدفَعُ عنه باللسانِ وباليدِ
وينصرُه من كلِّ أمر يَريبـــه   يجودُ بنفسٍ دونَ نفسِ محمدِ
يُصدِّقُ بالأنباءِ بالغيْبِ مُخلِصـاً   يريدُ بذاك الفوزَ والعزَّ في غَدِ

تقسيم خيبر وأموالها  

قال ابن إسحاق : وكانت المقاسم على أموال خَيْبر، على الشِّقِّ ونطاة والكتيبة فكانت الشِّق ونطاة في سهمان المسلمين ، وكانت الكتيبة خُمس اللّه ، وسهم النبيِّ صلى اللّه عليه وسلم ، وسهم ذوي القُرْبَى واليتامى والمساكين ، وطُعْمَ أزواجِ النبى صلى اللّه عليه وسلم ، وطُعْمَ رجال مشوا بين رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وبين أهل فَدَك بالصلح ؛ منهم مُحَيِّصَة بن مسعود، أعطاه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ثلاثين وَسْقاً من شعير، وثلاثين وَسْقاً من تمر، وقُسمت خيبر على أهل الحديبية، من شهد خيبر، ومن غاب عنها، ولم يغب عنها إلا جابرُ بن عبد اللّه ابن عَمرو بن حَرام ، فقَسَم له رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كسَهْم مَنْ حضرها، وكان وادياها، وادي السُّرَيْرَة، ووادي خاص ، وهما اللذان قسِمَت عليهما خيبر، وكانت نَطاةُ والشَّقُّ ثمانية عشر سهماً ، نَطاة من ذلك خمسة أسهم ، والشقُّ ثلاثة عشر سهما، وقسمت الشق ونطاة على ألف سهم ، وثمانمائة سهم ، عدة من قسمت عليهم خيبر: وكانت عِدة الذين قُسِمَتْ عليهم خيبرُ من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ألف سهم وثمانمائة سهم ، برجالهم وخيلهم. الرجال أربع عشرة مئة، والخيل مئتا فارس ، فكان لكل فَرس سهمان ، ولفارسه سَهْم ، وكان لكلِّ راجل سهم ؛ فكان لكل سهم رأس جُمع إليه مئة رجل ، فكانت ثمانية عشر سَهْما جُمع.

قال ابن هشام : وفى يوم خيبر عَرَّب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم العَرَبي من الخيل ، وهَجَّن الهجين.

تقسيم الأسهم على أصحابها  

قال ابن إسحاق : فكان علي بن أبي طالب رأسا، والزبير بن العوام ، وطلحة بن عبيداللّه وعمر بن الخطاب ، وعبد الرحمن بن عوف ، وعاصم بن عَدِي ، أخو بني العَجْلان ، وأسَيْد بن حُضَيْر، وسهم الحارث بن الخزرج ، وسهم ناعم ، وسهم بني بياضة، وسهم بني عُبَيد، وسهم بني حَرام من بني سَلَمة، وعُبَيد السَّهَّام.

قال ابن هشام : وإنما قيل له عُبَيْد السَّهام لما اشترى من السهام يوم خيبر، وهو عُبَيْد بن أوْس ، أحد بني حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك ابن الأوْس.

قال ابن إسحاق : وسهم ساعدة، وسهم غِفار وأسلم ، وسهم النجار، وسهم حارثة، وسهم أوْس. فكان أول سهم خرج من خيبر بنَطَاة سهم الزبير بن العوام ، وهو الخَزْع ، وتابعه السُرّيْر ، ثم كان الثانى سهم بياضة، ثم كان الثالث سهم أسَيْد، ثم كان الرابع سهم بني الحارث بن الخزرج ، ثم كان الخامس سهم ناعم لبني عَوف - ابن الخزرج ومُزَيْنة وشركائهم ، وفيه قُتل محمود بن مَسْلَمة، فهذه نَطاة. ثم هبطوا إلى الشَّقِّ ، فكان أول سهم خرج منه سهم عاصم بن عدي ، أخي بني العَجْلان ، ومعه كان سهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، ثم سهم عبد الرحمن بن عوف ، ثم سهم ساعدة ثم سهم النجار، ثم سهم عليّ بن أبي طالب رضوان اللّه عليه ، ثم سهم طلحة بن عُبَيْد اللّه ، ثم سهم غِفَار وأسْلَم ، ثم سهم عمر بن الخطاب ، ثم سهما سَلَمة بن عُبَيْدة وبني حرام ، ثم سهم حارثة، ثم سهم عُبَيْد السَّهَّام. ثم سهم أوْس ، وهو سهم اللفيف ، جمعت إليه جُهَيْنة ومن حضر خيبر من سائر العرب ؛ وكان حَذْوَه سهمُ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، الذي كان أصابه في سهم عاصم بن عدي.

ثم قَسَم رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم الكَتِيبة، وهى وادي خاص ، بين قرابته وبين نسائه ، وبين رجال المسلمين ونساء أعطاهم منها، فقسم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لفاطمة ابنتَه مئتىْ وَسْقٍ ، ولعلى بن أبي طالبٍ منه مئة وسْق ، ولأسامة بن زيد مئتىْ وَسْق ، وخمسين وَسْقاً من نَوًى، ولعائشة أم المؤمنين مئتي وسْق ، ولأبىٍ بكر بن أبي قحافة مِئة وسْق ، ولعقيل بن أبي طالب مئة وَسْق وأربعين وسْقا، ولبني جعفر خمسين وسْقاً. ولربيعة بن الحارث مئة وَسْق وللصَّلْت بن مَخْرَمة وابنيه مئة وسْق ، للصلت منها أربعون وسْقاً،ولأبى نَبِقَة خمسين وسْقاً، ولرُكَانة بن عبد يزيد خمسين وسْقاً ، ولقيس بن مَخْرمة ثلاثين وسقاً، ولأبى القاسم بن مَخْرَمة أربعين وسْقاً ، ولبنات عُبَيْدَة بن الحارث وابنة الحُصَيْن بن الحارث مئة وسْق ، ولبنى عُبَيْد بن عبد يزيد ستين وسْقاً ، ولابن أوْس بن مَخرمة ثلاثين وسْقاً. ولمِسْطَح بن أثاثة وابن إلياس خمسين وسْقا، ولأم رُمَيْثة أربعين وسقا، ولنُعَيْم بن هند ثلاثين وسقا، ولبُحَيْنة بنت الحارث ثلاثين وسْقاً، ولعُجَيْر بن عبد يزيد ثلاثين وسقا، ولأم الحكم ثلاثين وسْقاً، ولجُمانَة بنت أبي طالب ثلاثين وسْقاً ، ولابن الأرْقم خمسين وسْقاً، ولعبد الرحمن بن أبي بكر أربعين وسْقاً ، ولحَمْنَة بنت جحش ثلاثين وسْقا، ولأم الزبير أربعين وسْقا، ولضُباعة بنت الزبير أربعين وسقا، ولابن أبي خُنَيْس ثلاثين وسْقاً ، ولأم طالب أربعين وسْقاً ، ولأبي بَصْرة عشرين وسْقاً ، ولنُمَيْلة الكلبى خمسين وَسْقا، ولعبد اللّه بن وَهْب وابنتيه تسعين وسْقا، لابنيه منها أربعين وسْقا؛ ولأم حبيب بنت جَحش ثلاثين وسْقاً ، ولمَلْكُوم بن عبدة ثلاثين وسْقا، ولنسائه صلى اللّه عليه وسلم سبع مئة وسْق.

قال ابن هشام : قمح وشعير وتمر ونَوًى وغير ذلك ، قسَّمه على قدر حاجتهم ، وكانت الحاجة في بني عبد المطلب أكثر، ولهذا أعطاهم أكثر.

بسم اللّه الرحمن الرحيم

ذكر ما أعطى محمد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم نساءه من قمح خيبر قسم لهن مئة وسق وثمانين وسقا، ولفاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم خمسة وثمانين وسْقا، ولأسامة بن زيد أربعين وسْقاً، وللمقداد بن الأسود خمسة عشر وسْقاً، ولأم رُمَيْثة خمسة أوُسق شهد عثمان بن عفان ، وعباس وكتب.

وصية الرسول عند موته  

قال ابن إسحاق : وحدثني صالح ابن كَيْسان ، عن ابن شهاب الزُّهْري ، عن عبيداللّه بن عبد اللّه بن عُتْبة ابن مسعود

قال : لم يوص رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم عند موته إلا بثلاث ، أوصى للرَّهاويِّين بحاد مئة وَسْق من خيبر، وللداريِّين بحاد مئة وسق ، من خيبر، وللسَّبائيين ، وللأشعريين بحاد مئة وسْق من خيبر، وأوصى بتنفيذ بَعْث أسامة بن زيد بن حارثة؛ وألا يُترك بجزيرة العرب دينان.

 خبر فدك   

قال ابن إسحاق : فلما فرغ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من خَيْبر قذف اللّه الرعب في قلوب أهل فَدَك ، حين بلغهم ما أوقع اللّه تعالى بأهل خيبر، فبعثوا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يصالحونه على النصف من فَدَك ، فقدمت عليه رسلُهم بخيبر، أو بالطائف ، أو بعد ما قدم المدينة، فقبل ذلك منهم ، فكانت فدك لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم خالصة، لأنه لم يوجَفْ عليها بخيل ولا ركاب.

تسمية النفر الداريين

الذين أوصي لهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من خيبر وهم بنو الدار بن حبيب بن نُمارَة بن لخم ، الذين ساروا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من الشام : تميم بن أوس ونُعَيْم بن أوس أخوه ، ويزيد بن قَيْس ، وعرفة بن مالك ، سماه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : عبدَ الرحمن.

قال ابن هشام :

ويقال : عَزَّة بن مالك : وأخوه مُرَّان بن مالك.

قال ابن هشام : مَرْوان بن مالك.

قال ابن إسحاق : وفاكه بن نُعمان ، وجَبَلة بن مالك ، وأبو هند ابن بَر، وأخوه الطَّيب بن بَر ، فسماه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عبد اللّه.

 خرص ابن رواحة على أهل خيبر: فكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، كما حدثني عبد اللّه بن أبي بكر، يبعث إلى أهل خيبر عبد اللّه بن  رواحة خارصا بين المسلمين ويهود، فيخرص عليهم ، فإذا

قالوا: تعدَّيت علينا،

قال : إن شئتم فلنا، فتقول يهود: بهذا قامت السمواتُ والأرض.

وإنما خرص عليهم عبد اللّه بن رواحة عاماً واحداً، ثم أصيب بمؤتة يرحمه اللّه، فكان جَبَّار بن صخر بن أمية بن خنساء، أخو بني سلمة، هو الذي يخرص عليهم بعد عبد اللّه بن رواحة.

فأقامت يهود على ذلك ، لا يرى بهم المسلمون بأساً في معاملتهم ، حتى عَدَوْا في عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على عبد اللّه بن سهل ، أخي بني حارثة، فقتلوه ، فاتهمهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم والمسلمون عليه.

 اليهود يقتلون عبد اللّه بن سهل  

قال ابن إسحاق : فحدثني الزُّهري عن سهل بن أبي حَثْمِة، وحدثني أيضا بشَير بن يسار، مولى بني حارثة، عن سهل بن أبي حَثْمة،

قال : أصيب عبد اللّه بن سهل بخيبر، وكان خرج إليها في أصحاب له يمتار منها تمراً، فوجد في عين قد كُسرت عنقه ، ثم طُرح فيها

قال : فأخذوه فغيبوه ، ثم قَدموا على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فذكروا له شأنه ، فتقدم إليه أخوه عبد الرحمن ابن سهل ، ومعه ابنا عمه حُويِّصة ومُحيِّصة ابنا مسعود، وكان عبد الرحمن من أحدثهم سنّاً، وكان صاحب الدم ، وكان ذا قدم في القوم ، فلما تكلم قبل ابنى عمه ، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : الكُبْرَ الكُبْرَ

أصل القسامة  

قال ابن هشام : ويقال كَبِّر كَبِّر - فيما ذكر مالك بن أنس - فسكت ، فتكلم حُوَيِّصة ومُحَيِّصة ثم تكلم هو بعدُ، فذكروا لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قتلَ صاحبهم ؛ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : أتسمُّون قاتلكم ، ثم تحلفون عليه خمسين يمينا فنسلمه إليكم ؟

قالوا: يا رسول اللّه، ما كنا لنحلف على ما لا نعلم ؛

قال : أفيحلفون باللّه خمسين يمينا ما قتلوه ولا يعلمون له قاتلا ثم يبرءون من دمه ؟

قالوا: يا رسول اللّه ، ما كنا لنقبل أيمان يهود، ما فيهم من الكُفر أعظم من أن يحلفوا على إثم.

قال : فوداه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من عنده مائة ناقة.

قال سهل : فواللّه ما أنسى بَكْرَةً منها حمراء ضربتني وأنا أحوزها.

قال ابن إسحاق : وحدثني محمدُ بن إبراهيم بن الحارث التيمي ، عن عبد الرحمن بن بُجَيْد بن قَيْظِي ، أخي بني حارثة، قال محمد ابن إبراهيم : وايم اللّه ، ما كان سهل بأكثر علماً منه ، ولكنه كان أسنَّ منه ، إنه قال له : واللّه ما هكذا كان الشأن ! ولكن سهلا أوْهَمَ ، ما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، احلفوا على ما لا علم لكم به ، ولكن كتب إلى يهود خيبر حين كلمته الأنصار أنه قد وُجد قتيل بين أبياتكم فدُوه ، فكتبوا إليه يحلفون باللّه ما قتلوه ، ولا يعلمون له قاتلا، فوداه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من عنده.

قال ابن إسحاق : وحدثني عمرو بن شعيب مثلَ حديث عبد الرحمن ابن بُجَيد، إلا أنه قال في حديثه : دُوه أو ائذنوا بحرب. فكتبوا يحلفون باللّه ما قتلوه ولا يعلمون له قاتلا، فوداه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من عنده.

سبب إجلاء عمر يهود خيبر  

قال ابن إسحاق : وسألت ابن شهاب الزهري كيف كان إعطاء رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يهود خيبر نخلهم ، حين أعطاهم النخل على خَرْجها، أبَتَّ ذلك لهم حتى قُبض ، أم أعطاهم إياها للضرورة من غير ذلك ؟

فأخبرنى ابن شهاب : أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم افتتح خَيْبر عَنْوَةً بعد القتال ، وكانت خيبر مما أفاء اللّه عز وجل على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، خمَّسها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، وقَسَمها بين المسلمين، ونزل من نزل من أهلها على الجلاءِ بعد القتال ، فدعاهم رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم ،

فقال : إن شئتم دفعت إليكم هذه الأموال على أن تعملوها، وتكون ثمارُها بينَنا وبينكم ، وأقركم ما أقركم اللّه ، فقبلوا، فكانوا يعملونها. وكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يبعث عبد اللّه بن رَوَاحة، فيُقسم ثمرَها، ويعدِل عليهم في الخَرْص ، فلما توفى اللّه نبيه صلى اللّه عليه وسلم ، أقرها أبو بكر رضى اللّه تعالى عنه ، بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بأيديهم ، على المعاملة التي عاملهم عليها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، حتى توفى؛ ثم أقرها عمر رضى اللّه عنه صدراً من إمارته.

ثم بلغ عمرَ أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال في وجعه الذي قبضه اللّه فيه : لا يجتمعن بجزيرة العرب دينان ؛ ففحص عمر ذلك ، حتى بلغه الثبتُ ، فأرسل إلى يهود،

فقال : إن اللّه عز وجل قد أذن في جلائكم ، قد بلغني أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم

قال : لا يجتمعنَّ بجزيرة العرب دينان ، فمن كان عنده عهد من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من اليهود فليأتنى به ، أنْفذه له ومن لم يكن عنده عهد من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من اليهود، فليتجهز للجلاء، فأجلى عمر من لم يكن عنده عهد من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم منهم.

وسبب آخر

قال ابن إسحاق : وحدثني نافع ، مولى عبد اللّه بن عمر، عن عبد اللّه بن عمر

قال : خرجت أنا والزبير والمِقْداد بن الأسْوَد إلى أموالنا بخيبر نتعاهدها، فلما قَدِمنا تفرقنا في أموالنا،

قال : فعُدِيَ عليَّ تحتَ الليل ، وأنا نائم على فراشى، ففُدِعت يدايَ من مِرْفَقَيّ ، فلما أصبحت استصرخ علىَّ صاحباي ، فأتيانى فسألانى : من صنع هذا بك ؟

فقلت : لا أدري ؟

قال : فأصلحا من يدي ، ثم قَدِما بي على عمر رضى اللّه عنه

فقال : هذا عمل يهود، ثم قام في الناس خطيبا

فقال : أيها الناس ، إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان عامل يهود خيبر على أنا نخرجهم إذا شئنا، وقد عَدُوا على عبد اللّه بن عمر فَفدَعوا يديْه ، كما قد بلغكم ، مع عَدْوِهم على الأنصاري قبله ، لا نشك أنهم أصحابه ، ليس لنا هناك عدوٌّ غيرُهم ، فمن كان له مال بخيبر فليلحق به ، فإنى مخرج يهود فأخرجهم.

قسمة عمر لوادي القرى بين المسلمين

عمر يقسم وادي القرى

قال ابن إسحاق : فحدثني عبد اللّه ابن أبي بكر، عن عبد اللّه بن مَكْنَف ، أخى بني حارثة،

قال : لما أخرج عمر يهود من خيبر ركب في المهاجرين والأنصار، وخرج معه جبار ابن صَخْر بن أمية بن خنساء، أخو بني سَلَمة، وكان خارص أهل المدينة وحاسبهم - ويزيد بن ثابت ، وهما قَسَما خيبر بين أهلها، على أصل جماعة السهمان ، التي كانت عليها.

وكان ما قَسَم عمرُ بن الخطاب من وادي القرى، لعثمانَ بنِ عفان خَطرٌ ، ولعبد الرحمن بن عوف خَطَر، ولعُمر بن أبي سَلَمة خَطَرٌ ، ولعامر بن أبي ربيعة خَطَرٌ ، ولعمرو بن سراقة خَطَر، ولأشَيْم خَطر.

قال ابن هشام :

ويقال : ولأسلم ولبنى جعفر خَطَر، ولمعيقيب خطر، ولعبد اللّه بن الأرْقَم خطر، ولعبد اللّه وعبيداللّه خَطَرَان ، ولابن عبد اللّه ابن جَحْش خطر، ولابن البُكَيْر خَطر، ولمعتمر خطر، ولزيد بن ثابت خَطَر، ولأبى بن كعب خَطَر، ولمعاذ بن عَفْراء خطر، ولأبى طلْحة وحَسَن خطر، ولجبَّار بن صَخْر خطر، ولجابر بن عبد اللّه بن رئاب خطر، ولمالك بن صَعْصَعة وجابر بن عبد اللّه بن عَمْرو خَطَر، ولابن حُضَيْر خطَر، ولابن سعدِ بن مُعاذ خطر، ولسلامة بن سلامة خطر، ولعبد الرحمن بن ثابت وأبى شريك خطر، ولأبى عَبْس بن جبر خطر، ولمحمد بن مَسْلمة خطر، ولعبادة بن طارق خطر.

قال ابن هشام :

ويقال : لقتادة.

قال ابن إسحاق : ولجبر بن عَتِيك نصفُ خطر، ولابنى الحارث ابن قَيْس نصف خطر، ولابن حَزَمَة والضحاك خطر، فهذا ما بلغنا من أمر خيبر ووادي القرى ومقاسمهما.

قال ابن هثمام : الخطر: النصيب.

ويقال : أخطر لى فلان خَطَراً.

تمّ بعون اللّه الجزء الرابع من السيرة النبوية لابن هشام ويليه إن شاء اللّه الجزء الخامس

وأوله : قدوم جعفر بن أبي طالب من الحبشة والمهاجرين معه أعان اللّه على إتمامه