Geri

   

 

 

İleri

 

٣

   ذكر المعجزات والخصائص فِي خلقه الشريف صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم

بَاب مَا جَاءَ فِي خَاتم النُّبُوَّة

أخرج الشَّيْخَانِ عَن السَّائِب بن يزِيد قَالَ قُمْت خلف ظهر النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَنَظَرت إِلَى خَاتمه بَين كَتفيهِ مثل زر الحجلة

وَأخرج مُسلم وَالْبَيْهَقِيّ عَن جَابر بن سَمُرَة قَالَ رَأَيْت خَاتم النُّبُوَّة بَين كَتفيهِ مثل بَيْضَة الْحَمَامَة يشبه جسده وَأخرجه التِّرْمِذِيّ بِلَفْظ غُدَّة حَمْرَاء مثل بَيْضَة الْحَمَامَة

وَأخرج مُسلم عَن عبد اللّه بن سرجس قَالَ نظرت إِلَى خَاتم النُّبُوَّة بَين كَتفيهِ عِنْد نغض كتفه الْأَيْسَر جمعا عَلَيْهِ خيلان كأمثال الثآليل النغض بِضَم النُّون وَسُكُون الْغَيْن الْمُعْجَمَة وضاد مُعْجمَة فرع الْكَتف وَالْجمع بِضَم الْجِيم الْكَفّ إِذا جمع والخيلان جمع خَال وَهِي الشامات السود والثآليل جمع ثؤلول وَهُوَ حب يَعْلُو ظَاهر الْجَسَد

وَأخرج احْمَد وَالْبَيْهَقِيّ عَن قُرَّة قَالَ قلت يَا رَسُول اللّه أَرِنِي الْخَاتم فَقَالَ أَدخل يدك فَإِذا هُوَ على نغض كتفه مثل الْبَيْضَة

واخرج احْمَد وَابْن سعد وَالْبَيْهَقِيّ من طرق عَن أبي رمثة قَالَ انْطَلَقت مَعَ أبي إِلَى النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَنَظَرت إِلَى مثل السّلْعَة بَين كَتفيهِ وَفِي لفظ لِابْنِ سعد مثل التفاحة وَفِي لفظ لِأَحْمَد مثل بَيْضَة الْحَمَامَة

وَأخرج البُخَارِيّ فِي تَارِيخه وَالْبَيْهَقِيّ عَن أبي سعيد قَالَ الْخَتْم الَّذِي بَين كَتِفي النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لحْمَة ناتئة

وَأخرجه التِّرْمِذِيّ بِلَفْظ كَانَ فِي ظَهره بضعَة نَاشِزَة وَأخرجه احْمَد بِلَفْظ لحم ناشز بَين كَتفيهِ

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن سلمَان الْفَارِسِي قَالَ أتيت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَألْقى إِلَيّ رِدَاءَهُ وَقَالَ انْظُر إِلَى مَا أمرت بِهِ فَرَأَيْت الْخَاتم بَين كَتفيهِ مثل بَيْضَة الْحَمَامَة

وَأخرج احْمَد وَالْبَيْهَقِيّ عَن التنوخي رَسُول هِرقل قَالَ أتيت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ يَا اخا تنوخ امْضِ لما امرت بِهِ فَجلت فِي ظَهره فاذا انا بِخَاتم فِي مَوضِع غضروف الْكَتف مثل المحجمة الضخمة قَالَ ابْن هِشَام يَعْنِي أثر المحجمة القابضة على اللَّحْم حَتَّى يكون ناتئا

وَأخرج التِّرْمِذِيّ وَالْبَيْهَقِيّ عَن عَليّ أَنه قَالَ فِي صفة رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بَين كَتفيهِ خَاتم النُّبُوَّة

وَأخرج التِّرْمِذِيّ عَن أبي مُوسَى قَالَ خَاتم النُّبُوَّة أَسْفَل من غضروف كتفه مثل التفاحة

وَأخرج احْمَد وَالتِّرْمِذِيّ وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَأَبُو يعلى وَالطَّبَرَانِيّ من طَرِيق علْبَاء بن احمر عَن أبي زيد قَالَ قَالَ لي رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم أدن فامسح ظَهْري فدنوت ومسحت ظَهره وَوضعت أصابعي على الْخَاتم فَقيل لَهُ مَا الْخَاتم قَالَ شعر مُجْتَمع عِنْد كتفه

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن سلمَان قَالَ عِنْد غضروف كتفه الْيُمْنَى خَاتم النُّبُوَّة مثل بَيْضَة لَوْنهَا لون جلده

وَأخرج ابْن عَسَاكِر عَن جَابر بن عبد اللّه قَالَ أردفني النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم خَلفه فَجعلت فمي على خَاتم النُّبُوَّة فَجعل ينفح عَليّ مسكا

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ وَابْن عَسَاكِر عَن ابي زيد بن أَخطب قَالَ رَأَيْت الْخَاتم على ظهر النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم محجمة ناتئة وَفِي لقظ مثل إِنْسَان مَال عَلَيْهِ بظفره يَعْنِي كَأَنَّهُ يخْتم بِهِ

وَأخرج ابْن عَسَاكِر وَالْحَاكِم فِي تَارِيخ نيسابور عَن ابْن عمر قَالَ كَانَ خَاتم النُّبُوَّة على ظهر النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم مثل البندقة من لحم مَكْتُوب فِيهَا بِاللَّحْمِ مُحَمَّد رَسُول اللّه

وَأخرج ابو نعيم عَن سلمَان قَالَ بَين كَتفيهِ بَيْضَة كبيضة الْحَمَامَة عَلَيْهَا مَكْتُوب بَاطِنهَا اللّه وَحده لَا شريك لَهُ مُحَمَّد رَسُول اللّه وظاهرها توجه حَيْثُ شِئْت فَإنَّك الْمَنْصُور

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ وَأَبُو نعيم فِي الْمعرفَة عَن عباد بن عمر وَقَالَ كَانَ خَاتم النُّبُوَّة على طرف كتفه الْأَيْسَر كَأَنَّهُ ركبة عنز وَكَانَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يكره أَن يرى الْخَاتم

وَأخرج ابْن أبي خَيْثَمَة فِي تَارِيخه عَن عَائِشَة قَالَت كَانَ خَاتم النُّبُوَّة كشامة سَوْدَاء تضرب إِلَى الصُّفْرَة حولهَا شَعرَات متراكبات كَأَنَّهَا عرف الْفرس

قَالَ الْعلمَاء اخْتلفت أَقْوَال الروَاة فِي خَاتم النُّبُوَّة وَلَيْسَ ذَلِك باخْتلَاف بل كل شبه بِمَا سنح لَهُ فواحد قَالَ كزر الحجلة وَهُوَ بيض الطَّائِر الْمَعْرُوف أَو زر البشخاناة وَآخر كبيضة الْحَمَامَة وَآخر كالتفاحة وَآخر بضعَة لحم نَاشِزَة وَآخر لحْمَة ناتئة وَآخر كالمحجمة وَآخر كركبة العنز وَكلهَا أَلْفَاظ مؤداها وَاحِد وَهُوَ قِطْعَة لحم وَمن قَالَ شعر فَلِأَن الشّعْر حوله متراكب عَلَيْهِ كَمَا فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى

قَالَ الْقُرْطُبِيّ فِي الْمُفْهم دلّت الاحاديث الثَّابِتَة على أَن خَاتم النُّبُوَّة كَانَ شَيْئا بارزا أَحْمَر عِنْد كتفه الْأَيْسَر إِذا قلل قدر بَيْضَة الْحَمَامَة واذا كبر جمع الْيَد

قَالَ السُّهيْلي وَالصَّحِيح انه كَانَ عِنْد نغض كتفه الْأَيْسَر لِأَنَّهُ مَعْصُوم من وَسْوَسَة الشَّيْطَان وَذَلِكَ الْموضع مِنْهُ دُخُوله

وَقد اخْتلف الْعلمَاء على ولد وَهُوَ بِهِ أَو وضع بعد وِلَادَته وَتمسك الْقَائِلُونَ بِالثَّانِي بِمَا فِي حَدِيث شَدَّاد ابْن أَوْس السَّابِق فِي الرَّضَاع وَقد ورد انه رفع عِنْد وَفَاته كَمَا سَيَأْتِي فِي الْوَفَاة

وَأخرج الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك عَن وهب بن مُنَبّه قَالَ لم يبْعَث اللّه نَبيا إِلَّا وَقد كَانَت عَلَيْهِ شامة النُّبُوَّة فِي يَده الْيُمْنَى إِلَّا نَبينَا صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَإِن شامة النُّبُوَّة كَانَت بَين كَتفيهِ

بَاب المعجزة والخصائص فِي عَيْنَيْهِ الشريفتين

قَالَ اللّه تَعَالَى {مَا زاغ الْبَصَر وَمَا طَغى}

أخرج ابْن عدي وَالْبَيْهَقِيّ وَابْن عَسَاكِر عَن عَائِشَة قَالَت كَانَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يرى فِي الظلماء كَمَا يرى فِي الضَّوْء

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ كَانَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يرى بِاللَّيْلِ فِي الظلمَة كَمَا يرى بِالنَّهَارِ فِي الضَّوْء

واخرج الشَّيْخَانِ عَن أبي هُرَيْرَة ان رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ هَل ترَوْنَ قِبْلَتِي هَا هُنَا فوَاللّه مَا يخفى عَليّ ركوعكم وَلَا سُجُودكُمْ إِنِّي لأَرَاكُمْ من وَرَاء ظَهْري

وَأخرج مُسلم عَن انس ان رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ يَا أَيهَا النَّاس إِنِّي امامكم فَلَا تسبقوني بِالرُّكُوعِ وَلَا بِالسُّجُود فَإِنِّي أَرَاكُم من أَمَامِي وَمن خَلْفي

واخرج عبد الرَّزَّاق فِي جَامعه وَالْحَاكِم وَأَبُو نعيم عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ إِنِّي لأنظر إِلَى مَا ورائي كَمَا انْظُر الى مَا بَين يَدي

وَأخرج ابو نعيم عَن ابي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِنِّي اراكم من وَرَاء ظَهْري

واخرج الْحميدِي فِي مُسْنده وَابْن الْمُنْذر فِي تَفْسِيره وَالْبَيْهَقِيّ عَن مُجَاهِد فِي قَوْله {الَّذِي يراك حِين تقوم وتقلبك فِي الساجدين} قَالَ كَانَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يرى من خَلفه من الصُّفُوف كَمَا يرى من بَين يَدَيْهِ

قَالَ الْعلمَاء هَذَا الإبصار إِدْرَاك حَقِيقِيّ خَاص بِهِ صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم انخرقت لَهُ فِيهِ الْعَادة ثمَّ يجوز ان يكون بِرُؤْيَة عَيْنَيْهِ انخرقت لَهُ فِيهِ الْعَادة أَيْضا فَكَانَ يرى بهما من غير مُقَابلَة لِأَن الْحق عِنْد أهل السّنة ان الروية لَا يشْتَرط لَهَا الْمُقَابلَة عقلا وَلذَا حكمُوا بِجَوَاز روية اللّه تَعَالَى فِي الْآخِرَة وَقيل كَانَت لَهُ صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم عين خلف ظَهره يرى بهَا من وَرَائه دَائِما وَقيل كَانَ بَين كَتفيهِ عينان مثل سم الْخياط يبصر بهما لَا يحجبهما ثوب وَلَا غَيره

بَاب الْآيَات فِي فَمه الشريف وريقه واسنانه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم

واخرج أَحْمد وَابْن ماجة وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن وَائِل بن حجر قَالَ أُتِي النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بِدَلْو من مَاء فَشرب من الدَّلْو ثمَّ صب فِي الْبِئْر أَو قَالَ ثمَّ مج فِي الْبِئْر ففاح مِنْهَا مثل رَائِحَة الْمسك

واخرج أَبُو نعيم عَن انس ان النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بزق فِي بِئْر فِي دَاره فَلم يكن بِالْمَدِينَةِ بِئْر أعذب مِنْهَا

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن رزينة مولاة رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم ان رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَوْم عَاشُورَاء كَانَ يَدْعُو برضعائه ورضعاء ابْنَته فَاطِمَة فيتفل فِي أَفْوَاههم وَيَقُول للأمهات لَا ترضعنهم الى اللَّيْل فَكَانَ رِيقه يجزيهم

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن عميرَة بنت مَسْعُود أَنَّهَا دخلت على النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم هِيَ وَأَخَوَاتهَا يبايعنه وَهن خمس فوجدنه يَأْكُل قديدة فمضغ لَهُنَّ قديدة ثمَّ ناولني القديدة فمضغنها كل وَاحِدَة قِطْعَة قِطْعَة فلقين اللّه وَمَا وجد لأفواههن خلوف

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن أبي امامة أَن امْرَأَة بذئة اللِّسَان جَاءَت الى النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يَأْكُل قديدا فَقَالَت أَلا تطعمني فناولها مِمَّا بَين يَدَيْهِ قَالَت لَا إِلَّا الَّذِي فِي فِيك فَأخْرجهُ فَأَعْطَاهَا فألقته فِي فمها فأكلته فَلم يعلم من تِلْكَ الْمَرْأَة بعد ذَلِك الْأَمر الَّذِي كَانَت عَلَيْهِ من البذاءة والذرابة

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ من طَرِيق عمر بن شبة عَن أبي عبيد النَّحْوِيّ ان عَامر بن كريز أَتَى بِابْنِهِ عبد اللّه النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ ابْن خمس سِنِين فتفل فِي فِيهِ فَكَانَ لَو قدح حجرا أماهه يَعْنِي يخرج من الْحجر المَاء من بركته

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن مُحَمَّد بن ثَابت بن قيس بن شماس أَن أَبَاهُ فَارق جميلَة بنت عبد اللّه بن أبي وَهِي حَامِل بِمُحَمد فَلَمَّا وَلدته حَلَفت ان لَا تلبنه من لَبنهَا فَدَعَا بِهِ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فبزق فِي فِيهِ وَقَالَ اخْتلف بِهِ فَإِن اللّه رازقه فَأَتَيْته بِهِ الْيَوْم الأول وَالثَّانِي وَالثَّالِث فَإِذا امْرَأَة من الْعَرَب تسْأَل عَن ثَابت بن قيس فَقلت لَهَا مَا تريدين قَالَت رَأَيْت فِي مَنَامِي هَذِه اللَّيْلَة كَأَنِّي ارضع ابْنا لَهُ يُقَال لَهُ مُحَمَّد قَالَ فَأَنا ثَابت وَهَذَا ابْني مُحَمَّد

وَأخرج ابْن عَسَاكِر عَن ابي جَعْفَر قَالَ بَيْنَمَا الْحسن مَعَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِذْ عَطش فَاشْتَدَّ ظمأه فَطلب لَهُ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم مَاء فَلم يجد فَأعْطَاهُ لِسَانه فمصه حَتَّى رُوِيَ

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ وَابْن عَسَاكِر عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ خرجنَا مَعَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى إِذا كُنَّا بِبَعْض الطَّرِيق سمع صَوت الْحسن وَالْحُسَيْن يَبْكِيَانِ وهما مَعَ أمهما فأسرع السّير حَتَّى اتاهما فَسَمعته يَقُول مَا شَأْن ابْني فَقَالَت الْعَطش فَطلب المَاء فَلم يجد أحد قَطْرَة فَقَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم ناوليني احدهما فناولته إِيَّاه من تَحت الخدر فَأَخذه فضمه إِلَى صَدره وَهُوَ يضغو مَا يسكت فأدلع لَهُ لِسَانه فَجعل يمصه حَتَّى هدأ وَسكن فَلم اسْمَع لَهُ بكاء وَالْآخر يبكي كَمَا هُوَ مَا يسكت فَقَالَ ناوليني الآخر فناولته إِيَّاه فَفعل بِهِ كَذَلِك فسكتا فَمَا أسمع لَهما صَوت

وَأخرج الدَّارمِيّ وَالتِّرْمِذِيّ فِي الشَّمَائِل وَالْبَيْهَقِيّ وَالطَّبَرَانِيّ فِي الاوسط وَابْن عَسَاكِر عَن ابْن عَبَّاس قَالَ كَانَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم افلج الثنيتين إِذا تكلم رُؤِيَ كالنور يخرج من بَين ثناياه

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن ابي قرصافة قَالَ بَايعنَا رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم انا وامي وخالتي فَلَمَّا رَجعْنَا قَالَت لي امي وخالتي يَا بني مَا رَأينَا مثل هَذَا الرجل أحسن وَجها وَلَا أنقى ثوبا وَلَا أَلين كلَاما ورأينا كَأَن النُّور يخرج من فِيهِ

بَاب الْآيَة فِي وَجهه الشريف صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم

اخْرُج ابْن عَسَاكِر عَن جَابر عَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ جَاءَنِي جبرئيل فَقَالَ إِن اللّه يقْرَأ عَلَيْك السَّلَام وَيَقُول لَك حَبِيبِي إِنِّي كسوت حسن يُوسُف من نور الْكُرْسِيّ وكسوت حسن وَجهك من نور عَرْشِي قَالَ ابْن عَسَاكِر فِي سَنَده مَجْهُول والْحَدِيث مُنكر

وَأخرج ابْن عَسَاكِر عَن عَائِشَة قَالَت كنت أخيط فِي السحر فَسَقَطت مني الابرة فطلبتها فَلم أقدر عَلَيْهَا فَدخل رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فتبينت الإبرة بشعاع نور وَجهه فَأَخْبَرته فَقَالَ يَا حميراء الويل ثمَّ الويل ثَلَاثًا لمن حرم النّظر إِلَى وَجْهي

بَاب الْآيَة فِي إبطه الشريف صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم

اخْرُج الشَّيْخَانِ عَن انس قَالَ رَأَيْت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يرفع يَدَيْهِ فِي الدُّعَاء حَتَّى يرى بَيَاض إبطَيْهِ

وَأخرج ابْن سعد عَن جَابر قَالَ كَانَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِذا سجد يرى بَيَاض إبطَيْهِ وَقد ورد ذكر بَيَاض إبطَيْهِ صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فِي عدَّة أَحَادِيث عَن جمَاعَة من الصَّحَابَة

قَالَ الْمُحب الطَّبَرِيّ من خصائصة صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِن الْإِبِط من جَمِيع النَّاس متغير اللَّوْن غَيره وَذكر الْقُرْطُبِيّ مثل ذَلِك وَزَاد وَأَنه لَا شعر فِيهِ

بَاب الْآيَة فِي لِسَانه الشريف صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم

أخرج ابو أَحْمد الغطريف فِي جزئه وَابْن مندة وَأَبُو نعيم وَابْن عَسَاكِر عَن بُرَيْدَة عَن عمر بن الْخطاب قَالَ قلت يَا رَسُول اللّه مَالك أفصحنا وَلم تخرج من بَين أظهرنَا قَالَ كَانَت لُغَة إِسْمَاعِيل عَلَيْهِ السَّلَام قد درست فجَاء بهَا جبرئيل فحفظنيها

وَفِي بعض طرقه عَن بُرَيْدَة قَالَ سَمِعت عمر بن الْخطاب يَقُول يَا رَسُول اللّه إِلَخ فَجعله من مُسْند بُرَيْدَة

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان وَابْن أبي الدُّنْيَا فِي كتاب الْمَطَر وَابْن أبي حَاتِم والخطيب فِي كتاب النُّجُوم وَابْن عَسَاكِر عَن مُحَمَّد بن ابراهيم التَّيْمِيّ قَالَ قَالُوا يَا رَسُول اللّه مَا رَأينَا الَّذِي هُوَ أفْصح مِنْك قَالَ مَا يَمْنعنِي وَإِنَّمَا أنزل الْقُرْآن بلساني بِلِسَان عَرَبِيّ مُبين

وَأخرج ابْن عَسَاكِر عَن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الزُّهْرِيّ عَن أَبِيه عَن جده قَالَ قَالَ رجل يَا رَسُول اللّه أيدالك الرجل امْرَأَته قَالَ نعم إِذا كَانَ مفلجافقال لَهُ ابو بكر يَا رَسُول اللّه مَا قَالَ لَك وَمَا قلت لَهُ قَالَ إِنَّه قَالَ أيماطل الرجل أَهله قلت لَهُ نعم إِذا كَانَ مُفلسًا قَالَ ابو بكر يَا رَسُول اللّه لقد طفت فِي الْعَرَب وَسمعت فصحاءهم فَمَا سَمِعت أفْصح مِنْك قَالَ أدبني رَبِّي ونشأت فِي بني سعد ابْن بكر

وَأخرج ابْن سعد عَن يحيى بن يزِيد السَّعْدِيّ قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم انا اعربكم انا من قُرَيْش ولساني لِسَان بني سعد بن بكر

واخرج الطَّبَرَانِيّ عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم انا أعرب الْعَرَب ولدت فِي قُرَيْش ونشأت فِي بني سعد فإنى يأتيني اللّحن

بَاب الْآيَة فِي لِسَانه الشريف صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم

أخرج ابو أَحْمد الغطريف فِي جزئه وَابْن مندة وَأَبُو نعيم وَابْن عَسَاكِر عَن بُرَيْدَة عَن عمر بن الْخطاب قَالَ قلت يَا رَسُول اللّه مَالك أفصحنا وَلم تخرج من بَين أظهرنَا قَالَ كَانَت لُغَة إِسْمَاعِيل عَلَيْهِ السَّلَام قد درست فجَاء بهَا جبرئيل فحفظنيها

وَفِي بعض طرقه عَن بُرَيْدَة قَالَ سَمِعت عمر بن الْخطاب يَقُول يَا رَسُول اللّه إِلَخ فَجعله من مُسْند بُرَيْدَة

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان وَابْن أبي الدُّنْيَا فِي كتاب الْمَطَر وَابْن أبي حَاتِم والخطيب فِي كتاب النُّجُوم وَابْن عَسَاكِر عَن مُحَمَّد بن ابراهيم التَّيْمِيّ قَالَ قَالُوا يَا رَسُول اللّه مَا رَأينَا الَّذِي هُوَ أفْصح مِنْك قَالَ مَا يَمْنعنِي وَإِنَّمَا أنزل الْقُرْآن بلساني بِلِسَان عَرَبِيّ مُبين

وَأخرج ابْن عَسَاكِر عَن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الزُّهْرِيّ عَن أَبِيه عَن جده قَالَ قَالَ رجل يَا رَسُول اللّه أيدالك الرجل امْرَأَته قَالَ نعم إِذا كَانَ مفلجافقال لَهُ ابو بكر يَا رَسُول اللّه مَا قَالَ لَك وَمَا قلت لَهُ قَالَ إِنَّه قَالَ أيماطل الرجل أَهله قلت لَهُ نعم إِذا كَانَ مُفلسًا قَالَ ابو بكر يَا رَسُول اللّه لقد طفت فِي الْعَرَب وَسمعت فصحاءهم فَمَا سَمِعت أفْصح مِنْك قَالَ أدبني رَبِّي ونشأت فِي بني سعد ابْن بكر

وَأخرج ابْن سعد عَن يحيى بن يزِيد السَّعْدِيّ قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم انا اعربكم انا من قُرَيْش ولساني لِسَان بني سعد بن بكر

واخرج الطَّبَرَانِيّ عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم انا أعرب الْعَرَب ولدت فِي قُرَيْش ونشأت فِي بني سعد فإنى يأتيني اللّحن

بَاب مَا جَاءَ فِي قلبه الشريف صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم

قَالَ اللّه تَعَالَى {ألم نشرح لَك صدرك}

اخْرُج الْبَيْهَقِيّ من طَرِيق إِبْرَاهِيم بن طهْمَان قَالَ سَأَلت سَعْدا عَن قَوْله تَعَالَى {ألم نشرح لَك صدرك} فَحَدثني بِهِ عَن قَتَادَة عَن انس قَالَ شقّ بَطْنه من عِنْد صَدره إِلَى اسفل بَطْنه فاستخرج مِنْهُ قلبه فَغسل فِي طست من ذهب ثمَّ ملىء إِيمَانًا وَحِكْمَة ثمَّ أُعِيد مَكَانَهُ

واخرج احْمَد وَمُسلم عَن انس ان رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم اتاه جبرئيل ذَات يَوْم وَهُوَ يلْعَب مَعَ الغلمان فَأَخذه فصرعه فشق عَن قلبه واستخرج الْقلب ثمَّ شقّ الْقلب فاستخرج مِنْهُ علقَة فَقَالَ هَذَا حَظّ الشَّيْطَان مِنْك ثمَّ غسله فِي طست من ذهب بِمَاء زَمْزَم ثمَّ لأمه فَأَعَادَهُ فِي مَكَانَهُ وَجعل الغلمان يسعون إِلَى أمه يعْنى ظئره فَقَالُوا إِن مُحَمَّدًا قد قتل فَجَاءُوا وَهُوَ منتقع اللَّوْن قَالَ أنس فَلَقَد كنت أرى اثر الْمخيط فِي صَدره

وَأخرج احْمَد والدارمي وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَالْبَيْهَقِيّ وَالطَّبَرَانِيّ وَأَبُو نعيم عَن عتبَة ابْن عبد أَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ كَانَت حاضنتي من بني سعد بن بكر فَانْطَلَقت أَنا وَابْن لَهَا فِي بهم لنا وَلم نَأْخُذ مَعنا زادا فَقلت يَا أخي اذْهَبْ فأتنا بزاد من عِنْد امنا فَانْطَلق اخي وَمَكَثت عِنْد البهم فَأقبل إِلَيّ طيران أبيضان كَأَنَّهُمَا نسران فَقَالَ احدهما لصَاحبه أهوَ هُوَ قَالَ نعم فَأَقْبَلَا يبتدراني فأخذاني فبطحاني للقفا فشقا بَطْني ثمَّ استخرجا قلبِي فشقاه فأخرجا مِنْهُ علقتين سوداوين فَقَالَ احدهما لصَاحبه إيتني بِمَاء ثلج فغسلا بِهِ جوفي ثمَّ قَالَ ايتني بِمَاء برد فغسلا بِهِ قلبِي ثمَّ قَالَ إيتني بِالسَّكِينَةِ فذراها فِي قلبِي ثمَّ قَالَ احدهما لصَاحبه حِصَّة فحاصه وَختم عَلَيْهِ بِخَاتم النُّبُوَّة

فَقَالَ أَحدهمَا لصَاحبه اجْعَلْهُ فِي كفة وَاجعَل ألفا من أمته فِي كفة فَإِذا انا انْظُر إِلَى الْألف فَوقِي أشْفق ان يخر عَليّ بَعضهم فَقَالَا لَو ان أمته وزنت بِهِ لمَال بهم ثمَّ انْطَلقَا وتركاني وَفرقت فرقا شَدِيدا ثمَّ انْطَلَقت إِلَى امي فاخبرتها بِالَّذِي لقِيت واشفقت ان يكون قد الْتبس فَقَالَت أُعِيذك بِاللّه ورحلت بَعِيرًا لَهَا فجعلتني على الرحل وَركبت خَلْفي حَتَّى بلغنَا أُمِّي فَقَالَت أدّيت امانتي وذمتي وحدثتها بِالَّذِي لقِيت فَلم يرعها ذَلِك وَقَالَت إِنِّي رَأَيْت انه خرج مني نور أَضَاءَت لَهُ قُصُور الشَّام

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن يحيى بن جعدة قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِن ملكَيْنِ جاءاني فِي صُورَة كركيين مَعَهُمَا ثلج وَبرد وَمَاء بَارِد فشرح أَحدهمَا صَدْرِي وَمَج الآخر بمنقاره فِيهِ فَغسله مُرْسل

وَأخرج عبد اللّه بن أَحْمد فِي زَوَائِد الْمسند وَابْن حبَان وَالْحَاكِم وَأَبُو نعيم وَابْن عَسَاكِر والضياء فِي المختارة من طَرِيق معَاذ بن مُحَمَّد بن معَاذ بن أبي بن كَعْب عَن أَبِيه عَن جده عَن أبي بن كَعْب أَن أَبَا هُرَيْرَة قَالَ يَا رَسُول اللّه مَا أول مَا ابتديت بِهِ من امْر النُّبُوَّة قَالَ إِنِّي لفي صحراء أَمْشِي ابْن عشر حجج إِذا انا برجلَيْن فَوق رَأْسِي يَقُول احدهما لصَاحبه أهوَ هُوَ قَالَ نعم فأخذاني فلصقاني لحلاوة الْقَفَا ثمَّ شقا بَطْني فَكَانَ أَحدهمَا يخْتَلف بِالْمَاءِ فِي طست من ذهب وَالْآخر يغسل جوفي فَقَالَ احدهما لصَاحبه أفلق صَدره فاذا صَدْرِي فِيمَا أرى مفلوقا لَا اجد لَهُ وجعا ثمَّ قَالَ أشقق قلبه فشق قلبِي فَقَالَ أخرج الغل والحسد مِنْهُ فَأخْرج مِنْهُ شبه الْعلقَة فنبذ بِهِ ثمَّ قَالَ أَدخل الرأفة وَالرَّحْمَة فِي قلبه فَأدْخل شَيْئا كَهَيئَةِ الْفضة ثمَّ اخْرُج ذرورا كَانَ مَعَه فذره عَلَيْهِ ثمَّ نقر إبهامي ثمَّ قَالَ اغْدُ فَرَجَعت بِمَا لم اغْدُ بِهِ من رَحْمَتي للصَّغِير ورأفتي على الْكَبِير قَالَ أَبُو نعيم تفرد بِهِ معَاذ عَن آبَائِهِ وَتفرد بِذكر السن

وَأخرج الدَّارمِيّ وَالْبَزَّار وَأَبُو نعيم وَابْن عَسَاكِر عَن ابي ذَر قَالَ قلت يَا رَسُول اللّه كَيفَ علمت انك نَبِي وَبِمَا علمت حَتَّى استيقنت قَالَ أَتَانِي أَتَانِي وَأَنا ببطحاء مَكَّة فَوَقع أَحدهمَا بالارض وَكَانَ الآخر بَين السَّمَاء وَالْأَرْض فَقَالَ أَحدهمَا لصَاحبه أهوَ أهوَ قَالَ نعم هُوَ هُوَ قَالَ فزنه بِرَجُل فوزنني فرجحته قَالَ زنه بِعشْرَة فوزنني فرجحتهم قَالَ زنه بِمِائَة فوزنني فرجحتهم قَالَ زنه بِأَلف فوزنني فرجحتهم ثمَّ جعلُوا يتساقطون عَليّ من كفة الْمِيزَان ثمَّ قَالَ احدهما لصَاحبه شقّ بَطْنه فشق بَطْني فَأخْرج مِنْهُ مغمز الشَّيْطَان وعلق الدَّم فطرحهما فَقَالَ أَحدهمَا لصَاحبه اغسل بَطْنه غسل الاناء واغسل قلبه غسل الملاء ثمَّ قَالَ احدهما لصَاحبه خطّ بَطْنه فخاط بَطْني وَجعل الْخَاتم بَين كَتِفي كَمَا هُوَ الْآن ووليا عني وَكَأَنِّي أرى الْأَمر مُعَاينَة

وَأخرج أَبُو نعيم عَن يُونُس بن ميسرَة بن حَلبس قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم أَتَانِي ملك بطست من ذهب فشق بَطْني فاستخرج حشْوَة جوفي فغسلها ثمَّ ذَر عَلَيْهَا ذرورا ثمَّ قَالَ قلب وَكِيع يعي مَا وَقع فِيهِ عَيْنَاك بصيرتان وأذناك تسمعان وانت مُحَمَّد رَسُول اللّه المقفى الحاشر قَلْبك سليم وَلِسَانك صَادِق ونفسك مطمئنة وخلقك قيم انت قثم

وَأخرج الدَّارمِيّ وَابْن عَسَاكِر عَن ابْن غنم قَالَ انْزِلْ جبرئيل على رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فشق بَطْنه ثمَّ قَالَ جبرئيل قلب وَكِيع فِيهِ أذنان سميعتان وعينان بصيرتان مُحَمَّد رَسُول اللّه المقفى حاشر خلقك قيم وَلِسَانك صَادِق ونفسك مطمئنة

وَأخرج مُسلم عَن انس قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم أتيت وانا فِي أَهلِي فَانْطَلق بِي إِلَى زَمْزَم فشرح صَدْرِي ثمَّ غسل بِمَاء زَمْزَم ثمَّ أتيت بطست من ذهب ممتلئا إِيمَانًا وَحِكْمَة فحشى بهَا صَدْرِي قَالَ أنس وَرَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يرينا أَثَره فعرج بِي الْملك الى سَمَاء الدُّنْيَا وَذكر حَدِيث الْمِعْرَاج

قَالَ الْبَيْهَقِيّ يحْتَمل ان شقّ الصَّدْر كَانَ مَرَّات مرّة عِنْد مرضعته حليمة وَمرَّة عِنْد المبعث وَمرَّة لَيْلَة الْمِعْرَاج

قلت قد تقدم فِي الرَّضَاع شقّ صَدره من عدَّة طرق وَسَيَأْتِي فِي أحادث المبعث وَأَحَادِيث الْإِسْرَاء ذَلِك أَيْضا وَالتَّحْقِيق فِي الْجمع بَينهَا الْحمل على التَّعَدُّد وَوُقُوع ذَلِك ثَلَاث مَرَّات مِمَّن صرح بِوُقُوعِهِ مرَّتَيْنِ السُّهيْلي وَابْن دحْيَة وَابْن الْمُنِير وَمِمَّنْ صرح بِالثلَاثِ ابْن حجر وَأبْدى لذَلِك معنى لطيفا وَهُوَ الْمُبَالغَة فِي الإسباغ والتطهير بالتثليث كَمَا هُوَ فِي شَرعه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فِي الطَّهَارَة واختصت الْأَوْقَات الثَّلَاث بذلك لينشأ من الطفولية على أكمل الاحوال من الْعِصْمَة من الشَّيْطَان وليتلقى عِنْد الْبَعْث مَا يُوحى اليه بقلب قوي وليتأهب عِنْد الاسراء للمناجاة

وَقد اخْتلف هَل شقّ الصَّدْر وغسله مَخْصُوص بِهِ اَوْ وَقع لغير من الْأَنْبِيَاء قَالَ ابْن الْمُنِير شقّ الصَّدْر لَهُ صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم وَصَبره عَلَيْهِ من جنس مَا ابتلى بِهِ الذَّبِيح وصبر عَلَيْهِ بل هَذَا أشق وَأجل لِأَن تِلْكَ معاريض وَهَذِه حَقِيقَة وَأَيْضًا فقد تكَرر وَوَقع لَهُ وَهُوَ رَضِيع يَتِيم بعيد من أَهله صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم

بَاب الْآيَة فِي حفظه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم من التثاؤب

اخْرُج البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ وَابْن ابي شيبَة فِي المُصَنّف وَابْن سعد عَن يزِيد بن الاصم قَالَ مَا تثاءب النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قطّ

واخرج ابْن أبي شيبَة عَن مسلمة بن عبد الْملك بن مَرْوَان قَالَ مَا تثاءب نَبِي قطّ

اخْرُج التِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة وَأَبُو نعيم عَن أبي ذَر قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِنِّي أرى مَا لَا ترَوْنَ واسمع مَا لَا تَسْمَعُونَ أطت السَّمَاء وَحقّ لَهَا ان تئط لَيْسَ فِيهَا مَوضِع أَربع أَصَابِع إِلَّا وَملك وَاضع جَبهته ساجد للّه

وَأخرج ابو نعيم عَن حَكِيم بن حزَام قَالَ بَيْنَمَا رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فِي أَصْحَابه إِذْ قَالَ لَهُم تَسْمَعُونَ مَا اسْمَع قَالُوا مَا نسْمع من شَيْء قَالَ إِنِّي لأسْمع أطيط السَّمَاء وَمَا تلام ان تئط مَا فِيهَا مَوضِع شبر إِلَّا وَعَلِيهِ ملك ساجد اَوْ قَائِم

 

 ٣-١بَاب الْآيَة فِي صَوته صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم وبلوغه حَيْثُ لَا يبلغهُ صَوت غَيره

اخْرُج الْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن الْبَراء قَالَ خَطَبنَا رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى اسْمَع الْعَوَاتِق فِي خُدُورهنَّ

وَأخرج أَبُو نعيم عَن بُرَيْدَة قَالَ صلى النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَوْمًا ثمَّ انْفَتَلَ فَنَادَى بِصَوْت أسمع الْعَوَاتِق فِي أَجْوَاف الْخُدُور

وَأخرج ابو نعيم عَن ابي بَرزَة قَالَ خرج علينا رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بالهاجرة العلياء فَخَطَبنَا بِصَوْت يسمع الْعَوَاتِق فِي خُدُورهنَّ

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن عَائِشَة ان النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم جلس يَوْم الْجُمُعَة على الْمِنْبَر فَقَالَ للنَّاس اجلسوا فَسَمعهُ عبد اللّه بن رَوَاحَة وَهُوَ فِي بني غنم فَجَلَسَ فِي مَكَانَهُ

واخرج ابْن سعد وابو نعيم عَن عبد الرَّحْمَن بن معَاذ التَّيْمِيّ قَالَ خَطَبنَا رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بمنى ففتحت أسماعنا وَفِي لفط فَفتح اللّه أسماعنا حَتَّى إِن كُنَّا لنسمع مَا يَقُول وَنحن فِي مَنَازلنَا

واخرج ابْن ماجة وَالْبَيْهَقِيّ عَن أم هَانِيء قَالَت كُنَّا نسْمع قِرَاءَة النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فِي جَوف اللَّيْل عِنْد الْكَعْبَة وَأَنا على عريشي

بَاب الْآيَة فِي عقله صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم

أخرج ابو نعيم فِي الْحِلْية وَابْن عَسَاكِر عَن وهب بن مُنَبّه قَالَ قَرَأت إحدا وَسبعين كتابا فَوجدت فِي جَمِيعهَا ان اللّه لم يُعْط جَمِيع النَّاس من بَدْء الدُّنْيَا إِلَى انْقِضَائِهَا من الْعقل فِي جنب عقل مُحَمَّد صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِلَّا كحبة رمل من بَين جَمِيع رمال الدُّنْيَا وَأَن مُحَمَّدًا صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم أرجح النَّاس عقلا وأرجحهم رَأيا

بَاب الْآيَة فِي عرقه الشريف صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم

أخرج مُسلم عَن أنس قَالَ دخل علينا رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ عندنَا فعرق وَجَاءَت امي بقاروة فَجَلَست تسلت الْعرق فَاسْتَيْقَظَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ يَا ام سليم مَا هَذَا الَّذِي تصنعين قَالَت هَذَا عرق نجعله لطيبنا وَهُوَ أطيب الطّيب

واخرج من وَجه آخر عَن انس ان النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يَأْتِي ام سليم فيقيل عِنْدهَا فتبسط لَهُ نطعا فيقيل عَلَيْهِ وَكَانَ كثير الْعرق فَكَانَت تجمع عرقه فتجعله فِي الطّيب والقوارير فَقَالَ يَا أم سليم مَا هَذَا قَالَت عرقك أدوف بِهِ طيبي

واخرج أَبُو نعيم من طَرِيق مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أم سليم قَالَت كَانَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يقيل عِنْدِي على نطع فَإِذا عرق أخذت سكا فعجنته بعرقه

وَأخرج الدَّارمِيّ وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن جَابر بن عبد اللّه قَالَ كَانَ فِي رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم خِصَال لم يكن فِي طَرِيق فيتبعه أحد إِلَّا عرف انه قد سلكه من طيب عرقه اَوْ عرفه وَلم يكن يمر بِحجر وَلَا شجر إِلَّا سجد لَهُ

وَأخرج ابْن سعد وَأَبُو نعيم عَن أنس قَالَ كُنَّا نَعْرِف رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِذا اقبل بِطيب رِيحه

وَأخرج الْبَزَّار وَأَبُو يعلى عَن انس قَالَ كَانَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِذا مر فِي طَرِيق من طرق الْمَدِينَة وجدوا مِنْهُ رَائِحَة الطّيب وَقَالُوا مر رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم من هَذَا الطَّرِيق

واخرج الدَّارمِيّ عَن ابراهيم النَّخعِيّ قَالَ كَانَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يعرف بِاللَّيْلِ برِيح الطّيب

واخرج الْخَطِيب وَابْن عَسَاكِر وَأَبُو نعيم والديلي من طَرِيقين عَن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البُخَارِيّ ثَنَا عَمْرو بن مُحَمَّد بن جَعْفَر ثَنَا أَبُو عُبَيْدَة معمر بن الْمثنى ثَنَا هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت كنت قَاعِدَة أغزل وَالنَّبِيّ صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يخصف نَعله فَجعل جَبينه يعرق وَجعل عرقه يتَوَلَّد نورا فبهت فَقَالَ مَالك بهت قلت جعل جبينك يعرق وَجعل عرقك يتَوَلَّد نورا وَلَو رآك ابو كَبِير الْهُذلِيّ لعلم أَنَّك أَحَق بِشعرِهِ حَيْثُ يَقُول شعر

(ومبرأ من كل غبر حَيْضَة ... وَفَسَاد مُرْضِعَة وداء مغيل)

(وَإِذا نظرت إِلَى أسره وَجهه ... برقتْ بروق الْعَارِض المتهلل)

فَوضع رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم مَا كَانَ فِي يَده وَقَامَ إِلَيّ فَقبل مَا بَين عَيْني وَقَالَ جَزَاك اللّه يَا عَائِشَة خيرا فَمَا أذكر أَنِّي سررت كسروري بكلامك قَالَ ابو عَليّ صَالح بن مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ لَا أعلم أَن أَبَا عُبَيْدَة حدث عَن هِشَام بن عُرْوَة شَيْئا قَالَ لَكِن الحَدِيث حسن عِنْدِي حِين صَار مخرجه مُحَمَّد بن اسماعيل البُخَارِيّ

وَأخرج أَبُو نعيم عَن عَائِشَة قَالَت كَانَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم أحسن النَّاس وَجها وأنورهم لونا لم يصفه واصف قطّ إِلَّا شبه وَجهه بالقمر لَيْلَة الْبَدْر وَكَانَ عرقه فِي وَجهه مثل اللُّؤْلُؤ أطيب من الْمسك الأذفر

وَأخرج ابو يعلى وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَابْن عَسَاكِر عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ جَاءَ رجل إِلَى النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ يَا رَسُول اللّه إِنِّي زوجت ابْنَتي وَأحب أَن تعينني قَالَ مَا عِنْدِي شَيْء وَلَكِن إيتني بقارورة وَاسِعَة الرَّأْس وعود شَجَرَة فَأَتَاهُ بهما فَجعل النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَسْلت الْعرق من ذِرَاعَيْهِ حَتَّى امْتَلَأت القارورة قَالَ فَخذهَا وَمر ابْنَتك ان تغمس هَذَا

الْعود فِي القارورة وتطيب بِهِ فَكَانَت اذا تطيبت بِهِ يشم أهل الْمَدِينَة رَائِحَة ذَلِك الطّيب فسموا بَيت المطيبين

وَأخرج الدَّارمِيّ عَن رجل من بني حريش قَالَ كنت مَعَ أبي حِين رجم النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم مَاعِز بن مَالك فَلَمَّا أَخَذته الْحِجَارَة أرعبت فضمني النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِلَيْهِ فَسَالَ عَليّ من عرق إبطه مثل ريح الْمسك واخرجه عَبْدَانِ فِي الصَّحَابَة فَقَالَ عَن حريش

وَأخرج الْبَزَّار عَن معَاذ بن جبل قَالَ كنت أَسِير مَعَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ أدن مني فدنوت مِنْهُ فَمَا شممت مسكا وَلَا عنبرا أطيب من ريح رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم

بَاب الْآيَة فِي طوله صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم

اخْرُج ابْن أبي خَيْثَمَة فِي تَارِيخه وَالْبَيْهَقِيّ وَابْن عَسَاكِر عَن عَائِشَة قَالَت لم يكن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بالطويل الْبَائِن وَلَا بالقصير المتردد وَكَانَ ينْسب إِلَى الربعة إِذا مَشى وَحده وَلم يكن على حَال يماشيه أحد من النَّاس ينْسب إِلَى الطول إِلَّا طاله رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم ولربما اكتنفه الرّجلَانِ الطويلان فيطولهما فَإِذا فارقاه نسب رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِلَى الربعة وَذكر ابْن سبع فِي الخصائص ذَلِك وَزَاد أَنه كَانَ إِذا جلس يكون كتفه أَعلَى من جَمِيع الجالسين

بَاب الْآيَة فِي أَنه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لم يكن يرى لَهُ ظلّ

اخْرُج الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ عَن ذكْوَان ان رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لم يكن يرى لَهُ ظلّ فِي شمس وَلَا قمر قَالَ ابْن سبع من خَصَائِصه ان ظله كَانَ لَا يَقع على الأَرْض وَأَنه كَانَ نورا فَكَانَ إِذا مَشى فِي الشَّمْس أَو الْقَمَر لَا ينظر لَهُ ظلّ قَالَ بَعضهم وَيشْهد لَهُ حَدِيث قَوْله صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فِي دُعَائِهِ واجعلني نورا

بَاب فِي أَنه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم كَانَ لَا ينزل الذُّبَاب عَلَيْهِ وَلَا على ثِيَابه

ذكر القَاضِي عِيَاض فِي الشِّفَاء والعزفي فِي مولده ان من خصائصة صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم انه كَانَ لَا ينزل عَلَيْهِ الذُّبَاب

وَذكره ابْن سبع فِي الخصائص بِلَفْظ أَنه لم يَقع على ثِيَابه ذُبَاب قطّ وَزَاد ان من خَصَائِصه ان الْقمل لم يكن يُؤْذِيه

بَاب الْآيَة فِي شعره الشريف صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم

اخْرُج سعيد بن مَنْصُور وَابْن سعد وَأَبُو يعلى وَالْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن عبد الحميد بن جَعْفَر عَن أَبِيه ان خَالِد بن الْوَلِيد فقد قلنسوة لَهُ يَوْم اليرموك فطلبها حَتَّى وجدهَا وَقَالَ اعْتَمر رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فحلق رَأسه فابتدر النَّاس جَوَانِب شعره فسبقتهم إِلَى ناصيته فجعلتها فِي هَذِه القلنسوة فَلم أشهد قتالا وَهِي معي إِلَّا رزقت النَّصْر

بَاب الْآيَة فِي دَمه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم

اخْرُج الْبَزَّار وَأَبُو يعلى وَالطَّبَرَانِيّ وَالْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ عَن عبد اللّه بن الزبير انه اتى النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يحتجم فَلَمَّا فرغ قَالَ يَا عبد اللّه اذْهَبْ بِهَذَا الدَّم فاهرقه حَيْثُ لَا يراك أحد فشربه فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ يَا عبد اللّه مَا صنعت قَالَ جعلته فِي أخْفى مَكَان علمت انه مخفي عَن النَّاس قَالَ لَعَلَّك شربته قلت نعم قَالَ ويل للنَّاس مِنْك وويل لَك من النَّاس فَكَانُوا يرَوْنَ أَن الْقُوَّة الَّتِي بِهِ من ذَلِك الدَّم

بَاب الْآيَة فِي قدمه الشريف صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم

أخرج الْبَيْهَقِيّ عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا وطىء بقدمه وطىء بكلها لَيْسَ لَهُ أَخْمص

وَأخرج ابْن عَسَاكِر عَن أبي امامة الْبَاهِلِيّ قَالَ كَانَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لَا أَخْمص لَهُ يطَأ على قدمه كلهَا

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن جَابر بن سَمُرَة قَالَ كَانَت خنصر رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم من رجله متظاهرة

وَأخرج احْمَد عَن ابْن عَبَّاس ان قُريْشًا اتوا كاهنة فَقَالُوا لَهَا أَخْبِرِينَا بأقربنا شبها بِصَاحِب هَذَا الْمقَام إِن انتم جررتم كسَاء على هَذِه السهلة ثمَّ مشيتم عَلَيْهَا أنبأتكم فجروا ثمَّ مَشى النَّاس عَلَيْهَا فَأَبْصَرت أثر مُحَمَّد صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَت هَذَا أقربكم شبها بِهِ فَمَكَثُوا بعد ذَلِك عشْرين سنة أَو قَرِيبا من عشْرين سنة ثمَّ بعث رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم

بَاب الْآيَة فِي مَشْيه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم

أخرج ابْن سعد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ كنت مَعَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فِي جَنَازَة فَكنت إِذا مشيت سبقني فَالْتَفت إِلَى رجل إِلَى جَنْبي فَقلت تطوى لَهُ الأَرْض وخليل اللّه إِبْرَاهِيم

وَأخرج ابْن سعد عَن يزِيد بن مرْثَد قَالَ كَانَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِذا مَشى أسْرع حَتَّى يُهَرْوِل الرجل وَرَاءه فَلَا يُدْرِكهُ

بَاب الْآيَة فِي نَومه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم

أخرج الشَّيْخَانِ عَن عَائِشَة قَالَت يَا رَسُول اللّه أتنام قبل أَن توتر فَقَالَ يَا عَائِشَة إِن عَيْني تنامان وَلَا ينَام قلبِي

وَأخرج أَبُو نعيم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم تنام عَيْني وَلَا ينَام قلبِي

وَأخرج الشَّيْخَانِ عَن أنس بن مَالك قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم الْأَنْبِيَاء تنام اعينهم وَلَا تنام قُلُوبهم

وَأخرج ابْن سعد عَن عَطاء عَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ إِنَّا معشر الْأَنْبِيَاء تنام أَعيننَا وَلَا تنام قُلُوبنَا

وَأخرج عَن الْحسن مَرْفُوعا تنام عَيْنَايَ وَلَا ينَام قلبِي

وَأخرج أَبُو نعيم عَن جَابر بن عبد اللّه ان النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم كَانَ تنام عَيناهُ وَلَا ينَام قلبه

وَأخرج ابو نعيم عَن ابْن عَبَّاس قَالَ حضرت عِصَابَة من الْيَهُود يَوْمًا عِنْد النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لَهُم انشدكم بِاللّه الَّذِي نزل التَّوْرَاة على مُوسَى هَل تعلمُونَ أَن هَذَا النَّبِي تنام عَيناهُ وَلَا ينَام قلبه قَالُوا اللّهمَّ نعم قَالَ اللّهمَّ اشْهَدْ

وَأخرج الْحَاكِم وَصَححهُ عَن أنس قَالَ كَانَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم تنام عينه وَلَا ينَام قلبه

بَاب الْآيَة فِي جمَاعه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم

اخْرُج البُخَارِيّ من طَرِيق قَتَادَة عَن أنس قَالَ كَانَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَدُور على نِسَائِهِ فِي السَّاعَة الْوَاحِدَة من اللَّيْل وَالنَّهَار وَهن إِحْدَى عشرَة قلت لأنس أَو كَانَ يطيقه قَالَ كُنَّا نتحدث أَنه اعطي قُوَّة ثَلَاثِينَ

وَأخرج ابْن سعد عَن سلمى مولاة رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَت طَاف رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم على نسائة التسع لَيْلَة

وَأخرج ابْن سعد انا عبيد اللّه بن مُوسَى عَن اسامة بن زيد عَن صَفْوَان بن سليم قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم اتاني جبرئيل بِقدر فَأكلت مِنْهَا فَأعْطيت قُوَّة أَرْبَعِينَ رجلا فِي الْجِمَاع

وَأخرج ابْن عدي من طَرِيق سَلام بن سُلَيْمَان عَن نهشل عَن الضَّحَّاك عَن ابْن عَبَّاس مَرْفُوعا مثله وَالطَّرِيق الأولى جَيِّدَة على إرسالها بِخِلَاف هَذِه فَإِنَّهَا واهية

وَقَالَ ابْن سعد انا الْوَاقِدِيّ حَدثنَا مُوسَى بن مُحَمَّد بن ابراهيم عَن ابيه قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم كنت من أقل النَّاس فِي الْجِمَاع حَتَّى انْزِلْ اللّه عَليّ الكفيت فَمَا اريده من سَاعَة الا وجدته وَهُوَ قدر فِيهَا لحم

وَقَالَ أَنا الْوَاقِدِيّ حَدثنَا ابْن أبي سُبْرَة وَعبد اللّه بن جَعْفَر عَن صَالح بن كيسَان مثله

وَقَالَ انا الْوَاقِدِيّ حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد اللّه عَن الزُّهْرِيّ عَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ رَأَيْت كَأَنِّي أتيت بِقدر فَأكلت مِنْهَا حَتَّى تضلعت فَمَا أُرِيد أَن آتِي النِّسَاء أَي سَاعَة إِلَّا فعلت مُنْذُ أكلت مِنْهَا

وَأخرج ابْن سعد عَن مُجَاهِد وَطَاوُس قَالَا أعطي رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قُوَّة أَرْبَعِينَ رجلا فِي الْجِمَاع

وَأخرج الْحَارِث بن أبي أُسَامَة عَن مُجَاهِد قَالَ أعطي رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قُوَّة بضع وَأَرْبَعين رجلا كل رجل من أهل الْجنَّة

وَأخرج عَن ابْن عَمْرو عَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ أَعْطَيْت قُوَّة أَرْبَعِينَ رجلا فِي الْبَطْش وَالنِّكَاح

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ والإسماعيلي فِي مُعْجَمه وَابْن عَسَاكِر عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فضلت على النَّاس بِأَرْبَع بالسماحة والشجاعة وَكَثْرَة الْجِمَاع وَشدَّة الْبَطْش

بَاب الْآيَة فِي حفظه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم من الِاحْتِلَام

اخْرُج الطَّبَرَانِيّ من طَرِيق عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس والدينوري فِي المجالسة من طَرِيق مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس قَالَ مَا احْتَلَمَ نَبِي قطّ وَإِنَّمَا الِاحْتِلَام من الشَّيْطَان

بَاب المعجزة فِي بَوْله وغائطه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم

اخْرُج الْبَيْهَقِيّ من طَرِيق حُسَيْن بن علوان عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت كَانَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِذا دخل الْغَائِط دخلت فِي إثره فَلَا أرى شَيْئا إِلَّا كنت أَشمّ رَائِحَة الطّيب فَذكرت ذَلِك لَهُ فَقَالَ أما علمت أَن أَجْسَادنَا تنْبت على أَرْوَاح أهل الْجنَّة فَمَا خرج مِنْهَا من شَيْء ابتلعته الأَرْض

وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ هَذَا الحَدِيث من مَوْضُوعَات ابْن علوان

قلت كلا لَيْسَ كَمَا قَالَ فَإِن الحَدِيث لَهُ طَرِيق آخر عَن عَائِشَة قَالَ ابْن سعد أخبرنَا إِسْمَاعِيل بن أبان الْوراق وَحدثنَا عَنْبَسَة بن عبد الرَّحْمَن الْقرشِي عَن مُحَمَّد بن زَاذَان عَن ام سعد عَن عَائِشَة قَالَت قلت يَا رَسُول اللّه تَأتي الْخَلَاء فَلَا يرى مِنْك شَيْء من الْأَذَى قَالَ أَو مَا علمت ان الأَرْض تبتلع مَا يخرج من الْأَنْبِيَاء وَلَا يرى مِنْهُ شَيْء وَأخرجه ابو نعيم من هَذَا الطَّرِيق

وَله طَرِيق ثَالِث قَالَ أَبُو نعيم حَدثنَا مُحَمَّد بن ابراهيم حَدثنَا عَليّ بن أَحْمد بن سُلَيْمَان الْمصْرِيّ حَدثنَا زَكَرِيَّا بن يحيى الْبَلْخِي حَدثنَا شهَاب بن معمر الْعَوْفِيّ حَدثنَا عبد الْكَرِيم الخزاز حَدثنَا أَبُو عبد اللّه الْمَدِينِيّ عَن ليلى مولاة عَائِشَة قَالَت قلت يَا رَسُول اللّه إِنَّك تدخل الْخَلَاء فاذا خرجت دخلت اثرك فَمَا أرى شَيْئا إِلَّا أَنِّي اجد رَائِحَة الْمسك قَالَ إِنَّا معشر الانبياء تنْبت اجسادنا على ارواح اهل الْجنَّة فَمَا خرج مِنْهَا من شَيْء ابتلعته الأَرْض

وَله طَرِيق رَابِع قَالَ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك اخبرني مخلد بن جَعْفَر حَدثنَا مُحَمَّد بن جرير حَدثنَا مُوسَى بن عبد الرَّحْمَن الْمَسْرُوقي حَدثنَا ابراهيم بن سعد حَدثنَا الْمنْهَال ابْن عبيد اللّه عَمَّن ذكره عَن ليلى مولاة عَائِشَة عَن عَائِشَة قَالَت دخل رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لقَضَاء حَاجته فَدخلت فَلم أر شَيْئا وَوجدت ريح الْمسك فَقلت يَا رَسُول اللّه إِنِّي لم أر شَيْئا قَالَ إِن الأَرْض أمرت ان تكفته منا معاشر الانبياء

وَله طَرِيق خَامِس قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي الافراد حَدثنَا مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الْبَاهِلِيّ حَدثنَا مُحَمَّد بن حسان الْأمَوِي حَدثنَا عَبدة بن سُلَيْمَان عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت قلت يَا رَسُول اللّه إِنِّي اراك تدخل الْخَلَاء ثمَّ يَجِيء الَّذِي بعْدك فَلَا يرى لما يخرج مِنْك أثرا فَقَالَ يَا عَائِشَة اما علمت ان اللّه امْر الأَرْض أَن تبتلع مَا خرج من الْأَنْبِيَاء هَذَا الطَّرِيق اقوى طرق الحَدِيث قَالَ ابْن دحْيَة فِي الخصائص بعد إِيرَاده هَذَا سَنَد ثَابت مُحَمَّد بن حسان بغدادي ثِقَة صَالح وَعَبدَة من رجال الشَّيْخَيْنِ

وَله طَرِيق سادس مُرْسل أخرج الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ من طَرِيق عبد الرَّحْمَن بن قيس الزَّعْفَرَانِي عَن عبد الْملك بن عبد اللّه بن الْوَلِيد عَن ذكْوَان ان رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لم يكن يرى لَهُ ظلّ فِي شمس وَلَا قمر وَلَا أثر قَضَاء حَاجَة وَله طَرِيق سَابِع يَأْتِي فِي بَاب وَفد الْجِنّ

بَاب الِاسْتِشْفَاء ببوله صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم

اخْرُج الْحسن بن سُفْيَان فِي مُسْنده وابو يعلى وَالْحَاكِم وَالدَّارَقُطْنِيّ وَأَبُو نعيم عَن أم أَيمن قَالَت قَامَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم من اللَّيْل إِلَى فخارة فِي جَانب الْبَيْت فَبَال فِيهَا فَقُمْت من اللَّيْل وَأَنا عَطْشَانَة فَشَرِبت مَا فِيهَا فَلَمَّا أصبح أخْبرته فَضَحِك وَقَالَ إِنَّك لن تَشْتَكِي بَطْنك بعد يَوْمك هَذَا أبدا

واخرج عبد الرَّزَّاق عَن ابْن جريج قَالَ اخبرت ان النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يَبُول فِي قدح من عيدَان ثمَّ يوضع تَحت سَرِيره فجَاء فَإِذا الْقدح لَيْسَ فِيهِ شَيْء فَقَالَ لامْرَأَة يُقَال لَهَا بركَة كَانَت تخْدم ام حَبِيبَة جَاءَت مَعهَا من أَرض الْحَبَشَة أَيْن الْبَوْل الَّذِي كَانَ فِي الْقدح قَالَت شربته قَالَ صِحَة يَا أم يُوسُف وَكَانَت تكنى ام يُوسُف فَمَا مَرضت قطّ حَتَّى كَانَ مَرضهَا الَّذِي مَاتَت فِيهِ قَالَ ابْن دحْيَة هَذِه قَضِيَّة أُخْرَى غير قَضِيَّة أم أَيمن وبركة أم يُوسُف غير بركَة أم أَيمن

 

  ٣-٢بَاب جَامع فِي صفة خلقه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم

اخْرُج الشَّيْخَانِ عَن الْبَراء قَالَ كَانَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم أحسن النَّاس وَجها وَأَحْسَنهمْ خلقا لَيْسَ بالطويل الذَّاهِب وَلَا بالقصير

واخرج البُخَارِيّ عَن الْبَراء أَنه سُئِلَ أَكَانَ وَجه رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم مثل السَّيْف قَالَ لَا وَلَكِن كَانَ مثل الْقَمَر

وَأخرج مُسلم عَن جَابر بن سَمُرَة أَنه سُئِلَ اكان وَجه رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم طَويلا قَالَ لَا بل مثل الشَّمْس وَالْقَمَر مستديرا

ابحث في الكتاب:            

وَأخرج الدَّارمِيّ وَالْبَيْهَقِيّ عَن جَابر بن سَمُرَة قَالَ رَأَيْت النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فِي لَيْلَة اضحيان وَعَلِيهِ حلَّة حَمْرَاء فَجعلت أنظر إِلَيْهِ وَإِلَى الْقَمَر فَلَهو كَانَ أحسن فِي عَيْني من الْقَمَر فِي الصِّحَاح لَيْلَة إِضْحِيَان بِكَسْر الْهمزَة والحاء لَا غيم فِيهَا

وَأخرج البُخَارِيّ عَن كَعْب بن مَالك قَالَ كَانَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِذا أسر استنار وَجهه كَأَنَّهُ قِطْعَة قمر وَكُنَّا نَعْرِف ذَلِك مِنْهُ

وَأخرج أَبُو نعيم عَن أبي بكر الصّديق رَضِي اللّه عَنهُ قَالَ كَانَ وَجه رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم كدارة الْقَمَر

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن ابي اسحاق عَن امْرَأَة من هَمدَان قَالَت حججْت مَعَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قلت لَهَا شبهيه قَالَت كَالْقَمَرِ لَيْلَة الْبَدْر لم أر قبله وَلَا بعده مثله

وَأخرج الدَّارمِيّ وَالْبَيْهَقِيّ وَالطَّبَرَانِيّ وَأَبُو نعيم عَن أبي عُبَيْدَة قَالَ قلت للربيع بنت معوذ صفي لي رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَت لَو رَأَيْته لَقلت الشَّمْس طالعة

واخرج مُسلم عَن أبي الطُّفَيْل انه قيل لَهُ صف لنا رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ كَانَ ابيض مليح الْوَجْه

واخرج الشَّيْخَانِ عَن انس قَالَ كَانَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم ربعَة من الْقَوْم لَيْسَ بالطويل الْبَائِن وَلَا بالقصير ازهر اللَّوْن لَيْسَ بالآدم وَلَا الْأَبْيَض الأمهق رجل الشّعْر لَيْسَ بالسبط وَلَا بالجعد القطط الْبَائِن الطَّوِيل فِي نحافة والآدم الشَّديد السمرَة والامهق الشَّديد الْبيَاض الَّذِي لَا يخالطه شَيْء من الْحمرَة وَلَيْسَ بنير والسبط الَّذِي لَيْسَ فِيهِ تكسر والقطط الشَّديد الجعودة وَالرجل بَينهمَا كانه مشط فتكسر قَلِيلا

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن عَليّ قَالَ كَانَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم أَبيض مشربا بحمرة

وَأخرج ابْن سعد وَالتِّرْمِذِيّ وَالْبَيْهَقِيّ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ مَا رَأَيْت شَيْئا أحسن من رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم وَسلم كَأَن الشَّمْس تجْرِي فِي وَجهه وَمَا رَأَيْت احدا اسرع فِي مَشْيه مِنْهُ كَأَن الارض تطوى لَهُ إِنَّا لنجهد وانه غير مكترث

وَأخرج ابْن سعد عَن قَتَادَة وَابْن عَسَاكِر من طَرِيق قَتَادَة عَن أنس قَالَ مَا بعث اللّه نَبيا قطّ إِلَّا بَعثه حسن الْوَجْه حسن الصَّوْت حَتَّى بعث نَبِيكُم صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَبَعثه حسن الْوَجْه حسن الصَّوْت

وَأخرج ابْن عَسَاكِر عَن عَليّ بن ابي طَالب قَالَ مَا بعث اللّه نَبيا قطّ إِلَّا صبيح الْوَجْه كريم الْحسب حسن الصَّوْت وان نَبِيكُم صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم كَانَ صبيح الْوَجْه كريم الْحسب حسن الصَّوْت

وَأخرج الدَّارمِيّ عَن ابْن عمر قَالَ مَا رَأَيْت احدا أَشْجَع وَلَا أَجود وَلَا أوضأ من رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم

وَأخرج الدَّارمِيّ عَن ابْن عمر قَالَ مَا رَأَيْت أحدا أَشْجَع وَلَا أَجود وَلَا أوضأ من رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم

وَأخرج مُسلم عَن جَابر بن سَمُرَة قَالَ كَانَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم ضليع الْفَم اشكل الْعَينَيْنِ منهوس العقبين الشكلة كَهَيئَةِ الْحمرَة تكون فِي بَيَاض الْعين بِخِلَاف الشهلة فَإِنَّهَا حمرَة فِي سوادها وضليع الْفَم واسعه ومنهوس العقبين قَلِيل لحم الْعقب

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن عَليّ قَالَ كَانَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم عَظِيم الْعَينَيْنِ أهدب الأشفار مشرب الْعين بحمرة

وَأخرج التِّرْمِذِيّ وَالْبَيْهَقِيّ من وَجه آخر عَن عَليّ أَنه نعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لم يكن بالطويل الممغط وَلَا بالقصير المتردد كَانَ ربعَة من الْقَوْم لم يكن بالجعد القطط وَلَا بالسبط كَانَ جَعدًا رجلا وَلم يكن بالمطهم وَلَا بالمكلثم كَانَ فِي وَجهه تدوير أَبيض مشرب أدعج الْعَينَيْنِ أهدب الأشفار جليل المشاش والكتد أجرد ذُو مسربة شثن الْكَفَّيْنِ والقدمين إِذا مَشى تقلع كَأَنَّمَا يمشي فِي صبب وَإِذا الْتفت الْتفت مَعًا بَين كَتفيهِ خَاتم النُّبُوَّة الممغط الطَّوِيل الْبَائِن والمتردد الَّذِي تردد خلقه بعضه على بعض فَهُوَ مُجْتَمع والمطهم المسترخي اللَّحْم والمكلثم المدور الْوَجْه اي لم يكن شَدِيد تدوير الْوَجْه بل فِي وَجهه تدوير قَلِيل وَالْمشْرَب الَّذِي فِي بياضه حمرَة والأدعج الشَّديد سَواد الحدقة والأهدب الطَّوِيل الأشفار وَهِي شعر الْعين

والمشاش رُؤُوس الْعِظَام كالركبتين والمرفقين والمنكبين وجليلها عظيمها والكتد بِفتْحَتَيْنِ مُجْتَمع الْكَتِفَيْنِ والأجرد الَّذِي لَا شعر على بدنه والمسربة خيط شعر بَين الصَّدْر والسرة وشثن الْكَفَّيْنِ غليظ الْأَصَابِع

وَأخرج من وَجه آخر عَنهُ قَالَ كَانَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم اسود الحدقة أهدب الأشفار

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ كَانَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم مفاض الجبين أهدب الأشفار مفاض وَاسع

وَأخرج الطَّيَالِسِيّ وَالتِّرْمِذِيّ وَصَححهُ وَالْبَيْهَقِيّ عَن عَليّ بن ابي طَالب قَالَ كَانَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لَيْسَ بالقصير وَلَا بالطويل ضخم الرَّأْس واللحية شثن الْكَفَّيْنِ والقدمين ضخم الكراديس مشربا وَجهه حمرَة طَوِيلَة المسربة اذا مَشى تكفأ تكفأ كَأَنَّمَا ينحط من صبب لم أر قبله وَلَا بعده مثله الكراديس رُؤُوس الْعِظَام كالمشاش

وَأخرج الطَّيَالِسِيّ وَأحمد وَالْبَيْهَقِيّ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ كَانَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم شج الذراعين بعيد مَا بَين الْمَنْكِبَيْنِ أهدب أشفار الْعَينَيْنِ لم يكن صخابا فِي الاسواق وَلَا فحاشا وَلَا متفحشا كَانَ يقبل جَمِيعًا وَيُدبر جَمِيعًا

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن ابي هُرَيْرَة قَالَ كَانَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم اسود اللِّحْيَة حسن الثغر

وَأخرج عَن انس انه سُئِلَ هَل شَاب النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ مَا شانه اللّه بالشيب مَا كَانَ فِي رَأسه ولحيته إِلَّا سبع عشرَة أَو ثَمَان عشرَة شَعْرَة بَيْضَاء

وَأخرج الشَّيْخَانِ عَن الْبَراء قَالَ كَانَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم مربوعا بعيد مَا بَين الْمَنْكِبَيْنِ يبلغ شعره شحمة أُذُنَيْهِ مَا رَأَيْت شَيْئا أحسن مِنْهُ

وَأخرج احْمَد وَالْبَيْهَقِيّ عَن محرش الكعبي قَالَ اعْتَمر النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم من الْجِعِرَّانَة لَيْلًا فَنَظَرت إِلَى ظَهره كَأَنَّهُ سبيكة فضَّة

وَأخرج الطَّيَالِسِيّ وَابْن سعد وَالطَّبَرَانِيّ وَابْن عَسَاكِر عَن ام هَانِئ قَالَت مَا رَأَيْت بطن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِلَّا ذكرت الْقَرَاطِيس الْمثنى بَعْضهَا على بعض

وَأخرج التِّرْمِذِيّ وَالْبَيْهَقِيّ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ كَانَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم أَبيض كَأَنَّمَا صِيغ من فضَّة رجل الشّعْر مفاض الْبَطن عَظِيم مشاش الْمَنْكِبَيْنِ يطَأ بقدمه جَمِيعًا إِذا اقبل اقبل جَمِيعًا وَإِذا أدبر أدبر جَمِيعًا

وَأخرج البُخَارِيّ عَن انس قَالَ كَانَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم ضخم الرَّأْس والقدمين سبط الْكَفَّيْنِ

واخرج البُخَارِيّ عَن ابي هُرَيْرَة قَالَ كَانَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم ضخم الْقَدَمَيْنِ وَحسن الْوَجْه لم أر بعده مثله

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ وَالْبَيْهَقِيّ عَن مَيْمُونَة بنت كزدم قَالَت رَأَيْت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَمَا نسيت طول اصبع قدمه السبابَة على سَائِر أَصَابِعه

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن رجل من الصَّحَابَة من بلعدويه قَالَ رَأَيْت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَإِذا رجل حسن الْجِسْم عَظِيم الْجَبْهَة دَقِيق الْأنف دَقِيق الحاجبين وَإِذا من لدن نَحره إِلَى سرته كالخيط الْمَمْدُود شعره

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن عَليّ قَالَ كَانَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لَا قصير وَلَا طَوِيل وَهُوَ إِلَى الطول أقرب وَكَانَ شثن الْكَفّ والقدم وَكَانَ فِي صَدره مسربة وَكَأن عرقه اللُّؤْلُؤ إِذا مَشى تكفأ كَأَنَّمَا يمشي فِي صعد التكفؤ الْميل إِلَى سنَن الممشى

وَأخرج عبد اللّه بن أَحْمد وَالْبَيْهَقِيّ عَن عَليّ قَالَ كَانَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لَيْسَ بالذاهب طولا وَفَوق الربعة اذا جَاءَ مَعَ الْقَوْم غمرهم أَبيض ضخم الهامة أغر أَبْلَج أهدب الأشفار شثن الْكَفَّيْنِ والقدمين إِذا مَشى يتقلع كَأَنَّمَا ينحدر فِي صبب كَأَن الْعرق فِي وَجهه اللُّؤْلُؤ لم أر قبله وَلَا بعده مثله الهامة الرَّأْس

وَأخرج مُسلم عَن أنس قَالَ كَانَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم أَزْهَر اللَّوْن كَأَن عرقه اللُّؤْلُؤ إِذا مَشى تكفأ

وَأخرج الْبَزَّار وَالْبَيْهَقِيّ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ كَانَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم أحسن النَّاس كَانَ ربعَة وَهُوَ إِلَى الطول أقرب بعيد مَا بَين الْمَنْكِبَيْنِ أسيل الْخَدين شَدِيد سَواد الشّعْر أكحل الْعَينَيْنِ أهدب إِذا وطىء بقدمه وطىء بكلها لَيْسَ لَهُ أخمض إِذا وضع رِدَاءَهُ عَن مَنْكِبَيْه فَكَأَنَّهُ سبيكة فضَّة وَإِذا ضحك يتلألأ فِي الْجدر لم أر مثله قبله وَلَا بعده

وَأخرج الشَّيْخَانِ عَن انس قَالَ مَا مسست حَرِيرًا وَلَا ديباجا أَلين من كف رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم وَلَا شممت مسكا وَلَا عنبرا أطيب من ريح رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم

وَأخرج مُسلم عَن جَابر بن سَمُرَة قَالَ مسح رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم خدي فَوجدت ليده بردا وريحا كَأَنَّمَا اخرجها من جونة عطار

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن يزِيد بن الْأسود قَالَ ناولني رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَده فَإِذا هِيَ أبرد من الثَّلج وَأطيب ريحًا من الْمسك

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن الْمُسْتَوْرد بن شَدَّاد عَن أَبِيه قَالَ أتيت النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَأخذت بِيَدِهِ فَإِذا هِيَ أَلين من الْحَرِير وأبرد من الثَّلج

وَأخرج احْمَد عَن سعد بن أبي وَقاص قَالَ اشتكيت بِمَكَّة فَدخل عَليّ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يعودنِي فَوضع يَده على جبهتي فَمسح وَجْهي وصدري وبطني فَمَا زلت يخيل إِلَيّ أَنِّي اجد برد يَده على كَبِدِي حَتَّى السَّاعَة

واخرج ابْن سعد وَابْن عَسَاكِر عَن جَابر بن عبد اللّه قَالَ كَانَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم أَبيض مشربا بحمرة شثن الْأَصَابِع لَيْسَ بالطويل وَلَا بالقصير وَلَا بالسبط وَلَا بالجعد إِذا مَشى هرول النَّاس وَرَاءه لَا يرى مثله أبدا

وَأخرج ابو مُوسَى الْمَدِينِيّ فِي كتاب الصَّحَابَة عَن امد بن أَبَد الْحَضْرَمِيّ قَالَ رَأَيْت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَمَا رَأَيْت قبله وَلَا بعده مثله

واخرج ابْن سعد عَن عبد اللّه بن بُرَيْدَة أَن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم كَانَ أحسن الْبشر قدما

وَأخرج ابْن سعد وَابْن عَسَاكِر عَن عَليّ قَالَ كَانَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم ابيض اللَّوْن مشربا حمرَة أدعج الْعَينَيْنِ دَقِيق المسربة دَقِيق الْعرنِين سهل الْخَدين كث اللِّحْيَة ذَا وفرة كَأَن عُنُقه إبريق فضَّة لَهُ شعر يجْرِي من لبته إِلَى سرته كالقضيب لَيْسَ فِي بَطْنه وَلَا صَدره شعر غَيره كَأَن عرقه فِي وَجهه اللُّؤْلُؤ ولريح عرقه أطيب من الْمسك الأذفر الْعرنِين أَعلَى الْأنف والوفرة الشّعْر إِلَى شحمة الْأذن والأذفر بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة

واخرج ابْن سعد وَابْن عَسَاكِر عَن عَليّ قَالَ بَعَثَنِي النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِلَى الْيمن فَإِنِّي لأخطب يَوْمًا على النَّاس وَحبر من أَحْبَار يهود وَاقِف فِي يَده سفر ينظر فِيهِ فَلَمَّا رَآنِي قَالَ صف لنا أَبَا الْقَاسِم فَقلت لَيْسَ بالطويل الْبَائِن وَلَا بالقصير وَلَيْسَ بالجعد القطط وَلَا بالسبط وَهُوَ رجل الشّعْر أسود ضخم الرَّأْس مشرب لَونه حمرَة عَظِيم الكراديس شثن الْكَفَّيْنِ والقدمين طَوِيل المسربة أهدب الاشفار مقرون الحاجبين صلت الجبين بعيد مَا بَين الْمَنْكِبَيْنِ إِذا مَشى يَتَكَفَّأ كَأَنَّمَا ينزل من صبب لم أر قبله وَلَا بعده مثله قَالَ عَليّ ثمَّ سكت فَقَالَ لي الحبر وماذا قلت هَذَا مَا يحضرني قَالَ الحبر فِي عَيْنَيْهِ حمرَة حسن اللِّحْيَة حسن الْفَم تَامّ الْأُذُنَيْنِ يقبل جَمِيعًا وَيُدبر جَمِيعًا قَالَ عَليّ هَذِه وَاللّه صفته قَالَ الحبر وَشَيْء آخر قلت وَمَا هُوَ قَالَ وَفِيه جناء قلت هُوَ الَّذِي قلت لَك كَأَنَّمَا ينزل من صبب قَالَ الحبر فَإِنِّي اجد هَذِه الصّفة فِي سفر آبَائِي ونجده يبْعَث من حرم اللّه وأمنه وَمَوْضِع بَيته ثمَّ يُهَاجر إِلَى حرم يحرمه هُوَ وَيكون لَهُ حَرَكَة كَحُرْمَةِ الْحرم الَّذِي حرم اللّه ونجد أنصاره الَّذين هَاجر إِلَيْهِم قوما من ولد عَمْرو بن عَامر أهل نخل وَأهل الأَرْض قبلهم يهود قَالَ عَليّ هُوَ هُوَ قَالَ الحبر فَإِنِّي أشهد انه نَبِي وَأَنه رَسُول اللّه إِلَى النَّاس كَافَّة الْقرن اتِّصَال شعر الحاجبين وصلت الجبين واضحه

واخرج ابْن عَسَاكِر عَن ابْن عمر قَالَ أقبل قوم من الْيَهُود فَأتوا عليا فَقَالُوا صف لنا ابْن عمك فَقَالَ عَليّ لم يكن مُحَمَّد صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بالطويل الذَّاهِب وَلَا بالقصير المتردد كَانَ فَوق الربعة أَبيض اللَّوْن مشرب الْحمرَة جَعدًا لَيْسَ بالقطط يفرق شعره إِلَى أُذُنَيْهِ صلت الجبين وَاضح الْخَدين أدعج الْعَينَيْنِ مقرون الحاجبين سبط الأشفار أقنى الْأنف دَقِيق المسربة براق الثنايا كث اللِّحْيَة كَانَ عُنُقه إبريق فضَّة كَانَ الذَّهَب يجْرِي فِي تراقيه لَهُ شَعرَات من لبته إِلَى سرته كأنهن قضيب مسك أسود لم يكن فِي جسده وَلَا فِي صَدره شَعرَات غَيْرهنَّ بَين كَتفيهِ كدارة الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر مَكْتُوب بِالنورِ سطرين السطر الاعلى لَا إِلَه إِلَّا اللّه وَفِي السطر الْأَسْفَل مُحَمَّد رَسُول اللّه الأقنى السَّائِل الانف الْمُرْتَفع وَسطه

واخرج ابْن عَسَاكِر عَن ابي هُرَيْرَة قَالَ أَتَى حبر من أَحْبَار بَيت الْمُقَدّس بعد وَفَاة رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِلَى عَليّ فَقَالَ صف لي رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لم يكن بالطويل الذَّاهِب وَلَا بالقصير كَانَ ربعَة من الرِّجَال أَبيض مشربا بحمرة جعد المفرق شعره إِلَى شحمة أُذُنَيْهِ صلت الجبين وَاضح الْخَدين مقرون الحاجبين أدعج الْعَينَيْنِ سبط الأشفار أقنى الْأنف دَقِيق المسربة مفلج الثنايا كث اللِّحْيَة كَأَن عُنُقه إبريق فضَّة كَأَن الذَّهَب يجْرِي فِي تراقيه عرقه فِي وَجهه كَاللُّؤْلُؤِ شثن الْكَفَّيْنِ والقدمين لَهُ شَعرَات مَا بَين لبته إِلَى صَدره يجْرِي كالقضيب لم يكن على بَطْنه وَلَا على ظَهره شَعرَات غَيرهَا يفوح مِنْهُ ريح الْمسك إِذا قَامَ غمر النَّاس وَإِذا مَشى فَكَأَنَّمَا يتقلع من صَخْرَة إِذا الْتفت الْتفت جَمِيعًا وَإِذا انحدر كَأَنَّمَا ينحدر من صبب قَالَ الحبر إِنِّي أصبت فِي التَّوْرَاة هَذِه الصّفة أشهد انه رَسُول اللّه

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ وَابْن عَسَاكِر عَن مقَاتل بن حَيَّان قَالَ أوحى اللّه إِلَى عِيسَى بن مَرْيَم جد فِي أَمْرِي وَلَا تهزل واسمع واطع يَا ابْن الطاهرة الْبكر البتول إِنِّي خلقتك من غير فَحل فجعلتك آيَة للْعَالمين فإياي فاعبد وَعلي فتوكل فسر إل أهل سوران إِنِّي أَنا اللّه الْحَيّ القيوم الَّذِي لَا أزول صدقُوا النَّبِي الْأُمِّي الْعَرَبِيّ صَاحب الْجمل

والمدرعة والعمامة وَهِي التَّاج والنعلين والهراوة وَهِي الْقَضِيب الْجَعْد الرَّأْس الصَّلْت الجبين المقرون الحاجبين الأنجل الْعَينَيْنِ الأهدب الأشفار الأدعج الْعَينَيْنِ أقنى الْأنف الْوَاضِح الْخَدين الكث اللِّحْيَة عرقه فِي وَجهه كَاللُّؤْلُؤِ وريح الْمسك ينفح مِنْهُ كَأَن عُنُقه إبريق فضَّة وَكَأن الذَّهَب يجْرِي فِي تراقيه لَهُ شَعرَات من لبته إِلَى سرته يجْرِي كالقضيب لَيْسَ على صَدره وَلَا على بَطْنه شعر غَيره شثن الْكَفّ والقدم إِذا جَاءَ مَعَ النَّاس غمرهم وَإِذا مَشى كَأَنَّمَا يتقلع من الصخر وينحدر فِي صبب ذُو النَّسْل الْقَلِيل الأنجل الْوَاسِع شقّ الْعين والتراقي مَا بَين ثغرة النَّحْر والعاتق

وَأخرج ابْن سعد التِّرْمِذِيّ فِي الشَّمَائِل وَالْبَيْهَقِيّ وَالطَّبَرَانِيّ وَأَبُو نسيم وَابْن السكن فِي الْمعرفَة وَابْن عَسَاكِر عَن الْحسن بن عَليّ قَالَ سَأَلت خَالِي هِنْد بن أبي اهالة عَن حلية النَّبِي وَكَانَ وصافا فَقَالَ كَانَ فخما مفخما يتلألأ تلألؤ الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر أطول من المربوع وأقصر من المشذب عَظِيم الهامة رجل الشّعْر إِن انفرقت عقيقته فرق وَإِلَّا فَلَا يُجَاوز شعره شحمة أُذُنه إِذا هُوَ وفره أَزْهَر اللَّوْن وَاسع الجبين أَزجّ الحواجب سوابغ من غير قرن بَينهمَا عرق يدره الْغَضَب أقنى الْعرنِين لَهُ نور يعلوه يحسبه من لم يتأمله أَشمّ كث اللِّحْيَة أدعج سهل الْخَدين ضليع الْفَم أشنب مفلج الاسنان دَقِيق المسربة كَأَن عُنُقه جيد دمية فِي صفاء الْفضة معتدل الْخلق بادنا متماسكا سَوَاء الْبَطن والصدر مشيح الصَّدْر بعيد مَا بَين الْمَنْكِبَيْنِ ضخم الكراديس أنور المتجرد مَوْصُول مَا بَين اللبة والسرة بِشعر يجْرِي كالخط عاري الثديين مِمَّا سوى ذَلِك أشعر الذراعين والمنكبين وأعالى الصَّدْر طَوِيل الزندين رحب الرَّاحَة شثن الْكَفَّيْنِ والقدمين سَائل الْأَطْرَاف سبط الْقصب خمصان الاخمصين مسيح الْقَدَمَيْنِ ينبو عَنْهُمَا المَاء إِذا ازال زَالَ تلقعا ويخطو تكفأ وَيَمْشي هونا ذريع المشية إِذا مَشى كَأَنَّمَا ينحط من صبب وَإِذا الْتفت الْتفت جَمِيعًا خافض الطّرف نظره إِلَى الأَرْض أطول من نظره إِلَى السَّمَاء جلّ نظره الملاحظة يَسُوق أَصْحَابه وَيبدأ من لقِيه بِالسَّلَامِ قلت صف لي مَنْطِقه قَالَ كَانَ متواصل الأحزان دَائِم الفكرة لَيست لَهُ رَاحَة لَا يتَكَلَّم

 

فِي غير حَاجَة طَوِيل السُّكُوت يفْتَتح الْكَلَام ويختتمه بأشداقه وَيتَكَلَّم بجوامع الْكَلم فصلا لَا فضول فِيهِ وَلَا تَقْصِير دمثا لَيْسَ بالجافي وَلَا المهين يعظم النِّعْمَة وَإِن دقَّتْ لَا يذم مِنْهَا شَيْئا لم يكن يذم ذواقا وَلَا يمدحه وَلَا يُقَام لغضبه إِذا تعرض للحق بِشَيْء حَتَّى ينتصر لَهُ لَا يغْضب لنَفسِهِ وَلَا ينتصر لَهَا إِذا أَشَارَ أَشَارَ بكفه كلهَا وَإِذا تعجب قَلبهَا وَإِذا تحدث اتَّصل بهَا فَضرب بابهامه الْيُمْنَى بطن رَاحَته الْيُسْرَى وَإِذا غضب أعرض وأشاح فاذا فَرح غض طرفه جلّ ضحكه التبسم ويفتر عَن مثل حب الْغَمَام

الفخم الْمُعظم والمشذب بمعجمتين مفتوحتين ثانيتهما مُشَدّدَة كالبائن والعقيقة شعر الرَّأْس أَرَادَ إِن انفرقت بِنَفسِهَا فرقها وَإِلَّا تَركهَا معقوصة وأزهر اللَّوْن نيره وَقيل حسنه الْحَاجِب الأزج المقوس الطَّوِيل الوافر الشّعْر والأشم الطَّوِيل قَصَبَة الْأنف والشنب رونق الاسنان وملؤها وَقيل رقتها وتحزيزها والفلج فرق بَين الثنايا والجيد الْعُنُق والدمية الصُّورَة من العاج والبادن ذُو اللَّحْم والمتماسك معتدل الْخلق يمسك بعضه بَعْضًا وَسَوَاء الْبَطن والصدر مستويهما ومشيح الصَّدْر يرْوى بِضَم الْمِيم وبمعجمة أَي بَادِي الصَّدْر غير قعس من أشاح بِمَعْنى أقبل وبالفتح ومهملة أَي عريض والزندان عظما الذراعين ورحب الرَّاحَة واسعها وَسَائِل الْأَطْرَاف طَوِيل الْأَصَابِع والسبط الممتد بِلَا تعقد والقصب بقاف ومهملة كل عظم أجوف وخمصان الأخمصين متجافيهما وهما بطن الْقَدَمَيْنِ الَّذِي لَا تناله الأَرْض من غير النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم ومسيح الْقَدَمَيْنِ بِالْمُهْمَلَةِ أملسهما والتقلع رفع الرجل بِقُوَّة والهون الرِّفْق وَالْوَقار والذريع الْوَاسِع الخطو أَي أَن مَشْيه كَانَ يرفع فِيهِ رجله بِسُرْعَة ويمد خطوه خلاف مشْيَة المختال ويقصد سمته كل ذَلِك بِرِفْق وَتثبت دون عجلة كَمَا قَالَ كَأَنَّمَا ينحط من صبب وَقَوله يفْتَتح الْكَلَام ويختمه بأشداقه أَي لسعة فَمه وَالْعرب تمدح بِهِ وتذم بصغر الْفَم والدمث سهل الْخلق والمهين بِالضَّمِّ من الاهانة وبالفتح من المهانة وَهِي الحقارة وأشاح الْقَبْض ويفتر يُبْدِي أَسْنَانه ضَاحِكا وَحب الْغَمَام الْبرد

بَاب اخْتِصَاصه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بِكَثْرَة الْأَسْمَاء الدَّالَّة على شرف الْمُسَمّى

قَالَ بعض الْعلمَاء للنَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم ألف اسْم بَعْضهَا فِي الْقُرْآن والْحَدِيث وَبَعضهَا فِي الْكتب الْقَدِيمَة

وَأخرج الشَّيْخَانِ عَن جُبَير بن مطعم سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول إِن لي أَسمَاء انا مُحَمَّد وَأَنا أَحْمد وَأَنا الماحي الَّذِي يمحو اللّه بِي الْكفْر وانا الحاشر الَّذِي يحْشر النَّاس على قدمي وانا العاقب وَالْعَاقِب الَّذِي لَيْسَ بعده نَبِي

وَأخرج احْمَد وَالطَّيَالِسِي فِي مسنديهما وَابْن سعد وَالْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ عَن جُبَير سَمِعت النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول انا مُحَمَّد وَأَنا احْمَد وَأَنا الحاشر وانا الماحي والخاتم وَالْعَاقِب

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَأَبُو نعيم عَن جَابر بن عبد اللّه قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم انا مُحَمَّد وَأَنا احْمَد وانا الحاشر وَأَنا الماحي

وَأخرج احْمَد وَمُسلم عَن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ قَالَ سمى لنا رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم نَفسه أَسمَاء مِنْهَا مَا حفظنا وَمِنْهَا مَا لم نَحْفَظ قَالَ انا مُحَمَّد وَأَنا أَحْمد والمقفى والحاشر وَنَبِي التَّوْبَة وَنَبِي الملحمة وَنَبِي الرَّحْمَة

وَأخرج احْمَد وَابْن أبي شيبَة وَالتِّرْمِذِيّ فِي الشَّمَائِل عَن حُذَيْفَة قَالَ لقِيت النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فِي بعض طرق الْمَدِينَة فَقَالَ انا مُحَمَّد وانا احْمَد وَأَنا نَبِي الرَّحْمَة وَنَبِي التَّوْبَة وَأَنا المقفى وَأَنا الحاشر وَنَبِي الْمَلَاحِم

وَأخرج ابو نعيم وَابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره والديلمي فِي مُسْند الفردوس عَن أبي الطُّفَيْل قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لي عشرَة أَسمَاء عِنْد رَبِّي أَنا مُحَمَّد وَأحمد والفاتح والخاتم وابو الْقَاسِم والحاشر وَالْعَاقِب والماحي وَيس وطه

وَأخرج ابْن سعد عَن مُجَاهِد عَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ انا مُحَمَّد وَأحمد أَنا رَسُول الرَّحْمَة أَنا رَسُول الملحمة أَنا المقفى والحاشر بعثت بِالْجِهَادِ وَلم أبْعث بالزراع

وَأخرج ابْن عدي وَابْن عَسَاكِر عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إسمي فِي الْقُرْآن مُحَمَّد وَفِي الانجيل أَحْمد وَفِي التَّوْرَاة أحيد وَإِنَّمَا سميت أحيد لِأَنِّي احيد أمتِي عَن نَار جَهَنَّم

وَأخرج أَبُو نعيم عَن ابْن عَبَّاس ان النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يُسمى فِي الْكتب الْقَدِيمَة احْمَد وَمُحَمّد والماحي والمقفى وَنَبِي الْمَلَاحِم وحمطايا وفارقليطا وماذماذ

وَأخرج ابْن فَارس عَن ابْن عَبَّاس ان النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ إسمي فِي التَّوْرَاة احْمَد الضحوك الْقِتَال يركب الْبَعِير ويلبس الشملة ويجتزي بالكسرة سَيْفه على عَاتِقه

وَقلت وَقد الفت كتابا فِي شرح اسمائه الْكَرِيمَة أوردت فِيهِ ثَلَاثمِائَة وَأَرْبَعين إسما مَأْخُوذَة من الْقُرْآن والاحاديث والكتب الْقَدِيمَة

بَاب اخْتِصَاصه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بِمَا سمي بِهِ من أَسمَاء اللّه تَعَالَى

قَالَ القَاضِي عِيَاض قد خص اللّه نبيه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بِأَن سَمَّاهُ من اسمائه بِنَحْوِ من ثَلَاثِينَ إسما وَهِي الاكرم والامين وَالْأول وَالْآخر والبشير والجبار وَالْحق والخبير وَذُو الْقُوَّة والرؤوف والرحيم والشهيد والشكور والصادق والعظيم وَالْعَفو والعالم والعزيز والفاتح والكريم والمبين وَالْمُؤمن والمهيمن والمقدس وَالْمولى وَالْوَلِيّ والنور وَالْهَادِي وطه وَيس

قلت قد وَقع لنا عدَّة أَسمَاء أخر زِيَادَة على ذَلِك وَهِي الْأَحَد والأصدق وَالْأَحْسَن والأجود والأعلى والآمر والناهي وَالْبَاطِن وَالْبر والبرهان والحاشر والحافظ والحفيظ والحسيب والحكيم والحليم والحي والخليفة والداعي والرافع والواضع ورفيع الدَّرَجَات وَالسَّلَام وَالسَّيِّد والشاكر

والصابر والصاحب وَالطّيب والطاهر وَالْعدْل والعلي وَالْغَالِب والغفور والغني والقائم والقريب والماجد والمعطي والناسخ والناشر والوفي وحم وَنون

بَاب اخْتِصَاصه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم باشتقاق اسْمه الشريف الشهير من اسْم اللّه تَعَالَى

قَالَ حسان بن ثَابت يمدح النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم

(أغر عَلَيْهِ للنبوة خَاتم ... من اللّه من نور يلوح وَيشْهد)

(وَضم الْإِلَه اسْم النَّبِي إِلَى اسْمه ... إِذا قَالَ فِي الْخمس الْمُؤَذّن أشهد)

(وشق لَهُ من إسمه ليحله ... فذو الْعَرْش مَحْمُود وَهَذَا مُحَمَّد)

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ وَابْن عَسَاكِر من طَرِيق سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن عَليّ بن زيد بن جدعَان قَالَ اجْتَمعُوا فتذاكروا أَي بَيت أحسن فِيمَا قالته الْعَرَب قَالُوا قَوْله

(وشق لَهُ من اسْمه ... ) الْبَيْت

وَأخرج ابْن عَسَاكِر عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لما ولد النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم عق عَنهُ عبد الْمطلب بكبش وَسَماهُ مُحَمَّدًا فَقيل لَهُ يَا أَبَا الْحَارِث مَا حملك على أَن سميته مُحَمَّدًا وَلم تسمه باسم آبَائِهِ قَالَ أردْت أَن يحمده اللّه فِي السَّمَاء وَيَحْمَدهُ النَّاس فِي الأَرْض

بَاب مَا ظهر من الْآيَات عِنْد قدومه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم مَعَ أمه الْمَدِينَة لزيارة أَخْوَاله

أخرج ابْن سعد عَن ابْن عَبَّاس وَعَن الزُّهْرِيّ وَعَن عَاصِم بن عمر بن قَتَادَة دخل حَدِيث بَعضهم فِي بعض قَالُوا لما بلغ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم سِتّ سِنِين خرجت بِهِ أمه إِلَى أَخْوَاله بني عدي بن النجار بِالْمَدِينَةِ تزورهم وَمَعَهُ أم أَيمن فَنزلت بِهِ فِي دَار النَّابِغَة فأقامت بِهِ عِنْدهم شهرا فَكَانَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يذكر أمورا كَانَت فِي مقَامه ذَلِك وَنظر إِلَى الدَّار فَقَالَ هَا هُنَا نزلت بِي أُمِّي وأحسنت العوم فِي بِئْر بني عدي بن

النجار وَكَانَ قوم من الْيَهُود يَخْتَلِفُونَ ينظرُونَ إِلَيْهِ قَالَت أم أَيمن فَسمِعت احدهم يَقُول هُوَ نَبِي هَذِه الْأمة وَهَذِه دَار هجرته فوعيت ذَلِك كُله من كَلَامهم ثمَّ رجعت بِهِ امهِ الى مَكَّة فَلَمَّا كَانَت بالابواء توفيت

وَأخرج أَبُو نعيم من طَرِيق الْوَاقِدِيّ عَن شُيُوخه مثله وَزَاد قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَنَظَرت إِلَى رجل من الْيَهُود يخْتَلف ينظر إِلَيّ فَقَالَ لي يَا غُلَام مَا اسْمك قلت أَحْمد وَنظر إِلَى ظَهْري فأسمعه يَقُول هَذَا نَبِي هَذِه الْأمة ثمَّ رَاح إِلَى اخوالي فَأخْبرهُم فاخبروا امي فخافت عَليّ وَخَرجْنَا من الْمَدِينَة وَكَانَت ام ايمن تحدث تَقول أَتَانِي رجلَانِ من يهود يَوْمًا نصف النَّهَار بِالْمَدِينَةِ فَقَالَا اخْرُجِي لنا احْمَد فَأَخْرَجته فَنَظَرا إِلَيْهِ وقلباه مَلِيًّا ثمَّ قَالَ احدهما لصَاحبه هَذَا نَبِي هَذِه الْأمة هَذِه دَار هجرته وسيكون بِهَذِهِ الْبَلدة من الْقَتْل والسبي أَمر عَظِيم قَالَت ام أَيمن ووعيت ذَلِك كُله من كَلَامهمَا

بَاب مَا وَقع عِنْد وَفَاة امهِ صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم من الْآيَات

اخْرُج ابو نعيم من طَرِيق الزُّهْرِيّ عَن أم سَمَّاعَة بنت أبي رهم عَن أمهَا قَالَت شهِدت آمِنَة أم رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فِي علتها الَّتِي مَاتَت فِيهَا وَمُحَمّد غُلَام يَقع لَهُ خمس سِنِين عِنْد رَأسهَا فَنَظَرت إِلَى وَجهه ثمَّ قَالَت

(بَارك فِيك اللّه من غُلَام ... يَا ابْن الَّذِي من حومة الْحمام)

(نجا بعون الْملك المنعام ... فودى غَدَاة الضَّرْب بِالسِّهَامِ)

(بِمِائَة من إبل سوام ... إِن صَحَّ مَا أَبْصرت فِي الْمَنَام)

(فَأَنت مَبْعُوث إِلَى الْأَنَام ... من عِنْد ذِي الْجلَال وَالْإِكْرَام)

(تبْعَث فِي الْحل وَفِي الْحَرَام ... تبْعَث بالتحقيق وَالْإِسْلَام)

(دين أَبِيك الْبر إبراهام ... فَاللّه أَنهَاك عَن الْأَصْنَام)

(ان لَا تواليها مَعَ الأقوام ... )

ثمَّ قَالَت كل حَيّ ميت وكل جَدِيد بَال وكل كَبِير يفنى وَأَنا ميتَة وذكري بَاقٍ وَقد تركت خيرا وَولدت طهرا ثمَّ مَاتَت فَكُنَّا نسْمع نوح الْجِنّ عَلَيْهَا فحفظنا من ذَلِك

(نبكي الفتاة الْبرة الأمينة ... ذَات الْجمال الْعِفَّة الرزينة)

(زَوْجَة عبد اللّه والقرينة ... أم نَبِي اللّه ذِي السكينَة)

(وَصَاحب الْمِنْبَر بِالْمَدِينَةِ ... صَارَت لَدَى حفرتها رهينة)

بَاب استسقاء أهل مَكَّة بجده صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ مَعَه وسقياهم وَمَا ظهر فِيهِ من الْآيَات

اخْرُج ابْن سعد وَابْن ابي الدُّنْيَا وَالْبَيْهَقِيّ وَالطَّبَرَانِيّ وَأَبُو نعيم وَابْن عَسَاكِر من طرق عَن مخرمَة بن نَوْفَل عَن امهِ رقيقَة بنت صَيْفِي وَكَانَت لِدَة عبد الْمطلب قَالَت تَتَابَعَت على قُرَيْش سنُون جدبة أقحلت الْجلد وأدقت الْعظم فَبينا أَنا نَائِمَة أَو مهومة إِذا هَاتِف يصْرخ بِصَوْت صَحِلَ يَقُول يَا معشر قُرَيْش إِن هَذَا النَّبِي الْمَبْعُوث مِنْكُم قد أظلكم ايامه وَهَذَا أبان مخرجه فحي هلا بِالْحَيَاءِ وَالْخصب أَلا فانظروا رجلا مِنْكُم وَسِيطًا عظاما جِسَامًا أَبيض بضا أَوْطَفُ الْأَهْدَاب سهل الْخَدين أَشمّ الْعرنِين لَهُ فَخر يَكْظِم عَلَيْهِ وَسنة يهدي اليه فَلْيخْلصْ هُوَ وَولده وَولد وَلَده وليهبط إِلَيْهِ من كل بطن رجل فليشنوا من المَاء وليمسوا من الطّيب ثمَّ ليستلموا الرُّكْن وليطوفوا بِالْبَيْتِ سبعا ثمَّ ليرتقوا أَبَا قبيس فليستسق الرجل وليؤمن الْقَوْم فغثتم مَا شِئْتُم إِذا قَالَت فَأَصْبَحت مَذْعُورَة قد اقشعر جلدي وَوَلِهَ عَقْلِي واقتصصت رُؤْيَايَ فَقُمْت فِي شعاب مَكَّة فَمَا بَقِي بهَا أبطحي إِلَّا قَالُوا هَذَا شيبَة الْحَمد وتتامت إِلَيْهِ رجالات قُرَيْش وَهَبَطَ إِلَيْهِ من كل بطن رجل فَشُنُّوا من المَاء وَمَسُّوا من الطّيب واستلموا وطافوا ثمَّ ارْتَقَوْا أَبَا قبيس حَتَّى إِذا اسْتَووا بِذرْوَةِ الْجَبَل قَامَ عبد الْمطلب وَمَعَهُ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم غُلَام قد أَيفع أَو كرب فَقَالَ عبد الْمطلب اللّهمَّ سَاد الْخلَّة وَكَاشف الْكُرْبَة انت عَالم غير معلم ومسؤول غير مبخل وَهَذِه عبداؤك وإماؤك بِعَذِرَاتٍ حَرمك يَعْنِي أفنية حَرمك يَشكونَ إِلَيْك سنتهمْ أذهبت الْخُف والظلف اللّهمَّ فامطرن غيثا مُغْدِقًا ومريعا فَمَا راموا حَتَّى انفجرت السَّمَاء بِمَائِهَا والط الْوَادي

بثجيجه فلسمعت شَيْخَانِ قُرَيْش يَقُولُونَ لعبد الْمطلب هَنِيئًا يَا ابا الْبَطْحَاء هَنِيئًا أَي عَاشَ بك أهل الْبَطْحَاء وَفِي ذَلِك تَقول رقيقَة

(بِشَيْبَة الْحَمد اسقى اللّه بَلْدَتنَا ... لما فَقدنَا الحيا وأجلوذ الْمَطَر)

(فجاد بِالْمَاءِ جونى لَهُ سبل ... سَحا فَعَاشَتْ بِهِ الْأَنْعَام وَالشَّجر)

(منا من اللّه بالميمون طَائِره ... وَخير من بشرت يَوْمًا بِهِ مُضر)

(مبارك الْأَمر يَسْتَسْقِي الْغَمَام بِهِ ... مَا فِي الآنام لَهُ عدل وَلَا خطر)

رقيقَة بِضَم الرَّاء ولدة الرجل تربه وأقحلت بقاف وحاء مُهْملَة أيبست وصحل بمهملتين وَلَام فِيهِ بحة وَأَبَان الشَّيْء بِالْكَسْرِ وَالتَّشْدِيد وقته وَفُلَان وسيط فِي قومه اذا كَانَ أوسطهم نسبا وأرفعهم محلا وعظاما بِضَم الْعين بِمَعْنى عَظِيم وجساما بِضَم الْجِيم بِمَعْنى جسيم وبضا بموحدة وضاد مُعْجمَة رَقِيق الْجلد ممتلئا والوطف كَثْرَة شعر الْعين والحاجبين وتتام الْقَوْم جَاءُوا كلهم وتموا والعذرة فنَاء الدَّار والملطاط حافة الْوَادي وساحل الْبَحْر والسبل بِالتَّحْرِيكِ الْمَطَر وَعدل بِكَسْر الْعين

بَاب مَا كَانَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يذهب فِي حَاجَة لجده الا انجح فِيهَا

اخْرُج البُخَارِيّ فِي تَارِيخه وَابْن سعد وَأَبُو يعلى وَالطَّبَرَانِيّ وَابْن عدي وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم وَابْن مندة من طَرِيق كندير بن سعيد عَن أَبِيه قَالَ حججْت فِي الْجَاهِلِيَّة فَرَأَيْت رجلا يطوف بِالْبَيْتِ وَهُوَ يَقُول

(رد إِلَيّ راكبي مُحَمَّدًا ... يَا رب رده واصطنع عِنْدِي يدا)

قلت من هَذَا قَالُوا هَذَا عبد الْمطلب بعث بِابْن لَهُ فِي طلب إبل لَهُ وَلم يَبْعَثهُ فِي حَاجَة قطّ إِلَّا انجح فِيهَا وَقد أَبْطَأَ عَلَيْهِ فَلم يلبث حَتَّى جَاءَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم وَالْإِبِل

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ وَابْن عدي عَن بهز بن حَكِيم عَن أَبِيه عَن جده مُعَاوِيَة بن حيدة قَالَ خرج حيدة بن مُعَاوِيَة فِي الْجَاهِلِيَّة مُعْتَمِرًا فَإِذا هُوَ بشيخ يطوف وَيَقُول

(رد إِلَيّ راكبي مُحَمَّدًا ... يَا رب رده واصطنع عِنْدِي يدا)

قلت من هَذَا قَالُوا سيد قُرَيْش عبد الْمطلب لَهُ إبل كَثِيرَة فَإِذا ضل مِنْهَا شَيْء بعث فِيهَا بنيه يطلبونها فَإِذا أعيى بنوه بعث ابْن ابْنه وَقد بَعثه فِي ضَالَّة أعيى عَنْهَا بنوه وَقد احْتبسَ عَنهُ فَمَا بَرحت حَتَّى جَاءَ مُحَمَّد صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم وَجَاء بِالْإِبِلِ

بَاب معرفَة عبد الْمطلب بشأن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم

أخرج ابْن اسحاق وَالْبَيْهَقِيّ وابو نعيم من طَرِيقه قَالَ حَدثنِي الْعَبَّاس بن عبد اللّه ابْن معبد عَن بعض أَهله قَالَ كَانَ يوضع لعبد الْمطلب فرَاش فِي ظلّ الْكَعْبَة وَكَانَ لَا يجلس عَلَيْهِ اُحْدُ من بنيه إجلالا لَهُ وَكَانَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَأْتِي حَتَّى يجلس عَلَيْهِ فَيذْهب أَعْمَامه يؤخرونه فَيَقُول جده دعوا ابْني فيمسح على ظَهره وَيَقُول إِن لِابْني هَذَا لشأنا فتوفى عبد الْمطلب وَالنَّبِيّ صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم ابْن ثَمَان سِنِين وَأوصى بِهِ أَبَا طَالب

وَأخرج أَبُو نعيم من طَرِيق عَطاء عَن ابْن عَبَّاس مثله وَزَاد دعوا ابْني يجلس عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يحس من نَفسه بِشَيْء وَأَرْجُو انه يبلغ من الشّرف مَا لم يبلغهُ عَرَبِيّ قبله وَلَا بعده

وَأخرج ابْن سعد وَابْن عَسَاكِر عَن الزُّهْرِيّ وَمُجاهد وَنَافِع بن جُبَير قَالُوا كَانَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يجلس على فرَاش جده فَيذْهب أَعْمَامه ليؤخروه فَيَقُول عبد الْمطلب دعوا ابْني انه ليؤنس ملكا وَقَالَ قوم من بني مُدْلِج لعبد الْمطلب احتفظ بِهِ فَإنَّا لم نر قدما أشبه بالقدم الَّتِي فِي الْمقَام مِنْهُ وَقَالَ عبد الْمطلب لأم أَيمن يَا بركَة لَا تغفلي عَنهُ فَإِن أهل الْكتاب يَزْعمُونَ ان ابْني نَبِي هَذِه الْأمة

وَأخرج أَبُو نعيم من طَرِيق الْوَاقِدِيّ عَن شُيُوخه قَالُوا بَينا عبد الْمطلب يَوْمًا فِي الْحجر وَعِنْده أَسْقُف نَجْرَان وَكَانَ صديقا لَهُ وَهُوَ يحادثه وَيَقُول إِنَّا نجد صفة نَبِي بَقِي

من ولد إِسْمَاعِيل هَذَا الْبَلَد مولده من صفته كَذَا وَكَذَا وأتى رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَنظر إِلَيْهِ الأسقف وَإِلَى عَيْنَيْهِ وَإِلَى ظَهره وَإِلَى قَدَمَيْهِ فَقَالَ هُوَ هَذَا اما هَذَا مِنْك قَالَ ابْني قَالَ الاسقف لَا مَا نجد أَبَاهُ حَيا قَالَ هُوَ ابْن ابْني وَقد مَاتَ أَبوهُ وَأمه حُبْلَى بِهِ قَالَ صدقت قَالَ عبد الْمطلب لِبَنِيهِ تحفظُوا بِابْن اخيكم أَلا تَسْمَعُونَ مَا يُقَال فِيهِ

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم وَابْن عَسَاكِر من طَرِيق عفير بن زرْعَة بن سيف بن ذِي يزن عَن أَبِيه قَالَ لما ظهر سيف بن ذِي يزن على الْحَبَشَة وَذَلِكَ بعد مولد النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بِسنتَيْنِ أَتَاهُ وُفُود الْعَرَب لتهنيه وَأَتَاهُ وَفد قُرَيْش مِنْهُم عبد الْمطلب فَقَالَ لَهُ سيف يَا عبد الْمطلب إِنِّي مفض إِلَيْك من سر علمي أمرا لَو غَيْرك يكون لم أبح لَهُ بِهِ وَلَكِنِّي رَأَيْتُك معدنه فأطلعتك طلعه فَلْيَكُن عنْدك مخبيا حَتَّى يَأْذَن اللّه فِيهِ إِنِّي اجد فِي الْكتاب الْمكنون وَالْعلم المخزون الَّذِي أدخرناه لأنفسنا واحتجبناه دون غَيرنَا خيرا عَظِيما وخطرا جسيما فِيهِ شرف الْحَيَاة وفضيلة الْوَفَاة للنَّاس عَامَّة ولرهطك كَافَّة وَلَك خَاصَّة فَقَالَ عبد الْمطلب مَا هُوَ قَالَ إِذا ولد بتهامة غُلَام بَين كَتفيهِ شامة كَانَت لَهُ الْإِمَامَة وَلكم بِهِ الزعامة إِلَى يَوْم الْقِيَامَة ثمَّ قَالَ هَذَا حِينه الَّذِي يُولد فِيهِ أَو قد ولد إسمه مُحَمَّد يَمُوت ابوه وامه ويكفله جده وَعَمه وَقد ولدناه مرَارًا وَاللّه باعثه جهارا وجاعل لَهُ منا أنصارا يعز بهم أولياءه ويذل بهم اعداءه وَيصرف بهم النَّاس عَن عرض ويستفتح بهم كرائم أهل الأَرْض يعبد الرَّحْمَن ويدحر الشَّيْطَان ويخمد النيرَان وَيكسر الْأَوْثَان قَوْله فصل وَحكمه عدل يَأْمر بِالْمَعْرُوفِ ويفعله وَيُنْهِي عَن الْمُنكر ويبطله وَالْبَيْت ذِي الْحجب والعلامات على النقب انك جده يَا عبد الْمطلب غير كذب فَهَل أحسست بِشَيْء مِمَّا ذكرت لَك قَالَ نعم أَيهَا الْملك إِنَّه كَانَ لي ابْن وَكنت بِهِ معجبا وَعَلِيهِ رَفِيقًا وَإِنِّي زَوجته كَرِيمَة من كرائم قومِي آمِنَة بنت وهب فَجَاءَت بِغُلَام فسميته مُحَمَّدًا مَاتَ أَبوهُ وَأمه وكفلته أَنا وَعَمه فَقَالَ لَهُ سيف إِن الَّذِي قلت لَك كَمَا قلت فاحفظه وَاحْذَرْ عَلَيْهِ الْيَهُود

فَإِنَّهُم لَهُ اعداء وَلنْ يَجْعَل اللّه لَهُم عَلَيْهِ سَبِيلا وَلَوْلَا أَنِّي أعلم ان الْمَوْت مجتاحي قبل مبعثه لسرت بخيلي ورجلي حَتَّى أصير يثرب دَار ملكي فَإِنِّي اجد فِي الْكتاب النَّاطِق وَالْعلم السَّابِق ان بِيَثْرِب استحكام امْرَهْ وَأهل نَصره وَمَوْضِع قَبره

وَأخرج ابو نعيم والخرائطي وَابْن عَسَاكِر من طَرِيق الْكَلْبِيّ عَن ابي صَالح عَن ابْن عَبَّاس مثله سَوَاء

وَأخرج الْوَاقِدِيّ وَأَبُو نعيم عَن عبد اللّه بن كَعْب بن مَالك قَالَ حَدثنِي شُيُوخ من قومِي أَنهم خَرجُوا عمارا وَعبد الْملك يَوْمئِذٍ حَيّ بِمَكَّة وَمَعَهُمْ رجل من يهود تيماء صحبهم للتِّجَارَة يُرِيد مَكَّة اَوْ الْيمن فَنظر إِلَى عبد الْمطلب فَقَالَ إِنَّا نجد فِي كتَابنَا الَّذِي لم يُبدل انه يخرج من ضئضئي هَذَا نَبِي يقتلنا وَقَومه قتل عَاد

واخرج ابْن سعد عَن ابي حَازِم قَالَ قدم كَاهِن بِمَكَّة وَرَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم ابْن خمس سِنِين فَنظر إِلَيْهِ الكاهن مَعَ عبد الْمطلب فَقَالَ يَا معشر قُرَيْش اقْتُلُوا هَذَا الصَّبِي فانه يقتلكم ويفرقكم فَلم تزل قُرَيْش تخشى من أمره مَا كَانَ الكاهن حذرهم

 

  ٣-٣بَاب مَا ظهر من الْآيَات وَهُوَ فِي كَفَالَة عَمه أبي طَالب

اخْرُج ابْن سعد وَأَبُو نعيم وَابْن عَسَاكِر من طَرِيق عَطاء بن أبي رَبَاح عَن ابْن عَبَّاس قَالَ كَانَ بَنو أبي طَالب يُصْبِحُونَ غمصا رمصا وَيُصْبِح مُحَمَّد صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم صقيلا دهينا قَالَ وَكَانَ أَبُو طَالب يقرب إِلَى الصّبيان بصفحتهم فَيَجْلِسُونَ وينتبهون ويكف رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَده لَا ينتهب مَعَهم فَلَمَّا رأى ذَلِك عَمه عزل لَهُ طَعَامه على حِدة

واخرج ابْن سعد وَأَبُو نعيم وَابْن عَسَاكِر من طَرِيق عَطاء عَن ابْن عَبَّاس وَمن طَرِيق مُجَاهِد وَغَيره قَالُوا كَانَ إِذا اكل عِيَال أبي طَالب جَمِيعًا اَوْ فُرَادَى لم يشبعوا وَإِذا أكل مَعَهم رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم شَبِعُوا فَكَانَ إِذا أَرَادَ ان يغديهم أَو يعشيهم قَالَ كَمَا انتم حَتَّى يحضر ابْني فَيَأْتِي رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فيأكل مَعَهم فيفضلون من طعامهم وَإِن لم يكن مَعَهم لم يشبعوا وَإِن كَانَ لَبَنًا شرب أَوَّلهمْ ثمَّ يتَنَاوَل الْقَعْب الْعِيَال فيشربون مِنْهُ

فيروون عَن آخِرهم من الْقَعْب الْوَاحِد وَإِن كَانَ احدهم ليشْرب قَعْبًا وَحده فَيَقُول إِنَّك لمبارك وَكَانَ الصّبيان يصيحون رمصا شعثا ويصيح رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم دهينا كحيلا

وَأخرج ابو نعيم من طَرِيق الْوَاقِدِيّ حَدثنِي مُحَمَّد بن الْحسن بن أُسَامَة بن زيد عَن أَهله عَن أم أَيمن قَالَت مَا رَأَيْت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم شكا جوعا قطّ وَلَا عطشا وَكَانَ يَغْدُو وَإِذا اصبح فيشرب من مَاء زَمْزَم شربة فَرُبمَا عرضنَا عَلَيْهِ الْغَدَاء فَيَقُول لَا أُرِيد أَنا شبعان وَأخرجه ابْن سعد من وَجه آخر عَنْهَا وَفِيه لَا صَغِيرا وَلَا كَبِيرا

وَأخرج ابْن سعد عَن ابْن الْقبْطِيَّة قَالَ كَانَ أَبُو طَالب تُوضَع لَهُ وسَادَة بالبطحاء مثنية يتكئ عَلَيْهَا فجَاء النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فبسطها ثمَّ اسْتلْقى عَلَيْهَا فجَاء ابو طَالب فَأخْبر فَقَالَ وَحل الْبَطْحَاء ان ابْن أخي هَذَا ليحس بنعيم

وَأخرج مثله عَن عَمْرو بن سعيد

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن عمار قَالَ كَانَ أَبُو طَالب يصنع الطَّعَام لأهل مَكَّة وَكَانَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِذا دخل لم يجلس حَتَّى يَأْخُذ شَيْئا فيضعه تَحْتَهُ فَقَالَ ابو طَالب إِن ابْن اخي ليحس بكرامة

بَاب سفر النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم مَعَ عَمه أبي طَالب إِلَى الشَّام وَمَا ظهر فِيهِ من الْآيَات واخبار بحيرا عَنهُ

اخْرُج ابْن أبي شيبَة وَالتِّرْمِذِيّ وَحسنه وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم والخرائطي فِي الهواتف عَن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ قَالَ خرج ابو طَالب الى الشَّام فَخرج مَعَه رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فِي أَشْيَاخ قُرَيْش فَلَمَّا أشرفوا على الراهب هَبَطُوا فحلوا رحالهم فَخرج إِلَيْهِم الراهب وَكَانُوا قبل ذَلِك يَمرونَ بِهِ فَلَا يخرج إِلَيْهِم وَلَا يلْتَفت لَهُم فَجعل يتخللّهم حَتَّى جَاءَ فَأخذ بيد رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ هَذَا سيد الْعَالمين هَذَا رَسُول رب الْعَالمين هَذَا يَبْعَثهُ اللّه رَحْمَة للْعَالمين فَقَالَ لَهُ أَشْيَاخ قُرَيْش مَا علمك فَقَالَ إِنَّكُم حِين أشرفتم من الْعقبَة لم يمر بشجرة وَلَا حجر إِلَّا خر سَاجِدا وَلَا

يسجدان إِلَّا لنَبِيّ وَإِنِّي أعرفهُ بِخَاتم النُّبُوَّة فِي أَسْفَل من غضروف كتفه مثل التفاحة ثمَّ رَجَعَ فَصنعَ لَهُم طَعَاما فَلَمَّا أَتَاهُم بِهِ وَكَانَ هُوَ فِي رعية الْإِبِل قَالَ ارسلوا إِلَيْهِ فَأقبل وَعَلِيهِ غمامة تظله فَقَالَ انْظُرُوا إِلَيْهِ عَلَيْهِ غمامة تظله فَلَمَّا دنا من الْقَوْم وجدهم قد سَبَقُوهُ إِلَى فَيْء الشَّجَرَة فَلَمَّا جلس مَال فَيْء الشَّجَرَة عَلَيْهِ فَقَالَ انْظُرُوا إِلَى فَيْء الشَّجَرَة مَال عَلَيْهِ فَبَيْنَمَا هُوَ قَائِم عَلَيْهِم وَهُوَ يناشدهم ان لَا يذهبوا بِهِ إِلَى الرّوم فَإِن الرّوم إِذا رَأَوْهُ عرفوه بِالصّفةِ فَقَتَلُوهُ فَالْتَفت فَإِذا هُوَ بِتِسْعَة نفر قد أَقبلُوا من الرّوم فَاسْتَقْبَلَهُمْ فَقَالَ مَا جَاءَ بكم قَالُوا جِئْنَا إِلَى هَذَا النَّبِي الَّذِي هُوَ خَارج فِي هَذَا الشَّهْر فَلم يبْق طَرِيق إِلَّا بعث إِلَيْهِ نَاس وَإِنَّا أخبرنَا خَبره فَبَعَثنَا إِلَى طريقك هَذَا قَالَ أَفَرَأَيْتُم أمرا اراد اللّه ان يَقْضِيه هَل يَسْتَطِيع اُحْدُ من النَّاس رده قَالُوا لَا قَالَ فَبَايعُوهُ وَأَقَامُوا مَعَه فاتاهم فَقَالَ أَيّكُم وليه قَالُوا أَبُو طَالب فَلم يزل يناشده حَتَّى رده وَبعث مَعَه أَبُو بكر بِلَالًا وزوده الراهب من الكعك وَالزَّيْت قَالَ الْبَيْهَقِيّ هَذِه الْقِصَّة مَشْهُور عِنْد أهل الْمَغَازِي

قلت وَلها شَوَاهِد عدَّة سأوردها تقضي بِصِحَّتِهَا إِلَّا ان الذَّهَبِيّ ضعف الحَدِيث لقَوْله فِي آخِره وَبعث مَعَه ابو بكر بِلَالًا فَإِن أَبَا بكر لم يكن إِذْ ذَاك متأهلا وَلَا اشْترى بِلَالًا وَقد قَالَ ابْن حجر فِي الْإِصَابَة الحَدِيث رجله ثِقَات وَلَيْسَ فِيهِ مُنكر سوى هَذِه اللَّفْظَة فَتحمل على أَنَّهَا مدرجة فِيهِ مقتطعة من حَدِيث آخر وهما من أحد رُوَاته

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن ابْن اسحاق قَالَ كَانَ أَبُو طَالب هُوَ الَّذِي يَلِي أَمر رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بعد جده فَخرج فِي ركب من النَّاس إِلَى الشَّام وَخرج بِهِ مَعَه فَلَمَّا نزل الركب بصرى وَبهَا رَاهِب يُقَال لَهُ بحيرا فِي صومعة لَهُ وَكَانَ أعلم اهل النَّصْرَانِيَّة وَلم يزل فِي تِلْكَ الصومعة قطّ رَاهِب إِلَيْهِ يصير علمهمْ عَن كتاب فِيمَا يَزْعمُونَ يتوارثونه كَابِرًا عَن كَابر فَلَمَّا نزلُوا ذَلِك الْعَام ببحيرا وَكَانُوا كثيرا مِمَّا يَمرونَ بِهِ قبل ذَلِك لَا يكلمهم وَلَا يعرض لَهُم حَتَّى إِذا كَانَ ذَلِك الْعَام نزلُوا بِهِ قَرِيبا من صومعته فَصنعَ لَهُم

طَعَاما كثيرا وَذَلِكَ فِي مَا يَزْعمُونَ عَن شَيْء رَآهُ وَهُوَ فِي صومعته فِي الركب حِين اقْبَلُوا وغمامة بَيْضَاء تظله من بَين الْقَوْم ثمَّ اقْبَلُوا حَتَّى نزلُوا بِظِل شَجَرَة قَرِيبا مِنْهُ فَنظر إِلَى الغمامة حِين أظلت الشَّجَرَة وتهصرت أَغْصَان الشَّجَرَة على رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى استظل تحتهَا فَلَمَّا رأى ذَلِك بحيرا نزل من صومعته وَقد أَمر بذلك الطَّعَام فَصنعَ ثمَّ أرسل إِلَيْهِم فَقَالَ إِنِّي قد صنعت لكم طَعَاما يَا معشر قُرَيْش وَأَنا احب ان تحضروا كلكُمْ صغيركم وكبيركم وحركم وعبدكم فَقَالَ لَهُ رجل مِنْهُم يَا بحيرا إِن لَك الْيَوْم لشأنا مَا كنت تصنع هَذَا فِيمَا مضى وَقد كُنَّا نمر بك كثيرا فَمَا شَأْنك الْيَوْم فَقَالَ لَهُ بحيرا صدقت قد كَانَ مَا تَقول وَلَكِنَّكُمْ ضيف وَقد أَحْبَبْت أَن أكْرمكُم وأصنع لكم طَعَاما تَأْكُلُونَ مِنْهُ كلكُمْ فَاجْتمعُوا إِلَيْهِ وتخلف رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم من بَين الْقَوْم لحداثة سنة فِي رحال الْقَوْم تَحت الشَّجَرَة فَلَمَّا نظر بحيرا فِي الْقَوْم لم ير الصّفة الَّتِي يعرف ويجد عِنْده فَقَالَ يَا معشر قُرَيْش لَا يتَخَلَّف أحد مِنْكُم عَن طَعَامي هَذَا قَالُوا لَهُ يَا بحيرا مَا تخلف عَنْك اُحْدُ يَنْبَغِي لَهُ ان يَأْتِيك إِلَّا غُلَام هُوَ أحدث الْقَوْم سنا تخلف فِي رحالهم قَالَ فَلَا تَفعلُوا ادعوهُ فليحضر هَذَا الطَّعَام مَعكُمْ فَقَالَ رجل من قُرَيْش مَعَ الْقَوْم وَاللات والعزى إِن هَذَا للؤم بِنَا أَن يتَخَلَّف ابْن عبد اللّه بن عبد الْمطلب عَن الطَّعَام من بَيْننَا قَالَ ثمَّ قَامَ إِلَيْهِ فَاحْتَضَنَهُ ثمَّ اقبل بِهِ حَتَّى أجلسه مَعَ الْقَوْم فَلَمَّا رَآهُ بحيرا جعل يلحظه لحظا شَدِيدا وَينظر إِلَى أَشْيَاء من جسده قد كَانَ يجدهَا عِنْده فِي صفته حَتَّى إِذا فرغ الْقَوْم من الطَّعَام وَتَفَرَّقُوا قَامَ بحيرا فَقَالَ لَهُ يَا غُلَام اسألك بِاللات والعزى إِلَّا مَا أَخْبَرتنِي عَم أَسأَلك عَنهُ وَإِنَّمَا قَالَ لَهُ بحيرا ذَلِك لِأَنَّهُ سمع قومه يحلفُونَ بهما فزعموا ان رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَهُ لَا تَسْأَلنِي بِاللات والعزى شَيْئا فوَاللّه مَا ابغضت بغضهما شَيْئا قطّ فَقَالَ لَهُ بحيرا فباللّه إِلَّا مَا أَخْبَرتنِي عَم أَسأَلك عَنهُ فَقَالَ سلني عَمَّا بدا لَك فَجعل يسْأَله عَن اشياء من حَاله من نَومه وهيئته واموره فَجعل رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يُخبرهُ فَوَافَقَ ذَلِك مَا عِنْد بحيرا من صفته ثمَّ نظر إِلَى ظَهره فَرَأى خَاتم النُّبُوَّة بَين كَتفيهِ على مَوْضِعه من صفته الَّتِي

عِنْده قَالَ فَلَمَّا فرغ مِنْهُ أقبل على عَمه أبي طَالب فَقَالَ لَهُ مَا هَذَا الْغُلَام مِنْك فَقَالَ ابْني فَقَالَ لَهُ بحيرا مَا هُوَ بابنك وَمَا يَنْبَغِي لهَذَا الْغُلَام ان يكون أَبوهُ حَيا قَالَ فانه ابْن اخي قَالَ فَمَا فعل ابوه قَالَ مَاتَ وَأمه حُبْلَى بِهِ قَالَ صدقت إرجع بِابْن اخيك إِلَى بَلَده وَاحْذَرْ عَلَيْهِ الْيَهُود فوَاللّه لَئِن رَأَوْهُ وَعرفُوا مِنْهُ مَا عرفت ليبغنه شرا فانه كَائِن لِابْنِ اخيك هَذَا شَأْن فأسرع بِهِ إِلَى بِلَاده فَخرج بِهِ عَمه أَبُو طَالب سَرِيعا حَتَّى اقدمه مَكَّة حِين فرغ من تِجَارَته بِالشَّام فزعموا فِيمَا يتحدث النَّاس أَن زبيرا وتماما ودريسا وهم نفر من أهل الْكتاب قد كَانُوا رَأَوْا من رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فِي ذَلِك السّفر الَّذِي كَانَ فِيهِ مَعَ عَمه أبي طَالب أَشْيَاء فأرادوه فردهم عَنهُ بحيرا وَذكرهمْ اللّه وَمَا يَجدونَ فِي الْكتاب من ذكره وَصفته وَأَنَّهُمْ إِن أَجمعُوا لما ارادوا لم يخلصوا إِلَيْهِ حَتَّى عرفُوا مَا قَالَ لَهُم وَصَدقُوهُ بِمَا قَالَ فَتَرَكُوهُ وَانْصَرفُوا وَقَالَ ابو طَالب فِي ذَلِك ابياتا مِنْهَا

(فَمَا رجعُوا حَتَّى رَأَوْا من مُحَمَّد ... أَحَادِيث تجلو غم كل فؤاد)

(وَحَتَّى رَأَوْا أَحْبَار كل مَدِينَة ... سجودا لَهُ من عصبَة وفراد)

(زبيرا وتماما وَقد كَانَ شَاهدا ... دريسا وهمو كلهم بِفساد)

(فَقَالَ لَهُم قولا بحيرا وأيقنوا ... لَهُ بعد تَكْذِيب وَطول بعاد)

(كَمَا قَالَ للرهط الَّذين تهودوا ... وجاهدهم فِي اللّه كل جِهَاد)

(فَقَالَ وَلم يتْرك لَهُ النصح رده ... فَإِن لَهُ أرصاد كل مصاد)

(فَإِنِّي أَخَاف الحاسدين وَأَنه ... لفي الْكتب مَكْتُوب بِكُل مداد)

وَأخرج ابو نعيم عَن الْوَاقِدِيّ عَن شُيُوخه مثله وَفِيه وَجعل ينظر الى الْحمرَة فِي عَيْنَيْهِ ثمَّ قَالَ لِقَوْمِهِ أخبروني عَن هَذِه الْحمرَة تَأتي وَتذهب أَو لَا تُفَارِقهُ قَالُوا مَا رأيناها فارقته قطّ وَسَأَلَهُ عَن نَومه فَقَالَ تنام عَيْنَايَ وَلَا ينَام قلبِي وَفِيه بعد قَوْله كَائِن لِابْنِ أَخِيك هَذَا شَأْن نجده فِي كتبنَا وَمَا ورثنا من آبَائِنَا وَقد اخذ علينا مواثيق قَالَ ابو طَالب من اخذ عَلَيْكُم المواثيق قَالَ اللّه أَخذ علينا نزل بِهِ عِيسَى ابْن مَرْيَم وَأخرج ابْن سعد مثله بِطُولِهِ عَن دَاوُد بن الْحصين وَفِيه ان النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم كَانَ ابْن اثْنَتَيْ عشرَة سنة

وَأخرج ابو نعيم عَن عَليّ قَالَ خرج ابو طَالب فِي تِجَارَة إِلَى الشَّام فِي نفر من قُرَيْش وَأخذ مَعَه النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَلَمَّا أشرفوا على بحيرا الراهب فِي وَقت قيظ وحر رفع الراهب بَصَره فَإِذا غمامة تظل النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم من بَين من مَعَه من الشَّمْس فَصنعَ بحيرا طَعَاما ودعاهم إِلَى صومعته فَلَمَّا دخل النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم الصومعة أشرقت الصومعة نورا فَقَالَ بحيرا هَذَا نَبِي اللّه الَّذِي يُرْسِلهُ من الْعَرَب إِلَى النَّاس كَافَّة

وَأخرج ابْن سعد وَابْن عَسَاكِر عَن عبد اللّه بن مُحَمَّد بن عقيل قَالَ سَار أَبُو طَالب إِلَى الشَّام وَالنَّبِيّ صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم مَعَه فنزلوا على صَاحب دير فَقَالَ صَاحب الدَّيْر مَا هَذَا الْغُلَام مِنْك قَالَ ابْني قَالَ مَا هُوَ بابنك وَلَا يَنْبَغِي ان يكون لَهُ أَب حَيّ قَالَ وَلم قَالَ لِأَن وَجهه وَجه نَبِي وعينه عين نَبِي قَالَ وَمَا النَّبِي قَالَ الَّذِي يُوحى إِلَيْهِ من السَّمَاء فينبيء بِهِ أهل الأَرْض قَالَ اللّه أجل مِمَّا تَقول قَالَ فَاتق عَلَيْهِ الْيَهُود قَالَ ثمَّ خرج حَتَّى نزل براهب أَيْضا صَاحب دير فَقَالَ مَا هَذَا الْغُلَام مِنْك قَالَ ابْني قَالَ مَا هُوَ بابنك وَمَا يَنْبَغِي ان يكون لَهُ اب حَيّ قَالَ وَلم ذَاك قَالَ لِأَن وَجهه وَجه نَبِي وَعَيْنَيْهِ عين نَبِي قَالَ سُبْحَانَ اللّه أللّه أجل مِمَّا تَقول قَالَ يَا ابْن أخي أَلا تسمع مَا يَقُولُونَ قَالَ أَي عَم لَا تنكر للّه قدرَة

وَأخرج ابْن سعد عَن سعيد بن عبد الرَّحْمَن بن أَبْزي قَالَ قَالَ الراهب لأبي طَالب لَا تخرجن بِابْن أَخِيك إِلَى مَا هَا هُنَا فَإِن يهود أهل عَدَاوَة وَهَذَا نَبِي هَذِه الْأمة وَهُوَ من الْعَرَب ويهود تحسده تُرِيدُ ان يكون من بني إِسْرَائِيل فاحذر على إِبْنِ أَخِيك

واخرج ابْن سعد وَابْن عَسَاكِر عَن أبي مجلز ان ابا طَالب سَافر إِلَى الشَّام وَأخذ مَعَه النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَنزل منزلا فَأَتَاهُ فِيهِ رَاهِب فَقَالَ إِن فِيكُم رجلا صَالحا ثمَّ قَالَ أَيْن ولي هَذَا الْغُلَام قَالَ ابو طَالب هَا أَنا ذَا قَالَ احتفظ بِهَذَا الْغُلَام وَلَا تذْهب بِهِ الى الشَّام إِن الْيَهُود حسد وَإِنِّي أخشاهم عَلَيْهِ فَرده

وَأخرج ابْن مندة بِسَنَد ضَعِيف عَن ابْن عَبَّاس أَن أَبَا بكر الصّديق صحب النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ ابْن ثَمَان عشرَة سنة وَالنَّبِيّ ابْن عشْرين سنة وهم يُرِيدُونَ الشَّام فِي تِجَارَة حَتَّى إِذا نزل منزلا فِيهِ سِدْرَة قعد فِي ظلها وَمضى أَبُو بكر إِلَى رَاهِب يُقَال لَهُ

بحيرا يسْأَله عَن شَيْء فَقَالَ لَهُ من الرجل الَّذِي فِي ظلّ الشَّجَرَة قَالَ مُحَمَّد بن عبد اللّه بن عبد الْمطلب قَالَ هَذَا وَاللّه نَبِي مَا استظل تحتهَا بعد عِيسَى بن مَرْيَم إِلَّا مُحَمَّد وَوَقع فِي قلب أبي بكر الصّديق فَلَمَّا بعث النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم أتبعه قَالَ ابْن حجر فِي الاصابة إِن صحت هَذِه الْقِصَّة فَهِيَ سفرة أُخْرَى بعد سفرة أبي طَالب

بَاب استسقاء ابي طَالب بِهِ صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم

اخْرُج ابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخه عَن جلهمة بن عرفطة قَالَ قدمت مَكَّة وهم فِي قحط فَقَالَت قُرَيْش يَا ابا طَالب اقحط الْوَادي وأجدب الْعِيَال فَهَلُمَّ واستسق فَخرج ابو طَالب وَمَعَهُ غُلَام كَأَنَّهُ شمس دجن تجلت عَنهُ سَحَابَة قتماء وَحَوله أغيلمة فَأَخذه ابو طَالب فألصق ظَهره بِالْكَعْبَةِ ولاذ بإصبعه الْغُلَام وَمَا فِي السَّمَاء قزعة فَأقبل السَّحَاب من هَا هُنَا وَهَا هُنَا واغدق وأغدودق وانفجر لَهُ الْوَادي وأخصب البادي والنادي فَفِي ذَلِك يَقُول أَبُو طَالب

(وأبيض يَسْتَسْقِي الْغَمَام بِوَجْهِهِ ... ثمال الْيَتَامَى عصمَة للأرامل)

(يلوذ بِهِ الْهَلَاك من آل هَاشم ... فهم عِنْده فِي نعْمَة وفواضل)

بَاب

أخرج ابو نعيم من طَرِيق ابْن عون عَن عَمْرو بن سعيد قَالَ جَاءَ يهود إِلَى أبي طَالب يشْتَرونَ مِنْهُ مَتَاعا فَدخل عَلَيْهِم النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ غُلَام فَلَمَّا بصروا بِهِ تركُوا مَا كَانُوا فِيهِ وَخَرجُوا هاربين فَقَالَ أَبُو طَالب لرجل عِنْده اذْهَبْ فعارضهم من مَوضِع كَذَا وَكَذَا فَإِذا لقوك فَاضْرب بِإِحْدَى يَديك على الْأُخْرَى وَقل رَأَيْت الْعجب كل الْعجب وَانْظُر مَاذَا يردون عَلَيْك فَذهب فَفعل فَقَالَ الْيَهُود وَأي عجب رَأَيْت قد رَأينَا نَحن أعجب مِمَّا رَأَيْت قَالَ وَأي شَيْء رَأَيْتُمْ قَالُوا رَأينَا السَّاعَة مُحَمَّدًا يمشي على وَجه الأَرْض

بَاب

وَأخرج ابْن عَسَاكِر عَن ابي الزِّنَاد قَالَ اصطرع أَبُو طَالب وَأَبُو لَهب فصرع أَبُو لَهب أَبَا طَالب وَجلسَ على صَدره فَمد النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بذؤابة أبي لَهب وَالنَّبِيّ صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَوْمئِذٍ غُلَام فَقَالَ لَهُ أَبُو لَهب أَنا عمك وَهُوَ عمك فَلم أعنته عَليّ قَالَ لِأَنَّهُ أحب إِلَيّ مِنْك فَمن يَوْمئِذٍ عادى أَبُو لَهب النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم واختبأ لَهُ هَذَا الْكَلَام فِي نَفسه

بَاب

أخرج ابْن سعد عَن عبد اللّه بن ثَعْلَبَة بن صعير العذري أَن أَبَا طَالب لما حَضرته الْوَفَاة دَعَا بني عبد الْمطلب فَقَالَ لن تزالوا بِخَير مَا سَمِعْتُمْ من مُحَمَّد وَمَا اتبعتم امْرَهْ فَاتَّبعُوهُ وأعينوه ترشدوا

وَأخرج مُسلم عَن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب قَالَ قلت يَا رَسُول اللّه هَل نَفَعت أَبَا طَالب بِشَيْء فانه قد كَانَ يحوطك ويغضب لَك قَالَ نعم هُوَ فِي ضحضاح من النَّار وَلَوْلَا أَنا لَكَانَ فِي الدَّرك الْأَسْفَل من النَّار

وَقَالَ ابْن سعد أَنبأَنَا عَفَّان بن مُسلم حَدثنَا حَمَّاد بن سَلمَة عَن ثَابت الْبنانِيّ عَن إِسْحَاق بن عبد اللّه بن الْحَارِث قَالَ قَالَ الْعَبَّاس يَا رَسُول اللّه أترجو لأبي طَالب قَالَ كل الْخَيْر أَرْجُو من رَبِّي أخرجه ابْن عَسَاكِر

وَأخرج تَمام فِي فَوَائده وَابْن عَسَاكِر عَن ابْن عَمْرو قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة شفعت لأبي وَأمي وَعمي أبي طَالب وَأَخ لي كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّة قَالَ تَمام فِي إِسْنَاده الْوَلِيد بن سَلمَة مُنكر الحَدِيث

واخرج الْخَطِيب وَابْن عَسَاكِر عَن ابْن عَبَّاس سَمِعت النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول شفعت فِي هَؤُلَاءِ النَّفر فِي أبي وَعمي أبي طَالب وَأخي من الرضَاعَة يَعْنِي ابْن سعدية ليكونوا بعد الْبَعْث هباء قَالَ الْخَطِيب فِي إِسْنَاده خطاب بن عبد الدَّائِم الأرسوقي وَهُوَ ضَعِيف يعرف بِرِوَايَة الْمَنَاكِير عَن يحيى بن الْمُبَارك الصَّنْعَانِيّ وَهُوَ مَجْهُول عَن مَنْصُور بن الْمُعْتَمِر عَن لَيْث بن ابي سليم وَمَنْصُور لَا يروي عَن لَيْث وَلَيْث فِيهِ ضعف

بَاب

اخْرُج ابْن عَسَاكِر من طَرِيق الْحسن بن عمَارَة عَن رجال سماهم أَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم وَعلي بن أبي طَالب ذَهَبا إِلَى قبر أبي طَالب ليستغفرا لَهُ فَأنْزل اللّه {مَا كَانَ للنَّبِي وَالَّذين آمنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا للْمُشْرِكين} الْآيَة فَاشْتَدَّ على النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم موت أبي طَالب على الْكفْر فَانْزِل اللّه تَعَالَى {إِنَّك لَا تهدي من أَحْبَبْت} يَعْنِي بِهِ أَبَا طَالب {وَلَكِن اللّه يهدي من يَشَاء} يَعْنِي بِهِ الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب هَذَا مَكَان أبي طَالب عوضا للنَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم من أبي طَالب وَكَانَ الْعَبَّاس أحب عمومة النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بعد أبي طَالب إِلَيْهِ

بَاب

اخْرُج ابْن عَسَاكِر عَن عبد اللّه بن جَعْفَر قَالَ لما مَاتَ ابو طَالب عرض لرَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم سَفِيه من سُفَهَاء قُرَيْش فَألْقى عَلَيْهِ تُرَابا فَأَتَتْهُ امْرَأَة من بَنَاته تمسح عَن وَجهه التُّرَاب وتبكي فَجعل يَقُول أَي بنية لَا تبكين فان اللّه مَانع أَبَاك

بَاب اخْتِصَاصه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بِحِفْظ اللّه اياه فِي شبابه عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ أهل الْجَاهِلِيَّة

اخْرُج الشَّيْخَانِ عَن جَابر بن عبد اللّه ان النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم كَانَ ينْقل الْحِجَارَة للكعبة وَعَلِيهِ إِزَار فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاس عَمه يَا ابْن اخي لَو حللت ازارك فَجَعَلته على منكبيك يقيك الْحِجَارَة فَحله فَجعله على مَنْكِبَيْه فَسقط مغشيا عَلَيْهِ فَمَا رُؤِيَ بعد ذَلِك الْيَوْم عُريَانا

وَأخرج الشَّيْخَانِ عَن جَابر قَالَ لما بنيت الْكَعْبَة ذهب رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم وعباس ينقلان الْحِجَارَة فَقَالَ الْعَبَّاس للنَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم اجْعَل ازارك على عاتقك يقيك من الْحِجَارَة فَفعل فَخر إِلَى الأَرْض وطمحت عَيناهُ إِلَى السَّمَاء ثمَّ قَامَ فَقَالَ إزَارِي فَشد عَلَيْهِ إزَاره

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن الْعَبَّاس قَالَ انا وَابْن اخي نحمل على رقابنا وأزرنا تَحت الْحِجَارَة فاذا غشينا النَّاس اتزرنا فَبينا أَنا أَمْشِي وَمُحَمّد صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم امامي فَخر فَجئْت ابْتغِي وَهُوَ ينظر إِلَى السَّمَاء فَقلت مَا شَأْنك فَقَامَ واخذ ازاره وَقَالَ نهيت ان امشي عُريَانا فَكنت اكتمها النَّاس مَخَافَة ان يَقُولُوا مَجْنُون

وَأخرج الْحَاكِم وَصَححهُ وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن أبي الطُّفَيْل قَالَ لما بنت قُرَيْش الْكَعْبَة نقلوا الْحِجَارَة من أجياد الضواحي فَبَيْنَمَا رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم ينقلها إِذْ انكشفت عَوْرَته فَنُوديَ يَا مُحَمَّد عورتك فَذَلِك اول مَا نُودي فَمَا رؤيت لَهُ عَورَة بعد وَلَا قبل

وَأخرج ابْن سعد وَابْن عدي وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَأَبُو نعيم من طَرِيق عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ كَانَ ابو طَالب يعالج زَمْزَم وَكَانَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم ينْقل الْحِجَارَة وَهُوَ غُلَام فَأخذ إزَاره وَاتَّقَى بِهِ الْحِجَارَة فَغشيَ عَلَيْهِ فَلَمَّا أَفَاق سَأَلَهُ أَبُو طَالب فَقَالَ اتاني آتٍ عَلَيْهِ ثِيَاب بيض فَقَالَ لي استتر فَكَانَ اول شَيْء رأى رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم من النُّبُوَّة ان قيل لَهُ استتر وَهُوَ غُلَام قَالَ فَمَا رؤيت عَوْرَته من يَوْمئِذٍ

وَأخرج ابْن سعد عَن عَائِشَة قَالَت مَا رَأَيْت ذَاك من رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم

وَأخرج ابْن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده وَابْن اسحاق وَالْبَزَّار وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم وَابْن عَسَاكِر عَن عَليّ بن أبي طَالب سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول مَا هَمَمْت بِشَيْء مِمَّا كَانَ أهل الْجَاهِلِيَّة يهمون بِهِ من النِّسَاء إِلَّا لَيْلَتَيْنِ كلتاهما عصمني اللّه مِنْهُمَا قلت لَيْلَة لبَعض فتيَان مَكَّة وَنحن فِي رِعَايَة غنم أهلنا فَقلت لصاحبي أبْصر لي غنمي حَتَّى ادخل مَكَّة فاسمر بهَا كَمَا يسمر الفتيان فَقَالَ بلَى فَدخلت حَتَّى اذا جِئْت اول دَار من دور مَكَّة سَمِعت عزفا بالغرابيل والمزامير قلت مَا هَذَا فَقيل تزوج فلَان فُلَانَة فَجَلَست انْظُر وَضرب اللّه على اذني فوَاللّه مَا أيقظني إِلَّا مس الشَّمْس فَرَجَعت إِلَى صَاحِبي

فَقَالَ مَا فعلت قلت مَا فعلت شَيْئا ثمَّ اخبرته بِالَّذِي رَأَيْت ثمَّ قلت لَهُ لَيْلَة أُخْرَى أبْصر لي غنمي حَتَّى اسمر بِمَكَّة فَفعل فَدخلت فَلَمَّا جِئْت مَكَّة سَمِعت مثل الَّذِي سَمِعت تِلْكَ اللَّيْلَة فَجَلَست أنظر وَضرب اللّه على أُذُنِي فوَاللّه مَا أيقظني إِلَّا مس الشَّمْس فَرَجَعت إِلَى صَاحِبي فَقَالَ مَا فعلت قلت لَا شَيْء ثمَّ اخبرته الْخَبَر فوَاللّه مَا هَمَمْت وَلَا عدت بعدهمَا لشَيْء من ذَلِك حَتَّى اكرمني اللّه بنبوته قَالَ ابْن حجر إِسْنَاده حسن مُتَّصِل وَرِجَاله ثِقَات

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ وَأَبُو نعيم وَابْن عَسَاكِر عَن عمار بن يَاسر انهم قَالُوا يَا رَسُول اللّه هَل أتيت فِي الْجَاهِلِيَّة من النِّسَاء شَيْئا قَالَ لَا وَقد كنت مِنْهُ على ميعادين اما احدهما فغلبتني عيناني وَأما الآخر فحال بيني وَبينهمْ سامرقوم

وَأخرج الشَّيْخَانِ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لما نزلت {وأنذر عشيرتك الْأَقْرَبين} نَادَى رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فِي قُرَيْش بَطنا بَطنا فَقَالَ أَرَأَيْتُم لَو قلت لكم ان خيلا بسفح هَذَا الْجَبَل أَكُنْتُم مصدقي قَالُوا نعم مَا جربنَا عَلَيْك كذبا قطّ قَالَ فَإِنِّي نَذِير لكم بَين يَدي عَذَاب شَدِيد فَقَالَ أَبُو لَهب تَبًّا لَك أَلِهَذَا جمعتنَا فَأنْزل اللّه {تبت يدا أبي لَهب وَتب}

واخرج أَبُو نعيم عَن عَائِشَة قَالَت قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم سَمِعت زيد بن عَمْرو بن نفَيْل يعيب أكل مَا ذبح لغير اللّه فَمَا ذقت شَيْئا ذبح على النصب حَتَّى اكرمني اللّه برسالته

وَأخرج ابو نعيم وَابْن عَسَاكِر عَن عَليّ قَالَ قيل للنَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم هَل عبدت وثنا قطّ قَالَ لَا قَالُوا فَهَل شربت خمرًا قطّ قَالَ لَا ومازلت أعرف ان الَّذِي هم عَلَيْهِ كفر وَمَا كنت أَدْرِي مَا الْكتاب وَلَا الايمان

وَأخرج ابْن سعد وَأَبُو نعيم وَابْن عَسَاكِر من طَرِيق عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ حَدَّثتنِي أم أَيمن قَالَت كَانَ بوانة صنما يحضرهُ قُرَيْش يَوْمًا فِي السّنة وَكَانَ أَبُو طَالب يحضرهُ مَعَ قومه وَكَانَ يكلم رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم ان يحضر ذَلِك الْعِيد مَعَ قومه فيأبى حَتَّى رَأَيْت أَبَا طَالب غضب عَلَيْهِ وَرَأَيْت عماته غضبن عَلَيْهِ يَوْمئِذٍ أَشد الْغَضَب وجعلن يقلن إِنَّا نَخَاف عَلَيْك مِمَّا تصنع من اجْتِنَاب الهتنا وجعلن يقلن يَا مُحَمَّد مَا تُرِيدُ ان تحضر لقَوْمك عيدا وَلَا تكْثر لَهُم جمعا فَلم يزَالُوا بِهِ حَتَّى ذهب فَغَاب عَنْهُم مَا شَاءَ اللّه

ثمَّ رَجَعَ إِلَيْنَا مَرْعُوبًا فَزعًا فَقُلْنَ عماته مَا دهاك قَالَ إِنِّي أخْشَى ان يكون بِي لمَم فَقُلْنَ مَا كَانَ اللّه ليبتليك بالشيطان وفيك من خِصَال الْخَيْر مَا فِيك فَمَا الَّذِي رَأَيْت قَالَ إِنِّي كلما دَنَوْت من صنم مِنْهَا تمثل لي رجل أَبيض طَوِيل يَصِيح بِي وَرَاء ك يَا مُحَمَّد لَا تمسه قَالَت فَمَا عَاد الى عيد لَهُم حَتَّى تنبئ

وَأخرج ابو نعيم عَن عَائِشَة قَالَت قَالَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم مر عَليّ جبرئيل وَمِيكَائِيل وَأَنا بَين النَّائِم وَالْيَقظَان بَين الرُّكْن وزمزم فَقَالَ أَحدهمَا للْآخر هُوَ هُوَ قَالَ نعم وَنعم الْمَرْء هُوَ لَوْلَا أَنه يمسح الْأَوْثَان قَالَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَمَا مسحتهن حَتَّى اكرمني اللّه بِالنُّبُوَّةِ

وَأخرج ابو نعيم وَابْن عَسَاكِر من طَرِيق عَطاء بن أبي رَبَاح عَن ابْن عَبَّاس ان النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَامَ مَعَ بني عَمه عِنْد اساف فَرفع رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بَصَره إِلَى ظهر الْكَعْبَة سَاعَة ثمَّ انْصَرف فَقَالَ لَهُ بَنو عَمه مَالك يَا مُحَمَّد قَالَ نهيت ان اقوم عِنْد هَذَا الصَّنَم

وَأخرج الْحَاكِم وَصَححهُ وَأَبُو نعيم وَالْبَيْهَقِيّ عَن زيد بن حَارِثَة قَالَ كَانَ صنم من نُحَاس يُقَال لَهُ اساف أَو نائلة يتمسح بِهِ الْمُشْركُونَ إِذا طافوا فَطَافَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم وطفت مَعَه فَلَمَّا مَرَرْت مسحت بِهِ فَقَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لَا تمسه قَالَ زيد

فطفنا بِهِ ثمَّ قلت فِي نَفسِي لأمسنه حَتَّى انْظُر مَا يكون فمسحته فَقَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم ألم تنه قَالَ زيد فوالذي اكرمه وَانْزِلْ عَلَيْهِ الْكتاب مَا استلمت صنما حَتَّى اكرمه اللّه بِالَّذِي أكْرمه وَأنزل عَلَيْهِ

واخرج احْمَد عَن عُرْوَة بن الزبير قَالَ حَدَّثتنِي جَار لِخَدِيجَة بنت خويلد قَالَ سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول لِخَدِيجَة أَي خَدِيجَة وَاللّه لَا اعبد اللات أبدا وَاللّه لَا اعبد الْعُزَّى أبدا

وَأخرج ابو يعلى وَابْن عدي وَالْبَيْهَقِيّ وَابْن عَسَاكِر عَن جَابر بن عبد اللّه قَالَ كَانَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يشْهد مَعَ الْمُشْركين مشاهدهم فَسمع ملكَيْنِ خَلفه واحدهما يَقُول لصَاحبه اذْهَبْ بِنَا حَتَّى نقوم خلف رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ كَيفَ نقوم خَلفه وانما عَهده باستلام الاصنام قبيل فَلم يعد بعد ذَلِك يشْهد مَعَ الْمُشْركين مشاهدهم

قَالَ الطَّبَرَانِيّ وَالْبَيْهَقِيّ قَوْله وانما عَهده باستلام الاصنام يَعْنِي أَنه شهد مَعَ من اسْتَلم الاصنام لَا أَنه استلمها وَالْمرَاد بالمشاهد الَّتِي شَهِدَهَا مشَاهد الْحلف وَنَحْوه لَا مشَاهد استلام الْأَصْنَام

وَقَالَ ابْن حجر فِي المطالب الْعَالِيَة هَذَا الحَدِيث أنكرهُ النَّاس على عُثْمَان بن أبي شيبَة فبالغوا وَالْمُنكر مِنْهُ قَوْله عَن الْملك عَهده باستلام الاصنام فان ظَاهره انه بَاشر الاستلام وَلَيْسَ ذَلِك مرَادا بل المُرَاد انه شهد مُبَاشرَة الْمُشْركين استلام أصنامهم

واخرج ابْن اسحاق وَالْبَيْهَقِيّ وابو نعيم عَن جُبَير بن مطعم قَالَ لقد رَأَيْت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فِي الْجَاهِلِيَّة وَهُوَ يقف على بعير لَهُ بِعَرَفَات من بَين قومه حَتَّى يدْفع مَعَهم تَوْفِيقًا من اللّه لَهُ

وَأخرج الشَّيْخَانِ عَن عَائِشَة قَالَت كَانَت قُرَيْش وَمن دَان دينهَا وهم الحمس يقفون بِالْمُزْدَلِفَةِ وَيَقُولُونَ نَحن أهل الْحرم

وَأخرج الْحسن بن سُفْيَان فِي مُسْنده وَالْبَغوِيّ فِي مُعْجَمه والباوردي فِي الصَّحَابَة عَن ربيعَة الجرشِي قَالَ رَأَيْت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم وَاقِفًا فِي الْجَاهِلِيَّة بِعَرَفَات فَعرفت ان اللّه وَفقه لذَلِك