٢-٢ الفصل الخامس فى خدمه وحرسه ومواليه ومن كان على نفقاته وخاتمه ونعله وسواكه ومن يأذن عليه ومن كان يضرب الأعناق بين يديهأما خدمه[من الرجال]فمنهم أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد الأنصارى الخزرجى، يكنى أبا حمزة، خدم النبى- صلى اللّه عليه وسلم- تسع سنين أو عشر سنين، ودعا له- صلى اللّه عليه وسلم- ف قال: (اللّهم أكثر ماله وولده وأدخله الجنة) (١) . وقال أبو هريرة: ما رأيت أحدا أشبه صلاة برسول اللّه- صلى اللّه عليه وسلم- منه. وتوفى سنة ثلاث وتسعين وقيل سنة اثنتين وقيل سنة إحدى وتسعين وقد جاوز المائة. ومنهم: ربيعة بن كعب الأسلمى، صاحب وضوئه، وتوفى سنة ثلاث وستين. ومنهم: أيمن ابن أم أيمن، صاحب مطهرته- صلى اللّه عليه وسلم-، استشهد يوم حنين. ومنهم: عبد اللّه بن مسعود بن غافل- بالمعجمة والفاء- ابن حبيب الهذلى، أحد السابقين الأولين، شهد بدرا والمشاهد، وكان صاحب الوسادة والسواك والنعلين والطهور وكان يلى ذلك من النبى- صلى اللّه عليه وسلم-، وكان إذا قام النبى- صلى اللّه عليه وسلم- ألبسه نعليه، وإذا جلس جعلهما فى ذراعيه حتى يقوم. وتوفى بالمدينة وقيل بالكوفة سنة اثنتين وثلاثين، وقيل سنة ثلاث. __________ (١) صحيح: أخرجه البخارى (٦٣٣٤) فى الدعوات، باب: قول اللّه تعالى: وَصَلِّ عَلَيْهِمْ، ومسلم (٦٦٠) فى المساجد، باب: جواز الجماعة فى النافلة والصلاة على حصير وخمرة وثوب وغيرها من الطاهرات، من حديث أنس- رضى اللّه عنه-، إلا أنه فى آخره، (وبارك له فيما أعطيته) بدلا من (وأدخله الجنة) . ومنهم عقبة بن عامر بن عبس بن عمرو الجهنى، وكان صاحب بغلته يقود به- صلى اللّه عليه وسلم- فى الأسفار، روينا عنه أنه قال: بينما أقود برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم- فى نقب من تلك النقاب إذ قال لى رسول اللّه- صلى اللّه عليه وسلم-: (اركب يا عقبة) قال فأجللت رسول اللّه- صلى اللّه عليه وسلم- أن أركب مركبه ثم أشفقت أن يكون معصية قال: فركبت هنيهة ثم نزلت، ثم ركب النبى- صلى اللّه عليه وسلم- وقدت به، فقال لى: (يا عقبة ألا أعلمك من خير سورتين قرأ بهما الناس) فقلت: بلى بأبى أنت وأمى يا رسول اللّه ف قال: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١) وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (٢) (٣) . الحديث رواه أحمد وأبو داود والنسائى. ولأحمد: فقال (يا عقبة، ألا أعلمك خير ثلاث سور أنزلت فى التوراة والإنجيل والزبور والقرآن العظيم) ، قال: قلت بلى، قال: (فأقرأنى) قُلْ هُوَ اللّه أَحَدٌ (٤) وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (٥) وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (٦) . وكان عقبة عالما بكتاب اللّه وبالفرائض فصيحا شاعرا مفوها، ولى مصر لمعاوية سنة أربع وأربعين ثم صرفه بمسلمة بن مخلد، وتوفى بها سنة ثمان وخمسين. ومنهم: أسلع بن شريك صاحب راحلته. وفى الطبرانى عن الربيع بن بدر قال: حدثنى أبى عن أبيه عن رجل يقال له أسلع قال كنت أخدم النبى صلى اللّه عليه وسلم- وأرحل له، فقال لى ذات يوم: (يا أسلع، قم فارحل) فقلت: يا __________ (١) سورة الفلق: ١. (٢) سورة الناس: ١. (٣) صحيح بنحوه: أخرجه بنحوه مسلم (١٨١٤) فى صلاة المسافرين، باب: فضل قراءة المعوذتين، وأبو داود (١٤٦٢) فى الصلاة، باب: فى المعوذتين، والترمذى (٢٩٠٢) فى فضائل القرآن، باب: ما جاء فى المعوذتين، والنسائى (٢/ ١٥٨) فى الافتتاح، باب: الفضل فى قراءة المعوذتين، و (٨/ ٢٥٤) فى الاستعاذة، باب: رقم (١) ، وأحمد فى (مسنده) (٤/ ١٤٤، ١٤٩، ١٥١، ١٥٢) . (٤) سورة الإخلاص: ١. (٥) سورة الفلق: ١. (٦) سورة الناس: ١. رسول اللّه أصابتنى جنابة، فسكت رسول اللّه- صلى اللّه عليه وسلم- وأتاه جبريل فنزل باية الصعيد [النساء: ٤٣ والمائدة: ٦] فقال رسول اللّه- صلى اللّه عليه وسلم-: (قم يا أسلع فتيمم) قال: فقمت، ثم رحلت له ثم سار حتى مر بماء ثم قال لى يا أسلع: (مسّ أو أمسّ هذا جلدك) قال: فأرانى التيمم ضربة للوجه وضربة لليدين إلى المرفقين (١) . انتهى. ومنهم: سعد مولى أبى بكر، وقيل سعيد، ولم يثبت، وروى عنه ابن ماجه. ومنهم: أبو ذر جندب بن جنادة الغفارى، أسلم قديما، وتوفى بالربذة سنة إحدى وثلاثين، وصلى عليه عبد اللّه بن مسعود ثم مات بعده فى ذلك اليوم، قاله ابن الأثير فى (معرفة الصحابة) ، وفى التقريب للحافظ ابن حجر سنة اثنتين وثلاثين. ومنهم: مهاجر مولى أم سلمة. ومنهم: حنين والد عبد اللّه، مولى عباس، كان يخدم النبى- صلى اللّه عليه وسلم-، ثم وهبه لعمه العباس. ومنهم: نعيم بن ربيعة الأسلمى. ومنهم: أبو الحمراء، مولاه- صلى اللّه عليه وسلم- وخادمه، واسمه هلال بن الحارث، أو ابن ظفر، نزل حمص وتوفى بها. ومنهم: أبو السمح خادمه- صلى اللّه عليه وسلم- واسمه إياد. ومن النساءبركة أم أيمن الحبشية، وهى والدة أسامة بن زيد ماتت فى خلافة عثمان رضى اللّه عنه-. وخولة جدة حفص. وسلمى أم رافع، زوج أبى رافع. __________ (١) ذكره الهيثمى فى (المجمع) (١/ ٢٦٢) و قال: رواه الطبرانى فى (الكبير) ، وفيه الربيع بن بدر، وقد أجمعوا على ضعفه. وميمونة بنت سعد. وأم عياش مولاة رقية بنت النبى- صلى اللّه عليه وسلم-. وكان يضرب الأعناق بين يديه: على بن أبى طالب، والزبير بن العوام، والمقداد بن عمرو، ومحمد بن مسلمة، وعاصم بن ثابت بن أبى الأقلح، والضحاك بن سفيان. وكان قيس بن سعد بن عبادة بن يديه- صلى اللّه عليه وسلم- بمنزلة صاحب الشرطة. وكان بلال على نفقاته. ومعيقيب بن أبى فاطمة الدوسى على خاتمه. وابن مسعود على سواكه ونعله، كما تقدم. وأبو رافع واسمه أسلم- وقيل غير ذلك- قبطى، وكان على ثقله (١) . وأذن عليه- صلى اللّه عليه وسلم- فى المشربة لعمر بن الخطاب- رضى اللّه عنه- رياح النوبى. وأما حراسهفمنهم: سعد بن معاذ بن النعمان بن امرىء القيس، سيد الأوس، أسلم بين العقبتين على يد مصعب بن عمير، وشهد بدرا وأحدا والخندق، فرمى فيه بسهم فعاش شهرا ثم انتقض جرحه فمات. حرس النبى- صلى اللّه عليه وسلم- يوم بدر حين نام فى العريش. ومنهم: محمد بن مسلمة الأنصارى، حرسه يوم أحد. ومنهم: الزبير بن العوام حرسه يوم الخندق. ومنهم: بلال، المؤذن، أسلم قديما، وعذب فى اللّه، وسكن الشام أخيرا، ولا عقب له، وتأتى وفاته- إن شاء اللّه تعالى-، وكان يحرس النبى صلى اللّه عليه وسلم- بوادى القرى. وكان أبو بكر الصديق يوم بدر فى العرش شاهرا سيفه على رأسه صلى اللّه عليه وسلم- لئلا يصل إليه أحد من المشركين. رواه السمان فى الموافقة. ووقف المغيرة بن شعبة على رأسه بالسيف يوم الحديبية. __________ (١) أى: متاع السفر، أو كل شىء نفيس مصون. وكان يحرسه- صلى اللّه عليه وسلم- أيضا عباد بن بشر. فلما نزل وَاللّه يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ (١) ترك ذلك. وأما مواليه صلى اللّه عليه وسلمأسامة وأبوه زيد بن حارثة، حب رسول اللّه- صلى اللّه عليه وسلم-، أعتقه وزوجه مولاته أم أيمن واسمها بركة فولدت له أسامة. وكان زيد قد أسر فى الجاهلية، فاشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة، فاستوهبه النبى- صلى اللّه عليه وسلم- منها: ذكر قصته محمد بن إسحاق فى السيرة، وأن أباه وعمه أتيا مكة فوجداه، فطلبا أن يفدياه، فخيره النبى- صلى اللّه عليه وسلم- بين أن يدفعه لهما أو يبقى عنده- صلى اللّه عليه وسلم-، وفى رواية الترمذى قال: يا رسول اللّه، لا أختار عليك أحدا أبدا. واستشهد زيد فى مؤتة، ومات ابنه أسامة بالمدينة أو بوادى القرى سنة أربع وخمسين. ومنهم: ثوبان، لازم رسول اللّه- صلى اللّه عليه وسلم- ونزل بعده الشام، ومات بحمص سنة أربع وخمسين. وأبو كبشة، أوس، ويقال سليم من مولدى مكة وشهد بدرا. وشقران- بضم الشين المعجمة وسكون القاف- واسمه صالح الحبشى، وي قال: فارسى، شهد بدرا وهو مملوك، ثم عتق، قاله الحافظ ابن حجر و قال: أظنه مات فى خلافة عثمان. ورباح- وهو بفتح الراء وبالموحدة- الأسود، وكان يأذن عليه أحيانا إذا انفرد، وهو الذى أذن لعمر بن الخطاب فى المشربة، كما تقدم. ويسار الراعى، وهو الذى قتله العرنيون. وزيد وهو أبو يسار- وليس زيد بن حارثة والد أسامة- ذكره ابن الأثير. __________ (١) سورة المائدة: ٦٧. ومدعم- بكسر الميم وفتح العين المهملة- عبد أسود، كان لرفاعة بن زيد الضبيبى- بضم الضاد المعجمة وفتح الموحدة الأولى- فأهداه إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم-. وأبو رافع، واسمه: أسلم القبطى، وكان للعباس فوهبه للنبى- صلى اللّه عليه وسلم-، فلما بشر النبى- صلى اللّه عليه وسلم- بإسلام العباس أعتقه، توفى قبل قتل عثمان بيسير. ورفاعة بن زيد الجذامى. وسفينة، واختلف فى اسمه، فقيل: طهمان، وقيل: كيسان، وقيل: مهران، وقيل غير ذلك، وسماه رسول اللّه- صلى اللّه عليه وسلم- سفينة لأنهم كانوا حملوه شيئا كثيرا فى السفر (١) . ومأبور القبطى، وهو من جملة من أهداه المقوقس للنبى- صلى اللّه عليه وسلم-. وواقد، أو أبو واقد، وأنجشة الحادى، ويأتى ذكره فى حداته- صلى اللّه عليه وسلم- إن شاء اللّه تعالى. وسلمان الفارسى، أبو عبد اللّه، ويقال له سلمان الخير، أصله من أصبهان، وقيل من رام هرمز، أول مشاهده الخندق، مات سنة أربع وثلاثين، يقال بلغ ثلاثمائة سنة. وشمعون بن زيد، أبو ريحانة. قال الحافظ ابن حجر: حليف الأنصار، ويقال مولى رسول اللّه- صلى اللّه عليه وسلم-، شهد فتح دمشق وقدم مصر، وسكن بيت المقدس. وأبو بكرة، نفيع بن الحارث بن كلدة، جد القاضى الجليل بكار بن قتيبة الحنفى قاضى مصر المدفون بها. ومن النساء: أم أيمن الحبشية، وسلمى أم رافع زوج أبى رافع، ومارية وريحانة وقيسر أخت مارية وغير ذلك. قال ابن الجوزى: مواليه ثلاثة وأربعون، وإماؤه إحدى عشرة. __________ (١) أخرجه أحمد فى (المسند) (٥/ ٢٢١) . |