٢٠٠٢٠٠ ( كان إذا دخل المسجد قال أعوذ باللّه العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم وقال إذا قال ذلك حفظ مني سائر اليوم ) د عن ابن عمرو ح كان إذا دخل المسجد قال حال شروعه في دخوله أعوذ باللّه العظيم أي ألوذ بملاذه وألجأ إليه مستجيرا به وبوجهه الكريم أي ذاته إذ الوجه يعبر به عن الذات بشهادة كل شيء هالك إلا وجهه أي ذاته وعن الجهة كما في فأينما تولوا فثم وجه اللّه أي جهته وسلطانه القديم على جميع الخلائق قهرا وغلبة من الشيطان الرجيم أي المرجوم وقال يعني الشيطان إذا قال ذلك حفظ مني سائر اليوم أي جميع ذلك اليوم الذي يقول هذا الذكر فيه د عن ابن عمرو ابن العاص رمز المصنف لحسنه وهو كذلك إذا علا فقد قال في الأذكار إسناده جيد ٢٠١ ( كان إذا دخل المسجد يقول باسم اللّه والسلام على رسول اللّه اللّهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج قال باسم اللّه والسلام على رسول اللّه اللّهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك ) حم ه طب عن فاطمة الزهراء ح كان إذا دخل المسجد يقول بسم اللّه والسلام على رسول اللّه أبرز اسمه الميمون على سبيل التجريد عند ذكره التجاء إلى منصب الرسالة ومنزلة النبوة وتعظيما لشأنها غيره امتثالا لأمر اللّه في قوله إن اللّه وملئكته يصلون على النبي ( اللّهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج قال بسم اللّه والسلام على رسول اللّه اللّهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك وإنما شرعت الصلاة عليه عند دخول المسجد لأنه محل الذكر وخص الرحمة بالدخول والفضل بالخروج لأن من دخل اشتغل بما يزلفه إلى اللّه وثوابه فناسب ذكر الرحمة فإذا خرج انتشر في الأرض ابتغاء فضل اللّه من الرزق فناسب ذكر الفضل كما سبق موضحا حم ه طب عن فاطمة الزهراء قال مغلطاي حديث فاطمة هذا حسن لكن إسناده ليس بمتصل انتهى والمصنف رمز لحسنه ٢٠٢ ( كان إذا دخل المسجد صلى على محمد وسلم وقال رب اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج صلى على محمد وسلم وقال رب اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك ) ت عن فاطمة الزهراء ح ( كان إذا دخل المسجد صلى على محمد وسلم وقال رب اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج صلى على محمد وسلم وقال رب اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك ) طلب المغفرة في هذا الخبر وما قبله تشريعا لأمته لأن الإنسان حمل التقصير في سائر الأحيان وأبرز ضمير نفسه الشريفة عند ذكر الغفران تحليا بالانكسار بين يدي الملك الجبار وفي هذا الدعاء عند الدخول استرواح أنه من دواعي فتح أبواب الرحمة لداخله ت وكذا أبو داود خلافا لما يوهمه صنيعة كلاهما في الصلاة من حديث فاطمة بنت الحسن عن جدتها فاطمة الكبرى الزهراء وقالا جميعا ليس إسناده بمتصل لأن فاطمة بنت الحسن لم تدرك فاطمة الكبرى رمز لحسنه وفيه ما فيه ٢٠٣ ( كان إذا دخل المسجد قال باسم اللّه اللّهم صل على محمد وأزواج محمد ابن السني عن أنس ح كان إذا دخل المسجد قال بسم اللّه اللّهم صل على محمد وأزواج محمد أورده المصنف عقب الأحاديث السابقة إشعارا بندب الصلاة على الأزواج عند دخول المسجد ابن السني عن أنس ابن مالك رمز المصنف لحسنه ٢٠٤ كان إذا دخل السوق قال باسم اللّه اللّهم إني أسألك من خير هذه السوق وخير ما فيها وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها اللّهم إني أعوذ بك أن أصيب فيها يمينا فاجرة أو صفقة خاسرة طب ك عن بريدة صح كان إذا دخل السوق أي أراد دخولها قال عند الأخذ فيه بسم اللّه اللّهم إني أسألك من خير هذه السوق فيه أن السوق مؤنثة قال ابن إسحق وهو أصح وأفصح وتصغيرها سويقة والتذكير خطأ لأنه قيل سوق نافقة وما سمع نافق بغيرها والنسبة إليها سوقي على لفظها وخير ما فيها وأعوذ بك من شرها أي من شر ما استقر من الأوصاف والأحوال الخاصة بها وشر ما فيها أي من شر ما خلق ووقع فيها وسبق إليها اللّهم إني أعوذ بك من أن أصيب يمينا فاجرة أو صفقة خاسرة إنما سأل خيرها واستعاذ من شرها لاستيلاء الغفلة على قلوب أهلها حتى أتخذوا الأيمان الكاذبة شعارا والخديعة بين المتبايعين دثارا فأتى بهذه الكلمات ليخرج من حال الغفلة فيندب لمن دخل السوق أن يحافظ على قوله ذلك فإذا نطق الداخل بهذه الكلمات كان فيه تحرز عما يكون من أهل الغفلة فيها وهذا مؤذن بمشروعية دخول السوق أي إذا لم يكن فيه حال الدخول معصية كالصاغة وإلاحرم طب عن بريدة وفيه كما قال الهيثمي محمد بن أبان الجعفي وهو ضعيف ك في باب الدعاء عن بريدة قال الحافظ العراقي فيه أبو عمرو وجار لشعيب بن حرب ولعله حفص بن سليمان الأسدي مختلف فيه وقال غيره فيه أبو عمرو وجار لشعيب بن حرب ولا يعرف وقال المديني متروك وبه رد الذهبي في التلخيص تصحيح الحاكم له وفي الميزان محمد بن عمرو أو محمد بن عمر له حديث واحد وهو منكر ذكره البخاري في الضعفاء ثم ساق له هذا الحديث ثم قال قال البخاري لا يتابع عليه ا ه ٢٠٥ كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك م د ن ه عن عائشة صح كان إذا دخل بيته أي إذا أراد دخوله بدأ بالسواك لأجل السلام على أهله فإن السلام أسم شريف فاستعمل السواك للإتيان به أو ليطيب فمه لتقبيل أهله ومضاجعتهم لأنه ربما تغير فمه عند محادثة الناس فإذا دخل بيته كان من حسن معاشرة أهله ذلك أو لأنه كان يبدأ بصلاة النفل أول دخوله بيته فإنه قلما كان يتنفل بالمسجد فيكون السواك للصلاة وقول عياض والقرطبي خص به دخول بيته لأنه مما لا يفعله ذو مروءة بحضرة الناس ولا ينبغي عمله بالمسجد ولا في المحافل ردوه وفيه ندب السواك عند دخول المسجد وبه صرح النووي وغيره وأنه مما يبدأ به من القربات عند دخوله وتكراره لذلك ومثابرته عليه وأنه كان لا يقتصر في ليله ونهاره على مرة لأن دخول البيت مما يتكرر والتكرر دليل العناية والتأكد وبيان فضيلة السواك في جميع الأوقات وشدة الاهتمام به وأنه لا يختص بوقت ولا حال معينة وأنه لا يكره للصائم في شيء من النهار لكن يستثنى ما بعد الزوال لحديث الخلوف وذكروا أن السواك يسن للنوم وعلته ما ذكر من الاجتماع بالأهل لأن مسهن وملاقاتهن على حال من التنظف أمر مطلوب مناسب دلت عليه الأخبار ولا مانع من كونه للمجموع وفيه مداومته على التعبد في الخلاء والملاء م د ن ه كلهم في الطهارة عائشة وحكى ابن منده الإجماع على صحته وتعقبه مغلطاي بأنه إن أراد إجماع العلماء قاطبة فمتعذر أو إجماع الأئمة المتعاصرين فغير صواب لأن البخاري لم يخرجه فأي إجماع مع مخالفته ٢٠٦ كان إذا دخل قال هل عندكم طعام فإذا قيل لا قال إني صائم د عن عائشة صح كان إذا دخل أي بيته قال لأهله وخدمه هل عندكم طعام أي أطعمة فإذا قيل لا قال أني صائم أي وإذا قيل نعم أمرهم بتقديمه إليه كما بينه في رواية أخرى وهذا محمول بقرينة أخبار أخر على صوم النفل لا الفرض وأنه قبل الزوال وأنه لم يكن تناول مفطرا د عن عائشة رمز لصحته ٢٠٧ كان إذا دخل الجبانة يقول السلام عليكم أيتها الأرواح الفانية والأبدان البالية والعظام النخرة التي خرجت من الدنيا وهى باللّه مؤمنة اللّهم أدخل عليهم روحا منك وسلاما منا ابن السني عن ابن مسعود ض كان إذا دخل الجبانة محل الدفن سمي به لأنه يفزع ويجبن عند رؤيته ويذكر الحلول فيه وقال ابن الأثير الجبانة الصحراء وتسمى بها المقابر لأنها تكون في الصحراء تسمية للشيء باسم موضعه يقول السلام عليكم لم يقل عليكم السلام ابتداء بل كان يكره ذلك ولا يعارضه ما في خبر صحيح أنه قال لمن قال عليك السلام لا تقل عليك السلام فإن عليك السلام تحية الموتى فإن ذلك إخبار عن الواقع لا عن المشروع أي أن الشعراء وغيرهم يحيون الموتى بهذا اللفظ كقوله عليك سلام اللّه قيس بن عاص ورحمة ربي اللّه ما شاء يرحم فكره المصطفى {صلى اللّه عليه وسلم} أن يحيى بتحية الأموات ومن كراهته لذلك لم يرد على المسلم أيتها الأرواح الفانية أي الأرواح التي أجسادها فانية والأبدان البالية التي أبلتها الأرض والعظام النخرة أي المتفتتة تقول نخر العظم نخرا من باب تعب بلى وتفتت فهو نخر وناخر التي خرجت من الدنيا وهي باللّه أي لا بغيره كما يؤذن به تقديم الجار والمجرور على قوله مؤمنة أي مصدقة موقنة اللّهم أدخل عليهم روحا بفتح الراء أي سعة وإستراحة منك وسلاما منا أي دعاء مقبولا وأخذ ابن تيمية من مخاطبته للموتى أنهم يسمعون إذ لا يخاطب من لا يسمع ولا يلزم منه أن يكون السمع دائما للميت بل قد يسمع في حال دون حال كما يعرض للحي فإنه قد لا يسمع الخطاب لعارض وهذا السمع سمع إدراك لا يترتب عليه جزاء ولا هو السمع المنفي في قوله إنك لا تسمع الموتى إذ المراد به سمع قبول وامتثال أمره جاء في كثير من الروايات كان إذا وقف على القبور قال السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء اللّه بكم لا حقون قال البطليوسي وهذا مما استعملت فيه إن مكان إذا فإن كلا منهما يستعمل مكان الآخر ابن السني عن ابن مسعود ٢٠٨ كان إذا دخل على مريض يعوده قال لابأس طهور إن شاء اللّه خ عن ابن عباس صح كان إذا دخل على مريض يعوده قال لا بأس عليك هو طهور بفتح الطاء أي مرضك مطهر لك من ذنوبك إن شاء اللّه وذلك يدل على أن طهور دعاء لا خبر فيه وفيه أنه لا نقص على الإمام في عيادة بعض رعيته ولو أعرابيا جاهلا جافيا ولا على العالم في عيادة الجاهل ليعلمه ويذكره ما ينفعه ويأمره بالصبر ويسليه إلى غير ذلك مما يجبر خاطره وخاطر أهله خ في الطب وغيره عن ابن عباس قال دخل النبي {صلى اللّه عليه وسلم} على أعرابي يعوده فقال له ذلك فقال الأعرابي قلت طهور كلا بل هي حمى تفور على شيخ كبير تزيره القبور فقال النبي {صلى اللّه عليه وسلم} فنعم إذن ٢٠٩ كان إذا دخل رجب قال اللّهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان وكان إذا كانت ليلة الجمعة قال هذه ليلة غراء ويوم أزهر هب وابن عساكر عن أنس ض كان إذا دخل رجب قال اللّهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان وكان إذا كانت ليلة الجمعة قال هذه ليلة غراء كحمراء أي سعيدة صبيحة ويوم أزهر أي نير مشرق ولفظ رواية البيهقي ويوم الجمعة يوم أزهر قال ابن رجب فيه أن دليل ندب الدعاء بالبقاء إلى الأزمان الفاضلة لإدراك الأعمال الصالحة فيها فإن المؤمن لا يزيده عمره إلا خيرا هب وابن عساكر في تاريخه وأبو نعيم في الحلية وكذا البزار كلهم من رواية زائدة بن أبي الرقاد عن زياد النميري عن أنس بن مالك قال النووي في الأذكار إسناده ضعيف ا ه وظاهر صنيع المصنف أن مخرجه رواه وأقره وليس كذلك بل تعقبه البيهقي بما نصه تفرد به زياد النميري وعنه زائدة بن أبي الرقاد وقال البخاري زائدة عن زياد منكر الحديث وجهله جماعة وجزم الذهبي في الضعفاء بأنه منكر الحديث وبذلك يعرف أن قول إسماعيل الأنصاري لم يصح في فضل رجب غير هذا خطأ ظاهر ٢١٠ ( كان إذا دخل رمضان أطلق كل أسير وأعطى كل سائل ) هب عن ابن عباس ابن سعد عن عائشة ض كان إذا دخل في رواية بدله إذا حضر رمضان أطلق كل أسير كان مأسورا عنده قبله وأعطى كل سائل فإنه كان أجود ما يكون في رمضان وفيه ندب عتق الأساري عند إقبال رمضان والتوسعة على الفقراء والمساكين هب وكذا الخطيب والبزار كلهم عن ابن عباس قال ابن الجوزي فيه أبو بكر الهذلي قال ابن حبان يروي عن الأثبات أشياء موضوعة وقال غندر كان يكذب ابن سعد في طبقاته عن عائشة ٢١١ ( كان إذا دخل رمضان شد مئزره ثم لم يأت فراشه حتى ينسلخ ) هب عن عائشة ح كان إذا دخل شهر رمضان شد مئزره بكسر الميم إزاره وهو كناية عن الاجتهاد في العبادة ثم لم يأت فراشه حتى ينسلخ أي يفرغ يقال سلخت الشهر سلخا وسلوخا صرت في آخره فانسلخ أي مضى ومن شأن المشمر المنكمش أن يقلص إزاره ويرفع أطرافه ويشدها أو كناية عن اعتزال النساء كما يجعل حله كناية عن ضد ذلك قال الأخطل قوم إذا حاربوا شدوا مآزرهم دون النساء ولو بانت بأطهار قال جمع ولا بعد في إرادة الحقيقة والمجاز بأن يشد المئزر حقيقة ويعتزل النساء لأن الكناية لا تنافي إرادة الحقيقة كما لو قلت فلان طويل النجاد وأردت طول نجاده مع طول قامته قيل احتمل عبد اللّه بن مروان المتاعب في جلب جارية من بلاد الصين فلما بات جعل يتململ في فراشه ويقول ما أشوقني إليك قالت وما يمنعك مني قال بيت الأخطل هذا وكان في حرب هب عن عائشة رمز المصنف لحسنه فيه الربيع بن سليمان فإن كان هو صاحب الإمام الشافعي فثقة أو الربيع بن سليمان البصري الأزدي فضعيف قال يحيى ليس بشيء ٢١٢ ( كان إذا دخل رمضان تغير لونه وكثرت صلاته وابتهل في الدعاء وأشفق لونه هب عن عائشة ض كان إذا دخل رمضان تغير لونه إلى الصفرة أو الحمرة كما يعرض للخائف خشية من أن يعرض له فيه ما يقصر عن الوفاء بحق العبودية فيه وكثرت صلاته وابتهل في الدعاء أي تضرع واجتهد فيه وأشفق لونه أي تغير حتى يصير كلون الشفق وهذا لولا غرض الإطناب كان يغني عنه قوله تغير لونه هب عن عائشة فيه عبد الباقي بن قانع قال الذهبي قال الدار قطني يخطئ كثيرا ٢١٣ ( كان إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله ) ق د ن ه عن عائشة صح كان إذا دخل العشر زاد ابن أبي شيبة الأخير من رمضان والمراد الليالي شد مئزره قال القاضي المئزر الإزار ونظيره ملحف ولحاف وشده كناية عن التشمر والاجتهاد أراد به الجد في الطاعة أو عن الاعتزال عن النساء وتجنب غشيانهن وأحيا ليله أي ترك النوم الذي هو أخو الموت وتعبد معظم الليل لا كله بقرينة خبر عائشة ما علمته قام ليلة حتى الصباح فلا ينافي ذلك ما عليه الشافعية من كراهية قيام الليل كله وأيقظ أهله المعتكفات معه في المسجد واللاتي في بيوتهن إذا دخلها لحاجة أي يوقظهن للصلاة والعبادة ق في الصوم د ن في الصلاة ه في الصوم كلهم عن عائشة ٢١٤ ( كان إذا دعا لرجل أصابته الدعوة وولده وولد ولده ) حم عن حذيفة صح كان إذا دعا لرجل أصابته الدعوة وولده وولد ولده ) فيستجاب دعاؤه لذلك الرجل وبلغ ما دعا له به هو وذريته من بعده وسكت عما لو دعا عليه لأنه قد سأل اللّه تعالى أن يجعل دعاءه رحمة على المدعو عليه حم عن حذيفة ابن اليمان رمز المصنف لصحته وليس كما زعم فقد قال الحافظ الهيثمي متعقبا رواه أحمد عن ابن حذيفة ولم أعرفه ا ه ٢١٥ ( كان إذا دعا بدأ بنفسه ) طب عن أبي أيوب ح كان إذا دعا بدأ بنفسه زاد أبو داود في روايته وقال رحمة اللّه علينا وعلى موسى ا ه ومن ثم ندبوا للداعي أن يبدأ بالدعاء لنفسه قبل دعائه لغيره فإنه أقرب إلى الإجابة إذ هو أخلص في الإضطرار وأدخل في العبودية وأبلغ في الافتقار وأبعد عن الزهو والإعجاب وذلك سنة الأنبياء والرسل قال نوح رب اغفر لي ولولدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنت وقال الخليل واجنبنى وبنى أن نعبد الأصنام وقال رب اجعلني مقيم الصلوة ومن ذريتي أولئك الذين هدى اللّه فبهدهم اقتده تنبيه قال ابن حجر ابتداؤه بنفسه في الدعاء غير مطرد فقد دعا لبعض الأنبياء فلم يبدأ بنفسه فقال رحم اللّه لوطا رحم اللّه يوسف ودعا لابن عباس بقوله اللّهم فقه في الدين ودعا لحسان بقوله اللّهم أيده بروح القدس طب عن أبي أيوب الأنصاري رمز المصنف لحسنه وهو كما قال فقد قال الهيثمي إسناده حسن غير أن عدول المصنف للعزو للطبراني واقتصاره عليه غير جيد لإيهامه أنه لا يوجد مخرجا لأحد من الستة وقد عرفت أن أبا داود خرجه فهو بالعزو إليه أحق ٢١٦ ( كان إذا دعا فرفع يديه مسح وجهه بيديه ) د عن يزيد ح كان إذا دعا فرفع يديه حال الدعاء مسح وجهه بيديه عند فراغه تفاؤلا وتيمنا أن كفيه ملأتا خيرا فأفاض منه على وجهه فيتأكد ذلك للداعي ذكره الحليمي وقال القونوي سره أن الإنسان في دعائه ربه متوجه إليه بظاهره وباطنه ولهذا يشترط حضور القلب في الدعاء كما قال المصطفى {صلى اللّه عليه وسلم} إن اللّه لا يقبل دعاء من قلب غافل لاه إذا علمته فاعرف أن يده الواحدة تترجم عن توجه الداعي من حيث طاهره واليد الأخرى تترجم عن توجهه بباطنه واللسان يترجم عن جملته ومسح الوجه هو التبرك والتنبيه على الرجوع إلى الحقيقة الجامعة بين الروح والبدن وهو كناية عن غيبة النائب في علم الحق أزلا وأبدا فإن وجه الشيء حقيقته وهذا الوجه مظهر تلك الحقيقة وإن كشف لك عن سر قوله تعالى كل شئ هالك وجهه استشرفت على سر آخر أغرب من هذا يتعذر إفشاؤه إلا لأهله ا ه د عن بريدة رمز لحسنه ٢١٧ ( كان إذا دعا جعل باطن كفه إلى وجهه ) طب عن ابن عباس ح كان إذا دعا جعل حال الدعاء باطن كفيه إلى وجهه وورد أيضا أنه كان عند الرفع تارة يجعل بطون كفيه إلى السماء وتارة يجعل ظهرهما إليها وحمل الأول على الدعاء بحصول مطلوب أو دفع ما قد يقع به بلاء والثاني على الدعاء برفع ما وقع به من البلاء وروى مسلم أنه فعل الثاني في الاستقساء وأحمد أنه فعله بعرفة وحكمة رفعهما إلى السماء أنها قبله الدعاء ومن ثم كانت أفضل من الأرض على الأصح فإنه لم يعص اللّه فيها طب عن ابن عباس رمز المصنف لحسنه وكأن لم ير قول الحافظ العراقي في سنده ضعف ولا قول الهيثمي فيه الحسين بن عبد اللّه وهو ضعيف ٢١٨ ( كان إذا دنا من منبره يوم الجمعة سلم على من عنده من الجلوس فإذا صعد المنبر استقبل الناس بوجهه ثم سلم قبل أن يجلس ) هق عن ابن عمر ح كان إذا دنا من منبره أي قرب منه يوم الجمعة ليصعده إلى الخطبة سلم على من عنده أي من بقربه عرفا من الجلوس فإذا صعد المنبر أي بلغ الدرجة التالية للمستراح استقبل الناس بوجهه ثم سلم على الناس قبل أن يجلس فيسن فعل ذلك لكل خطيب ويجب رد سلامه عند الشافعية هق من حديث عيسى بن عبد اللّه الأنصاري عن نافع عن ابن عمر ابن الخطاب رمز المصنف لحسنه وليس كما قال فقد ضعفه ابن حبان وابن القطان بعيسى المذكور وقال ابن عدي عامة ما يرويه لا يتابع عليه ٢١٩ ( كان إذا ذبح الشاة يقول أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة ) م عن عائشة صح كان إذا ذبح الشاة يقول أرسلوا لعل المراد ببعضها فأطلق الكل وأراد البعض بقرينة المقام إلى أصدقاء خديجة زوجته الدارجة صلة منه لها وبرا وإذا كان فعل الخير عن الميت برا فالسوء ضد ذلك وإن كنا لا نعرف كيفيته ولا يضرنا جهلنا بكيفية ذلك بل علينا التسليم والتصديق وفيه حفظ العهد والصدق وحسن الود ورعاية حرمة الصاحب والعشير ولو ميتا وإكرام أهل ذلك الصاحب وأصدقائه م عن عائشة تمامه قالت عائشة فأغضبته يوما فقلت خديجة فقال إني رزقت حبها |