Geri

   

 

 

İleri

 

١٨٠

١٨٠ كان إذا خرج من الخلاء قال الحمد للّه الذي أذهب عني الأذى وعافاني ه عن أنس ن عن أبي ذر صح

كان إذا خرج من الخلاء قال الحمد للّه الذي أذهب عني الأذى بهضمه وتسهيل خروجه وعافاني منه وفي رواية الحمد للّه الذي أخرج عني ما يؤذيني وأمسك علي ما ينفعني وفي أخرى الحمد للّه الذي أذاقني لذته وأبقى علي قوته وأذهب عني أذاه أي من احتباس ما يؤذي بدني ويضعف قواي على ما تقرر فيما قبله ه عن أنس ابن مالك ن عن أبي ذر قال ابن محمود شارح أبي داود

في حديث ابن ماجه هذا إسماعيل بن مسلم المكي تركوه وفي النسائي إسناده مضطرب غير قوي وقال الدار قطني حديث غير محفوظ وقال المنذري ضعيف وقال مغلطاي في شرح ابن ماجه حديث ضعيف لضعف رواته ومنهم إسماعيل منكر الحديث قال المديني أجمعوا على تركه وقال للفلاس إنما يحدث عنه من لا يبصر الرجال ولا معرفة له بهم

١٨١ كان إذا خرج من الغائط قال الحمد للّه الذي أحسن إلي في أوله وآخره ابن السني عن أنس ض

كان إذا خرج من الغائط قال الحمد للّه الذي أحسن إلي في أوله وآخره أي في تناول الغذاء أولا فاغتذى البدن بما صلح منه ثم بإخراج الفضلة ثانيا فله الحمد في الأولى والآخرة وهذا وضحه خبر كان إذا خرج قال الحمد للّه الذي أذاقني لذته وابقى في قوته وأذهب عني أذاه لكنه ضعيف ابن السني في عمل اليوم والليلة عن أنس قال الولي العراقي فيه عبد اللّه بن محمد العدوي وهو ضعيف وجزم المنذري أيضا بضعفه فقال هذا وما قبله أحاديث كلها ضعيفة ولهذا قال أبو حاتم أصح ما في هذا الباب حديث عائشة السابق

١٨٢ كان إذا خرج من بيته قال باسم اللّه التكلان على اللّه لا حول ولا قوة إلا باللّه ه ك وابن السني عن أبي هريرة صح

كان إذا خرج من بيته قال بسم اللّه زاد الغزالي في الإحياء الرحمن الرحيم واعترض التكلان على اللّه بضم التاء الاعتماد عليه لا حول ولا قوة إلا باللّه أي لا حيلة ولا قوة إلا بتيسيره وإقداره ومشيئته ه ك وابن السني كلهم عن أبي هريرة رمز المصنف لصحته وليس كما قال فقد قال الحافظ العراقي فيه ضعف

١٨٣ كان إذا خرج من بيته قال باسم اللّه توكلت على اللّه اللّهم إنا نعوذ بك من أن نزل أو نضل أو نظلم أو نجهل أو يجهل علينا ت وابن السني عن أم سلمة صح

كان إذا خرج من بيته قال بسم اللّه توكلت على اللّه أي اعتمدت عليه في جميع أموري اللّهم إنا نعوذ بك من أن نزل بفتح أوله وكسر الزاي بضبط المصنف من الزلل الاسترسال من غير قصد ويقال زلت رجله نزل إذا زلق والزلة الزلقة وقيل الذنب بغير قصد له زلة تشبيها بزلة الرجل قال الطيبي والأولى حمله على الاسترسال إلى الذنب ليزدوج مع قوله أو نضل بفتح النون وكسر الضاد بضبطه عن الحق من الضلالة أو نظلم بفتح النون وكسر اللام أو نظلم بضم النون وفتح اللام أو نجهل بفتح النون على بناء المعلوم أي أمور الدين أو يجهل بضم الباء بضبطه علينا أي ما يفعل الناس بنا من إيصال الضرر إلينا قال الطيبي من خرج من منزله لا بد أن يعاشر الناس ويزاول الأمور فيخاف العدول عن الصراط المستقيم فأما في الدين فلا يخلو أن يضل أو يضل وأما في الدنيا فإما بسبب التعامل معهم بان يظلم أو يظلم وإما بسبب الخلطة والصحبة فإما أن يجهل أو يجهل عليه فاستعاذ من ذلك كله بلفظ وجيز ومتن رشيق مراعيا للمطابقة المعنوية والمشاكلة اللفظية كقوله

ألا لا يجهلن أحد علينا

فنجهل فوق جهل الجاهلينا

ت في الدعوات وابن السني كلاهما عن أم سلمة ورواه عنها أيضا النسائي في الاستعاذة لكن ليس في لفظه توكلت على اللّه وقال الترمذي حسن صحيح غريب وقال في الرياض حديث صحيح رواه أبو داود والترمذي وغيرهما بأسانيد صيحيحة

١٨٤ كان إذا خرج من بيته قال باسم اللّه رب أعوذ بك من أن أزل أو أضل أو أظلم أو أظلم أو أجهل أو يجهل علي حم ت ه ك عن أم سلمة زاد أبن عساكر أو أن أبغي أو يبغى علي صح

كان إذا خرج من بيته قال بسم اللّه رب أعوذ بك من أن أزل أو أضل بفتح فكسر فيهما وفي رواية أعوذ بك أن أزل أو أزل أو أضل أو أضل بفتح الأول فيهما مبنى للفاعل والثاني للمفعول وهو المناسب لقوله أو أظلم أو أظلم أو أجهل أو يجهل علي أي أفعل بالناس فعل الجهال من الإيذاء والإضلال ويحتمل أن يراد بقوله أجهل أو يجهل علي الحال التي كانت العرب عليها قبل الإسلام من الجهل بالشرائع والتفاخر بالأنساب والتعاظم بالأحساب والكبرياء والبغي ونحوها حم ن ه ك في الدعاء وصححه عن أم سلمة ورواه عنها أيضا الترمذي وقال حسن صحيح زاد ابن عساكر في روايته في تاريخه أو أن أبغي أو يبغى علي أي أفعل بالناس فعل أهل البغي من الإيذاء والجور والإضرار

١٨٥ كان إذا خرج يوم العيد في طريق رجع في غيره ت ك عن أبي هريرة صح

كان إذا خرج يوم العيد أي عيد الفطر أو الأضحى في طريق رجع في غيره مما هو أقصر منه فيذهب في أطولهما تكثيرا للأجر ويرجع في أقصرهما ليشتغل بهم آخر وقيل خالف بينهما ليشمل الطريقين ببركته وبركة من معه من المؤمنين أو ليستفتيه أهلهما أو ليشيع ذكر اللّه فيهما أو ليحترز عن كيد الكفار وتفاؤلهم بأن يقولوا رجع على عقبيه أو لاعتياده أخذ ذات اليمين حيث عرض له سبيلان أو لغير ذلك ت ك عن أبي هريرة

١٨٦ كان إذا خرج من بيته قال باسم اللّه توكلت على اللّه ولا حول ولا قوة إلا باللّه اللّهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل أو أزل أو أزل أو أظلم أو أظلم أو أجهل أو يجهل علي أو أبغي أو يبغى علي طب عن بريدة

كان إذا خرج من بيته قال بسم اللّه توكلت على اللّه لا حول ولا قوة إلا باللّه اللّهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل أو أزل أو أزل أو أظلم أو أظلم أو أجهل أو يجهل علي أو أبغي أو يبغى علي قال الطيبي فإذا استعاذ العبد باللّه باسمه المبارك فإنه يهديه ويرشده ويعينه في الأمور الدينية وإذا توكل على اللّه وفوض أمره

إليه كفاه فيكون حسبه ومن يتوكل على اللّه فهو حسبه

ومن قال لا حول ولا قوة إلا باللّه كفاه اللّه شر الشيطان طب عن بريدة ابن الحصيب

١٨٧ كان إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه كأنه منذر جيش يقول صبحكم مساكم ه حب ك عن جابر صح

كان إذا خطب أي وعظ وأصل الخطب المراجعة في الكلام احمرت عيناه وعلا صوته أي رفع صوته ليؤثر وعظه في خواطر الحاضرين واشتد غضبه للّه تعالى على من خالف زواجره قال عياض يعني بشدة غضبه أن صفته صفة الغضبان قال وهذا شأن المنذر المخوف ويحتمل أنه لنهي خولف فيه شرعه وهكذا تكون صفة الواعظ مطابقة لما يتكلم به حتى كأنه منذر جيش أي كمن ينذر قوما من جيش عظيم قصدوا الإغارة عليهم فإن المنذر المعلم الذي يعرف القوم بما يكون قد دهمهم من عدو أو غيره وهو المخوف أيضا يقول أي حال كونه يقول صبحكم أي أتاكم الجيش وقت الصباح مساكم أي أتاكم وقت المساء قال الطيبي شبه حاله في خطبته وإنذاره بقرب القيامة وتهالك الناس فيما يريهم بحال من ينذر قومه عند غفلتهم بجيش قريب منهم يقصد الإحاطة بهم بغتة بحيث لا يفوته منهم أحد فكما أن المنذر يرفع صوته وتحمر عيناه ويشتد غضبه على تغافلهم فكذا حال الرسول {صلى اللّه عليه وسلم} عند الإنذار وفيه أنه يسن للخطيب أن يفخم أمر الخطبة ويرفع صوته ويحرك كلامه ويكون مطابقا لما تكلم به من ترغيب وترهيب قال النووي ولعل اشتداد غضبه كان عند إنذاره أمرا عظيما وقال في المطامح فيه دليل على إغلاظ العالم على المتعلم والواعظ على المستمع وشدة التخويف ثم هذا قطعة من حديث وبقيته عند ابن ماجه وغيره ويقول بعثت أنا والساعة كهاتين ويقرن بين أصابعه السبابة والوسطى ثم يقول أما بعد فإن خير الأمور كتاب اللّه وخير الهدي هدي محمد {صلى اللّه عليه وسلم} وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة

تنبيه قال ابن القيم كان يخطب على الأرض والمنبر والبعير ولا يخطب خطبة

إلا افتتحها بحمد اللّه قال وقوله كان كثيرا يستفتح خطبة الاستقساء بالاستغفار ليس معه سنة تقتضيه وكان كثيرا ما يخطب بالقرآن وكان يخطب كل وقت بما تقتضيه الحاجة قال ولم يكن له شاويش يخرج بين يديه إذا خرج من حجرته وكانت خطبته العارضة أطول من الراتبة

تتمة قال ابن عربي شرعت الخطبة للموعظة والخطيب داعي الحق وحاجب بابه ونائبه في قلب العبد يرده إلى اللّه ليتأهب لمناجاته ولذلك قدمها في صلاة الجمعة لما ذكر من قصد التأهب للمناجاة كما سن النافلة القبلية للفرض لأجل الذكر والتأهب ه حب ك عن جابر ظاهرة أنه لم يخرجه من الستة إلا ابن ماجه وإلا لما اقتصر عليه من بينهم على عادته وهو إيهام فاحش فقد خرجه الإمام مسلم في الجمعة عن جابر بن سمرة باللفظ المزبور ويقول أما بعد فإن خير الحديث كتاب اللّه وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة ا ه

١٨٨ ( كان إذا خطب في الحرب خطب على قوس وإذا خطب في الجمعة خطب على عصا ) ه ك هق عن سعد القرظ صح

( كان إذا خطب في الحرب خطب على قوس وإذا خطب في الجمعة خطب على عصا ) قال ابن القيم ولم يحفظ عنه أن توكأ على سيف وكثير من الجهلة يظن أنه كان يمسك السيف على المنبر إشارة إلى قيام الدين به وهو جهل قبيح لأن الوارد العصا والقوس ولأن الدين إنما قام بالوحي وأما السيف فلمحق المشركين والمدينة التي كانت خطته فيها إنما افتتحت بالقرآن ه ك هق سعد القرظ ورواه عنه أيضا الطبراني في الصغير قال الهيثمي وهو ضعيف

١٨٩ ( كان إذا خطب يعتمد على عنزة أو عصا ) الشافعي عن عطاء مرسلا صح ( كان إذا خطب يعتمد على عنزة ) كقصبة رمح قصير أو عصا عطف عام على خاص إذ العنزة محركة عصا في أسفلها زج بالضم أي سنان وعبر عنها بعكاز في طرفه سنان وبعضهم بحربة قصيرة وفي طبقات ابن سعد أن النجاشي كان أهداها

له وكان يصحبها ليصلي إليها في الفضاء أي عند فقد السترة ويتقي بها كيد الأعداء ولهذا اتخذ الأمراء المشي أمامهم بها ومن فوائدها اتقاء السباع ونبش الأرض الصلبة عند قضاء الحاجة خوف الرشاش وتعليق الأمتعة عليها والركزة عليها وغير ذلك وقول بعضهم كان يحملها ليستتر بها عند الحاجة رد بأن ضابط السترة ما يستر الأسافل والعنزة لا تسترها الشافعي في مسنده في باب إيجاب الجمعة عن عطاء ابن أبي رباح مرسلا

١٩٠ ( كان إذا خطب المرأة قال اذكروا لها جفنة سعد بن عبادة ابن سعد عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وعن عاصم بن عمر بن قتادة مرسلا ح

كان إذا خطب المرأة قال اذكروا لها جفنة سعد بن عبادة بفتح الجيم وسكون الفاء القصعة العظيمة المعدة للطعام وقضية تصرف المصنف أن هذا هو الحديث بتمامه والأمر بخلافه بل بقيته تدور معي كلما درت هكذا هو ثابت عند مخرجه ابن سعد وغيره وقال ابن عساكر إن رسول اللّه {صلى اللّه عليه وسلم} لما قدم المدينة كان سعد يبعث إليه في كل يوم جفنة فيها ثريد بلحم أو ثريد بلبن أو غيره وأكثر ذلك اللحم فكانت جفنته تدور في بيوت أزواجه ا ه ابن سعد في الطبقات عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري قاضي المدينة مات سنة ٩٢ عن عاصم بن عمر بن قتادة مرسلا هو ابن النعمان الظفري قال الذهبي وثق وكان علامة بالمغازي مات سنة عشرين وقيل غير ذلك وظاهر حال المؤلف أنه لم يرو هذا لأشهر من ابن سعد ولا أحق بالعزو منه وهو عجب فقد خرجه الطبراني عن سهل ابن سعد قال كانت للنبي {صلى اللّه عليه وسلم} في كل ليلة من سعد صحفة فكان يخطب المرأة يقول لك كذا وكذا وجفنة سعد تدور معي كلما درت قال الهيثمي فيه عبد المؤمن بن عباس بن سهل بن سعد ضعيف

١٩١ كان إذا خطب فرد لم يعد فخطب امرأة فأبت ثم عادت فقال قد التحفنا لحافا غيرك ابن سعد عن مجاهد مرسلا ح

كان إذا خطب امرأة فرد لم يعد إلى خطبتها ثانيا فخطب امرأة فأبت ثم عادت فأجابت فقال قد التحفنا لحافا بكسر اللام كل ثوب يتغطى به كنى به عن المرأة لكونها تستر الرجل من جهة الإعفاف وغيره غيرك أي تزوجت امرأة غيرك وهذا من شرف النفس وعلو الهمة ومن ثم قيل

يا صاح لو كرهت كفى مباينتي

لقلت إذ كرهت كفى لها بيني

لا أبتغي وصل من لا يبتغي صلتي

ولا أبالي حبيبا لا يباليني

قال المؤلف وهذا من خصائصه ثم هو يحتمل التحريم ويحتمل الكراهة قياسا على إمساك كارهته ولم أر من تعرض له ابن سعد عن مجاهد مرسلا

١٩٢ كان إذا خلا بنسائه ألين الناس وأكرم الناس ضحاكا بساما ابن سعد وابن عساكر عن عائشة ض

كان إذا خلا بنسائه ألين الناس وأكرم الناس ضحاكا بساما حتى أنه سابق عائشة يوما فسبقته كما رواه الترمذي في العلل عنها قال ابن القيم وكان من تلطفه بهم أنه دخل عليهم بالليل سلم تسليما لا يوقظ النائم ويسمع اليقظان ذكره مسلم ابن سعد في طبقاته وابن عساكر في تاريخه عن عائشة وفيه حارثة بن أبي الرحال ضعفه أحمد وابن معين وفي الميزان عن البخاري منكر الحديث ثم ساق من مناكيره هذا الخبر وقال ابن عدي عامة ما يرويه منكر

١٩٣ كان إذا دخل الخلاء وضع خاتمه ٤ حب ك عن أنس صح

كان إذا دخل الخلاء بالفتح والمد أي أراد الدخول إلى المحل الذي يتخلى فيه لقضاء الحاجة ويسمى بالكنيف والحش والبراز بفتح الموحدة والغائط والمذهب والمرفق والمرحاض وسمي بالخلاء لخلائه في غير أوقات قضاء الحاجة أو لأن الشيطان الموكل به اسمه خلاء ونصبه بنزع الخافض أو بأنه مفعول به لا بالظرفية خلافا لابن الحاجب لأن دخل عدته العرب بنفسه إلى كل ظرف مكان مختص تقول دخلت الدار ودخلت المسجد ونحوهما كما عدت ذهب إلى الشام خاصة

فقالوا ذهبت الشام ولا يقولون ذهبت العراق ولا اليمن وضع خاتمه أي نزعه من أصبعه ووضعه خارج الخلاء لما كان عليه محمد رسول اللّه قال مغلطاي هذا أصل عظيم في ندب وضع ما فيه اسم معظم عند الخلاء وفيه ندب تنحيه ما عليه اسم معظم عند قضاء الحاجة هبه بصحراء أو عمران قال التاج الفزاري لكنه في الصحراء عند قضاء الحاجة وفي العمران عند دخول الخلاء وقول ابن حبان الحديث يدل على عدم الجواز ممنوع إذ لا يلزم من فعل المصطفى {صلى اللّه عليه وسلم} شيئا أن يكون ضده غير جائز ولعله أراد بكونه غير جائز أنه غير مباح مستوى الطرفين بل مكروه ٤ حب ك في مستدركه وقال على شرط الشيخين وتبعه في الاقتراح وفي رواية الحكم التصريح بأن سبب النزع النقش كلهم عن أنس قال النووي هذا الحديث ضعفه أبو داود والنسائي والبيهقي والجمهور قال وقول الترمذي حسن مردود أ ه ومثل به العراقي في ألفيته وشرحها للمنكر وقال بعضهم هذا الحديث قد اختلفت رواته في حاله ما بين مصحح ومضعف فقال الترمذي حسن غريب والحاكم صحيح وأبو داود منكر والنسائي غير محفوظ والدارقطني شاذ ومال مغلطاي إلى الأول والبغوي والبيهقي إلى الثاني لكن قال له شواهد وقال ابن حجر علته أنه من رواية همام عن ابن جريج عن الزهري عن أنس وابن جريج قيل لم يسمع من الزهري ولما نظر بعض الأعاظم إلى ذلك قال إن في إثبات الكراهة بمجرد هذا الحديث نظر لأن الكراهة حكم شرعي

١٩٤ ( كان إذا دخل الخلاء قال اللّهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث ) حم ق ٤ عن أنس

( كان إذا دخل ) وفي رواية للبخاري في الأدب المفرد كان إذا أراد أن يدخل وهي مبينة للمراد بقوله هنا دخل أي كان يقول الذكر الآتي عند إرادته الدخول لا بعده قال ابن حجر وهذا في الأمكنة المعدة لذلك بقرينة الدخول ولهذا قال ابن بطال رواية أبى أعم لشمولها الخلاء وأصله المحل الذي لا أحد به ويطلق على المعد لقضاء الحاجة ويكنى به عن إخراج الفضلة المعهودة قال الولي العراقي والأولان حقيقيان والثالث مجازي قال فيحتمل أن المراد في الحديث الأول ويوافقه أن الإتيان بهذا الذكر لا يختص بالنسيان عند الفقهاء وأن المراد

الثاني ويوافقه لفظ الدخول وفي رواية الكنيف بدل الخلاء قال عند شروعه في الدخول اللّهم إني أعوذ أي ألوذ والتجئ بك من الخبث بضم أوله وثانيه وقد تسكن والرواية بهما وقول الخطابي تسكين المحدثين خطأ لأنه بالسكون جمع لأخبث لا لخبيث قال مغلطاي هو الخطأ قال الولي العراقي اتفق من بعده على تغليطه في إنكار الإسكان ثم افترقوا فرقتين فقالت إحداهما هو بالسكون بمعناه بالتحريك وإنما هو مخفف منه وعليه النووي وابن دقيق العيد وقالت الأخرى ومنهم عياض بالسكون معناه الشر والمكروه وقال ابن حجر كابن الأثير وعليه فالمراد بالخبائث المعاصي أو مطلق الأفعال المذمومة ليحصل التناسب فإن فعلاء المضموم يسكن قياسا والخبائث المعاصي أو لخبث الشيطان والخبائث البول والغائط وأصل الخبث في كلامهم المكروه فإن كان من الكلام فهو الشتم أو من الملل فهو الكفر أو من الطعام فالحرام أو من الشراب فالضار أ ه وفائدة قوله هذا مع كونه معصوما من الشياطين وغيرهم التشريع لأمته والاستنان بسنته أو لزوم الخضوع لربه وإظهار العبودية له قال الفاكهي والظاهر أنه كان يجهر بهذه الاستعاذة إذ لو لم يسمع لم ينقل وإخباره عن نفسه بها بعيد وفيه استحباب هذا الذكر عند إرادة قضاء الحاجة وهو مجمع عليه كما حكاه النووي قال ابن العربي وإنما شرعت الاستعاذه في هذا المحل لأنه محل خلوة والشيطان يتسلط فيها ما لا يتسلط في غيرها ولأنه موضع قذر ينزه اللّه عن جريان ذكره على اللسان فيه والذكر مبعد للشيطان فإذا انقطع الذكر اغتنم تلك الغفلة فشرع تقديم الاستعاذة للعصمة منه حم ق ٤ كلهم في الطهارة عن أنس ابن مالك

١٩٥ ( كان إذا دخل الكنيف قال باسم اللّه اللّهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث ) ش عن أنس رضي اللّه عنه صح

( كان إذا دخل الكنيف ) بفتح الكاف وكسر النون موضع قضاء الحاجة سمي به لما فيه من التستر إذ معنى الكنيف الساتر قال بسم اللّه اللّهم إني أعوذ بك من الخبث بضم المعجمة والموحدة كذا في الرواية وقال الخطابي لا يجوز غيره واعترض بأنه يجوز إسكان الموحدة كنظائره فيما جاء على هذا الوجه قال النووي وقد صرح جمع من أهل المعرفة بأن الباء هنا ساكنة منهم أبو عبيدة قال ابن حجر

إلا أن يقال إن ترك التخفيف أولى لئلا يشتبه بالمصدر والخبائث بياء غير صريحة ولا يسوغ التصريح بها كما بينه في الكشاف حيث قال في معايش هو بياء صريحة بخلاف الشمائل والخبائث ونحوهما فإن تصريح الياء فيها خطأ والصواب الهمزة أو إخراج الياء بين بين إلى هنا كلامه وخص الخلاء بهذا لأن الشياطين يحضرونه لكونه ينحي فيه ذكر اللّه ولا فرق في ندب هذا الذكر بين البنيان والصحراء والتعبير بالدخول غالبي فلا مفهوم له ش عن أنس ابن مالك قال الولي العراقي في انقطاع

١٩٦ ( كان إذا دخل الخلاء قال يا ذا الجلال ) ابن السني عن عائشة

( كان إذا دخل الخلاء ) بالمد ( قال يا ذا الجلال ) أي صاحب العظمة التي لا تضاهى والعز الذي لا يتناهى ابن السني عن عائشة

١٩٧ ( كان إذا دخل الغائط قال اللّهم إني أعوذ بك من الرجس النجس الخبيث المخبث الشيطان الرجيم ) د في مراسيله عن الحسن مرسلا ابن السني عنه عن أنس عد عن بريدة ض

( كان إذا دخل الغائط ) أي أتى أرضا مطمئنة ليقضي فيها حاجته قال اللّهم إني أعوذ بك من الرجس النجس بكسر الراء والنون وسكون الجيم فيهما لأنه من باب الاتباع الخبيث المخبث بضم فسكون فكسر قال الزمخشري هو الذي أصحابه وأعوانه خبثا كقولهم للذي فرسه قوي مقو والذي ينسب الناس إلى الخبث ويوقعهم فيه الشيطان الرجيم أي المرجوم قال الولي العراقي ينبغي الأخذ بهذه الزيادة وإن كانت روايتها غير قوية للتساهل في حديث الفضائل قال ابن حجر وكان المصطفى {صلى اللّه عليه وسلم} يستعيذ إظهارا للعبودية ويجهر بها للتعليم قال وقد روي المعمري هذا الحديث من طريق عبد العزيز بن المختار عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس بلفظ الأمر قال إذا دخلتم الخلاء فقولوا بسم اللّه أعوذ باللّه من الخبث والخبائث وإسناده على شرط مسلم وفيه زيادة التسمية

ولم أرها في غير هذه الرواية ا ه وقال الولي العراقي في شرح أبي داود وأصح ما في هذا ما رواه المعمري في عمل اليوم والليلة بإسناد صحيح على شرط مسلم من حديث أنس قال سمعت رسول اللّه {صلى اللّه عليه وسلم} يقول إذا دخلتم الغائط فقولوا بسم اللّه أعوذ باللّه من الخبث والخبائث قال وفي مصنف ابن أبي شيبة وذكر الحديث المتقدم قال وهذا يدل لما قاله أصحابنا أنه يستحب هنا تقديم بسم اللّه على الاستعاذة وفارق الصلاة لأن الاستعاذة فيها للقراءة والبسملة هناك قراءة فقدمت د في مراسيله عن الحسن البصري مرسلا ابن السني أبو بكر في عمل يوم وليلة من طريق إسماعيل بن مسلم عنه أي عن الحسن وعن قتادة أيضا كلاهما عن أنس ابن مالك وإسماعيل بن مسلم ضعفه أبو زرعة وغيره عد عن بريدة بن الحصيب بإسناد ضعيف ورواه ابن السني أيضا باللفظ المذكور من حديث ابن عمر وروى ابن ماجه من طريق عبيد اللّه بن زجر عن علي بن زيد عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعا لا يعجز أحدكم إذا دخل مرفقه أن يقول اللّهم إني أعوذ بك من الرجس النجس الخبيث المخبث الشيطان الرجيم ورواه ابن أبي شيبة موقوفا على حذيفة

١٩٨ ( كان إذا دخل المرفق لبس حذاءه وغطى رأسه ) ابن سعد عن حبيب بن صالح مرسلا ض

( كان إذا دخل المرفق ) بكسر الميم وفتح الفاء الكنيف لبس حذاءه بكسر الحاء والمد نعله قال في المصباح الحذاء ككتاب النعل وذلك صونا لرجله عما قد يصيبها وغطى رأسه حياء من ربه تعالى ولأن تغطية الرأس حال قضاء الحاجة أجمع لمسام البدن وأسرع لخروج الفضلات ولاحتمال أن يصل إلى شعره ريح الخلاء فيعلق به قال أهل الطريق ويجب كون الإنسان فيما لا بد منه من حاجته حيي خجل مستور ابن سعد في الطبقات عن أبي بكر بن عبد اللّه عن أبي موسى حبيب بن صالح ويقال ابن أبي موسى الحمصي الطائي مرسلا ظاهر صنيعه أنه لا علة له غير الإرسال والأمر بخلافه فقد قال الذهبي أبو بكر ضعيف وظاهره أيضا أنه لم يره مخرجا لغير ابن سعد ممن هو أشهر وأحق بالعزو إليه وهو عجب عجاب فقد رواه البيهقي عن حبيب المذكور ورواه أبو داود موصولا مسندا

عن عائشة بزيادة ولفظه كان إذا دخل الخلاء غطى رأسه وإذا أتى أهله غطى رأسه لكن الظاهر أن المصنف لم يغفل هذا الموصول عن ذهول بل لعلمه أن فيه محمد بن يونس الكديمي متهم بالوضع

١٩٩ ( كان إذا دخل الخلاء قال اللّهم إني أعوذ بك من النجس الخبيث المخبث الشيطان الرجيم وإذا خرج قال الحمد للّه الذي أذاقني لذته وأبقى في قوته وأذهب عني أذاه ) ابن السني عن ابن عمر ض

( كان إذا دخل الخلاء قال اللّهم إني أعوذ بك من الرجس النجس الخبث المخبث الشيطان الرجيم فإذا خرج قال الحمد للّه الذي أذاقني لذته وأبقى في قوته وأذهب عني أذاه ) خص هذا الدعاء بالخارج من الخلاء للتوبة من تقصيره في شكر النعمتين المنعم على العبد بهما وهما ما أطعمه ثم هضمه ثم سهل خروج الأذى منه وأبقى فيه قوة ذلك

تنبيه ذكر بعض المفسرين والمحدثين في قوله تعالى في نوح إنه كان عبدا شكورا

أنه روى عبد الرزاق بسند منقطع ( أن نوحا كان إذا ذهب إلى الغائط يقول الحمد للّه الذي رزقني لذته وأبقى في قوته وأذهب عني أذاه ) ابن السني أبو بكر في عمل يوم وليلة من طريق إسماعيل بن رافع عن دريد بن نافع عن ابن عمر بن الخطاب قال المنذري هذا حديث ضعيف وقال العراقي إسماعيل مختلف فيه ورواية دريد بن نافع عن ابن عمر منقطعة