Geri

   

 

 

İleri

 

١٠٠

١٠٠ كان اذا استن أعطى السواك الأكبر وإذا شرب أعطى الذي عن يمينه الحكيم عن عبداللّه بن كعب ض

كان إذا استن أي تسوك من السن وهو إمرار شيء فيه خشونة على آخر ومنه المسن أعطى السواك الأكبر أي يناوله بعدما تسوك به إلى أكبر القوم الحاضرين لأن توقير الأكبر واجب وإذا لم نبدأ به لم نوقره وسيجيء في خبر ليس منا من لم يوقر كبيرنا فيندب تقديم الأكبر في السواك وغيره من سائر وجوه الإكرام والتوقير وفيه حل الاستياك بحضرة الغير والظاهر أن المراد به الأفضل ويحتمل الأسن ثم محل تقديمه ما لم يؤد إلى ترك سنته ككون من عن اليمين خلافه كما يشير إليه قوله وإذا شرب ماء أو لبنا أعطى الذي عن يمينه ولو مفضولا صغيرا كما مر قيل وفيه أيضا مشروعية الهبة وفيه ما فيه قال ابن حجر وظاهر تخصيص الشراب أن ذلك لا يجري في الأكل لكن وقع في حديث أنس خلافه الحكيم الترمذي في النوادر عن عبداللّه بن كعب ابن مالك السلمي قال في التقريب يقال له رؤية أي ولا رواية له اتفاقا فالحديث مرسل

١٠١ كان إذا اشتد البرد بكر بالصلاة وإذا اشتد الحر أبرد بالصلاة خ ن عن أنس

كان إذا اشتد البرد بكر بالصلاة أي بصلاة الظهر يعني صلاها في أول وقتها وكل من أسرع إلى شيء فقد بكر إليه وإذا اشتد الحر أبرد بالصلاة أي دخل بها في البرد بأن يؤخرها إلى أن يصير للحيطان ظل يمشي فيه قاصدا الجماعة قال الإمام البخاري يعني هنا صلاة الجمعة قياسا على الظهر لا بالنص لأن أكثر الأحاديث تدل على الإبراد بالظهر وعلى التبكير بالجمعة مطلقا وقوله أعني البخاري يعني الجمعة يحتمل كونه قول التابعي مما فهم وكونه من تفقه فترجح عنده إلحاقا بالظهر لأنها إما ظهر وزيادة أو بدل عن الظهر لكن الأصح من مذهب الشافعي عدم الإبراد بها خ ن عن أنس ابن مالك ولم يخرجه مسلم ولا الثلاثة وإطلاق الصدر المناوي أن أصحاب السنن الأربعة لم يخرجوه ذهول عن النسائي

١٠٢ كان إذا اشتدت الريح الشمأل قال اللّهم إني أعوذ بك من شر ما أرسلت فيها ابن السني طب عن عثمان بن أبي العاص ح

كان إذا اشتد الريح الشمأل هي مقابل الجنوب قال اللّهم إني أعوذ بك من شر ما أرسلت فيها وفي رواية بدله من شر ما أرسلت به والمراد أنها قد تبعث عذابا على قوم فتعوذ من ذلك فتندب المحافظة على قول ذلك عند اشتدادها وعدم الغفلة عنه ابن السني وكذا البزار طب كلهم عن عثمان بن أبي العاص رمز المصنف لحسنه وهو غير جيد فقد قال الهيثمي فيه عبدالرحمن بن إسحاق وأبو شيبة كلاهما ضعيف

١٠٣ كان إذا اشتدت الريح قال اللّهم لقحا لا عقيما حب ك عن سلمة بن الأكوع صح

كان إذا اشتدت الريح قال اللّهم اجعلها لقحا بفتح اللام والقاف من باب

تعب أي حاملا للماء كاللقحة من الإبل لا عقيما لا ماء فيها كالعقيم من الحيوان لا ولد له شبه الريح التي جاءت بخير من إنشاء سحاب ماطر بالحامل كما شبه مالا يكون كذلك بالعقيم وأرسلنا الريح لوقح حب ك في الأدب وكذا ابن السني كلهم عن سلمة بن الأكوع قال الحاكم على شرطهما وأقره الذهبي قال في الأذكار إسناده صحيح

١٠٤ ( كان إذا اشتكى نفث على نفسه بالمعوذات ومسح عنه بيده ق د ه عن عائشة صح

كان إذا اشتكى أي مرض نفث بالمثلثة أي خرج الريح من فمه مع شيء من ريقه على نفسه بالمعوذات بالواو المشددة الإخلاص واللتين بعدها فهو من باب التغليب أوالمراد الفلق والناس وجمع باعتبار أن أقل الجمع اثنان أو المراد الكلمات المعوذات باللّه من الشيطان والأمراض أي قرأها ونفث الريح على نفسه أو أن المعوذتين وكل آية تشبههما نحو وإن يكاد الآية

أو أطلق الجمع على التثنية مجازا ذكره القاضي قال الزمخشري والنفث بالفم شبيه بالنفخ ويقال نفث الراقي ريقه وهو أقل من التفل والحية تنفث السم ومنه قولهم لا بد للمصدور أن ينفث ويقال أراد فلان أن يقر بحقي فنفث في ذؤابة إنسان حتى أفسده ومسح عنه بيده لفظ رواية مسلم بيمينه أي مسح من ذلك النفث بيمينه أعضاءه وقال الطيبي الضمير في عنه راجع إلى ذلك النفث والجار والمجرور حال أي نفث على بعض جسده ثم مسح بيده متجاوزا عن ذلك النفث إلى جميع أعضائه وفائدة النفث التبرك بتلك الرطوبة أو الهواء الذي ماسه الذكر كما يتبرك بغسالة ما يكتب من الذكر وفيه تفاؤل بزوال الألم وانفصاله كانفصال ذلك الريق وخص المعوذات لما فيها من الاستعاذة من كل مكروه جملة وتفصيلا ففي الإخلاص كمال التوحيد الاعتقادي وفي الاستعاذة من كل مكروه جملة وتفصيلا ففي الإخلاص كمال التوحيد الاعتقادي وفي الاستعاذة من شر ما خلق مايعمم الأشباح والأرواح وبقية هذا الحديث في صحيح البخاري فلما اشتكى وجعه الذي توفي فيه فطفقت أنفث على نفسه بالمعوذات التي كان ينفث فرفع رأسه إلى السماء وقال في الرفيق الأعلى

تنبيه قال الحكيم جاء في رواية بدل فنفث فقرأ فدل على أن النفث قبل القراءة وفي حديث بدأ بذكر القرآن ثم النفث وفي آخر بدأ بذكر النفث بالقراءة فلا يكون النفث إلا بعد القراءة وإذا فعل الشيء لشيء كان ذلك الشيء مقدما حتى يأتي الثاني وفي حديث آخر نفث بقل هو اللّه أحد وذلك يدل على أن القراءة تقدم ثم نفث ببركتها لأن القصد وصول نورها إلى الجسد فلا يصل إلا بذلك فإذا قرأ استنار صدره بنور المقروء الذي يتلوه كل قارئ على قدره والنفث من الروح والنفخ من النفس وعلامته أن الروح باردة والنفس حارة فإذا قال نفث خرجت الريح باردة لبرد الروح وإذا قال هاه خرجت حارة فتلك نفثة والثانية نفخة وذلك لأن الروح مسكنه الرأس ثم ينبث في البدن والنفس في البطن ثم ينبث في البدن كله وكل منها حياة بهما يستعملان البدن بالحركة والروح سماوية والنفس أرضية والروح شأنه الطاعة والنفس ضده فإذا ضم شفتيه اعتصر الروح في مسكنه فإذا أرسله خرج إلى شفتيه مع برد فذاك النفث وإذا فتح فاه اعتصرت النفس فإذا أرسله خرجت ريح جلدة فلذلك ذكر في الحديث النفث لأن الروح أسرع نهوضا إلى نور تلك الكلمات والنفس ثقيلة بطيئة وإذا صار الريح بالنفث إلى الكفين مسح بهما وجهه وما أقبل من بدنه لأن قبالة المؤمن حيث كان فهو لقبالة اللّه فإذا فعل ذلك بجسده عند إيوائه إلى فراشه أو عند مرضه كان كمن اغتسل بأطهر ماء وأطيبه فما ظنك بمن يغتسل بأنوار كلمات اللّه تعالى

فائدة قال القاضي شهدت المباحث الطبية على أن الريق له دخل في النضج وتبديل المزاج ولتراب الوطن تأثير في حفظ المزاج الأصلي ودفع نكاية المغيرات ولهذا ذكروا في تدبير المسافر أنه يستصحب تراب أرضه إن عجز عن استصحاب مائها حتى إذا ورد غير الماء الذي تعود شربه ووافق مزاجه جعل شيئا منه في سقايته ويشرب الماء من رأسه ليحفظ عن مضرة الماء الغريب ويأمن تغير مزاجه بسبب استنشاق الهواء المغاير للّهواء المعتاد ثم إن الرقي والعزائم لها آثار عجيبة تتقاعد العقول عن الوصول إلى كنهها ق د ن عن عائشة ورواه عنها النسائي أيضا

١٠٥ ( كان إذا اشتكى ورقاه جبريل قال باسم اللّه يبريك من كل داء يشفيك ومن شر حاسد إذا حسد وشر كل ذي عين ) م عن عائشة صح ( كان إذا اشتكى ) أي مرض والشكاية كما قال الزركشي المرض ورقاه جبريل قال بسم اللّه يبريك الاسم هنا يراد به المسمى فكأنه قال اللّه يبريك من قبيل سبح اسم ربك الأعلى

ولفظ الاسم عبارة عن الكلمة الدالة على المسمى والمسمى هو مدلولها لكنه قال يتوسع فيوضع الاسم موضع المسمى مسامحة ذكره القرطبي من كل داء يشفيك ومن شر حاسد إذا حسد خصه بعد التعميم لخفاء شره وشر كل ذي عين من عطف الخاص على العام لأن كل عائن حاسد ولا عكس فلما كان الحاسد أعم كان تقديم الاستعاذه منه أهم وهي سهام تخرج من نفس الحاسد والعائن نحو المحسود والمعيون تصيبه تارة وتخطئه أخرى فإن صادفته مكشوفا لا وقاية عليه أثرت فيه ولا بد وإن صادفته حذرا شاكي السلاح لا منفذ فيه للسهام خابت فهو بمنزلة الرمي الحسي لكن هذا من النفوس والأرواح وذلك من الأجسام والأشباح ولهذا قال ابن القيم استعاذ من الحاسد لأن روحه مؤذيه للمحسود مؤثرة فيه أثرا بينا لا ينكره إلا من هو خارج عن حقيقة الإنسانية وهو أصل الإصابة بالعين فإن النفس الخبيثة الحاسدة تتكيف بكيفية خبيثة تقابل المحسود فتؤثر فيه بتلك الخاصة والتأثير كما يكون بالاتصال قد يكون بالمقابلة وبالرؤية وبتوجه الروح وبالأدعية والرقي والتعوذات وبالوهم والتخييل وغير ذلك وفيه ندب الرقية بأسماء اللّه وبالعوذ الصحيحة من كل مرض وقع أو يتوقع وأنه لا ينافي التوكل ولا ينقصه وإلا لكان المصطفى {صلى اللّه عليه وسلم} أحق الناس بتحاشيه فإن اللّه لم يزل يرقي نبيه في المقامات الشريفة والدرجات الرفيعة إلى أن قبضة وقد رقى في أمراضه حتى مرض موته فقد رقته عائشة في مرض موته ومسحته بيدها ويده وأقر ذلك م في الطب عن عائشة ورواه أيضا ابن ماجه في الطب والترمذي في الجنائز والنسائي في البعوث أربعتهم عن أبي سعيد مع خلف يسير والمعنى متقارب جدا

١٠٦ ( كان إذا اشتكى اقتحم كفا من شونيز وشرب عليه ماء وعسلا ) خط عن أنس ض

( كان إذا اشتكى اقتحم أي استف وفي رواية تقحم كفا أي املأ كفا من شونيز بضم الشين المعجمة وهو الحبة السوداء وشرب عليه أي على أثر استفافه ماء وعسلا أي ممزوجا بعسل لأن في ذلك سرا بديعا في حفظ الصحة لا يهتدي إليه إلا خاصة الأطباء ومنافع العسل لا تحصى حتى قال ابن القيم ماخلق لنا شيء في معناه أفضل منه ولا مثله ولا قريبا منه ولم يكن معول الأطباء إلا عليه وأكثر كتبهم لا يذكرون فيها السكر البتة خط عن أنس ورواه انه أيضا باللفظ المزبور الطبراني في الأوسط قال الهيثمي وفيه يحيى بن سعيد القطان ضعيف قال الحافظ العراقي وفيه الوليد بن شجاع قال أبو حاتم لا يحتج به

١٠٧ ( كان إذا اشتكى أحد رأسه قال اذهب فاحتجم وإذا اشتكى رجله قال اذهب فاخضبها بالحناء طب عن سلمى امرأة أبي رافع

كان إذا اشتكى أحد رأسه في وجع رأسه قال له اذهب فاحتجم فإن للحجامة أثرا بينا في شفاء بعض أنواع الصداع فلا يجعل كلام النبوة الخاص الجزئي كليا عاما ولا الكلى العام جزئيا خاصا وقس على ذلك وإذا اشتكى رجله أي وجع وجله قال له اذهب فاخضبها بالحناء لأنه بارد يابس محلل نافع من حرق النار والورم الحار وللعصب إذا ضمد به ويفعل في الجراحات فعل دم الأخوين فلعل المراد هنا إذا اشتكى ألم رجله من إحدى هذه العلل ومن خواصه العجيبة المجربة أنه إذا بدأ بصبي جدري وخضب به أسافل رجليه أمن على عينيه طب عن سلمى امرأة أبي رافع داية فاطمة الزهراء ومولاة صفية عمة المصطفى {صلى اللّه عليه وسلم} لها صحبة وأحاديث

١٠٨ ( كان إذا أشفق من الحاجة ينساها ربط في خنصره أو في خاتمه الخيط ) ابن سعد والحكيم عن ابن عمر ض

كان إذا أشفق من الحاجة ينساه ربط في خنصره بكسر الخاء والصاد كما في المصباح وهي أنثى أو في خاتمه الخيط ليتذكرها به والذكر والنسيان من اللّه إذا شاء ذكر وإذا شاء أنسى وربط الخيط سبب من الأسباب لأنه نصب العين فإذا رآه ذكر ما نسى فهذا سبب موضوع دبره رب العالمين لعباده كسائر الأسباب كحرز الأشياء بالأبواب والأقفال والحراس وأصل اليقين وهم الأنبياء لا يضرهم الأسباب بل يتعين عليهم فعلها للتشريع فتدبر

تنبيه قال بعض العارفين النسيان من كمال العرفان قال تعالى في حق آدم فنسى ولم نجد له عزما

وكان كاملا بلا ريب وكماله هو الذي أوجب النسيان لأنه كان يعلم أن فيه مجموع الوجود المقابل لأخلاق الحق تعالى وأن الحق نزه نفسه عن النسيان وجعله من حقيقة العبد كما وصف تعالى نفسه بالجواد وجعل البخل من وصف خلقه لا من وصفه فافهم ابن سعد في الطبقات والحكيم الترمذي في النوادر عن ابن عمر ابن الخطاب ورواه عنه أيضا أبو يعلى بلفظ ( كان إذا أشفق من الحاجة أن ينساها ربط في أصبعه خيطا ليذكرها قال الزركشي فيه سالم بن عبد الأعلى قال فيه ابن حبان وضاع وقال ابن أبي حاتم حديث باطل وابن شاهين في الناسخ أحايثه منكرة وقال المصنف في الدرر قال أبو حاتم حديث باطل وقال ابن شاهين منكر لا يصح ورواه ابن عدي عن واثلة بلفظ كان إذا أراد الحاجة أوثق في خاتمه خيطا زاد في رواية الحارث بن أبي أسامة من حديث ابن عمر ليذكره به قال الحافظ العراقي وكلاهما سنده ضعيف وقال السخاوي فيه سالم بن عبد الأعلى رماه ابن حبان بالوضع واتهمه أبو حاتم بهذا الحديث وقال هو باطل وقال ابن شاهين جميع أسانيده منكره وفي الميزان في ترجمة بشر بن إبراهيم الأنصاري عن العقيلي وابن عدي وابن حبان هو يضع الحديث أه ورواه عن ابن عمر أيضا أبو يعلي وكذا هو في رابع الخلعيات قال الحافظ ابن حجر وفيه سالم بن عبد الأعلى وهو متروك ونقل الترمذي عن البخاري أنه منكر وأبو حاتم عن أبيه أنه باطل أ ه وأورده ابن

الجوزي في الموضوعات من طرق ثلاثة الأولى للدارقطني عن ابن عمر باللفظ المذكور هنا وقال تفرد به مسلم وليس بشيء وقال العقيلي لا يعرف إلا به ولا يتابع عليه الثانية له ولابن عدي معا عن واثلة بلفظ كان إذا أراد الحاجة أوثق في خاتمه خيطا وقال تفرد به بشير بن إبراهيم الأنصاري وهو يضع الحديث الثالثة للدار قطني والبغوي عن رافع ابن خديج رأيت في يد رسول اللّه {صلى اللّه عليه وسلم} خيطا فقلت ما هذا قال أستذكر به وقال تفرد به غياث وهو متروك ثم حكم بوضعه من جميع طرقة وزاد المؤلف طريقا رابعا وهو ما رواه الطبراني عن محمد بن عبدوس عن عبد الجبار بن عاصم عن بقية عن أبي عبد مولى بني تيم عن سعيد المقبري عن رافع بلفظ كان يربط الخيط في خاتمه يستذكر به

١٠٩ كان إذا أصابته شدة فدعا رفع يديه حتى يرى بياض إبطيه ع عن البراء ح

كان إذا أصابته شدة بالتشديد كعدة فدعا برفعها رفع يديه حال الدعاء حتى يرى بالبناء المجهول بياض إبطيه أي لو كان بلا ثوب لرئى أو كان ثوبه واسعا فيرى بالفعل وذكر بعض الشافعية أنه لم يكن بإبطيه شعر قال في المهمات وبياض الإبط كان من خواصه وأما إبط غيره فأسود لما فيه من الشعر ورده الزين العراقي بأن ذلك لم يثبت والخصائص لا تثبت بالاحتمال ولا يلزم من بياض إبطه أن لا يكون له شعر فإن الشعر إذا نتف بقي المكان أبيض وإن بقي فيه آثار الشعر ا ه وحكمة الرفع اعتياد العرب رفعهما عند الخضوع في المسألة والذلة بين يدي المسؤول وعند استعظام الأمر والداعي جدير بذلك لتوجهه بين يدي أعظم العظماء ومن ثم ندب الرفع عند التحريم والركوع والرفع منه والقيام من التشهد الأول إشعارا بأنه ينبغي أن يستحضر عظمة من هو بين يديه حتى يقبل بكليته عليه ع عن البراء ابن عازب رمز لحسنه

١١٠ كان إذا أصابه رمد أو أحدا من أصحابه دعا بهؤلاء الكلمات اللّهم متعني ببصري واجعله الوارث مني وأرني في العدو ثأري وانصرني على من ظلمني ابن السني ك عن أنس صح

كان إذا أصابه رمد بفتح الراء والميم وجع عين أو أحدا من أصحابه دعا بهؤلاء الكلمات وهي اللّهم متعني ببصري واجعله الوارث مني وأرني في العدو ثأري وانصرني على من ظلمني هذا من طبه الروحاني فإن علاجه {صلى اللّه عليه وسلم} للأمراض كان ثلاثة أنواع بالأدوية الطبية وبالأدوية الإلهية وبالمركب منهما فكان يأمر بما يليق به ويناسبه ابن السني في الطب النبوي ك في الطب عن أنس ابن مالك سكت عليه فأوهم أنه لا علة فيه والأمر بخلافه فقد تعقبه الذهبي على الحاكم فقال فيه ضعفاء

١١١ كان إذا أصابه غم أو كرب يقول حسبي الرب من العباد حسبي الخالق من المخلوقين حسبي الرازق من المرزوقين حسبي الذي هو حسبي حسبي اللّه ونعم الوكيل حسبي اللّه لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ابن أبي الدنيا في الفرج من طريق الخليل بن مرة عن فقيه أهل الأردن بلاغا ض

كان إذا أصابه غم أي حزن سمي به لأنه يغطي السرور أو كرب أي هم يقول حسبي الرب من العباد أي كافيني من شرهم حسبي الخالق من المخلوقين حسبي الرازق من المرزوقين حسبي الذي هو حسبي حسبي اللّه ونعم الوكيل حسبي اللّه لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم الذي ضمني إليه وقربني منه ووعدني بالجميل والرجوع إليه قال الحكيم قد جعل اللّه في كل موطن سببا وعدة لقطع ما يحدث فيه من النوائب فمن أعرض عن السبب والعدة ضرب عنه صفحا واغتنى باللّه كافيا وحسيبا وأعرض عما سواه وقال حسبي اللّه عند كل موطن ومن كل أحد كفاه اللّه وكان عند ظنه إذ هو عبد تعلق به ومن تعلق به لم يخيبه وكان في تلك المواطن فإذا ردد العبد هذه الكلمات بإخلاص عند الكرب نفعته نفعا عظيما وكن له شفيعا إلى اللّه تعالى في كفايته

شر الخلق ورزقه من حيث لا يحتسب وكان اللّه بكل خير إليه أسرع ابن أبي الدنيا أبو بكر في كتاب الفرج بعد الشدة من طريق الخليل بن مرة بضم الميم وشد الراء نقيض حلوة الضبعي بضم المعجمة وفتح الموحدة البصري نزيل الرقة ضعيف عن فقيه أهل الأردن بضم الهمزة وسكون الراء وضم الدال المهملتين وتشديد النون من بلاد الغور من ساحل الشام وطبرية من الأردن بلاغا أي أنه قال بلغنا عن رسول اللّه {صلى اللّه عليه وسلم}

١١٢ ( كان إذا أصبح وإذا أمسى يدعو بهذه الدعوات اللّهم إني أسألك من فجأة الخير وأعوذ بك من فجأة الشر فإن العبد لا يدري ما يفجؤه إذا أصبح وإذا أمسى ) ع وابن السني عن أنس ح

كان إذا أصبح وإذا أمسى أي دخل في الصباح والمساء يدعو بهذه الدعوات اللّهم إني أسألك من فجاءة الخير بالضم والمد وفي لغة وزان تمرة أي عاجله الآتي بغتة وأعوذ بك من فجاءة الشر فإن العبد لا يدري ما يفجؤه إذ أصبح وإذا أمسى قال ابن القيم من جرب هذا الدعاء عرف قدر فضله وظهر له جموم نفعه وهو يمنع وصول أثر العائن ويدفعه بعد وصوله بحسب قوة إيمان العبد القائل لها وقوة نفسه واستعداده وقوة توكله وثبات قلبه فإنه سلاح والسلاح بضاربه ع وابن السني في الطب عن أنس ابن مالك ورمز المصنف لحسنه

١١٣ ( كان إذا أصبح وإذا أمسى قال أصبحنا على فطرة الإسلام وكلمة الإخلاص ودين نبينا محمد وملة أبينا إبراهيم حنيفا مسلما وما كان من المشركين ) حم طب عن عبد الرحمن بن أبزي ح كان إذا أصبح وإذا أمسى قال أصبحنا على فطرة الإسلام بكسر الفاء أي دينه الحق وقد ترد الفطرة بمعنى السنة وكلمة الإخلاص وهي كلمة الشهادة ودين نبينا محمد {صلى اللّه عليه وسلم} الظاهر أنه قاله تعليما لغيره ويحتمل أنه جرد من نفسه نفسا يخاطبها قال ابن عبد السلام في أماليه وعلي له في مثل هذا

تدل على الأستقرار والتمكن من ذلك المعنى لأن المجسم إذا علا شيئا تمكن منه واستقر عليه ومنه أولئك على هدى من ربهم

قال النووي في الأذكار لعله {صلى اللّه عليه وسلم} قال ذلك جهرا ليسمعه غيره فيتعلمه منه وملة أبينا إبراهيم الخليل حنيفا أي مائلا إلى الدين المستقيم مسلما وما كان من المشركين قال الحرالي جمع بين الحجتين السابقة بحسب الملة الحنيفية الإبراهيمية واللاحقة بحسب الدين المحمدي وخص المحمدية بالدين والإبراهيمية بالملة لينتظم ابتداء الأبوة الإبراهيمية لطوائف أهل الكتاب سابقهم ولاحقهم ببناء ابتداء النبوة الآدمية في متقدم قوله تعالى وإذ قال ربك للملئكة إني جاعل في الأرض خليفة الآية

لينتظم رؤوس الخطابات بعضها ببعض وتفاصيلها بتفاصيلها حم طب وكذا النسائي في اليوم والليلة وإغفاله غير جيد كلهم عن عبد الرحمن بن أبزي بفتح الهمزة وسكون الموحدة وبالزاي وألف مقصورة الخزاعي مولى نافع بن عبد الحارث استعمله علي على خراسان وكان عالما مرضيا مختلف في صحبته قال ابن حجر له صحبة ونفاها غيره وجزم ابن حجر بأنه صحابي صغير رمز المصنف لحسنه وليس يكفي منه ذلك بل حقه الرمز لصحته فقد قال النووي في الأذكار عقب عزوة لابن السني إسناده صحيح وقال الحافظ العراقي في المغني سنده صحيح وقال الهيثمي رجال أحمد والطبراني رجال الصحيح

١١٤ ( كان إذا اطلى بدأ بعورته فطلاها بالنورة وسائر جسده أهله ) ه عن أم سلمة ض

كان إذا اطلى أصله اطتلي قلبت التاء طاء وأدغمت يقال طليته بالنورة أو غيرها لطخته واطليت بترك المفعول إذا فعل ذلك بنفسه بدأ بعورته أي بما بين سرته وركبته فطلاها بالنورة المعروفة وهي زرنيخ وجص وسائر جسده أهله أي بعض حلائله فاستعمالها مباح لا مكروه وتوقف المؤلف في كونها سنة قال

لاحتياجه إلى ثبوت الأمر بها كحلق العانة ونتف الإبط وفعله وإن كان دليلا على السنة فقد يقال هذا من الأمور العادية التي لا يدل فعله لها على السنة وقد يقال فعله بيانا للجواز ككل مباح وقد يقال إنها سنة ومحله كله ما لم يقصد اتباع النبي {صلى اللّه عليه وسلم} في فعله وإلا فهو مأجور آت بالسنة أ ه قال وأما خبر كان لا يتنور فضعيف لا يقاوم هذه الحديث القوي إسنادا على أن هذا الحديث مثبت وذاك ناف والقاعدة عند التعارض تقديم المثبت قال ابن القيم ولم يدخل نبينا {صلى اللّه عليه وسلم} حماما قط ويرده ما رواه الخرائطي عن أحمد بن إسحاق الوراق عن سليمان بن ناشرة عن محمد بن زياد الألهاني قال كان ثوبان مولى المصطفى {صلى اللّه عليه وسلم} جارا لي وكان يدخل الحمام فقلت فأنت صاحب رسول اللّه {صلى اللّه عليه وسلم} تدخل الحمام فقال كان رسول اللّه {صلى اللّه عليه وسلم} يدخل الحمام وكان يتنور

وأخرجه أيضا يعقوب بن سفيان في تاريخه عن سليمان بن سلمة الحمصي عن بقية عن سليمان بن ناشرة به

وأخرجه ابن عساكر في تاريخه من طريقه ه عن أم سلمة قال ابن كثير في مؤلفه في الحمام إسناده جيد ورواه عنها البيهقي أيضا قال في المواهب ورجاله ثقات لكن أعل بالإرسال وقال ابن القيم ورد في النورة عدة أحاديث هذا أمثلها وأما خبر كان لا يتنور وكان إذا كثر شعره حلقه فجزم بضعفه غير واحد

١١٥ كان إذا اطلى بالنورة ولى عانته وفرجه بيده ابن سعد عن إبراهيم وعن حبيب بن أبي ثابت مرسلا

كان إذا طلى بالنورة ولى عانته وفرجه بيده فلا يمكن أحدا من أهله بمباشرتهما لشدة حيائه وفي رواية بدل عانته مغابنه بغين معجمة جمع مغبن من غبن الثوب إذا ثناه وهي بواطن الأفخاذ وطيات الجلد قال ابن حجر وهذا الحديث يقابله حديث أنس كان لا يتنور وكان إذا كثر شعره حلقه وسنده ضعيف جدا ابن سعد عن إبراهيم وعن حبيب بن أبي ثابت مرسلا وإسناده صحيح قال ابن كثير إسناده جيد وحبيب هو الأسدي كان ثقة مجتهدا ورواه ابن ماجه والبيهقي إلا فرجه عن أم سلمة قال في الفتح ورجاله ثقات لكن أعل بالإرسال وأنكر أحمد صحته وروى الخرائطي عن أم سلمة أن النبي {صلى اللّه عليه وسلم} كان

ينوره الرجل فإذا بلغ مراقه تولى هو ذلك

١١٦ كان إذا اطلع على أحد من أهل بيته كذب كذبة لم يزل معرضا عنه حتى يحدث توبة حم ك عن عائشة صح

كان إذا اطلع على أحد من أهل بيته أي من عياله وخدمه كذب كذبة واحدة بفتح الكاف وكسرها والذال ساكنة فيهما لم يزل معرضا عنه إظهارا لكراهته الكذب وتأديبا له وزجرا عن العود لمثلها حتى يحدث توبة من تلك الكذبة التي كذبها وفي رواية البزار ما كان أبغض إلى رسول اللّه {صلى اللّه عليه وسلم} من الكذب ولقد كان الرجل يكذب عنده الكذبة فما يزال في نفسه حتى يعلم أنه أحدث منها توبة حم ك عن عائشة وقال أعني الحاكم صحيح الإسناد وسكت عليه الذهبي في التلخيص لكنه في الميزان قال يحيى بن سلمة العقبي قال العقيلي حدث بمناكير ثم ساق منها هذا الخبر

١١٧ كان إذا اعتم سدل عمامته بين كتفيه ت عن ابن عمر

كان إذا اعتم أي لف العمامة على رأسه سدل عمامته أي أرخاها بين كتفيه يعني من خلفه وفيه مشروعية العذبة قال في الفتح وفيه يعني الترمذي أن ابن عمر كان يفعله والقاسم وسالم وأما مالك فقال إنه لم ير أحدا يفعله إلا عامر بن عبد اللّه بن الزبير ت في اللباس عن بن عمر ابن الخطاب وقال حسن غريب رمز المصنف لحسنه وفي الباب عن علي ولا يصح إسناده

١١٨ كان إذا اهتم أخذ لحيته بيده ينظر فيها الشيرازي عن أبي هريرة ض

كان إذا اهتم أخذ لحيته بيده ينظر فيها كأنه يسلي بذلك حزنه أو لكونه أجمع للفكرة الشيرازي في الألقاب عن أبي هريرة

١١٩ ( كان إذا أفطر قال اللّهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت ) د عن معاذ بن زهرة مرسلا ض

كان إذا أفطر من صومه قال عند فطره اللّهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت قال الطيبي قدم الجار والمجرور في القرينتين على العامل دلالة على الاختصاص إظهارا للاختصاص في الافتتاح وإبداء لشكر الصنيع المختص به في الاختتام د في الصوم من مراسيله وسننه عن معاذ بن زهرة ويقال أبو زهرة الضبي التابعي قال في التقريب كأصله مقبول أرسل حديثا فوهم من ذكره في الصحابة مرسلا قال بلغنا أن رسول اللّه {صلى اللّه عليه وسلم} كان الخ قال ابن حجر أخرجه في السنن والمراسيل بلفظ واحد ومعاذ هذا ذكره البخاري في التابعين لكنه قال معاذ أبو زهرة وتبعه ابن أبي حاتم وابن حبان في الثقات وعده الشيرازي في الصحابة وغلطه المستغفري ويمكن كون الحديث موصولا ولو كان معاذ تابعيا لاحتمال كون الذي بلغه له صحابي وبهذا الاعتبار أورده أبو داود في السنن وبالاعتبار الآخر أورده في المراسيل أه