Geri

   

 

 

İleri

 

١٠١

المكتوب الحادى والمائة

إلى الشيخ عبد اللّه فى المنع من تفسير آيات القرآن وتأويلها على طبق مذاق الفلاسفة.

سلمكم اللّه سبحانه وعافاكم من البليات قد أرسلت كتاب تبصرة الرحمن الذى كنتم أرسلتموه وقد طالعت بعض مواضعها فوجدت أن لمصنفه ميلا عظيماً إلى مذهب الفلاسفة بحيث يكاد يجعل الحكماء مساوين للأنبياء عليهم الصلاة والسلام ووقع النظر على آية فى سورة هود قد فسرها على طرز الحكماء خلاف طور الأنبياء وسوى بين قول الحكماء والأنبياء عليهم السلام وقال فى بيان معنى هذه الآية أولئك الذين ليس لهم باتفاق الأنبياء والحكماء إلا النار الحسى أو العقلى الخ وأين المجال لاتفاق الحكماء مع وجود إجماع الأنبياء وأى اعتبار فى قولهم فى العذاب الأخروى خصوصا إذا كان مخالفا لقول الأنبياء عليهم السلام ومقصود الفلاسفة من إثبات العذاب العقلى هو رفع العذاب الحسى الذى وقع إجماع الأنبياء على ثبوته وبين الآيات القرآنية موافقاً لمذاق الحكماء فى مواضع أخر أيضاً وإن لم يكن مخالفاً للمذهب المبين فمطالعة هذا الكتاب لا يخلو عن مضرات خفية بل جلية واعتقدنا إظهار هذا المعنى لازما وكتبنا فى ذلك كلمات وإن كانت تصديعاً والسلام .