١٠٥ المكتوب الخامس والمائة إلى الشيخ حسن البركى فى جواب كتابه الذى كتبه لبيان أحواله وفى الحث على أحياء السنة والتحذير عن ارتكاب البدعة. الحمد للّه وسلام على عباده الذين اصطفى قد سرت صحيفة أخى الأعز الشيخ حسن أحسن اللّه حاله بوصولها وقد اندرج فيها من العلوم والمعارف فزادت مطالعتها فرحاً على فرح حمدا للّه سبحانه كلها علوم صحيحة ومعارف صادقة مطابقة للكتاب والسنة موافقة لاعتقاد الفرقة الناجية رزق اللّه سبحانه الاستقامة وأوصل إلى منتها المقاصد العلية وكتبت من رفع البدع شمة يا لها من نعمة عظيمة لو وفق شخص لرفع بدعة من البدع فى مثل هذا الوقت الذى تراكمت فيه ظلمات البدعة وأحيا سنة من السنن وقد ورد فى الأحاديث الصحيحة من أحيا سنة ميتة فله ثواب مائة شهيد فليعلم درجة هذا العلم من ههنا ولكن ينبغى أن يراعى دقيقة وهى أن لا ينجر الأمر إلى إيقاظ الفتنة وأن لا تكون الحسنة الواحدة باعثة على سيئات كثيرة فإن الزمان آخر الزمان وأوان ضعف الإسلام والإيمان وحصل الأفراح والمسرات أيضاً من مطالعة الرسالة التى أرسلتها الحمد للّه سبحانه الموافقة فى العلوم لهذا الفقير كثيرة وفى الكشف مطابقة والأنظار أيضاً عالية وقد كنت فوضت كتابك الذى كان متضمناً للأحوال والعلوم والاستفسارات إلى أخى محمد هاشم الكشمى ليحضره وقت تحريره الجواب فأضاعه اتفاقاً ولهذا وقع التوقف فى تفصيل الأجوبة وما بقى منها فى الخاطر كتبت جوابه ومجملها أنها أحوال مستحسنة وعلوم صحيحة ثم إنه ينبغى لكم السعى البليغ فى تربية أولاد المرحوم المغفور له مولانا أحمد وتعليمهم ورعاية الهداية بالآداب الظاهرية والباطنية وعليكم بدلالة سائر الأصحاب الفقراء بل جميع أهل الإسلام الكائنين فى تلك البقعة على الشريعة والتزام السنة وتهديدهم وتحذيرهم عن ارتكاب البدعة واللّه سبحانه الموفق وقد أرسل إليكم الخواجه محمد هاشم نقول بعض مكاتيب الجلد الثالث نفعكم اللّه بها وأوقات الفقير مختلفة فأحيانا تظهر الرغبة فى تسويد العلوم والمعارف بلا اختيار وفى بعض الأوقات تظهر النفرة من الكتابة مع إفاضة الأسرار الغريبة بحيث لا يستطاب أخذ القلم باليد فبناء على ذلك يقع الفتور فى تفصيل جواب كتبكم التى وصلت ولا أقدر أن أكتب شيئا بالتكلف وبقية الأحوال مستوجبة للحمد وقد تيسر التخلص بعناية اللّه سبحانه من رفاقه العسكر أدام اللّه لنا الاستقامة ولجميع الأصحاب الكائنين هناك دعوات مخصوصة والسلام . |