٩٨ المكتوب الثامن والتسعون إلى الحاج عبد اللطيف الخوارزمى فى بيان ضرر الالتذاذ من الحسن الصورى. اعلم أن كلا من الخير والكمال والحسن والجمال فى أى مكان كان أثر الوجود الذى هو خير محض ومخصوص بواجب الوجود جل سلطانه فكما أن الوجود منعكس فى الممكن من تلك الحضرة بطريق الظلية جاء الحسن والجمال أيضاً من تلك المرتبة بطريق الظلية وذات الممكن بواسطة عدمه الذاتى شر محض وقبح ونقص ولكن هذا الحسن والجمال اللذين مشهودين فى الممكن وإن جاء من الوجود ولكن لما ظهرا فى مرآءة العدم أخذا حكم المرآءة ونالا نصيباً من القبح وعرض لهما النقص ولما كان فى الممكن قبح ذاتى لا يجد من الحسن الخالص لذة مقدار ما يجد من هذا الحسن مع كون ذاك مبدأ لهذا فإن مناسبته بهذا أزيد ككناس يجد من الرائحة المنتنة بواسطة أنسيته وألفته بها لذة لا يجد مثلها من الرائحة الطيبة كما ورد فى قصة مشهورة إن كناسا مرمرة من محلة العطارين فسقط مغشيا عليه من فرط الرائحة الطيبة فمر به واحد من الأكابر فلما أطلع على سر معاملته أمر بأن يحشو فى أنفه قطعة روث ففعلوا فأفاق وقام ومضى لسبيله . |