١١٢ المكتوب الثانى عشر والمائة إلى القاضى اسلم فى بيان أن صفاته تعالى لا عين ذاته سبحانه ولا غير ذاته. الحمد للّه وسلام على عباه الذين اصطفى ما أحسن ما قال علماء أهل السنة شكر اللّه تعالى سعيهم من أن الصفات الثمانية الحقيقية لواجب الوجود لا هو ولا غيره وهذه المعرفة وراء طور العقل وإنما وجدوها بنور الفراسة وببركة متابعة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وأرباب المعقول يفهمون من هذه العبارة ارتفاع النقيضين ولم يعلموا أن اتحاد المكان والزمان من شروط حصول التناقض فإذا لم يكن للزمان والمكان مجال فى تلك الحضرة كيف يتصور فيها التناقض وما تصرف العلماء فى لفظ الغير لدفع التناقض وأرادوا بالغير معنى خاصاً لا حاجة إليه أصلا بل النظر الكشفى يمنع هذا التخصيص ويثبت نفى الغيرية بأى معنى كانت ونجد أن صفاته تعالى كما أنها ليست عين ذاته الأقدس بل زائدة ليست غير ذاته أيضاً ولو كانت زائدة وثبتت نسبة الأثنينية بينها وبين الذات وقد تخلف هنا القضية المقررة لدى أرباب المعقول من أن الاثنين متغايران ونقضت أصولهم وما قلت من أنه وراء طور العق بمعنى أن العقل لا يهتدى إليه قاصر عن إدراكه لا إنه يحكم بخلافه كيف يحكم بخلافه وهو لم يتصوره بعد بل هو خارج عن حيطة إدراكه فكيف يتصور حكمه بإثباته ونفيه ربنا آتنا من لدنك رحمة وهئ لنا من أمرنا رشدا . |