١١١ المكتوب الحادى عشر والمائة إلى الشيخ نور محمد التهارى فى بيان بعض الأسرار المتعلقة بمقام قاب قوسين أو أدنى وبيان سر عدم وجدان العارف الكامل شماله وهذه المعارف أيضاً منقولة بالمعنى. اعلم أن معاملة قاب قوسين فى الظاهر لونا من المظهر وذلك لعدم حصول ذهاب العين والأثر من السالك للسالك بخلاف معاملة أو أدنى فإنه لا يبقى فيها حكم ولا أثر من المظهر أصلا فيكون المظهر فى هذه المرتبة الثانية أمرا مستفادا من مرتبة الوجوب بالضرورة وهو خلق للعارف خاص به أعطيه بعد إتمام معاملة الأصل ويمكن أن يعبر عنه بإفاضة الصورة أيضاً وهذا سر غامض جداً ولعل تفصيله يثبت فى موضع آخر إن شاء اللّه تعالى فيكون المظهر فى هذه المعاملة أمرا لم يتطرق إليه رائحة من العدم وليس لشائبة الإمكان فيه مجال فلو أثبتنا انفعالا فى تلك المرتبة يكون ذلك من نفسه لا من الغير فإنه لم يبق فيها رسم من الغير ( شعر ) . ولوجهه من وجهه قمر * ولعينه من عينه كحل وإن كان الانفعال الذى يثبت فى مرتبة قاب قوسين أيضاً حقاً والظهور فيها ظهور الأصل ولكنه ليس خالياً من شائبة الظلية ولائقاً بتلك المرتبة العليا والانفعال الذى يليق بتلك المرتبة المقدسة هو ما لا يكون لرائحة الظلية إليه سبيل ولا يكون للغير مدخل فى البين بوجه من الوجوه فإن الغير غير خال عن لوث العدم ونقص الإمكان فلو كانت انفعالات مراتب الظلال لذلك لساغ فيما هنالك ( ينبغى ) أن يعلم أن فى معاملة أو أدنى الذى ذكرت شمة منها لا يجد العارف الكامل شملة وسره أن شماله أخذ حكم اليمين لأن الشمال كان من مقتضيات العدم فلما زالت أحكام العدم ما بقى إلا الوجود الصرف وليس ثمة شمال بل كلتا يديه سبحانه يمين فافهم ولا تقع فى الزندقة فإذا عرفت هذه الأسرار الغامضة والمعارف الغريبة فاسمع قال اللّه تعالى ثم دنى فتدلى اعلم أن تحقيق هذا الدنو بعد تحقيق أسرار أو أدنى الذى ذكر فيما سبق فإنه ما بقى حكم وأثر فى العارف ولم يتبرأ من لوث العدم ليست له لياقة بهذا الدنو وبعد تحقق هذا الدنو تدل وهو متوجه إلى النزول فإذا تحقق التدلى ورجع العارف إلى الخلق فح تظهر صورة قوسين وإن لم يبق من القوس الأول أثر وحكم ولكن لما تشرف بالتدلى بتوهم فى ذلك الوقت صورة القوسين وإنما قال (*) بعد التدلى فكان قاب قوسين باعتبار أن الثابت ح صورة القوسين لا حقيقتهما أو أدنى بل أدنى إذا ما بقى من القوس الثانى هناك أثر ولا حكم فليس قوسين ههنا حقيقة وهذه المعارف من أسرار اللّه سبحانه يظهرها على أخص الخواص من عباده والسلام على من اتبع الهدى والتزم متابعة المصطفى عليه وعلى آله الصلاة والسلام والبركات العلا . (*) مقول القول وكان قاب قوسين يعنى وإنما قال اللّه تعالى فى القرآن العظيم فى حق نبيه الكريم فكان قاب قوسين بعد تحقق التدلى حيث قال قبله ثم دنى فتدلى باعتبار الخ سند عفى عنه . |