١١٠ المكتوب العاشر والمائة إلى المخدوم زاده محمد معصوم أيضاً سلمه اللّه فى بيان أن معاملة العارف تبلغ مبلغاً لا تحصل فيه صورة معلوم أصلا فحينئذ تكون له كل ذرة من الذرات طريقاً سلطانياً إلى المطلوب وبيان أن حب مثل هذا العارف ينجر إلى حب الحق وبغضه إلى بغضه سبحانه وهكذا حكم تعظيم آل النبى صلى اللّه عليه وسلم وإهانتهم بالنسبة إليه صلى اللّه عليه وسلم وهذه المعارف نقلت بالمعنى. إذا بلغ العارف معاملته إلى الأصل بعد طى مقامات الظل يكون ح علمه المتعلق بالأشياء مبرأ من قيد الظلية يعنى تكون الأشياء معلومة له من غير أن يحصل فيه منها شئ فإنه كلما حصل فيه شئ يكون ظل ذلك الشئ فى العقل وصورته لا عين ذلك الشئ كما قيل فى تعريف العلم هو حصول صورة الشئ فى العقل لا شك أن الصور الحاصلة من الشئ فى العقل شبح ومثال لذلك الشئ لا عينه كما يشهد به الكشف الصريح والإلهام الصحيح فحينئذ لا يثبت هذا العارف للعالم نسبة بالحق سبحانه سوى نسبة الصانعية والمصنوعية ويتحاشى من القول بالظلية والعينية والمرآتية وهذه المعاملة مربوطة بالكمالات الذاتية فإن للذات غنا ذاتياً عن العالم عن اللّه لغنى عن العالمين بخلاف بعض مراتب الأسماء والصفات فإن هذه النسبة متصورة فيها فما لم يتعد العارف من تلك المقامات ولم يصل إلى أصل الأصل ليس له نصيب من هذه النسبة وكل ذرة من الذرات تكون للعارف فى هذا المقام طريقاً سلطانياً إلى جناب قدس الحق جل شأنه بخلاف العلم الحصولى فإن العالم فى تلك الصورة يجذب كل شئ إلى جانب نفسه ويصير بنفسه مرآة لجميع الأشياء وكذلك فى صورة الظلية والمرآتية يجذب كل شئ صاحب ذلك العلم إلى نفسه ولا يترك نظر بصيرته ينفذ إلى ما وراءه فإذا تخلص بكرم اللّه سبحانه عن قيد حصول الظلية تصير له كل ذرة من ذرات الموجودات عرضاً كانت أو جوهراً آفاقية كانت أو أنفسية باب غيب الغيب ( ينبغى ) أن يعلم أن ذلك الشخص كما أنه كان سابقاً مرآة لجميع الأشياء وكلما فعل فعله لأجل نفسه وكلما صدر عنه كان راجعاً إليه بالضرورة نوى أو لم ينو ولما منع الآن مرآة نفسه عن المرآتية وامتنع من التقيد بالظل وصار مثل صندوق الرحى كلما يلقى فيه لا يبقى فلا جرم كلما يفعل لا يفعله لنفسه بل يفعله لأجل الحق سبحانه نوى أو لم ينو فإن النية إنما هى فى أمر محتمل لا فى أمر متيقن فحينئذ ينجر حب هذا العارف إلى حبه تعالى وبغضه إلى بغضه سبحانه وكذلك تعظيمه وتوقيره تعظيم وتوقير للحق سبحانه وإهانته وإساءة الأدب معه تنجر إلى إهانة اللّه سبحانه وإساءة الأدب معه وكانت هذه النسبة لأصحاب النبى صلى اللّه عليه وسلم معه صلى اللّه عليه وسلم على تفاوت درجاتهم حيث أن حبهم وبغضهم مثمران لحبه وبغضه صلى اللّه عليه وسلم قال عليه الصلاة والسلام من أحبهم فبحبى أحبهم ومن أبغضهم فببغضى أبغضهم وهذه النسبة أيضاً ثابتة فى آل النبى معه صلى اللّه عليه وسلم ولكن ظهور هذه النسبة فى على المرتضى وفاطمة الزهراء والحسنين رضى اللّه عنهم أتم ويشاهد سرايتها فى بقية الأئمة الاثنى عشر أيضاً ولا يحس هذه النسبة فيما وراءهم والسلام . |