١٠٣ المكتوب الثالث والمائة إلى الشيخ حميد الأحمدى فى الترهيب عن قصور الأحوال والترغيب فى حصول التكميل والكمال. الحمد للّه وسلام على عباده الذين اصطفى قد سر مكتوب أخى الأعز الشيخ حميد بوصوله ما أعظم نعمة حصول الرغبة فى جناب قدس الحق جل سلطانه والبرودة عما سواه تعالى لجماعة فى صحبة شخص فى مثل هذا الزمان المملوء من الفتن ومع ذلك لا يغتر ذلك الأخ بهذه الدولة ولا يكون فارغا من شغله ( هنوز دهلى دوراست ) مثل مشهور يعنى الدهلى بعيد بعد ولا يعلم هل تم واحد من المائة أم لا وهذه الأحوال التى تحصل للطالبين فى الابتد أو تورثهم ذوقا ولذة من قبيل تمرين الأطفال بتعليم ألف وبا والأمر أن يجاوز التهجى والوصول إلى مرتبة المولوية والترقى من الأذواق والالتذاذات والدخول إلى الولاية الخاصة ( شعر ) . وذا إيوان الاستعلاء عال * فإياكم وأخطار الوصال وعليكم بتعمير الأوقات والتحلى بالشريعة والطريقة ظاهراً وباطنا واعلم أن تكميل الغير فرع كمال الإنسان نفسه وهو درجة الولاية الخاصة ولكن إذا ظهر فى الصحبة رشد فى الطالبين وحصلت لهم أحوال ومواجيد فهى أيضاً غنيمة وإن لم يبلغوا حد الفناء والبقاء وحكمها فى هذا الوقت حكم الكبريت الأحمر إن فعل ذلك أيضاً ولكن تعليم الطريقة أيا من كان بعد الاستخارات والتوجهات مناسب بل لازم وينبغى أن تكونوا على خوف وخشية من هذا العمل حذار من تسلط الشيطان من هذه الجهة أعاذانا اللّه سبحانه من شره فإن أتممتم العدد الذى أمرتكم به اشتغلوا بضعفه ثم أخبرونى بعد ذلك حتى يصدر الأعلام بما يناسب الحال وسلموا منا على الأصحاب عندكم ووصلت أيضاً الصحيفة الشريفة التى كتبها السيد يحيى حمداً للّه سبحانه على كون قلوب الناس منجذبة إلى حضرة الحق سبحانه وتعالى وكونهم والهين مشتاقين إلى ذلك الجناب الأقدس جل سلطانه فى مثل هذا الوقت الذى له كمال القرب من القيامة وقد ورد فى الخبر وتقوم الساعة على أشرار الناس والتوقع من الأحبة الدعاء على ظهر الغيب بسلامة الخاتمة ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شئ قدير والسلام أولاً وآخرا . |