Geri

   

 

 

İleri

 

١٠٢

المكتوب الثانى والمائة

إلى جناب المير محمد نعمان فى الترغيب فى المجاهدات والانزواء وتربية طالبى الحق جل وعلا.

الحمد للّه وسلام على عبادة الذين اصطفى اعلم إن أحوال هذه الحدود وأوضاعها مستوجبة للحمد للّه سبحانه الحمد والمنة دائماً وعلى كل حال ولم أطلع على أحوالكم من مدة مديدة والمرجو أنكم قلبتم ذلك الورق وبدلتم الكسل بالعمل وتوجهتم من الفراغ إلى المجاهدة فإن الوقت وقت العمل والاشتغال لا موسم الأكل والمنام ينبغى أعداد نصف الليل للنوم والنصف الآخر للطاعة والعبادة فإن لم يكن قدرة اختيار هذه الهمة ينبغى أن يلتزم ثلث الليل من النصف إلى السدس ينبغى أن يسعى لئلا يقع فتور فى دوام هذه الدولة وينبغى أن يختلط بالناس وأن ينبسط إليهم مقدار ما تؤدى به حقوقهم الضرورة تقدر بقدرها والانبساط إلى الخلائق زيادة على قدر الحاجة من الفضول وداخل فيما لا يعنى وربما يتفرع عليه مضرات كثيرة ويصير داخلا فى محظورات الشريعة والطريقة والشيخ الذى يفرط فى الانبساط إلى المريدين يخرجهم من الإرادة بالضرورة ويوقع الفتور فى طلبهم عياذا باللّه سبحانه من ذلك ينبغى أن يدرك قبح هذا المعنى وأن يسلك بالطالبين على وجه يكون سببا لا نسهم وألفتهم لا موجباً لنكرتهم ونفرتهم والانزواء من الخلائق ضرورى فإن الاختلاط والائتلاف معهم بلا داع ولا حاجة سم قاتل وهذا المعنى ميسر لكم بتوفيق اللّه تعالى بالسهولة وماذا يصنع أرباب الابتلاء فإنهم مشغولون مع أرباب التفرقة دائماً ينبغى لكم أن تعرفوا قدر هذه النغمة والعمل بمقتضاها وعليكم بكمال الاستخبار عن حال الطالبين وبالتوجه إلى تربيتهم ظاهرا وباطنا وما أكتب أزيد من ذلك .