Geri

   

 

 

İleri

 

٨١

المكتوب الحادى والثمانون

إلى الخواجه جمال الدين الحسين فى تعبير واقعته.

بعد الحمد والصلوات وتبليغ الدعوات ليعم الولد الأعز أن الصحيفة الشريفة التى أرسلتها قد وصلت وحيث كانت متضمنة الخبر العافية والجمعية الصورية والمعنوية أورثت الفرح والسرور وكتبت الواقعة التى ظهرت وطلبت تعبيرها وهى أنى كنت مرة فى صدد التوضى فسقطت مغشياً علىّ وصرت كأنه خرج الروح من بدنى ولما أفقت رأيت نورا لامعا كالشمس حتى غشى علىّ من غاية لطافته كما إذا رأى شخص محبوبه فينمحى فى أشعة جماله ولا يبقى منه اسم ولا رسم ليكن مكشوفا لولدى ومعلوما أن الإنسان مركب من لطائف سبعة مشهورة ولكل لطيفة معاملة على حدة وأحوال ومواجيد مختصة بها وكانت أحوال ولدى وأذواقه متعلقة بلطيفة القلب إلى الآن وكان متلونا بتلوينات القلب والآن قد ورد هذا الوارد القوى إلى لطيفة روحك وأدخلها فى تصرفه أن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة ولما كانت الروح التى هى منشأ الإدراك والشعور مغلوبة الوارد كان الغشى نقد الوقت ومعاملتك فى ذلك الوقت متعلقة بلطيفة الروح وقد وقع فى حلقه هذا اليوم نوع إمداد وإعانة فى تكميل هذه النسبة وشوهد ظهور أثرها وعلم أنه قد حصل لها وسعة وهى بعد فى صدد السراية رزق اللّه سبحانه إتمامها والواقعة الثانية التى كتبتها أنك رأيت تلاقى الثريا ببنات نعش فى بيتى تعبير هذه الواقعة مناسب لتعبير الواقعة الأولى وحيث ظهر اجتماع نسبة القلب بنسبة الروح بتلاقى هذين القسمين من الكواكب وحيث أن فى الثريا انتظام الكواكب فهو مناسب بالقلب وحيث أن فى بنات النعش انتشار فهو مناسب بالروح فإن ظهرت الواقعة الثانية بعد الواقعة الأولى فصحيحة ودالة على اجتماع النسبتين وإن ظهرت أولا فذلك أيضاً صحيح فإنه كثير ما تحصل النسبة ولا تظهر فأريت أولا حصولها ثم ظهرت بواقعة ثانية واللّه سبحانه أعلم بالصواب سبحانك لا علم لنا إلا من علمتنا والسلام .