٧٢ المكتوب الثانى والسبعون إلى جناب الخواجه حسام الدين أحمد فى بيان أن تلوينات العسكر تمكين لأرباب الجمعية مع جواب استفساره عن قراءة المولد. الحمد للّه وسلام على عباده الذين اصطفى قد تشرفت بمطالعة الصحيفة الشريفة وملاحظة الملاطفة المنيفة المرسلة باسم هذا الفقير على وجه الكرم والشفقة للّه سبحانه الحمد والمنة على صحتكم وعافيتكم وعدم خلوكم عن تفقد أحوال الأحباب المهجورين وأحوال فقراء هذه الحدود وأوضاعهم مستوجبة للحمد حيث أن فى عين البلاء عافية وفى مظان التفرقة جمعية والأولاد والأحباب الذين فى الرفاقة تمر أوقاتهم على الجمعية وأحوالهم فى الترقى والتزايد والعسكر فى حقهم خانقاه محض ونصيبهم فى عين تلوينات العسكر جمعية وهم فى عين التعلقات الشتى التى هى من لوازم هذا الموطن متوجهون إلى مطلب واحد ومشغوفون به لا شغل لأحد معهم ولا ضرر عليهم من أحد ومع ذلك هم مسلوبوا الاعتبار وبدولة الحبس والقيد لهم اشتهار يا له من حبس لا يشترى فى عوضه الخلاص يجوز ويا له من قيد ليس للإطلاق فى جنبه مقدار موز الحمد للّه سبحانه والمنة على ذلك وعلى جميع نعمائه ( أيها المخدوم ) فإن المقصود من أرسال الكتاب إلى قرة العين إظهار التحسر على فوت بعض النعم التى كان حصولها متوقعاً فى جوار الوطن والمجئ إلى العسكر والصحبة فيه مربوط بصلاحهم فإن معرفتهم بأوضاع العسكر أكثر وإطلاعهم على نفع هذا الموطن وضرره أزيد وأوفر واندرج فيها أنه إن كتبت أنه لا تصيبهم آفة يذهبون هناك الغيب عند اللّه تعالى ولكن حمدا للّه سبحانه لم تصب أحدا من الأصحاب والرفقاء بكرم اللّه سبحانه آفة التفرقة إلى الآن مع كثرة الاختلاط بأرباب التفرقة ولم يمتنع أحد منهم عن المطلب واندرج أيضاً ما فى باب قراءة المولد ما المضايقة فى نفس قراءة القرآن وقراءة القصائد النعتية والمناقب بصوت حسن والمنهى عنه هو تحريف حروف القرآن وتغييرها والتزام رعاية أوزان النغمة وترديد الصوت بها بطريق الألحان مع تصفيق مناسب لها غير مباح فى الشعر أيضاً فإن قرأوا على نهج لا يقع تحريف فى كلمات القرآن ولا تتحقق الشرائط المذكورة فى قراءة القصائد وكانت قراءتها بغرض صحيح فما المانع حينئذ (*) أيها المخدوم قد يقع فى خاطر الفقير أنه لم ينسد هذا الباب مطلقاً لا يمتنع عنه المهوسون فلو جوزنا فى القليل لينجر إلى الكثير قليلة يفضى إلى كثيرة قول مشهور والسلام . (*) اعلم أنه قد مر المنع عن قراءة الموالد مطلقاً فى مكاتيب عديدة ومراده قدس سره هو هذا الذى ذكره هنا وإنما أطلق هناك للعلة المذكورة هنا فلا سند فى منعه عنه للوهابيين خذلهم اللّه ومن يحذو حذوهم سند عفى عنه . |