٧١ المكتوب الحادى والسبعون إلى جناب المخدوم زاده محمد عبيد اللّه فى بيان التمييز بين دقائق الموهوم الذى هو العالم وبين الموجود الحقيقى الذى هو صانع العالم. وللّه المثل الأعلى إن النقطة الجوالة التى نشأت منها الدائرة فى الوهم كما أنها موجودة فى الخارج موجودة فى الوهم أيضاً ولكن وجوده هناك بلا نقاب ظهور الدائرة وهنا بهذا النقاب وكونها موجودة فى الخارج لا بمعنى أن لها فى كلا المرتبتين وجودا على حدة كلا بل لها وجودا واحدا فى الخارج والوهم هناك بلا نقاب الدائرة وهنا مع النقاب وهذه الدائرة الموهومة التى لها ظهور فى الوهم بلا وجود إنما حدثت من غلط الحس فإن جعلت فى تلك المرتبة موجودة وأعطيت ثباتا واستقراراً وظهورا بالوجود لخرجت من غلط الحس ألبتة وصارت من جملة نفس الأمر وترتيب عليها أحكام صادقة فلهذه الدائرة فى الوهم حقيقة وصورة فحقيقتها هى النقطة الجوالة التى هى بها قائمة وصورتها هى الدائرة نفسها التى عرض لها فيه ثبوت وثبات وهى الصورة وإن لم تكن عين تلك الحقيقة لثبوت أحكام متمايزة فيها ولكنها ليست ببعيدة عن الحقيقة ومنفكة عنها فإن المتخيل بهذا الظهور هو الحقيقة (شعر). إن أورى لغيرى حين أذكره * بذكر زينب عن ليلى فأوهمه قال حضرة الشيخ محى الدين بن العربى قدس سره فى هذا المقام إن شئت قلت إنه حق وإن شئت قلت إنه خلق وإن شئت قلت إنه من وجه حق ومن وجه خلق وإن شئت قلت بالحيرة لعدم التميز بينهما ( ينبغى ) أن يعلم أن هذا التميز بين الحقيقة والصورة وإن كان فى الوهم ولكن لما صارت الصورة موجودة فى تلك المرتبة بإيجاد اللّه تعالى وحصل لها فيها ثبات وتقرر كانت من جملة نفس الأمر البتة وحصل لها تميز مطابق لنفس الأمر وصارت موجودة خارجية بطريق الظلية فإن وجد الصورة كما أنه ظل وجود الحقيقة كذلك كانت مرتبة الظهور بعد حصول الكون والوجود ظل الخارج أيضاً فلما كان التميز بين الحقيقة والصورة بحسب نفس الأمر بل كان خارجياً امتنع حمل أحديهما على الأخرى ولم تكن أحديهما عين الآخر ومن قال بعينيتهما فهو لم يفهم غير التميز الوهمى ولم يثبت عنده غير الامتياز العلمى سبحان اللّه قد صارت مرتبة الوهم بواسطة إيجاد الحق سبحانه الواقع فى تلك المرتبة خارجا ونفس الأمر وصارت ما ورآء العلم والخارج المتعارفين ولما صارت هذه المرتبة خارجا ميزت فيها مرتبة الوهم وصارت النقطة موجودة خارجية والدائرة الناشئة منه سميت موهومة والعجب أن الصورة التى هى ناشئة من الحقيقة وكلما فيها حاصل فهو من الحقيقة ولا انفكاك لها عن الحقيقة أصلا قد اقترفت عن الحقيقة بلا اختيار وأخرجت من التوهم إلى التحقق وصار التميز الوهمى خارجيا ينبغى أن يلاحظ قوله تعالى صنع اللّه الذى أتقن كل شئ هنا حيث صير اللاشئ المحض بقدرته الكاملة شيئا عالما بصيرا قادرا مريدا قال واحد من الأكابر ( شعر). جونكه اوشد چشم كوش ودست وباى * خيره أم در چشم بندى اى خداى ولا مجال لربط العين فإن ربط العين إنما يثبت فى محل يرى فيه غير الواقع واقعياً وهنا قد صير قدرة الحق سبحانه غير الواقع واقعا وجعل الأحكام الكاذبة التى كانت فى تلك المرتبة صادقة والشيخ يقول بعدم التميز بينهما والحال أن بين العبد والرب مسافة خمسين ألف سنة قوله تعالى تعرج الملائكة والروح إليه فى يوم كان مقداره خمسين ألف سنة إشارة إلى ذلك والشيخ بنفسه أيضاً معترف ببعد الطريق هذا ولهذا قال بالحيرة ولا يظنن الأبله من بعد الطريق أن الحق سبحانه بعيد فإنه سبحانه قريب بل أقرب إلى العبد من نفس العبد بل هذا البعد إنما هو باعتبار الدرك والمعرفة لا باعتبار المكان والمسافة والنقطة الأخيرة من الدائرة أقرب النقط إلى المبدأ ولكن لما جعل ظهرها إلى جانب المبدأ ووجهها إلى طرف آخر وقع وجدانه مع وجود قربه من المبدأ بعيداً ومربوطا بطى جميع النقط ( شعر ) . أى كمان وتيرها پرساخته * صيد نزديك تودور اندراخته هركه دوراندا زترا ودورتر * ازچنين صيد است ومهجورتر نعم من لم يقاس شديد البعد لا يعرف قدر المقرب ما صنع اللّه سبحانه فهو خير والسلام على من اتبع الهدى . |