Geri

   

 

 

İleri

 

٦٧

المكتوب السابع والستون

إلى المير منصور فى بيان حقيقة الكائنات وبيان الفرق بين مكشوف حضرة شيخنا ومكشوف صاحب الفتوحات.

إن عرصة هذه الكائنات التى تتخيل معاينة ومشهودة ومنبسطة ومسطحة وطويلة وعريضة هى عند حضرة الشيخ محى الدين بن العربى وتابعيه حضرة الوجود الذى لا موجود فى الخارج غيره وذلك الوجود هو ذات الحق سبحانه الذى يسمونها ظاهر الوجود الذى بواسطة انعكاسه فى الصور العلمية المتكثرة التى يسمونها باطن الوجود ويقال لها الأعيان الثابتة وتلبسه بها يتخيل متكثرا ومنبسطا وطويلا وعريضا مع كونه على وحدته وبساطته ويقولون أن مشهود الكل ومحسوس الجميع من العوام والخواص فى هذه الصفحة فى الكسوة الكونية وفى الصور والأشكال المتمايزة هو حضرة الحق سبحانه يتوهم للعوام عالما والعالم لم يخرج من موطن العلم أصلا ولم يشم رائحة من الوجود الخارجى والظاهر فى مرآة حضرة الوجود هو عكوس تلك الصور العلمية أوقعت العوام فى توهم الوجود الخارجى بظهورها فى الخارج لمولانا الجامى عليه الرحمة ( رباعى ) (*)

(*) الرباعى لمولانا الجامى مرت ترجمته فى أول الجلد الثانى وقد التزمت أن أثبت أصول الأبيات غالبا فى هذا الجلد تبركا واعتمادا على التراجم السابقة فليتنبه منه عفى عنه .

مجموعة كون رابقا نون سبق  * كرديم تفحص ورقا بعد ورق

حقا كه نديديم ونه خواندم دراو * جزا ذات حق وشئون ذاتيهء حق

وما هو مكشوف هذا الفقير ومعتقده هو أن هذه العرصة هى عرصة الوهم وهذه الصور والأشكال التى فيها هى صورة الممكنات وأشكالها ثبتت بصنع اللّه سبحانه فى مرتبة الحس والوهم وصارت متقنة وكلما هو محسوس مشهود فى هذه الصفحة فهو من الممكنات وإن كان يتوهم ذلك المشهود لبعض السالكين واجبا وظهر بعنوان الحقية ولكنه من أفراد العالم هو تعالى وراء الوراء ومنزه عن رؤيتنا وعلمنا مبرأ من كشفنا وشهودنا ( شعر ) .

أنى يرى للخلق نور جماله  * وبأى مرآة يكون مصورا

غاية ما فى الباب أن هذه العرصة الموهومة ظل تلك العرصة الخارجية التى هى حرية بمرتبة الوجوب تعالت وتقدست كما أن وجود هذه المرتبة ظل وجود تلك المرتبة فلو قيل لمرتبة الوهم هذه باعتبار كونها ظلا لمرتبة الخارج خارجا لساغ كما يقال لها باعتبار الوجود الظلى موجودا أيضاً وعرصة الوهم هذه كعرصة الخارج من جملة نفس الأمر ولها أحكام صادقة والمعاملة الأبدية مربوطة بها كما أخبر به المخبر الصادق عليه وعلى آله الصلاة والسلام ينبغى أن يلاحظ ان أيا من هذين المكشوفين أقرب إلى تنزيه اللّه تعالى وأليق بتقديسه سبحانه وأولى وأنسب بالنسبة إلى جناب قدسه تعالى وأى منهما مناسب لبداية الحال وتوسطه وأيهما مناسب لحال الانتهاء وكان هذا الفقير معتقدا للمكشوف الأول منذ سنين ومرت عليه فى ذلك الموطن أحوال عجيبة ومشاهدات غريبة وحصل له فى ذاك المقام حظ وافر ثم صار آخر الأمر بمحض فضل اللّه جل شأنه معلوما أن كل ما يرى ويعلم فهو غير الحق سبحانه لازم النفى وبعد اللتيا والتى انجرت المعاملة بكرم اللّه جل شأنه من النفى إلى الانتقاء وزال الباطل الذى أظهر نفسه بعنوان الحق عن الرؤية والعلم وحصل التعلق بغيب الغيب وامتاز الموهوم من الموجود وافترق القديم من الحادث وذلك الحاصل المكشوف الثانى للمؤلف ( رباعى ) .

در عرصهء كائنات بادقه فهم * بسيار كذشيتم بسرعت جون سهم

كشتيم همه چشم نديديم درو  * جز ظل صفات آمده ثابت دروهم

الحمد للّه الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا اللّه لقد جاءت رسل ربنا بالحق.