٦٥ المكتوب الخامس والستون إلى مولانا صفر أحمد الرومى فى بيان أن كل صفة من صفات العارف وكل لطيفة من لطائفه تظهر بعنوان كلية ذاته بعد بقاء ذاته. ( إذا ) أعطى العارف الكامل التام المعرفة بعد بقاء الذات الصفات الكاملة والأخلاق الحميدة تظهر كل صفة من تلك الصفات متصفة بعنوان كلية ذاته لا إن بعض ذاته يكون متصفا بصفة وبعضا آخر متصفا بصفة أخرى مثلا تكون ذاته بتمامها علما وبتمامها بصرا وبتمامها سمعاً كما قال محققوا الصوفية فى صفات الواجب جل شأنه ذات اللّه تعالى كلها علم وكلها قدرة وكلها سمع وكلها بصر مثلا ومن ههنا يرى المؤمنون الحق سبحانه فى الجنة بلا جهة فإنهم يكونون بكليتهم أبصار فإذا كانوا بكليتهم أبصارا كيف يكون هناك مجال للجهة قالوا إن ما تيسر لعوام المؤمنين فى الآخرة بعد اللتيا والتى يتيسر للأولياء الذين هم خواص المؤمنين فى الدنيا فيكون ما هو نسية فى حق هؤلاء نقدا لهؤلاء ينبغى أن يقيس نسيتهم من ذلك (ع) وقس من حال بستانى ربيعى * ذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء واللّه ذو الفضل العظيم ( وكذلك ) كل لطيفة من لطائف ذلك العارف تظهر بوصف كليته فيصير العارف بتمامه لطيفة الروح وبتمامه لطيفة القلب وعلى هذا القياس سائر اللطائف الإنسانية من النفس الناطقة والسر والخفى والأخفى وعلى هذا المنوال أيضاً كل جزء من أجزائه وكل عنصر من عناصره يأخذ حكم الكل مثلا يجد العارف نفسه بالتمام عنصر التراب وبتمامه عنصر الماء فإذا انصبغت لطيفة القلب التى هى الحقيقة الجامعة بلون الكل وزال تعلقه الذى كان يالمضغة القلبية وبقيت المضغة خالية فى ذلك الوقت كالجسد الخالى عن الروح يتخيل أنه ما أصابها فى هذا المجئ والذهاب غبار من هذا الطريق بل هى على صرافتها الأصلية كحبة بقيت فى قدر مغلى غير مطبوخة بحيث لم تؤثر فيها الحرارة ولم يصبها الماء غاية ما فى الباب أنها بعد رفع ذلك التعلق وبعد الخلو تكون منصبغة بلون سائر الأجزاء وتأخذ حكم الكل كأجزاء أخر . |