٣٠ المكتوب الثلاثون إلى المير محمد نعمان فى بيان العروج إلى مراتب الأصول ومراتب العبادات. الحمد للّه رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين ( شعر ) . ومرتبة الإنسان فى آخر الورى * لذلك عن عز الحضور تأخرا فلو لم يعد من بعده واغترابه * فلا شئ محروم كأنس من الورى فإذا وقع له العروج بعناية اللّه تعالى إلى أصوله التى هو كالظل لها يكون له فى كل أصل من تلك الأصول فناء وبعده بقاء به وبهذا الفناء والبقاء يزول إطلاق لفظ إنا عن ذلك الظل ويطلق على ذاك الأصل الذى كان فانياً فيه وباقيا به ويرى نفسه عين ذاك الأصل وكذلك إذا وقع له العروج بكرم الحق جل وعلا من ذاك الأصل يحصل لأصله الأول فناء وبقاء بالأصل الذى هو فوق ذاك الأصل وذاك الأصل كالظل له ويزول إطلاق أنا من الأصل الأول ويقع فى الأصل الثانى ويجد نفسه عين ذلك الأصل الثانى وإذا وقع العروج من الأصل الثانى إلى الأصل الثانى إلى الأصل الثالث يتقرر إطلاق إنا على الأصل الثالث الذى الأصل الثانى ظله وهذه النسبة كائنة فى كل أصل تحتانى مع الأصل الفوقانى الذى الأصل التحتانى كالظل له يعنى إذا وقع العروج بمحض فضل اللّه سبحانه من الظل إلى الأصل يزول أطلاق أنا من ذلك الظل ويقع على الأصل ويجد نفسه عين ذلك الأصل إلى ما شاء اللّه تعالى على تفاوت درجات الاستعداد وتصير تلك الأصول بتلك الكثرة والرفعة أجزاءه وتجعل القطرة بحرا وتصير الذرة جبلا فإذا كانت هذه الأصول أجزاءه فلا جرم يكون من كمالاتها وبركاتها نصيب كامل له ويكون كماله جامعاً لكمالات تلك الأجزاء فينبغى أن يعرف هنا فرق ما بين الأنسان الكامل وسائر أفراد الإنسان فإنه بحر محيط وهؤلاء كقطراته المحقرة فهؤلاء كيف يعرفونه وما يدركون من كماله ونعم ما قيل إلهى ما هذا الذى جعلت أولياءك بحيث من عرفهم وجدك وما لم يجدك لم يعرفهم وكما أن بين الإنسان الكامل والإنسان الناقص تفاوتاً بقلة الأجزاء وكثرتها بين طاعاتهما وحسناتهما أيضاً تفاوت بقدرها إذا أعطى شخص مثلا مائة لسان فيذكر الحق سبحانه بكل لسان منها أى نسبة تكون له بمن أعطى لسانا واحدا يذكر اللّه تعالى به وينبغى أن يقيس الإيمان والمعرفة وسائر الكمالات على هذا المعنى ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شئ قدير الحمد للّه رب العالمين أولا وآخرا والصلاة والسلام على رسوله دائماً وسرمداً وعلى آله الكرام وصحبه العظام إلى يوم القيام . |