٢٥ المكتوب الخامس والعشرون إلى الملا طاره البدخشى فى بيان النتائج وترقى المراتب التى تحصل من الذكر وتلاوة القرآن وأداء الصلوة. الحمد للّه وسلام على عباده الذين اصطفى لابد لمبتدئ طلبة هذه الطريق من الذكر فإن ترقية مربوط بتكرار الذكر بشرط أن يأخذه من الشيخ الكامل المكمل فإن لم يكن بهذا الشرط فكثيرا ما يكون من قبيل أوراد الإبرار التى نتيجتها الثواب لا درجة القرب التى تتعلق بالمقربين وإنما قلت كثير أما يكون من قبيل أوراد الأبرار فإنه يجوز أن يربى فضل الحق جل سلطانه الطالب بلا توسط شيخ ويجعله تكرار الذكر من المقربين بل يجوز أن يشرف بمراتب القرب من غير تكرار ذكر أيضاً ويكون من أوليائه تعالى والشرط المذكور إنما هو باعتبار الأكثر الأغلب وعلى وفق الحكمة والعادة فإذا تمت المعاملة التى كانت مربوطة بالذكر بفضل اللّه سبحانه وتيسر الخلاص من التعلق بآلهة الهوى وصارت الأمارة مطمئنة فحينئذ لا يحصل الترقى ن الذكر ويكون حكم الذكر حكم أوراد الأبرار وقطع مراتب القرب فى ذلك الموطن مربوط بتلاوة القرآن وأداء الصلاة بطول القنوت وما كان يتيسر أولا بالذكر يتيسر ح بتلاوة القرآن خصوصاً إذا كانت فى الصلاة وبالجملة إن الذكر حينئذ يكون حكمه حكم تلاوة القرآن فى الابتداء فى كونه من قبيل أوراد الأبرار ويكون حكم التلاوة حكم الذكر فى الابتداء والوسط حيث كان من المقربات والعجب إن الذكر إذا كرر فى ذلك الوقت بعنوان تلاوة القرآن لكونه من كلمات الآيات القرآنية وشرع فيه بالاستعاذة يترتب عليه من الفائدة ما يترتب على تلاوة القرآن فإن لم يكرر بعنوان القراءة يكون مثل عمل الأبرار ولكل عمل مقام وموسم فإن أدى فى موسمه يكون له حسن وملاحة وإلا فكثيرا ما يكون خطأ وإن كان حسنة فى ذاته ألا ترى أن قراءة الفاتحة فى التشهد خطأ وإن كانت أم الكتاب فكان الشيخ فى هذا الطريق من الضروريات وتعليمه من أهم المهمات وبدونه خرط القتاد قال واحد من الأعزة . من أجل كونك فى البداية أحولا * لابد من شيخ يقودك أولا والسلام على من اتبع الهدى . |