٦ المكتوب السادس الى المخدوم زاده جامع العلوم العقلية والنقلية الخواجه مجد الدين محمد معصوم في بيان بعض الاسرار الغامضة ويفهم منها وجه كونه صلى اللّه عليه و سلم مأمورًا باتباع ملة ابراهيم عليه الصلاة و السلام الحمد للّه و سلام على عباده الذين اصطفى اظن ان المقصود من خلقي هو أن تكون الولاية المحمدية منصبغة بالولاية الابراهيمية عليهما الصلاة والتحية وان يمتزج [ حسن ملاحة هذه الولاية بجمال صباحة تلك الولاية قد ورد في الحديث اخي] ١ ( ١ ) قال المخرج ما وجدت له أصلا وسألت مولانا محمد اسحق فلم يعرفه انتهى وقال المخرج الثاني ذكره المحدث الشيخ عبدالحق الدهلوي في كتابه مدارج النبوة بلا عز و الي أحد اه يوسف اصبح وانا املح وان يبلغ مقام المحبوبية المحمدية ﺑﻬذا الانصباغ درجة عليا ويشبه ان يكون المقصود من الأمر باتباع ملة ابراهيم عليه الصلاة و السلام حصول هذه الدولة العظمى وان طلب الصلوات والبركات المماثلتين لصلوات ابراهيم وبركاته على نبينا وعليه الصلاة و السلام انما هو لاجل هذا الغرض والملاحة والصباحة كلتاهما منبئتان عن حسن الذات تعالت وتقدست من غير مزج الصفات ولكن حسن الصفات والافعال والآثار كلها مستفاد من حسن الصباحة الكثيرة البركة وحسن الملاحة انسب بحضرة الاجمال وكأن الملاحة مركز للحسن والصباحة دائرة ذلك المركز وكما أن في حضرة الذات بساطة كذلك فيها وسعة ايضا وليست تلك البساطة والوسعة مما يجئ في فهمنا وما ذلك الاجمال والتفصيل مما يدرك بادراكنا لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير والبساطة والوسعة اللتان نثبتهما في حضرة الذات كل واحدة منهما متمايزة عن الأخرى لا اﻧﻬا عين الأخرى كما ظن البعض واما التميز الذي هو ثابت في تلك المرتبة بين الانبياء فهو خارج عن حيطة ادراكنا وبعيد عن دائرة افهامنا فتكون الصباحة والملاحة ايضا متمايزتان في تلك المرتبة وتكون احكام كل واحدة منهما مغايرة لاحكام الأخرى فعلم أن المقصود الذي كنت فهمته من خلقي قد حصل ومسئول ألف سنة صار مقرونا بالاجابة الحمد للّه الذي جعلني صلة بين البحرين ومصلحا بين الفئتين أكمل الحمد على كل حال والصلاة و السلام على خير الانام و على اخوانه الكرام من الانبياء والملائكة العظام ولما صارت الصباحة ايضا متلونة بلون الملاحة لا جرم حصلت الوسعة لمقام الخلة الابراهيمية أيضا ونال المحيط حكم المركز أيضا (ينبغي ان يعلم) أن لمقام المحبة مناسبة بمرتبة الملاحة ولمقام الخلة بمرتبة الصباحة وفي المحبة كانت المحبوبية الصرفة نصيب خاتم الرسل عليه وعليهم الصلاة و السلام والمحبية الخالصة مخصوصة بكليم اللّه عليه الصلاة و السلام وفي الخليل عليه الصلاة و السلام نسبة الجليسية والنديمية وكل من المحب والمحبوب غير الجليس والنديم ولكل واحد منها نسبة على حدة ولما كان هذا الفقير مربي بالولاية المحمدية والولاية الموسوية على صاحبيهما الصلاة و السلام والتحية كان له موطن ومسكن في مقام الملاحة ونسبة المحبوبية غالبة فيه بواسطة محبته للولاية المحمدية على صاحبها الصلاة و السلام والتحية ونسبة المحبية مستورة ومغلوبة (أيها الولد) اعلم انه مع وجود هذه المعاملة التي هي مربوطة بخلقتي أحيلت على معاملة أخرى ايضا عظيمة وليس المقصود من وجودي المشيخة والمريدية وتكميل الخلق وارشادهم وهذه المعاملة غير تلك المعاملة وفي ضمن هذه المعاملة يأخذ الفيض كل من له مناسبة والا لا ومعاملة التكميل والارشاد بالنسبة الى هذه المعاملة كاﻧﻬا أمر مطروح في الطريق ولدعوة الانبياء عليهم الصلاة و السلام بالنسبة الى معاملاﺗﻬم الباطنية هذا الحكم بعينه ومنصب النبوة وان كان مختوما ولكن لكمل تابعي الانبياء عليهم الصلاة و السلام نصيب من كمالات النبوة وخصائصها بطريق التبعية والوراثة. |