٥ المكتوب الخامس الى المير شمس الدين علي الخلخالي في بيان ان لصفات الحق سبحانه اعتبارين الاول حصولها في أنفسها والثاني قيامها بذات الحق سبحانه وكلا الاعتبارين متميزان في الخارج الحمد للّه و سلام على عباده الذين اصطفى (أيها المخدوم) ان لصفات الواجب التي هي موجودة وقائمة بذاته تعالى اعتبارين الاعتبار الاول ثبوﺗﻬا في حد ذاﺗﻬا والاعتبار الثاني قيامها بذات الواجب تعالى وتقدس ولها بالاعتبار الاول مناسبة بالعالم وبه صارت مبادئ التعينات وبالاعتبار الثاني مستغنية عن العالم ليس لها توجه الى العالم وما فيه أصلا وأيضا اﻧﻬا بالاعتبار الاول ترى في النظر الكشفي منفكة عن الذات تعالت وتقدست ونثبت الذات وراءها وبالاعتبار الثاني ليست كذلك بل لا يتصور الانفكاك وأيضا اﻧﻬا بالاعتبار الاول حجب للذات وبالاعتبار الثاني الاحتجاب مرتفع كالبياض القائم بالثوب فانه ليس بحجاب للثوب غاية ما في الباب ان البياض بكلا الاعتبارين أعني حصوله في نفسه وقيامه بالثوب ليس بحجاب لذات الثوب فانه وان كان المحسوس هو ذلك البياض ولكن الحجابية مرتفعة بخلاف صفات الواجب تعالى وتقدس فاﻧﻬا بالاعتبار الاول حاجبة وبالاعتبار الثاني غير حاجبة واياك وتخيل فرق ما بين الاعتبارين شيئا يسيرا فان هذا الفقير مع وجود جذب قوي وسرعة سير قطع ما بين هذين الاعتبارين قريبا من خمس عشرة سنة ولم يهتد العلماء المتقدمون الى فرق ما بين هذين الاعتبارين وقالوا ان حصول العرض في نفسه هو عين حصوله القيامي في الجوهر وبعض العلماء المتأخرين تنبه على هذا الفرق وحقق ان حصوله في نفسه غير حصوله القيامي لان العرض يقال في حقه أنه وجد فقام فالوجود غير القيام وتحقيق ذلك البعض في العرض كان مرتقى العروج لي ووسيلة لمعرفة محتاج اليها وقد امد في هذا السير والسلوك كثير من التحقيقات الكلامية والتدقيقات الفلسفية وصارت واسطة للمعارف الالهية جل سلطانه و السلام على من اتبع الهدى والتزم متابعة المصطفى عليه و على آله واصحابه من الصلوات أتمها ومن التسليمات أكملها. |