٤ المكتوب الرابع الى المير محمد نعمان في بيان ان علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين التي قررها بعض الصوفية شطران في الحقيقة من اقسام علم اليقين الثلاثة والقسم الثالث منه لم يحصل بعد فضلا عن الوصول الى عين اليقين وبيان ان صاحب هذه العلوم مجدد الالف الثاني الحمد للّه و سلام على عباده الذين اصطفى قد مضت مدة وليس لنا اطلاع على أحوالكم المحمودة المآل المسئول من اللّه سبحانه سلامتكم واستقامتكم (اعلم) ان علم اليقين عبارة عن شهود آيات تفيد اليقين العلمي وهذا الشهود في الحقيقة استدلال بالاثر على المؤثر فكلما يرى ويشاهد من الظهورات والتجليات في مرايا الآفاق والانفس من قبيل الاستدلال بالاثر على المؤثر وان سموا تلك التجليات تجليات ذاتية وقالوا لتلك الظهورات ظهورات لا كيفية فان ظهور شئ في المرآة حصول أثر من آثاره لا حصول عين ذلك الشئ فلا يكون قدم السير الآفاقي والانفسي خارجًا عن دائرة علم اليقين بالتمام ولا يكون له نصيب غير الاستدلال بالأثر على المؤثر قال اللّه تبارك و تعالى سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم انه الحق وأعتقد بعضهم أن السير الافاقي من علم اليقين وأثبتوا عين اليقين وحق اليقين في السير الانفسي ولم يقولوا بسير في خارج الانفس (ع): وللناس فيما يعشقون مذاهب (و اعلم) ان الحق سبحانه أقرب الى العبد من العبد نفسه فمن العبد الى الحق سبحانه سير آخر في جانب الاقربية والوصول منوط بقطعه وهذا السير الثالث أيضًا مثبت لعلم اليقين في الحقيقة فانه وان كان خارجا عن دائرة الظلية ولكنه ليس بمبرإ من شائبة الظلية فان اسماء الواجب وصفاته سبحانه ظلال حضرة الذات في الحقيقة تعالت وتقدست وكل موضع فيه شوب الظلية داخل في الآثار والآيات فهم خصصوا بعلم اليقين سيرا واحدًا من سيره الثلاثة وجعلوا سيره الثاني محصلا لعين اليقين وحق اليقين ولم يحركوا شفاههم بالسير الثالث أصلا حتى يتم به دائرة علم اليقين وأين بعد عين اليقين وحق اليقين (ع): وقس من حال بستاني ربيعي وماذا أقول من عين اليقين وحق اليقين ومن يفهمه ان قلت ومن يدرك فان هذه المعارف خارجة من حيطة الولاية وأرباب الولاية عاجزون عن ادراكها مثل علماء الظاهر وقاصرون في دركها وهذه العلوم مقتبسة من مشكاة أنوار النبوة على صاحبها الصلاة و السلام والتحية حصلت لها النضارة بعد تجدد الالف الثاني وظهرت بالطراوة وصاحب هذه العلوم والمعارف مجدد هذا الالف كما لا يخفى على الناظرين في علومه ومعارفه التي تتعلق بالذات والصفات والافعال وتتلبس بالاحوال والمواجيد والتجليات والظهورات فيعلمون ان هذه المعارف والعلوم وراء علوم العلماء ووراء معارف الاولياء بل علوم هؤلاء بالنسبة الى تلك العلوم قشر وتلك المعارف لب ذلك القشر واللّه سبحانه الهادي (واعلم) أنه قد مر على رأس كل مائة مجدد[ ١] ومضي ولكن مجدد المائة ليس كمجدد الالف بل الفرق بين مجدد المائة ومجدد الالف كالفرق بين المائة والالف بل أزيد منه واﻟﻤﺠدد هو الذي بتوسطه يرد على الامة في تلك المدة ما يرد من الفيوض وان كانوا اقطاب ذلك الوقت وأوتاده وأبداله ونجباءه (شعر): ليس على اللّه بمستنكر * ان يجمع العالم في واحد ( ١ ) أخرج ابو دواود والحاكم والبيهقي في المعرفة عن ابي هريرة ان اللّه تعالى يبعث لهذه الامة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها انتهى الجامع الصغير و السلام على من اتبع الهدى والتزم متابعة المصطفى عليه و على آله الصلوات و التسليمات العلى و على جميع اخوانه من الانبياء والمرسلين والملائكة المقربين وعباد اللّه الصالحين أجمعين. |