٧ المكتوب السابع الى الفقير الحقير عبد الحي جامع هذه المكتوبات الشريفة في بيان مراتب الخمس المحبية والمحبوبية والمحبة والحب والرضا ومرتبة أخرى فوقها وخصوصية كل واحد منها بنبي من الانبياء وما يناسب ذلك الحمد للّه و السلام على عباده الذين اصطفى اعلم ارشدك اللّه تعالى ان في المحبة الذاتية التي هي محبته سبحانه و تعالى لذاته بذاته ثلاثة اعتبارات المحبوبية والمحبية والمحبة وظهور كمالات المحبوبية الذاتية مسلم لخاتم الرسل عليه و على آله وعليهم الصلوات و التسليمات غاية ما في الباب ان في جانب المحبوبية كمالين فعلي وانفعالي والفعلي أصل والانفعالي تابع له ولكن الانفعالي علة غائية للفعلي فهو وان كان متأخرا في الوجود لكنه متقدم في التصور (وظهور) كمالات المحبة نصيب كليم اللّه على نبينا وعليه الصلاة و السلام والاعتبار الثالث الذي هو نفس المحبة كان أبو البشر آدم عليه الصلاة و السلام مشهودًا فيه أوَّلاً ثم ابراهيم عليه الصلاة و السلام ثانيا ثم نوح عليه الصلاة و السلام ثالثا والامر الى اللّه سبحانه (وحضرة) الحق سبحانه كما انه يحب ذاته تعالت وتقدست كذلك يحب كمالاته الاسمائية والصفاتية والافعالية وظهور هذه المحبة الذاتية يعني محبته تعالى بذاته لاسمائه وصفاته اتم في الخليل عليه الصلاة و السلام وظهور المحبوبية الاسمائية والصفاتية والافعالية متحقق في سائر الانبياء عليهم الصلاة و السلام كظهور محبيتها و لما كان للاسماء والصفات والافعال ظلال كان ظهور محبوبية تلك الظلال بتوسط اصولها نصيب الاولياء المرادين المحبوبين كما ان محبية تلك الظلال كانت نصيب الاولياء المريدين المحبين (وفوق مقام المحبة) الذاتية مقام الحب الذي هو جامع للاعتبارات الثلاثة واجمالها ومقام الرضا فوق مقام المحبة والحب فان مرتبة الرضا فوق مرتبة المحبة فان في المحبة وجود النسبة اجمالا وتفصيلا وفي مقام الرضا حذف النسبة وهو مناسب لحضرة الذات تعالت وتقدست وليس فوق مقام الرضاء قدم الا ما أخبر النبي صلى اللّه عليه و سلم عن ذلك المقام حيث قال لي مع[ ١] اللّه وقت لا يسعني فيه ملك مقرب ولا نبي مرسل وكأن في الحديث القدسي اشارة الى هذه الخصوصية حيث ورد يا محمد انا[ ٢] وأنت وما سواك خلقت لاجلك فقال محمد عليه و على آله الصلاة و السلام اللّهم أنت وما أنا وما سواك تركت لاجلك ومن اين يدرك عظمة محمد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في هذا اليوم وكيف يعرف جلالة قدره عليه الصلاة و السلام في هذه النشأة فان المحق ممتزج في هذه الدار بالمبطل والحق مختلط ( ١ ) مر في الجلد مرارا (٢ ) وهذا أيضًا مر في الجلد الاول. بالباطل لكوﻧﻬا دار ابتلاء وسيعلم عظمة شأنه يوم القيامة فانه يكون فيه امام الانبياء وصاحب شفاعتهم و يكون آدم ومن دونه تحت لوائه عليه و على جميع الانبياء والمرسلين من الصلوات أفضلها ومن التسليمات اكملها ويجوز أن يعطى خادم من خدامه الآكلين فضلة طعامه النائلين عناية اكرامه محلا في ذلك الموطن الخاص الذي هو فوق مقام الرضاء بطريق الوراثة والتبعية وان يجعل محرما لذلك الجناب بتطفله عليه الصلاة و السلام (ع): لا عسر في امر مع الكرام وهذا المعنى ليس بمستلزم لمزية غير الانبياء على الانبياء عليهم الصلاة و السلام والتحية فانه كيف تتصور المساواة بين الخادم وبين أمثال هؤلاء المخاديم واي نسبة بين التابع وبين أمثال هؤلاء المتابيع الاصل مقصود والتابع طفيلي وﻧﻬاية معاملة التابع تكون منجرة الى فضل جزئي ولا محذور فيه الا ترى ان لكل حائك وحجام فضلا على عالم ذي فنون باعتبار صنعته المختصة به وهو ساقط عن حيز الاعتبار كلامنا اشارات ورموز وبشارات وكنوز لا نصيب منها للاكثر الا ان يؤمنوا ﺑﻬا فينتج ايماﻧﻬم ثمرات تنفعهم واللّه سبحانه الموفق و السلام على من اتبع الهدى والتزم متابعة المصطفى عليه و على جميع اخوانه من الانبياء والمرسلين والملائكة المقربين من الصلوات أفضلها ومن التسليمات أكملها. |