٤٠ - بَاب عرض المقعد على الْمَيِّت كل يَوْمقَالَ اللّه تَعَالَى {النَّار يعرضون عَلَيْهَا غدوا وعشيا} ١ - وَأخرج إِبْنِ أبي شيبَة عَن هُذَيْل قَالَ أَرْوَاح آل فِرْعَوْن فِي جَوف طير سود تَغْدُو وَتَروح على النَّار فَذَلِك عرضهَا ٢ - وَأخرج اللالكائي والإسماعيلي عَن إِبْنِ مَسْعُود قَالَ أَرْوَاح آل فِرْعَوْن فِي أَجْوَاف طير سود فيعرضون على النَّار كل يَوْم مرَّتَيْنِ فَيُقَال لَهُم هَذِه داركم فَذَلِك قَوْله تَعَالَى {النَّار يعرضون عَلَيْهَا غدوا وعشيا} ٣ - وَأخرج إِبْنِ أبي حَاتِم عَن عبد الرَّحْمَن بن زيد بن أسلم فِي قَوْله تَعَالَى {النَّار يعرضون عَلَيْهَا غدوا وعشيا} قَالَ فهم الْيَوْم يغدى بهم وَيرَاح إِلَى أَن تقوم السَّاعَة ٤ - وَأخرج الشَّيْخَانِ عَن إِبْنِ عمر رَضِي اللّه عَنْهُمَا أَن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ إِن أحدكُم إِذا مَاتَ عرض عَلَيْهِ مَقْعَده بِالْغَدَاةِ والعشي إِن كَانَ من أهل الْجنَّة فَمن أهل الْجنَّة وَإِن كَانَ من أهل النَّار فَمن أهل النَّار يُقَال هَذَا مَقْعَدك حَتَّى يَبْعَثك اللّه إِلَيْهِ يَوْم الْقِيَامَة ٥ - قَالَ الْقُرْطُبِيّ قيل ذَلِك مَخْصُوص بِالْمُؤمنِ الَّذِي لَا يعذب وَقيل لَا وَيحْتَمل أَن الْمُؤمن الَّذِي يعذب يرى مقعديه جَمِيعًا فِي وَقْتَيْنِ أَو فِي وَقت وَاحِد وَقَالَ ثمَّ قيل هَذَا الْعرض إِنَّمَا هُوَ على الرّوح وَحدهَا وَيجوز أَن يكون مَعَ جُزْء من الْبدن وَيجوز أَن يكون عَلَيْهَا مَعَ جَمِيع الْجَسَد فَترد إِلَيْهِ الرّوح كَمَا ترد عِنْد المساءلة قلت أخرج اللالكائي فِي السّنة الحَدِيث بِلَفْظ مَا من عبد يَمُوت إِلَّا وَتعرض روحه إِلَى آخِره ٦ - وَأخرج هناد فِي الزّهْد عَن إِبْنِ عمر رَضِي اللّه عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِن الرجل ليعرض عَلَيْهِ مَقْعَده من الْجنَّة وَالنَّار غدْوَة وَعَشِيَّة فِي قَبره ٧ - وَأخرج الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان عَن أبي هُرَيْرَة أَنه كَانَ لَهُ صرختان فِي كل يَوْم غدْوَة وَعَشِيَّة كَانَ يَقُول فِي أول النَّهَار ذهب اللَّيْل وَجَاء النَّهَار وَعرض آل فِرْعَوْن على النَّار فَلَا يسمع صَوته أحد إِلَّا إستعاذ بِاللّه من النَّار فَإِذا كَانَ بالْعَشي قَالَ ذهب النَّهَار وَجَاء اللَّيْل وَعرض آل فِرْعَوْن على النَّار فَلَا يسمع صَوته أحد إِلَّا إستعاذ بِاللّه من النَّار ٨ - وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا فِي كتاب من عَاشَ بعد الْمَوْت عَن الْأَوْزَاعِيّ أَنه سَأَلَهُ رجل بعسقلان على السَّاحِل فَقَالَ يَا أَبَا عَمْرو إِنَّا نرى طيرا أسود يخرج من الْبَحْر فَإِذا كَانَ الْعشي عَاد مثلهَا أَيْضا قَالَ وفطنتم لذَلِك قَالُوا نعم قَالَ تِلْكَ فِي حواصلها أَرْوَاح آل فِرْعَوْن يعرضون على النَّار فتلفحها فيسود ريشها ثمَّ تلقي ذَلِك الريش ثمَّ تعود إِلَى أوكارها فتلفحها النَّار فَذَلِك دأبها حَتَّى تقوم السَّاعَة فَيُقَال {أدخلُوا آل فِرْعَوْن أَشد الْعَذَاب} |