Geri

   

 

 

İleri

 

٦٦

لَعَلَّ اللَّهَ يَعْفُوهُ بِفَضْلٍ وَيَرْزُقْهُ السَّعَادَةَ فيِ الْمَآلِ

لعل للترجي من أخوات أن ولا يترجى بها إلا ما هو مشكوك الوقوع نحو لعل الحبيب يقدم ولا يقال لعل الميت يعود بخلاف ليت الشباب يعود وفي لعل عشر لغات مذكورة في محلها واللّه اسمها وجملة يعفوه في محل رفع خبرها

والمراد بالعفو الغفران أي عدم المؤاخذة به من غير سبق عقوبة عليه إذ العفو قد يكون بعد نوع عقوبة بخلاف الغفران فإنه لا يكون

(١٣٨)

معه عقوبة البتة لأنه ستر من الأصل وعدي يعفو إلى المفعول بنفسه إما لتضمنه يسامى أو هو من باب الحذف والإيصال والأصل يعفو عنه ولو قال لعل اللّه يعفو عنه فضلا لكان أيضا حسنا مع استقامة الوزن

وقيل عقد يتعدى بنفسه والمآل بالمد المرجع من آل إذا رجع

والمراد ههنا مآله إلى الدار الآخرة

(وحاصل معنى البيت) إني أطلب منكم الدعاء لي بالخير وسؤال العفو والمغفرة لعل اللّه تعالى يتقبل منكم فيعفو عن ذنوبي ويتجاوز عن سيئاتي فيكون ذلك سببا لنجاتي ووصولي إلى السعادة الأبدية إذ الدعاء ينفع الأحياء والأموات عند أهل السنة كما تقدم فائدة سعيد الآخرة من كتب في الأزل سعيدا وشقيها من كتب في الأزل شقيا على ما قدمنا قال شارح شافعي ثم المكتوب في الأزل من سعادة وشقاوة لا يتبدل بخلاف في غيره كاللوح المحفوظ وكالصحف التي تكتب الملائكة فيها عند نفخ الروح في الإنسان رزقه المكتوب وأجله وشقيا أو سعيدا فلا مانع من تبدل ذلك قال ووقع في عقائد الحنفية أن السعيد قد يشقى وعكسه والتغيير على السعادة والشقاوة دون الإسعاد والإشقاء إذ هما من صفات اللّه تعالى ولا تغير على اللّه تعالى ولا على صفاته بل الحق كما قال المولى سعد الدين إنه لا خلاف في المعنى لأنه إن أريد بالسعادة والشقاوة مجرد حصول المعنى أي الإيمان في السعادة والكفر في الشقاوة فهو حاصل في الحال وإن حصول النجاة وترتب الثمرات فلا قطع بحصوله في الحال و ح يجمع بين الأقوال وأدلة الطرفين بحمل ما دل على التبدل على أنه بالنسبة إلى الملائكة وإلى ما في الصحف وما دل على عدم التبدل على أنه بالنسبة إلى علم مولانا عز وجل وقدمنا نحوه واللّه أعلم قال الناظم رحمه اللّه