٦٤فَخُوضُوا فِيهِ حِفْظًا وَاعْتِقَادًا تَنَالُوا حُسْنَ اَصْناَفِ الْمَنَالِ خوضوا فعل والفاء فيه فصيحة من الخوض وأصله الدخول في الماء ثم استعمل في الدخول في كل حديث محظور أو مهم قال تعالى حتى يخوضوا في حديث غيره والمراد هنا الاعتناء في تعاطي هذه القصيدة المشتملة على ما يجب الاعتناء به مما يخلص العقائد من الكدورات والشكوك وفيه متعلق بخوضوا والضمير راجع إلى الكتاب وحفظا نصب على التمييز وكذا اعتقادا فهو كالقيد للأول إذ لا فائدة (١٣٧) لمجرد الحفظ بدون الاعتقاد ولا للعلم بدون العمل وتنالوا بمعنى تصيبوا أو تعطوا مضارع نال وهو مجزوم بحذف النون على أنه جواب الأمر والواو فاعله وحسن مفعوله مضاف إلى أصناف وأصناف إلى المنال والمنال العطاء وأراد ما فيه تخلق وإرشاد والأصناف جمع صنف وهو أخص من النوع والنوع أخص من الجنس فالحيوان جنس والانسان نوع والزنجي صنف (وحاصل معنى البيت) إنكم إذا علمتم ما أودعت في هذا النظم من الفوائد التي وصفتها وما احتوى عليه من المقاصد التي يجب الاعتناء بها فأقبلوا عليه إقبال رغبة واشرعوا في تعاطيه حفظا لمبانيه مع المداومة على قرائتها وفهما لمعانيه مع الجزم بحقيقتها جزما لا يقبل التغيير تنالوا أحسن أصناف العطاء وأجمل أصناف الرضاء من اللّه الكريم في الدنيا بالبركات والخلاص من ظلمة الشبهات وفي الآخرة بالفوز بأعلى الدرجات والسلامة من البليات. قال الناظم رحمه اللّه تعالى رحمة واسعة |