Geri

   

 

 

İleri

 

٤٨

وَ مَا الْمَعْدُمُ مَرْئِيًّا وَ شَيْئًا لِفِقْهٍ لَاحَ فِي يُمْنِ الْهِلَالِ

المعدوم خلاف الموجود يشتمل المستحيل والجائز والمرئي اسم مفعول من رأيت الشئ فهو مرئي من الرؤية البصرية وأراد بالفقه الفهم وباليمن البركة والهلال في الأصل رفع الصوت ثم سمي به القمر لليلتين من أول الشهر وليلتين من آخره

وقيل لثلاث من أو له ثم يسمي قمرا بقية الشهر

وقيل هو هلال حتى يبهر بضوئه السماء وذلك ليلة سبع ويمنه في أوائله لأن أواخره إدبار

وقيل أراد بيمنه لياليه البيض وهي ليلة الثالثة عشر والرابعة عشر والخامسة عشر وهو مناسب هنا لأن المراد شدة ظهوره وهو في هذا أظهر إذ المعنى على التشبيه أو الاستعارة كما لا يخفى

الإعراب ما بمعنى ليس المعدوم اسمها مرئيا خبرها وشيئا معطوف على مرئيا لفقه اللام تعليلية وفقه مجرور بها في محل رفع خبر مبتدأ محذوف وذلك لفه لاح ماض بمعنى ظهر وفاعله مستتر يعود على فقه والظرف متعلق به ويمن مضاف والهلال مضاف إليه وجملة لاح ومتعلقه في محل جر صفة فقه

(وحاصل معنى البيت) إن المعدوم ليس مرئيا للّه تعالى ولا يطلق عليه شئ إذ الشئ هو الموجود والمعدوم ضده وذلك لظهور العلم بذلك ظهورا بينا واشتهاره عند أرباب العقول كظهور الهلال المبارك للناظرين وارتفاعه ليلة كماله بحيث لا يخفى إلا على من أعمى اللّه بصره وبصيرته إذ الرؤية إنما تتعلق بالموجود والمعدوم ضده

(١٠٦)

ليس بشئ

قال تعالى وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا قال في المقاصد وهذا ما ذهب إليه أهل الحق من أن المعدوم ليس بشئ وإنما هو نفي محض وفيه الرد على المعتزلة القائلين إن المعدوم شئ مستدلين

بقوله تعالى إن زلزلة الساعة شئ عظيم فقد أطلق عليها اسم الشئ مع أنها الآن معدومة

والجواب أن معناه أن زلزلة الساعة يكون شيئا عظيما عند وجوده وما أخبر به تعالى أنه سيكون فهو كالكائن فصح الإطلاق

ثم اعلم أن المعدوم على نوعين معدوم ممتنع الرؤية وهو ما يكون وجوده محالا وعدمه واجبا كشريك الباري تعالى وكاجتماع الضدين والثاني المعدوم البسيط الممكن الوجود والعدم فالرؤية لا تتعلق بالنوع الأول ولا يطلق عليه اسم الشئ اتفاقا والخلاف في النوع الثاني قبل وجوده فعند أهل السنة لا تتعلق به الرؤية ولا يسمي شيئا لأن علة الرؤية والتسمية الوجود وهو منتف إذ الشئ هو الموجود وكل موجود شئ كما هو مذهب الأشعري أيضا وتمامه في شرح المواقف من الخاتمة وقال وفيه الحال وهو الواسطة بين الموجود والمعدوم أثبته إمام الحرمين وأبو هاشم وبطلانه ضروري ثم نقل التوفيق واللّه أعلم قال الناظم رح