Geri

   

 

 

İleri

 

٣٨

وَللصِّدِيقَةِ الرُّجْحَانُ فَاعْلَمْ عَلَي الزَّهْرَاءِ فِي بَعْضِ الْخِلَالِ

يعني أن الصديقة أي عائشة أم المؤمنين بنت أبي بكر الصديق رضي اللّه عنه وعنها زوجة النبي صلى اللّه عليه وسلم بعد خديجة على ما سنبينه أفضل من فاطمة الزهراء بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في بعض الخصال لا مطلقا وأفضل نساء العالمين مطلقا وأحب النساء إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم وأعلمهن بالسنة قال عليه السلام خذوا شطر دينكم عن هذه الحمير أو قال عليه السلام كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الأطعمة

وروي عن أبي موسى أنه قال ما أشكل علينا أصحاب رسول اللّه حديث فسألنا عنه عائشة إلا وجدنا عندها منه علما وتكنى بأم عبد اللّه كناها به النبي صلى اللّه عليه وسلم باسم ابن أختها عبد اللّه بن الزبير لما سألته في ذلك تزوجها النبي صلى اللّه عليه وسلم بمكة قبل الهجرة بسنتين

وقيل بثلاثة

وقيل بنحو ثمانية عشر شهرا وهي بنت ست سنين وبنا بها في المدينة في شوال منصرفة من بدر وهي بنت تسع سنين وبقيت عنده تسع سنين روي أنه عليه السلام لما خطبها من أبيها أبي بكر قال يا رسول اللّه إنها صغيرة لا تصلح لك ولكن أنا أرسلها فإن كانت تصلح فمن السعادة الكاملة قال عليه السلام إن جبرئيل أتاني بصورتها على ورقة من الجنة وقال إن اللّه تعالى زوجك بهذه ثم ذهب أبو بكر رضي اللّه عنه إلى منزله وملأ طبقا من تمر وغطاه وقال يا عائشة اذهبي بهذا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وقولي له هذا الذي ذكرته لأبي بكر فإن كان يصلح فبارك عليك فمضت إليه عائشة رضي اللّه عنها بالطبق وهي تظن أن أبا بكر يعني التمر فدخلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وبلغته فقال قبلنا يا عائشة قبلنا وجذب طرف ثوبي قالت فنظرت إليه مغضبة ودخلت على أبي بكر فأخبرته بما وقع فقال يا بني لا تظنين برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ظن سوء إن اللّه تعالى قد زوجك به وإني قد زوجتك منه قالت عائشة فما فرحت بشئ أشد من فرحي بقول أبي قد زوجتك منه والصحيح إنها لم تلد قط وذكر السهيلي في الروض أنها ألقت سقطا ولم يثبت ذلك وذكر النووي في التفضيل بينها وبين خديجة أوجها ثالثها الوقف واختار السبكي تفضيل خديجة ثم عائشة ثم حفصة ثم الباقيات من أزواجه صلى اللّه عليه وسلم ولم يتعرض له المص وأراد بالزهراء فاطمة رضي اللّه عنها كما قدمنا لقبت بالزهراء قيل لأنها

(٨٤)

لم تحض قط

وروي أنها ولدت وقت غروب الشفق فطهرت من النفاس في ليلتها واغتسلت وصلت العشاء في وقتها قيل سبب عدم حيضها أنه عليه السلام دخل الجنة ليلة المعراج أعطاه رضوان تفاحة فلما أكلها تقوى وتفرقت القوة في جميع أعضائه فجامع خديجة فحملت بفاطمة وفيه نظر ظاهر وكان لها نور يضئ حتى روي عن عائشة رضي اللّه عنها أنها كانت تقول كنت أسلك الخيط في سم الخياط في الليلة المظلمة من نور وجه فاطمة فلذلك لقبت بالزهراء وعن أبي جعفر الاستروشيني وبعض الأئمة أنها أفضل من عائشة لأن درجة عائشة إنما ارتفعت تبعا للنبي صلى اللّه عليه وسلم بالزوجية ودرجة فاطمة أصلية بالجزئية وأكثر الأئمة قالوا إن عائشة رضي اللّه عنها أفضل لأن درجتها مع النبي صلى اللّه عليه وسلم في الجنة وفاطمة رضي اللّه عنها مع علي في الجنة وفرق بين المقامين وقال القاسم بن محمد إن عائشة استقلت بالفتوى زمن أبي بكر وعمر وعثمان فمن بعدهم ولم يحصل لغيرها من النساء هذه المرتبة

وقيل التفضيل بينهما بالاعتبار فعائشة أفضل من جهة العلم وفاطمة من جهة البضعية وإلى هذا يشير كلام المصنف

بقوله في بعض الخصال وهو الراجح

وقال بعضهم لا نقول بالترجيح بل نقول كانت عائشة رضي اللّه عنها أفضل أزواج النبي صلى اللّه عليه وسلم بعد خديجة وفاطمة رضي اللّه عنها أفضل بناته وقال الشراح والذي أشار إليه المص في البيت هو الصحيح دفنت عائشة رضي اللّه عنها بالبقيع سنة سبع أو ثمان وسبعين وعاشت ستا وستين سنة وصلى عليها أبو هريرة رضي اللّه عنه

وروي لها ألف حديث وعشرة اتفق البخاري ومسلم منها على مئة وأربعة وسبعين وانفرد البخاري بأربعة وسبعين ومسلم بثمانية وستين

وأما فاطمة رضي اللّه عنها فروي لها ثمانية عشر حديثا

الإعراب للصديقة خبر مقدم الرجحان مبتدأ مؤخر على الزهراء متعلق بالرجحان

وقوله فاعلم معترض بينهما وفي بعض الخصال متعلق بالرجحان أيضا أو في محل نصب حال منه نظرا للفضه قال الناظم رح