Geri

   

 

 

İleri

 

٣١

وَعِيسَي سَوْفَ يَاْتِي ثُمَّ يُتْوِي لِدَجَّالٍ شَقِيٍّ ذِي خَبَالِ

عيسى بن مريم عليهما السلام ومن أسمائه أيضا المسيح وكلمة اللّه وروح اللّه وسوف حرف تنفيس يدخل على المضارع فتمحضه للاستقبال مرادا به المهملة وفيها لغات ذكرها في المغني ثم قال تنفرد عن السين بدخول اللام عليها نحو ولسوف يعطيك ربك فترضى وبأنها قد تفصل بالفعل الملغى ك

قوله: وما أدري وسوف أخال أدرى أقوم الحصن أم نساء ويتوى إما بفتح حرف المضارعة مبني للفعال من توى إذا قام واسم الفاعل منه تاو ومنه

قوله تعالى

(٦٨)

تاويا في أهل مدين فعلى هذا يكون المعنى أن عيسى عليه السلام سوف يأتي ويقيم في الأرض للدجال أي لأجل قتله

وإما بضم حرف المضارعة مبني للفاعل أيضا من الاتواء بمعنى الاهلاك من قولهم توى المال بكسر الواو أي هلك ثم استعمل في مطلق الهلاك وعدي إلى المفعول بالهمزة فيكون المعني أن عيسى عليه السلام سوف يأتي ويهلك الدجال وهو الأنسب ههنا فتكون اللام في قوله لدجال زائدة أو للتقوية وتنازع فيه كل من يأتي ويتوى وعلى الأول تكون اللام لتعليل ودجال فعال مبالغة في اسم الفاعل من الدجل وهو الكذب والتمويه وخلط الحق بالباطل ووصف بذلك لأن حاله مبني على ذلك المعنى ولأنه وصف أيضا بالمسيح فيتميز عن وصف عيسى عليه السلام بالمسيح وجه تسميته مسيحا قيل لأنه يمسح الأرض

وقيل لأنه ممسوح العين ويروى في حقه المسيخ بالخاء المعجمة لقبح صورته ووجه تسمية عيسى عليه السلام بالمسيح أنه مسح بالبركة أو بما طهره من الذنوب أو مسحه جبرائيل عليه السلام

والمراد بالشقي الكافر إذ لا شقاوة فوق الكفر والخبال فساد الحال

الإعراب الواو عاطفة قصة على قصة عيسى مبتدأ سوف حرف تنفيس واستقبال وجملة يأتي من الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ وثم حرف عطف يقتضي ثلاثة أمور التشريك في الحكم والترتيب والمهلة وهي موجودة ههنا ويتوى عطف على يأتي ولدجال متعلق بيتوى وتنارع فيه يأتي ويتوى وشقي صفة لدجال ونكر الصفة نظرا للفظ الموصوف فصار مخصوصا معلوما بالمجموع أو حذف أل من الصفة للضرورة على أن دجال علم بالغلبة كفضل

(وحاصل معنى البيت) أن نزول عيسى بن مريم عليه السلام حق يجب اعتقاده فينزل على المنارة الشرقية في جانب بني أمية بالشام ويأتي بيت المقدس وفي يده عصى يقتل بها الدجال عند باب لد الشرقي حين محاصرة المهدي في قلعة القدس ويل يضربه بحربة وهو لا ينافي الأول لجواز أن يكون للعصى حربة

وقيل بمجرد رؤيته عيسى يذوب كما يذوب الملح في الماء كما قيل وكأن معناه أنه يذل ويحقر عند رؤية عيسى عليه السلام ويكون الأعور يدعي الألوهية والناس يؤمنون به إلا من شاء اللّه سعادته ويكون معه جبلان في أحدهما أنواع الثمار وفي الآخر أنواع العذاب يلبث في الأرض أربعين يوما يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وباقي أيامه كأيامنا كما ورد في مسلم عن النواس بن سمعان

وروي عن أبي أمامة الباهلي قال خطبنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم

(٦٩)

فكان أكثر خطبته ذكر الدجال فحدثنا عنه حين فرغ عن خطبته فكان فيما قال لنا يومئذ إن اللّه تعالى لم يبعث نبيا إلا حذر أمته الدجال وإني آخر الأنبياء وأنتم آخر الأمم وهو خارج فيكم لا محالة فإن يخرج وأنا بين أظهركم فأنا حجيج كل مسلم وإن يخرج فيكم بعدي فكل امرئ حجيج نفسه واللّه خليفتي على كل مسلم إنه يخرج من حلة بين الشام والعراق فعاث يمينا وعاث شمالا عباد اللّه أثبتوا فإنه يبدأ فيقول أنا ربكم وإنكم لن ترون ربكم حتى تموتوا وإنه مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن فمن لقيه منكم فليتفل في وجهه وليقرأ فواتح سورة الكهف وإنه يسلط على نفس من بني آدم فيقتلها ثم يحييها وإنه لا بعد ذلك ولا يسلط على نفس غيرها وإن من فتنته أن معه جنة ونارا فمن ابتلى بناره فليغمض عينه وليستعن باللّه تكن عليه بردا وسلاما وإن من فتنته أن يمر على الحي فيؤمنوا به فيدعوا لهم فتمطر السماء عليهم من يومهم وتخصب لهم الأرض من يومها وتروح عليهم ماشيتهم من يومها أعظم ما كانت وامده خواصر وأدرها ضروعا ويمر على الحي فيكفروا به ويكذبوه فيدعو عليهم فلا يصبح لهم سارح يسرح وأن أيامه أربعون يوما يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كالأيام وآخر أيامه كالسراب تقدرون الأيام الطوال ثم تصلون يصبح الرجل عند باب المدينة فيمسي قبل أن يبلغ الباب الآخر قالوا كيف نصلي يا رسول اللّه في تلك الأيام القصار قال تقدرون فيها ثم تصلون رواه الحاكم في مستدركه ثم بعد أن يقتله عيسى عليه السلام لم يبق أحد من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته حتى تكون الملة واحدة وهي ملة الإسلام ولم تقبل حينئذ الجزية ويقع إلا من في الوجود وترتع الإبل مع الأسود والنمور مع البقر والذئاب مع الغنم وتلعب الصبيان بالحيات ويلبث في الأرض أربعين سنة ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون ويدفنونه وفي رواية أنه يمكث سبح سنين وهي الصواب

والمراد بالأربعين في الرواية الأولى أنه مدة مكثه قبل الرفع وبعده فإنه رفع وله ثلاث وثلاثون سنة

وروي غير ذلك قال بعض المشايخ رحمه اللّه والصحيح أنه لم يمت قبل رفعه والوفات أتت في القرآن على ثلاثة أشياء وفات موت ك

قوله تعالى اللّه يتوفى الأنفس حين موتها ووفاة نوم ك

قوله تعالى والتي لم تمت في منامها ووفاة رفع وهي المراد

بقوله تعالى يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي واعلم أنه يجب

(٧٠)

الإيمان بنزول عيسى عليه السلام وكذا بخروج المهدي ففي فوائد الأخيار لأبي بكر الإسكافي مسندا إلى مالك بن أنس عن محمد المنكدر عن جابر رضي اللّه عنه قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من كذب بالدجال فقد كفر ومن كفر بالمهدي فقد كفر وقال حذيفة ابن أسيد الغفاري طلع علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ونحن نتذاكر فقال ما تذكرون قلنا نذكر الساعة قال إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات فذكر المهدي والدجال والدابة وطلوع الشمس والقمر من مغربهما ونزول عيسى ابن مريم ويأجوج ومأجوج وثلاث خسوف خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب كما في شرح المقدسي ورواية غيره: قال عليه السلام لا تقوم الساعة حتى يظهر عشر علامات طلوع الشمس والقمر من مغربهما والدجال ودابة الأرض ويأجوج ومأجوج ونزول عيسى عليه اللام وخروج الأسود الذي يخرب الكعبة وثلاثة خسوف خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب ونار تخرج مع قعر عدن تسوق الناس تبيت معهم إذا باتوا وتقيل معهم إذا قالوا ذكره بعض الشراح ثم أول الآيات المؤدية بتغيير أحوال العالم من معظم الأرض خروج الدجال ثم نزول عيسى وخروج يأجوج ومأجوج ومن الآيات العظام المؤدية بتغيير أحوال العالم العلوي طلوع الشمس من مغربها ولعل خروج الدابة في ذلك الوقت أو قريب منه وأول المؤدية بقيام الساعة: النار التي تحشر الناس روي أنه عليه السلام سئل عن مخرج الدابة فقال من أعظم المساجد حرمة على اللّه تعالى يعني المسجد الحرام

وقيل من تهامة

وقيل من حيث فار التنور

وقيل غير ذلك قال الترمذي فتخرج معها عصى موسى وخاتم سليمان فتجلد وجه المؤمن بالعصا وتختم آنف الكافر بالخاتم حتى أن أهل المائدة الواحدة يجتمعون للطعام فينادي بعضهم لبعض يا مؤمن ويا كافر لا يدركها طالب ولا ينجو منها هارب حتى أن الرجل يتعوذ منها بالصلاة فتأتيه من خلفه وتقول يا فلان الآن تصلي قيل وهذه الدابة فصيل ناقة صالح عليه السلام فلما عقرت أمها هربت فانفتح لها حجر فدخلت فيه فانطبق عليها فهي فيه إلى أن يأذن اللّه بخروجها

وروي أن طولها ستون ذراعا ولها قوائم وذنب وريش وجناحان وهي على خلقة الآدمي وأنها جمعت من خلق كل حيوان وينقطع بخروجها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والأمر يومئذ للّه واللّه أعلم وأحكم قال الناظم رحمه اللّه

(٧١)