٢٤وَخَتْمُ الرُّسْلِ بِالصَّدْرِ الْمُعَلَّي نَبِيٍّ هَاشِمِيٍّ ذُوجَمَالِ الختم مصدر ختمت الشئ ختما أي طبعت على آخره ثم استعمل في إتمام كل شئ وخاتم كل شئ آخره وخاتم الأنبياء محمد صلى اللّه عليه وسلم وأراد المص هنا أن اللّه تعالى ختم الرسل بنبينا محمد صلى اللّه عليه وسلم وأنه لا نبي بعده كما نطق به الكتاب والسنة ولا يعارضه نزول عيسى عليه السلام لأنه يكون خليفة في الحكم بشريعة نبينا محمد صلى اللّه عليه وسلم فيكون على دينه كما سيأتي والصدر في الأصل هو العضو المعروف في الإنسان استعير له صلى اللّه عليه وسلم إذ صدر كل شئ أشرفه قيل خص به لقوله تعالى ألم نشرح لك صدرك وفيه إشارة إلى أنه أول الرسل وجودا كما أنه آخرهم شهودا على ما ورد أول ما خلق اللّه نوري أو روحي وكنت نبيا وآدم بين الماء والطين والمعلى اسم مفعول أي الذي علاه اللّه ورفع مقامه على سائر المخلوقين حسا ومعنى والهاشمي نسبة إلى جده هاشم سمي بذلك لأنه أول من هشم = هشم الثريد لقومه أي كسر الخبز وفته وبله بالمرق فجعله ثريدا = منجد. الثريد لقريش بمكة وقيل غير ذلك وكان اسمه عمر العلا بن عبد مناف بن قصي وكان قصي يدعى مجتمعا وفيه يقول الشاعر: أبوه قصي كان يدعى مجمعا * به جمع اللّه القبائل من فهر الإعراب وختم يصح أن يكون بالجر عطفا على رسل أي وتصديق بكون ختم الرسل بمحمد صلى اللّه عليه وسلم وبالصدر متعلق بختم ويصح أن يكون بالرفع متبدأ مضافا إلى الرسل (٥٣) وبالصدر خبره والمعلى نعت للصدر وبني بالجر بدل من الصدر أو بالرفع خبر مبتدأ محذوف وهو فعيل بمعنى مفعول إن كان من النبوة بفتح النون وسكون الباء الموحدة أي الرفعة لأن النبي رفعت رتبته أو بمعنى فاعل إن كان من النبأ أي الخبر لأنه مخبر من اللّه تعالى فأصله الهمزة إلا أنهم تركوها في النبي كما تركوا في الذرية (وحاصل معنى البيت) إنه يجب على المكلف أن يعتقد أن نبينا محمد صلى اللّه عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين وأنه لا نبي بعده لقوله تعالى ولكن رسول اللّه وخاتم النبيين وقوله عليه السلام لا نبي بعدي ولا يمكن الاستدلال ههنا بالعقل لتجويزه إرساله تعالى رسلا آخر معهم الكتاب المنزل من عنده سوى القرآن وإلا لأوهم عجزه تعالى وهو محال فالدليل على ذلك سمعي لا عقل فافهم تنبيه وجوب الإيمان بنبينا محمد صلى اللّه على وسلم ووجوب محبته وتعظيمه واحترامه خصوصا لا ينفي وجوب ذلك علينا لسائر الأنبياء عليهم السلام وإنهم لصادقون فيما جاؤوا به من عند اللّه تعالى مبلغون كما أمروا مع اعتقاد أن أفضلهم وأكرمهم على اللّه تعالى نبينا محمد صلى اللّه عليه وسلم وأن شريعته نسخت جميع شرايعهم ولكن لا يجب تعيين عددهم وإن ورد في بعض الأحاديث كما قدمنا لقوله تعالى منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص ولأنه لا يؤمن في تعيين عددهم من أن يدخل فيهم من ليس منهم أو يخرج من هو فيهم بل نؤمن بهم كم كانوا وأن أولهم آدم وآخرهم سيدنا محمد صلى اللّه عليه وسلم وعليهم أجمعين قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام بعدما قرر أن خواص البشر أفضل من الملائكة فصار أفضل من الملائكة بدرجتين وأعلى منهم بمرتبتين لا يعلم قدر تلك المرتبتين وشرف تلك الدرجتين إلا من خاتم النبيين وسيد المرسلين المفضل على جميع العالمين وإنما كان صلى اللّه عليه وسلم لجمعية استعداده وكلية فؤاده لأنه صلى اللّه عليه وسلم مظهر الاسم الأعظم الجامع لجميع الأسماء والصفات والجائز لجملة الكمالات وحقيقته ليست إلا الروح الإلهي الذي هو أول المبدعات وأصل سائر الموجودات عليه أفضل الصلوات وأكمل التسليمات قال الناظم رحمه اللّه |