Geri

   

 

 

İleri

 

١٥

وَمُسْتَغْنٍ اِلَهِي عَنْ نِسَاءٍ وَاَوْلَادٍ اِنَاثٍ اَوْ رِجَالٍ

في هذا البيت رد على اليهود في قولهم عزير ابن اللّه وعلى النصارى في قولهم بزوجية مريم وببنوة عيسى عليه السلام وعلى بني مليج في قولهم الملائكة بنات اللّه وهذه أقوال باطلة نقلا وعقلا

قال تعالى وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا * ولم يتخذ صاحبة ولا ولدا * لقد كفر الذين قالوا إن اللّه ثالث ثلاثة * ويجعلون للّه البنات سبحانه ولأنه تعالى منزه عن الذكورة والأنوثة والافتقار إلى المعين فهو غني عن النساء والوالد والولد وهو خالق الذكور والإناث والكل عبيده إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا فمن قال باحتياجه إلى شئ من ذلك فهو كافر لأنه افتراء على اللّه وتكذيب

لقوله تعالى قل هو اللّه أحد اللّه الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد وغيره مما قدمنا والكفر بهذه النسبة إلى اللّه تعالى من الزوجية أعظم أنواع الكفر إذ هو افتراء عليه تعالى والافتراء على المخلوق من أعظم المعاصي فما بالك على الخالق ولذا قال عليه السلام وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم وفي المعجم الكبير للطبراني وللبيهقي في الشعب من حديث أبي وائل عن ابن مسعود قال ارتقى ابن مسعود رضي اللّه عنه الصفا فأخذ بلسانه فقال يا لسان قل خيرا تغنم واسكت عن شر تسلم من قبل أن تندم سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول أكثر خطايا ابن آدم من لسانه وللشافعي رحمه اللّه:

احفظ لسانك أيها الإنسان * لا يلد غنك إنه ثعبان كم في المقابر من قتيل لسانه * كانت تهاب لقائه الشجعان

الإعراب إلهي مبتدأ مؤخر ومستغن خبر مقدم وعن نساء متعلق به وأولاد عطف على نساء وإناث أو رجال بدل مفصل من مجمل واو بمعنى الواو

(وحاصل معنى البيت) إنه يجب أن نعتقد أن مولانا جل وعلا مستغن عن اتخاذ نساء زوجات أو مملوكات يعني أنه منزه

(٣٢)

ن ذلك إذ لا يلزم من الاستغناء التنزه كما لا يخفى فكلام المص لا يخلو عن نوع قصور وكذا مستغن عن والد وولد ذكرا كان أو أنثى لاستحالة ذلك في شأنه تعالى ومن قال بذلك كان كافرا فائدة الولد حقيقة هو ولد الصلب يتناول الذكر والأنثى ويطلق على الولد مجازا والرجل يتناول الذكر البالغ من الإنس قطعا وهل يطلق على الملائكة والجن جوزه بعضهم

في قوله تعالى وعلى الأعراف رجال قال هم الملائكة فأوقع اسم الرجل عليهم كما أوقعه على الجن

في قوله تعالى وإنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن ورد بأنا لم يرد في وصف الملائكة بالذكورة والأنوثة نقل ولا دل عليه عقل لعدم وجود كل من الوصفين فيهم وأهل الأعراف قيل هم أهل الفترة

وقيل أطفال المشركين وما زعم عباد الأصنام أنهم بنات اللّه ظاهر البطلان وافتراء عليه تعالى عن ذلك علوا كبيرا كما مر وإن قلنا لا يطلق حقيقة على الجن أيضا فيكون الآية على ما

قال بعضهم وإنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن أي من شر الجن واللّه أعلم قال الناظم رحمه اللّه