١٤وَ لَا يَمْضِي عَلَي الدَّيَّانِ وَقْتٌ وَاَحْوَالٌ وَاَزْمَانٌ بِحَالِ الديان بتشديد الياء من دانه إذا جازاه ومنه قوله دناهم كما دانوا وهو صفة مبالغة في اسم الفاعل وهو من أسمائه تعالى ومعناه المجازي على الكليات والجزئيات قولا وفعلا إن خيرا فخير وإن شرا فشر قال بعض المحققين مأخوذ من الدين بمعنى الأجزاء وقيل معناه الصادق وهو ليس في الأسماء الحسين لكنه وأرد فجاز إطلاقه عليه تعالى إذ من المعلوم أن مذهب أهل ألسنة أنه لا بد في صحة الإطلاق من الإذن الشرعي وقد تقدم وأما تسمية أهل كل لغة على حسب لغتهم مثل قول العجم خدا وقول الترك تگرى ٢ فصحيح انعقد الإجماع على صحته وكون إذن الشرع بأسمائه مخصوصة إذنا بمرادفاتها لا بد أن يعلم أن مجرد ورود الشرع لا يكفي في الإذن بذلك بل لا بد أيضا أن يخلو عن سوء أدب وقلة تعظيم في شأنه عند الإطلاق كالمستهزئ والرامي والزارع وغير ذلك كما في شرح أسماء اللّه الحسنى للعلامة محمد بهاء الدين وقدمنا نحوه والوقت والزمان بمعنى واحد ولعله أراد بالوقت المعين وبالزمان الأزمنة المختلفة أو بالوقت الجزء من الزمان الذي هو عند المتكلمين مقارنة متجدد موهم لمتجدد معلوم فألزمناه هو تلك المقارنة وعند الحكماء هو مقدار حركة الفلك وبالإزمان الوقت الطويل بدليل أفراده الأول وجمعه الثاني إشارة إلى أنه لا فرق في استحالة مرور الزمان عليه تعالى بين أن يكون طويلا أو قصيرا والأحوال جمع حال والحال والحالة كون الشئ على صفة في وقت من الزمان وأراد به صفة تقوم بالشئ تقبل التبدل وربنا عن ذلك متقدس ومتعال وقوله بحال أي بوجه من الوجوه لأنه تعالى منزه عن جريان تعاقب الزمان وتفسير الأحوال مطلقا إذ هما حادثان مخلوقان له تعالى قال عز وجل من قائل خلق الليل والنهار الإعراب لا نافية ويمضي مضارع مضى الشئ إذا مر وانقضى على الديان متعلق به ووقت فاعل يمضي وأحوال وأزمان عطف على وقت وبحال متعلق بيمضي (وحاصل معنى البيت) أن وجوده تعالى لا يمضي عليه الأوقات ولم تتبدل عليه الحالات ولا يقترن بزمن من الأزمنة على معنى التأثير إذا الزمن حادث يجري على حادث واللّه سبحانه وتعالى قديم والقديم لا يقترن بالحادث وقد كان اللّه تعالى ولم يكن معه شئ وهو الآن على ما (٣١) كان من كمال الذات والصفات وعدم جريان الأوقات وتبدل الحالات وكما أنه لا يمضي عليه الأزمنة والحالات لا يوصف بالكيفيات من اللون والطعم والرائحة والحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة وغير ذلك مما هو من صفات الأجسام وتوابع المزاج والتركيب لأنها من لوازم الحدوث وربنا منزه عن الحدوث ولا بالماهية أي المجانسة للأشياء لأن معنى قولنا ما هو أي من أي جنس هو والمجانسة وجب التمايز عن المتجانسات بفصول مقومة فيلزم التركيب وهو من لوازم الأجسام وربنا متعال عن ذلك علوا كبيرا قالا الناظم رحمه اللّه |