٥صِفَاتُ اللّهِ لَيْسَتْ عَيْنَ ذَاتٍ وَ لَا غَيْرًا سِوَاهُ ذَا انْفِصَالِ الصفات جمع صفة وهي الإمارة اللازمة لذات الموصوف التي يعرف بها والصفة والوصف سيان من حيث اللغة وبينهما تغاير من حيث الاصطلاح وذلك إن الوصف ما قام بالواصف من حيث إنه واصف والصفة ما قام بالموصوف من حيث إنه موصوف وبهذا اندفع قول بعضهم ليت شعري من أين هذه التفرقة فإن كلا منهما مصدر يصح أن يتصف به الواصف وأن يتصف به الموصوف فافهم وصفاته تعالى مختصة لذاته لا هي هو ولا غيره هذا عند أهل السنة والجماعة وليست بمحدثة سواء كانت من صفات الذات أو من صفات الأفعال فلا يقال هي هو ولا بعضه ولا هي أغيار له بل هي صفات أزلية قديمة قائمة بذاته تعالى ليست كصفات البشر ومن وصف اللّه تعالى بمعنى من معاني البشر فقد كفر وأشار الناظم رحمه اللّه بقوله ليست عين ذات ردا لما تزعمه الكرامية من قولهم إنها غيره ذو انفصال عن الذات وهي عندهم حادثة لئلا يلزم تعدد القدماء إذ النصارى كفروا بإثبات ثلاثة فما بال الثمانية وهي الحياة والقدرة والإرادة والعلم والسمع والبصر والكلام والتكوين والنصارى وإن لم يصرحوا بالقدماء المغايرة ولكن لزمهم ذلك من زعمهم لأنهم أثبتوا الأقانيم الثلاثة التي هي الوجود والعلم والحياة وسموا الوجود بالأب والعلم بالابن والحياة بالروح القدس وزعموا أن أقنون العلم قد انتقل إلى بدن عيس عليه السلام فجوزوا الانفكاك والانتقال فكانت الأقانيم الثلاثة ذوات متغايرة وأيضا وصفوا الأقانيم الثلاثة بصفات الألوهية وقد كذبهم اللّه تعالى بقوله لقد كفر الذين قالوا إن اللّه ثالث ثلاثة وبقوله عقيبه إنما هو إله واحد وبقوله قل هو اللّه أحد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد وقول المعتزلة أيضا ظاهر البطلان لأن الصفة لو كانت عين الموصوف لزم تعدد الذات باعتبار تعدد الصفات وهو باطل ولو كانت غير ذاته لا يخلوا إما أن يتصف بها غيره أو تقوم بنفسها وكلاهما باطلان أما الأول فلأنه يلزم أن توجد صفاته الكاملة في غيره فيكون ناقصا في ذاته مستكملا بالغير وهو وباطل وأما الثاني فإنه يلزم قيام العرض بنفسه وهو باطل أيضا وليست بعضا كما قال بعضهم لأنه لو كان كذلك لأدى إلى أن لذاته تعالى حدا ونهاية حتى يتبعض ويتجزى وهذا من أمارات الحدوث وصفات الإمكان وهو باطل فثبت بهذه الدلالات أنها لا عين ولا غير قالوا فهي كالواحد من العشرة ليس هو عين العشرة لاستحالة حد العينية ولا غيرها لانعدام حد الغيرية والواحد وإن كان بعض العشرة إلا أنه يستحيل في حقه تعالى التركيب والتبعيض والتجزي فالتمثيل للتقريب لا (١٤) سوية وفي قوله إذا انفصال إشارة إلى أن المراد بالغيرية الغيرية الاصطلاحية وهو الذي يمكن انفصاله عن الذات انفصالا لا يقتضي المغايرة فهو كالتأكيد للغيرية الإعراب صفات اللّه مبتدأ واسم ليس مستتر وعين خبرها مضافا إلى ذات وجملة ليس مع اسمها وخبرها في محل رفع خبر المبتدأ واسم ليس مستتر وعين خبرها مضافا إلى ذات وجملة ليس مع اسمها وخبرها في محل رفع خبر المبتدأ ولا عطف على ليس وغيرا خبرها وحذف اسمها لدلالة الأول عليه أي وليست غيرا فهو من عطف الجمل ويصح أن يكون عطفا على عين فيكون من عطف المفردات وسواه للتأكيد وضميره للذات وذكر الضمير تأدبا ومراعاة للمعنى وذا انفصال صفة للغير ومعنى البيت ظاهر قال الناظم رحمه اللّه |