Geri

   

 

 

İleri

 

١٦- ثم لسور القرآن أسماء سماها بها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم

حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو داود الطيالسي، قال: حدثنا أبو العوام، وحدثني محمد بن خلف العسقلاني، قال: حدثنا داود بن الجرّاح، قال: حدثنا سعيد بن بشير، جميعاً عن قتادة، عن أبي المليح، عن واثلة بن الأسقع، أن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم، قال:

(أُعْطِيتُ مَكانَ التَّوْرَاةِ السَّبْعَ الطُّوَلَ، وأُعْطِتُ مَكانَ الزَّبُورِ المِئِينِ، وأُعْطِتُ مَكانَ الإنجِيلِ المَثانِنَ، وفُضّلْتُ بالمُفَصَّلِ).

وحدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن علية، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم:

(أُعْطِتُ السَّبْعَ الطُّوَلَ مَكانَ التَّوْرَاة، وأُعْطِيتُ المَثانِيَ مَكانَ الزَّبُورِ، وأُعْطِيتُ المِئِينَ مَكانَ الإنجِيلِ، وفُضّلْتُ بالمُفَصَّلِ).

قال خالد: كانوا يسمون المفصل: العربي؛ قال خالد: قال بعضهم: ليس في العربي سجدة.

وحدثنا محمد بن حميد، قال: حدثنا حكام بن سلم، عن عمرو بن أبي قيس. عن عاصم. عن المسيب، عن ابن مسعود، قال:

الطول كالتوارة. والمئين كالإنجيل، والمثاني كالزبور، وسائر القرآن بعد. فضل على الكتب.

حدثني أبو عبيد الوصابي، قال: حدثنا محمد بن حفص، قال: أنبأنا أبو حميد، حدثنا الفزاري. عن ليث بن أبي سليم، عن أبي بردة، عن أبي المليح عن واثلة بن الأسقع، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، قال:

(أعْطانِي رَببِّ مَكانَ التَّوْرَاةِ السَّبْعَ الطُّوَلَ، ومَكانَ الإنجِيلِ المَثانِيَ، ومَكانَ الزَّبُورِ المِئِيَن، وفَضَّلَنيِ بالمُفَصَّلِ).

قال أبو جعفر:

فالسبع الطول: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، ويونس؛ في قول سعيد بن جبير.

حدثني بذلك يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا هشيم، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، وقد رُوي عن ابن عباس، قولٌ يدلّ على موافقته قول سعيد هذا؛ وذلك ما حدثنا به محمد بن بشار، قال: حدثنا ابن أبي عديّ، ويحيى بن سعيد، ومحمد بن جعفر، وسهل بن يوسف، قالوا: حدثنا عوف، قال: حدثني يزيد الفارسي، قال: حدثني ابن عباس، قال: قلت لعثمان بن عفان: ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين. فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا سطر بسم اللّه الرحمن الرحيم، ووضعتموهما في السبع الطول؟ ما حملكم على ذلك؟ قال عثمان: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، مما يأتي عليه الزمان، وهو تنزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء دعا ببعض من كان يكتب، فيقول: ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، وكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة، وكانت براءة من آخر القرآن نزولاً، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، فظننت أنها منها.

فقبض رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، ولم يبين لنا أنها منها، فمن أجل ذلك قرنت بينهما، ولم أكتب بينهما سطر بسم اللّه الرحمن الرحيم، ووضعتهما في السبع الطول.

فهذا الخبر ينبئ عن عثمان بن عفان، رحمة اللّه عليه، أنه لم يكن تبين له، أن الأنفال وبراءة، من السبع الطول، ويصرّح عن ابن عباس، أنه لم يكن يرى ذلك منها.

وإنما سميت هذه السور السبع الطول، لطولها على سائر سور القرآن.

وأما المئون: فهي ما كان من سور القرآن، عدد آيه مائة آية، أو تزيد عليها شيئاً أو تنقص منها شيئاً يسيراً.

وأما المثاني: فإنها ما ثنى المئين فتلاها، وكان المئون لها أوائل، وكان المثاني لها ثواني؛

وقد قيل إن المثاني، سميت مثاني لتثنية (٢) اللّه جلّ ذكره، فيها الأمثال والخبر والعبر، وهو قول ابن عباس.

حدثنا بذلك أبو كريب، قال: حدثنا ابن يمان، عن سفيان، عن عبد اللّه بن عثمان، عن سعيد بن جبير. عن ابن عباس. وروى عن سعيد بن جبير، أنه كان يقول: إنما سميت مثاني لأنها ثنيت فيها الفرائض والحدود.

حدثنا بذلك محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير. وقد قال جماعة يكثر تعدادهم: القرآن كله مثان.

وقال جماعة أخرى: بل المثاني فاتحة الكتاب، لأنها تنثي قراءتها في كل صلاة. وسنذكر أسماء قائلي ذلك وعللّهم،

والصواب من القول، فيما اختلفوا فيه من ذلك، إذا انتهينا إلى تأويل قوله تعالى:

{ولَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنَ المَثَانِيَ} إن شاء اللّه ذلك.

وبمثل ما جاءت الرواية عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، في أسماء سور القرآن التي ذكرت، جاء شعر الشعراء، فقال بعضهم:

حَلَفْتُ بالسَّبْعِ اللَّوَاتي طُوّلَتْ * وَبِمِئِينٍ بَعْدَها قَدْ أُمْئِيَتْ

وَبِمثَانٍ ثُنِّيَتْ فَكُرّرَتْ * وبالطَّوَاسِينِ التي قَدْ ثُلِّثَتْ

وبالْحَوَامِيمِ اللَّوَاتِي سُبِّعَتْ * وَبالمُفَصَّلِ اللَّوَاتِي فُصِّلَتْ

قال أبو جعفر رحمة اللّه عليه: وهذه الأبيات تدل على صحة التأويل الذي تأولّناه، في هذه الأسماء؛

وأما المفصل، فإنها سميت مفصلاً، لكثرة الفصول التي بين سورها، ببسم اللّه الرحمن الرحيم.