١١- فصل: [في عوامل الإعراب]اعلم إن عوامل الإعراب قسمان: ١ - لفظية، ٢ - ومعنوية. [القسم الأول: في العوامل اللفظية]فاللفظية على ثلاثة أقسام: ١ - الحروف، ٢ - والأفعال، ٣ - والأسماء. وأفصلها في ثلاثة أبواب إن شاء اللّه تعالى: الباب الأول: في بيان الحروف العاملةوفيه فصلان: الفصل الأول: في بيان الحروف العاملة في الاسم.وهو على خمسة أقسام: القسم الأول: الحروف الجارَّة:وهي سبعة عشر [عشرون] حرفا: اَلْبَاء، ومَنْ، وإِلَى، وحَتَّى، وفِيْ، واللَّام، ورُبَّ، وواو القسم، وتاء القسم، وعَنْ، وعَلَى، والْكَاف للتشبيه، ومُذْ (١)، ومُنْذُ، وحَاشَا، وخَلَا، وعَدَا (٢)، [وكَيْ، ولَعَلَّ، ومَتَى في لغة]؛ وهي تجر الاسم مثل: «اَلْمَالُ لِزَيْدٍ». والقسم الثاني: الحروف المشبهة بالفعل:وهي ستة: إِنَّ، وأَنَّ، وكَأَنَّ، ولَكِنَّ، ولَيْتَ، ولَعَلَّ. ولَا بد هذه الحروف من اسم منصوب وخبر مرفوع، مثل: «إِنَّ زَيْدًا قَائِمٌ»؛ «زَيْدًا» اسم إِنَّ و «قَائِمٌ» خبرها. واعلم أن لفظ إِنَّ وأَنَّ للتحقيق، وكَأَنَّ للتشبيه، ولَكِنَّ للاستدراك، ولَيْتَ لتمني، ولَعَلَّ لِلتّرجِّي. __________ (١) تاتي مُذْ ومُنْذُ وحرفي جر، وذلك: إذا وليهما جملة فعلية أو اسمية فهما ظرفان، وإن وليهما اسم مفرد فهما إما حرفً وإما ظرفان. (٢) عَدَا وخَلَا وحَاشَا تاتي على وجهين: ١ - مسبوقة بما المصدرية، نحو: مَا عَدَا، مَا خَلَا، مَا حَاشَا فهي أفعال. ٢ - غير مسبوقة بما، فتكون أفعالًا أو حروف جرًا. والقسم الثالث: مَا ولَا [وإِنْ ولَات] المشبهات بـ لَيْسَ(١) وعملهما كعمل لَيْسَ، كما تقول: «مَا زَيْدٌ قَائِمًا»، «زَيْدٌ»: اسم مَا، و «قَائِمُا» خبرها [وإن أحد خيرًا من أحد]. والقسم الرابع: لا التي لنفي الجنس،يكون اسمها منصوبًا مضافًا غالبًا، وخبرها مفوعًا، مثل: «لَا غُلَامَ رَجُلٍ ظَرِيْفٌ فِي الدَّارِ». فإن كانت بعدها نكرة مفردة، كانت مبنية على الفتح، مثل: «لَا رَجُلَ فِي الدَّارِ». وإن كانت بعدها معرفة يجب تكريرها مع معرفة أخرى، وتلغي لا، وترفع المعرفة بالابتداء، مثل: «لَا زَيْدٌ عِنْدِيْ، وَلَا عَمْرٌو». وإن كانت بعدها نكرة مفردة ومكررة أخرى، فيجوز فيها خمسة أوجه: ١ - [فتح الأول والثاني:] «لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللّه»، ٢ - و [رفع الأول والثاني:] «لَا حَوْلٌ وَلَا قُوَّةٌ إِلَّا بِاللّه»، ٣ - و [فتح الأول ورفع الثاني:] «لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةٌ إِلَّا بِاللّه»، ٤ - و [عكسه:] «لَا حَوْلٌ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللّه»، ٥ - و [فتح الأول ونصب الثاني:] «لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةً إِلَّا بِاللّه» (٢). والقسم الخامس: حروف النداء،وهي خمسة: يَا، وإِيَّا، وهَيَا، وأَيْ، والهمزة المفتوحة (٣). وهي تنصب المنادي المضاف، مثل: «يَا عَبْدَ اللّه»، والشبيه بالمضاف، مثل: «يَا طَالِعًا جَبَلًا»، والنكرة غير المعينة كقول الأعمى: «يَا رَجُلًا خُذْ بِيَدِيْ»، وِإن كان المنادي مفردا معرفة (٤)، يُبنى على علامة الرافع، مثل: «يَا زَيْدُ»، و «يَا زَيْدَانِ»، و «يَا مُسْلِمُوْنَ»، و «يَا مُوْسَى»، و «يَا قَاضِيْ» (٥). اعلم أن أَيْ والهمزة للقريب، وأَيَا وهَيَا للبيد، ويَا عامة [للقريب والبيد]. __________ (١) لات من المشبهات بـ ليس ووردت في القرآن الكريم في قوله تعالى: «وَلَاتَ حِيْنَ مَنَاصٍ» [القرآن الكريم, سورة ص (٣٨): ٣] الآية وكذلك لا، مثل: «تَعَزَّ فَلاَ شَيْءٌ عَلَى الأَرْضِ بَاقِيَا ... وَلاَ وَزَرٌ مِمَّا قَضَى اللّه واقِيَا». (٢) في المثال: «وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللّه» خمسة وجوه: ١ - «لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللّه» برفعهما «حَوْلٌ - قُوَّةٌ» على أن «لَا» عاملة عمل ليس. ٢ - «لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللّه» ببنائهما على الفتح على أن «لَا» نافية للجنس أي عاملة عمل «إِنَّ». ٣ - «لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةٌ إِلَّا بِاللّه» ببناء الأول على الفتح، ورفع الثاني على أن «لَا» الثانية «قُوَّةٌ» عاملة عمل ليس، أو مهملة وما بعدها مبتدأ أو تكون «لَا» زائدة لتأكيد النفي وعليه «قُوَّةٌ» مرفوع بالعطف على محل «لَا» واسمها، لأن محلهما الرفع بالإبتداء. ٤ - «لَا حَوْلٌ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللّه» برفع الأول وببناء الثاني على الفتح؛ الأول عاملة ليس، والثانية عاملة «إِنَّ» ٥ - «لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةً إِلَّا بِاللّه» ببناء الأول على الفتح، ونصب الثاني بالعطف على محل اسم «لَا» إذ محله النصب. (٣) وهناك أيضًا آ، وآي لنداء البعيد، ووا لنيه خاصة، نحو: «آمُحَمَّدٌ»، «آيْ مُحَمَّدٌ»، «وَا رَأْسِيْ». (٤) وكذالك إذا كان المنادي نكرة معينة، أي مقصودة نحو قولك لشرطي أمامك ولرجلين والمسلمين تخاطبهم: يا شرطي، يا رجلان، يا مسلمون. (٥) أي مبني على ما كان يرفع به قبل النداء، فقوله: يا زيدان: منادي مبني على الألف، لأنه مثنى، ويا مسلمون: منادي مبني على الواو، لأنه جمع مذكر سالم. الفصل الثاني: في بيان الحروف العاملة في المضارعوهو قسمان: القسم الأول: الحروف التي تنصب الفعل المضارع.وهي أربعة: الأول: أَنْ، مثل: «أُرِيْدُ أَنْ تَقُوْمَ»؛ والفعل مع أَنْ يصير في معنى المصدر، فالمعنى أُرِيْدُ قِيَامَكَ، فلذا سُميت مصدرية. والثاني: لَنْ، مثل: «لَنْ يَخْرُجَ زَيْدٌ»، وهي لتأكيد النفي. والثالث: كَيْ، مثل: «أَسْلَمْتُ كَيْ أَدْخُلَ الْجَنَّةَ». والرابع: إِذَنْ، مثل: «إِذَنْ أُكْرِمَكَ» في جواب من قال: أَنَا آتِيْكَ غَدًا. واعلم أَنَّ لفظة «أَنْ» تنصب الفعل المضارع مقدرة بعد ستة أحرف: ١ - حَتَّى، مثل: «مَرَرْتُ حَتَّى أَدْخُلَ الْبَلَدَ». ٢ - ولَامُ الجحد، مثل: «مَا كَانَ اللّه لِيُعَذِّبَهُمْ» (١). ٣ - وأَوْ التي في معنى إِلَى أَنْ أو إِلَّا أَنْ، مثل: «لَأَلْزِمَنَّكَ أَوْ تُعْطِيَنِيْ حَقِّيْ». ٤ - ووَاوُ الصرف. ٥ - ولَامُ كَيْ. ٦ - والفاء التي تقع في جواب ستة أشياء: أمر، ونهي، نفي، واستفهام، وتَمَنَّ، وعرض، وأَمْثِلَتُهَا مَشْهُوْرَةٌ (٢). __________ (١) القرآن الكريم، سورة الأنفال (٨): ٣٣. (٢) تضمر آن وجوبا وجوازًا، فتضمر وجوبًا بعد لام الجحد وهي المسبوقة يكون منفي، مثل: «لم تكن لتكذب»؛ وبعد فاء السببية ويشترط لها آن تسبق بنفي أو طلب، مثل: «لم تحضر فتستيد»، «ألا تصحبنا فنسر»، «هلا أكرمت الفقير فتؤجز»، «ليتك حضرت فتستمع»، «لعلك مسافر فأرافقك»، «هل أنت سامع فأحدثك»؛ وبعد واو المعية، نحو: «لا تشرب وتضحك»؛ وبعد أو التي بمعنى إلى، مثل: «أسهر أو أنهى قراءتي»، «يقتل المتهم بالخيانة أو تثبت براءته»؛ وبعد حتى مثل: «أطعتك حتى أسرك». وتضمر أن جوازًا: بعد لام التعليل وبعد أحد الحروف العاطفة «الواو، الفاء، ثم، أو»، مثل: «حضرت لأستفيد، وقوله تعالى: «فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَّحَزَنًا» [القرآن الكريم، القصص (٢٨): ٨] ثباتك وتتحمل المكاوه ألبق بك، تحيتك إخوانك فتبش في وجوههم أحب إليهم من الطعام، يسرني لقارئك، ثم تتحدث إلي، يرضي خصمك نز وحك أو تسجن. والقسم الثاني: الحروف الجازمة للفعل المضارع،وهي خمسة: لَمْ، ولَمَّا، ولَامُ الْأَمْرِ، ولَا النهي، وِإن الشرطية (١)، مثل: «لَمْ يَنْصُرْ»، و «لَمَّا يَنْصُرْ»، و «لِيَنْصُرْ»، و «لَا تَنْصُرْ»، و «إِنْ تَنْصُرْ أَنْصُرْ». اعلم أن لفظة إِنْ تدخل على الجملتين، مثل: «إِنْ تَضْرِبْ أَضْرِبْ»؛ الجملة الأولى شرط، والثانية جزاء وهي للاستقبال. وإن دخلت على الماضي، نحو: «إِنْ ضَرَبْتَ ضَرَبْتُ»، وههنا الجزم تقديري، لأن الماضي ليس بمعرب. واعلم أنه إذا كان جزاء الشرط جملة اسمية أو أمرًا أو نهيًا أو دعاءً [أو نفيًا بـ مَا ولَنْ، أو مبدوئًا بجامد أو بـ قَدْ أو بالسين وسَوْفَ]، فتجب الفاء في الجزاء كما تقول: «إِنْ تَأْتِنِيْ فَأَنْتَ مُكْرَمٌ»، و «إِنْ رَأَيْتَ زَيْدًا فَأَكْرِمْهُ»، و «إِنْ أَتَاكَ عَمْرٌو فَلَا تُهِنْهُ»، و «إِنْ أَكْرَمْتَنِيْ فَجَزاكَ اللّه خَيْرًا»، [و «فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ» (٢)، و «وَمَا يَفْعَلُوْا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوْهُ» (٣)، و «إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ ... ، فَعَسَى رَبِّيْ أَنْ يُّؤْتِيَنِ ... » (٤)، و «إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ» (٥)، و «وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللّه» (٦)]. __________ (١) ومن جوازم الفعل المضارع ما يجزم فعلين مضارعين أدوات الشرط، وهي: إن: نحو: «وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوْهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللّه» [القرآن الكريم، البقرة (٢): ٢٨٤]، وإذ ما: نحو: «وإنك إذ ما تأت ما أنت أمر به تلف من إياه تأمر أتيا، وهما حرفان، ومن: نحو: «مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ» [القرآن الكريم، النساء (٤): ١٢٣]، وما: نحو: «وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَّعْلَمْهُ اللّه» [القرآن الكريم، البقرة (٢): ١٩٧]، ومهما: نحو: «وَقَالُوْا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِيْنَ» [القرآن الكريم، الأعراف (٧): ١٣٢]، ومتى: نحو: «متى تأته تجد خيرًا، وإيان: نحو: «إنان نؤمنك تأمن غيرنا»، وأين: نحو: «أين تجلس أجلس»، وإني: نحو: «إني تكن أدركك»، وكيفما: نحو: «كيفما تكن يكن قرينك»، وأي: نحو: «أي أمري يخدم تخدمه»؛ وهذه كلها أسماء. (٢) القرآن الكريم، يونس (١٠): ٧٢ (٣) القرآن الكريم، آل عمران (٣): ١١٥ (٤) القرآن الكريم، الكهف (١٨): ٣٩ - ٤٠ (٥) القرآن الكريم، يوسف (١٢): ٧٧ (٦) القرآن الكريم، التوبة (٩): ٢٨ الباب الثاني: في عمل الأفعالاعلم أن كل فعل عامل، والأفعال في العمل قسمان: القسم الأول: المعروفاعلم أن الفعل المعروف كان لازما أو متعديا يرفع الفاعل، مثل: «قَامَ زَيْدٌ»، وينصب الأسماء الستة: الأول: المفعول المطلق، كـ «قَامَ زَيْدٌ قِيَامًا»، و «ضَرَبَ زَيْدٌ ضَرْبًا». والثاني: المفعول فيه، مثل: «صُمْتُ يَوْمَ الْجُمْعَةِ»، و «جَلَسْتُ فَوْقَكَ». والثالث: المفعول معه، مثل: «جَاءَ الْبَرْدُ وَالْجُبَّاتِ» أَيْ مَعَ الْجُبَّاتِ. والرابع: المفعول له، مثل: «قُمْتُ إِكْرَامًا لِّزَيْدٍ»، و «ضَرَبْتُهُ تَأْدِيْبًا». والخامس: الحال، مثل: «جَاءَ زَيْدٌ رَاكِبًا». والسادس: التمييز؛ إذا وقع شك في نسبة الفعل إلى الفاعل، مثل: «طَابَ زَيْدٌ نَفْسًا». وأما الفعل المتعدي، فينصب المفعول به، مثل: «ضَرَبَ زَيْدٌ عَمْرً»، بخلاف الفعل اللازم. فصل: [في المنصوبات]اعلم أن الفاعل: اسم يكون قبله فعل مسند إليه، بطريق قيامه به، مثل: «زَيْدٌ» في: «ضَرَبَ زَيْدٌ». والمفعول المطلق: مصدر يكون في معنى فعل واقع قبله، مثل: «ضَرْبًا» في «ضَرَبْتُ ضَرْبًا»، و «قِيَامًا» في: «قُمْتُ قِيَامًا». والمفعول فيه: اسم يقع الفعل المذكور فيه، ويُسمَّى ظرفًا أيضًا؛ والظرف قسمان: ١ - ظرف زمان، مثل: «يَوْمَ» في: «صُمْتُ يَوْمَ الْجُمْعَةِ»، ٢ - وظرف مكان، مثل: «عِنْدَكَ» في «جَلَسْتُ عِنْدَكَ». والمفعول معه: اسم يذكر بد الواو، بمعنى مع مثل: «وَالْجُبَّاتِ» في: «جَاءَ الْبَرْدُ وَالْجُبَّاتِ»، أَيْ مَعَ الْجُبَّاتِ. والمفعول له: اسم يدل على شيء يكون سببًا للفعل المذكور، مثل: «إِكْرَامًا» في: «قُمْتُ إِكْرَامًا لِّزَيْدٍ». والحال: اسم نكرة، يدل على هيئة الفاعل، مثل: «رَاكِبًا» في: «جَاءَ زَيْدٌ رَاكِبًا»؛ أو المفعول مثل: «مَشْدُوْدًا»، في: «ضَرَبْتُ زَيْدًا مَشْدُوْدًا»؛ أوكليهما، مثل: «رَاكِبَيْنِ» في: «لَقِيْتُ زَيْدًا رَاكِبَيْنِ». ويسمى الفاعل والمفعول ذو الحال، ويكون معرفة غالبا، وإن كان ذو الحال نكرة، يقدم الحال عليه، مثل: «جَاءَنِيْ رَاكِبًا رَّجُلٌ»، وقد يكون الحال جملة، مثل: «رَأَيْتُ الْأَمِيْرَ وَهُوَ رَاكِبٌ» (١). والتميز: اسم يرفع الإبهام من عدد، مثل: «عِنْدِيْ أَحَدَ عَشَرَ دِرْهَمًا»؛ أو من وزن، مثل: «عِنْدِيْ رِطْلٌ زَيْتًا»؛ أو من كيل، مثل: «عِنْدِيْ قَفِيْزَانِ بُرًّا»؛ أو من مساحة، مثل: «مَا فِي السَّمَاءِ قَدْرَ رَاحَةٍ سَحَابًا» (٢). والمفعول به: اسم وقع عليه فعل الفاعل، مثل: «ضَرَبَ زَيْدٌ عَمْرًا». اعلم إنَّ هذه المنصوبات تقع بعد تمام الجملة، وأصل الجملة تتمُّ بالفعل والفاعل (٣) ولهذا يقول النحاة: اَلْمَنْصُوْبَ فَضْلَةٌ. __________ (١) وجملة الحال تكون اسمية كما في المثال أو فعلية نحو: ولا تمنن تستكثر، فجملة تستكثر في محل نصب حل، نحو: جاء خالد يحمل كتابا. (٢) أو يرفع الإبهام عن نسبة كقوله تعالى: «وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا» [القرآن الكريم، سورة مريم (١٩): ٤]، وقوله: «وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا» [القرآن الكريم، سورة القمر (٥٤): ١٢]. (٣) الجملة أما اسمية وأما فعلية، فالاسمية تتكون من ركنين أساسين: هما المبتدأ، والخبر؛ والفعلية تتكون من فعل وفاعل. فصل: [في أقسام الفاعل]اعلم أن الفاعل قسمان: ١ - مظهر، مثل: «ضَرَبَ زَيْدٌ». ٢ - ومضمر بارز، مثل: «ضَرَبْتُ»؛ ومضمر مستتر، مثل: «زَيْدٌ ضَرَبَ»، فاعل «ضَرَبَ» هَوَ مستتر فيه (١). اعلم إن كان الفاعل مؤنثًا حقيقيًا، أو ضميرًا لمؤنث [أو ضمير جمع تكسير لمذكر غير عاقل] يلزم تأنيث الفعل، نحو: «قَامَتْ هِنْدُ»، و «هِنْدُ قَامَتْ»، أي هِيَ [وبك ابتهجت الأيام]. وإن كان مظهرًا مؤنثًا غير حقيقي، أو في المظهر جمعًا مكسرًا [أو مؤنثًا حقيقيًا وفصل عن فعله بغير إلَّا، أو كان الفعل من باب نعم]، فيجوز فيه التذكير والتأنيث، مثل: «طَلَعَ الشَّمْسُ»، و «طَلَعَتِ الشَّمْسُ»، و «قَالَ الرِّجَالُ»، و «قَالَتِ الرِّجَالِ» [وقَالَ الْخَبْرَ فَاطِمَةُ أو قَالَتْ، ونعم هندُ ونعمت هندُ]. القسم الثاني: المجهولاعلم أن الفعل المجهول يرفع المفعول به مكان الفاعل، وينصب الباقي، مثل: «ضُرِبَ زَيْدٌ يَوْمَ الْجُمْعَةِ، أَمَامَ الْأَمِيْرِ، ضَرْبًا شَدِيْدًا، فِيْ دَارِهِ، تَأْدِيْبًا، وَالْخَشْبَةَ». ويسمَّى فعلَ ما لم يسمَّ فاعلُه، ومرفوعه مفعول ما لم يُسمَّ فاعله (٢). __________ (١) وهناك الفاعل المؤول وهو أن يأتي الفعل، ويكون فاعله مصدرا مفهوما من الحرف المصدري وأن + إن + ما + لو + كي مع ما دخل عليه، نحو: يحسن أن تجتهذ، فالفاعل المصدر المؤول من أن والفعل تجتهد أي يحسن إجتهادك. الفاعل إذا كان ضميرًا مستترًا فهو على ضربين. ١ - مستتر جوازًا ويكون في الماضي والمضارع المسندين إلى الواحد الغائب والواحدة الغائبة، مثل: «جاء»، «يجيء». ٢ - مستتر وجوبًا ويكون في: المضارع والأمر المسندين إلى الواحد المخاطب، مثل: «تكتب»، «أكتب»؛ وفي المضارع المسند إلى المتكلم مفردًا أو جمعًا، مثل: «أكتب، «نكتب؛ وفي اسم الفعل المسند إلى متكلم أو مخاطب، مثل: «أف»، «وصه»؛ وفي فعل التعجب على وزن أفعل، نحو: «ما أحسن العلم»؛ وفي أفعال الإستثناء: خلا، وعدا، وحاشا, نحو: جاء القوم ما خالا سعيدًا. (٢) ويسمى نائب الفاعل. فصل: [في أقسام المتعدي]اعلم أن الفعل المتعدي أربعة أقسام: أولها: يتعدي إلى مفعول واحد، مثل: «ضَرَبَ زَيْدًا عَمْرًا». وثانيها: يتعدي إلى مفعولين، يجوز فيه الاقتصار على أحدهما، مثل: «أَعْطَى» وما في معناه (١) نحو: «أَعْطَيْتُ زَيْدًا دِرْهَمًا»، يجوز «أَعْطَيْتُ دِرْهَمًا» أيضًا. وثالثها: يتعدي إلى مفعولين (٢) ولا يجوز الاقتصار على أحدهما، وهذا في أفعال القلوب (٣) مثل: عَلِمْتُ، وظَنَنْتُ، وحَسِبْتُ، وخِلْتُ، وزَعَمْتُ، ورَأَيْتُ، ووَجَدْتُ (٤)، نحو: «عَلِمْتُ زَيْدًا فَاضِلًا»، و «ظَنَنْتُ زَيْدًا قَائِمًا». __________ (١) هذه الأفعال تنصب مفعولين ليس أصلها مبتدأ وخبرا، وتسمى أفعال المنح أو المنع منها: أعطى وسأل، ومنح، وكسا، وألبس، وعلم، مثل: منحت المجتهد جائزة، منعت الكسلان التنزه، كسوت الفقير ثوبًا، ألبست المجتهد وسامًا، علمت الطلاب الأدب. (٢) تنصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر أي تدخل على الجملة الاسمية، فتنصب المبتدأ والخبر مفعولين لها. (٣) وكذلك في أفعال التحويل: وهي الأفعال التي تكون بمعني صير وهي سبعة: صير، ورد، وتخذ، واتخذ، وجعل، ووهب، وترك، مثل: صيرت العدو صديقا، وقول الشاعر: «فَرَدَّ شُعُورَهُنَّ السُّودَ بِيْضًا ... وَرَدَّ وُجُوهَهُنَّ البِيْضَ سُوْدَا». [قاله عبد اللّه بن الزبير الأسدي؛ نقله أَبو تَمَّام في «ديوان الحماسة» (٣٩٠)] «وَرَبَّيْتُهُ حَتَّى إِذَا مَا تَرَكْتُهُ ... أَخَا الْقَوْمِ وَاسْتَغْنَى عَنِ الْمَسْحِ شَارِبُهْ». [قاله فرعان بن الأعرف؛ نقله أَبو تَمَّام في «ديوان الحماسة» (١٨٤)] وقوله تعالى: «وَاتَّخَذَ اللّه إِبْرَاهِيْمَ خَلِيْلًا» [القرآن الكريم، سورة النساء (٤): ١٢٥]، وتخذت محمدًا صديقًا، وقوله تعالى: «فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنْثُوْرًا» [القرآن الكريم، سورة الفرقان (٢٥): ٢٣]، ووهبني اللّه فداء المخلصين. (٤) أفعال القلوب نوعان: نوع يفيد اليقين: وهي: رأي، وعلم، ودري، وتعلم، ووجد، وألفي، مثل: «رأيت اللّه أكبر كل شيء ... محاولة وأكثره جنودا». [نقله ابن الجواليقي في «شرح أدب الكاتب لابن قتيبة» (١٨)] وقوله تعالى: «فَإِنْ عَلِمْتُمُوْهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ» [القرآن الكريم، سورة الممتحنة (٦٠): ١٠]. وقول الشاعر: «دريت الوفى العهد يا عمرو فاغتبط ... فإن اغتباط بالوفاء حميد». وقول الشاعر: «تعلم شِفَاء النَّفس قهر عدوها ... فَبَالغ بلطف فِي التحيل وَالْمَكْر». [نقله عبد القادر البغدادي في «خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب» (٩/ ١٢٩)] وجدت الصدق زينة العقلاء وألفيت قولك صوابًا ... ونوع يفيد الظن وهي تفيد رجحان وقوع الشيء وهي نوعان: ١ - نوع للظن واليقين؛ وهي: ظن، حسب، خال. ٢ - ونوع للظن فقط؛ وهي: جعل، مثل: قوله تعالى: «وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِيْنَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا» [القرآن الكريم، سورة الزخرف (٤٣): ١٩]، وحجا، مثل قوله: «قد كنت أحجو أبا عمرو أخا ثقة ... حتى المت بناء يومًا ملمات». وعد، مثل: فلا تعدد المولى شريكك في الغنى. وزعم، مثل: «زعمتني شيخا ولست بشيخ ... إنما الشيخ من يدب دبيبًا». وهب بلفظ الأمر، مثل: «فقلت أجرني أبا خالد ... وإلا فهبني أمراء هالكًا». ورابعها: يتعدي إلى ثلاثة مفاعيل، مثل: أَعْلَمُ، وأَرَى، وأَنْبَأَ، وأَخْبَرَ، وخَبَّرَ، ونَبَّأَ، وحَدَّثَ، مثل: «أَعْلَمُ اللّه زَيْدًا عَمْرًا فَاضِلًا». اعلم أن كل واحد من المفاعيل المذكورة مفعول به، ويجوز إقامة المفاعيل مقام الفاعل إلا الثاني من باب عَلِمْتُ، والثالث من باب أَعْلَمْتُ، والمفعول له والمفعول معه. والمفعول الأول من باب أَعْطَيْتُ أفصح بمفعولية ما لم يسمَّ فاعله من الثاني. فصل: [في بيان الأفعال الناقصة]وهي سبعة عشر [عشرون] فعلا: كَانَ، وصَارَ، وظَلَّ، وبَاتَ، وأَصْبَحَ، وأَضْحَى، وأَمْسَى، وعَادَ، وآضَ، وغَدَا، ورَاحَ، ومَا زَالَ، ومَا أَنْفَكُّ، ومَا بَرِحَ، ومَا فَتِيَ، ومَا دَامَ، ولَيْسَ، [واسْتَحَالَ، وقَعَدَ، وحَارَ]. وهذه الأفعال لا تتم بالفال وحده، بل تحتاج إلى الخبر، فلهذا سميت ناقصة، وتدخل على الجملة الاسمية، فترفع المسند إليه، وتنصب المسند، نحو: «كَانَ زَيْدٌ قَائِمًا»، ويُسمى المرفوع اسم كَانَ، والمنصوب خبرها، وقس عليه البواقي. واعلم أن بعضها قد يتم بالفاعل وحده، مثل: «كَانَ مَطَرٌ» أي حَصَلَ، فتسمى كان تامة، وقد تأتي كَانَ زائدة. (١) __________ (١) تزاد كان بشرطين: أن تكون بلفظ الماضي، نحو: ما كان أصح علم من تقدم، وأن تكون بين شيئين متلازمين ليسا جارًا ومجورًا، نحو: ما كان اعدل عمر فزيدت بين ما وفعل التعجب. وتزاد بين نعم وعاعلها، وبين الفعل ونائب الفاعل، وبين الصفة والموصوف؛ إذا زيدت فلا عمل لها ويكون معناها التوكيد. فصل: [في بيان أفعال المقاربة]اعلم أن أفعال المقاربة (١) أربعة: عَسَى، وكَادَ، وكَرَبَ، وأَوْشَكَ. وهذه الأفعال تدخل على الجملة الاسمية، مثل: «كَانَ»؛ فترفع الاسم، وتنصب الخبر، إلّا أَنَّ خبرها يكون فعلا مضارعا مع أَنْ (٢)، مثل: «عَسَى زَيْدٌ أَنْ يَّخْرُجَ»، أو بلا أَنْ، مثل: «عَسَى زَيْدٌ يَخْرُجُ» (٣). ويجوز أن يقع الفعل المضارع مع أَنْ فاعلًا لـ عَسَى، ولا تحتاج إلى الخبر، مثل: «عَسَى أَنْ يَّخْرُجَ زَيْدٌ» (٤)، وهذا في محل الرفع بتأويل المصدر. فصل: [في بيان أفعال المدح والذم]اعلم أن أفعال الذم أربعة: نِعْمَ، وحَبَّذَا للمدح، وبِئْسَ، وسَاءَ (٥) للذم. وكل ما يقع بعد الفاعل يسمى مخصوصًا بالمدح (٦)، أو مخصوصا بالذم (٧). والشرط أن يكون فاعله معرّفًا باللام، مثل: «نِعْمَ الرَّجُلُ زَيْدٌ»، أو مضافًا إلى المعرفة باللام، مثل: «نِعْمَ صَاحِبُ الْقَوْمِ زِيْدٌ»، أو ضميرا مستترا مميزا بنكرة منصوبة، مثل: «نِعْمَ رَجُلًا زَيْدٌ»؛ وفيه فاعل «نِعْمَ» «هُوَ» مستتر فيه، و «رَجُلًا» منصوب على التمييز، لأن «هُوَ» مبهم، و «حَبَذَّا زَيْدٌ»، «حَبَّ» فعل المدح، و «ذَا» فاعله، و «زَيْدٌ» مخصوص بالمدح (٨)، وكذلك «بِئْسَ الرَّجُلُ زَيْدٌ»، و «سَاءَ الرَّجُلُ عَمْرٌو». __________ (١) أفعال المقاربة: كاد وأخواتها، وليست كلها تفيد المقاربة، وقد سمي مجموعها بذلك تغليبا لنوع من أنواع هذا الباب على غيره، لشهرته استعماله، وهي ثلاثة أنواع: ١ - أفعال المقاربة: وهي: كاد، أوشك، كرب. ٢ - أفعال الرجاء: وهي: عسى، حرى، أخلولق. ٣ - أفعال الشروع: أنشا، علق، طفق، أخذ، هب، بدأ، ابتدأ، جعل، قام، انبري. (٢) أي مصدرًا مؤولًا من أن والفعل المضارع. (٣) أي جملة فعلية فعلها مضارع. (٤) وتكون عسى بذلك تامة ومنه قوله تعالى: «وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوْا شَيْئًا وَّهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ» [القرآن الكريم، سورة البقرة (٢): ٢١٦]، فالمصدر المؤول من «أَنْ» والفعل «تَكْرَهُوْا» فاعل «عَسَى» التامة. (٥) وهناك فعل خامس للذم هو حبدا. (٦) كل ما يقع بعد فاعل المدح يسمى مخصوصًا بالمدح. (٧) كل ما يقع بعد فاعل الذم يسمى مخصوصًا بالذم. (٨) المخصوص بالمدح أو الذم يعرب إما مبتدأ مؤخر؛ خبره الجملة الفعلية المكونة من فعل المدح أو الذم مع فاعلها، وإما خبرا لمبتدأ محذوف تقديره الممدوح أو المذموم. فصل: [في بيان افعل في التعجب]اعلم أَنَّ أَفْعَلُ في التعجب صيغتان من مصادر الفعل الثلاثي المجرد. الأول: ما أَفْعَلَهُ، مثل: «مَا أَحْسَنَ زَيْدًا»، تقديره: أَيُّ شَيْءٍ أَحْسَنَ زَيْدًا. «مَا» بمعنى شيء في محل الرفع بالابتداء، و «أَحْسَنَ» في محل الرف خبر المبتدأ (١)، وفاعل أَحْسَنَ» «هُوَ» ضمير مستتر فيه وجوبًا، و «زَيْدًا» مفعول به. والثاني أَفْعِلْ بِهِ (٢)، مثل: «أَحْسِنْ بِزَيْدٍ»، «أَحْسِنْ» صيغة الأمر بمعنى الخبر، وتقديره: أَحَسَنَ زَيْدٌ أي صَارَ ذَا حُسْنٍ، والباء زائدة. __________ (١) تعرب مثل هذه الصيغة كما يلي: مَا: نكرة مبنية في محل رفع مبتدأ. أَحْسَنَ: فعل ماض جامد مبني، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره هو. زَيْدًا: مفعول به منصوب. وجملة أَحْسَنَ زَيْدًا في محل رفع خبر المبتدأ مَا. (٢) تعرب مثل هذه الصيغة كما يلي: أَحْسِنْ: فعل ماض جامد جاء على صيغة الأمر مبني. الباء: حرف جر زائد. زَيْدٍ: فاعل مرفوع، وعلامة الرفع رفعه الضمة المقدرة. الباب الثالث: في عمل الأسماء العاملةوهي أحد عشر قسما: القسم الأول: الأسماء الشرطية بمعنى إِنَّ،وهي تسعة: مَنْ، ومَا، وأَيْنَ، ومَتَى، وأَيُّ، وأَنَّى، وإِذْ مَا، وحَيْثُمَا، ومَهْمَا. وهي تجزم الفعل المضارع (١)، مثل: «مَنْ تَضْرِبْ أَضْرِبْ»، و «مَا تَفْعَلْ أَفْعَلْ»، و «أَيْنَ تَجْلِسْ أَجْلِسْ»، و «مَتَى تَقُمْ أَقُمْ»، و «أَيُّ شَيْءٍ تَأْکُلْ أَکُلْ»، و «أَنَّى تَکْتُبْ أَکْتُبْ»، و «إِذْ مَا تُسَافِرْ أُسَافِرْ»، و «حَيْثُمَا تَقْصِدْ أَقْصِدْ»، و «مَهْمَا تَقْعُدْ أَقْعُدْ». والقسم الثاني: أسماء الأفعال بمعنى الماضي،مثل: هَيْهَاتَ؛ أي بَعُدَ، وشَتَّانَ؛ في أَفْتَرَقَ، وسَرْعَانَ؛ أي سَرَعَ. وهي ترفع الاسم على الفاعلية، مثل: «هَيْهَاتَ يَوْمُ الْعِيْدِ»؛ أي بَعُدَ. والقسم الثالث: أسماء الأفعال بمعنى أمر الحاضر،مثل: رُوَيْدَ، وبَلْهَ، وحَيَّهَلْ، وعَلَيْكَ، ودُوْنَكَ، مثل: «رُوَيْدَ زَيْدًا» أي أَمْهِلْهُ. وهي تنصب الاسم على المفولية. والقسم الرابع: اسم الفاعل بمعنى الحال أو الاستقبال؛يعمل عمل الفعل المعروف، إذا اعتمد على لفظ قبله وذلك اللفظ: إما أن يکون مبتدأ، کما في «زَيْدٌ قَائِمٌ أَبُوْهُ» في اللازم، و «زَيْدٌ ضَارِبٌ أَبُوْهُ عَمْرًا» في المتعدي. أو موصوفا، مثل: «مَرَرْتُ __________ (١) الأدوات التي تجزم الفعل المضارع وتسمى أدوات الشرط قسمان: حروف؛ وهي: إِنْ، وأسماء؛ ومنها أيضًا أَيَّانَ، نحو قوله: أيان نؤمنك تأمن غيرنا ومتى ... لم تطلب الأمن منا لم تزل حذرا [قاله أبو عبد اللّه محمد بن محمد بن بيبش العبدري كما نقل إبراهيم بن موسى الشاطبي في «الإفادات والإنشادات»] وكَيْفَمَا: يجزم بها الكفوفيون، نحو: كَيْفَمَا تَكُنْ يَكُنْ قَرِيْنُكَ. وإِذَا: يجزم بها في الشعر، نحو قوله: واسْتَغْنِ ما أَغْناكَ رَبُّكَ بالغِنَى ... وإِذَا تُصِبْك خَصاصَةٌ فَتَجَمَّلِ [قاله عبد قيس بن خفاف، كما نقل الأصمعي في «الأصمعيات اختيار الأصمعي» (٢٣٠) (٨٧) (رقم: ١٠)] وقد يجزم بها في النثر على قلة ومنه حديث علي رضي اللّه عنه وفاطمة رضي اللّه عنها: «إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا، أَنْ تُكَبِّرَا اللّه أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ» [أخرجه مسلم في «الصحيح» (٤/ ٢٠٩١) (رقم: ٨٠ - ٢٧٢٧)] بِرَجُلٍ أَبُوْهُ بَكْرًا». أو موصولا، مثل: «جَاءَنِي القَائِمُ أَبُوْهُ»، و «جَاءَنِي الضَّارِبُ أَبُوْهُ عَمْرًا». أو ذا الحال، مثل: «جَاءَنِيْ زَيْدٌ رَاكِبًا غُلَامُهُ فَرْسًا». أو همزة الاستفهام، مثل: «أَضَارِبٌ زَيْدٌ عَمْرًا». أو حرف النفي، مثل: «مَا قَائِمٌ زَيْدٌ»؛ ويعمل «قَائِمٌ و «ضَارِبٌ کما عمل «قَامَ» و «ضَرَبَ». والقسم الخامس: اسم المفعول بمعني الحال والاستقبال،يعمل عمل فعله المبني للمجهول بشرط الاعتماد المذكر في اسم الفاعل مثل: «زَيْدٌ مَّضْرُوْبٌ أَبُوْهُ»، و «عَمْرٌو مُّعْطَىً غُلَامُهُ دِرْهَمًا»، و «بَكْرٌ مَعْلُوْمُ ابْنُهُ فَاضِلًا»، و «خَالِدٌ مُّخْبَرٌ ابْنُه عَمْرًا فاضِلًا»؛ يعمل «مَضْرُوْبٌ» و «مُعْطَىً» و «مَعْلُوْمٌ» و «مُخْبَرٌ کما عمل «ضُرِبَ»، و «أُعْطِيَ»، و «عُلِمَ»، و «أُخْبِرَ». والقسم السادس: الصفة المشبَّهة،وهي تعمل عمل فعلها بشرط الاعتماد المذكور في اسم الفاعل، مثل: «زَيْدٌ حَسَنٌ غُلَامَهُ»، يعمل «حَسَنٌ» کما عمل «حَسُنَ». والقسم السابع: اسم تفضيل،واستعماله علي ثلاثة أوجه: ١ - إما بـ مَنْ، مثل: «زَيْدٌ أَفْضَلُ مِنْ عَمْرٍو». ٢ - وإما بالألف واللام، مثل: «جَاءَنِيْ زَيْدٌ الْأَفْضُلُ». ٣ - وإما بالإضافة، مثل: «زَيْدٌ أَفْضَلُ الْقَوْمِ»، وعلمه يکون في الفاعل، وهو «هُوَ» فاعل «أَفْضَلُ» مستتر فيه. والقسم الثامن: المصدر،إن لم يکن مفعولا مطلقا، فيعمل عمل فعله، مثل: «أَعْجَبَنِيْ ضَرْبُ زَيْدٍ عَمْرًا». والقسم التاسع: الاسم المضاف،وهو يجر المضاف إليه، مثل: جَاءَنِيْ غُلَامُ زَيْدٍ. واعلم ههنا لَامٌ محذوفة في الحقيقة، والتقدير: غُلَامٌ لِزَيْدٍ. والقسم العاشر: الاسم التام،وهو ينصب التميز، وتمامه: إما بالتنوين، مثل: مَا فِي السَّمَاءِ قَدْرُ رَاحَةٍ سَحَابًا. وإما بتقدير التنوين، مثل: عِنْدِيْ أَحَدَ عَشَرَ رَجُلًا، وزَيْدٌ أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا. وإما بنون التثنية، مثل: عِنْدِيْ قَفِيْزَانِ بُرًّا. وإما بنون الجمع، مثل: «هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا» (١). وإما بما يشابه نون الجمع، مثل: «عِنْدِيْ عِشْرُوْنَ دِرْهَمًا إلى تِسْعِيْنَ». وإما بالإضافة، نحو: «عِنْدِيْ مِلْؤُهُ عَسَلًا». __________ (١) القرآن الكريم، سورة الكهف (١٨): ١٠٣ والقسم الحادي عشر: أسماء الكناية من العدد،وهي كَمْ وكَذَا. اعلم أن كَمْ قِسْمَانِ: ١ - استفهامية: وهي تنصب التمييز، مثل: «كَمْ رَجُلًا عِنْدَكَ»، وكذلك كَذَا، نحو: «عِنْدِيْ کَذَا دِيْنَارًا». ٢ - وخبرية: وهي تجر التمييز، مثل: «كَمْ مَالٍ أَنْفَقْتَ»، و «كَمْ دَارٍ بَنَيْتُ». وقد تدخل من الجارة على تمييز الخبرية کقوله تعالى «كَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ» (١). القسم الثاني: في العوامل المنويةاعلم أن العوامل المعنوية قسمان: الأول: الابتداء، أي خلو الاسم عن العوامل اللفظية، فيرفع المبتدأ والخبر، مثل: «زَيْدٌ قَائِمٌ»، فـ «زَيْدٌ» مبتدأ مرفوع بالابتداء، «قَائِمٌ» خبر مرفوع أيضًا بالابتداء. وفي هذا مذهبان آخران: الأول: الابتداء عامل في المبتدأ، والمبتدأ عامل في الخبر. والثاني: كل واحد من المبتدأ والخبر عامل في الأخر. والثاني: خلو الفعل المضارع من الناصب والجازم؛ يرفع الفعل المضارع، مثل: «يَضْرِبُ زَيْدٌ»، «يَضْرِبُ» مرفوع لأنه خالٍ من الناصب والجازم. تمت عوامل النحو بتوفيق اللّه تعالى وعونه. __________ (١) القرآن الكريم، سورة النجم (٥٣): ٢٦ |