١- فصل: [في أقسام كلام العرب]اعلم أن اللفظ المستعمل في كلام العرب؛ قسمان: ١ - مفرد، ٢ - ومركب. فالمفرد: لفظ منفرد يدل على معنى واحد مفرد، يقال له الكلمة أيضًا، والكلمة على ثلاثة أقسام: ١ - اسم (١)، مثل: «رَجُلٌ»، ٢ - وفعل (٢)، مثل: «ضَرَبَ»، ٣ - وحرف (٣)، مثل: «هَلْ»؛ كما علمتَ في علم الصرف. وأمّا المركب: لفظ يتركب من كلمتين أو أكثر. والمركب قسمان: ١ - مفيد، ٢ - وغيرُ مفيدٍ. فالمركب المفيد: هو الذي إذا سكت عليه القائل يحصل للسامع له خبر أو طلب، يسمي جملة، وكلامًا أيضًا. فالجملة علي قسمين: ١ - خبرية، ٢ - وإنشائية. فصل: [في أقسام المركب المفيد]اعلم أن الجملة الخبرية: ما يتصف قائلها بالصدق أو الكذب. وهي نوعان: الأول: ما كان جزءه الأول اسمًا، فتسمى جملة اسمية، مثل: «زَيْدٌ عَالِمٌ»؛ جزءه الأول مسند إليه ويسمي مبتدأ، وجزءه الثاني مسند ويسمي خبًرا. والثاني: ما كان جزءه الأول فعلًا، فتسمى جملة فعلية، مثل: «ضَرَبَ زَيْدٌ»؛ جزءه الأول مسند ويقال له الفعل، وجزءه الثاني مسند إليه ويقال له الفاعل. اعلم أن المسند حكم (٤)، والمسند إليه ما يحكم عليه. والاسم يكون مسندًا ومسندًا إليه. والفعل يكون مسندًا، لا مسندًا إليه، والحرف لا يكون مسندًا ولا مسندًا إليه. __________ (١) الاسم: ما دل على معنى في نفسه، من غير اقتران بزمان، مثل: محمّد، حصان، ذكاء، حجر. (٢) الفعل: ما دل على معنى في نفسه «حدوث عمل» مقترن بزمان، مثل: صلى، صام، يصوم، أشهَدُ. (٣) الحرف: ما دل على معنى في غيره، وليس له علامة يتميَّز بها، كما للفعل والاسم. (٤) الإسناد: هو الحكم بشيء على شيء كالحكم على القرآن بأنه معجزة محمد صلى اللّه عليه وسلم في قولنا: القرآن معجزة محمد صلى اللّه عليه وسلم، والمحكوم به يسمى مسندًا، والمحكوم عليه يسمى مسندًا إليه، ففي المثال حكمنا على القرآن بأنه معجزة محمد صلى اللّه عليه وسلم، فالقرآن محكوم عليه؛ أي مسند إليه، ومعجزة محكوم به أي مسند. اعلم أن الجملة الإِنشائية: ما لا يتصف قائلها بالصدق أو الكذب. وهي على أقسام: - الأَمْرُ، مثل: «إِفْعَلْ»، - والنهي، مثل: «لَا تَضْرِبُ»، - والإستفهام، مثل: «هَلْ ضَرَبَ زَيْدٌ؟»، - والتمنّي، مثل: «لَيْتَ زَيْدًا حَاضِرٌ»، - والتَّرجّي، مثل: «لَعَلَّ عَمْرًا غَالِبٌ»، - والعقود، مثل: «بِعْتُ وَاشْتَرَيْتُ»، - والنداء، مثل: «يَا اللّه!»، - والعرض، مثل: «أَلَا تَنْزِلَ بِنَا فَتُصِيْبَ خَيْرً»، - والقسم، مثل: «وَاللّه لَأَضْرِبَنَّ زَيْدً»، - والتعجب، مثل: «مَا أَحْسَنَهُ، وَأَحْسِنْ بِهِ!». |