٤ الباب الاول في الصحيح{الباب الاول في الصحيح} الصحيح هو الذي ليس في مقابلة الفاء والعين واللام حرف علّة والتضعيف والهمزة نحو ضَرَبَ واختصّ الفاء والعين واللام للوزن حتى يكون فيه من حروف الشفة والوسط والحلق شيء فقولنا الضرب مصدر يتولد منه الاشياء التسعة وهو اصل في الاشتقاق عند البصريّين لان مفهومه واحد ومفهوم الفعل متعدّد لدلالته على الحدث والزمان والواحد قبل المتعدّد واذا كان اصلا للافعال يكون اصلا لمتعلقاتها او لانّه اسم والاسم مستغن عن الفعل ٥وأيضا يقال له مصدر لان هذه الاشياء تصدر عنه الاشتقاق ان تجد بين اللفظين تناسبا في اللفظ والمعنى وهو على ثلاثة أنواع صغير وهو ان يكون بينهما تناسب في الحروف والترتيب نحو ضَرَبَ من الضرب وكبير وهو ان يكون بينهما تناسب في اللفظ والمعنى دون الترتيب نحو جَبَذَ من الجذب واكبر وهو ان يكون بينهما تناسب في المخرج نحو نَعَقَ من النهق والمراد بالاشتقاق المذكور هنا اشتقاق صغير قال الكوفيون ينبغي ان يكون الفعل اصلا لان اعلاله مدار الاعلال المصدر ٦وجودا وعدما اما وجودا ففي يعد عدة وقام قياما واما عدما ففي يوجل وجلا وقاوم قوما ومداريته تدل على اصالته وأيضا يؤكد الفعل به نحو ضَرَبْتُ ضَرْباً وهو بمنزلة ضربت ضربت والمؤكد اصل دون المؤكد ويقال له مصدر لكونه مصدورا عن الفعل كما قالوا امشرب عذب ومركب فاره اي مشروب ومركوب قلنا في جوابهم اعلال المصدر للمشاكلة لا لمداريّته كحذف الواو في تعد والهمزة في يكرم والمؤكديّة لا تدل على الاصالة في الاشتقاق بل في الاعراب كما في جاءني زيد زيد وقولهم مشرب عذب ومركب فاره ٧من باب جرى النهر وسال الميزاب ومصدر الثلاثي كثير وعند سيبويه ترتقي اثنين وثلثين بابا نحو قَتْلٍ وفِسْقٍ وشُعْلٍ ورَحْمَةٍ ونِشْدَةٍ وكُدْرَةٍ ودَعْوَى وذِكْرى وبُشْرَى ولَيَّانٍ وحِرْمَانٍ وغُفْرَانٍ ونَزَوَانٍ وطَلَبٍ وحَنِقٍ وصِغَرٍ وهُدَى وغَلَبَةٍ وسَرِقَةٍ وذَهَابٍ وصِرَافٍ وسُؤَالٍ وزهَادَةٍ ودِرَايَةٍ ودُخُولٍ وقَبُولٍ ووجِيفٍ وصُهُوبَةٍ ومَدْخَلٍ ومَرْجِعٍ ومَسْعَاةٍ ومَحْمِدَةٍ ويجيء على اسمي الفاعل والمفعول نحو قُمْتُ قَائِمًا ونحو قوله تعالى بِاَيُّكُمْ المَفْتُونُ ويجيء للمبالغة نحو التهذار والتّلعاب والحثيثي ٨والدليلي ومصدر غير الثلاثي يجيء على سنن واحد الاّ في كلّم يجيء كلاما وفي قاتل قتالا وقيتالا وفي تحمّل تحمّالا وفي زلزل زلزالا (الافعال التي تشتق من المصدر خمسة وثلثون بابا ستة للثلاثي نحو ضَرَبَ يَضْرِبُ وقَتَلَ يَقْتُلُ وعَلِمَ يَعْلَمُ وفَتَحَ يَفْتَحُ وكَرُمَ يَكْرُمُ وحَسِبَ يَحْسِبُ وتسمى الثلاثة الاول دعائم الابواب لاختلاف حركاتهنّ في الماضي والمستقبل وكثرتهنّ وفتح يفتح لا يدخل في الدّعائم لانعدام اختلاف الحركات وانعدام مجيئه بغير حرف الحلق واما ركن يركن وابى يأبى فمن اللغات ٩المتداخلة والشّواذ وامّا بقى يبقى وفني يفنى وقلى يقلي فلغات بني طيّ وقد فرّوا من الكسرة الى الفتحة وكرم يكرم لا يدخل في الدعائم أيضا لانه لا يجيء الاّ من الطبائع والنعوت وحسب يحسب لا يدخل في الدّعائم لقلته وقد جاء فعل يفعل على لغة من قال كدت تكاد وهي شاذة كفضل يفضل ودمت تدوم واثنا عشر لمنشعبة الثلاثي نحو اَكْرَمَ وَقَطَعَ وَقَاتَلَ وَتَفَضَّلَ وَتَضَارَبَ وَانَصَرَفَ وَاحَتَقَرَ وَاسْتخْرَجَ وَاخْشضَوْشَنَ وَاجْلَوَّذَ وَاِحْمَارَّ وَاَحْمَرَّ ١٠اصلهما احمارر واحمرر فادغمتا للجنسية وتدلّ عليه ارعوى وهو ناقص من باب افعلّ ولا يدّغم لانعدام الجنسية وواحد لرباعي نحو دَحْرَجَ وثلثة لمنشعبة الرباعي نحو اِحْرَنْجَمَ واِقْشَعْرَ وتَدَحْرَجَ وستة لملحق دحرج نحو شَمْلَلَ وحَوْقَلَ وبَيْطَر وجَهْوَرَ وقَلْنَسَ وقلسى وخمسة لملحق تدحرج نحو تَجَلْبَبَ وتجورب وتشيطن وترهوك وتمسكن واثنان لملحق احرنجم نحو اِقْعَنْسَسَ واِسْلَنْقَى ومصداق الالحاق اتحاد المصدرين. ١١ فصل في الماضي١١وهو يجيء على اربعة عشر وجها نحو ضَرَبَ الى ضربنا وانما بني الماضي لفوات موجب الاعراب وعلى الحركة لمشابهته بالاسم في وقوعه صفة للنكرة نحو مَرَرْتُ بِرَجُلٍ ضَرَبَ وَضَارِبٍ وعلى الفتح لانه اخ السكون لان الفتحة جزء الالف والالف اخ السكون ولم يعرب لان اسم الفاعل لم يأخذ منه العمل بخلاف المستقبل لان اسم الفاعل اخذ منه العمل فاعطى الاعراب له عوضا او لكثرة مشابهته له يعني عرب المضارع لكثرة مشابهته باسم الفاعل وبني الماضي على الحركة لقلّة مشابهته له ١٢وبني الامر على السكون لعدم مشابهته له زيدت الالف والواو والنون في آخره حتى يدللن على هما وهمو او هنّ وضمّ الباء في ضربوا لاجل الواو بخلاف رموا لانّ الميم ليست بما قبلها وضمّ في رضوا وإن لم يكن الضاد بما قبلها حتّى لا يلزم الخروج من الكسرة الى الضمة كتب الالف في ضربوا للفرق بين واو الجمع وواو العطف في مثل حضر وتكلّم زيد وقيل للفرق بين واو الجمع وواو الواحد في مثل لم يدعو ولم يدعوا جعلت التاء علامة للمؤنث في ضربت لان التاء ١٣من المخرج الثاني والمؤنث أيضا ثان في التخليق وهذه التاء ليست بضمير كما يجيء واسكنت الباء في مثل ضربن وضربت حتّى لا يجتمع اربع حركات متواليات فيما هو كالكلمة الواحدة ومن ثمة لا يجوز العطف على ضميره بغير التأكيد لا يقال ضربت وزيد بل يقال ضربت أنا وزيد بخلاف ضربتا لان التاء فيه في حكم الساكن ومن ثمة يسقط الألف في مثل رمتا لكون الحركة عارضة الاّ في لغة رديّة يقول اهلها رماتا وبخلاف ضربك لانه ليس كالكلمة الواحدة لان ضميره منصوب وبخلاف ١٤هدبد وعلبط لان اصلهما هدابد وعلابط ثم قصر الالف للتخفيف كما في مخيط اصله مخياط وحذفت التاء في ضربن حتى لا يجتمع علامتا التأنيث كما في مسلمات وان لم يكونا من جنس واحد لثقل الفعل بخلاف حبليات لعدم الجنسية وسوى بين تثنيتي المخاطب والمخاطبة وبين الاخبارات لقلة الاستعمال في التثنية ووضع الضمائر للايجاز وعدم الالتباس في الاخبارات وزيدت الميم في ضربتما حتى لا يلتبس بالف الاشباع في مثل قول الشاعر: اخوك اخو مكاشرة وضحك * وحيّاك الاله فكيف انتا ١٥وخصّت الميم في ضربتما لانّ تحته انتما مضرمر وادخلت الميم في انتما لقرب الميم الى التاء في المخرج وقيل تبعا لهما يجيء وضمّت التاء في ضربتما لانها ضمير الفاعل وفتحت التاء في الواحد المخاطب خوفا من الالتباس بالمتكلم ولا التباس في التثنية وقيل اتّباعا للميم لان الميم شفوية فجعلوا حركة التاء من جنسها وهو الضمّ الشفوي زيدت الميم في ضربتم حتى يطّر بالتثنية وضمير الجمع في محذوف وهو الواو لانّ اصله ضربتموا فحذفت الواو لان الميم بمنزلة الاسم ولا يوجد في آخر الاسم واو وما قبلها ١٦مضموم الاّ هو ومن ثمة يقال في جمع دلو ادل اصله ادلو بخلاف ضربوا لانّ باءه ليست بمنزلة الاسم وبخلاف ضربتموه لان الواو خرج من الطرف بسب الضمير كما في العظابة وشدد نون ضربتن دون صربن لانّ اصله ضربتمن فادغم الميم في النون لقرب الميم من النون في المخرج ومن ثمة تبدّل الميم من النون في مثل عمبر لان اصله عنبر وقيل اصله ضربتن فاريد ان يكون ما قبل النون ساكنا ليطرد بجميع نونات النساء ولا يمكن اسكان تاء المخاطبة لاجتماع الساكنين ولا يمكن حذفها لانها علامة ١٧والعلامة لا تحذف فادخل النون لقرب النون من النون ثم ادغم زيدت التّاء في ضربت لان تحته انا مضمر ولا يمكن الزيادة من حروف انا للالتباس فاختير التاء لوجوده في اخواته زيدت النون في ضربنا لان تحته نحن مضمر ثم زيدت الالف حتى لا يلتبس بضربن وقيل لان تحته اننا مضمر وتدخل المضمرات في الماضي واخواته وهي ترتقي الى ستين نوعا لانها في الاصل ثلثة مرفوع ومنصوب ومجرور ثم يصير كل واحد منها اثنين نظرا الى اتّصاله وانفصاله فاضرب الاثنين في الثلثة حتى يصير ستّة ١٨ثمّ اخرج المجرور المنفصل حتى لا يلزم تقديم المجرور على الجارّ فبقى لك خمسة مرفوع متصل ومنفصل ومنصوب متصل ومنفصل ومجرور متّصل ثم انظر الى المرفوع المتصل وهو يحتمل ثمانية عشر وجها في العقل ستة في الغيبة وستة في المخاطب والمخاطبة وستة في الحكاية واكتفى بخمسة في الغائب والغائبة باشتراك التثنية لقلة استعمالها وكذلك في المخاطب والمخاطبة وفي الحكاية بلفظين نحو ضَرَبْتُ و ضَرَبْنَا لانّ المتكلّم يرى في اكثر الاحوال او يعلم بالصّوت انه مذكر او مؤنث ١٩فبقى لك اثنا عشر نوعا واذا صار قسم واحد من تلك القسمة اثنى عشر نوعا فيصير كل واحد منها مثل ذلك فيحصل لك بضرب الخمسة في اثنى عشر ستّون نوعا اثنا عشر للمرفوع المتّصل نحو ضَرَبَ الى ضربنا واثنا عشر للمرفوع المنفصل نحو ضَرَبَ الى نحن ضربنا الاصل في هو ان يقال هو هو اهو واو لكن جعل الواو ميما في الجمع لاتحاد مخرجهما واجتماع الواوين فصار هموا ثم حذفت الواو كما في ضربتموا وحملت التثنية عليه وقيل حتى يقع الفتحة على الميم القويّ ٢٠وادخل الميم في انتما كما مرّ في ضربتما وحمل الجمع عليه ولا يحذف واو هو لقلة حروفه من القدر الصالح ويحذف اذا تعانق بشيء آخر لحصول كثرة الحروف بالمعانقة مع وقوع الواو في الطّرف ويبقى الهاء مضموما على حاله نحو له ويكسر الهاء اذا كان ما قبله مكسورا او ياء ساكنة حتى لا يلزم الخروج من الكسرة الى الضمّة نحو غلامه وفيه ويجعل ياء هي الفا كما يجعل في يا غلامي يا غلاما وفي يا بادية يا باداة ويجعل الياء ميما في التثنية ٢١حتى لا يقع الفتحة على الياء الضعيف مع ضعفها وشدّد نون هن كما مرّ في ضربتن واثنا عشر للمنصوب المتّصل نحو ضَرَبَهُ الى ضربنا ولا يجوز فيه اجتماع ضميري الفاعل والمفعول في مثل ضربتك وضربتني حتى لا يصير الشّخص الواحد فاعلا ومفعولا في حالة واحدة الاّ في افعال القلوب نحو عَلِمْتَكَ فَاضِلًا وعَلِمْتُنِي فَاضِلًا لانّ المفعول الاوّل ليس بمفعول في الحقيقة ولهذا قيل في تقديره علمت فضلك وعلمت فضلي واثنا عشر للمنصوب المنفصل نحو ايّاه ضرب الى ايّانا ضرب ٢٢واثنا عشر للمجرور المتّصل نحو ضَارِبُهُ الى ضاربنا وفي مثل ضاربوي جعل الواو ياء ثم ادغم كما في مهديّ والمرفوع المتّصل يستتر في خمسة مواضع في الغائب نحو ضَرَب ويَضْرِبُ ولِيَضْرِبْ ولَا يَضْرِبْ وفي الغائبة نحو ضَرَبتْ وتَضْرِبْ ولِتَضْرِبْ ولا تَضْرِبْ وفي المخاطب الذي في غير الماضي نحو تَضْرِبْ وَاضْرِبْ ولا تَضْرِبْ وياء تضربين علامة الخطاب وفاعله مستتر عند الاخفش وعند العامّة هي ضمير بارز للفاعل كواو يضربو نوعين الياء لمجيئه في هذي ٢٣امة اللّه للتأنيث ولم يرد في تضربين من حروف انت للالتباس بالتثنية في زيادة الالف واجتماع النونين في النون وتكرار التائين في التاء وابرز الياء للفرق بينه وبين جمعه ولم يفرق بحركة ما قبل النون حتى لا يلتبس بالنون الثقيلة في الصّورة ولا بحذف النون حتى لا يلتبس بالمذكر المخاطب وفي المضارع للمتكلم نحو اَضْرِبُ ونضرب وفي الصفة نحو ضارب وضاربان وضاربون الى آخره واستتر في المرفوع دون المنصوب والمجرور لانه بمنزلة جزء الفعل واستتر في الغائب والغائبة ٢٤دون التثنية والجمع لان الاستتار خفيف فاعطاء الخفيف للمفرد السابق اولى دون المتكلم والمخاطب اللذين في الماضي لان الاستتار قرينة ضعيفة والابراز قرينة قوية فاعطاء الابراز القوي للمتكلم القوي والمخاطب القوي اولى واستتر في مخاطب المستقبل ومتكلّمه للفرق وقيل يستتر في هذه المواضع لوجود الدليل وهو عدم الابراز في مثل ضرب والتاء في مثل ضربت والياء في مثل يضرب والتاء في مثل تضرب والهمزة في مثل اضرب والنون ٢٥في مثل نضرب وهي حروف ليست باسماء والصفة في مثل ضارب وضاربان وضاربون ولا يجوز ان يكون تاء ضربت ضميرا كتاء ضربت لوجود عدم حذفها بالفاعلة الظاهرة نحو ضَرَبَتْ هند ولا يجوز ان يكون الف ضاربان ضميرا لانه بتغير في حالة النصب والجر والضمير لا يتغيّر كالف يضربان والاستتار واجب في مثل افعل وتفعل وافعل ونفعل لدلالة الصيغة عليه وفتح افعل زيد وتفعل زيد وافعل زيد ونفعل زيدون. ٢٥ فصل في المستقبل{فصل في المستقبل} وهو أيضا ٢٦يجيء على اربعة عشر وجها نحو يَضْرِبُ الى آخره ويقال له مستقبل لوجود معنى الاستقبال في معناه ويقال له مضارع لأنه مشابه بضارب في الحركات والسكنات وفي وقوعه صفة للنكرة وفي دخول لام الابتداء نحو إنّ يدا لقائم وليقوم وباسم الجنس في العموم والخصوص يعني ان اسم الجنس يختص للام العهد كما يختص يضرب بالسين او سوف وبالعين في الاشتراك بين الحال والاستقبال زيدت على الماضي حروف اتين حتى يصير مستقبلا لان بتقدير النقصان يصير اقلّ ٢٧من القدر الصالح وزيدت في الاول دون الآخر لانّ في الآخر يلتبس بالماضي واشتق من الماضي لان الماضي يدل على الثبات وزيدت في المستقبل دون الماضي لانّ المزيد عليه بعد المجرد والمستقبل بعد الزمان الماضي فاعطى السابق للسّابق واللاحق للاحق وعيّنت الالف للمتكلم لان الالف من اقصى الحلق وهو مبدأ المخارج والمتكلم هو الذي يبدأ الكلام وقيل للموافقة بينه وبين انا وعيّنت الواو للمخاطب لكونه من منتهى المخارج والمخاطب هو الذي ينتهي ٢٨الكلام به ثم قلبت الواو تاء حتى لا تجتمع الواوات في نحو وَ وَوْجَلُ في العطف ومن ثمة قيل الاول من كل كلمة لا يصلح لزيادة الواو وحكم انّ واو وزنتل اصل وعيّنت الياء للغائب لانّ الياء من وسط الفمّ والغائب هو الذي يكون في وسط الكلام بين المتكلّم والمخاطب وعيّنت النون للمتكلم اذا كان معه غيره ولتعيّنها لذلك في ضربنا وقيل زيدت النون لانه لم يبق من حروف العلة شيء وهو قريب من حروف العلة في خروجها عن هواء الخيشوم وفتحت هذه الحروف ٢٩للخفة الاّ في الرباعي وهو فعلل وافعل وافعل وفعّل وفاعل لانّ هذه الاربعة رباعيّة والرباعي فرع للثلاثي والضمّ أيضا فرع للفتح وقيل لقلة استعمالهنّ ويفتح اورائهنّ لكثرة حروفهنّ وامّا يهريق فاصله يريق وهو من الرباعي فزيدت الهاء على خلاف القياس وتكسر حروف المضارعة في بعض اللغة اذا كان ماضيه مكسورة العين او مكسورة الهمزة حتى تدلّ على كثرة الماضي نحو يِعْلَمُ وتعْلَمُ واِعْلَمُ ونِعْلَمُ ويِسْتَنْصِرُ وتِسْتَنْصِرُ واِسْتَنْصِرُ ونِسْتَنْصِرُ وفي بعض ٣٠اللغة لا يكسر الياء لثقل الكسرة على الياء وعيّنت حروف المضارعة للدلالة على كسرة العين في الماضي لانها زائدة وقيل لانه يلزم بكسر الفاء توالي الحركات وبكسر العين يلزم الالتباس بين يفعل ويفعل وبكسر اللام يلزم ابطال الإعراب ويحذف التّاء الثانية في مثل تتقلّد وتتباعد وتتبختر لاجتماع الحرفين من جنس واحد وعدم امكان الادغام وعيّنت الثانية للحذف لانّ الاولى علامة والعلامة لا تحذف وأسكنت الفاء في مثل يضرب فرارا عن توالي الحركات وعيّنت الفاء للسّكون ٣١لانّ توالي الحركات لزم من الياء فاسكان الحرف الذي هو قريب منه اولى ومن ثمة عيّنت الباء في ضربن للاسكان لانه قريب من النون الذي لزم منه توالي الحركات وسوّى بين المخاطب والغائبة في المستقبل لاستوائهما في الماضي نحو نصرتَ ونصرت ولكن لا تسكن في غائبة المستقبل لضرورة الابتداء ولا تضمّ حتى لا يلتبس بالمجهول في تمدح ولا تكسر حتّى لا يلتبس بلغة تعلم فان قيل يلزم الالتباس أيضا بالفتحة قلنا اذ في الفتحة موافقة بينها وبين اخواتها مع خفّة ٣٢الفتحة وادخل في آخر المستقبل نون علامة للرّفع لانّ آخر الفعل صار باتصال ضمير الفاعل بمنزلة وسط الكلمة الاّ نون يضربن وهي علامة للتأنيث كما في فعلن ومن ثمة يقال بالياء حتى لا يجتمع علامتا تأنيث والياء في تضربين ضمير الفاعل كما مرّ واذا دخل لم على المستقبل ينتقل معناه الى الماضي لانه مشابه بكلمة الشرط (فصل في الامر والنهي الامر صيغة يطلب بها للفعل عن الفاعل نحو ليضرب ليضربا ليضربوا لتضرب لتضربا لتضربن وهو مشتق ٣٣من المضارع لمناسبة بينهما في الاستقبالية زيدت اللام في الغائب لانها من وسط المخارج وأيضا من حروف الزوائد وهي التي يشتملها قول الشاعر: هويت السّمان فشيّبتني * وقد كنت قدما هويت السّمان أي حروف هويت السمان ولم يرد من حروف العلّة حتى لا يجتمع حرفا علة وكست اللام لانها مشابهة باللام الجارّة لان الجزم في الافعال بمنزلة الجرّ في الاسماء واسكنت بالواو والفاء نحو ولْيَضْرِبُ وفَلْيَضْرِبْ كما اسكن في فخذ ونظيره في الواو وهو وحذفت حرف ٣٤الاستقبال في المخاطب للفرق بين امر المخاطب وامر الغائب وعين الحذف في المخاطب لكثرة الاستعمال ومن ثمة لا تحذف مع اللام في مجهوله اعني يقال التضرب لقلة استعماله واجتلبت الهمزة بعد حذف حرف المضارعة اذا كان ما بعده ساكنا للافتتاح وكسرت الهمزة لانّ الكسرة اصل في همزات الوصل ولم يكسر في مثل اكتب لانّ بتقدير الكسر يلزم الخروج من الكسرة الى الضمة ولا اعتبار للكاف الساكن لان الساكن لا يكون حاجزا حصينا عندهم ومن ثمة جعل واو قنوة ياء ويقال قنية وقيل تضم للاتباع وفتح ٣٥الف ايمن مع كونه للوصل لانّه جمع يمين والفه للقطع ثم جعل للوصل لكثرته استعمالا وفتح الف التعريف لكثرته أيضا وفتح الف اكرم لانه ليس من الف الامر بل الف القطع فحذف من تؤكرم لاجتماع الهمزتين في اءكرم ولا يحذف الف الوصل في الخطّ حتى لا يلتبس الامر من علم بامر علم فان قيل يعلم بالاعجام قلنا الاعجام تترك كثيرا ومن ثمة فرّقوا بين عمر وعمرو بالواو وحذف في بسم اللّه لكثرة الاستعمال ٣٦ولا تحذف في اقرأ باسم ربّك لقلة استعماله وينجزم آخره في الغائب باللام اجماعا لان اللام مشابهة بكلمة الشرط في النقل وكذلك المخاطب عند الكوفيين لانّ اصل اضرب لتضرب عندهم ومن ثمة قرأ النبي عليه السلام وبذلك فلتفرحوا فحذف اللام لكثرة الاستعمال ثم حذفت علامة الاستقبال للفرق بينه وبين المضارع فبقي الضاد ساكنا واجتلبت همزة الوصل ووضعت موضع علامة الاستقبال واعطي له اثر علامة الاستقبال كما اعطي الفاء ربّ عمل ربّ في مثل قول الشاعر: فمثلك حبلى ٣٧قد طرقت ومرضع * فالهيتها عن ذي تمايم محول وعند البصريّين مبني لأن الأصل في الأفعال البناء وانما اعرب المضارع لمشابهة بينه وبين الاسم ولم يبق المشابهة بينه وبين الامر بحذف حرف المضارعة ومن ثمة قيل قوله فلتفرحوا معرب بالاجماع لوجود علّة الاعراب وهي حرف المضارعة وزيدت في آخر الامر نونا التأكيد لتأكيد الطلب نحو لِيَضْرِبَنَّ لِيَضْرِبَانِّ لِيَضْرِبُنَّ لِتَضْرِبَنَّ لِتَضْرِبَانِّ لِتَضْرِبْنَانِّ وكذلك في اضربن اضربان اضربن اضربن اضربان اضربنان ٣٨وفتح الباء في ليضربن فرارا عن اجتماع الساكنين وفتح النون للخفة وحذف واو ليضربوا اكتفاء بالضمة وياء اضربي اكتفاء بالكسرة ولم يحذف الف التثنية حتى لا يلتبس بالواحد وكسر النون الثقيلة بعد الف التثنية لانها مشابهة بنون التثنية وحذف النون التي هي تدلّ على الرفع في مثل هل يضربان لان ما قبل النون الثقيلة يصير مبنيا وادخل الالف الفاصلة في مثل ليضربنان فرارا عن اجتماع النونات وحكم الخفيفة مثل حكم الثقيلة الاّ انه لا تدخل بعد الالفين ٣٩لاجتماع الساكنين على غير حده وعند يونس تدخل قياسا على الثقيلة وكلاهما تدخلان في سبعة مواضع لوجود معنى الطلب فيها الامر كما مرّ والنهي نحو لا تضربن والاستفهام نحو هَلْ تَضْرِبَنَّ والتمني نحو ليتك تَضْرِبَنَّ والعرض نحو الا تَضْربَنَّ والقسم نحو واللّه لايَضْرِبَنَّ والنّفي قليلا مشابهة بالنهي نحو لا تَضْرِبَنَّ والنهي مثل الامر في جميع الوجوه الاّ انه معرب بالاجماع ويجيء المجهول من الاشياء المذكورة من الماضي نحو ضُربَ الى آخره ومن المستقبل نحو يضرب الى آخره والغرض من وضعه ٤٠امّا الحساسة الفاعل او لعظمته او لشهرته واختصّ بصيغة فعل في الماضي لان معناه غير معقول وهو اسناد الفعل الى المفعول فجعل صيغته أيضا غير معقولة وهي فعل ومن ثمة لا يجيء على هذه الصيغة كلمة الاّ وعل ودئل وفي المستقبل على يفعل لانّ هذه الصيغة مثل فعلل في الحركات والسكنات ولا يجيء عليه كلمة أيضا ويجيء في الزوائد من الثلاثي كأكرم بضم الاول وكسر ما قبل الآخر في الماضي وبضم الاوّل وفتح ما قبل الآخر في المستقبل تبعا ٤١للثلاثي الاّ في سبعة ابواب فانّ اوّل المتحرّك بضمّ مع ضمّ الاوّل فيها ويكسر ما قبل الآخر وهي تفعل وتفوعل وافتعل وانفعل وافعل واستفعل وافعوعل وضمّ الفاء في الاوّلين حتى لا يلتبسا مضارعي فعّل وفاعل وضمّ اوّل المتحرّك في الخمسة الباقية حتى لا يلتبس بالامر في الوقف اذا قلت وافتعل بفتح التاء في المجهول في الوقف يوصل الهمزة وافتعل في الامر يلزم الالتباس فضمّ التّاء لازالته فقس الباقي عليه. ٤١ فصل في اسم الفاعل{فصل في اسم الفاعل} وهو اسم مشتق ٤٢من المضارع لمن قام به الفعل بمعنى الحدوث واشتقّ منه لمناسبتهما في الوقوع صفة للنكرة وغيره وصيغته من الثلاثي على وزن فاعل وحذف علامة الاستقبال من يضرب فادخل الالف لخفتها بين الفاء والعين لانّ في الاوّل يصير مشابها للمتكلم وكسر عينه لانّ بتقدير النصب يصير مشابها بماضي المفاعلة وبتقدير الضمّ بنقل وبتقدير الكسر أيضا يلزم الالتباس بامر المفاعلة ولكن ابقى مع ذلك للضّرورة وقيل اختيار الالتباس بالامر اولى لانّ الامر من المستقبل ٤٣والفاعل مشابه به ويجيء الصفة المشبهة على هذه الابنية نحو فِرْقٍ وشِكْسٍ وصُلْبٍ ومِلْحٍ وجُنُبٍ وحَسَنٍ وخَشِنٍ وجَبَانٍ وشُجَاعٍ وعَطْشَانَ واَحْوَلَ وهو مختص باب فعل الاّ ستة فانها يجيء من فعل نحو اَحْمَقَ واَحْرَقَ واَدَمَ واَرْعَنَ واَسْمَرَ واَعْجَفَ وزَادَ الاَصْمَعَي الاَعْجَمَ قال الفراء احمق من حمق وهو لغة من حمق وكذلك يجيء في حرق سمر وعجف اعني فعل لغة فيهن ويجيء افعل التفضل الفاعل من الثلاثي غير مزيد فيه مما ليس بلون ولا عيب ولا يجيء من المزيد فيه ٤٤لعدم امكان محافظة جميع حروفها في اعل ولا من لون ولا غيب لانّ فيهما يجيء افعل للصفة فيلزم الالتباس ولا يجيء لتفضيل المفعول حتى لا يلتبس بتفضيل الفاعل فان قيل لم لا يجعل على العكس حتى لا يلزم الالتباس قلنا اجعله للفاعل اولى لانّ الفاعل مقصود والمفعول فضلة في الكلام وأيضا يمكن التّميم في الفاعل دون المفعول ونحو اشغل من ذات النّحيين لتفضيل المفعول وهو اعطاهم واولاهم من الزوائد واحمق من هبنّقة من العيوب ٤٥شاذ ويجيء الفاعل على وزن فعيل نحو نَصِيرٍ ويستوي فيه المذكّر والمؤنق اذا كان بمعنى المفعول نحو قتيل وجريح فرقا بين الفاعل والمفعول الاّ اذا جعلت الكلمة من عداد الاسماء نحو ذَبِيحَةٍ ولَقِيطَةٍ وقد يشبّه به ما هو بمعنى الفاعل نحو قوله تعالى اِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ويجيء فعول للمبالغة نحو مَنُوعٍ ويستوي فيه المذكر والمؤنث اذا كان بمعنى فاعل نحو وَامْرَأَةٌ صَبُورٌ ويقال في المفعول ناقة حلوبة واعطى الاستواء في فعيل ٤٦للمفعول وفي فعول للفاعل طلبا للعدل ويجيء للمبالغة نحو صَبَّارٍ وسيف مجذم وهو مشترك بين الآلة وبين المبالغة للفاعل وفسيق وكبار وطوّال وعلاّمة ونسّابة وراوية وفروقة وضحكة وضحكة ومجذامة ومسقام ومعطير ويستوي المذكر والمؤنث في التسعة الاخيرة لقلتهنّ واما قولهم مسكينة فمحمولة على فقيرة كما قالوا هي عدوّة اللّه وان لم يدخل الهاء في فعول الذي للفاعل حملا على صديقة وصيغته ٤٧من غير الثلاثيّ على صيغة المستقبل بميم مضمومة وكسر ما قبل الآخر نحو مُكْرِمٍ فاختير الميم لتعذر حرف العلّة وقرب الميم من الواو في كونها شفويّة وضمّ الميم للفرق بينه وبين الموضع ونحو مُسْهَبٍ للفاعل من اسهب ويافع من ايفع شاذّ وبني ما قبل تاء التأنيث على الحركة في نحو ضَارِبَةٍ لانه صار بمنزلة وسط الكلمة كما في نون التأكيد وياء النسبة وعلى لافتح للخفّة. ٤٧ فصل في اسم المفعول{فصل في اسم المفعول} وهو اسم مشتق من يفعل لمن وقع عليه الفعل وصيغته ٤٨من الثلاثي على وزن مفعول نحو مَضْرُوبٍ وهو مشتقّ من يضرب لمناسبة بينهما فادخل الميم مقام الزائد لتعذر حرف العلة فصار مضرب ثم فتح الميم حتى لا يلتبس بمفعول باب الافعال فصار مضرب ثم ضمّ الرّاء حتى لا يلتبس بالموضع فصار مضرب ثم اشبع الضمّة لانعدام مفعل في كلامهم بغير التاء فصار مضروب وغيّر مفعول الثلاثي دون فمعول سائر الافعال والموضع حتى يصير مشابها في التّغيير باسم الفاعل اعني غير الفاعل من يفعل ومن يفعل ٤٩الى فاعل والقياس فاعل وفاعل فغيّر المفعول أيضا لمواخاة بينهما وصيغته من غير الثلاثي على صيغة الفاعل بفتح ما قب الآخر نحو مًسْتَخْرَجٌ. ٤٩ فصل في اسمي الزّمان والمكان{فصل في اسمي الزّمان والمكان} وهو اسم مشتق من يفعل لمكان وقع فيه الفعل فزيدت الميم كما في المفعول لمناسبة بينهما ولم يزد الواو حتى لا يلتبس به وصيغته من يفعل مفعل كالمذهب الاّ من المثال فانه بكسر العين فيه نحو المَوْجِلِ حتى لا يظنّ ان وزنه فوعل مثل جورب لانّه ٥٠اسم ليس من اسم المكان والزّمان ولا يظنّ في الكسر فوعلا لانّ فوعلا بكسر العين لا يوجد في كلامهم ومن يفعل مفعل الا من النّاقص فانّه بفتح العين فيه نحو المَرْمَى فرارا عن توالي الكسرات ولا يبنى من يفعل مفعل لثقل الضّمة فقسم موضعه بين مفعل ومفعل واعطي للمفعل احد عشر اسما نحو المَنْسِكِ والمَجْزِرِ والمِنْبِتِ والمَشْرِقِ والمَغْرِبِ والمَفْرِقِ والمَسْقِطِ والمَسْكِنِ والمَرْفِقِ والمَسْجِدِ والباقي للمفعل لخفّة الفتحة واسم الزمان مثل المكان ٥١نحو مَقْتَلِ الحنين. ٥١ فصل في اسم الآلة{فصل في اسم الآلة} وهو اسم مشتق من يفعل للآلة وصيغته مفعل ومن ثمة قال الصرفيون المفعل للموضع والمفعل للآلة والفعلة للمرّة والفعلة للحالة وكسرت الميم للفرق بينه وبين الموضع ويجيء على وزن مفعال نحو مِقْرَاضٍ ومِفْتَاحٍ ويجيء مضموم الميم والعين نحو المُسْعُطِ والمُنْخُلِ قال سيبويه هذان من عداد الاسماء يعني للسعط والمنخل اسم لهذا الوعاء وليس بآلة وكذلك اخواته المدهن والمدقّ. |