باب الخاءالخابطيةهم أصحاب أحمد بن خابط، وهو من أصحاب النظام، قالوا: للعالم إلهان، قديم هو اللّه، ومحدث هو المسيح، والمسيح هو الذي يحاسب الناس في الآخرة، وهو المراد بقوله تعالى: "وجاء ربك والملك صفًّا صفًّا". وهو المعني بقوله: إن اللّه خلق آدم على صورته. الخازميةهم أصحاب خازم بن عاصم، وافقوا الشعيبية. الخاشعالمتواضع للّه بقلبه وجوارحه. الخاصو كل لفظ وضع لمعنى معلوم على الانفراد. المراد بالمعنى الذي وضع له اللفظ عيناً كان أو عرضاً، وبانفراد اختصاص اللفظ بذلك المعنى، وإنما قيده بالانفراد ليتميز عن المشترك. عبارة عن التفرد، يقال: فلان خص بكذا، أي أفرد به ولا شركة للغير فيه. الخاصةكلية مقولة على أفراد حقيقة واحدة فقط قولاً عرضياً: سواء وجد في جميع أفراده، كالكاتب بالقوة، بالنسبة إلى الإنسان، أو في بعض أفراده، كالكاتب بالفعل بالنسبة إليه، فالكلية مستدركة. وقولنا فقط يخرج الجنس والعرض العام، أنهما مقولان على حقائق. وقولنا قولاً عرضياً يخرج النوع والفصل، لأن قولهما على ما تحتهما ذاتي لا عرضي. خاصة الشيءما لا يوجد بدون الشيء، والشيء قد يوجد بدونها، مثل: الألف واللام، لا يوجدان بدون اسم، والاسم يوجد بدونهما، كما في زيد. الخاطر
ما
يرد على القلب من الخطاب، أو الوارد الذي لا عمل
للعبد فيه، وما كان خطاباً، فهو أربعة أقسام:
رباني، وهو أول الخواطر، وهو لا يخطئ أبداً، وقد يعرف بالقوة والتسلط وعدم الاندفاع. الخبر
لفظ
مجرد عن العوامل اللفظية مسند إلى ما تقدمه، لفظاً نحو:
زيد
قائم، أو تقديراً نحو:
أقائم زيد، وقيل:
الخبر ما يصح السكوت عليه.
وهو
الكلام المحتمل للصدق والكذب.
وخبر
إن وأخواتها:
هو
المسند بعد دخول إن وأخواتها.
والخبر على ثلاثة أقسام:
خبر
متواتر، وخبر مشهور، وخبر واحد. خبر الكاذبما تقاصر عن التواتر. خبر كان وأخواتهاهو المسند بعد دخول كان وأخواتها. خبر ما ولا المشبهتين بليسهو المسند بعد دخولهما. الخبر المتواتر
هو
الذي نقله جماعة عن جماعة، والفرق بين المتواتر والمشهور أن جاحد الخبر المتواتر
كافرٌ بالاتفاق، وجاحد الخبر المشهور مختلف فيه، والأصح أنه يكفر، وجاحد خبر الواحد
لا يكفر بالاتفاق. خبر الواحدهو الحديث الذي يرويه الواحد أو الاثنان فصاعداً، ما لم يبلغ الشهرة والتواتر. الخبرةهي المعرفة ببواطن الأمور. الخبنحذف الحرف الثاني الساكن، مثل ألف فاعلن ليبقى: فعلن، ويسمى: مخبوناً. الخبلهو اجتماع الخبن والطي، أي حذف الثاني الساكن وحذف الرابع الساكن، كحذف سين مستفعلن، وحذف فائه، فيبقى: متعلن، فينقل إلى: فعلتن، ويسمى: مخبولاً. خراج المقاسمةكربع الخارج وخمسه، ونحوهما. الخراج الموظفهو الوظيفة المعينة التي توضع على أرض، كما وضع عمر رضي اللّه عنه على سواد العراق. الخربهو حذف الميم والنون من مفاعيلن ليبقى: فاعيل، فينقل إلى: مفعول، ويسمى أخرب. الخرق الفاحش في الثوب أن يستنكف أوساط الناس من لبيه مع ذلك الخرق، واليسير، ضده، وهو ما لا يفوت به شيء من المنفعة بل يدخل فيه نقصان، عيب مع بقاء المنفعة، وهو تفويت الجودة لا غير. الخرمهو حذف الميم من: مفاعيلن ليبقى: فاعيلن، فينقل إلى: مفعولن، ويسمى: أخرم. الخزلهو الإضمار والطي من متفاعلن، يعني إسكان التاء منه وحذف ألفه ليبقى:متفعلن. فينقل إلى: متفعلن، ويسمى: أخزل. الخشوع والخضوع والتواضعبمعنى واحد، وفي اصطلاح أهل الحقيقة: الخشوع الانقياد للحق، وقيل: هو الخوف الدائم في القلب، وقيل: من علامات الخشوع أن العبد إذا غضب أو خولف أو رد عليه استقبل ذلك بالقبول. الخشيةتألم القلب بسبب توقع مكروه في المستقبل، يكون تارة بكثرة الجناية من العبد، وتارة بمعرفة جلال اللّه وهيبته. وخشية الأنبياء من هذا القبيل. الخصوصأحدية كل شيء عن كل شيء بتعينه، فلكل شيء وحدة تخصه. الخضريعبر به عن البسط، واليأس عن القبض، فإن قواه المزاجية مبسوطة إلى عالم الشهادة والغيب، وكذلك قواه الروحانية. الخط
تصوير اللفظ بحروف هجائية، وعند الحكماء:
هو
الذي يقبل الانقسام طولاً لا عرضاً ولا عمقاً ونهايته النقطة. الخطأهو ما ليس للإنسان فيه قصد، وهو عذر صالح لسقوط حق اللّه تعالى إذا حصل عن اجتهاد، ويصير شبهة في العقوبة حتى لا يؤثم الخاطئ، ولا يؤاخذ بحد ولا قصاص، ولم يجعل عذراً في حق العباد حتى وجب عليه ضمان العدوان، ووجبت به الدية، كما إذا رمى شخصاً ظنه صيداً أو حربياً، فإذا هو مسلم، أو غرضاً فأصاب آدمياً، وما جرى مجراه، كنائم ثم انقلب على رجل فقتله. الخطابةهو قياس مركب من مقدمات مقبولة، أو مظنونة، من شخص معتقد فيه، والغرض منها ترغيب الناس فيما ينفعهم من أمور معاشهم ومعادهم، كما يفعله الخطباء والوعاظ. الخطابيةهم أصحاب أبي الخطاب الأسدي، قالوا: الأئمة الأنبياء، وأبو الخطاب نبي، وهؤلاء يستحلون شهادة الزور، لموافقيهم على مخالفهم، وقالوا: الجنة نعيم الدنيا، والنار آلامها. الخفيّهو ما خفي المراد منه بعارضٍ في غير الصيغة، لا ينال إلا بالطلب، كآية السرقة، فإنها ظاهرة فيمن أخذ مال الغير من الحزر على سبيل الاستتار خفية، بالنسبة إلى من اختص باسم آخر يعرف به كالطرار والنباش، وذلك لأن فعل كل منهما، وإن كان يشبه فعل السارق، لكن اختلاف الاسم يدل على اختلاف المسمى ظاهراً، فاشتبه الأمر في أنهما داخلان تحت لفظ: السارق، حتى يقطعا كالسارق أو لا، والخفاء في اصطلاح أهل اللّه: هو لطيفة ربانية مودعة في الروح بالقوة، فلا يحصل بالفعل إلا بعد غلبات الواردات الربانية، ليكون واسطة بين الحضرة والروح في قبول تجلي صفات الربوبية وإفاضة الفيض الإلهي على الروح. الخلاء
هو
البعد المفطور عند أفلاطون، والفضاء الموهوم عند المتكلمين،
أي الفضاء الذي يثبته الوهم ويدركه من الجسم
المحيط بجسم آخر، كالفضاء المشغول بالماء أو
الهواء في داخل الكوز، فهذا الفراغ الموهوم هو الذي من شأنه أن يحصل فيه الجسم، وأن
يكون ظرفاً له عندهم، وبهذا الاعتبار يجعلونه حيزاً للجسم، وباعتبار فراغه عن شغل
الجسم إياه يجعلونه خلاء، فالخلاء عندهم هو هذا الفراغ مع قيد ألا يشغله شاغل من
الأجسام، فيكون له شيئاً محضاً، لأن الفراغ الموهوم ليس بموجود في الخارج، بل هو
أمر موهوم عندهم، إذ لو وجد لكان بعداً مفطوراً، وهم لا يقولون به. الخلافمنازعة تجري بين المتعارضين لتحقيق حقٍّ أو لإبطال باطل. الخلعإزالة ملك النكاح بأخذ المال. الخلفيةهم أصحاب خلف الخارجي، حكموا بأن أطفال المشركين في النار بلا عمل وشرك. الخُلقعبارة هن هيئة للنفس راسخة تصدر عنها الأفعال بسهولة ويسر من غير حاجة إلى فكر وروية، فإن كانت الهيئة بحيث تصدر عنها الأفعال الجميلة عقلاً وشرعاً بسهولة، سميت الهيئة: خلقاً حسناً، وإن كان الصادر منها الأفعال القبيحة، سميت الهيئة: خلقاً سيئاً، وإنما قلنا: إنه هيئة راسخة، لأن من يصدر منه بذل المال على الندور بحالة عارضة لا يقال: خلقه السخاء، ما لم يثبت ذلك في نفسه، وكذلك من تكلف السكوت عند الغضب بجهد أو روية لا يقال: خلقه الحلم، وليس الخلق عبارة عن الفعل، فرب شخصٍ خلقه السخاء، ولا يبذل، إما لفقد المال أو لمانع، وربما يكون خلقه البخل وهو يبذل، لباعث أو رياء. الخَلقهو أن يجمع بين ماء التمر والزبيب ويطبخ بأدنى طبخة ويترك إلى أن يغلي ويشتد. الخلوةمحادثة السر مع الحق، حيث لا أحد ولا ملك. الخلوة الصحيحةهي غلق الرجل الباب على منكوحته بلا مانع وطء. الخماسما كان من ماضيه على خمسة أحرف أصول، نحو: جحمرش، للعجوز المسنة. الخنثىفي اللغة: من الخنث، وهو اللين، وفي الشريعة: شخص له آلتا الرجال والنساء، أو ليس له شيء منهما أصلاً. الخوارجهم الذين يأخذون العشر من غير إذن سلطان. الخوفتوقع حلول مكروه، أو فوات محبوب. خيار التعيينأن يشتري أحد الثوبين بعشرة، على أن يعين أياً شيء. خيار الرؤيةهو أن يشتري ما لم يره، ويرده بخياره. خيار الشرطأن يشترط أحد المتعاقدين الخيار ثلاثة أيام أو أقل. خيار العيبهو أن يختار رد المبيع إلى بائعه بالعيب. الخيالهو قوة تحفظ ما يدركه الحسن المشترك من صور المحسوسات بعد غيبوبة المادة، بحيث يشاهدها الحسن المشترك كل ما التفت إليها، فهو خزانة للحس المشترك، ومحله مؤخراً البطن الأول من الدماغ. الخياطيةهم أصحاب أبي الحسن بن أبي عمرو الخياط، قالوا بالقدر، وتسمية المعدوم شيئاً. |