Geri

   

 

 

İleri

 

حرف النون

نأت

نَأَتَ الرجل يَنْئِتُ نَئيتاً، إذا أنَّ، مثل نَهَتَ. ورجل نآتٌ، مثل نَهَّاتٍ.

نأج

نَأَجَ في الأرض يَنْأَجُ نُؤُوجاً: ذَهَبَ. ونَأَجَتِ الريحُ تَنْأَجُ نَئيجاً: تَحرّكت، فهي نَؤوجٌ. ولها نَئيجٌ، أي مَرٌّ سريعٌ مع صوتٍ. تقول منه نئِجَ القوم. قال الراجز.

وتُنْأجُ الرُكْبانُ كلَّ مَنْأَجِ

به نَئيجُ كلِّ ريحٍ سَهْيَجِ

ونَأَجَ إلى اللّه تعالى في الدعاء، أي تضرع. ونائِجاتُ الهامِ: صَوائِحها.

نأد

النآدُ والنآدى: الداهيةُ. قال الكميت:

فإيّاكُـم وداهـيةً نـآدى

 

أظلّتكم بعارِضها المُخيلِ

نأش

التَناؤُشُ بالهمز  

 التأخُّر والتباعد. وقد نَأشْتُ الأمرَ أنْأَشُهُ نَأشاً: أخّرته، فانْتَأَشَ. ويقال: فعله نَئيشاً, أي أخيراً. قال الشاعر:

تَمَنَّى نَئيشاً أن يكون أطاعَني

 

وقد حَدَثَتْ بعد الأمورِ أُمورُ

نأف

أبو زيد: نَئِفْتُ من الطعام أَنْأَفُ نَأَفاً، إذا أكلت منه. وقال غيره: نَئِفَ في الشرب، أي ارتوى.

نأل

أبو عبيد: النأَلانُ: مَشْيُ الذي كأنَّه ينهضُ برأسه إلى فوق، مثل الذي يعدو وعليه حِمل ينهضُ به. ويقال رجلٌ نَؤُول وضبعٌ نَؤُول، إذا فعلتَ ذلك.

نأم

النَأْمَةُ، بالتسكين: الصوت. يقال: أسكتَ اللّه نَأمَتَهُ، أي نَغْمته وصَوته. ويقال أيضاً: نامَّتَهُ، بتشديد الميم، فيجعل من المضاعف. والنَئيمُ: صوتٌ فيه ضعفٌ كالأنين. يقال: نَأَمَ يَنْئِمُ. ونَأَمْتُ القوس نَئيماً، وسمعت نَئيمَ الأسد.

نأنأ

نَأْنَأْتُ في الرأي، إذا خلَّطْتَ فيه تخليطاً ولم تُبرمه. قال الشاعر:

فلا أسْمَعَنَّ فيكم بأمـرٍ مُـنَـأْنَـأٍ

 

ضعيفٍ ولا تسمَعْ به هامَتي بَعْدي

أبو عمرو: النَأْنَأَةُ: الضعفُ، وفي الحديث: "طوبى لمن ماتَ في النَأْنَأةِ" يعني أوَّل الإسلام قبل أن يقْوى. وقد نَأْنَأَ في الأمر فهو رجلٌ نَأْنَأٌ، أي ضعيفٌ. قال امرؤ القيس يمدح رجلاً.

لَعَمْرُكَ ما سعْدٌ بـخُـلَّةِ آثِـمٍ

 

ولا نَأْنَأٍ عندَ الحِفاظِ ولا حَصِرْ

ونَأْنَأتُهُ: نَهْنَهْتُهُ عما يريد وكَفَفْتُهُ عنه. وتَنْأَنَأَ: ضَعْفٌ واسْتَرخى.

نأى

نَأيْتُهُ ونَأيْتُ عنه نَأياً بمعنى، أي بعدت. وأنْأَيْتُهُ فانْتَأَى، أي أبعدته فبعُد. وتَناءَوا، أي تباعدوا. والمُنْتَأَى: الموضع البعيد. قال النابغة:

فإنَّكَ كالليل الذي هو مُـدْرِكـي

 

وإن خِلتُ أنّ المُنْتَأى عنكَ واسعُ

والنُؤْيُ: حَفيرة حول الخباء لئلا يدخله ماء المطر، والجمع نَئيٌّ على فُعولٍ، ونِئِيٌّ تتبع الكسرة، وأنآءٌ، ثم يقدّمون الهمزة فيقولون آناءٌ على القلب مثل أبآرٍ وآبارٍ. تقول منه: نَأيْتُ نُؤْياً. وأنشد الخليل:

إذا ما التقَينا سالَ من عَبَراتنا

 

شآبيبُ يُنأى سيلُها بالأصابعِ

وكذلك انْتَأيْتُ نُؤْياً. والمُنْتَأَى مثله. والنُؤَى بفتح الهمزة: لغة في النُؤي. قال:

ومُوقَدُ فِتيةٍ ونُؤَى رمادٍ

 

وأشذابُ الخيامِ وقد بَلينا

تقول إذا أمرت منه: نَ نُؤْيَكَ، أي أصْلِحهُ. فإذا وقفت عليه قلت: نَهْ، مثل رَ زَيْداً فإذا وقفت عليه قلت: رَهْ.

نبأ

النّبْأة: الصوت الخَفيُّ. وسَيْلٌ نابئ. قال الشاعر:

ولكنْ قَذاها كلُّ أشْعَـثَ نـابِـئٍ

 

أتَتْنا به الأقدارُ من حيث لا ندري

أبو زيد: نَبَأْتُ على القوم أنْبَأُ نَبْأ ونُبوءًا، إذا طلعت عليهم. قال: ونَبَأتُ من أرضٍ إلى أرض، إذا خرجتَ منها إلى أخرى، وهذا المعنى أراده الأعرابيُّ بقوله: "يا نَبِيءَ اللّه"، أي: يا من خرج من مكة إلى المدينة، فأنكر عليه الهمز. ونَبَأتُ به الأرض: جاءت به. قال الشاعر:

فنفسَكَ أحرِزْ فإنَّ الحـتـو

 

فَ يَنْبَأْنَ بالمرء في كلِّ وادِ

والنَّبَأُ: الخبر، تقول نَبَأ ونَبَّأ، أي أخبر، ومنه أخذ النَّبيءُ لأنه أنْبَأَ عن اللّه تعالى، وهو فَعيلٌ، بمعنى فاعلٍ. وتصغير النَبيءِ نُبَيِّئٌ مثل نُبَيِّعٍ، وتصغير النُبُوءَةِ نُبَيِّئَةٌ. وجمع النبيِّ نُبَآءُ. قال الشاعر:

يا خاتمَ النُبَآءِ إنَّـكَ مُـرْسَـلٌ

 

بالخير كلُّ هُدى السَّبيلِ هُداكا

ويجمع أيضاً على أنْبياءَ.

نبب

نبَّ التَيس يَنبُّ نبيبا، إذا صاح وهاج. والأنبوبة: ما بين كلِّ عُقدتين من القَصَب. والجمع أنبوبٌ وأنابيب.

نبت

النَبْتُ: النبات. يقال: نَبَتَتِ الأرض وأنْبَتَتْ، بمعنًى. ونَبَتَ البقل وأنْبَتَ بمعنى. وأنشد الفراء:

رأيتَ ذوي الحاجات حولَ بيوتهم

 

قَطيناً لهمْ حتَّى إذا أنبتَ البَقْـلُ

 أي نَبَتَ. وأنْبَتَهُ اللّه فهو منبوتٌ، على غير قياس. وأنْبَتَ الغلامُ، أي نَبَتَتْ عانَتُه. ونَبَّتُّ الشجرَ تنبيتاً: غرسته. يقال: نَبِّتْ أجَلَكَ بين عينيك. ونَبَّتُّ الصبيَّ تنبيتاً: رَبَّيته. والمَنْبِتُ: موضع النبات. ويقال: ما أحسن نابِتَةَ بَني فلان، أي ما تَنْبُتُ عليه أموالُهم وأولادهم. ونَبَتَتْ لهم نابِتَةٌ، إذا نَشَأ لهم نَشَأٌ صِغار. وإنّ بني فلان لَنابِتَةُ شرٍّ. والنوابت من الأحداث: الأغمار.

نبث

أبو زيد: نَبَثَ يَنْبُثُ نَبْثاً مثل نَبَشَ يَنْبُشُ، وهو الحفر باليد. والنَبيثَةُ: تراب البئر والهر. قال الشاعر:

وإنْ نَبَثوا بِئري نَبَثْتُ بِئارَهُـم

 

فسوفَ ترى ماذا تَرُدُّ النَبائِثُ

وخبيثٌ نَبيثٌ، إتباعٌ له.

نبج

النَبَّاجُ: الشديد الصَوْت. ويقال أيضاً للضخم الصَوت من الكلاب: إنَّه لَنَبَّاجٌ. والنَبَّاجَةُ: الاسْتُ. يقال: كَذَبَتْ نَبَّاجَتُك، إذا حَبَقَ. والنُباجُ بالضم: الرُدامُ. ونُباجُ الكَلْبِ ونَبيجُه: لغة في النُباحِ والنَبيحِ. وكَلْبٌ نُباجِيٌّ بالضم: ضَخْمُ الصوت، والأنْبجاتُ: المُرَبَّياتُ من الأدْوية. وعَجينٌ أنْبَجانٌ، أي مُدْرِك مُنْتَفِخٌ.

نبح

نَبَحَ الكلب يَنْبَحَ ويَنْبِحُ بالكسر نَبْحاً ونُباحاً بالضم، ونِباحاً بالكسر. وربَّما قالوا: نَبَحَ الظبْيُ. وأنْبَحْتُ الكلبَ واسْتَنْبَحْته، بمعنًى. والنُبوحُ: ضَجَّةُ الحيِّ وأصواتُ كلابهم. قال أبو ذؤيب:

بأطْيَبَ من مُقَبَّلِها إذا ما

 

دَنا العَيُّوقُ واكْتَتَم النُبوحُ

ثم وُضِعَ موضع الكثرة والعِزِّ. وأنشد أبو نصر للأخطل:

إنَّ العَرارَةَ والنُبوحَ لِـدارِم

 

والعِزُّ عند تَكامُلِ الأحسابِ

نبخ

النَبْخُ: الجُدَريُّ وكلُّ ما يتنفَّط ويمتلئ ماء. ويقال للرجل إذا كان متجبِّراً: إنه نابِخَةٌ من النَوابِخِ. قال ساعدة:

يُخْشى عليهم من الأملاكِ نابخَةُ

 

من النَوابِخِ مثلُ الحادِرِ الرَزِمِ

ويروى: بائجة من البوائج. والنَبْخاءُ: الأكمة.

نبذ

نَبَذْتُ الشيءَ أنْبِذُهُ، إذا ألقيته من يدك. ونَبَّذْتَهُ، شدد للكثرة. والمَنْبوذُ: الصبيُّ تلقيه أمُّه في الطريق. ونابَذَهُ الحربَ: كاشَفَه. وجلس فلانٌ نَبْذَةً ونُبْذَةً، أي ناحيةً. وانْتَبَذَ فلانٌ، أي ذهبَ ناحيةً. ويقال: ذهَبَ مالُه وبقي نَبْذٌ منه، وبأرض كذا نَبْذٌ من مالٍ ومن كلأ، وفي رأسه نَبْذٌ من شَيْبٍ. وأصاب الأرضَ نَبْذٌ من مطر، أي شيءٌ يسيرٌ. والنَبيذُ: واحدُ الأنْبِذَةِ. يقال: نَبَذْتُ نَبيذاً، أي اتخذته. ونَبَذَ العِرْقُ نَبَذاناً: لغة في نَبَضَ. والمِنْبَذَةُ: الوِسادةُ.

نبر

نَبَرْتُ الشيءَ أنْبِرُهُ نَبْراً: رفعته. ومنه سمِّي المِنْبَرُ. ونَبْرَةُ المُغَنِّي: رفْعُ صوتِه عن خفض. ونَبَرَ الغلامُ: ترعرع. والنَبْرَةُ: الهمزةُ. وقد نَبَرْتُ الحرفَ نَبْراً. وقريش لا تَنْبِرُ، أي لا تهمز. والنِبْرُ بالكسر: دُوَيْبَّةٌ شبيهة بالقُرادِ إذا دَبَّتْ على البعير تورّم موضعُ مَدَبِّها. والجمع نِبارٌ وأنْبارٌ. وانْتَبَرَتْ يدُه، أي تَنَفَّطَتْ. ابن السكيت: أنْبارُ الطعامِ واحدُها نِبْرٌ.

نبرس

النِبْراسُ: المصباحُ.

نبز

النَبَزُ بالتحريك: اللقَب، والجمع الأنْبازُ. والنَبْزُ بالتسكين: المصدر. تقول: نَبزَهُ يَنْبِزُهُ نَبْزاً، أي لقَّبه. وفلان يُنَبِّزُ بالصِبيان، أي يلقّبهم، شدّد للكثرة. وتَنابَزوا بالألقاب، أي لقَّبَ بعضهم بعضاً.

نبس

ما نَبَسَ بكلمة، أي ما تكلم. وما نَبَّس أيضاً بالتشديد. قال الراجز:

إنْ كُنتَ غيرَ صائدي فَنَبِّسِ

نبش

نَبَشْتُ البقلَ والميّتَ أنْبُشُ بالضم نَبْشاً. ومنه النَبَّاشُ. والأُنْبوشُ: أصل البقل المَنْبوشِ، والجمع الأنابيشُ. قال امرؤ القيس:

كأنَّ السِباعَ فيه غَرْقى عـشِـيَّةً

 

بأرجائِهِ القُصْوى أنابيشُ عُنْصُلِ

نبض

 نَبَضَ العِرْقُ يَنْبِضُ نَبْضاً ونَبيضاً ونَبَضاناً، أي تحرّك. ومنه قولهم: ما به حَبَضٌ ولا نَبَضٌ، أي حراكٌ. وأنْبَضْتُ القوسَ، وأنْبضْتُ بالوتر، إذا جذبته ثم أرسلته لِتَرِنّ، وفي المثل: "إنْباضٌ بغير توتير". والمِنْبَضُ: المِنْدَفُ، مثل المِحْبَضُ، قال الخليل: قد جاء في بعض الشعر المنابِضُ: المَنادِفُ.

نبط

نَبَطَ الماءُ يَنْبِطُ ويَنْبُطُ نُبوطاً: نَبَعَ. وأنْبَطَ الحَفَّارُ: بلَغَ الماءَ. والاسْتِنْباطُ: الاستخراج. والنَبَط والنَبيطُ: قومٌ يَنزلون بالبطائح بين العراقَين، والجمع أنْباطٌ. يقال رجلٌ نَبَطيٌّ ونَباطِيٌّ ونَباطٍ، مثل يَمَنِيٍّ ويَمانيٍّ ويَمانٍ. وحكى يعقوب نُباطِيٌّ أيضاً بضم النون. وقد اسْتَنْبَطَ الرجلُ. وفي كلام أيُّوبَ ابن القِرِّيَّةِ: "أهلُ عمانَ عربٌ اسْتَنْبَطوا، وأهلُ البحرين نَبيطٌ استعربوا". والنَبيط: الماء الذي يَنْبُطُ من قعر البئر إذا حُفِرَت. وقال الشاعر:

قَريبٌ ثراهُ ما يَنالُ عَـدُوُّهُ

 

له نَبَطاً عندَ الهوان قَطوبُ

ويقال للركيَّة: هي نَبَطٌ، إذا أُميهَتْ. والنُبْطَةُ بالضم: بياضٌ يكون تحت إبط الفرس وبَطنِه. يقال: فرسٌ أنْبَطُ بيِّن النَبَطِ. قال ذو الرمّة:

كلَوْنِ الحِصانِ الأنْبَطِ البطنِ قائماً

 

تَمايَلَ عنه الجُلُّ واللَونُ أشقَـرُ

وشاةٌ نَبْطاءُ: بيضاء الشاكلة.

نبع

نَبَعَ الماء يَنْبَعُ ويَنْبُعُ ويَنْبِعُ نَبْعاً ونُبوعاً: خرج من العين. واليَنْبوعُ: عينُ الماء، ومنه قوله تعالى: "حتَّى تَفْجُرَ لنا من الأرض يَنْبوعاً"، والجمع اليَنابيعُ. ونَوابِعُ البعير: المواضع التي يسيل منها عَرَقُه. قال الأصمعي: يقال قد انْباعَ علينا فلانٌ بالكلام، أي انبعث. وفي المثل: "مُخْرَنْبِقٌ لِيَنباعَ"، أي ساكتٌ لِيَنْبَعِثَ، ومطرِقٌ لينثالَ. والنَبْعُ: شجرٌ تُتَّخَذُ منه القسيّ. الواحدة: نَبْعَةٌ، وتُتَّخَذُ من أغصانها السهام. والنَبّاعَةُ: الاستُ. يقال: كذبت نَبَّاعَتُكَ، إذا رَدَم. وبالغين المعجمة أيضاً.

نبغ

نَبَغَ الشيءُ يَنْبَغُ ويَنْبُغُ نَبْغاً ونُبوغاً، أي ظهر. ونَبَغَ الرجل، إذا لم يكن في إرثِ الشِعر ثم قال وأجاد. ومنه سمي النَوابِغُ من الشعراء.

نبق

النَبْقُ مثل النَمْقِ، وهو الكتابة. والنَبْقُ أيضاً: تخفيف النَبِقِ بكسر الباء، هو حَمْلُ السِدرِ، الواحدة نَبِقَةٌ ونَبِقاتٌ. ونَخْلٌ مُنَبَّقٌ، أي مصطفٌّ على سطرٍ واحد. وكذلك كلُّ شيءٍ مستوٍ مهذّبٍ. ونَبَّقَ أيضا، أي كتَب. ونَبَّقَ بها، أي حَبَقَ حَبْقاً غير شديد. وكذلك أنْبَقَ الرجلُ. ويقال: انْباقَ علينا بالكلام، أي انبعث، مثل انْباعَ.

نبك

النَبَكُ، بالتحريك: جمع نَبَكَةٍ، وهي أكَمة محدَّدة الرأس. والنِباكُ: التِلالُ الصغار. ومكانٌ نابِكٌ، أي مرتفع.

نبل

النَبلُ: السهام العربية، وهي مؤنثة لا واحد لها من لفظها. وقد جمعوها على نِبال وأنْبال. قال الشاعر:

وكنت إذا رميْت ذوي سوادٍ

 

بأنْبالٍ مَرَقْنَ من السَـواد

والنبَّال، بالتشديد: صاحبُ النَبْلِ. والنابلُ: الذي يعمل النَبْل. والفعل النِبالة بالكسر. والنابل: الحاذقُ بالأمر. يقال فلانٌ نابلٌ وابن نابل، أي حاذقٌ وابن حاذقٍ. ويقال: ما انتَبَلَ نبْله إلا بأخرةٍ، أي ما انتَبَه له وما بالى به. قال يعقوب: وفيها أربعُ لغات: نبْلَه، ونباله، ونَبالَتَهُ، ونُبالَتَهُ. والنُبْلة بالضم: العَطِيَّة. والنُبْل: النَبالة والفضل. وقد نبُل بالضم فهو نبيلٌ، والجمع نبَلٌ بالتحريك. والنبلُ أيضاً: الكبارُ. قال بشر:

نبيلة موضع الحجـلـيْن خَـوْدٌ

 

وفي الكشحيْن والبطن اضطِمارُ

والنبَل: الصغار أيضاً، وهو من الأضداد. والنَبَل: حجارة الاستنجاءِ. ونابلتُه فنبَلْتُه، إذا كنتَ أجودَ نبْلاً منه. وقد يكون ذلك في النُبْلِ أيضاً. ونبلْتُ فلاناً أنبُلُه نَبْلاً بالفتح، إذا رمَيْته بالنَبْلِ. ونبَلت الإبل، أي قمتُ بمصلحتها، وكذلك إذا سُقْتَها سَوقاً شديداً. واسْتَنْبَلَني فنبلْتُه، أي ناولته نَبْلاً. ويقال: نبِّلْني حجارةَ الاستنْجاء أي أعطِنيْها. ونبَلْتُ فلاناً بطعامي: ناولتُه شيئاً بعد شيءٍ. وتقول: هذا رجل متنبِّل نبْله، إذا كان معه نبْل. وتنبَّل أيضاً، أي تكلَّفَ النُبْل. وتنبّل، أي أخذ الأنْبل فالأنْبل. وتنبَّلَ البعيرُ، أي مات. وتنبَّل الإنسان أيضاً وغيره. والنَبيلة: الجِيَفة. والتِنْبال: القصير.

نبه

شيءٌ نَبَهٌ ونَبِهٌ، أي مشهورٌ. قال ذو الرمّة:

كأنـه دُمْـلُـجٌ مـن فـضة نـبَـهٌ

 

في ملعبٍ من جَواري الحَيِّ مَفْصومُ

إنَّما جعله مفصوماً لتَثَنِّيهِ وانحنائه إذا نام. ويقال النَبَهُ: الضالَّةُ توجد عن غَفْلَة لا عن طلبٍ. يقال: وجدت الضالّة نَبَهاً. ونَبُهَ الرجلُ بالضم: شَرُفَ واشتهر، يَنْبُهُ نَباهَةً، فهو نَبيهٌ ونابِهُ. وهو خلاف الخامل. ونَبَّهْتُه أنا: رفعتُه من الخمول. يقال: أشيعوا بالكُنى فإنَّها مَنْبَهَةٌ. وانْتَبَهَ من نومه: استيقظ. وأنْبَهْتُهُ أنا. والتَنْبيهُ مثله. ونَبَّهْتُهُ على الشيء: أوقفتُه عليه فَتَنَبَّهَ هو عليه. ونَبِهْتُ للأمر، أنْبَهُ نَبَهاً، وهو الأمر تنساه ثم تَنْتَبِهُ له. وأنْبَهْتُ حاجةَ فلانٍ، إذا نسيتَها، فهي مُنْبَهَةٌ.

نبا

نَبا الشيء عنِّي يَنْبو، أي تجافى وتباعد. وأنْبَيْتُهُ أنا، أي دفعته عن نفسي. وفي المثل: "الصِدق يُنبي عنك لا الوعيد" أي إن الصدقَ يدفع عنك الغائلة في الحرب دونَ التهديد. ونَبا السيفُ، إذا لم يعمل في الضريبة. ونَبا بصري عن الشيء. ونَبا بفلانٍ منزلُه، إذا لم يوافقه. وكذلك فِراشُه. والنابِيَةُ: القوس التي نَبَتْ عن وترها، أي تَجافَتْ. والنَبْوَةُ والنَباوَةُ: ما ارتفع من الأرض. فإنْ جعلت النَبِيَّ مأخوذاً منه، أي أنه شُرِّفَ على سائر الخلق فأصلُه غير الهمز، وتصغيره نُبَيٌّ، والجمع أنْبياءُ.

نتأ

نَتَأَ نَتْأ نُتوءًا ونتُوًّا. وفي المثل: "تَحْقِرُهُ ويَنْتَأُ" أي يرتفع. وكلُّ شيءٍ ارتفع من بيتٍ وغيره فهو ناتئٌ. ونَتَأَ الشيءُ: خرج من موضعه من غير أن يَبينَ. ونَتَأَتِ القَرْحَةُ: وَرِمَتْ. ونَتَأتْ على القوم: طَلَعَتْ عليهم مثل نَبَأْتُ. ونَتَأتِ الجاريةُ: بَلَغَتْ وارتفعت.

نتب

نَتَبَ الشيء نُتوباً، مثل نَهَدَ.

نتج

نُتِجَت الناقةُ على ما لم يُسَمَّ فاعِلُهُ، تُنْتِج نَتاجاً. وقد نَتَجَها أهْلُها نَتْجاً. وأنْتَجَتِ الفرسُ، إذا حانَ نَتاجُها، وقال يعقوب: إذا اسْتَبان حَمْلُها. وكذلك الناقةُ، فهي نَتوجٌ؛ ولا يقال مُنْتِجٌ. وأتَت الناقة على مَنْتِجِها، أي للوقت الذي تُنْتَجُ فيه. ويقال للشاتيْن إذا كانتا سِنًّا واحدةً: هما نَتيجَةٌ. وغنمُ فلان نَتائِجُ، أي في سنّ واحدة.

نتح

النَتْحُ: الرَشْحُ. نَتَحَتِ المَزادة تَنْتِحُ نَتْحاً ونُتوحاً. وكذلك خروج العَرَق. ومَناتِحِ العَرق: مخارجه. والنُتوحُ: صُموغُ الأشجار. والانْتِياحُ مثل النَتْحِ.

نتخ

النَتخُ: النَزع والقلع. نَتَخَ البازي اللحمَ بمِنسره. ونَتَخَ ضرسَه والشوكةَ من رجله. والمِنْتاخُ: المنقاش.

نتر

النَتْرُ: جذب في جفوة. والطعنُ النَتْرُ، مثل الخَلْسِ. وقوسٌ ناتِرَةٌ: تقطَّع وترَها لصلابتها. والنَتَرُ بالتحريك: الفسادُ والضَياعُ.

نتش

نَتَشْتُ الشيءَ بالمِنْتاشِ، وهو المنقاشُ، أي استخرجته به. ويقال: ما نَتَشْتُ من فلانٍ شيئاً، أي ما أصبتُ.

نتف

نَتَفْتُ الشَعر، نَتْفاً، فانْتَتَفْ الشعرُ وتَناتَفَ. ونَتَّفْتُ الشعور شدد للكثرة. والمِنْتافُ: المِنْتاخُ. والنُتافَةُ: ما سقط من النَتْفِ. والنُتْفَةُ: ما نَتَفْتَهُ بأصابعك من النَبت أو غيره، والجمع النُتَفُ. ويقال رجلٌ نُتَفَةٌ، للذي يَنْتِفُ من العِلم شيئاً ولا يستقصيه.

نتق

 النَتْقُ: الزَعزعةُ والنَفْضُ. وقد نَتَقْتُهُ أنْتُقُهُ بالضم نَتْقاً. وقال أبو عبيدة في قوله تعالى: "وإذ نَتَقْنا الجَبَلَ"، أي زعزعناه. وفرسٌ ناتقٌ، إذا كان ينفُض راكبه. ونَتَقْتُ الغَرْب من البئر، أي جذبتُه. والبعير إذا تزعزع حِمله نَتَقَ حبالَه، وذلك جذبه إياها فتسترخي. ونَتَقْتُ الجلد، أي سلختُه. ونَتَقَتِ المرأةُ، أي كثر ولدها فهي ناتِقٌ ومِنْتاقٌ. وناقةٌ ناتقٌ، إذا أسرعت الحملَ. وزندٌ ناتِقٌ، أي وارٍ.

نتل

اسْتَنْتَلَ من الصف، إذا تقدم أصحابه. واستَنْتَلَ للأمر: استعدَّ له. والنَتل: جَذبٌ إلى قدُمٍ. والنتْلُ أيضاً: بيضُ النَعام يُملأ ماءً فيُدفَنُ في المفازَةِ. والنتَلُ بالتحريك مثله. قال الأعشى يصف مَفازة:

لا يتنَمَّى لها في القيْظ يَهْبطُها

 

إلا الذين لهم فيما أتَوْا نَتَـلُ

وأما قول أبي النجم:

يُطفنَ حَولَ نَتلٍ وزْوازِ

فيقال هو العبد الضخم: أبو عمرو: تناتل النبْتُ، أي التفَّ وصار بعضه أطولَ من بعضٍ.

نتن

النَتْنُ: الرائحة الكريهة. وقد نَتُنَ الشيء وأنْتَنَ بمعنًى، فهو مُنْتِنٌ ومِنْتِنٌ. ونَتَّنَهُ غيره تَنْتيناً، أي جعله مُنْتِناً. ويقال قومٌ مَناتينُ. وقد قالوا: ما أنْتَنَهُ.

نتى

النَواتِيُّ: الملاّحون، واحدهم نُوتِيٌّ.

نثث

نَثَّ الحديثَ يَنُثُّهُ بالضم نَثًّا، إذا أفشاه. ويروى قول قيس بن الخطيم الأنصاري:

إذا جاوزَ الاثنين سِرٌّ فإنّه

 

بِنَثٍّ وتَكثيرِ الوُشاةِ قَمينُ

ونَثَّ الزِقُّ يَنِثُّ بالكسر نَثًّا ونَثيثاً، إذا رَشَحَ.

نثر

نَثَرْتُ الشيءَ أنْثُرُهُ نَثْراً، فانْتَثَرَ. والاسم النُثارُ. والنُثارُ بالضم: ما تَناثَرَ من الشيء. ودُرٌّ مُنَثَّرٌ، شدد للكثرة. والانْتِثارُ والاستِنثارُ بمعنًى، وهو نَثْرُ ما في الأنف بالنَفَس. وفي الحديث: "إذا اسْتَنْشَقْتَ فانْثُر". والنَثْرَةُ للدوابّ: شِبهُ العطسة. يقال: نَثِرَت الشاةُ، إذا طرحت من أنفها الأذى. قال الأصمعي: النافرُ والناثرُ: الشاةُ تَسْعُلُ فيَنْتَثِرُ من أنفها شيءٌ. والنَثورُ: الكثيرة الولدِ. والنَثْرَةُ: الفُرْجَةُ بين الشارِبَيْنِ حيالَ وَتَرة الأنف، وكذلك من الأسد. والنَثْرَةُ: كوكبان بينهما مقدارُ شِبر، وفيهما لَطْخُ بياضٍ كأنه قِطعة سحاب، وهي أنفُ الأسد يَنْزِلها القمر. والنَثْرَةُ الدِرعُ الواسعة. قال ابن السكيت: يقال للدرع نَثْرَةٌ ونَثْلَةٌ. قال: ويقال نَثَرَ درعه عنه، إذا ألقاها عنه. ويقال طعنه فأنْثَرَهُ، أي أرْعَفَهُ.

نثط

نَثَطَ الشيءُ نُثوطاً: سَكَنَ. ونَثَطْتُهُ: سَكَّنْتُهُ. ونَثَطَ الشيءَ بيده: غمزَه.

نثل

النثلَة: الدرعُ الواسعة، مثل النَثْرة. ويقال قد نثَلَ دِرعَه، أي ألقاها عنه. والنَثيلةُ مثل النبيثةِ، وهو تراب البئر. وقد نثَلتُ البئرَ نَثْلاً وانْتَثلْتُها، إذا استخرجتَ ترابَها. وتقول: حفرتُكَ نَثلٌ، أي محفورة. والنثيلُ: الرَوْثُ. قال الأحمر: يقال لكلِّ حافرٍ ثلَّ ونثَل، إذا راثَ. ونثلْتُ كنانتي، إذا استخرجتَ ما فيها من النبْل، وكذلك إذا نفضْتَ ما في الجراب من الزاد. وتناثل الناس إليه، أي انْصَبُّوا.

نثا

النَثا مقصورٌ مثل الثَناءِ، إلا أنه في الخير والشر جميعاً، والثَناءُ في الخير خاصّةً. ونَثَوْتُ الخبر نَثْواً: أظهرته. وتَناثَوا الشيء، أي تذاكَروه.

نجأ

أبو عبيد: نَجَأتُهُ نَجْأ: إذا أصَبْتَهُ بعين. وكذلك تَنَجَّأتُهُ، أي تَعَيَّنْتُهُ. الفرَّاء: رجلٌ نَجوءُ العَيْنِ ونَجِيءُ العين. أي خبيث العين. وكذلك نَجُؤُ العين ونَجِئُ العين. وفي الحديث: "رُدُّوا نَجْأَةَ السائِلِ باللُقْمَةِ" أي رُدُّوا شدَّةَ نَظَرِهِ إلى طعامكم بلُقمة تدفعونها إليه.

نجب

 النَجَبُ، بالتحريك: لحاء الشجر. والنَجْبُ بالتسكين: مصدر قولك نَجَبْتُ الشجرة أنْجُبُها وأنْجِبُها، إذا أخذتَ قِشرة ساقها. والمنجوب: الجلد المدبوغ بقشور سوق الطلح. وسِقاءٌ منجوبٌ ونَجَبِيٌّ أيضاً. والمنجوب: القدح الواسع. ورجلٌ نجيبٌ، أي كريم بيِّن النَجابة. والنُجَبَةُ: النجيب؛ يقال هو نُجَبَةُ القوم إذا كان النجيبَ منهم. وأنجب الرجل، أي وَلَدَ نجيباً. قال الشاعر:

أنْجَبَ أزْمانَ والِداهُ به

 

إذ نَجَلاهُ فنِعْمَ ما نَجَلا

وامرأة مُنْجِبَةٌ ومِنْجابٌ: تلِد النُجباء؛ ونسوة مناجيب. أبو عبيد: المِنْجاب: السهم الذي ليس عليه ريشٌ ولا نَصْل. والمِنْجاب: الرجل الضعيف. وانتجبه: اختاره واصطفاه. والنَجيب من الإبل، والجمع النُجُبُ والنَجائب.

نجث

النَجيثَةُ: ما أخرجَ من تراب البئر، مثل النَبيثَةِ. ونَجيثَهُ الخبرِ: ما ظهر من قبيحه. يقال: بَدا نَجيثُ القومِ، إذا ظهر سِرُّهُم الذي كانوا يُخفونه. قال الفراء: خرجَ فلانٌ يَنْجُثُ بني فلان، أي يَسْتَعْويهِم ويستغيث بهم. قال أبو عبيد: ويقال: يستغويهم أيضاً بالغين. والنَجيثُ: الهدف، وهو تراب يُجمعُ. والنُجثُ: غِلافُ القلب، والجمع أنْجاثٌ، أنشد أبو عبيد:

تَنْزو قُلوبُ الناسِ في أنْجاثِها

والاستنجاث: التصدِّي للشيء.

نجج

نَجَّتِ القَرْحَة تَنِجُّ بالكسر نَجيجاً: سالَتْ بما فيها. قال جرير:

فإنْ تَكُ قَرْحَةٌ خَبُثَتْ ونَجَّتْ

 

فإن اللّه يَشفي من يَشـاءُ

نجح

النُجْحُ والنَجاحُ: الظفر بالحوائج. وأنْجَحَ الرجل: صار ذا نُجْحٍ، فهو مُنْجِحٌ من قوم مَناجِحَ ومَناجيح. وما أفْلَحَ فلانٌ ولا أنْجَحَ. وقد أنْجَحْتُ حاجَتَهُ، إذا قضيتَها له. وتَنَجّحت الحاجة واستنجحتها. إذا تَنَجَّزْتَها. ونَجَحَتْ هي. ونَجَحَ أمر فلان، أي تيسَّر وسَهُلَ، فهو ناجحٌ. وسار فلانٌ سيراً نَجيحاً، أي وشيكاً. ورأيٌ نَجيحٌ، أي صواب. وتَناجَحَتْ أحلامُه، أي تتابعت بصدقٍ.

نجد

النَجْدُ: ما ارتفع من الأرض؛ والجمع نِجادٌ ونُجودٌ وأنْجُدٌ. ومنه قولهم: فلان طَلاَّعُ أنْجُدٍ، وطلاّع الثنايا، إذا كان سامياً لمعالي الأمور. قال الشاعر حميد بن أبي شِحاذِ الضّبّي:

وقد يَقْصُرُ القُلُّ الفَتى دونَ هَمِّهِ

 

وقد كانَ لو لا القُلُّ طَلاّعَ أنْجُدِ

وقال آخر:

يَغدو أمامَهُمُ في كلِّ مَـرْبـأةٍ

 

طلاّعِ أنْجِدَةٍ في كَشْحِهِ هضَمُ

وهو جمع نُجود، جمع الجمع. والنَجْدُ: الطريق المرتفع. قال الشاعر امرؤ القيس:

غَداةَ غَدَوْا فسالِكٌ بَطْنَ نَخْلةٍ

 

وآخرُ منهم جازِعٌ نَجْدَ كَبْكَبِ

والنَجْدُ: ما يُنجَّدُ به البيتُ من المتاع، أي يزيَّنُ؛ والجمع نُجودٌ. والتَنْجيدُ: التزيين. قال ذو الرمّة:

حتَّى كأنَّ رِياضَ القُفِّ ألْبَسَها

 

من وَشي عَبْقَرَ تجليلٌ وتنجيدُ

والنَجَّادُ: الذي يعالج الفُرُشَ والوِسادةَ ويخيطهما. ورجلٌ مُنَجَّذٌ بالذال والدال جميعاً، أي مجرَّبٌ قد نَجَّدَه الدهر، أي جُرِّب وعرف. ونَجْدٌ من بلاد العرب، وهو خلاف الغَوْرِ. والغَوْرُ: تِهامة. وأنشد ثعلب:

ذرانيَ من نَجْدٍ فإنَّ سنينهُ

 

لَعِبْنَ بنا شيباً وشَيَّبْننا مُرْدا

وتقول: أنْجَدْنا، أي أخذنا في بلاد نَجْدٍ. وفي المثل: "أنْجَدَ من رأى حَضَناً"، وذلك إذا عاد من الغَوْرِ. وحَضَنٌ: اسم جبلٍ. وأنْجَدَ فلانٌ الدعوةَ. واسْتَنْجَدَني فأنْجَدْتُهُ، أي استعان بي فأعَنْتُهُ. واسْتَنْجَدَ فلانٌ: قَويَ بعد ضعفٍ. واستَنْجَدَ على فلانٍ، إذا اجترأ عليه بعد هَيبة. ويقال أيضاً: رجلٌ نَجْدٌ في الحاجة، إذا كان ناجياً فيها، أي سريعاً. والنَجدة: الشجاعةُ. تقول منه: نَجُدَ الرجل بالضم، فهو نَجِدٌ ونَجُدٌ ونجيد. وجمع نَجِدٍ أنْجاد. وجمع نجيدٍ نُجُدٌ ونُجَداءُ. ورجلٌ ذو نَجْدَةٍ، أي ذو بأسٍ. ولاقى فلان نَجْدَةً، أي شدَّةً. أبو عبيدة: نَجَدْتُ الرجلَ أنْجُدُه: غلبته. وأنْجَدْتُهُ: أعنته. وناجَدتُهُ مُناجَدَةً مثله. ورجل مُناجِدٌ، أي مقاتلٌ. الأصمعي: نَجِدَ الرجلُ بالكسر يَنْجَدُ نَجَداً، أي عرق من عمل أو كرب. والنَجَدُ: العَرَقُ. قال النابغة:

يَظَلُّ من خَوفِه المَلاَّحُ معتصماً

 

بالخَيْزُرانةِ بعد الأينِ والنَجَـدِ

والمَنْجودُ: المكروب. وقد نُجِدَ نَجْداً، فهو منجودٌ ونَجيدٌ. قال: والنَجودُ من حُمُر الوحش: التي لا تحمل؛ ويقال: هي الطويلة المشرفة؛ والجمع نُجُدٌ. والنِجادُ: حمائل السيف. والناجودُ: كلُّ إناءٍ يُجعَلُ فيه الشراب من جَفنةٍ وغيرها

نجذ

الناجِذُ: آخرُ الأضراسِ، وللإنسان أربعة نواجذَ في أقصى الأسنانِ بعد الارحاء، ويسمَّى ضِرْسَ الحُلُمِ، لأنه ينبت بعد البلوغ وكمال العقل. يقال: ضَحِكَ حتَّى بَدَتْ نواجذُه، إذا استغرب فيه. وقد تكون النواجذُ للفرس. ورجلٌ مُنَجَّذٌ: مجرَّبٌ أحكمتهُ الأمور. وقال الشاعر سحيم بن وثيل:

أخو خَمسينَ مُجْتَمعٌ أشدِّي

 

ونَجَّذَني مُداوَرَةُ الشُؤونِ

نجر

نَجَرَ الخشبة يَنْجُرُها نَجْراً: نحتَها. وصانعه نَجَّارٌ. ونَجَرْتُ الماءَ نَجْراً: أسخنته بالرضْفَةِ. والمِنْجَرَةُ: حجرٌ مُحْمًى يسخن به الماء؛ وذلك الماء نَجيرَةٌ. والنَجيرةُ: اللبن الحليب يجعل منه سمنٌ. والنَجْرُ: السَوق الشديد. ورجلٌ مِنْجَرٌ، أي شديد السَوق للإبل. والنَجْرُ: الأصل والحسبُ، واللونُ أيضاً: وكذلك النِجارُ. ومن أمثالهم في المُخَلَّطِ: "كلُّ نِجارِ إبلٍ نِجارها"، أي فيه كلُّ لونٍ من الأخلاق، وليس له رأي يثبت عليه. والنَجْرانُ: خشبةٌ تدور عليها رِجلُ الباب. وأنشد أبو عبيدة:

صَبَبْتُ الماءَ في النَجرانِ حتَّى

 

تَرَكْتُ البابَ ليس له صَريرُ

والنَجْرانُ: العطشانُ. والنَجَرُ بالتحريك: عطشٌ يصيب الإبل والغنم عن أكل الحِبَّة فلا تكاد تَروى من الماء. يقال نَجِرَتِ الإبل ومَجِرَت أيضاً. وقال:

حتَّى إذا ما اشتدَّ لوبانُ النَجَرْ

ومنه شهرُ ناجِرٍ، وهو كلُّ شهرٍ في صميم الحرّ، لأنَّ الإبل تَنْجَرُ في ذلك الشهر. قال ذو الرمّة:

صَرًى آجِنٌ يَزْوي له المرءُ وَجْهَهُ

 

إذا ذاقه الظمآنُ في شهر ناجِـرِ

قال يعقوب: وقد يُصيب الإنسانَ النَجَرُ من شرب اللبن الحامض فلا يَروى من الماء.

نجز

نَجِزَ الشيءُ بالكسر يَنْجَزُ نَجَزاً، أي انقضى وفَني. قال الشاعر:

وكنتَ ربيعاً لليتامـى وعِـصْـمَةً

 

فمُلكُ أبي قابوسَ أضْحى وقد نَجَزْ

أي انقضى وفنيَ وقتَ الضحى، لأنَّه مات في ذلك الوقت. ونَجَزَ حاجته يَنْجُزُها بالضم نَجْزاً: قضاها. يقال: نَجَزَ الوعدُ. وأنْجَزَ حُرٌّ ما وعد. والمُناجَزَةُ في الحرب: المبارزة والمقاتلة. وفي المثل: "المحاجزةُ قبل المُناجَزَةِ". وقولهم: أنت على نَجْزِ حاجتك، بفتح النون وضمها، أي على شَرَفٍ من قضائها. واسْتَنْجَزَ الرجل حاجته وتَنَجَّزَها، أي استنجحها. والناجِزُ: الحاضرُ. يقال: بعته ناجِزاً بِناجِزٍ، كقولك يداً بيدٍ، أي تعجيلاً بتعجيلٍ. قال الشاعر:

وإذا تُباشِرُكَ الهُمو

 

مُ فإنَّه كالٍ وناجِزْ

وفي الحديث: "لا تبيعوا إلا حاضراً بناجِزٍ".

نجس

 نَجِسَ الشيءُ بالكسر يَنْجَسُ نَجَساً، فهو نَجْسٌ ونَجَسٌ أيضاً. وقال اللّه تعالى: "إنَّما المُشْرِكون نَجَسٌ". قال الفراء: إذا قالوه مع الرِجْسِ أتبعوه إيَّاه، قالوا رِجْسٌ نِجْسٌ. وأنْجَسَهُ غيره ونَجَّسَهُ، بمعنًى. ويقال به داءٌ ناجِسٌ، إذا كان لا يبرأ منه. والتَنْجيسُ: شيءٌ كانت العرب تفعله، كالعوذَةِ تُدفع بها العينُ. ومنه قول الشاعر:

وعَلَّقَ أنْجاساً عَليَّ المُنَجِّسُ

نجش

نَجَشْتُ الصيدَ أَنْجُشُهُ نَجْشاً، أي اسْتثرتُهُ. والناجِشُ: الذي يحوشُ الصيد. والنَجْشُ: أن تُزايدَ في المبيع ليقع غيرك وليس من حاجتك. وفي الحديث: "لا تَناجَشوا". ونَجَشْتُ الإبل، إذا جمعتها بعد تفرُّق. ومرَّ فلان يَنْجُشُ نَجْشاً، أي يسرع.

نجع

نَجَعَ الطعامُ يَنْجَعُ ويَنجِعُ نُجوعاً، أي هَنَأَ آكِله. وماءٌ نَجوعٌ، كما يقال نميرٌ. ونَجوعُ الصبيّ هو اللبن. وقال ابن السكيت: النَجوعُ: المديدُ. وقد نَجَعْتُ البعير. قال: ونَجَعَ في الدابَّة العلفُ، ولا يقال أنْجَعَ. وقد نَجَعَ فيه الخطابُ، والوعظُ، والدواءُ، أي دخل وأثَّر. والنُجْعَةُ بالضم: طلبُ الكلأ في موضعه. تقول منه: انْتَجَعْتُ فلاناً، إذا أتيتَه تطلب معروفه. والمُنْتَجَعُ: المنزلُ في طلب الكلأ. وهؤلاء قوم ناجِعَةٍ ومُنْتَجِعون. وقد نَجَعوا يَنْجَعونَ في معنى انتَجعوا يَنْتَجِعونَ. والنَجيعُ: خَبَطٌ يُضرب بالدقيق والماء، يُوجَرُهُ البعيرُ. والنَجيعُ من الدم: ما كان إلى السواد. وقال الأصمعيّ: هو دمُ الجوفِ خاصَّةً.

نجف

النَجَفُ والنَجيفَةُ بالتحريك: مكان لا يعلوه الماء مستطيلٌ منقادٌ، والجمع نِجافٌ. والنِجافُ أيضاً: العتبةُ وهي أُسْكُفَّةُ الباب. ويقال لإبِطِ الكَثيبِ: نَجَفَةُ الكَثيبِ. قال: والنَجيفُ من السهام: العريضُ النَصْلِ، والجمع نُجُفٌ. تقول منه: نَجَفْتُ السهمَ، وسهمٌ نَجيفٌ ومنجوفٌ، وغارٌ منجوفٌ، أي مُوَسَّعٌ. ومنه قول الشاعر:

تَأْوي إلى جَدَثٍ كالغارِ مَنْجوفِ

ونِجافُ التيسِ: أن يُرْبَطَ قضيبه إلى رِجله أو إلى ظهره، وذلك إذا أكثر الضِراب، يُمْنَعُ بذلك منه. تقول منه: تيسٌ مَنْجوفٌ. وانتِجاف الشيء: استخراجه. يقال انْتَجَفْتُ، إذا استخرجت أقصى ما في الضرع من اللبن. وانْتَجَفَتِ الريحُ السحابَ، إذا استفرغته.

نجل

النجْل: النَسْل. ونَجلَه أبوه، أي وَلَدهُ. يقال: قبَّح اللّه ناجليْه. وفرسٌ ناجل، إذا كان كريم النجل. ونَجَلَ الشيءَ، أي رمى به. والناقةُ تنجُل الحَصى بمناسِمِها نجلاً، أي ترمي به وتدفعه. ونجلَه، أي طعنه فأوسع شقه. ونجلْتُ الإهاب، إذا شققت عن عُرقوبَيْه جميعاً ثم سلخته، كما يَسلخ الناسُ اليومَ. وهو إهابُ مَنْجولٌ. ونجَلت الأرض: اخضرَّت. ونجلْت الرجلَ نجلَة، إذا ضربته بمقدَّم رِجلك فتدحرج. يقال: من نَجَلَ الناسَ نجلوه، أي من شارَّهم شارُّوه. ويقال: استنجل الموضعُ، أي كثُر به النَجْلُ، وهو الماء يَظْهَرُ من الأرض. والنجيل: ما تكَسَّرَ من ورق الهَرْم، وهو ضربٌ من الحَمْض. والنواجلُ من الإبل: التي ترعاه. والمِنْجَلُ: ما يُحْصد به. والنَجَلُ بالتحريك: سَعةُ شقِّ العين. والرجلُ أنجلُ والعينُ نجلاءُ، والجمع نُجل. وطعنةٌ نَجْلاءُ، أي واسعة بيِّنة النَجَلِ. وسِنانٌ مِنْجل، أي واسعُ الطعنةِ. والصْصَحانُ الأنْجلُ، هو الواسع. ونَجَلْتُ الشيء، أي استخرجتُهُ.

نجم

نَجمَ الشيءَ يَنْجُمُ بالضم نُجوماً: ظهر وطلع. يقال: نَجَمَ السِنُّ، والقَرْنُ، والنَبْتُ، ونَجمَ الخارجيُّ. ونَجَمَتْ ناجِمَةٌ بموضع كذا، أي نَبَغَتْ. وفلانٌ مَنْجَمُ الباطلِ والضلالةِ بالفتح، أي معدِنه. والمِنْجَمُ، بكسر الميم: الحديدة المعترضة في الميزان، التي فيها اللسان. والنَجْمُ: الوقت المضروب، ومنه سمِّي المُنَجِّمُ. ويقال: نَجَّمْتُ المال، إذا أدَّيته نُجوماً. قال زهير:

يُنَجِّمُها قومٌ لقـومٍ غَـرامَةً

 

ولم يُهْرَيقو بينهم مِلْءَ مِحْجَمِ

 والنَجْمُ من النبات: ما لم يكن على ساقٍ. قال تعالى: "والنَجْمُ والشجرُ يسجدان". والنَجْمُ: الكوكبُ. والنَجْمُ: الثريَّا، وهو اسمٌ لها علم، مثل زيدٍ وعمرٍو. فإذا قالوا: طلعَ النَجْمُ، يريدون الثريا. وإن أخرجت منه الألف واللام تنكَّر. والنَجْمَةُ: ضربٌ من النبت. وقولهم: ليس لهذا الحديث نَجْمٌ، أي ليس له أصلٌ. وأَنْجَمَتِ السماءُ: أقشعتْ. يقال: أثْجَمَتْ أياماً ثمَّ أنْجَمَتْ. وأَنْجَمَ البردُ وأنْجَمَ المطرُ: أقلع. وقال:

أَنْجَمَتْ قُرَّةُ الشتاءِ وكانت

 

قد أقامت بكُلْبَةٍ وقِطـارِ

نجنج

أبو عبيد: نَجْنَجْتُ الرَجُل: حرَّكته. وتَنَجْنَجَ لحمه، أي كثُر واسترخى. ونَجْنَجَ إبلهُ، إذا ردَّدها على الحوض. قال ذو الرمّة:

حتَّى إذا لم يجد وَغْلاً ونَجْنَجَها

 

مَخافَةَ الرَمْي حتَّى كلُّها هيمُ

والنَجْنَجَةُ: ترديد الرأي. يقال: نَجْنَجَ أمرَهُ، إذا همَّ به ولم يَعْزِمْ عليه. والنَجْنَجَةُ: الجَوْلَةُ عند الفَزَع.

نجه

النَجْهُ: الزجرُ والردعُ. قال:

حُيِّيتَ عنَّا أيُّها الـوَجْـهُ

 

ولغيرك البَغْضاءُ والنَجْهُ

تقول منه: نَجَهْتُ الرجلَ، وانْتَجَهْتُهُ، وتَنَجَّهْتُهُ. ورجلٌ ناجِهٌ، إذا دخل بلداً فكرِهه.

نجا

نَجَوْتُ من كذا نَجاءً ممدودٌ، ونجاةٌ مقصورٌ. والصِدقُ مَنْجاةٌ. وأنْجَيْتُ غيري ونَجَّيتُهُ. ونَجَوْتُ أيضاً نجاءً ممدودٌ، أي أسرعت وسبقت. والناجِيَةُ والنَجاةُ: السريعةُ تَنْجو بمن ركبها. والبعيرُ ناجٍ. وقول الأعشى:

تَقْطَعُ الأَمْعَزَ المُكَوْكِبَ وَخْداً

 

بنَـواجٍ سـريعةِ الإِيغـالِ

أي بقوائمَ سراعٍ. واسْتَنْجى، أي أسرع. وفي الحديث: "إذا سافرتم في الجُدوبة فاسْتَنْجوا". ونَجَوْتُ فلاناً، إذا استنهكته. قال:

نَجَوْتُ مُجالِداً فوجدتُ مـنـه

 

كريحِ الكلبِ ماتَ حديثَ عَهْدِ

ونَجْوُ السَبُعِ: جَعْرُهُ. والنَجْوُ: ما يخرج من البطن. ويقال: أَنْجى، أي أحدثَ. وشرب دواءً فما أَنْجاهُ، أي ما أقامه. ونجا الغائطُ نفسه يَنْجو. واسْتَنْجى، أي مسح موضع النَجْوِ أو غَسَله. واسْتَنْجى الوَتَرَ، أي مدَّ القوس. والنَجا مقصورٌ، من قولك: نَجَوْتُ جلدَ البعير عنه وأَنْجَيْتُهُ، إذا سلخته. والجِلْدُ نَجاً، مقصورٌ أيضاً. والنَجا: عيدان الهودَج. وفلانٌ في أرضٍ نَجاةٍ يُسْتَنْجى من شجرها العِصِيُّ والقِسِيُّ. واسْتَنْجى الناس في كلِّ وجه، إذا أصابوا الرُطَب. الأصمعيّ: اسْتَنْجَيْتُ النخلةَ، إذا التقطت رُطَبها. قال: ونَجَوْتُ غُصون الشجرة، أي قطعتها. وأَنْجَيْتُ غيري. أبو زيد: اسْتَنْجَيْتُ الشجر: قطعته من أصوله. وأَنْجَيْتُ قضيباً من الشجرة، أي قطعت. والنَجاةُ: الغصنُ، والجمع نَجاً. ويقال: أَنجني غُصناً، أي اقطعه لي. والنَجْوُ: السَحاب الذي هَراق ماءه، والجمع نِجاءٌ. وحكى ابن السكيت: أَنْجَتِ السحابَةُ، إذا ولَّت. والنَجْوَةُ والنَجاةُ: المكان المرتفع الذي تظنّ أنَّه نَجاؤُكَ لا يعلوه السيل. وقال:

ألمْ تَرَيا النُعْمانَ كان بنَـجْـوَةٍ

 

من الشرِّ لو أنَّ امرأً كان ناجِيا

ويقال: نَجَّى فلانٌ أرضه تَنْجِيَةً، إذا كَبَسها مخافة الغرق. والنُجَواءُ: التمطِّي، مثل المُطَواء. ابن الأعرابيّ: بيني وبين فلان نَجاوَةٌ من الأرض، أي سعة. والنَجْوُ: السرُّ بين اثنين. يقال: نَجَوْتُهُ نَجْواً، إذا ساررته. وكذلك ناجَيْتُهُ. وانْتَجى القومُ وتَناجَوْا، أي تسارُّوا. وانْتَجَيْتُهُ أيضاً، إذا خصصته بمناجاتك. والاسم النَجْوى. وقال:

فبِتُّ أنْجو بها نَفْساً تكلِّفنـي

 

ما لا يَهُمُّ به الجَثَّامَةُ الوَرَعُ

وقوله تعالى: "وإذْ هم نَجْوى"، فجعلهم هم النَجْوى، وإنَّما النَجْوى فِعلهم، كما تقول: قومٌ رضاً، وإنَّما الرِضا فعلهم. والنَجيُّ: الذي تسارُّه، والجمع الأَنْجِيَةُ. قال الأخفش: وقد يكون النَجِيُّ جماعةً مثل الصَديق. قال اللّه تعالى: "خَلَصوا نَجِيًّا". وقال الفراء: وقد يكون النَجِيُّ والنَجْوى اسماً ومصدراً.

نحب

 النَحْبُ: النَذْرُ. تقول منه: نَحَبْتُ أنْحُبُ بالضم. وسارَ فلانٌ على نَحْبٍ، إذا سار فأجهدَ السَيْرَ، كأنَّه خاطر على شيءٍ فجدَّ. والنَحْبُ: المدَّة والوقت؛ يقال: قضى فلانٌ نَحْبَهُ، إذا مات. والنَحيبُ: رفع الصوت بالبكاء. وقد نَحَبَ يَنْحِبُ بالكسر نَحيباً. والانتحاب مثله. ونَحَبَ البعير أيضاً يَنْحِبُ نُحاباً، إذا أخذه السعال. أبو عمرو: النَحْبُ: السير السريع، مثل النَعْبِ. قال: ونَحَّبَ القومُ تَنْحيباً، إذا جدُّوا في عملهم. والتنحيب: شدَّة القَرَب للماء. وناحَبْتُ الرجلَ إلى فلانٍ، مثل حاكمته.

نحت

نَحَتَهُ يَنْحِتُهُ بالكسر نَحْتاً، أي براه. والنُحاتة: البُراية. والمِنْحَتُ: ما يُنْحَتُ به. والنَحيتة: الطبيعة. والنَحيتُ: الدخيل في القوم. قال الشاعر:

الخالطينَ نَحيتَهُمْ بنُضارِهِـمْ

 

وذَوي الغِنى منهم بِذي الفَقرِ

والحافرُ النحيتُ: الذي ذهبتْ حروفه.

نحح

النَحيحُ: صوتٌ يردِّده الإنسان في جوفه. وقد نَحَّ يَنِحُّ نَحيحاً. وشحيحٌ نَحيحٌ، إتباعٌ له.

نحر

النَحْرُ: موضع القلادة من الصدر، وهو المَنْحَرُ. والمَنحَرُ أيضاً: الموضع الذي يُنْحَرُ فيه الهَدِيُ وغيره. ونَحْرُ النهارِ: أوَّله. والنَحْرُ في اللَبَّةِ: مثل الذبح في الحَلْقِ. ورجلٌ مِنْحارٌ، وهو للمبالغة يوصَف بالجود. ومن كلام العرب: إنَّه لَمِنْحارٌ بَوائِكَها، أي يَنْحَرُ سِمانَ الإبل. ونَحَرْتُ الرجلَ: أصبن نحرَهُ، وكذلك إذا صرت في نَحْرِهِ. والنَحيرَةُ: آخر يومٍ من الشهر. قال الكميت يصف فعل الأمطار بالديار:

والغَيْثُ بالمُـتَـألِّـقـا

 

تِ من الأَهِلَّةِ والنَواحِرْ

وقال أبو الغوث: النَحيرَةُ: آخر ليلةٍ من الشهر مع يومها، لأنَّها تَنْحَرُ الشهرَ الذي بعدها. أي تصير في نَحْرِهِ، أو تصيب نَحْرَهُ، فهي ناحِرَةٌ، والجمع النَواحِرْ. واحتجَّ بقول ابن أحمر الباهليّ:

ثم اسْتَمَرَّ عليها واكِفٌ هَمِـعٌ

 

في ليلةٍ نَحَرَتْ شوَّالَ أو رَجَبا

والنِحْريرُ: العالِمُ المُتْقِنُ. والناحِرانِ: عِرقان في صدر الفرس. ودائرةُ الناحِرِ تكون في الجِرانِ إلى أسفل من ذلك. ويقال: انْتَحَرَ الرجل، أي نَحَرَ نفسه. وفي المثل: "سُرِقَ السارقُ فانْتَحَرَ". وانْتَحَرَ القومُ على الشيء، إذا تَشاحُّوا عليه حِرصاً. وتَناحَروا في القتال.

نحز

النَحْزُ: الدفعُ والنخسُ. وقد نَحَزْتُهُ برجلي، أي ركلته. والنَحْزُ: الدق بالمِنْحاز، وهو الهاوُنُ. يقال: الراكب يَنْحَزُ بصدره واسطةَ الرحْل، أي يدق. والنُحازُ: داءٌ يأخذ الإبل في رِئاتها فتسعل سعالاً شديداً. يقال: بعيرٌ ناحِزٌ، وبه نُحازٌ. والأنْحَزانِ: النُحازُ والقَرْحُ، وهما داءانِ يصيبان الإبل. يقال: أنْحَزَ القومُ، أي أصاب إبلهم النُحازُ. والناحِزُ أيضاً: أن يصيب مِرفَقُ البعير كِرْكِرتَهُ فيقال: به ناحِزٌ. أبو زيد: نَحَزَهُ في صدره مثل نَهَزَهُ، إذا ضربَه بالجُمْع. والنَحيزَةُ: الطبيعةُ والنَحيتةُ. والنَحائِزُ: النحائِتُ. وأما قول الشماخ:

وعارَضَها في بطنِ ذِرْوَةَ مصعدا

 

على طُرقٍ كأنَّـهُـنَّ نَـحـائِزُ

فيقال: النَحيزَةُ شيءٌ ينسج أعرضَ من الحِزام، يُخاط على طرف شُقَّة البيت. ويقال: النَحيزَةُ من الأرض كالطِبَّةِ، ممدودة في بطن من الأرض نحواً من ميلٍ أو أكثر.

نحس

النَحْسُ: ضد السعد، وقرئ قوله تعالى: "في يومٍ نَحْسٍ" على الصفة، والإضافةُ أكثر وأجودُ. وقد نَحِسَ الشيءُ بالكسر فهو نَحِسٌ أيضاً. قال الشاعر:

أبْلِغْ جُذاماً ولَخْماً أنَّ إخْوَتَهُـم

 

طَيًّا وبَهْراءَ قومٌ نَصْرُهُمْ نَحِسُ

ومنه قيل: أيامٌ نَحِساتٌ. والنُخاسُ معروفٌ. والنُحاسُ أيضاً: دخانٌ لا لَهَبَ فيه. قال نابغة بني جَعدَة:

يُضيءُ كضَوءِ سِراجِ السَلي

 

طِ لم يَجْعَلِ اللّه فيه نحاسـا

 والنِحاسُ بالكسر: الطبيعةُ والأصلُ. يقال: فلانٌ كريمُ النِحاسِ والنُحاسِ أيضاً بالضم، أي كريمُ النُجارِ. قال أبو زيد: يقال تَنَحَّسْتُ الأخبارَ وعن الأخبارِ، إذا تَخَبَّرْتَ عنها وتتبَّعتَها بالاستخبار، ويكون ذلك سرًّا وعَلانيةً. وكذلك اسْتَنْحَسْتُ الأخبار وعن الأخبار.

نحص

النَحوصُ: الأتانُ الحائلُ. قال ذو الرمّة:

يَحْدو نَحائِصَ أشباهاً مُحَمْـلَـجَةً

 

وُرْقَ السَرابيلِ في ألوانها خَطَبُ

والنُحْصُ بالضم: أصلُ الجبلِ. وفي الحديث: "يا ليتني غودِرْتُ مع أصحاب نُحْصِ الجبل".
قال أبو عبيد: النُحْصُ: أصل الجبل وسَفحُه.

نحض

النَحْضُ والنَحْضَةُ: اللحمُ المكتنز، كلحم الفخذ. قال عبيد:

ثم أبْري نِحاضَها فَتَراهـا

 

ضامِراً بعد بُدْنِها كالهِلالِ

وقد نَحُضَ بالضم فهو نَحيضٌ، أي اكتنز لحمه. والمرأةُ نَحيضَةٌ. ونُحِضَ على ما يسمَّ فاعله، فهو مَنْحوضٌ، أي ذهب لحمه. وانْتَحَضَ مثله. ونَحَضْتُ ما على العظم من اللحم وانْتَحَضْتُهُ، أي اعترقته. وسِنانٌ نَحيضٌ وقد نَحَّضْتُهُ، أي رَقَّقْتُهُ. وهو المِسَنُّ. قال امرؤ القيس يصف الجنب:

يُباري شَباةَ الرُمْحِ خَدٌّ مُـزَلَّـقٌ

 

كصَفْحِ السِنانِ الصُّلَّبيِّ النَحيضِ

نحط

النَحيطُ: الزفيرُ. وقد نَحَطَ يَنْحِطُ بالكسر. قال أسامة الهُذليّ:

مِنَ المُرْبَعينَ ومن آزِلٍ

 

إذا جَنَّهُ الليلُ كالناحِطِ

نحف

النَحافَةُ: الهُزالُ. وقد نَحفُ بالضم فهو نَحيفٌ، وأنْحَفَهُ غيره.

نحل

النحْلُ والنحْلَةُ: الدبْرُ، يقع على الذكر والأنثى، حتَّى تقول يَعْسوبٌ. والنحْل: الناحِلُ. وقال ذو الرمّة:

فَيافٍ يَدَعْن الجَلْسَ نَحْلاً قَتالُها

والنُحْلُ بالضم: مصدر قولك نَحَلْتُهُ من العَطِيَّةِ أنْحَلُه نَحلاً. والنُحْلى: العطيَّةُ. ونحلْتُ المرأةَ مَهْرَها عن طيب نفسٍ من غير مطالبةٍ، أنحَلُها. ويقال: من غير أن تأخذ عِوَضاً. يقال: أعطاها مَهرَها نِحلةً، بالكسر. وقال أبو عمرو: هي التسمِيَةُ أن تقول نحلتُها كذا وكذا، فتحُدَّ الصداقَ وتبيِّنه. والنِحلةُ أيضاً: الدَعوى. والنُحول: الهُزالُ. وقد نَحَل جِسْمه يَنْحَلُ وأنحله الهمُّ، ونحِل جسمُه أيضاً بالكسر نُحولاً. والفتحُ أفصحُ. وجَملٌ ناحِلٌ: مَهْزول. والنواحِل: السيوفُ التي رقَّت ظُباها من كثرة الاستعمال. ونحلْتُهُ القولَ أنحُلُه نَحلاً، بالفتح، إذا أضفتَ إليه قولاً قاله غيره وادَّعيتَه عليه. وانتَحَل فلانٌ شِعر غيره، أو قولَ غيره، إذا ادَّعاه لنفسِه. قال الأعشى:

فكيف أنا وانتِحـالـي الـقَـوا

 

في بعد المَشيبِ كَفى ذاكَ عارا

وتنَحَّله مثله. قال الفرزدق:

إذا ما قلتُ قافيَةً شَـروداً

 

تنَحَّلَها ابنُ حَمراءِ العِجانِ

وفلانٌ يَنْتَحِلُ مَذْهبَ كذا وقبيلةَ كذا، إذا انتسَب إليه.

نحم

النَحيمُ: الزحيرُ والتَنَحْنُحُ. وقد نَحَمَ الرجل يَنْحِمُ، فهو نَحَّامٌ. قال طرفة:

أرى قبر نَحَّامٍ بخيلٍ بمـالِـه

 

كقبر غَوِيّ في البَطالَةِ مُفْسِدِ

والنَحَّامُ أيضاً: طائرٌ أحمر على خِلقة الإوزّ.

نحن

نحْنُ: جمع أنا من غير لفظِه، وحرِّك آخرهُ بالضم لالتقاء الساكنين، لأن الضمّة من جنس الواو التي هي علامةٌ للجمع. ونَحْنُ كنايةٌ عنهم.

نحنح

التَنَحْنح معروف، والنَحْنَحَة مثله.

نحا

النَحْوُ: القصد، والطريق. يقال: نَحَوْتُ نَحْوَكَ، أي قصدت قصدك. ونَحَوْتُ بَصَري إليه، أي صرفت. وأنْحَيْتُ عنه بصري، أي عَدَلته. وأنْحى في سيره، أي اعتمد على الجانب الأيسر. والانْتِحاء مثله، هذا هو الأصل، ثم صار الانْتحاءُ الاعتمادَ والميلَ في كلّ وجهٍ. وانْتَحَيْتُ لفلانٍ، أي عَرَضت له. وأنْحَيْتُ على حَلْقه السكّين، أي عرضت. ونَحَّيْتُهُ عن موضعه تَنْحِيَةً، فتَنَحَّى. والنَحْوُ: إعراب الكلام العربيّ. والنِحْيُ بالكسر: زِقٌّ للسمن، والجمع أنْحاءٌ. الأموي: أهل المَنْحاةِ: القوم البُعَداء الذين ليسوا بأقاربَ. والمَنْحاةُ: طريق السانيةِ. والناحيَةُ: واحدة النَواحي. وقول الشاعر:

لقد صبرَتْ حنيفةُ صبرَ قومٍ

 

كرامٍ تحت أظلال النواحي

فإنَّما يريد نواحي السيوف. وقال الكسائي: أراد النَوائِحَ فقلبَ، يعني الروايات المتقابلات. ويقال: الجبلان يَتَناوَحانِ، إذا كانا متقابلين.

نخب

النَخْبُ: النَزْعُ. تقول: نَخَبْتُهُ أنْخُبُهُ، إذا نزَعته. والنَخْبُ أيضاً: البِضاعُ. وقد اسْتَنْخَبَتِ المرأةُ، إذا أرادتْه. والانتخاب: الانتزاع. والانتخاب: الاختيار. والنُخَبَةُ مثل النُجَبَةُ، والجمع نُخَبٌ، يقال: جاء في نُخَبِ أصحابه، أي في خِيارهم. ورجلٌ نَخِبٌ بكسر الخاء، أي جبانٌ لا فؤادَ له. وكذلك نَخيبٌ ومنخوبٌ ومنتَخَب، كأنَّه منتَزَع الفؤاد.

نخج

نَخَجْتُ الدَلْوَ: لغةٌ في مَخَجْتُها، إذا خَضْخَضتها. ونَخَجَ الرجلُ المرأةَ: باضَعَها. والنَخيجَةُ: زُبْدٌ رقيقٌ يخرجُ من السِقاء إذا حُملَ على بعيرٍ، بعد ما يَخرُجُ منه زُبْدُه الأول فَيتمخَّضُ فيخرجُ منه زُبدٌ.

نخخ

النَخُّ: السَير العنيف. والنَخُّ: الإبل التي تُناخُ عند المصدِّق ليصدِّقها. والنَخَّةُ: الرقيق، ويقال البقرُ العواملُ. قال ثعلب: هذا هو الصواب، لأنه من النَخِّ، وهو السَوْقُ الشديدُ. وفي الحديث: "ليس في النَخَّةِ صَدَقَةٌ". وكان الكسائي يقول: إنما هو النُخَّةُ بالضم. قال: وهو البقر العوامل. وقال الفراء: النَخَّةُ، بالفتح: أن يأخذ المصدِّق ديناراً لنفسه بعد فَراغه من أخذ الصدقة. وأنشد:

عَمِّي الذي مَنَعَ الدينارَ ضاحِيَةً

 

دينارَ نَخَّة كلبٍ وهو مشهودُ

نخر

نَخِرَ الشيءُ بالكسر، أي بلي وتفتَّت. يقال: عظامٌ نَخِرَةٌ. ونُخْرَةُ الريح بالضم: شدَّةُ هبوبها. والنُخرَةُ أيضاً والنُخَرَةُ: مقدَّمُ أنفِ الفرسِ والحمار والخنزير. يقال: هشم نُخْرَتَهُ، أي أنفه. والمَنْخِرُ: ثَقْبُ الأنف، وقد تكسر الميم اتباعاً لكسرة الخاء. والمُنْخورُ لغة في المَنْخِرِ. الأصمعي: النَخورُ من النوق: التي لا تَدُرُّ حتَّى يضرب أنفُها. ويقال حتَّى تُدخل إصبعك في أنفها. والنَخْوَرِيُّ: الواسعُ الإحليلِ. والنَخيرُ: صوتٌ بالأنف. تقول منه: نَخَرَ يَنْخُرُ ويَنْخرُ، نَخْراً ونَخيراً. والناخِرُ من العظام: الذي تدخل الريح فيه ثم تخرج منه ولها نَخيرٌ. ويقال: ما بها ناخِرٌ، أي ما بها أحد.

نخرب

النُخْروبُ: واحد النخاريب، وهي شقوق الجُحر.

نخز

نَخَزْتُ الرجل وغيرَه: وجَأتُهُ وجْئاً بحَدٍّ. وبكلامٍ: أوْجَعْتُهُ.

نخس

نَخَسَهُ بعودٍ يَنْخُسُهُ ويَنْخِسُهُ نَخْساً، ومنه سمِّيَ النَخَّاسُ. والناخِسُ في البعير: جَرَبٌ يكون عند ذَنَبه والبعيرُ مَنْخوسٌ. ودائرةُ الناخِسِ: هي التي تكون تحت جاعِرَتَي الفرس إلى الفائِلَيْنِ. وتُكْرَهُ. والنَخيسُ: البَكْرَة يَتَّسِعُ ثَقْبُها الذي يجري فيه المِحْور مما يأكله المحور، فيَعمدون إلى خُشَيْبَةٍ فيثقبون وسَطها ثم يُلقمونها ذلك الثقب المتَّسع. ويقال لتلك الخُشَيبة: النِخاسُ، بكسر النون. والبَكْرَةُ نَخيسٌ. تقول منه: نَخَسْتُ البَكْرَةَ أنْخَسُها نَخْساً. والنَخيسَةُ: لبن العَنْز والنعجة يُخْلَط بينهما.

نخص

نخصَ الرجلُ، بالخاء المعجمة، ينْخُص بالضم، أي خَدَّدَ وهُزِلَ كِبَراً. وانْتَخَصَ لحمُه، أي ذهب. وعجوزٌ ناخِصٌ: نَخَصَها الكِبرُ وخَدَّدَها.

نخط

نَخَطَهُ من أنفه وانْتَخَطَهُ، أي رمى به، مثل مَخَطَهُ. وقولهم: ما أدري أي النُخْطِ هو بالضم، أي أيُّ الناس هو.

نخع

النُخاعَةُ بالضم: النُخامَةُ. وتَنَخَّعَ فلان، أي رمى بنُخاعَتِهِ. وانْتَخَعَ فلان عن أرضه، أي بَعُدَ عنها. قال الكسائي: من العرب من يقول قطعتُ نُخاعَهُ ونِخاعَهُ. وناسٌ من أهل الحجاز يقولون: هو مقطوع النُخاعِ بالضم، وهو الخيط الأبيض الذي في جوف الفَقارِ. والمَنْخَعُ: مفصِلُ الفَهْقَةِ بين العُنق والرأس من باطن. يقال: ذبحه فَنَخَعَهُ نَخْعاً، أي جاوز منتهى الذبح إلى النُخاعِ. ويقال: دابّةٌ مَنخوعَةٌ. ونَخَعْتُهُ الودَّ والنصيحةَ: أخلصتُهما.

نخل

النَخْلُ والنَخيلُ بمعنى، والواحدة نخْلةٌ. وقول الشاعر:  

رأيتُ بها قضيباً فوق دِعْصٍ

 

عليه النَخْلُ أيْنَعَ والكُـرومُ

فالنَخْل قالوا: ضربٌ من الحُليِّ. والكُرومُ: القَلائد. ونَخلُ الدقيق: غَربلَتُهُ. والنُخالة: ما يَخرُجُ منه. والمُنْخُلُ: ما يُنْخَلُ به. والمُنْخَلُ لغة فيه. وانتخلت الشيء: استقْصَيْتُ أفضَلَهُ. وتَنَخَّلْتُه: تَخيَّرْتُهُ. ورجل ناخِل الصدر، أي ناصحٌ.

نخنخ

نَخْنَخْتُ الناقة فَتَنَخْنَخَتْ: أبْرَكْتُها فبركت. قال العجاج:

ولَوْ أنَخْنا جَمْعَهم تَنَخْنَخوا

نخا

النَخْوَةُ: الكِبْرُ والعظمة. يقال: انْتَخى فلانٌ علينا، أي افتخر وتعظّم.

ندأ

نَدَأتُ القُرْصَ في النار نَدْءًا، إذا دَفنته في المَلَّةِ ليَنْضُجَ، وكذلك اللَّحْمَ إذا أمْلَلْتَهُ في الجَمْرِ. والاسم النَديء، مثل الطبيخ. الأصمعي: نَدَأتُ الشيءَ: كَرِهْتُه. والنَدْاَةُ والنُدْأَةُ: الكَثْرَةُ من المال. والنَدْأَةُ والنُدْأَةُ أيضاً: قوس قزح.

ندب

نَدَبَ الميِّت، أي بكى عليه وعدَّد محاسنه، يَنْدُبُه نَدْباً. والاسم النُدْبَةُ. ونَدَبَهُ لأمرٍ فانْتَدَبَ له، أي دعاه له فأجاب. ورجل نَدْبٌ، أي خفيفٌ في الحاجة. وفرس نَدْبٌ، أي ماضٍ. والنَدَبُ: الخَطَر. قال عروة:

أيَهْلِكُ مُعْـتَـمٌّ وزيدٌ ولـم أقُـمْ

 

على نَدَبٍ يوماً ولي نَفْسُ مُخْطِرِ

وهما جَدَّاه. وتقول: رمينا نَدَباً، أي رَشْقاً. والنَدَبُ أيضاً: أثر الجرح إذا لم يرتفع عن الجلد. قال الفرزدق:

ومُكَبَّلٍ تَرَكَ الحديدُ بسـاقـه

 

نَدَباً من الرَسَفان في الأحجال

ندح

النُدْحُ بالضم: الأرض الواسعة، والجمع أنداحٌ. والمَنادِحُ: المفاوز. والمُنْتَدَحُ: المكان الواسع. ولي عن هذا الأمر مَنْدوحَةٌ ومَنْتَدَحٌ، أي سعةٌ. يقال: إنَّ في المعاريض لمَنْدوحَةً عن الكذب. وتَنَدَّحَتِ الغنم من مرابضها، إذا تبدَّدتْ واتَّسعتْ من البِطنة. وانْدَحَّ بطنُ فلانٍ اندحاحاً: اتَّسع من البطنة. وانْداحَ بطنه اندِياحاً، إذا انتفخ وتدلَّى، من سِمَنٍ كان ذلك أو علَّة. وفي حديث أم سلمة أنَّها قالت لعائشة رضي اللّه عنهما: "قد جَمَعَ القرآن ذَيْلَكِ فلا تَنْدَحيهِ"، أي لا توسِّعيه بالخروج إلى البصرة. ويروى لا تَبْدَحيهِ بالباء، أي لا تفتحيه. من البَدْحِ وهو العلانية.

ندد

نَدَّ البعيرُ يَنِدُّ نَدًّا ونِداداً ونُدوداً: نَفَرَ وذهبَ على وجهه شارداً. ومنه قرأ بعضهم: "يَوْمَ التَنادِّ". والنَدُّ: التلُّ المرتفع في السماء. والنَدُّ من الطِيبِ ليس بعربي. والنِدُّ بالكسر: المِثلُ والنظير، وكذلك النَديدُ والنَديدَةُ. ويقال: نَدَّدَ به، أي شهره وسمَّع به.

ندر

نَدَرَ الشيءُ يَنْدُرُ نَدْراً: سقط وشذّ، ومنه النوادِرُ. وأنْدَرَهُ غيره، أي أسقطه. يقال: أَنْدَرَ من الحساب كذا. وضرب يدَه بالسيف فأَنْدَرَها. وقولُ الشاعر:

وإذا الكُماةُ تَنادَروا طَعْنَ الكُلـى

 

نَدْرَ البِكارةِ في الجزاءِ المُضْعَفِ

يقول: أهدرت دماؤهُمْ كما تُنْدَرُ البِكارةُ في الدِيَةِ، وهي جمع بَكْرٍ من الإبل. وقولهم: لقيته في النَدْرَةِ والنَدَرَةِ، أي فيما بين الأيام، وكذلك لقيته في النَدَرى، بالتحريك. وإنْ شئت: لقيته في نَدَرى، بلا ألف ولام. والأَنْدَرُ: البَيْدَرُ، والجمع الأَنادِرُ.

ندس

رجلٌ نَدُسٌ ونَدِسٌ، أي فَهِمٌ. وقد نَدِسَ بالكسر يَنْدَسُ نَدَساً. والمِنْداسُ: المرأةُ الخفيفة. والنَدْسُ: الطعنُ. والمُنادَسَةُ: المُطاعنَةُ: ورماحٌ نَوادِسٌ. قال الشاعر:

ونحنُ صَبَحْنا آل نَجْرانَ غارةً

 

تميمَ بنَ مُرٍّ والرِماحَ النَوادِسا

أبو زيد: تَنَدَّسْتُ الأخبارَ وعن الأخبارِ، إذا تَخَبَّرْتَ عنها من حيث لا يُعْلَمُ بك، مثل تَحَدَّسْتُ وتَنَطَّسْتُ.

ندغ

نَدَغَهُ، أي نَخَسَهُ بإصبعه ودغدغه. والنَدْغُ أيضاً: الطعن بالرمح وبالكلام أيضاً. والمِنْدَغُ بكسر الميم: وهو الذي من عادته النَدْغُ. ومنه قول الشاعر:

مالَتْ لأَقوالِ الغَوِيِّ المِنْدَغِ

والمُنادَغَةُ: المغازلةُ. والنَدْغُ والنِدْغُ: السَعْتَرُ البرِّيّ.

ندف

 نَدَفَ القطَن: ضربه بالمِنْدَفِ. وربَّما استعير في غيره. قال الأعشى:

جالسٌ عنده النَدامى فما يَنْ

 

فَكُّ يُؤتى بمَزْهَرٍ مَندوفِ

ونَدَفَتِ السماء بالثلج، أي رمت به. والدابَّة تَنْدِفُ في سيرها نَدْفاً، وهو سرعة رَجْعِ يديها.

ندل

النَدْلُ: النَقْلُ والاختلاس. يقال: نَدَلْتُ الشيء وندلتُ الدلوَ، إذا أخرجتهما من البئر. والرجلُ مِنْدلٌ بالكسر. والمِنْديلُ معروف. تقول منه: تَنَدَّلْتُ بالمنديلِ وتمنْدَلْتُ. والمَندِلِيُّ: عِطرٌ يُنسب إلى المَنْدَلِ، وهي من بلاد الهند. قال الشاعر:

إذا ما مشتْ نادى بما في ثيابها

 

ذكِيُّ الشذا والمَنْدَلِيُّ المُطَـيَّرُ

والنيْدَلانُ، بفتح الدال وقد تضم: الكابوسُ. والنَوْدَلانِ: الثَدْيان. والمُنوْدِلُ: الشيخ المضطرب من الكِبر. وقد نَوْدَلَتْ خَصياهُ، أي استرختا. الأصمعيّ: مشى الرجلُ مُنَوْدِلاً، أي مشى مُسْترخياً. وانْدالَ بطنُ الإنسان والدابَّةِ، إذا سالَ.

ندم

نَدِمَ على ما فعل نَدَماً ونَدامَةً، وتَنَدَّمَ مثله. وفي الحديث: "النَدَمُ توبةٌ". وأَنْدَمَهُ اللّه فنَدِمَ. ورجلٌ نَدْمانٌ، أي نادِمٌ. ويقال: اليمين حِنْثٌ أو مَنْدَمَةٌ. قال لبيد:

ولم يُبْقِ الدهرُ في العيش مَنْدَما

ونادَمَني فلان على الشراب، فهو نَديمي ونَدْماني. قال الشاعر:

فإنْ كنتَ نَدْماني فبالأكبرِ اسْقِني

 

ولا تَسْقِني بالأصغرِ المُتَثَـلِّـمِ

وجمع النديم: نِدامٌ. وجمع الندمانِ نَدامى. وامرأةٌ نَدْمانَةٌ، والنساءُ نَدامى أيضاً. ويقال المُنادَمَةُ مقلوبةٌ من المُدامَنَةِ، لأنَّه يُدْمِنُ شربَ الشراب مع نديمه.

نده

النَدْهُ: الزجر. تقول: نَدَهْتُ البعير، إذا زجرته عن الحوض وغيره. ونَدَهْتُ الإبل: سُقْتها مجتمعةً. وكان طلاق الجاهلية: اذْهَبي فلا أَنْدَهُ سَرْبَكِ، أي لا أردُّ إبلك، لتذهب حيث شاءت. والنَدْهَةُ والنُدْهَةُ، بفتح النون وضمّها: الكثرة من المال من صامتٍ أو ماشيةٍ. وأنشد الأمويُّ لجميل: فكيفَ ولا تُوفي دماؤُهُمُ دَمي=ولا مالُهُمْ ذو نَدْهَةٍ فيَدوني

ندا

النِداءُ: الصوت، وقد يضم مثل الدُعاءُ والرُغاءُ. وناداهُ مُناداةً ونِداءً، أي صاح به. وتَنادَوْا، أي نادى بعضُهم بعضاً. وتَنادَوْا، أي تجالَسوا في النادي. وناداهُ: جالسَه في النادي. والنَدِيُّ على فَعيلٍ: مجلس القوم ومتحدَّثهم، وكذلك النَدْوَةُ والنادي والمُنْتَدى. فإنْ تفرَّق القوم فليس بنَدِيٍّ، ومنه سمِّيت دار النَدْوَةِ بمكة، التي بناها قصيّ، لأنَّهم كانوا يَنْدونَ فيها، أي يجتمعون للمشاورة. وقوله تعالى: "فَلْيَدْعُ نادِيَهُ" أي عشيرته. وإنَّما هم أهل النادي، والنادي مكانُه ومجلسه، فسمَّاه به، كما يقال: تقوَّض المجلس. ونَدَوْتُ، أي حضرت النَدِيَّ. وانْتَدَيْتُ مثله. ونَدَوْتُ القومَ: جمعتهم في النَدِيِّ. قال بشر:

وما يَنْدوهُمُ النادي ولكنْ

 

بكلِّ مَحَلَّةٍ منهم فِـئامُ

أي ما يسعهم المجلس من كثرتهم. ونَدَوْتُ أيضاً من الجود. ويقال: سَنَّ للناس النَدى فنَدَوْا. ويقال أيضاً: فلانٌ نَدِيُّ الكفِّ، إذا كان سخيًّا. ونَدَتِ الإبلُ، إذا رعتْ فيما بين النَهَلِ والعَلَلِ، تَنْدو نَدْواً، فهي نادِيَةٌ. وتَنَدَّتْ مثله. وأَنْدَيْتُها أنا ونَدَّيْتُها تَنْدِيَةً. والموضع مُنَدَّى. وقال علقمة بن عَبَدة:

تُرادى على دِمْنِ الحياضِ فإنْ تَعَفْ

 

فإنَّ المُنَـدَّى رحـلةٌ فـرُكـوبُ

ويقال: هذه الناقة تَنْدو إلى نوقٍ كرامٍ، أي تَنزع في النسب. والنُدْوَةُ بالضم: موضع شُرب الإبل. والمُنْدِياتُ: المخزيات. يقال: ما نَديت بشيء تكرهه. والنَدى: الغايةُ. مثل المَدى. والنَدى أيضاً: بُعْدُ ذهاب الصوت. يقال: فلانٌ أَنْدى صوتاً من فلان، إذا كان بعيد الصوت. والنَدى: الجود. ورجلٌ نَدٍ، أي جواد. وفلان أَنْدى من فلان، إذا كان أكثر خيراً منه. وفلان يَتَنَدَّى على أصحابه، أي يتسخَّى. ولا تقل يُنَدِّي على أصحابه. والنَدى: الشحمُ. والنَدى: المطر والبلَلُ. وجمع النَدى أنْداءٌ، وقد جمع على أَنْدِيَةٍ. وقال:  

في ليلةٍ من جُمـادى ذاتِ أنْـدِيَةٍ

 

لا يُبْصِرُ الكلبُ من ظَلْمائها الطُنُبا

ونَدى الأرض، نَداوتُها وبللّها. وأرضٌ نَدِيَةٌ ولا تقل نَدِيَّةٌ. وشجرٌ نَدْيانُ. والنَدى: الكلأ. قال بشر:

تَسَفُّ النَدى مَلْبُونَةً وتُضَمَّرُ

ويقال: الندَى: نَدى النهار. والسَدى: نَدى الليل. يُضربان مثلاً للجود ويسمَّى بهما. ونَدِيَ الشيء: ابتلَّ، فهو نَدٍ. وأَنْدَيْتُهُ أنا، ونَدَّيْتُهُ أيضاً تَنْدِيَةً.

نذر

الإنْذارُ: الإبلاغُ. ولا يكون إلا في التخويف. والاسم النُذَرُ، ومنه قوله تعالى: "فكيفَ كان عَذابي ونُذُرِ"، أي إنْذاري. والنَذيرُ: المُنْذِرُ. والنَذيرُ: الإنْذارُ. والنَذْرُ: واحد النُذورِ. وأمَّا قول ابن أحمر:

كمْ دونَ ليلى من تَنوفِيَّةٍ

 

لَمَّاعَةٍ تُنْذَرُ فيها النُذُرْ

فيقال: إنَّه جمع نَذْرٍ، مثل رَهْنٍ ورُهُنٍ، ويقال إنه جمع نَذيرٍ بمعنى مَنْذورٍ، مثل قتيلٍ وجديدٍ. وقد نَذَرْتُ للّه كذا، أنْذُرُ وأَنْذِرُ. قال الأخفش: تقول العرب: نَذَرَ على نفسه نَذْراً، ونَذَرْتُ مالي فأنا أَنْذُرُهُ نَذْراً. وتَناذَرَ القومُ كذا، أي خوَّف بعضُهم بعضاً. وقال النابغة يصف حيَّة:

تَناذَرَها الراقونَ من سُوءِ سَمِّها

 

تَطْلُقُهُ حيناً وحينـاً تُـراجِـعُ

ونَذِرَ القومُ بالعَدُوِّ، إذا علموا.

نذل

النَذالَةُ: السَفالةُ. وقد نَذُلَ بالضم: فهو نَذْلٌ ونذيلٌ، أي خسيسٌ.

نرب

النَيْرَبُ: الشرُّ والنميمة: قال الشاعر:

ولستُ بذي نَيْرَبٍ في الكلامِ

 

ومَنَّاعَ قومي وسَبَّابَـهـا.

نزأ

أبو زيد: نَزَأْتُ بين القوم نَزْءً ونُزوءً، إذا حَرَّشْتَ وأفسدتَ. ونَزَأَ الشيطانُ بينهم: ألقى الشرَّ والإغراءَ. الكسائي: نَزَأْتُ عليه نَزْءًا: حَمَلْتُ. يقال: ما نَزَأَكَ على هذا، أي ما حَمَلَكَ عليه. ورجلٌ مَنْزوءٌ بكذا، أي مولَعٌ. ويقال: إنَّك لا تدري علامَ يَنْزَأُ هَرِمُكَ، ولا تدري بمَ يولَعُ هَرِمُكَ، أي نفسُكَ وعقلُكَ.

نزب

النَزْبُ: صوت تيس الظِباء عند السِفادِ. يقال: نَزَبَ الظَبْيُ يَنْزِبُ بالكسر نَزيباً.

نزح

نَزَحْتُ البئرَ نَزْحاً: استقيت ماءها كلَّه. وبئرٌ نَزوحٌ: قليلة الماء، ورَكايا نُزُحٌ. والنَزَحُ بالتحريك: البئر التي نُزِحَ أكثر مائها. ونَزَحَتِ الدار نُزوحاً: بَعُدَتْ. وبلدٌ نازِحٌ، وقومٌ منازيحٌ. وقد نُزِحَ بفلان، إذا بعُد عن دياره غيبةً بعيدة. وأنشد الأصمعيّ:

ومَنْ يُنْزَحْ به لا بُدَّ يوماً

 

يَجيءُ به نَعيٌّ أو بشيرُ

وتقول: أنت بمُنْتَزَحٍ من كذا، أي ببُعْدٍ منه، قال ابن هَرْمَةَ يرثي ابنه:

فأنتَ من الغَوائِلِ حين تُرْمى

 

ومن ذَمِّ الرِجالِ بمُنْتَـزاحِ

إلا أنَّه أشبع فتحة الزاي فتولَّدت الألف.

نزر

النَزْرَ: القليلُ التافهُ. وقد نَزُرَ الشيءُ بالضم يَنْزُرُ نَزارَةً. وعطاءٌ مَنْزورٌ، أي قليلٌ. وقولهم: فلان لا يُعطي حتَّى يُنْزَر، أي يُلَحُّ عليه ويصغَّر من قدره. والنَزورُ: المرأةُ القليلةُ الوَلَدِ. وقال:

بُغاثُ الطَيْرِ أكْثَرُها فِراخاً

 

وأُمُّ الصَقْرِ مِقْلاتٌ نَزورُ

نزز

النَزُّ والنِزُّ: ما يتحلَّب في الأرض من الماء. وقد أَنَزَّتِ الأرض: صارت ذات نَزٍّ. والنَزُّ: الرجل الخفيف الذكيُّ الفؤاد. وظليمٌ نَزٌّ: لا يستقر في مكان. وناقةٌ نَزَّةٌ: خفيفةٌ. ونَزَّ الظَبْيُ يَنزُّ نَزيزاً، أي عَدا، وكذلك إذا صَوَّتَ.

نزع

نَزَعْتُ الشيءَ من مكانه أَنْزِعُهُ نَزْعاً: قلعته. وقولهم: فلانٌ في النَزْعِ، أي في قَلْعِ الحياةِ. ونَزَعَ فلان إلى أهله يَنْزِعُ نِزاعاً، أي اشتاق. وبعيرٌ نازِعٌ وناقةٌ نازِعَةٌ، إذا حَنَّتْ إلى أوطانها ومرعاها. قال جميل: فقلت لهم لا تَعْذِلونِيَ وانْظروا=إلى النازِعِ المَقْصورِ كيف يكونُ  ونَزَعَ عن الأمر نُزوعاً: انتهى عنه. ونَزَعَ إلى أبيه في الشَبَهِ يَنْزِعُ، أي ذهب. ونَزَعَ في القوس: مَدَّها، أي جذب وتَرَها. وفي المثل: "صارَ الأمر إلى النَزَعَةِ"، إذا قام بإصلاحه أهلُ الأناةِ، وهو جمع نازِعٍ. والنَزيعُ: الغريبُ. وغنمٌ نُزَّعٌ: حَرامى، أي تطلب الفحل. والنَزائِعُ من الخيل: التي نَزَعَتْ إلى أعراقٍ، ويقال هي التي انْتُزِعَتْ من قومٍ آخرين. والنَزائِعُ من النساء: اللواتي يُزَوَّجْنَ في غير عشائرهن. وبئرٌ نَزوعٌ ونَزيعٌ، أي قريبةُ القعر يُنْزَعُ منها باليد. ويقال للخيل إذا جرتْ طَلَقاً: لقد نَزَعَتْ. ورجلٌ أنْزَعُ بيِّنُ النَزَعِ، وهو الذي انحسرَ الشعر عن جانبي جبهته، وقد نَزَعَ يَنْزِعُ نَزْعاً. وموضعه النَزَعَةُ، وهما النَزَعَتانِ. ولا يقال امرأةٌ نَزْعاءُ، ولكن يقال امرأةٌ زَعْراءُ. ونازَعْتُهُ مُنازَعَةً ونِزاعاً، إذا جاذبته في الخصومة. وبينهم نِزاعَةٌ، أي خصومةٌ في حقٍّ. والتَنازُعُ: التخاصمُ. ونازَعَتِ النفسُ إلى كذا نِزاعاً، أي اشتاقت. وأَنْزَعَ القومُ، إذا نَزَعَتْ إبلهم إلى أوطانها. ورأيت فلاناً مُنْتَزِعاً إلى كذا، أي متسرِّعاً إليه نازِعاً. وانْتَزَعْتُ الشيءَ فانْتَزَعَ، أي اقتلعته فاقتلع. وثُمامٌ مُنَزَّعٌ، شدِّد للكثرة. والمِنْزَعُ بالكسر: السهمُ، قال أبو ذؤيب:

فرمى ليُنْفِذَ فُرَّهاً فهوَى له

 

سهمٌ فأَنْفَذَ طُرَّتَيْهِ المِنْزَعُ

والمَنْزَعَةُ بالفتح: ما يرجع إليه الرجل من أمره ورأيه وتدبيره. قال الكسائي: يقولون: واللّه لَتَعْلَمُنَّ أيُّنا أَضعفُ مَنْزَعَةً. وفلانٌ قريبُ المَنْزَعَةِ، أي قريبُ الهمَّة. وشرابٌ طيِّبُ المَنْزَعَةِ، أي طيِّبُ مقطعِ الشربِ.

نزغ

نَزَغَ الشيطان بينهم يَنْزَغُ نَزْغاً، أي أفسد وأغرى. ونَزَغَهُ بكلمةٍ، أي طعن فيه، مثل نَسَغَهُ ونَدَغَهُ.

نزف

نَزَفْتُ ماء البئر نَزْفاً، نزحتُه كلَّه. ونَزَفَتْ هي، يتعدَّى ولا يتعدَّى. ونُزِفَتْ أيضاً، على ما لم يسمّ فاعله. وحكى الفراء: أَنْزَفَتِ البئر، أي ذهب ماؤها. وقال أبو عبيدة: نَزِفَتْ عَبْرَتُهُ بالكسر، وأَنْزَفَها صاحبها. قال العجاج:

وقد أُراني بالديارِ مُنْزَفا

أَزْمانَ لا أَحْسَبُ شيئاً مُنْزَفا

وقوله تعالى: "لا يُصَدَّعونَ عنها ولا يُنْزَفونَ" أي لا يَسكَرون. وأنشد للأُبَيْرِدِ:

لعمْري لئن أَنْزَفْتُمُ أو صَحَوْتُمُ

 

لبئسَ النَدامى كنتم آل أَبْجَرا

قال: وقوم يجعلون المُنْزَفَ مثل المَنْزوف: الذي قد نُزِفَ دمه. والنُزْفَةُ بالضم: القليل من الماء أو الشرابِ والجمع نُزَفٌ. ويقال: نَزَفَهُ الدمُ، إذا خرج منه دمٌ كثير حتَّى يضعُف، فهو نَزيفٌ، ومَنْزوفٌ. والسكرانُ نَزيفٌ أيضاً، إذا نزِفَ عقله. ونُزِفَ الرجل في الخصومة، إذا انقطعتْ حجَّته. ويقال: أَنْزَفَ القومُ، إذا انقطع شرابهم. وقرئ: "ولا يُنْزِفونَ" بكسر الزاي. وأَنْزَفَ القومُ، إذا ذهب ماء بئرهم وانقطع.

نزق

النَزَقُ: الخِفَّةُ والطيشُ. وقد نَزِقَ بالكسر يَنْزَقُ نَزَقاً. وناقةٌ نِزاقٌ مثل مِزاقٍ. ونَزَقَ الفرسُ يَنْزُقُ بالضم نَزْقاً ونُزوقاً، أي نَزا. وأَنْزَقَهُ صاحبه ونَزَّقَهُ تنْزيقاً.

نزك

النزْكُ: ذكر الضبّ. والنَيْزَكُ: رمحٌ قصيرٌ، كأنَّه فارسيٌّ معرَّب، وقد تكلَّمت به الفصحاء، والجمع النَيازكُ. وقد نَزَكَهُ، أي طعنه، وكذلك إذا نَزَغَهُ وطعن فيه بالقول. ورجلٌ نَزَّاكٌ، أي عيَّابٌ.

نزل

النُزْلُ: ما يُهيَّأُ للنزيلِ، والجمع الأنْزالُ. والنُزْلُ أيضاً: الريْع. يقال: طَعامٌ كثير النُزْلِ والنَزَلِ بالتحريك. وأرضٌ نزِلةٌ ومكانٌ نزِلٌ، بيِّن النزالةِ، إذا كانت تسيلُ من أدنى مطرِ لصلابتها. وقد نزِلَ بالكسر. وحظٌّ نزِلٌ، أي مُجتمِع. ابن الأعرابي: وَجَدْتُ القومَ على نَزِلاتِهم، أي منازِلِهم. وقال الفراء: الناسُ على نزلاتهم، أي على استقامتهم. والمنزِلُ: المَنْهلُ والدارُ. والمنْزِلةُ مثله. قال ذو الرمّة:

أمَنْزِلَتي مَيٍّ سلامٌ عـلـيْكـمـا

 

هلِ الأزْمُنُ اللاتي مضَيْن رواجعُ

والمنْزلةُ: المرتبةُ، لا تُجمع. واسْتُنْزِلَ فلانٌ، أي حُطَّ عن مرتبته. والمُنْزَلُ، بضم الميم وفتح الزاي: الإنزالُ. تقول: أنزِلْني منزلاً مُباركاً. والمنزَلُ بفتح الميم والزاي: النزول، وهو الحلولُ. تقول نزَلْتُ نزولاً ومَنزلاً. وقال:

أإنْ ذكَّرتْكَ الدار مَنزلها جُمْـلُ

 

بكَيْتَ فَدَمعَ العينِ مُنحدرٌ سَجْلُ

نصب المنزَل لأنه مصدر. وأنزَلهُ غيره واسْتنزَله بمعنى. ونزَّله تنزيلاً. والتنزيلُ أيضاً: الترتيب. ونَزالِ، مثل قطامِ، بمعنى انزِلْ. وهو معدولٌ عن المُنازَلة، ولهذا أنّثه الشاعر بقوله:

ولِنعْمَ حَشْوِ الدِرع أنـتَ إذا

 

دُعِيَتْ نزالِ ولُجَّ في الذُعْرِ

والنزالُ في الحرب: أن يتَنازل الفريقان. والتنَزُّلُ: النُزول في مُهلة. والنازِلة: الشديدة من شدائد الدَهر تنزِلُ بالناسِ. والنُزالةُ بالضم: ماءُ الرجل. وقد أنزلَ. ونزل القوم، إذا أتَوْا مِنًى. قال ابن أحمر:

وافَيْتُ لمَّا أتاني أنَّها نزَلـتْ

 

إنَّ المَنازِل مما تجمَعُ العَجَبا

أي أتَت مِنًى. والنزلةُ، كالزكام، يقال به نَزلة، وقد نُزلَ. وقوله تعالى: "ولَقَد رآهُ نَزْلَةً أخرى" قالوا: مَرَّةً أخرى. والنَزيلُ: الضَيفُ. وقال الشاعر:

نزيلُ القومِ أعظُمُهم حقوقاً

 

وحقُّ اللّه في حقِّ النزيلِ

وقوله تعالى: "جَنَّاتُ الفِرْدَوْسِ نُزُلاً" قال الأخفش: هو من نزول الناسِ بعضهم على بعض. يقال: ما وجدنا عندَكُم نزلاً.

نزه

النُزْهَةُ معروفةٌ، ومكانٌ نَزِهٌ. وقد نزِهَتِ الأرضُ بالكسر. وخرجنا نتنزَّه في الرياض، وأصله من البعد. قال ابن السكيت: ومما يضعه الناس في غير موضعه قولهم: خرجنا نتنزّه، إذا خرجوا إلى البساتين. قال: وإنَّما التنزُّهُ التباعدُ عن المياه والأرياف. ومنه قيل: فلان يَتَنَزَّهُ عن الأقذار ويُنَزِّهُ نفسَه عنها، أي يباعِدُها عنها. والنَزاهَةُ: البُعدُ عن السوء. ونُزْهُ الفَلاةِ: ما تباعَدَ منها عن المياه والأرياف. قال الهذلي:

أقَبَّ طريدٍ بنَزْهِ الفـلا

 

ةِ لا يَرِدُ الماءَ إلا انْتيابا

ويقال: سُقْتُ إبلي ثم نَزَهْتها نَزْهاً، أي باعدتها عن الماء. وإنَّ فلاناً لنَزيهٌ كريمٌ، إذا كان بعيداً عن اللؤم. وهو نَزيهُ الخُلُقِ. وهذا مكانٌ نَزيهٌ، أي خَلاءٌ بعيدٌ من الناس ليس فيه أحد.

نزا

نَزا يَنْزو نَزْواً ونَزَواناً. ونَزا الذكر على الأنثى نِزاءً بالكسر، يقال ذلك في الحافر والظِلف والسباع. وأنْزاهُ غيره، ونَزاهُ تَنْزِيَةً. ويقال: وقع في الشاة نُزاءٌ بالضم، وهو داءٌ يأخذها فتَنْزو منه حتَّى تموت. وقلبي يَنْزو إلى كذا، أي يُنازِع إليه. والتَنَزِّي: التوثُّب والتسرّع. وقال:

كأنَّ فُؤادَهُ كُرَةٌ تَـنَـزَّى

 

حِذارَ البَيْنِ لو نَفَعَ الحِذارُ

والنازِيَةُ: قصعة قريبة القعر.

نسأ

نَسَأْتُ البعيرَ نَسْأً، إذا زجرته وسُقْته. وكذلك نَسَّأْتُهُ تَنْسِئَةً. والمِنْسَأَةُ: العَصا، يهمز ولا يهمز، وقال في الهمز:

أَمِنْ أجل حَبْلٍ لا أَباكَ ضربته

 

بمِنْسَأَةٍ قد جَرَّ حَبْلَكَ أَحْبُـلُ

وقال آخر في ترك الهمز:

إذا دَبَبْتَ على المِنْساةِ من هَرَمٍ

 

فقد تباعَدَ عنك اللّهوُ والغَزَلُ

ونَسَأْتُ الشيءَ نَسْأً: أخَّرتُهُ، وكذلك أَنْسَأّتُهُ، فَعَلْتُ وأَفْعَلْتُ بمعنًى. تقول: اسْتَنْسَأْتُهُ الدَيْنَ فأَنْسَأَني. الأصمعيّ: أَنْسَأَهُ اللّه أجَلَهُ ونَسَأَهُ في أجله بمعنًى. والنُسْأَةُ بالضم: التأخير، مثل: الكُلأَةِ. وكذلك النَسيئَةُ، على فَعيلَةٍ. تقول: نَسَأْتُهُ البيعَ وأَنْسَأْتُهُ، وبِعْتُهُ بِنُسْأَةٍ وبِعْتُهُ بكُلأَةٍ أي بأَخِرَةٍ، وبِعْتُهُ بنَسيئَةٍ أي بأَخِرَةٍ. وقال الأخفش: أَنْسَأْتُهُ الدَيْنَ، إذا جعلته له مؤخَّراً، كأنَّك جعلته له يؤخِّره. ونَسَأْتُ عنه دَيْنَهُ، إذا أخَّرتَهُ نَساءً. قال: وكذلك النَساءُ في العُمُرِ ممدودٌ. ونَسَأْتُ في ظِمْءِ الإبل نَسْأً، إذا زدت في ظمئها يوماً أو يومين أو أكثر من ذلك. ونَسَأْتُها أيضاً عن الحوض، إذا أخَّرتها عنه. ونُسِئَتِ المرأةُ تُنْسَأُ على ما لم يسمّ فاعله، إذا كان عند أوَّل حَبَلها، وذلك حين يتأخًّرُ حيضُها عن وقته فَرُجِيَ أنَّها حُبْلى. وهي امرأةٌ نَسِيء. وقال الأصمعيّ: يقال للمرأة أوَّل ما تَحْمِلُ: قد نَسِئَتْ. وتقول: نَسَأَتِ الماشيةُ نَسْأً، وهو بدء سِمنها حين يَنبتُ وبرَها بعد تساقطه. يقال: جرى النَّسءُ في الدوابِّ. ونَسَأْتُ اللبنَ: خَلَطتُهُ بماءٍ، واسمه النَسْءُ، قال عروة بن الورد العبسيُّ:

سقوني النَسئَ ثم تَكَنَّفوني

 

عُداةُ اللّه من كَذِبٍ وزورِ

وقوله تعالى: "إنَّما النَسيءُ زيادَةٌ في الكُفْرِ"، هو فعيلٌ بمعنى مفعول من قولك: نَسَأْتُ الشيءَ، فهو مَنْسوءٌ، إذا أخَّرته، ثم يُحوَّلُ مَنْسوءٌ إلى نَسيءٍ، كما يُحوَّلُ مَقْتولٌ إلى قَتيلٍ. ورجلٌ ناسِئٌ وقومٌ نَسَأَةٌ، مثل: فاسِقٍ وفَسَقَةٍ، وذلك أنَّهم كانوا إذا صدروا عن مِنًى يقوم رجلٌ من كِنانَةَ فيقول: أنا الذي لا يُرَدُّ لي قضاءٌ! فيقولون أَنْسِئنا شهراً، أي أخِّر عنَّا حُرُمَةَ المُحَرَّمِ واجعلها في صَفَرٍ، لأنَّهم كانوا يكرهون أن تتوالى عليهم ثلاثة أشهرٍ لا يُغيرون فيها، لأنَّ معاشَهم كان من الغارةِ؛ فَيُحِلُّ لهم المُحَرَّمَ. وقولهم أَنْسَأْتُ سُرْبَتي، أي أبعدتُ مذهبي. قال الشَنْفَرى:

عَدَونا من الوادي الذي بين مِشْعَلٍ

 

وبين الحَشا هيهات أَنْسَأْتُ سُرْبَتي

وانْتَسَأْتُ عنه: تأخَّرتُ وتباعدتُ، وكذلك الإبل إذا تباعدتْ في المرعى. قال الشاعر:

إذا انْتَسَئوا فوْتَ الرِّماحِ أتتْهُمُ

 

عَوائِرُ نَبْلٍ كالجَرادِ نُطيرُها

ويقال: إنَّ لي عنك اَمُنْتَسَأً، أي: مُنْتَأًى وسَعَة.

نسب

النَسَبُ: واحد الأنساب. والنِسْبَةُ والنُسْبَةُ مثله. وانتسب إلى أبيه، أي اعتزى. وتَنَسَّبَ، أي ادَّعى أنَّه نسيبُك. وفي المثل: "القريبُ مَنْ تَقَرَّبَ لا مَنْ تَنَسَّبَ". ورجلٌ نَسَّابَةٌ، أي عليمٌ بالأنْسابِ، الهاء للمبالغة في المدح. وفلانٌ يناسب فلاناً، فهو نسيبُه، أي قريبه. وتقول: ليس بينهما مناسبة، أي مشاكلة. ونَسَبْتُ الرجل أَنْسُبُهُ بالضم نِسْبَةً ونَسَباً، إذا ذكرتَ نَسَبه. ونَسَبَ الشاعر بالمرأة يَنْسِبُ بالكسر نَسيباً، إذا شَبَّبَ بها. والنَسيبُ: الذي تراه كالطريق من النمل نفسها.

نسج

نَسَجَ الثوبَ يَنْسِجُهُ ويَنْسُجُهُ نَسْجاً. والصنعةُ نِساجةٌ. والموضع مَنْسَجٌ ومَنْسِجٌ. والمِنْسَجُ بكسر الميم: الأداة التي يُمَدُّ عليها الثوبُ ليُنسج. ومِنْسَج الفرس أيضاً: أسفَلَ من حارِكِه. ونَسَجَتِ الريحُ الرَبْعَ، إذا تَعاوَرَته ريحانِ طولاً وعرضاً، لأنَّ الناسِجَ يَعترض النَسيجةَ فيُلْحِم ما أطال من السَدى. وضَرَبَتِ الريحُ الماءَ فانْتَسَجَتْ له تلك الطرائقُ. وفلانٌ نسيجُ وحدِهِ، أي لا نظيرَ له في عِلْمٍ أو غيره. وأصله في الثوب، لأنَّ الثوب إذا كان رفيعاً لم يُنْسَج على منوالِه غيرُه، وإذا لم يكن رفيعاً عُمِلَ على مِنْوالِه سَدًى لعدَّةِ أَثواب.

نسخ

نَسَخَتِ الشمسُ الظلَّ وانْتَسَخَتْهُ: أزالته. ونَسَخَتِ الريحُ آثارَ الدارِ: غَيَّرتها. ونَسَخْتُ الكتاب، وانْتَسَخْتُهُ، واسْتنسختُهُ كلُّه بمعنًى. والنُسْخَةُ بالضم: اسم المُنْتَسَخِ منه. ونَسْخُ الآيةِ بالآيةِ: إزالة مِثل حكْمها، فالثانية ناسِخَةٌ والأولى منسوخةٌ. والتَناسُخُ في الميراث: أن يموت ورثةٌ بعد ورثةٍ، واصل الميراث قائمٌ لم يقسَّم.

نسر

النَسْرُ: طائرٌ. وجمع القلَّة أَنْسُرٌ، والكثير: نسورُ. ويقال: النَسْرُ لا مخلب له، وإنَّما له ظفرٌ كظفر الدجاجةِ والغرابِ والرَخَمَةِ. والنَسْرُ أيضاً: لحمةٌ يابسة في بطن الحافر، كأنَّها نواةٌ أو حَصاة. وفي النجوم النَسْر الطائر، والنسْرُ الواقع. والنَسْرُ: نتف البازي اللحمَ بمِنْسَرِهِ. وقد نَسَرَهُ يَنْسِرُهُ نَسْراً. والمِنْسَرُ لسباع الطير، بمنزلة المنقار لغيرها. والمِنْسَرُ أيضاً: قطعة من الجيش تمرُّ أمام الجيش الكبير. قال لبيد يرثي قتلى هَوازن:

سَمالَهَمُ ابنُ الجَعْدِ حتَّى أصابَهمْ

 

بذي لَجَبٍ كالطَّوْدِ ليس بمِنْسَرِ

والمَنْسِرُ: لغةٌ فيه. واسْتَنْسَرَ البغاث، إذا صار كالنسْرِ. وفي المثل: "إنَّ البغاثَ بأرضنا يَسْتَنْسِرُ"، أي أنَّ الضعيف يصير قويًّا. والناسورُ بالسين والصاد جميعاً: عِلَّةٌ تحدث في مآقي العين، يَسْقي فلا ينقطع. وقد يحدث أيضاً في حوالي المَقعَدة وفي اللِثَة. وهو معرَّب. والناسورُ: العِرْقُ الغَيِرُ الذي لا ينقطع.

نسس

نَسَسْتُ الناقةَ أَنُسُّها نَسًّا، إذا زجرتها، ومنه المِنسَّة، وهي العصا، على مِفْعَلَةٍ بالكسر. فإن همزت كان من نَسَأْتُها. والنَسيسة: الإيكالُ بين الناس. والنَسائِسُ: النمائِمُ. والنَسيسُ: بقية الروح. ومنه قول الشاعر:

فقد أَوْدى إذا بُلِغَ النَسيسُ

قال الأصمعيّ: النَسُّ: اليُبْسُ. وقد نَسَّ يَنُسُّ نَسًّا، أي يبس. يقال: جاءنا بخُبزةٍ ناسَّةٍ. قال العجاج:

وبَلَدٍ تُمْسي قَطاةُ نُسَّسا

أي يابسة من العطش. ويقال لمكَّة: الناسَّة، لقلَّة الماء بها. والتَنْساسُ: السيرُ الشديدُ.

نسع

النِسْعَةُ: التي تُنْسَجُ عريضاً للتصدير، والجمع نُسْعٌ ونِسَعٌ ونُسوعٌ. قال الأعشى:

تَخالُ حَتْماً عليها كلَّما ضَمَرَتْ

 

من الكَلالِ بأن تستوفيَ النِسَغا

وأنْساعُ الطريق: شَرَكُهُ. ونَسَعَتِ الأسنانُ نُسوعاً، إذا انحسرت لِثَتُها عنها واسترخت. يقال: نَسَعَ فُوهُ. الأصمعيّ: النِسْعُ والمِسْعُ: اسمان لريح الشمال. قال قيس بن خويلد:

وَيْلُمِّها لَقْحَةً إمَّا تؤوِّبُـهُـمْ

 

نِسْعٌ شآمِيَّةٌ فيها الأعاصيرُ

نسغ

النَسْغُ مثل النخس. يقال: نَسَغَهُ بالسوط، أي نَخَسه، وكذلك أنْسَغَهُ، ونَسَغَهُ. ونَسَغَهُ بكلمةٍ مثل نَزَغَهُ. ونَسَغَتِ الواشمةُ، إذا غرزتْ في اليد بالإبرة. والمِنْسَغَةُ: الإضبارةُ من ذَنَب الطائر يَنْسَغُ بها الخبَّازُ خُبزَه؛ وكذلك إذا كان من حديد. وأَنْسَغَتِ الشجرةُ، إذا نبتتْ بعد ما قُطِعَتْ.

نسف

أبو زيد: نَسَفْتُ البناء نَسْفاً: قلعْته. ونَسَفَ البعيرُ الكلأ يَنْسِفُهُ، إذا اقتلعه بأصله. وانْتَسَفْتُ الشيء: اقتلعته. والنَسيفُ: أثر كَدْمِ الحمارِ، وأثرُ ركضِ الرِجل بجَنْبَي البعير إذا انحصَّ عنه الوبر. قال الممزَّق:

وقد تَخِذَتْ رِجْلي إلى جَنْبِ غَرْزِها

 

نَسيفاً كأُفْحوصِ القَطاةِ المُطَـرَّقِ

ويقال: هما يَتَناسَفانِ الكلام، أي يتسارَّانِ. ونَسْفُ الطعام: نَقْضُهُ. والمِنْسَفُ: ما يُنْسَفُ به الطعام، وهو شيءٌ طويل منصوبُ الصدر أعلاه مرتفعٌ. والنُسافَةُ: ما يسقط منه. يقال: اعْزِلِ النُسافَةَ وكلِ الخالِصَ. ويقال: أتانا فلانٌ كأنّ لحيته مِنْسَفٌ. والمِنْسَفَةُ: آلةٌ يُقلع بها البناء. ويقال: انْتُسِفَ لونه، أي امتُقع. وبعيرٌ نَسوفٌ: يقتلع الكلأ من أصله بمقدَّم فمِه. وإبلٌ مَناسيفُ. ويقال للفرس: إنَّه لنَسوفُ السُنْبُكِ، إذا أدناه من الأرض في عَدْوِهِ. وكذلك إذا أدنى الفرسُ مِرفقيه من الحِزام، وذلك إنَّما يكون لتقارب مِرفقيه، وهو محمودٌ. قال بشر بن أبي خازم:

نَسوفٌ للحِزامِ بمِرْفَقَيْها

 

يَسُدُّ خَواءَ طُبْيَيها الغُبارُ

نسق

ثغرٌ نَسَقٌ، إذا كانت الأسنان مستويةٌ. وخرزٌ نَسَقٌ: منظَّمٌ. قال أبو زُبَيد:

بجيدِ رِئْمٍ كَريمٍ زانَه نَسَقٌ

 

يكاد يُلْهِبُهُ الياقوتُ إلْهابا

والنَسَقُ: ما جاء من الكلام على نظام واحد. والنَسْقُ بالتسكين: مصدر نَسَقْتُ الكلامَ، إذا عطفتَ بعضَه على بعض. والتَنْسيقُ: التنظيمُ.

نسك

نَسَكْتُ الشيء: غسلته بالماء وطهَّرته، فهو مَنْسوكٌ. سمعتُه من بعض أهل العلم. وأنشد:

ولا تُنْبِتُ المَرعى سِباخُ عُراعِرٍ

 

ولو نُسِكَتْ بالماءِ سِتَّةَ أشهـرِ

والنُسْكُ: العبادة. والناسِكُ: العابدُ. وقد نَسَكَ وتَنَسَّكَ، أي تعبَّد. ونَسُكَ بالضم نَساكَةً، أي صار ناسِكاً. والنَسيكَةُ: الذبيحةُ، والجمع نُسُكٌ ونَسائِكُ. تقول منه: نَسَكَ للّه يَنِسُكُ. والمَنْسِكُ والمَنْسَكُ: الموضع الذي تُذْبَحُ فيه النَسائِكُ، وقرئ بهما قوله تعالى: "لِكُلِّ أُمَّةٍ جعلنا مَنْسَكاً هم ناسِكوهُ".

نسل

النَسْلُ: الوَلدُ. وتناسَلوا، أي ولدَ بعضُهم من بعضٍ. ونَسَلَتِ الناقةُ بوَلٍ كثيرٍ تنسُلُ بالضم. والنَسولَةُ: التي تُقْتَنى للنسلِ. والنسلُ، بالتحريك: اللبنُ يخرجُ بنفسه من الإحليل. والنَسيلُ: العسلُ إذا ذابَ وفارق الشَمع. والنَسيلُ والنُسالُ بالضم: ما سقط من ريش الطائر ووبر البعير وغيره. ويقال: نَسَلَ الطائر ريشه ينسُلُ وينسِلُ نَسْلاً. ونَسَلَ الوبرُ وريشُ الطائر بنفسه، يتعدَّى ولا يتعدَّى. وكذلك أنْسَلَ الطائرُ ريشه وأنْسَل ريش الطائر، يتعدَّى ولا يتعدَّى. وأنْسَلَتِ الإبلُ، إذا حان لها أن تنسِلُ وبرها. وأنْسَلْتُ القوم، إذا تقدَّمتهم. ونَسَلَ الثوبُ عن الرجُل: سقط. ونسل في العدْوِ ينسِلُ نَسْلاً ونَسَلاناً، أي أسرع. وقال تعالى: "إلى ربِّهم يَنْسِلونَ".

نسم

النَسيمُ: الريح الطيِّبة. يقال منه: نَسمَتِ الريحُ نَسيماً ونَسَماناً. ونَسَمَ الريحِ: أوَّلُها حيت تُقبل بلينٍ قبل أن تشتدَّ. ومنه الحديث: "بُعِثْتُ في نَسَمِ الساعة"، أي حين ابتدأتْ وأقبلتْ أوائلها. والنَسَمُ أيضاً: جمع نَسَمَةٍ، وهي النَفَس والرَبْو. وفي الحديث: "تنكَّبوا الغُبار فمنه تكون النَسَمَةُ". والنَسَمَةُ: الإنسانُ. وتَنَسَّمَ، أي تنفَّس. وفي الحديث: " ولمَّا تَنَسَّموا رَوْحَ الحياة"، أي وجدوا نَسيمَها. وناسَمَهُ، أي شامَّهُ. والمَنْسِمُ: خُفُّ البعير. قال الكسائي: هو مشتقٌّ من الفعل. يقال: نَسَمَ به يَنْسِمُ نَسْماً. وقال الأصمعيّ: قالوا مَنْسِمُ النعامةِ كما قالوا: مَنْسِمُ البعير. ويقال أيضاً: من أين مَنْسِمُكَ? أي من أين وِجْهَتُكَ?

نسنس

نَسْنَسَ الطائر، إذا أسرعَ في طيرانه. والنَسْناسُ: جِنس من الخلق يَثِبُ أحدُهم على رِجلٍ واحدة. والنَسْناسُ: الجوعُ.

نسا

النِسْوَةُ والنُسْوَةُ، والنِساءُ والنِسْوانُ: جمع امرأةٍ من غير لفظها. وتصغير نِسْوَةٍ: نُسَيَّةٌ، ويقال نُسَيَّاتٌ، وهو تصغير الجمع. والنِسيانُ: خلاف الذِكْرِ والحفظ. ورجلٌ نَسْيانُ: كثير النسْيانِ للشيء. وقد نَسيتُ الشيء نِسياناً ولا تقل نَسَياناً بالتحريك، لأنّ النَسَيانِ إنَّما هو تثنية نَسا العِرْقِ. وأنْسانيهِ اللّه ونَسَّانيه تَنْسِيةً بمعنًى. وتَناساهُ: أرى من نفسه أنَّه نَسيه. والنِسيانُ: الترك. قال اللّه تعالى: "نَسوا اللّه فَنَسِيَهم:، وقال تعالى: "ولا تَنْسَوا الفضل بينكم"، وأجاز بعضهم الهمز فيه. الأصمعيّ: النَسا بالفتح مقصورٌ: عِرقٌ يخرج من الوِرك فيستبكن الفخذين ثم يمرُّ بالعرقوب حتَّى يبلغ الحافر، فإذا سمنت الدابَّة انفلقت فخذاها بلحمتين عظيمتين وجرى النَسان بينهما واسْتَبانَ، وإذا هزلتْ الدابَّة اضطربت الفخذان وماجت الرَبَلتان وخَفِيَ النَسا. وقال أبو زيد في تثنيته: نَسَوانِ ونَسَياني والجمع أَنْساءٌ. ويقال: نَسِيَ الرجل فهو نَسٍ على فَعِلٍ، إذا اشتكى نَساهُ. ونَسَيْتُهُ فهو مَنْسِيٌّ، إذا أصبتَ نَساهُ. والنَسْيُ والنِسْيُ: ما تلقيه المرأة من خرق اعتلالها. والنِسْيُ أيضاً: ما نُسِيَ وما سقط في منازل المرتحلين من رُذال أمتعتهم.

نشأ

أنْشَأَهُ اللّه: خَلَقَهُ. والاسم: النَّشْأَةُ والنَّشاءةُ بالمدّ، عن أبي عمرو بن العلاء. وأنْشَأَ يفعلُ كذا أي: ابتدأَ. وفلان يُنْشِئُ الأحاديث، أي يضعُها. والناشِئُ: الحَدَثُ الذي قد جاوز حدَّ الصغر. والجارِية ناشِئٌ أيضاً، والجمع النَشَأَ وكذلك النَشْءُ. والنَشْءُ أيضاً: أوَّل ما يَنْشَأُ من السحاب. ونَشَأْتُ في بني فلانٍ نَشْأً ونُشوءًا، إذا شَبَبْتُ فيهم. ونُشِّئَ وأُنْشِئ بمعنى. وقرئ: "أوَمَنْ يُنَشَّأُ في الحِليةِ. وناشِئة الليل: أوَّل ساعاته. ويقال: ما يَنْشأُ في الليل من الطاعات. ونَشَأَتِ السحابةُ: ارتفعت، وأنْشَأَها اللّه. والنَشيئةُ: أوَّل ما يُعْمَلُ من الحوض. يقال: هو بادي النَشيئَةِ، إذا جفَّ عنه الماءُ وظهرتْ أرضه. قال الشاعر:

هَرَقْناهُ في بادي النَشيئَةِ داثِرٍ

 

قديمٍ بعهدِ الماءِ بُقْعٍ نَصائبُهْ

وقال أبو عبيد: هو حجرٌ يُجعل أسفل الحوضِ. وقوله تعالى: "ولهُ الجوارِ المُنْشآتُ في البحرِ كالأعلمِ"، قال مجاهد: هي السُفُنُ التي رُفع قلعُها، قال: وإذا لم يرفع قلعُها فليست بمُنْشآتٍ. ابن السكيت: الذئب يسْتَنْشِئُ الريح بالهمز، قال: وإنَّما هو من نَشَيْتُ الريح غير مهموز، أي: شَمِمْتُها.

نشب

النَشَبُ: المال والعقار. ونَشِبَ الشيء في الشيء بالكسر نُشوباً، أي علقَ فيه. وأنْشَبْتُهُ أنا فيه، أي أعلقتُهُ، فاْتَشَبَ. وأنْشَبَ الصائِدُ: أعلَقَ. ويقال: نَشِبَتِ الحربُ بينهم. وقد ناشَبَهُ الحربَ، أي نابذَه. والنُشَّابُ: السهامُ، الواحدة نُشَّابَةٌ. والناشِب: صاحب النشَّابِ؛ وقوم ناشِبة. ومنه سمِّي الرجل ناشِباً.

نشج

النَشَجُ، بالتحريك: واحد الأنْشاج، وهي مجاري الماء. ونَشَجَ الباكي يَنْشِج نَشْجاً ونَشيجاً، إذا غَصَّ بالبكاء في حلقه من غير انتحاب. ونَشَجَ الحمارُ بصوته نَشيجاً: ردَّده في صدره. وكذلك نَشَجَ الزِقُّ والحُبُّ والقِدرُ، إذا غلى ما فيه حتَّى يُسمع له صوتٌ.

نشح

نَشَحَ نَشْحاً ونُشوحاً: شرب دون الريّ. والنَشوحُ بالفتح: الماء القليل.

نشد

نَشَدْتُ الضالَّة أنْشُدُها نَشْدَةً ونِشْداناً، أي طلبْتها. وأنْشَدْتُها، أي عرَّفتها. وأمَّا قول أبي دُواد:

ويُصيخُ أحياناً كـمـا اس

 

تَمَعَ المُضِلُّ لصوت ناشِدْ

فهو المُعَرِّف ههنا، ويقال هو الطالب، لأنَّ المُضِلَّ يشتهي أن يجد مُضِلاً مثله يتعزَّى به. ونَشَدْتُ فلاناً أنْشَدُهُ نَشْداً، إذا قلت له: نَشَدْتُكَ اللّه، أي سألتك باللّه، كأنَّكَ ذكَّرتَهُ إيَّاه فنَشَدَ، أي تذكَّر. وقول الأعشى:

ربِّي كريمٌ لا يُكَـدِّرُ نِـعْـمَةٌ

 

وإذا تُنوشِدَ في المَهارِقِ أنْشَدا

قال أبو عبيدة: يعني النعمان بن المنذر، إذا سُئل بكَتْبِ الجوائزِ أعطى. وقوله: تُنوشِدَ هو في موضع نُشِدَ، أي سئل. واسْتَنْشَدْتُ فلاناً شِعره فأنْشَدَنيهِ. والنَشيدُ: الشِعْرُ المُتَناشَدُ بين القوم.

نشر

النَشْرُ: الرائحة الطيِّبة. قال الشاعر:

وريحَ الخُزامى ونَشْرَ القُطُرْ

والنَشْرُ أيضاً: الكلأ إذا يبس ثم أصابه مطر في دُبُر الصيف فاخضرَّ، وهو رديء للراعية، يهرب الناس منهم بأموالهم. وقد نَشَرَتِ الأرضُ فهي ناشِرَةٌ، إذا أنبتتْ ذلك. قال الشاعر:

وفينا وإنْ قيلَ اصطلحنا تَضاغُـنٌ

 

كما طَرَّ أوبارُ الجِرابِ على النَشْرِ

يقول: ظاهرنا حسنٌ في الصلح وقلوبنا فاسدة، كما ينبت على النَشْرِ أوبار الجَرْبى وتحته داءٌ في أجوافها منه. والنَشَرُ بالتحريك: المُنْتَشِرُ. ويقال: رأيت القومَ نَشَراً، أي منتَشِرينَ. واكتسى البازي ريشاً نَشَراً، أي منتشراً طويلاً. والنَشَرُ أيضاً: أن تَنْتَشِرَ الغنم بالليل فترعى. والنَشْوارُ أيضاً: ما تبقيه الدابَّة من العلق، فارسٌّ معرَّب، والناشِرَةُ: واحدة النَواشِرِ، وهي عُروقُ باطن الذِراع. ونَشَرَ المَتاع وغيره يَنْشُرُهُ نَشْراً، بسطه. ومنه ريحٌ نَشورٌ، ورِياحٌ نُشُرٌ. ونَشَرَ الميِّتُ يَنْشُرُ نُشوراً، أي عاش بعد الموت. قال الأعشى:

حتَّى يقول الناسُ ممَّا رأوْا

 

يا عَجَباً للميِّتِ النـاشِـرِ

ومنه يوم النُشور. وأنْشَرَهُمُ اللّه، أي أحياهم. وأنشد الأصمعيّ لأبي ذؤيب:

لو كان مِدْحَةُ حَيٍّ أنْشَرَتْ أحداً

 

أحيا أبُوَّتكِ الـشُـمَّ الأمـاديحُ

ونَشَرْتُ الخشبة أنْشُرُها، إذا قطعتها بالمِنْشارِ، والنُشارَةُ: ما سقط منه. ونَشَرْتُ الخبر أنْشُرُهُ وأنْشِرُهُ، إذا أذعته. وصحفٌ منَشَّرَةٌ، شدِّد للكثرة. والتَنْشيرُ من النُشْرَةِ، وهي كالتعويذ والرُقية. وانْتَشَرَ الخبر، أي ذاع. وانْتَشَرَ الرجل: أنعظ. والانْتِشارُ: الانتفاخ في عصب الدابَّة، وقد يكون ذلك من التعب. والعَصَبَةُ التي تَنْتَشِرُ هي العُجاية.

نشز

النَشْزُ والنَشَزُ: المكان المرتفع. وجمع النَشْزِ نُشوزٌ، وجمع النَشَزِ أَنْشازٌ ونِشازٌ. وأمَّا النَشازُ بالفتح فهو المكان المرتفع. وهو واحدٌ، يقال: اقعدْ على ذلك النَشازِ. ابن السكيت: يقال للرجل إذا أسَنَّ ولم ينقص: فلان واللّه نَشَزٌ من الرجال. ونَشَزَ الرجل يَنْشُزُ ويَنْشِزُ: ارتفع في المكان. ومنه قوله تعالى: "وإذا قيل انْشُزوا فانْشُزوا". وإنْشازُ عظامِ الميِّت: رفْعها إلى مواضعها وتركيبُ بعضِها على بعض. ونَشَزَتِ المرأة تَنْشُزُ وتَنْشِزُ نُشوزاً، إذا استعصت على بَعْلها وأبغضته. ونَشَزَ بعْلها عليها، إذا ضربَها وجفاها. ومنه قوله تعالى: "وإنِ امرأةٌ خافتْ مِنْ بَعْلِها نُشوزاً".

نشش

نَشَّ الغديرُ يَنِشُّ نَشيشاً، أي أخذ ماؤه في النُضوب. يقال: سَبَخَةٌ نَشَّاشَةٌ، وهو ما يظهر من ماء السباخ فَيَنِشُّ فيها حتَّى يعود مِلْحاً. والنَشيشُ: صوت الماء وغيره إذا غلا. والنَشُّ: عشرون درهماً، وهو نصف أوقيَّة لأنَّهم يسمُّون الأربعين درهماً أوقيَّة، ويسمُّون العشرين نَشًّا، ويسمُّون الخمسة نواةً.

نشص

نَشَصَ يَنْشُصُ ويَنْشِصُ نُشوصاً: ارتفع. يقال: نَشَصَتْ ثَنِيَّتُهُ، أي ارتفعت عن موضعها. ونَشَصْتُ عن بلدي، أي انزعجتُ؛ وأَنْشَصْتُ غيري. قال أبو عمرو: أَنْشَصْناهُمْ عن منزلهم: أزعجناهم. ونَشَصَ الوترُ: ارتفع. ونَشَصَتِ المرأة من زوجها، مثل نَشَزَتْ، فهي ناشِصٌ وناشِزٌ. والنَشاصُ، بالفتح: السحابُ المرتفعُ. قال بشر:

فلمَّا رَأَوْنا بالنِسارِ كأنَّـنـا

 

نَشاصُ الثُرَيَّا هَيَّجَتْهُ جَنوبُها

نشط

نَشِطَ الرجلُ يَنْشَطُ نَشاطاً بالفتح، فهو نَشيطٌ. وتَنَشَّطَ لأمر كذا، وتَنَشَّطَتِ الناقةُ في سيرها، وذلك إذا شَدَّتْ. وأنْشَطَ القومُ، إذا كانت دوابُّهم نَشيطَةً. وأنْشَطَهُ الكلأُ، أي سَمِنَ. والنَشيطَةُ: ما يَغْنمه الغُزاةُ في الطريق قبل البلوغ إلى الموضع الذي قَصَدوه. قال الشاعر:

لكَ المِرْباعُ منها والصَفـايا

 

وحُكْمُكَ والنَشيطُ والفُضولُ

والناشِطُ: الثورُ الوحشيُّ يخرجُ من أرضٍ إلى أرض. وقوله تعالى: "والناشِطاتِ نَشْطاً"، يعني النجومَ من برجٍ إلى برج، كالثور الناشِطِ من بلد إلى بلد. والهُمومُ تَنْشِطُ بصاحبها. قال هِمْيانُ ابن قُحافة:

أَمْسَتْ هُمومي تَنْشِطُ المَناشِطا

الشامَ بي طَوْراً وطَوْراً واسِطا

ونَشَطَتْهُ الحيَّةُ تَنْشِطُ وتَنْشَطُ نَشْطاً، إذا عضَّته بنابها. ونَشَطْتُ الدلْوَ من البئر: نزعتها بغير بَكَرَةٍ. وقال الأصمعيّ: يقال للناقة: حَسُنَ ما نَشَطَتِ السَيرَ، يعني سَدْوَ يديها. والأُنْشوطَةُ: عُقدةٌ يسهلُ انحلالها، مثل عُقدة التِكَّةِ. يقال: ما عِقَلُكَ بأُنْشوطَةٍ، أي ما مودَّتُك بواهيةٍ. قال أبو زيد: نَشَطْتُ الحبلَ أَنْشُطُهُ نَشْطاً: عَقَدْتُهُ أُنْشوطَةً. وأَنْشَطْتُهُ، أي حللتُهُ. يقال: كأنَّما أُنْشِطَ من عِقالٍ. وانْتَشَطْتُ الحبلَ، أي مددته حتَّى ينحلَّ. قال الأصمعيّ: بئرٌ أَنْشاطٌ، أي قريبةُ القعرِ تخرج الدَلوُ منها بجَذْبَةٍ واحدةٍ. وبئرٌ نَشوطٌ، قال: وهي التي لا تَخرجُ منها الدلوُ حتَّى تُنْشَطَ كثيراً. والنَشوطُ أيضاً: ضربٌ من السمك وليس بالشَبُّوطِ.

نشع

النَشوعُ بالعين والغين: السَعوطُ والوَجورُ الذي يوجَرُهُ المريضُ أو الصبيُّ. والنُشوعُ بالضم المصدر. وقد نَشَعْتُ الصبيَّ الوَجورَ وأنْشَعْتُهُ، مثل وَجَرْتُهُ وأوْجَرْتُهُ. قال المرَّار في السَعوطِ:

إليكم يا لِئامَ الـنـاسِ إنِّـي

 

نُشِعْتُ العِزَّ في أنفي نُشوعا

وانْتَشَعَ الرجل مثا اسْتَعَطَ، وربَّما قالوا: نَشَعْتُهُ الكلام، إذا لقَّنتُهُ.

نشغ

أبو عمرو: النَشْغُ: الشهيقُ حتَّى يكاد يبلغُ به الغَشْيَ. وقد نَشَغَ يَنْشَغُ نَشْغاً. قال أبو عبيد: وإنَّما يفعل ذلك الإنسانُ شوقاً إلى صاحبه وأسفاً عليه وحبًّا للقائه. والنَشوغُ: السَعوط والوَجورُ أيضاً، بالعين والغين جميعاً. وقد نُشِغَ الصبيُّ نُشوغاً. قال ذو الرمّة:

إذا مرئيَّةٌ ولدتْ غـلامـاً

 

فألأَمُ مُرْضَعٍ نُشِغَ المَحارا

والمِنْشَغَةُ: المسْعُطُ. قال الشاعر:

سأنْشَغُهُ حتَّى يلينَ شريسُهُ

 

بمِنْشَغَةٍ فيها سِمامٌ وعَلْقَمُ

وربَّما قالوا: نَشَغْتُهُ الكلامَ نَشْغاً، أي لقَّنته وعلَّمته. وهو على التشبيه.

نشف

نَشِفَ الثوبُ العَرَقَ، بالكسر. ونَشِفَ الحوضُ الماءَ يَنْشَفُهُ نَشْفاً: شربه. وتَنَشَّفَهُ كذلك. وأرضٌ نَشِفَةٌ، بيِّنة النَشَفِ بالتحريك، إذا كانت تَنْشَفُ الماءَ. والنَشَفُ أيضاً: حجارة الحَرَّةِ، وهي سودٌ كأنَّها محترقة. والنَشْفُ بالتسكين: لغةٌ فيه، الواحدة نَشْفَةٌ. قال أبو عمرو: هي التي تُدلكُ بها الأرجلُ. والنُشافَةُ: الرَغوةُ التي تعلو اللبن إذا حُلِبَ. وقد انْتَشَفْتُ، إذا شربتَها. ويقول الصبيّ: أنْشِفْني، أي أعطني النُشافَةَ أشربها. ويقال: أمستْ إبلكم تُنَشِّفُ وتُرَغِّي، أي لها نُشافَةٌ ورغوةٌ، من التَنْشيفِ والترغية.

نشق

قال ابن السكيت: النَشوقُ: سَعوطٌ يُجعلُ في المنخرين. وقد أنْشَقْتُهُ إنْشاقاً. واسْتَنْشَقْتُ الماء وغيره، إذا أدخلتَه في الأنف. واسْتَنْشَقْتُ الريح: شَمِمْتُها. ونَشِقْتُ منه ريحاً طيِّبةً بالكسر، أي شممت. وهذه ريحٌ مكروهَةُ النَشَقِ، يعني الشمَّ. والنُشْقَةُ بالضم: الرِبْقَةُ التي تُجعل في أعناق البهْم. ونَشِقَ الظبيُ في الحِبال، أي علق فيها. ورجلٌ نَشِقٌ، إذا كان ممَّن يدخل في أمورٍ لا يكاد يتخلَّص منها.

نشل

فَخِذٌ ناشِلَةٌ: قليلة اللحم. والنَشيلُ: لحمٌ يُطبَخُ بلا توابِل. ونَشَلْتُ اللحمَ عن القِدْرِ أَنْشُلُهُ بالضم، وانْتَشَلْتُهُ، إذا انتَزَعْته منها. والمِنْشَلُ والمِنْشالُ: حديدةٌ يُنشلُ بها اللحم من القِدر. والمَنْشَلَةُ بالفتح: موضع الخاتم من الخنصر.

نشم

نَشَّمَ اللحمُ تَنْشيماً، إذا تغيَّر وابتدأت فيه رائحةٌ كريهة. يقال: يدي من الجُبْن ونحوه نَشِمَةٌ. ونَشَّمَ القومُ في الأمر أيضاً، إذا أخذوا فيه. ولا يكون إلا في الشرّ. ومنه قولهم: نَشَّمَ الناس في عثمان رضي اللّه عنه. والنَشَمُ بالتحريك: شجرٌ تتَّخذ منه القِسِيّ. والنَشَمُ أيضاً، مثل النَمَش على القلب. يقال منه: نَشِمَ بالكسر، فهو ثورٌ نَشِمٌ، أي فيه نقطٌ بيضٌ ونقطٌ سودٌ.

نشنش

نَشْنَشْتُ الجلد، إذا أسرعتَ سلْخَه وقطعه عن اللحم. قال الشاعر:

يُنَشْنِشُ الجِلْدَ عنها وهي بارِكَةٌ

 

كما يُنَشْنِشُ كَفَّا فاتِلٍ سَلَـبـا

ويروى: قاتل.

نشا

النَشا مقصورٌ: نسيم الريح الطيِّبة. يقال: نَشِيتُ منه ريحاً نِشْوَةً بالكسر، أي شَمِمْتُ. قال الهذليّ:

ونَشيتُ ريحَ الموتِ من تِلْقائِهِمْ

 

وخشيتُ وَقْعَ مُهَنَّدٍ قِرْضابِ

واسْتَنْشَيْتُ مثله. ويقال أيضاً: نَشيتُ الخبر، إذا تخبَّرتَ ونظرتَ من أين جاء. يقال: من أين نَشيتَ هذا الخبر، أي من أين علمته. قال يعقوب: الذئب يَسْتَنْشِئُ الريحَ بالهمز، وإنَّما هو من نَشيتُ غير مهموز. ورجلٌ نَشْيانُ للأخبار بيِّن النِشْوْةِ بالكسر. ورجلٌ نَشْوانُ، أي سكرانُ، بيِّن النَشْوَةِ بالفتح. وقد انْتَشى، أي سكر.

نصأ

الكسائي: نَصَأْتُ الشيءَ نَصْأً، رفعتُهُ. أبو زيد: نَصَأْتُ الناقةَ: زَجَرْتُها.

نصب

النَصب: مصدر نَصَبْتُ الشيء، إذا أقمته. وصفيحٌ مُنَصَّب، أي نُصِبَ بعضُه على بعض. ونَصَّبَتِ الخيلُ آذانَها، شدِّد للكثرة والمبالغة. ونَصَبْتُ لفلانٍ نَصْباً، إذا عاديته. وناصَبْتُهُ الحربَ مُناصَبَةً. ونَصَبَ القومُ: ساروا يومهم، وهو سيرٌ لَيِّنٌ. والمَنْصِبُ: الأصل، وكذلك النِصاب. والنِصابُ من المال: القَدَر الذي تجِبْ فيه الزكاة إذا بلغَه، نحو مائتي درهم، وخمسٍ من الإبل. ونِصابُ السكين: مقبضه. وأنْصَبْتُ السكِّين: جعلت له مَقبِضاً. ونَصِبَ الرحل بالكسر نَصَباً: تَعِبَ. وأنْصَبَهُ غيره. وهُمٌّ ناصب، أي ذو نَصَبٍ، مثل تامِرٍ ولابِنٍ. ويقال: هو فاعِلٌ بمعنى مفعولٍ فيه، لأنَّه يُنْصَبُ فيه ويُتعبُ، كقولهم: ليل نائم، أي يُنامُ فيه، ويوم عاصف، أي تعصِفُ فيه الريح. وتيسٌ أنْصَبُ وعنزٌ نَصْباءُ بيِّنة النَصَبِ، إذا انتصبَ قرناها. وناقةٌ نصباء: مرتفعة الصدر. وتَنَصَّبَتِ الأُتُنُ حول الحمار، وغِناءُ النَصْبِ: ضربٌ من الألحان. وفي الحديث: "لو نَصَبْتَ لنا نَصْبَ العرب"، أي لو غَنَّيْتَنا غِناءَ العرب، وهو غناءٌ لهم يشبه الحُداء إلا أنَّه أرقُّ منه. والنَصْبُ في الإعراب: كالفتح في البناء، وهو من مواضَعاتِ النحويِّين. تقول منه: نَصَبْتُ الحرف فانتصب. وغبارٌ منتصب، أي مرتفع. والنَصْبُ: ما نُصِبَ فعُبِدَ من دون اللّه تعالى. وكذلك النُصْبُ بالضم، وقد يُحَرَّك. والنُصْبُ: الشرّ والبلاء. ومنه قوله تعالى: "مَسَّنِيَ الشيطانُ بنُصْبٍ وعَذابٍ". والنَصيبَةُ: حجارة تُنْصَبُ حول الحوض ويُسَدُّ ما بينها من الخَصاص بالمَدَرَةِ المعجونة. قال الشاعر:

هَرَقْناهُ في بادي النَشيئَةِ داثِرٍ

 

قديمٍ بعهد الماء بُقْعٍ نَصائِبُهْ

والنصيب: الحظَّ من الشيء. والنصيب: الحوض. والنَصيب: الشَرَكُ المنصوب.

نصت

الإنصات: السكوت والاستماع للحديث. تقول: أنْصِتوهُ وأنْصِتوا له. قال الشاعر:

إذا قالت حَذامي فأنْصِتوها

 

فإنَّ القولَ ما قالت حَذامي

ويروى: فصدِّقوها.

نصح

نَصَحْتُكَ نُصْحاً ونَصاحَةً. قال الذبياني:

نَصَحْتُ بني عَوْفٍ فلم يَتَقَبَّلـوا

 

رسولي ولم تَنْجَحْ لديهم وسائلي

وهو باللام أفصح. قال اللّه تعالى: "وأنْصَحُ لكم". والاسم: النَصيحة. والنصيح: الناصِح. وقومٌ نُصَحاءُ. ورجلٌ ناصِح الجيب، أي تقيُّ القلب. قال الأصمعيّ: الناصِحُ: الخالص من العسل وغيره، مثل الناصع. وكلُّ شيء خَلَصَ فقد نَصَح. وانْتَصَحَ فلانٌ، أي قبل النصيحة. يقال: انْتَصِحْني إنَّني لك ناصِح. وتَنَصَّحَ، أي تشبَّه بالنُصَحاء. واسْتَنْصَحَهُ: عدَّه نَصيحاً. ونصحتِ الإبل الشربَ تنصَح نُصوحاً، أي صَدَقَتْهُ. وأنْصَحْتُها أنا: أرْوَيتها. قال: ومنه التوبة النَصوح، وهي الصادقة. والنَصح بالفتح: مصدر قولك نَصَحْتُ الثوب: خِطْتُهُ. ويقال منه التوبة النَصوحُ، اعتباراً بقوله عليه السلام: "مَنِ اغْتابَ خَرَقَ، ومنِ استغْفَرَ رَفَأَ". وثوبٌ متَنَصَّح، أي مُخَيَّطٌ، بالتوكيد. والناصِح: الخيَّاط. والنِصاحُ: السلك يُخاطُ به. والنِصاحاتُ أيضاً: الجلود. وأنشد الأصمعيّ للأعشى:

فترى القومَ نَشاوَى كلَّـهـم

 

مثلَ ما مُدَّتْ نِصاحاتُ الرُبَحْ

نصر

نَصَرَهُ اللّه على عدوِّه يَنْصُرُهُ نَصْراً. والاسم النُصْرَةُ. والنَصيرُ: الناصِرُ؛ والجمع الأنصارُ. وجمع الناصِرِ نَصْرٌ. واسْتَنْصَرَهُ على عدوِّه، أي سأله أن يَنْصُرَهُ عليه. وتَناصَروا: نَصَرَ بعضُهم بعضاً. ونَصَرَ الغيث الأرضَ، أي غاثَها. ونُصِرَتِ الأرضُ فهي مَنْصورَةٌ، أي مطرتْ. وقال يخاطب خيلاً:

إذا دَخَلَ الشهرُ الحرامُ فَجاوِزي

 

بلادَ تميمٍ وانْصُري أرضَ عامرِ

وانْتَصَرَ منه: انتقم. والنَصْرُ: العطاءُ. قال رؤبة:

إنِّي وأسْطارٍ سُطِرْنَ سَطرا

لَقائلٌ يا نَصْرُ نَصْراً نَصرا

والنَصارى: جمع نَصرانٍ ونَصْرانةٍ، مثل الندامى جمع نَدْمانٍ ونَدْمانةٍ. ولكن لم يستعمل نَصْرانٌ إلا بياء النسب، لأنَّهم قالوا: رجلٌ نَصْرانيٌّ وامرأةٌ نَصرانيَّةٌ. ونَصَّرَهُ: جعله نَصْرانِيًّا. وفي الحديث: "فأبواه يُهَوِّدانِهِ ويُنَصِّرانه".نصص

قولهم: نَصَصْتَ ناقتي، قال الأصمعيُّ: النَّصُّ السيرُ الشديدُ حتَّى يستخرج أقصى ما عندها. قال: ولهذا قيل نَصَصْتُ الشيءَ: رفعته. ومنه مِنَصَّةُ العروسِ. ونَصَصْتُ الحديث إلى فلان، أي رفعته إليه. وسيرٌ نَصٌّ ونَصيصٌ. ونَصَصْتُ الرجلَ، إذا اسْتَقْصَيْتَ مسألتَه عن الشيء حتَّى تستخرج ما عنده. ونَصُّ كلِّ شيء: منتهاه. وفي حديث علي رضي اللّه عنه: "إذا بلغ النساءُ نَصَّ الحِقاقِ"، يعني منتهى بلوغ العقل.

نصع

الناصِعُ: الخالصُ من كلِّ شيء. يقال أبيضُ ناصِعٌ، وأصفرُ ناصِعٌ. قال الأصمعي: كلُّ لونٍ خالصِ البياض أو الصُّفرة أو الحمرة فهو ناصِعٌ. قال لبيد:

سُدُماً قليلاً عَهْدُهُ بأنـيسِـهِ

 

من بينِ أصْفَرَ ناصِعٍ ودِفانِ

أي وردتُ سُدوماً. ونَصَعَ لونُه نُصوعاً، إذا اشتدَّ بياضه وخلص. ونَصَعَ الأمرُ: وضَحَ وبان. والنَصْعُ: ضربٌ من الثياب بيضٌ. قال الشاعر:

يَرعى الخُزامى بِذي قارٍ فقد خَضَبَتْ

 

منه الجَحافِلَ والأطرافَ والزَمَعـا

مُجْتابُ نِصْعٍ يَمانٍ فوق نُـقْـبَـتِـهِ

 

وبالأكارِعِ من ديباجِـهِ قِـطَـعـا

وحكى الفراء: أنْصَعَتِ الناقةُ للفحل: أقَرَّت له عند الضراب. أبو عمرو: وأنْصَعَ الرجلُ، أي أظهر ما في نفسه وقصد للقتال. قال رؤبة:

كَرَّ بأحْجى مانِعٍ أن يَمْنَعا

حتَّى اقْشَعَرَّ جِلْدُهُ وأنْصَعا

قال أبو يوسف: يقال قبَّح اللّه أمًّا نَصَعَتْ به، أي ولدته، مثل مَصَعَتْ به. وقول الشاعر:

ولَمَّا أن دَعَوْتُ بَني قُعَـيْنٍ

 

أتَوْني ناصِعينَ إلى الصِياحِ

أي قاصِدينَ.

نصف

النِصْفُ: أحد شقّي الشيء. والنِصْفُ أيضاً: النَصَفَةُ، وهو الاسمُ من الإنصافِ. قال الفرزدق:

ولكنَّ نِصْفاً لو سَبَبْتُ وسَبَّـنـي

 

بنو عبدِ شمسٍ من مَنافٍ وهاشِمِ

والنُصْفُ بالضم: لغةٌ في النِصْفِ. وقرأ زيد بن ثابت رضي اللّه عنه: "فَلَها النُصْفُ". وإناءٌ نَصْفانُ بالفتح، أي بلغ الماء نِصْفَهُ. والنَصَفَ، بالتحريك: المرأة بين الحَدَثَة والمسِنَّة، وتصغيرها نُصَيْفٌ بلا هاءٍ، لأنَّها صفة. ونساءٌ أنْصافٌ، ورجلٌ نَصَفٌ، وقومٌ أنصافٌ ونَصَفونَ. والنَصَفُ أيضاً: الخُدَّامُ، الواحد ناصِفٌ. والناصِفَةُ: مجرى الماء، والجمع النَواصِفُ، ومنه قول طرفة:

كأنَّ حُدوجَ المالِكِـيَّةِ غُـدْوَةً

 

خَلايا سَفينٍ بالنَواصِفِ من دَدِ

وقال الأصمعيّ: النَواصِفُ: رحابٌ. والنَصيفُ: الخمارُ. قال النابغة:

سَقَطَ النَصيفُ ولم تُرِدْ إسْقاطَهُ

 

فتَناوَلَتْهُ واتَّقَـتْـنـا بـالـيدِ

والنَصيفُ: نِصْفُ الشيء. والنَصيفُ: مكيالٌ. ونَصَفْتُ الشيء، إذا بلغت نِصْفَهُ. تقول: نَصَفْتُ القرآن، أي بلغت النِصْفَ. ونَصَفَ عُمرَه، ونَصَفَ الشيبُ رأسَه، ونَصَفَ الإزار ساقَه. قال جُندبٍ الهذليّ:

وكنتُ إذا جاري دَعا لمَـضـوفَةٍ

 

أُشَمِّرُ حتَّى يَنْصُفَ الساقَ مِئْزَري

ونَصَفَ النهارُ وانْتَصَفَ بمعنًى. ومنه قول المُسَيَّب بن عَلَسٍ يذكر غائصاً:

نَصَفَ النهار الماءُ غامِرُهُ

 

ورَفيقه بالغيبِ لا يدْري

يعني: والماء غامِرُهُ فحذف واو الحال. ونَصَفَهُمْ يَنْصُفُهُمْ نصافاً ونِصافَةً، أي خَدَمَهُمْ. والمَنْصَفُ بالفتح: نِصْفُ الطريق. والمِنْصَفُ: الخادم. والجمع مناصِفُ. وأَنْصَفَ النهارُ، أي انْتَصَفَ. وأَنْصَفَ، أي عدل. يقال: أَنْصَفَهُ من نفسه، وانْتَصَفْتُ أنا منه. وتَناصَفوا، أي أَنْصَفَ بعضُهم بعضاً من نفسه. ومنه قول الشاعر:

أني غَرِضْتُ إلى تَناصُفِ وَجْهِهـا

 

غَرَضَ المُحِبِّ إلى الحبيبِ الغائِبِ

يعني استواء المحاسن، كأنَّ بعض أعضاء الوجه أَنْصَفُ بعضاً في أخذ القِسط من الجمال. وانْتَصَفَتِ الجاريةُ وتَنَصَّفَتْ، أي اختمرتْ. ونَصَّفْتُها أنا تَنْصيفاً. وتَنْصيفُ الشيء: جعله نِصْفَيْنِ. وناصَفْتُهُ المال: قاسمتُه على النصف. وتَنَصَّفَ، أي خدم. قالت حُرقة بنت النعمان بن المنذر:

فبَيْنا نَسوسُ الناسَ والأمرُ أمرُنا

 

إذا نحنُ فيهم سُوقَةٌ نَتَنَصَّـفُ

نصل

النَصْلُ: نَصْلَ السهم والسيفِ والسكِّين والرَمحِ. والجمع نُصولٌ ونِصالٌ. والمُنْصُل والمُنْصَل: السيفُ. ونَصَلَ الشَعر يَنْصُلُ نُصولاً: زال عنه الخضابُ. يقال: لِحْيةٌ ناصل. ونَصَلَ السهمُ، إذا خرجَ منه النَصْل، ومنه قولهم: رماه بأَفْوَقَ ناصِل. ويقال أيضاً: نَصَلَ السهمُ، إذا ثبتَ نَصْلُهُ في الشيء فلم يخرج، وهو من الأضدادِ، ونَصَّلْتُ السهم تَنْصيلاً: نَزَعْتُ نَصْلَهُ. وأنْصَلْتُ الرُمْحَ، إذا نزعتَ نَصْلَهُ. وكان يقال لرجَبٍ في الجاهليَّة: مُنْصِلُ الأَسِنَّةِ ومُنْصِلُ الأَلِّ، لأنَّهم كانوا ينزعون الأسِنَّةَ فيه ولا يغزون ولا يُغيرُ بعضُهم على بعض. قال الأعشى:

تدارَكَهُ في مُنْصِلِ الأَلِّ بعـدَمـا

 

مَضى غير دَأْداءٍ وقد كادَ يَعْطَبُ

والنِصيلُ: مَفْصِلُ ما بين العنق والرأس من تحت اللحيَيْنِ. وتَنَصَّلَ فلانٌ من ذنبه، أي تَبَرَّأَ. وتَنَصَّلْتُ الشيءَ واسْتَنْصَلْتُهُ، إذا استخرجته. يقال: اسْتَنْصَلَ الهيفُ السَفا، إذا أسقَطَتْهُ.

نصنص

نَصْنَصَ البعير، مثل حَصْحَصَ. ويقال: نَصْنَصْتُ الشيءَ: حرَّكْتُهُ. وفي حديث أبي بكر رضي اللّه عنه حين دخل عليه عمر رضي اللّه عنه وهو يُنَصْنِصُ لسانَهُ ويقول: هذا أوردني المواردَ.

نصا

الناصِيَةُ: واحدة النواصي. ونَصَوْتُهُ: قبضتُ على ناصِيَتِهِ. ونَواصي الناس: أشْرافُهُمْ. وقالت:

ومَشْهَدٍ قد كَفَـيْتُ الـغـائبـين بـه

 

في مجمعٍ من نَواصي الناسِ مَشْهودِ

والنَصِيَّةِ من القوم: الخيارُ، وكذلك من الإبل وغيرها، وهي البقيَّة. وانْتَصَيْتُ الشيءَ: اخترته. وهذه نَصِيَّتي. وتَذَرَّيْتُ بني فلانٍ وتَنَصَّيْتُهُمْ، إذا تزوَّجت في الذِروة منهم والناصِيَةِ. وتَنَصَّتِ المرأةُ: رجَّلتْ شعرها. وانْتَصى الشعرُ، أي طال. والنَصِيُّ: نبتٌ ما دام رطباً، فإذا ابيضَّ فهو الطريفَةُ، وإذا ضَخُمَ ويبس فهو الحَلِيُّ. وأَنْصَتِ الأرضُ، أي كثر نَصِيُّها. وهذه فلاةٌ تُناصي فلاةً، أي تتَّصل ببعضها. والمُناصاةُ أيضاً: الأخذُ بالنواصي.

نضب

نَضَبَ الماء يَنْضُبُ بالضم نُضوباً، أي غار في الأرض وسَفِلَ. ونُضوب القوم أيضاً: بُعْدُهُمْ. والناضب: البعيد. ومنه قيل للماء إذا ذهب: نَضَبَ، أي بَعُدَ. وخَرْقٌ ناضبٌ، أي بعيدٌ. وأَنْضَبْتُ وترَ القوس مثل أَنْبَضْتُهُ، مقلوب منه. والتَنْضُبُ: شجر، الواحدة: تَنْضُبَةٌ. قال الكميت:

إذا حَنَّ بين القومِ نَبْعٌ وتَنْضُبُ

قال ابن سلمة: النَبْعُ شجر القسِيِّ، وتَنْضُب شجرٌ يتَّخذ منه السهام.

نضج

نَضِجَ الثَمَرُ واللحمُ نُضْجاً ونَضْجاً، أي أدركَ فهو نَضيج وناضِج. وأنْضَجْتُهُ أنا. ورجلٌ نَضيجُ الرأي: مُحْكَمُهُ. ونَضَّجَتِ الناقةُ بولَدِها، إذا جازت السنةَ ولم تُنْتَجْ. قال حميد بن ثَوْرٍ:

وصَهْباءَ منها كالسَفينة نَضَّجَـتْ

 

به الحَمْلَ حتَّى زادَ شهراً عَديدُها

فهي مُنَضِّج، ونوقٌ مُنَضِّجاتٌ.

نضح

النَضْح: الرشُّ. نضحْت البيت أَنْضِحُهُ بالكسر. والنَضْحُ أيضاً: الشُرْبُ دون الرِيِّ. تقول: نَضَحَ عطشَهُ يَنْضِحُهُ. والنَضيحُ: الحوض؛ والجمع نُضُح. وكذلك النَضَحُ بالتحريك، والجمع أَنْضاحٌ. والناضِح: البعير يسْتقى عليه، والأنثى ناضِحَةٌ وسانِيَةٌ. والنَضَّاحُ: الذي يَنْضَحُ على البعير، أي يسوق السانية ويسقي نخلاً. وهذه نخلٌ تُنْضَحُ، أي تُسقى. ومالُ فلانٍ يُسقى بالنَضْحِ، وهو مصدر. ونَضَحوهُمْ بالنَبل، أي رموهم. يقال: انْضَحْ عنَّا الخيلَ، أي ارْمِهِمْ، وانْتَضَحَ عليهم الماءُ، أي تَرَشَّشَ. ونَضَحَ الرجلُ عن نفسه، إذا دفع عنها بحجَّةٍ. وهو يَنْضَحُ عن فلانٍ، أي يَذُبُّ عنه ويدفع. ورأيته يَتَنَضَّحُ ممَّا قُرِفَ به، أي ينتفي ويتنصَّل منه. والنَضوحُ: ضربٌ من الطِيب. ونَضَحَ الشجرُ، إذا تفطَّر ليخرج ورقه. ابن السكيت: نَضَحَتِ القربة والخابية تَنْضَحُ نَضْحاً وتَنْضاحاً: رشحت.

نضخ

الأصمعيّ: يقال أصابه نَضْخٌ من كذا، وهو أكثر من النَضْحِ، ولا يقال منه فَعِلَ ولا يَفْعِلُ. وقال أبو عمرو التَوَّزِيُّ: النَضْخُ: الأثر يبقى في الثوب وغيره. والنَضْحُ بالحاء غير معجمة الفعلُ. وقال أبو زيد: النَضْخُ: الرَشُّ مثل النَضْحِ. وهما سواء، تقول: نَضَخْتُ أَنْضَخُ بالفتح. والنِضاخُ: المُناضَخَةُ: قال القطاميّ:

وإذا تَضَيَّفُني الهمومُ قَرَيْتُهـا

 

سُرُحَ اليَدَيْنِ تُخالِسُ الخَطَرانا

حَرَجاً كأنَّ من الكُحَيْلِ صُبابَةً

 

نُضِخَتْ مَغابِنُها بها نَضَخانـا

ونَضَخْناهُمْ بالنَبْل، لغةٌ في نضحْناهم، إذا فرَّقوها فيهم. وانْتَضَخَ الماءُ: ترشَّش. وغيثٌ نَضَّاخٌ: غزيرٌ. وعينٌ نَضَّاخَةٌ: كثيرة الماء. قال أبو عبيدة في قوله تعالى: "فيهما عينانِ نَضَّاخَتانِ": أي فوَّارتانِ. والنَضْخَةُ: المَطْرة. وأنشد أبو عمرو:

لا يَفْرَحونَ إذا ما نَضْخَةٌ وَقَعَتْ

 

وهمْ كِرامٌ إذا اشتدَّ المَـلازيبُ

نضد

نَضَدَ متاعَه يَنْضِدُهُ بالكسر نَضْداً، أي وضع بعضه على بعض. والتَنْضيدُ مثله، شدِّد للمبالغة في وضعه متراصفاً. والنَضَدُ، بالتحريك: متاع البيت المَنْضود بعضُه فوق بعض؛ والجمع أنْضادٌ. وقال النابغة:

خَلَّتْ سَبيلَ أتيٍّ كان يَحْبِسُـهُ

 

ورَفَّعَتْهُ إلى السِجْفَيْنِ فالنَضَدِ

والنَضَدُ: السريرُ يُنْضَدُ عليه المتاع. وأَنْضادُ الجبالِ: جنادلُ بعضها فوق بعض. وكذلك أَنْضادُ السحابِ: ما تراكَبَ منه. وأَنضادُ الرجل: أعمامُهُ وأخوالُهُ المتقدِّمين في الشَرَفِ. قال رؤبة:

أنا ابنُ أَنْضادٍ إليها أَرْزي

نضر

النَضْرُ: الذهبُ، ويجمع على أَنْضُرٍ. قال الكميت:

ترى السابحَ الخِنْذيذَ منها كأنَّمـا

 

جَرى بين لِيتَيْهِ إلى الخَدِّ أَنْضُرُ

والنُضارُ: الذهبُ؛ وكذلك النَضيرُ. قال الأعشى:

إذا جُرِّدَتْ يوماً حَسِبْتَ خَميصَةً

 

عليها وجِريالَ النَضيرِ الدُلامِصا

ويقال: النُضارُ: الخالص من كلِّ شيء. قال الشاعر:

الخالِطينَ نَحِيتَهُمْ بِنُضارِهِـمْ

 

وذَوي الغِنى منهم بِذي الفَقْرِ

وقَدحٌ نُضارٌ: يتَّخذ من أثْلٍ يكون بالغورِ، وَرْسِيُّ اللونِ، يضاف ولا يضاف. والنَضْرَةُ: الحسنُ والرونقُ. وقد نَضَرَ وجهه يَنْضُرُ نَضْرَةً، أي حَسُنَ. ونَضَرَ اللّه وجهه، يتعدَّى ولا يتعدَّى. ويقال نَضُرَ بالضم نَضارَةً. وفيه لغةٌ ثالثة: نَضِرَ بالكسر. ويقال: نَضَّرَ اللّه وجهه بالتشديد، وأَنْضَرَ اللّه وجهه، بمعنًى. وإذا قلت نَضَّرَ اللّه امْرَأً، تعني نَعَّمَهُ. وفي الحديث: "نَضَّرَ اللّه امرأً سَمِعَ مقالتي فَوَعاها". وقولهم: أخْضَرُ ناضِرٌ، إنَّما هو كقولهم: أصفرُ فاقعٌ، وأبيضُ ناصِعٌ.

نضض

نَضَّ الماءُ يَنِضُّ نَضيضاً: سال قليلاً قليلاً. ونُضاضَةُ الماء وغيره: بقيَّته. ونُضاضَةُ ولد الرجل أيضاً: آخرهم، يستوي فيه المذكَّر والمؤنَّث، والتثنية والجمع. وأهل الحجاز يسمُّون الدنانير والدراهم النَضَّ والناضَّ. وخُذْ ما نَضَّ لك من دَيْنٍ، أي تيسَّر. وهو يَسْتَنِضُّ حقَّه من فلانٍ، أي يستنجزه ويأخذ منه الشيءَ بعد الشيءِ. والنَضيضُ: الماءُ القليلُ؛ والجمع نِضاضٌ. قال أبو عمرو: النَضيضَةُ: المطر القليلُ، والجمع نَضائِضٌ. قال الأسدي:

في كلِّ عامٍ قَطْرُهُ نَضائِضُ

ويجمع أيضاً على أَنِضَّةٍ. وأنشد الفرّاء:

وأَخْوَتْ نُجوجُ الأَخْذِ إلاَّ أَنِـضَّةٍ

 

أَنِضَّةَ مَحْلٍ ليس قاطِرُها يُثْري

أي ليس يبلُّ الثرى. ويقال: لقد تركَت الإبلُ الماءَ وهي ذاتُ نَضيضَةٍ وذاتُ نَضائِضَ، أي ذاتُ عطشٍ لم تَرْوَ. ويقال: أَنَضَّ الراعي سخالَهُ، أي سقاها نَضيضاً من اللبن. والنَضيضَةُ: صوتُ نَشيشِ اللحم يُشْوى على الرَضْفِ.

نضف

انْتَضَفَ الفَصيلُ ما في ضَرع أمِّه، أي امْتَكَّهُ، وكذلك نَضِفَهُ نَضَفاً.

نضل

 ناضَلَهُ: أي راماه. يقال: ناضَلْتُ فلاناً فَنَضَلْتُهُ، إذا غلبْته. وانْتَضَلَ القومُ وتَناضَلوا، أي رموا للسَبْقِ. ومنه قيل: انْتضِلوا بالكلام والأشعار. وفلانٌ يناضِلُ عن فلانٍ، إذا تكلَّمَ عنه بعُذْرِهِ ودفَعَ. وانْتِضالُ الإبل: رَمْيُها بأَيْديها في السَيْرِ. وانْتَضَلْتُ رجلاً من القومِ، وانْتَضَلْتُ سهماً من الكنانَةِ، أي اخترتُ.

نضنض

النَضْنَضَةُ: تحريك الحيَّةُ لسانَها. ويقال للحيَّة: نَضْناضٌ ونَضْناضَةٌ. قال عيسى بن عمر: سألتُ ذا الرمّة عن النَضْناضِ، فلم يزدْني أن حرَّك لسانَه في فيه.

نضا

النِضْوُ بالكسر: البعير المهزول. والناقة نِضْوَةٌ، وقد أنْضَتْها الأسفارُ فهي مُنْضاةٌ. وأنْضى فلانٌ بعيرَه، أي هَزَلَهُ، وتَنَضَّاهُ أيضاً. وقال:

لوَ اصْبَحَ في يُمْنى يَدَيَّ زِمامُهـا

 

وفي كَفِيَّ الأخرى وبيلٌ تُحاذِرُهْ

لجاءتْ على مَشْيِ التي قد تُنُضِّيَتْ

 

وذَلَّتْ وأَعْطَتْ حَبْلَها لا تُعاسِـرُهْ

وأنْضَيْتُ الرجلَ، أي أعطيته بعيراً مهزولاً. ونَضا الفرسُ الخيلَ نُضِيًّا، سبقها وتقدَّمها؛ وكذلك إذا أخرج جُرْدانَهُ. ونَضا السهمُ: مضى. ونَضا ثوبَه، أي خَلَعه. قال امرؤ القيس:

فجئتُ وقد نَضَتْ لنومٍ ثِيابَهـا

 

لَدى السِتْرِ إلاَّ لِبسةَ المُتَفَضِّلِ

ويجوز عندي تشديده للتكثير. ونَضا سيفه وانْتَضاهُ، أي سلَّه. ونَضَوْتُ البلادَ: قطعتها. قال تأبَّط شرًّا:

وأَنْضو الفَلا بالشاحِبِ المُتَشَلْشِلِ

ونَضا خِضابُهُ: نَصَلَ وذهبَ لونُهُ. ونِضْوُ السهمِ: قِدْحُهُ، وهو ما جاوز الريش إلى النصل. وأَنْضاءُ اللجامِ: حدائده بلا سيورٍ. والنَضِيُّ على فَعيلٍ: القِدْحُ أوَّل ما يكون قبل أن يُعْمَلَ. ونَضِيُّ السهمِ: ما بين الريش والنَصْل. وقال أبو عمرو: النَضِيُّ: نصلُ السهم؛ يقال: نَضِيٌّ مُقَلْقَلٌ. قال لبيد يصف الحمار وأُتُنَهُ:

وأَلْزَمَها النِجادَ وشايَعَتْـهُ

 

هَواديها كأَنْضِيَةِ المَغالي

والنَضِيُّ أيضاً: ما بين الرأس والكاهل من العنق. وقال:

يُشَبَّهونَ سيوفاً في صَرائِمِهِمْ

 

وطولِ أَنْضِيَةِ الأعناقِ واللِمَمِ

والنِضْوُ: الثوبُ الخَلَقُ. وأنْضَيْتُ الثوبَ وانْتَضَيْتُهُ، أَخْلَقْتُهُ وأبليته.

نطب

نَطَبَهُ نَطْباً: ضرب أذنَهُ بإصبعه.

نطح

نَطَحَهُ الكبش يَنْطِحُهُ ويَنْطَحُهُ نَطْحاً. وانْتَطَحَتِ الكباش وتَناطَحَتْ. وكبشٌ نَطَّاحٌ. والنَطيحَةُ: المَنْطوحَةُ التي ماتت منه. وإنَّما جاءت بالهاء لغلبة الاسم عليها. والنَطيحُ والناطِحُ هو الذي يأتيك من أمامك من الطير والوحش، وهو خلاف القَعيد. وقولهم: ما له ناطِحٌ ولا خابِطٌ، فالناطِحُ: الكبش والتيس والعنز. والخابط: البعير. والنَطيحُ: الفرس الذي في جبهته دائرتان؛ ويقال للشَرَطَيْنِ: النَطْح والناطِح، وهما قرنا الحَمَل. وأصابه ناطِحٌ، أي أمرٌ شديد. ونَواطِحُ الدهر: شدائده.

نطر

الناطِرُ والناطورُ: حافِظُ الكَرْمِ. والجمع النَواطيرُ.

نطس

التَنَطُّسُ: المبالغة في التطهُّر. وكلُّ من أدقَّ النظر في الأمور واستقصى عِلمها فهو مُتَنَطِّسٌ. وفي حديث عمر رضي اللّه عنه: "لولا التَنَطُّسُ ما باليتُ أن لا أغسل يدي". يقال منه: رجلٌ نَطُسٌ ونَطِسٌ. وقد نَطِسَ بالكسر نَطَساً. ومنه قيل للمُتَطَبِّبِ: نِطِّيسٌ، ونِطاسِيٌّ أيضاً. قال البعيث بن بِشْرٍ يصف شَجَّةً أو جراحةً:

إذا قاسَها الآسي النِطاسيُّ أَدْبَرَتْ

 

غَثِيثَتُها وازْدادَ وَهْياً هُزومُهـا

قال أبو عبيدة: ويروى: النَطاسِيُّ بفتح النون. وتَنَطَّسْتُ الأخبارَ: تَحَسَّسْتُها. والناطِسُ: الجاسوسُ.

نطش

قولهم: ما به نَطيشٌ، أي حَراكٌ. وعَطْشانُ نَطْشانُ، إتباعٌ له.

نطع

النطع فيه أربع لغات: نَطْعٌ ونَطَعٌ ونِطْعٌ ونِطَعٌ. والجمع نُطوعٌ وأَنْطاعٌ. والنِطْعُ أيضاً: ما ظهر من الغار الأعلى فيه آثار كالتحزيز، يخفَّف ويثقَّل. وتَنَطَّعَ في الكلام، أي تعمَّق فيه.

نطف

 النُطْفَةُ: الماء الصافي، قلَّ أو كثُر. والجمع النِطافُ. والنُطْفَةُ: ماء الرجل، والجمع نُطَفٌ. والناطِفُ: القُبَّيْطى. ونَطَفانُ الماء: سَيَلانه. وقد نَطَفَ يَنْطُفُ ويَنْطِفُ. وليلةٌ نَطوفُ: تُمْطِرُ إلى الصباح. والنَطَفَةُ، بالتحريك: القُرْطُ؛ والجمع نُطَفٌ. وتَنَطَّفَتِ المرأةُ، أي تَقَرَّطَتْ. ووصيفةٌ مُنَطَّفَةٌ، أي مقرَّطةٌ. والنَطَفُ أيضاً: التلطَّخُ بالعيب، يقال: هم أهلُ الرِيَبِ والنَطَفِ. وقد نَطِفَ الرجل بالكسر، إذا اتُّهِمَ بريبةٍ. وأنْطَفَهُ غيره. ونَطِفَ الشيء أيضاً، أي فسد. ويقال: النَطَفُ: إشْرافُ الشَجَّةِ على الدماغ والدَبَرَةِ على الجوف. وقد نَطِفَ البعيرُ.

نطق

المنْطِقُ: الكلامُ. وقد نَطَقَ نُطْقاً وأنْطَقَهُ غيره، وناطَقَهُ واسْتَنْطَقَهُ، أي كلَّمه. والمِنْطيقُ: البليغُ. وقولهم: ماله صامتٌ ولا ناطِقٌ: فالناطقُ: الحيوانُ، والصامت: ما سواه. والنِطاقُ: شُقَّةٌ تَلبَسها المرأةُ وتَشُدَّ وسطَها ثم تُرسِل الأعلى على الأسفل إلى الرُكبة والأسفل يَنْجَرُّ على الأرض، وليس لها حُجْزَةٌ ولا نَيْفَقٌ ولا ساقان؛ والجمع نطقٌ. وقد انتطقتِ المرأةُ، أي لبست النِطاقَ. وانْتَطَقَ الرجلُ، أي لبس المِنْطَقَ، وهو كلُّ ما شددتَ به وسطك. وفي المثل: "مَنْ يَطَلْ هَنُ أبيه يَنْتَطِقْ به"، أي من كثُر بنو أبيه يتقوَّى بهم. والمِنْطَقَةُ معروفة، اسمٌ لها خاصَّةً، تقول منه: نَطَّقْتُ الرجلَ تَنْطيقاً فَتَنَطَّقَ، أي شدَّها في وسطه. ومنه قولهم: جبلٌ أشَمُّ مُنَطَّقٌ؛ لأنَّ السحاب لا يبلغ أعلاه. وجاء فلانٌ مُنْتَطِقاً فرسَهُ، إذا جَنَبَهُ ولم يركبْه. قال الشاعر:

وأَبْرَحَ ما أَدامَ اللّه قَوْمـي

 

على الأعداءِ مُنْتَطِقاً مُجيدا

يقول: لا أزال أجْنُبُ فرسي جَواداً. ويقال: إنَّه أراد قولاً يُسْتَجادُ في الثناء على قومي. والناطِقَةُ: الخاصرةُ.

نطل

الأصمعيّ: الناطِلُ بالكسر غير مهموزٍ: كُوزٌ كان يُكالُ به الخمرُ. والجمع النَياطِلُ. قال أبو ذؤيب:

فلو أنَّ ما عند ابن بُجْرَةَ عندَها

 

من الخمر لم تَبْلُلْ لهاتي بناطِلِ

والنَيْطَلُ: الدَلو. والنَيْطَلُ: الداهيةُ. ونَطَلْتُ رأسَ العليل بالنَطولِ، وهو أن تجعل الماء المطبوخ بالأدوية في كوزٍ ثم يصُبَّهُ على رأسِه قليلاً قليلاً.

نطنط

النَطانِطُ: الطوالُ، الواحد منهم نَطْناطٌ. ونَطْنَطْتُ الشيءَ: مددته.

نطا

تَناطَيْتُ الرجال: تمرَّست بهم. يقال: لا تُناطِ الرجالَ، أي لا تمرَّسْ بهم. والنَطْوُ: البعدُ. يقال: أرضٌ نَطِيَّةٌ. ومكانٌ نَطِيُّ، أي بعيدٌ. والإنطاء: الإعطاء بلغة أهل اليمن.

نظر

النَظَرُ: تأمُّلُ الشيء بالعين، وكذلك النَظَرانُ بالتحريك. وقد نَظَرْتُ إلى الشيء. والنَظَرُ: الانتِظارُ. ويقال: حَيٌّ حِلالٌ ونَظَرٌ، أي متجاورون يرى بعضهم بعضاً. وداري تَنْظُرُ إلى دار فلان، ودورنا تَناظَرُ، أي تَقابَلُ. وإذا أخذتَ في طريق كذا فنَظَرَ إليك الجبل فخُذْ عن يمينه أو يساره. ونَظَرَ الدهرُ إلى بني فلان فأهلكهم. والنَظْرَةُ: عينُ الجِنِّ. ورجلٌ فيه نَظْرَةٌ، أي شحوبٌ. والناظِرُ في المقلة: السوادُ الأصغر الذي فيه إنسانُ العين. ويقال للعين: الناظِرَةُ. والناظِرانِ: عِرقانِ في مجرى الدمع على الأنف من جانبيه. قال الشاعر:

قليلةُ لحمِ النـاظِـرينَ يَزينُـهـا

 

شبابٌ ومَخْفوضٌ من العيشِ بارِدُ

والناظِرُ: الحافظُ. والنَظِرَةُ: التأخير. وأَنْظَرْتُهُ، أي أخَّرتُهُ. واسْتَنْظَرَهُ، أي استمهله. وتَنَظَّرَهُ، أي انْتَظَرَهُ في مُهْلة. وقولهم: نَظارِ، أي انْتَظِرْهُ. وناظَرَهُ من المُناظَرَىِ. والمَنْظَرَةُ: المَرْقَبَةُ. ويقال: مَنْظَرُهُ خيرٌ من مَخبره. ورجلٌ مَنْظَرانيٌّ مخبرانيٌّ، وامرأةٌُ حسنةُ المَنْظَرِ والمَنْظَرَةَ أيضاً. والنَظَّارَةُ: القومُ ينظُرونَ إلى شيء. ونَظيرُ الشيء: مثله. وحكى أبو عبيدة: النِظْرُ والنَظيرُ بمعنًى واحد، مثل الندّ والنديد. وأنشد:

ألا هل أتى نِظْري مُلَيْكَةَ أَنَّني

 

أنا اللَّيْثُ مَعْدُوًّا عليه وعادِيا

قال الفراء: يقال: فلان نظيرة قومه، ونَظورَةُ قومه، للذي يُنظر إليه منهم، ويجمعان على نَظائِر.

نظف

النَظافَةُ: النَقاوَةُ. وقد نَظُفَ الشيء بالضم، فهو نَظيفٌ. ونَظَّفْتُهُ أنا تَنْظيفاً، أي نقَّيته. والتَنَظُّفُ، تكلُّف النَظافَةِ. واسْتَنْظَفْتُ الشيء، أي أخذته كلَّه. يقال: اسْتَنْظَفْتُ الخَراجَ، ولا يقال: نَظَّفْتُهُ.

نظم

نَظَمْتُ اللؤلؤ، أي جمعتُهُ في السِلك. والتَنْظيمُ مثله. ومنه نَظَمْتُ الشِعر ونَظَّمْتُهُ. والنِظامُ: الخيطُ الذي يُنْظَمُ به اللؤلؤ. ونَظْمٌ من لؤلؤ، وهو في الأصل مصدرٌ. وجاءنا نَظْمٌ من جراد، وهو الكثير. ويقال لثلاثة كواكبَ من الجوزاء نَظْمٌ. والانتِظامُ: الاتِّساقُ. وطعنه فانْتَظَمَهُ، أي اختلَّهُ. والنِظامانِ من الضبّ: كُشيتان مَنْظُومَتانِ من جانبي كُليتيه طويلتان. وأَنْظَمَتِ الدجاجةُ، إذا صار في بطنها بيضٌ.

نعب

نَعَبَ الغراب، أي صاح يَنْعِبُ ويَنْعَبُ نَعْباً ونَعيباً ونَعَباناً وتَنْعاباً. وربَّما قالوا: نَعَبَ الديك، على الاستعارة. وقال:

وقهوةٍ صَهْباءَ باكَرْتُها

 

بِجُهْمَةٍ والديكُ لم يَنْعَبِ

والنَعْبُ: السير السريع. وفرسٌ مِنْعَبٌ: جوادٌ. وناقة نَعَّابة ونَعوبُ: سريعة؛ والجمع نُعُبٌ. ويقال إنَّ النُعُبَ تحرِّك رأسَها في المشي إلى قُدَّامٍ.

نعت

النَعْتُ: الصفة. ونَعَتُّ الشيء، وأنْتَعَتُّهُ. إذا وصفته.

نعثل

النَعْثَلُ: الذكرُ من الضِباع. والنَعْثَلَةُ، مثل النَقْثَلَةِ، وهي مِشيةُ الشيخ.

نعج

النَعَجُ: الابيِضاضُ الخالِص. وقد نَعَجَ يَنْعَجُ نَعَجاً. والناعِجَةُ: البيضاءُ من النوق، ويقال هي التي يُصادُ عليها نِعاج الوحش. والناعِجَةُ من الأرض: السهلة. والنَواعِجُ من الإبل: السِراع. وقد نَعَجَت الناقةُ في سيرِها، بالفتح: أسرعتْ؛ لغة في مَعَجَتْ. والنَعْجَةُ من الضأنِ، والجمع نِعاجٌ ونَعَجاتٌ. ونِعاجُ الرملِ، هي البَقَرُ، واحدتها نَعْجَةٌ. قال أبو عبيد: ولا يقال لغير البَقَرِ من الوحش نِعاجٌ. أبو عمرو: نَعِجَتِ الإبل بالكسر تَنْعَجُ نَعَجاً: سَمِنَت. ونَعِجَ الرجلُ أيضاً، إذا أكل الضأنِ فثقُل على قلبه. قال الشاعر:

كأنَّ القومَ عُشُّوا لَحْمَ ضَـأْنٍ

 

فهمْ نَعِجونَ قد مالتْ كُلاهُم

وأَنْعَجَ القومُ: سَمِنَتْ إبلُهُمْ.

نعر

النُعَرَةُ: ذبابٌ ضخمٌ أزرقُ العين أخضرُ، وله إبرةٌ في طرف ذَنَبه يلسع بها ذوات الحافر خاصَّةً. وربَّما دخل في أنف الحمار فيركب رأسه ولا يردُّه شيء. تقول منه: نَعِرَ الحمار بالكسر يَنْعَرُ نَعَراً، فهو حمارٌ نَعِرٌ وأتانٌ نَعِرَةٌ. قال الشاعر:

فَظَلَّ يُرَبِّحُ في غَـيْطَـلٍ

 

كما يستديرُ الحمارُ النَعِرُ

وقال أبو عمرو: النَعِرُ: الذي لا يثبت في مكان. وأمَّا قول العجاج:

والشَدَنِيَّاتُ يُساقِطْنَ النُعَرْ

فيريد به الأجِنَّةَ، شبَّهها بذلك الذباب. يقال للمرأة ولكلِّ أنثى: ما حملتْ نُعَرَةً قطّ، أي ما حملتْ ملقوحاً. قال الأصمعيّ: قولهم: وإنَّ في رأسه لنُعَرَةً، أي كِبْراً. وقال الأمويُّ: إنَّ في رأسه نَعَرَةً، بالفتح، أي أمراً يهمُّ به. ونَعَرَ العِرقُ يَنْعَرُ بالفتح فيهما نَعْراً، أي فار منه الدم، فهو عِرقٌ نَعَّارٌ ونَعورٌ. قال الشاعر:

صَرَتْ نَظْرَةً لو صادفتْ جَوْزَ دارِعٍ

 

غَدا والعَواصي من دمِ الجوفِ تَنْعَرُ

والنَعْرَةُ: صوتٌ في الخيشوم. وقد نَعَرَ الرجل يَنْعَرُ نعيراً. يقال: ما كانت فتنةٌ إلا نَعَرَ فيها فلان، أي نهض فيها. وإنَّ فلاناً لنَعَّارٌ في الفتن، إذا كان سَعَّاءً فيها. والناعورُ: واحد النواعير التي يُستقى بها، يديرها الماء، ولها صوتٌ. ونَعَرَ فلان في البلاد، أي ذهب. وفلانٌ نَعيرُ الهَمِّ، أي بعيده. وأَنْعَرَ الأراكُ، أي أثمرَ، وذلك إذا صار ثمره بمقدار النُعَرَةِ.

نعس

النُعاسُ: الوسَنُ. وفي المثل: "مَطْلٌ كنُعاسِ الكلبِ"، أي متَّصلٌ دائمٌ. وقد نَعَسْتُ، بالفتح أنْعَسُ نُعاساً. ونَعَسْتُ نَعْسَةً واحدةً، وأنا ناعِسٌ. وناقةٌ نَعوسٌ، توصف بالسماحة بالدَرِّ، لأنَّها إذا دَرَّتْ نَعَسَتْ. نعش

نَعَشَهُ اللّه يَنْعَشُهُ نَعْشاً، أي رفعه. ولا يقال أنْعَشَهُ اللّه. قال ذو الرمّة:

لا يَنْعَشُ الطرفَ إلا ما تَخَوَّنَهُ

 

داعٍ يناديه باسْمِ الماءِ مَبْغـومُ

وانْتَعَشَ العائرُ، إذا نهض من عثرته. ونَعَشْتُ له، أي قلت له: نَعَشَكَ اللّه. قال رؤبة:

وإنْ هوى العائِرُ قلنا دَعْدَعا

له وعالَيْنا بتَنْعيشِ لَعا

والنَعْشُ: سرير الميِّت، سمِّي بذلك لارتفاعه. فإذا لم يكنْ عليه ميّت فهو سرير. وميّتٌ مَنْعوشٌ: محمولٌ على النَعْشِ. وبناتُ نَعْشَ الكبرى: سبعةُ كواكب، أربعة منها نَعْشُ وثلاث بناتٌ. وكذلك بناتُ نَعْشَ الصغرى. وقد جاء في الشعر بنو نَعْشَ. وأنشد أبو عبيدة:

تَمَرَّزْتُها والديكُ يدعو صَباحَهُ

 

إذا ما بَنو نَعْشٍ دنَوْا فَتَصَوَّبوا

نعص

النُعْصُ بالضم: شجرٌ بالحجاز يُسْتاكُ به.

نعظ

نَعَظَ الزُبُّ يَنْعَظُ نَعْظاً ونعوظاً: انتشر. وأَنْعَظَهُ صاحبه. والإنْعاظُ: الشَبَقُ، يقال: أَنْعَظَتِ الدابَّةُ إذا فتحت حَياها مرَّةً وقبضَتْه أخرى.

نعع

النُعاعَةُ: اللعاعَةُ: وهي بقلة ناعمةٌ.

نعف

النَعْفُ: ما انحدر من حُزونة الجبل وارتفع عن منحدر الوادي. فما بينهما نَعْفٌ، وسَرْوٌ، وخَيْفٌ. والجمع نِعافٌ. قال الأصمعيّ: يقال: نِعافٌ نُعَّفٌ، كما يقال: بِطاحٌ بُطَّحٌ. وانْتَعَفْتُ الشيء: تركته إلى غيره وناعفت الطريق: عارضته. والنَعَفَةُ بالتحريك: الجلدة التي تعلَّق على آخرة الرحل. وهي العَذَبَةُ، والذُؤاَبَةُ أيضاً.

نعق

النَعيقُ: صوت الراعي بغنمه. وقد نَعَقَ الراعي يَنْعِقُ بالكسر نَعيقاً ونُعاقاً ونَعَقاناً، أي صاح بها وزجرها. قال الأخطل:

انعِقْ بضَأْنِكَ يا جريرُ فإنَّـمـا

 

مَنَّتْكَ نفسُكَ في الخَلاءِ ضَلالا

ونَعَقَ الغرابُ أيضاً، بعين غير معجمة. والناعِقان: كوكبان من كواكب الجوزاء.

نعل

النَعْلُ: الحِذاءُ، مؤنَّثَةٌ، وتصغيرها نُعَيْلَةٌ. تقول: نَعَلْتُ وانْتَعَلْتُ، إذا احْتَذَيْتَ. ورجلٌ ناعِلٌ: ذو نَعْلٍ. وفي المثل: "أَطِرِّي فاًنَّكِ ناعِلَةٌ". ويقال لحمار الوحش: ناعِلٌ، لصلابة حافره. وأنْعَلْتُ خُفِّي ودابَّتي، ولا يقال: نَعَلْتُ. والنَعْلُ: الأرضٌ الغليظةُ، يبرقُ حصاها ولا تُنْبِتُ شيئاً. ونَعْلُ السيف: ما يكون في أسفل جَفْنِهِ من حديدةٍ أو فضَّة. وقال ذو الرمّة:

إلى مَلِكٍ لا يَنْصُفُ الساقَ نَعْلُـهُ

 

أجلْ لا وإنْ كانت طِوالاً حَمائِلُهْ

والنَعْلُ: العَقَبُ الذي يُلبس ظَهْرَ سيةِ القوس. والإنْعالُ: أن يكون البياضُ في مُؤخَّر الرُسْغِ ممَّا يلي الحافِرَ على الأشْعَرِ، لا يَعْدوه ولا يستدير. يقال: فرسٌ مُنَعَّلُ يدِ كذا ورِجْلِ كذا، فإذا جاوز الأشاعِرَ وبعض الأرساغِ واستدارَ فهو التَخْديم. ووَدِيَّةٌ مُنْعَلَةٌ، إذا قُلِعَتْ من أُمِّها بكَرَبِها.

نعم

النِعْمَةُ: اليدُ، والصنيعةُ، والمنَّةُ، وما أُنْعِمَ به عليك. وكذلك النُعْمى. فإن فتحت النون مددت فقلت: النَعْماءُ. والنَعيمُ مثله. وفلانٌ واسعُ النِعْمَةِ، أي واسع المال. وقولهم: إن فعلتَ ذاك فبها ونِعْمَتْ: يريدون نِعْمَتِ الخَصْلة. والتاء ثابتة في الوقف. ونِعْمَ وبئس: فعلان ماضيان لا يتصرَّفان تصرُّف سائر الأفعال، لأنَّهما استعمِلا للحال بمعنى الماضي. فنِعْمَ مدحٌ، وبئس ذمٌّ. وفيهما أربع لغات: نَعِمَ بفتح أوَّله وكسر ثانيه، ثم تقول: نِعِمَ فتُتبع الكسرة الكسرة، ثم تطرح الكسرة الثانية فتقول نِعْمَ بكسر النون وسكون العين، ولك أن تطرح الكسرة من الثاني وتترك الأوَّل مفتوحاً فتقوم نَعْمَ الرجل بفتح النون وسكون العين. وتقول نِعْمَ الرجل زيد، ونِعْمَ المرأة هند، وإن شئت قلت: نِعْمَتِ المرأة هند. فالرجل فاعل نِعْمَ، وزيدٌ يرتفع من وجهين: أحدهما أن يكون مبتدأ قدِّم عليه خبره، والثاني أن يكون خبر مبتدأ محذوف، وذلك أنَّك لمَّا قلت نِعْمَ الرجل قيل لك من هو? أو قدَّرتَ أنَّه قيل لك ذلك فقلت: هو زيد، وحذفت هو على عادة العرب في حذف المبتدأ والخبر إذا عرف المحذوف وهو زيدٌ. إذا قلت نِعْمَ رجلاً فقد أضمرت في نِعْمَ الرجل بالألف واللام مرفوعاً، وفسَّرته بقولك رجلاً؛ لأنَّ فاعل نِعْمَ وبئس لا يكون إلا معرفة بالألف واللام، أو ما يضاف إلى ما فيه الألف واللام، ويراد به تعريف الجنس لا تعريف العهد، أو نكرةً منصوبة، ولا يليهما عَلَمٌ ولا غيره، ولا يتَّصل بهما الضمير. لا تقول نِعْمَ زيدٌ، ولا الزَيْدونَ نِعموا. وإن أدخلْت على نِعْمَ ما قلت: نِعمَّا يعظُكم به، تجمع بين الساكنين، وإن شئت حركت العين بالكسر، وإن شئت فتحت النون مع كسر العين. وتقول: غسلتُ غسلاً نِعِمَّا، تكتفي بما مع نِعْمَ عن صلته، أي نِعْمَ ما غَسَلْتُهُ. والنُعْمُ بالضم: خلاف البؤس، يقال: يومُ نُعْمٍ، ويومُ بؤسٍ، والجمع أَنْعُمٌ وأَبْؤُسٌ. ونَعُمَ الشيء بالضم نعومةً، أي صار ناعماً ليِّناً، وكذلك نَعِمَ يَنعم، مثل حَذِرَ يَحْذَرُ. وفيه لغة ثالثة مركبَّة بينهما: نَعِمَ يَنْعُمُ مثل فَضِلَ يَفْضُلُ، ولغةٌ رابعة: نَعِمَ يَنْعِمُ بالكسر فيهما، وهو شاذّ. والنَعْمَةُ بالفتح: التَنْعيمُ. يقال: نَعَّنَهُ اللّه وناعَمَهُ فتَنَعَّمَ. وامرأةٌ مُنَعَّمَةٌ، ومُناعَمَةٌ بمعنًى. ورجلٌ مِنْعامٌ، أي مفضالٌ. يقال: أتيتُ أرضَ فلان فتَنَعَّمَتْني، إذا وافقته. وتقول: أنْعَمَ اللّه عليك من النِعْمَةِ، وأنْعَمَ اللّه صباحَك من النُعومَةِ. وأنْعَمَ له، أي قال له نَعَمْ. وفعل كذا وأَنْعَمَ، أي زاد. وأَنعمَ اللّه بك عيناً، أي أقرَّ اللّه عينَك بمن تحبُّه. وكذلك نَعِمَ اللّه بك عيناً نُعْمَةً. ونَعِمَكَ عيناً مثله. والنَعَمُ: واحد الأنْعامِ، وهي المال الراعية وأكثر ما يقع هذا الاسم على الإبل. قال الفراء: هو ذكرٌ لا يؤنَّث. يقولون: هذا نَعَمٌ واردٌ. ويجمع على نُعْمانٍ، مثل حَمَلٍ وحُمْلانٍ. والأنعامُ تذكَّر وتؤنَّث. قال اللّه تعالى في موضع: "مِمَّا في بطونه"، وفي موضع آخر: "مِمَّا في بطونها". وجمع الجمع أناعيمُ، ويراد به التكثير فقط. ونعَمْ: عِدَةٌ وتصديقٌ، وجواب الاستفهام. وربَّما ناقض بلى. إذا قال: ليس لي عندك وديعة، فقولك: نَعَمْ تصديقٌ له، وبلى تكذيبٌ. ونَعِمْ، بكسر العين: لغةٌ فيه. والنَعامَةُ من الطير يذكَّر ويؤنَّث. والنَعامُ: اسمُ جنسٍ، مثل حَمامٍ وحَمامَةٍ، وجرادٍ وجرادَةٍ. والنَعامَةُ: الخشبة المعترضة على الزُرْنوقَيْنِ. ويقال للقوم إذا ارتحلوا عن منهلهم أو تفرَّقوا: قد شالت نعَامَتُهُمْ. والنَعامَةُ: ما تحت القدم. وقال:

وابنُ النَعامَةِ يومَ ذلك مَرْكَبي

قال الأصمعيّ: هو اسم فرس. وقال الفراء: هو عِرْقٌ في الرِجْلِ. قال: سمعته منهم، حكاه في المصنَّف. وقال أبو عبيدة: هو اسمٌ لشدَّة الحرب، كقولهم: أُمُّ الحرب، وليس ثَمَّ امرأةٌ، وإنَّما ذلك كقولهم: به داءُ الطَبْي، وجاءوا على بَكْرة أبيهم، وليس ثَمَّ بَكْرَةٌ ولا داءٌ. والنَعامُ والنَعامَةُ: عَلَمٌ من أعلامِ المفاوز. قال أبو ذؤيب يصف طرق المفازة:

بِهنَّ نَعامٌ بَنـاهُ الـرجـال

 

تُلْقي النَفائِضُ فيه السَريحا

والنَعَائِمُ: منزلٌ من منازل القمر، وهي ثمانية أنجمٍ كأنَّها سريرٌ معوجّ: أربعةٌ صادرة، وأربعة واردة. ونُعْمَةُ العين بالضم: قُرَّتها. ويقال نُعْمَ عَيْنٍ، ونَعامَ عَيْنٍ، ونَعامَةَ عينٍ، ونُعْمَةَ عينٍ، ونُعْمى عينٍ، كلُّه بمعنًى. أي أفعل ذلك كرامةً لك، وإنْعاماً لعينك وما أشبهه. والنُعامى بالضم: ريح الجنوب؛ لأنَّها أبَلُّ الرِياحِ وأرطبُها. ويقال أيضاً: نُعاماكَ: بمعنى قُصاراك. وقواهم: عِمْ صباحاً: كلمةُ تحيَّةٍ، كأنَّه محذوف من نَعِمَ يَنْعِمُ بالكسر، كما تقول: كُلْ من أَكَلَ يَأْكُلُ.

نعنع

النَعْناعُ: بَقْلَةٌ معروفة. وكذلك النَعْنَعُ مقصورٌ منه. والنُعْنُعُ، بالضم: الطويل. والتَنَعْنُعُ: التباعدُ.

نعا

النَعْيُ: خبر الموت. يقال: نَعاهُ له نَعْياً ونُعْياناً. وكذلك النَعِيُّ، يقال: جاء نَعِيُّ فلانٍ. والنَعِيُّ أيضاً: الناعي، وهو الذي يأتي بخبر الموت. قال الأصمعيّ: كانت العرب إذا مات منها ميِّتٌ له قدرٌ ركب راكبٌ فرساً وجعل يسير في الناس ويقول: نَعَاءٍ فلاناً! أي انْعَهْ وأظهِرْ خبر وفاته. والمَنْعى والمَنْعاةُ أيضاً: خبر الموت. يقال: ما كان مَنْعى فلانٍ مَنْعاةً واحدةً ولكنَّه كان مَناعِيَ. وتَناعى بنو فلانٍ، إذا نَعَوْا قتلاهم ليحرِّضوا بعضهم بعضاً. وقول الشاعر:

خَيْلانِ من قومي ومن أعدائهم

 

خَفَضوا أَسِنَّتَهُمْ فكلٌّ ناعـي

قال الأصمعيّ: هو مِنْ نَعَيْتُ. وفلانٌ يَنْعى على فلان ذنوبَه، أي يظهرِها ويَشْهَرُها. واسْتَنْعى، أي تقدَّمَ، مثل اسْتناعَ. يقال: اسْتَنْعَيْتُ الغنم، إذا تقدَّمتها ودعوتَها لتتبعك. الأصمعيّ: اسْتَنْعَى بفلان الشرُّ، أي تتابع به الشرّ. واسْتَنْعى به حبُّ الخمر، أي تمادى به. واسْتَنْعى ذِكْرُ فلان: شاع. والاسْتِنْعاءُ: شِبه النِفارِ. يقال: اسْتَنْعى الإبلُ والقومُ، إذا تفرَّقوا من شيء وانتشروا. والنَعْوُ: شقُّ المِشْفَرِ، وهو للبعير بمنزلة التَفِرَةِ للإنسان.

نغب

النُغْبُةُ بالضم: الجُرعة، وقد يُفْتح، والجمع النُغَبُ. قال ذو الرمّة:

حتَّى إذا زَلَجَتْ عن كل حنجرةٍ

 

إلى الغليلِ ولم يَقْصَعْنَهُ نُغَـبُ

قال ابن السكيت: نَغِبْتُ من الإناء بالكسر نَغْباً، أي جَرِعْتُ منع جَرْعاً. وقولهم: ما جَرَّبْتُ عليه نُغْبَةً قطُّ، أي فعلةً قبيحة.

نغر

النُغَرَةُ: واحدة النُغَرِ، وهي طيرٌ كالعصافير، حُمْرُ المناقير. قال الراجز:

عَلِقَ حَوْضي نُغَرٌ مُكِبُّ

إذا غَفَلْتُ غَفْلَةً يَعُبُّ

وحُمَّراتٌ شُرْبُهُنَّ غِبُّ

وبتصغيره جاء الحديث: "يا أبا عُمَيْرِ، ما فعل النُغَيْرُ". والجمع نِغْرانٌ. ونَغِرَ الرجل بالكسر، أي اغتاظ. قال الأصمعيّ: هو الذي يغلي جوفُه من الغيظ. وفي حديث علي رضي اللّه عنه، أنَّ امرأة جاءته فذكرت أنَّ زوجها يأتي جاريتَها، فقال: إن كنتِ صادقةً رجمناه، وإن كنتِ كاذبةً جَلَدْناكِ. فقالت: ردُّوني إلى أهلي غَيْرى نَغِرَةٍ. ونَغِرَتِ القِدْرُ أيضاً: غَلَتْ. ويقال ظلَّ فلان يَتَنَغَّرُ على فلان، أي يتذمَّر عليه. وأنْعَرَتِ الشاةُ: لغةٌ في أمْغَرَتْ. وشاةٌ مِنْغارٌ، مثل مِمْغارٍ.

نغص

نَغَّصَ اللّه عليه العيشَ تَنْغيصاً، أي كدَّره. وقد جاء في الشعر نَغَّصَهُ. وأنشد الأخفش:

لا أرى الموتَ يَسْبِقُ الموتَ شيءٌ

 

نَغَّصَ الموتُ ذا الغِنى والفَقـيرا

وتَنَغَّصَتْ عيشته، أي تكدَّرتْ. ونَغِصَ الرجلُ بالكسر يَنْغَصُ نَغَصاً، إذا لم يتمَّ مراده. وكذلك البعير إذا لم يتمَّ شُربه. قال لبيد:

فأَوْرَدَها العِراكَ ولم يَذُدْهـا

 

ولم يُشْفِقْ على نَغَصِ الدِخالِ

نغض

نَغَضَ رأسه يَنْغَضُ ويَنْغِضُ نَغْضاً ونُغوضاً، أي تحرَّك. وأنْغَضَ رأسه، أي حرَّكه كالمتعجِّب من الشيء. ومنه قوله تعالى: "فسَيُنْغِضونَ إليك رُؤوسَهُمْ". ويقال أيضاً: نَغَضَ فلانٌ رأسه، أي حرَّكه. يتعدَّى ولا يتعدَّى. وكلُّ حركةٍ في ارتجافٍ: نَغْضٌ. يقال: نَغَضَ رحْلُ البعير وثَنِيَّةُ الغلامِ، نَغْضاً ونَغْضاناً. والنَغْضُ: الظليمُ يحرِّك رأسه. ومَحالٌ نُغَّضٌ. قال الراجز:  

لا ماءَ في المَقْراةِ إن لم تَنْهَضِ

بمَسَدٍ فوق المَحالِ النُغَّضِ

والناغِضُ: الغُرْضوفُ. ونَغَضَ السحابُ، إذا كَثُفَ ثم مخضَ، تراه يتحرَّك بعضه في بعضٍ ولا يسير. قال الراجز:

بَرْقٌ ترى في عارِضٍ نَغَّاضِ

نغف

النغفُ، بالتحريك والغين معجمة: الدود الذي يكون فيه في أنوف الإبل والغنم، عن الأصمعيّ. الواحدة نَغَفَةٌ. قال أبو عبيد: وهو أيضاً الدود الأبيض الذي يكون في النَوى إذا أُنْقِعَ؛ وما سوى ذلك من الدود فليس بنَغَفٍ.

نغق

نَغَقَ الغراب يَنْغِقُ نَغيقاً، أي صاح. وناقةٌ نَغيقٌ، وهي التي تَبْغُمُ بُعَيْداتِ بَيْنٍ، أي مرَّةً بعد مرَّةٍ.

نغل

نَغِلَ الأَديمُ بالكسر، أي فسد، فهو نَغِلٌ. ومنه قولهم: فلانٌ نَغِلٌ، إذا كان فاسِدَ النَسَبِ. والعامَّة تقول: نَغْلٌ. ونَغِلَ قلبُهُ عليَّ، أي ضَغِنَ. يقال: نَغِلَتْ نِيَّاتُهُمْ، أي فسدتْ. وبرأَ الجرحُ وفيه شيءٌ من نَغَلٍ، بالتحريك أي فسد. والنَغَلُ أيضاً: الإفْسادُ بين القوم والنميمة. قال الأعشى يذكر نباتَ الأرض:

يوماً تَراها كَشِبْهِ أردِيَةِ ال

 

خِمْسِ ويوماً أديمُها نَغِلا

نغم

النَغَمُ: الكلام الخفيّ. تقول منه: نَغَمَ يَنْغُمُ ويَنْغِمُ نَغْماً. وسكت فلان فما نَغَمَ بحرفٍ. وما تَنَغَّمَ مثله. وفلانٌ حسن النَغْمَةِ، إذا كان حسنَ الصوت في القراءة.

نغنغ

النَغانِغُ: لَحَمَاتٌ تكون في الحلْق عند اللّهاةِ، واحدتها نُغْنُغٌ بالضم. قال جرير:

غَمَزَ ابنُ مُرَّةَ يا فرزدقُ كَيْنَها

 

غَمْزَ الطَّبيبِ نَغانِغَ المعذورِ

نغى

ابن السكيت: يقال: سكتَ فلانٌ فما نَغى بحرف، أي ما نَبَسَ. وسمعت نَغيَةً من كذا وكذا، أي شيئاً من خبر. وأنشد لأبي نُخَيلة:

لمَّا سمِعتُ نَغْيَةً كالشُهْدِ

رفعتُ من أَطْمارِ مُسْتَعِدِّ

وقلتُ للعيسِ اغْتَدي وجِدِّي

الفراء: النَغْيَةُ مثل النَغْمة. وسمعت منه نَغْيَةً، وهو الكلام الحسَنُ. قال أبو عمر الجرمِيُّ: النَغْيَةُ أوَّل ما يبلغك من الخبر قبل أن تستثبته. وهذا الجبل يُناغي السماء، أي يُدانيها لطوله. والمُناغاةُ: المغازلةُ. والمرأة تُناغي الصبيَّ، أي تكلِّمه بما يعجبه ويسرُّه.

نفأ

النُفْأَةُ: واحدة النُفَإِ، وهي قطعٌ من النبتِ متفرِّقةٌ من عُظْمِ الكَلأ.

نفت

نَفَتَتِ القِدْرُ تَنْفِتُ نَفيتاً، إذا كانت ترمي بمثل السهام من الغلي. يقال: القِدْرُ تَنافَتُ وتَنافَطُ. ومِرْجَلٌ نَفوتٌ. وإنَّ فلاناً ليَنْفِتُ غَضَباً ويَنْفِطُ، أي يغلي. والنَفيتَةُ: الحريقةُ، وهو أن يُذَرَّ الدقيقُ على ماءٍ أو لبن حتَّى يَنْفِتَ. وهي أغلظ من السَخينةِ، يتوسَّع بها صاحب العيال إذا غلبه الدهر.

نفث

النَفْثُ: شبيه بالنفخ. وهو أقلُّ من التَفْلِ. وقد نَفَثَ الراقي يَنْفِثُ ويَنْفُثُ. وقوله تعالى: "والنَفَّاثاتُ في العُقَدِ": السواحر. والحيَّةُ تَنْفُثُ السَمَّ، إذا نَكَزَتْ. وفي المثل: "لا بدَّ للمصدور أن يَنْفِثُ". والنُفاثَةُ، بالضم: ما نَفَثْتَهُ من فيك. يقال: لو سألني نُفاثَةَ سِواكٍ ما أعطيته، وهو ما بقيَ منه في فيك فَنَفَثْتَهُ. ودمٌ نَفيثٌ، إذا نَفَثَهُ الجُرح.

نفج

نَفَجَتِ الأرنبُ، إذا ثارتْ. وأنْفَجْتُها أنا. ونَفَجَتِ الفَرُّوجَةُ من بَيْضَتِها، أي خرجت. ونَفَجَ ثَدْيُ المرأة قميصَها يَنْفُجُهُ نَفْجاً، أي رفعه. ورجلٌ نَفَّاجٌ، إذا كان صاحب فخرٍ وكبرٍ. والنافِجَةُ: أوَّل كلِّ شيء يبدأ بشدَّة. تقول: نَفَجَتِ الريحُ، إذا جاءت بقوَّة. قال ذو الرمّة يصف ظليماً:

يَرْقَدُّ في ظِلِّ عَرَّاصٍ ويَطْرُدُهُ

 

حَفيفُ نافِجَةٍ عُثْنونُها حَصِبُ

وقد تسمَّى السحابة الكثيرةُ المطَر بذلك، كما يسمَّى الشيء باسمِ غيره لكونه منه بسبب. قال الكميت:

راحَتْ له في جُنوحِ الليلِ نافجةٌ

 

لا الضَبُّ مُمْتَنِعٌ منها ولا الوَرَلُ

ثمَّ قال:

يستخرجُ الحشراتِ الخُشْنَ رَيِّقُها

 

كأنَّ أرؤُسَها في مَوْجِهِ الخَشَلُ

والنَوافِجُ: مؤخَّراتُ الضلوع، الواحدة نافِجَةٌ. وكانت العرب تقول في الجاهلية إذا وُلِدَ لأحدهم بنتٌ: هنيئاً لك النافجة، أي المُعَظِّمَةُ لمالِكَ، لأنَّك تأخذ نهرها فتضمُّه إلى مالِك فيَنْتَفِجُ. وأمَّا نوافِجُ المِسْك فمعرَّبة. والنَفيجةُ: القوس، وهي شَطيبَةٌ من نَبْعٍ. وانْتَفَجَ جَنْبا البعير: ارتفعا.

نفح

نَفَحَ الطِيبُ يَنْفَحُ، أي فاحَ. وله نَفْحَةٌ طيِّبة. ونَفَحَتِ الناقة: ضربت برجلها. ونَفَحَهُ بالسيف: تناوله من بعيد. ونَفَحَهُ بشيء، أي أعطاه. يقال: لا يزال لفلان نَفَحاتٌ من المعروف. قال الشاعر:

لمَّا أتَيْتُكَ أرجو فضلَ نائِلِـكُـمْ

 

نَفَحْتَني نَفْحَةً طابَتْ لها العَرَبُ

أي طابت لها النفس. ونَفَحَتِ الريحُ: هبَّت. قال الأصمعيّ: ما كان من الرياح نَفْحٌ فهو بردٌ، وما كان لَفْحٌ فهو حرٌّ. ونَفَحَ العِرْقُ يَنْفَحُ نَفْحاً، إذا نزا منه الدم. ونَفْحَةٌ من العذاب: قطعة منه. والنَفوحُ من النوق: التي يخرج لبنها من غير حلب. والنَفائح: القِسِيُّ، واحدتها نَفيحةٌ، وهي شَطيبةٌ من نَبْعٍ. وقوسٌ نَفوحٌ: بعيدة الدفع للسهم. ونافَحْتُ عن فلان: خاصمْت عنه. ونافَحوهُمْ، مثل كافحوهم. والإَنْفَحَةُ بكسر الهمزة وفتح الفاء مخفَّفة: كَرِشُ الحمل أو الجدي ما لم يأكل، فإذا أكل فهو كَرِشٌ، وكذلك المِنْفَحَةُ. والجمع أَنافِحُ.

نفخ

نَفَخَ فيه، ونَفَخَهُ أيضاً لغة. ونَفَخَ بها، حَبَقَ. والمِنْفاخُ: الذي يُنْفَخُ فيه. وقولهم: ما بالدار نافِخُ ضَرَمَةٍ، أي ما بها أحد. وانْتَفَخَ الشيء، وربَّما قالوا: انْتَفَخَ النهار، أي علا. ورجلٌ ذو نَفْخٍ، وذو نَفْجٍ بالجيم، أي صاحب فخرٍ وكِبرٍ. ويقال: أجد نَفْخَةً، ونُفْخَةً، ونِفْخَةً، إذا انتفخ بطنه. ويقال: رجلٌ أنفَخُ بيِّن النَفَخِ، للذي في خُصْيَيْهِ نَفْخَةٌ. والنَفْخاءُ من الأرض، مثل النَبْخاء.

نفد

نَفِدَ الشيءُ بالكسر نَفاداً: فَنِيَ. وأنْفَدْتُهُ أنا. وأَنْفَدَ القومُ، أي ذهبت أموالهم، أو فَنِيَ زادهم. قال ابن هرمةَ:

أَغَرُّ كمِثْلِ البَدْرِ يَسْتَمْطِرُ الندَى

 

ويَهْتَزُّ مُرْتاحاً إذا هو أَنْـفَـدا

واسْتَنْفَدَ وُسعه، أي استفرغَه. وخصمٌ مُنافِدٌ: يستفرغ جهدَه في الخصومة.

نفذ

نفذ السهم من الرَمِيَّةِ. ونَفَذَ الكتابُ إلى فلان نَفاذاً ونفوذاً، وأَنْفَذْتُهُ أنا. والتنفيذُ مثله. ورجلٌ نافِذٌ في أمره، أي ماضٍ. وأمرُهُ نافِذٌ أي مطاعٌ. وقواهم: أتى بِنَفَذِ ما قال، أي بالمخرج منه. وطعنةٌ لها نَفَذٌ، أي نافِذَةٌ. قال الشاعر قيس بن الخطيم:

طَعَنْتُ ابنَ عبدِ القيسِ طَعْنَةَ ثائرٍ

 

لها نَفَذٌ لولا الشُعاعُ أضـاءهـا

نفر

نَفَرَتِ الدابَّةُ تَنْفِرُ وتَنْفُرُ نِفاراً ونُفوراً. يقال: في الدابَّة نِفارٌ، وهو اسمٌ مثل الحِرانِ. ونَفَرَ الحاجُّ من مِنًى نَفْراً. ونَفَرَ القوم في الأمور نُفوراً. والنَفيرُ: القوم الذين يتقدَّمون فيه. يقال: جاءت نَفْرَةُ بني فلان ونَفيرُهُمْ، أي جماعتهم الذين يَنْفِرونَ في الأمر. والإنْفارُ عن الشيء، والتَنْفيرُ عنه، والاسْتِنْفارُ، كله بمعنًى. والاسْتِنْفارُ أيضاً: النُفورُ. ومنه: "حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَة"، أي نافِرَةٌ و "مُسْتَنْفَرَةٌ" بفتح الفاء، أي مذعورة. والنَفَرُ بالتحريك: عدَّة رجال من ثلاثة إلى عشرة. والنَفيرُ مثله. وكذلك النَفْرُ والنَفْرَةُ بالإسكان. قال الفراء: نَفْرَةُ الرجل ونَفْرُهُ، أي رهطه. ويقال: يومُ النَفْرِ، وليلةُ النَفْرِ، لليوم الذي يَنْفِرُ فيه الناس من مِنًى، وهو بعد يوم القَرِّ. وأنشد:

وهل يَأْثَمَنِّي اللّه في أنْ ذَكَرْتُها

 

وعَلَّلْتُ أصحابي بها ليلةَ النَّفْرِ

ويقال له أيضاً: يوم النَفَرِ بالتحريك. ويوم النُفورِ، ويومُ النَفِيرِ. والمُنافَرَةُ: المحاكَمَةُ في الحسب. يقال: نافَرَهُ فَنَفَرَهُ يَنْفرُهُ بالضم لا غير، أي غلبه. قال الأعشى يمدح عامر بن الطُفَيْل ويحمِل على علقمة ابن علاثة:

قد قلتُ شِعْري فمَضى فيكُما

 

واعْتَرَفَ المنفورُ للنـافِـرِ

فالمنفورُ: المغلوبُ. والنافِرُ: الغالبُ. ونَفَّرَهُ عليه تَنْفيراً، أي قضى له عليه بالغلبة؛ وكذلك أَنْفَرَهُ. وقولهم: لقيته قبل كلِّ صَيْحٍ ونَفْرٍ، أي أوَّلاً. ونَفَرَ جلدُهُ، أي وَرِمَ. وفي الحديث: "تَخَلَّلَ رجلٌ بالقصب فَنَفَرَ فَمُهُ"، أي ورم. قال أبو عبيد: إنَّما هو من نِفارِ الشيء من الشيء، وهو تجافيه عنه وتباعده منه. وقولهم: نَفِّرْ عنه، أي لقِّبْهُ لَقَباً؛ كأنَّه عندهم تَنْفيرٌ للجنّ والعين عنه. وقال أعرابيٌّ: لمَّا وُلِدْتُ قيل لأبي: نَفِّرْ عنه. فسمَّاني قُنْفُذاً، وكنَّاني أبا العَدَّاءِ. والنِفْريتُ إتْباعٌ للعفريت وتوكيد.

نفز

نَفَزَ الظبي يَنْفِزُ نَفَزاناً، أي وثب. والمرأة تُنَفِّزُ ولدها، أي ترَقِّصُهُ. وأَنْفَزْتُ السهمَ على ظُفري، إذا أدرته. وكذلك نَفَّزْتُهُ تَنْفيزاً.

نفس

النَفْسُ: الروحُ. يقال: خرجت نَفْسُهُ. قال أبو خراش:

نجا سالِمٌ والنَفْسُ منه بِشِـدْقِـهِ

 

ولم يَنْجُ إلا جَفْنَ سيفٍ ومِئزرا

والنَفْسُ: الدمُ. يقال: سالت نَفْسُهُ. وفي الحديث: "ما ليس له نَفْسٌ سائِلَةٌ فإنَّه لا يُنَجِّسُ الماءَ إذا مات فيه". والنَفْسُ أيضاً: الجسدُ. قال الشاعر:

نُبِّئْتُ أنَّ بني سُحَيْمٍ أَدخلوا

 

أبياتَهُمْ تامورَ نَفْسِ المُنْذِرِ

والتامورُ: الدمُ. وأمَّا قولهم: ثلاثة أنْفُسٍ، فيذكِّرونه لأنَّهم يريدون به الإنسان. والنَفْسُ: العينُ. يقال: أصابت فلاناً نَفْسٌ. ونَفَسْتُهُ بنَفْسٍ، إذا أصبته بعينٍ. والنافِسُ: العائِنُ. والنافِسُ: الخامسُ من سهام الميسر، ويقال هو الرابع. ونَفْسُ الشيء: عينه يؤكَّد به. يقال: رأيت فلاناً نَفْسَهُ، وجاءني بنَفْسِهِ. والنَفْسُ أيضاً: قَدْرُ دَبْغَةٍ مما يُدْبَغُ به الأديمُ من القَرَظِ وغيره. يقال: هَبْ لي نَفْساً من دِباغٍ. والنَفَسُ بالتحريك: واحد الأَنْفاسِ. وقد تَنَفَّسَ الرجل، وتَنَفَّسَ الصُعَداء. وكلُّ ذي رئةٍ مُتَنَفِّسٌ. ودوابُّ الماء لا رِئاتَ لها. وتَنَفَّسَ الصبح، أي تَبَلَّج. وتَنَفَّسَتِ القوسُ، أي تصدَّعتْ. ويقال للنهار إذا زاد: تَنَفَّسَ، وكذلك الموجُ إذا نضحَ الماء. وقول الشاعر:

عَيْنَيَّ جودا عَبْرَةً أَنْفاسا

أي ساعة بعد ساعة. والنَفْسُ أيضاً: الجُرعة. يقال: اكْرَعْ في الإناء نَفساً أو نَفَسَيْنِ، أي جُرعةٌ أو جرعتين، ولا تزد عليه. والجمع أَنْفاسٌ. قال جرير:

تعَللُ وهيَ ساغِبَة بنيهـا

 

بأَنْفاسٍ من الشَبِمِ القَراحِ

ويقال أيضاً: أنت في نَفَسٍ من أمرك، أي في سعةٍ. وشيءٌ نَفيسٌ، أي يُتَنافَسُ فيه ويُرْغَبُ. وهذا أَنْفَسُ مالي، أي أحبُّهُ وأكرمُهُ عندي. وأنْفَسَني فلانٌ في كذا، أي رغَّبني فيه. ولفلان مُنْفِسٌ ونَفيسٌ، أي مالٌ كثيرٌ. يقال: ما يسرُّني بهذا الأمر مُنْفِسٌ ونَفيسٌ. ونَفِسَ به بالكسر، أي ضنَّ به. يقال: نَفِسْتُ عليه الشيءَ نَفاسَةً إذا لم تَره يستأهله. ونَفِسْتَ عليَّ بخير قليل، أي حسدتْ. ونَفُسَ الشيء بالضم نَفاسَةً، أي صار نفيساً مرغوباً فيه. ونافَسْتُ في الشيء مُنافسةً ونِفاساً، إذا رغبت فيه على وجه المباراة في الكرم. وتنافسوا فيه، أي رغِبوا. وقولهم: لك في هذا الأمر نُفْسَةٌ، أي مُهْلَةٌ. ونَفَّسْتُ عنه تَنْفيساً، أي رفَّهت. يقال: نَفَّسَ اللّه عنه كربته، أي فرَّجها. والنِفاسُ: وِلادُ المرأة إذا وضَعَتْ، فهي نُفَساءٌ ونسوةٌ نِفاسٌ. ويجمع على نُفَساواتٍ، وامرأتان نُفَساوانِ. وقد نَفِسَتِ المرأةُ بالكسر نِفاساً ونَفاسَةً. ويقال أيضاً: نُفِسَتِ المرأةُ غلاماً، على ما لم يسمّ فاعله، والولد منْفوسٌ. وفي الحديث: "ما من نَفْسٍ مَنْفوسَةٍ إلا وقد كُتِبَ مكانُها من الجنَّة والنار". وقولهم: وَرِثَ فلانٌ قبل أن يُنْفَسَ فلانٌ، أي قبل أن يولد.

نفش

نَفَشْتُ القطن والصوف أَنْفِشُ نَفْشاً. وعِهْنٌ مَنْفوشٌ، والتَنْفيشُ مثله. وانْتَفَشَتِ الهرَّةُ وتَنَفَّشَتْ، أي ازْبَأَرَّتْ. ونَفَشَتِ الإبل والغنم تَنْفِشُ وتَنْفُشُ نُفوشاً، أي رغت ليلاً بلا راعٍ. ومنه قوله تعالى: "إذ نَفَشَتْ فيه غَنَمُ القوْم". وأَنْفَشْتُها أنا: تركتها ترعى ليلاً بلا راعٍ. وهي إبلٌ نَفَشٌ بالتحريك، ونُفَّاشٌ، ونَوافِشُ. ولا يكون النَفَشُ إلا بالليل، والهَمَلُ يكون ليلاً ونهاراً.

نفص

أَنْفَصَتِ الشاةُ ببوْلِها: أخرجته دُفْعَةً دُفْعَةً، مثل أوزعتْ. قال الأصمعيّ: النُفاصُ: داءٌ يأخذ الشاة فتنفِضُ بأبوالها، أي تدفعه دفعاً حتَّى تموت. وأَنْفَصَ بالضحك، أي أكثر منه. والنُفْصَةُ: دُفْعَةٌ من الدم.

نفض

نَفَضْتُ الثوبَ والشجر أنْفُضُهُ نَفْضاً، إذا حرَّكته ليَنْتَفِضَ. ونَفَّضْتُهُ شدِّد للمبالغة. والنَفَضُ، بالتحريك:ما تساقطَ من الورق والثمر. والنُفاضُ بالضم والنُفاضَةُ: ما سقطَ من النَفْضِ. والمِنْفَضُ: المِنْسَفُ. ونَفَضَتِ المرأةُ كَرِشَها فهي نَفوضٌ: كثيرةُ الولدِ. ونَفَضَتِ الإبلُ أيضاً وأَنْفَضَتْ: نُتِجَتْ. والنافِضُ من الحمَّى: ذات الرعدة. يقال: أخذته حُمَّى نافِضٌ. ونَفَضَتْهُ الحمَّى فهو مَنْفوضٌ. والنُفْضَةُ بالضم: النُفَضاءُ، وهي رِعْدةُ النافِضِ. والنُفْضَةُ أيضاً: المطَرة تصيب القطعة من الأرض وتخطئ القطعة. وأَنْفَضَ القومُ، أي هلكت أموالهم. وأَنْفَضوا أيضاً، مثل أرملوا، إذا فَني زادهم والاسمُ النُفاضُ. والنِفاضُ بالكسر: إزارٌ من أُزُر الصبيان. يقال: ما عليه نِفاضٌ. والنَفَضَةُ بالتحريك: الجماعةُ يُبْعَثونَ في الأرض لينظروا هل فيها عدوٌّ أو خوفٌ. وكذلك النَفيضةُ نحو الطليقة. قالت سعدى الجُهَنية ترثي أخاها أسعد:

يَرِدُ المياهَ حَضيرةً ونَفيضَةً

 

وِرْدَ القَطاةِ إذا اسْمَأَلَّ التُبَّعُ

تعني إذا قَصُرَ الظلُّ نصفَ النهار. والجمع النَفائِضُ. وقد نَفَضْتُ المكانَ نَفْضاً، واسْتَنْفَضْتُهُ وتَنَفَّضْتُهُ، إذا نظرت جميع ما فيه. قال زهير يصف البقرة:

وتَنْفُضُ عنها غَـيْبَ كُـلِّ خـمـيلةٍ

 

وتخشى رُماة الغَوْثِ من كلِّ مَرْصَدِ

واسْتَنْفَضَ القومُ، أي بعثوا النَفيضَةَ. ويقال: إذا تكلَّمتَ ليلاً فاخفِضْ، وإذا تكلَّمتَ نهاراً فانْفُضْ، أي التفتْ هل ترى من تكره.

نفط

النَفَطُ بالتحريك: المَجلُ. وقد نَفطتْ يده نَفْطاً ونَفيطاً، وتَنَفَّطَتْ. والنِفْطُ والنَفْطُ: دُهْنٌ، والكسر أفصحُ. ونَفَطَتِ العنزُ تَنْفِطُ نَفيطاً، إذا نثرت بأنفها. يقال: ما له عافطةٌ ولا نافطةٌ، أي شيء. والقِدْرُ تَنْفط نَقيطاً، لغةٌ في تَنْفِتُ، إذا غَلَتْ وتَبَجَّسَتْ. وإنَّ فلاناً لَيَنْفِطُ غضباً، مثل يَنْفِتُ.

نفع

النَفْعُ، ضد الضُرُّ. يقال: نَفَعْتُهُ بكذا فانْتَفَعَ به، والاسمُ المَنْفَعَةُ.

نفق

نَفَقَتِ الدابَّة تَنْفُقُ نُفوقاً، أي ماتت. ونفقَ البيعُ نَفاقاً بالفتح، أي راج. والنِفاقُ بالكسر: فِعل المُنافِقُ. والنِفاقُ أيضاً: جمع النَفَقَةِ من الدراهم. يقال: نَفِقَتْ نِفاقُ القومِ، أي فنيت. ونَفِقَ الزادُ يَنْفَقُ نَفَقاً، أي نَفِدَ. وفرسٌ نَفِقُ الجري، إذا كان سريعَ انقطاعِ الجري. وأَنْفَقَ القومُ، أي نَفَقَتْ سوقُهُم. وأَنفَقَ الرجل، أي افتقر وذهب ماله، ومنه قوله تعالى: "إذاً لأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الإنْفاقِ". وقد أَنْفَقْتُ الدراهم، من النَفَقَةِ. ورجلٌ مِنْفاقٌ، أي كثير النَفَقَةِ. والنَفَقُ: سربٌ في الأرض له مَخْلَصٌ إلى مكانٍ. والنافِقاءُ: إحدى جِحَرَةِ اليربوع، يكتُمها ويُظهر غيرها، وهو موضعٌ يرقِّقه، فإذا أُتِيَ من قِبَلِ القاصِعاءِ ضربَ النافِقاءَ برأسه فانْتَفَقَ، أي خرج. والجمع النَوافِقُ. والنُفقَةُ أيضاً، مثال الهُمَزَةِ: النافِقاءُ. تقول منه: نَفَّقَ اليربوع تَنْفيقاً، ونافَقَ، أي أخذ في نافِقائه. ومنه اشتقاق المُنافِقِ في الدينِ. ونَيْفَقُ السراويلِ: الموضعُ المتَّسعُ منها.

نفل

النَفْلُ والنافِلَةُ: عَطِيَّةُ التَطَوُّعِ من حيث لا تجِبُ، ومنه نافِلَةُ الصلاةِ. والنافِلَةُ أيضاً: وَلَدُ الوَلَدِ. وانْتَفَلَ من الشيءِ، أي انْتَفى منه وتَنَصَّلَ، كأنَّه إبدالٌ منه. قال الأعشى:

لئنْ مُنيتَ بنا عن جدِّ مَعْرَكَةٍ

 

لا تُلْقِنا عن دِماءِ القومِ نَنْتَفِلُ

والنَفَلُ بالتحريك: الغنيمةُ، والجمع الأنفالُ. قال لبيد:

إنَّ تَقْوى رَبِّنا خيرُ نَفَلْ

تقول منه: نَفَّلْتُكَ تنفيلاً، أي أعطيتك نَفَلاً. والتَنَفُّلُ: التَطَوُّعُ. والنَفَلُ أيضاً: نَبْتٌ. ويقال لثلاثِ ليالٍ من الشهر: نُفَلٌ، وهي بعد الغُرَرِ. والنَوْفَلُ: البحرُ. والنَوْفَلُ أيضاً: الرجل الكثير العطاءِ. والنَوْفَلَةُ: المِمْلَحَةُ.

نفنف

النَفْنَفُ: الهواءُ. وكلُّ مهوًى بين الجبلين فهو نَفْنَفٌ.

نفه

نَفِهَتْ نفسُهُ بالكسر: أعيتْ وكلَّتْ. والنافِهُ: الكالُّ المُعْيِي من الإبل وغيرها؛ والجمع نُفَّهٌ. وقد أَنفَهَ فلان إبله ونفَّهَها، إذا أكَلَّها وأعياها. وجَمَلٌ مُنَفَّهٌ وناقةٌ مُنَفَّهَةٌ. قال:

رُبَّ هَمٍّ جَشَمْتُهُ في هَواكُمْ

 

وبَعيرٍ مُنَفَّهٍ مَحْـسـور

والمَنْفوهُ: الضعيف الفؤادِ الجبانُ.

نفا

نَفاهُ: طرده. تقول: نَفَيْتُهُ فانْتَفى ونَفى هو أيضاً، يتعدَّى ولا يتعدَّى.وتقول: هذا يُنافي ذاك، وهما يتنافيانِ. والنِفْوَةُ بالكسر والنِفْيَةُ أيضاً: كلُّ ما نَفَيْتَ. والنُفايَةُ بالضم: ما نَفَيْتَهُ من الشيء لرداءته. ونَفيُّ المطر: ما تَنْفيهِ وترشه، وكذلك ما تطاير من الرِشاء على ظهر المائح. ونَفيُّ الريح: ما تَنْفي في أصول الشجر من التراب ونحوه. والنَفَيانُ مثله. ويشبَّه به ما يتطرَّف من معظم الجيش. وقال:

وحربٍ يَضجُّ القومُ من نَفَيانِها

 

ضَجيجَ الجِمالِ الجِلَّةِ الدَبِراتِ

ويقال: أتاني نَفِيُّكَمْ، أي وعيدكم الذي توعدونني.

نقب

النقبُ: الطريق في الجبل، وكذلك المَنْقَبُ والمَنْقَبَةُ. ونقَبَ الجدارَ نَقْباً، واسم تلك النَقْبَةِ نَقْبٌ أيضاً. ونَقَبَ البَيْطارُ سُرَّةِ الدابَّة ليخرج منها ماء أصفر، وتلك الحديدة مِنْقَبٌ. والمكان مَنْقَبٌ بالفتح. والناقبة: قَرْحَةٌ تخرج بالجنب تهجم على الجوف. والنُقْبَةُ بالضم: أوَّل ما يبدو من الجَرَبِ قِطعاً متفرِّقة؛ وجمعها نُقْبٌ. قال دريد بن الصمة:

مُتَبَذِّلاً تبدو مـحـاسـنُـه

 

يضعَ الهِناءَ مواضع النُقْبِ

والنُقْبَةُ أيضاً: اللون والوجه. قال ذو الرمّة يصف ثوراً:

ولاحَ أَزْهَرُ مشهورٌ بنُقْبَتِهِ

 

كأنَّه حين يَعْلو عاقِراً لَهَبُ

والنُقبة أيضاً: ثوبٌ كالإزار يُجعل له حُجْزَةٌ مخيطَة، من غير نَيْفَقٍ، ويشدُّ كما يشدُّ السراويل. تقول منه: نَقَبْتُ الثوبَ نَقْباً، أي جعلته نُقْبَةً. ونَقِبَ البعير بالكسر، إذا رقَّت أخفافه. وأنقَبَ الرجلُ، إذا نَقِبَ بعيره. ونَقِبَ الخُفُّ الملبوس، أي تَخَرَّقَ. والمَنْقَبَةُ: ضد المَثْلَبَةِ. والنقيب، العَريف، وهو شاهد القوم وضمينهم؛ والجمع النقباء. وقد نَقَبَ على قومه يَنْقُبُ نِقابَةً. قال الفراء: إذا أردتَ أنَّه لم يكن نقيباً ففعل قلت: نَقُبَ بالضم، نَقابَةً بالفتح. قال سيبويه: النِقابَةُ بالكسر الاسم، وبالفتح المصدر، مثل الوِلاية والوَلاية. أبو عبيد: النَقيبة: النفس. يقال: فلانٌ ميمون النَقيبة، إذا كان مُبارك النفس. قال ابن السكيت: إذا كان ميمونَ الأمر ينجح فيما يحاول ويظفَرُ. وقال ثعلب: إذا كان ميمون المَشورة. وكلبٌ نَقيبٌ: نُقِبَتْ غَلْصَمَتُهُ ليضعف صوته، يفعله اللئيم لئلا يسمع صوتَه الأضيافُ. والنقاب: نِقاب المرأة. وقد انْتَقَبَتْ. وإنَّها لحَسَنَةُ النِقْبَة. وناقَبْتُ فلاناً، إذا لقيته فجأةً. ولقيتُهُ نِقاباً. ووَرَدْتُ الماء نِقاباً، إذا هجمتَ عليه من غير طلَب. والنِقابُ أيضاً: الرجل العَلاَّمة. قال أوس ابن حَجَر:

كَريمٌ جَوادٌ أخو مَأْقِطٍ

 

نِقابٌ يُحَدِّثُ بالغائبِ

ونَقَّبوا في البلاد: ساروا فيها طلباً للمَهْرَبِ.

نقت

نَقَتُّ المخَّ أَنْقُتُهُ نَقْتاً: لغة في نَقَوْتُهُ، إذا استخرجته. كأنَّهم أبدلوا الواو تاءً.

نقث

يقال: خرجت أَنْقُثُ بالضم، أي أُسرِع، وكذلك التَنْقيثُ والانْتِقاثُ.

نقثل

النَقْثَلَةُ: مِشية الشيخ، يُثيرُ الترابَ إذا مشى.

نقح

تَنْقيحُ الجذعِ: تشذيبه. وتَنْقيحُ الشِعر: تهذيبه. يقال: خيرُ الشِعر الحَوْليُّ المُنَقَّحُ. وتَنْقيحُ العظم: استخراج مخّه. ويقال: نَقَّحْتُ العظم وانتَقَحْتُهُ، بمعنًى. وتَنَقَّحَ شحم الناقة، أي قلَّ.

نقخ

النُقاخُ: الماء العذب الذي يَنْقَخُ الفؤادَ ببرده. قال العَرْجي:

وإنْ شئتِ حرَّمْتُ النِساءَ سِواكُـمُ

 

وإنْ شئتِ لم أطْعَمْ نُقاخاً ولا بَرْدا

والنَقْخُ: النَقْفُ، وهو كسر الرأس عن الدماغ.

نقد

نَقَدْتُهُ الدراهمَ، ونَقَدْتُ له الدراهمَ، أي أعطيته، فانْتَقَدَها، أي قبضها. ونَقَدْتُ الدراهم وانْتَقَدْتُها، إذا أخرجتَ منها الزَيْفَ. والدرهم نَقْدٌ، أي وازِنٌ جيِّدٌ. وناقَدْتُ فلاناً، إذا ناقشته في الأمر. والنَقَدُ بالتحريك: جِنسٌ من الغنم قِصار الأرجل قِباحُ الوجوه تكون بالبحرين، الواحدة نَقَدَةٌ. ويقال: أذلُّ من النَقَدِ. قال الأصمعيّ: أجودُ الصوفِ صوفُ النَقَدِ. والنَقَدُ أيضاً: تقشُّرٌ في الحافر وتأكُّلٌ في الأسنان. تقول منه: نَقِدَ الحافر بالكسر. ونَقِدَتْ أسنانه. قال الشاعر:

عاضَها اللّه غلاماً بَـعْـدَمـا

 

شابَتِ الأصْداغُ والضِرْسُ نَقِدْ

وربَّما قيل للقَميءِ من الصِبيان الذي لا يكاد يَشِبُّ: نَقَدٌ. والنُقْدَةُ بالضم: ضربٌ من الشجر. ويقال للقُنْفُذِ: أَنْقَدُ، وهي معرفةٌ كما قيل للأسد أسامة، ومنه قولهم: باتَ فلانٌ بلَيلِ أنْقَدَ؛ لأنَّ القنفذ لا ينام الليلَ كلَّه. وما زال فلانٌ يَنْقُدُ بَصَرَه إلى الشيء، إذا لم يزل ينظر إليه.

نقذ

أنْقَذَهُ من فلان، واسْتَنْقَذَهُ منه، وتَنَقَّذَهُ، بمعنًى، أي نجَّاه وخلَّصه. والنَقَذُ بالتحريك: ما أَنْقَذْتَهُ. والنَقائِذُ من الخيل: ما أنْقَذْتَهُ من العدوِّ وأخذته منهم، والواحدة نَقيذَةٌ.

نقر

نَقَرَ الطائر الحبَّة يَنْقُرُها نَقْراً: التقطها. ونَقَرْتُ الشيء: ثقبته بالمنقار. ونُقِرَ في الناقورِ: نفخ في الصُور. ونَقَرْتُ الرجلَ نَقْراً: عِبْته. وقد نَقَرْتُ بالفرس نَقْراً، وهو صُوَيْتٌ تزعجه به، وذلك أن تُلصِقَ لسانك بحنكك ثم تفتح. والنَقْرُ: صُوَيْتٌ يُسمَع من قرع الإبهام على الوسطى. يقال: ما أثابَهُ نَقْرَةً، أي شيئاً. لا يستعمل إلا في النفي. قال الشاعر:

وهُنَّ حَرًى أن لا يُثِبْنَكَ نَقْرَةً

 

وأنت حَرًى بالنارِ حين تُثيبُ

والناقِرُ: السهمُ إذا أصاب الهدف. وإذا لم يصب فليس بناقِرٍ. وقولهم: دعوتُهم النَقَرى، أي دعوةً خاصَّةً، وهو أن يدعو بعضاً دونَ بعض. وهو الانْتِقارُ أيضاً. والنُقْرَةُ: السبيكة. والنُقْرَةُ: حفرةٌ صغيرة في الأرض. ومنه نُقْرَةُ القفا. والنَقيرُ: النُقْرَةُ التي في ظهر النواة. ومنه قول لبيد يرثي أخاه أربدَ:

فليس الناسُ بعدَكَ في نَقيرٍ

 

ولا هُمْ غيرُ أصْداءٍ وهامِ

أي ليسوا بعدك في شيء. والنَقيرُ: أصل خشبةٍ يُنْقَرُ فيُنْبَذُ فيه فيشتدُّ نبيذُهُ، وهو الذي ورد النَهي عنه. وقولهم: حقيرٌ نَقيرٌ، إتباعٌ له. وفلان كريم النَقيرِ: أي الأصل. والنُقَرَةُ، مثال الهُمَزَةُ: داءٌ يأخذ الشاءَ في حِقْوَيْها. وقد نَقِرَتِ الشاة بالكسر تَنْقَرُ نَقَراً، فهي نَقِرَةٌ، وبها نَقَرٌ. ويقال: النَقِرُ: الغضبان. وقد نَقِرَ نَقَراً. والمُنْقُرُ: بئر صغيرة ضيّقة الرأس تكون في نَجَفَة صلبة لئلا تتهشَّم. والجمع المَناقِرُ. والمِنقرُ، بكسر الميم: المِعوَل. ومِنْقارُ الطائر والنَجَّار، والجمع المَناقيرُ. والتَنْقيرُ عن الأمر: البحث عنه. والتَنْقيرُ مثل الصَفير. وأَنْقَرَ عنه: أي كفَّ. ومنه قول الشاعر:

لَعَمْري ما وَنَّيْتُ في وُدِّ طَيِّءٍ

 

وما أنا عن أعداء قومي بمُنْقِرِ

وقال ابن عباس رضي اللّه عنه: "ما كان اللّه ليُنْقِرُ عن قاتل المؤمن"، أي ما كان اللّه لِيَكُفَّ عنه حتَّى يهلكه.

نقرس

 النِقْرِسُ: داءٌ معروف. والنِقْرِسُ أيضاً: الحاذقُ. يقال: دليلٌ نِقْرِسٌ، إذا كان داهيةً. وطبيبٌ نِقْرِسٌ ونِقْريسٌ، أي حاذقٌ.

نقز

نَقَزَ الظبيُ في عَدْوِهِ يَنْقِزُ نَقْزاً ونَقَزاناً، أي وثب. والتَنْقيزُ: التوثيب. والنُقازُ: داءٌ يأخذ الغنم فتَنْقُزُ منه حتَّى تموت، مثل النُزاءِ. والنَقَزُ بالتحريك: رُذالُ المال. والنِقْزُ بكسر النون مثله.

نقس

الناقوسُ: الذي تَضرب به النَصارى لأوقات الصلاة. قال جرير:

لمَّا تَذَكَّرتْ بالـدَيْرَيْنِ أَرَّقَـنـي

 

صوتُ الدجاجِ وضرْبٌ بالنواقيسِ

والنَقْس: ضربُ الناقوسِ. والنَقْسُ أيضاً: مثل اللَقْسِ، وهو أن تعيب القومَ وتسخر منهم. والنِقْسُ بالكسر: الذي يُكْتَبُ به. ويجمع على أنْقُسٍ وأنْقاسٍ. قال المرار الفقعسي:

عَفَتِ المنازلُ غيرَ مثل الأَنْقُسِ

 

بعد الزمانِ عَرَفْتَهُ بالقِرْطِسِ

أي في القِرطاسِ. تقول منه: نَقَّسَ دواته تَنْقيساً.

نقش

نَقَشْتُ الشيءَ نَقْشاً، فهو مَنْقوشٌ. ونَقَّشْتُهُ تَنْقيشاً. ونَقْشُ العِذْقُ أيضاً: أن تضربه بالشوك حتَّى يرطِبَ. ويقال: نُقِشَ العِذْقُ على ما لم يسمّ فاعله، إذا ظهرتْ به نُكتٌ من الإرطابِ. والنَقْشُ أيضاً: النَتْف بالمِنْقاشِ. والمَنْقوشَةُ: الشَجَّةُ التي تُنْقَشُ منها العظام، أي تستخرج. والمُناقَشَةُ: الاستقصاء في الحساب. وفي الحديث: "من نوقِشَ الحسابَ عُذِّبَ". ونَقَشْتُ الشوكَة من الرِجلِ وانْتَقَشْتُها، أي استخرجتها. وانتَقَشَ البعيرُ، إذا ضرب بيده الأرضَ لشيءٍ يدخل في رجله. ومنه قيل: لَطَمَهُ لَطْمَ المُنْتَقِش.

نقص

نَقَصَ الشيء نَقْصاً ونُقْصاناً، ونَقَصْتُهُ أنا، يتعدَّى ولا يتعدَّى. وانْتَقَصَ الشيءُ، أي نَقَصَ. وانْتَقَصْتُهُ أنا. وانْتَقَصَ المشتري الثمنَ، أي استحَطَّ. والمَنْقَصَةُ: النَقْصُ. والنَقيصَة: العيبُ، وفلان يَتَنَقَّصُ فلاناً، أي يقع فيه ويثْلُبُهُ.

نقض

النَقْضُ: نَقْضُ البناءِ والحَبْلِ والعهدِ. والنُقاضَةُ: ما نُقِضَ من حبَل الشَعر. والمُناقَضَةُ في القول: أن يتكلَّم بما يَتَناقَضُ معناه. والنَقيضَةُ في الشِعر: ما يُنْقَض به. والانْتِقاضُ: الانتكاثُ. والنِقْضُ، بالكسر: البعير الذي أضناهُ السفر، وكذلك الناقةُ. والجمع أنْقاضٌ. والنِقْضُ أيضاً: الموضعُ الذي ينْتَقِضُ عن الكمأة. والنِقْضُ أيضاً: المَنْقوضُ، مثل النِكْثِ. وتَنَقَّضَتِ الأرضُ عن الكمأةِ، أي تَفَطَّرَتْ. وأَنْقَضَتِ العُقابُ، أي صوَّتَتْ، وكذلك الدجاجة. والإنْقاضُ والكَتيتُ: أصوات صِغار الإبلِ. قال أبو زيد: أنْقَضْتُ بالمعزِ إنْقاضاً: دعوت بها. والإنْقاضُ: صُوَيْتٌ مثل النَقْر. وإنْقاضُ العِلْكِ: تصويته، وهو مكروهٌ. وأَنْقَضَ الحِمْلُ ظهره، أي أثقله. وأصله الصوت، ومنه قوله تعالى: "الذي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ". والنَقيضُ: صوتُ المَحامِلِ والرِحالِ.

نقط

النُقْطَةُ: واحدة النُقَطِ. والنِقاطُ أيضاً: جمع نُقْطةٍ. ونَقَطَ الكتاب يَنْقُطُهُ نَقْطاً. ونَقَّطَ المصاحِفَ تَنْقيطاً، فهو نَقَّاطٌ.

نقع

النَقْعُ: الغبار، والجمع نِقاعٌ. والنَقْعُ: محبس الماء، وكذلك ما اجتمع في البئر منه. وفي الحديث: "أنَّه نهى أن يُمْنَعَ نَقْعُ البئر". والنَقْعُ أيضاً: الأرضُ الحرَّةُ الطينِ يَسْتَنْقِعُ فيها الماء، والجمع نِقاعٌ وأنْقُعٌ. وفي المثل: "أنَّه لشَرَّابٌ بأنْقُعٍ"، أي إنَّه مُعاودٌ للأمور يأتيها حتَّى يبلغ إلى أقصى مُرادِهِ. والأُنْقوعَةُ: وَقْبَةُ الثريدِ. والنَقوعُ: ما يُنْقَعُ في الماء من الليل لدواءٍ أو نبيذٍ، وذلك الإناء مِنْقَعٌ، ومِنْقَعُ البُرَمِ: تَوْرٌ صغيرٌ من حجارة. والمِنْقَعَةُ: بُرْمَةٌ صغيرةٌ يُطرح فيها اللبن ويُطْعَمُهُ الصبي. والمُنْقَعُ بالفتح: الموضعُ يَسْتَنْقِعُ فيه الماء، والجمع مَناقِعُ. وأَنْقَعْتُ الدواءَ وغيرَه في الماء فهو مُنْقَعٌ. ونَقَعَ الماء يَنْقَعُ نُقوعاً، أي اجتمع في المَنْقَعِ. ونَقَعَ الماء العطش نَقْعاً ونُقوعاً، أي سكَّنه. وفي المثل: "الرَشْفُ أنَْقَعُ"، أي إنَّ الشراب الذي يُتَرَشَّفُ قليلاً قليلاً أقطعُ للعطش وأنجع وإن كان فيه بطءٌ. ويقال سُمٌّ ناقِعٌ، أي بالغٌ. وقال أبو نصر: ثابتٌ. ودمٌ ناقِعٌ، أي طرِيٌّ. والنَقيعُ: البئر الكثيرة الماء، وهو مذكَّر، والجمع أَنْقِعَةٌ. والنَقيعُ أيضاً: الماء الناقِعُ، والنَقيعُ: شرابٌ يتَّخذُ من زبيبٍ يُنْقَعُ في الماء من غير طبخ. والنَقيعُ: الصُراخُ. ونَقَعَ الصوتُ واسْتَنْقَعَ، أي ارتفع. وقال لبيد:

متى يَنْقَعُ صُراخٌ صـادقٌ

 

يحلِبوها ذات جَرْسٍ وزَجَلْ

قال أبو يوسف: النَقيعُ: المحضُ من اللبن يبَرَّدُ، وهو المُنْقَعُ أيضاً. قال يصف فرساً:

قانى له في الصَيف ظِلٌّ باردٌ

 

ونَصِيٌّ ناعِجَةِ ومحضٌ مُنْقَعُ

قانى له، أي دام له. والنَقيعَةُ: طعام القادم من السفر. قال مهلهل:

إنَّا لَنَضْرِبُ بالسيوفِ رُءوسَهُمْ

 

ضربَ القُدام نَقيعَةَ الـقُـدَّامِ

قال أبو عبيد: يقال القُدَّامُ: القادمون من سفر، ويقال الملكُ، ويقال كلُّ جَزورٍ جزرْتَها للضيافة فهي نَقيعَة. يقال: نَقَعْتُ النَقيعَةَ وأنْقَعْتُ، وانْتَقَعْت، أي نَحَرْتُ. وفي كلام العرب: إذا لقي الرجل منهم قوماً يقول: ميلوا يُنْتَقَعُ لكم، أي يُجزر لكم، كأنَّه يدعوهم إلى دعوته. ويقال: الناس نَقائِعُ الموت، أي يَجزِرهم كما يجزر الجزَّار النَقيعَةَ. وحكى أبو عمرو عن السلمي: النَقيعَةُ: طعام الرجل ليلة يُمْلِكُ. ونَقَعْتُ بالماء: رَويت. يقال: شربَ حتَّى نَقَعَ، أي شفا غليلَه. وماءٌ ناقِعٌ، هو كالناجع. وما رأيتُ شَربةً أنْقَعَ منها ومنه. وما نَقَعْتُ بخبرِ فلان نُقوعاً، أي ما عُجْتُ بكلامه ولم أصدِّقه. ونَقَعْتُ بالخبر وبالشراب، إذا اشتفيت منه. ونَقَعَ الماءُ في الموضعِ واسْتَنْقَعَ، وأنْقَعَني الماءُ، أي أرواني. وفي المثل: "حَتَّامَ تكرعَ الماء ولا تَنْقَعُ". وأنْقَعْتُ الشيء في الماء. ويقال: طال إنْقاعُ الماءِ واسْتِنْقاعُهُ حتَّى اصفرَّ. وأنْقَعْتُ له شرًّا. وهو استعارة. وسمٌّ مُنْقَعٌ، أي مُرَبًى. قال الشاعر:

فيها ذَراريحُ وسمٌّ مُنْقَعُ

يعني في كأس الموت. ونَقَعَ الصارخ بصوته، وأَنْقَعَ صوته، إذا تابَعَهُ. وانْتَقَعَ القومُ نَقيعةً، إذا ذبحوا من الغنيمة شيئاً قبل القَسْمِ. وانْتقِعَ لونُه فهو مُنْتَقِعٌ: لغة في امْتٍقِعَ. واسْتَنْقَعْتُ في الغدير، أي نزلت فيه واغتسلت، كأنَّك يَبَتَّ فيه لتَتَبَرَّدَ. والموضع مُسْتَنْقَعٌ. واسْتَنْقَعَ الماءُ في الغدير، أي اجتمع وثبت. واسْتُنْقِعَ الشيءُ في الماء، على ما لم يسمّ فاعله.

نقف

النَقْفُ: كسر الهامةِ عن الدِماغ. وقد ناقَفْتُ الرجل مُناقَفَةً ونِقافاً. يقال: اليوم قِحافٌ، نِقافٌ، أي اليوم غمر وغداً أمر. ونَقَفْتُ الحنظل، أي شققته عن الهبيد. ومنه قول امرؤ القيس:

كأنِّي غَداةَ البيْنِ يومَ تَحَمَّـلـوا

 

لدى سَمُراتِ الحَيِّ ناقِفُ حَنْظَلِ

وأَنْقَفْتُكَ أنا، أي أعطيتك العظمَ تستخرج مخَّه. وقولهم: لا تكونوا كالجراد رَعى وادياً وأَنْقَفَ وادياً، أي أكثر بَيْضَه فيه. وانْتَقَفْتُ الشيء: استخرجته. والمِنقافُ: ضربٌ من الوَدع. والمِنْقافُ: منقار الطائر. والمَنْقوفُ: الرجل الخفيف الأخدعَيْنِ، القليلُ اللحم.

نقق

نَقَّ الضِفدعُ والعقربُ والدجاجةُ، يَنِقُّ نقيقاً، أي صوَّتَ. قال جرير:

كأنَّ نَقيقَ الحَبِّ فـي حـاوِيائِهِ

 

فَحيحُ الأفاعي أو نَقيقُ العقاربِ

وربَّما قيل للّهرّ أيضاً. والنَقَّاقَةُ: الضِفدِعَةُ.

نقل

نَقْلُ الشيء: تحويله من موضعٍ إلى موضعٍ. والنَقْلُ أيضاً: الخفُّ الخَلَقُ، والنَعْلُ الخَلَقُ المرَقَّعَةُ. والنِقْلُ بالكسر مثله. يقال: جاء في نَقْلَيْنِ له، وفي نِقْلَيْنِ له، والجمع نِقالٌ. وكذلك المَنْقَلُ بالفتح. قال الكميت:

وكانَ الأباطِحُ مثلَ الإرينَ

 

وشُبِّهَ بالجِفْوَةِ المَنْـقَـلُ

أي يصيب صاحبَ الخُفِّ ما يُصيب الحافي من الرمضاء. والمَنْقَلُ أيضاً: الطريقُ في الجبل. والمَنْقَلَةُ: المرحلةُ من مراحل السفر. والنُقْلُ بالضم: ما يَتَنَقَّلُ به على الشراب. والنُقْلَةُ: الاسم من الانتقال من موضعٍ إلى موضعٍ. والنَقَلُ بالتحريك: الريشُ يُنْقَلُ من سهم فيجعل على سهمٍ آخر. قال الكميت:

لا نَقَلٌ ريشُها ولا لَغَبُ

والنَقَلُ أيضاً: الحجارةُ مع الشجر. قال ابن السكيت: النَقَلُ: الحجارةُ مثل الأفْهارِ. يقال: هذا مكانٌ نَقِلٌ. والنَقَلُ في البعيرِ: داءٌ يُصيب خُفَّهُ فيَتَخَرَّقُ. والنَقَلُ: المُناقَلَةُ في المَنْطِقِ، ومنه قولهم: رجلٌ نَقِلٌ، وهو الحاضر الجواب. وناقلْتُ فلاناً الحديثَ، إذا حدَّثتَهُ وحدَّثكَ. والنَقيلُ: الطريقُ. وكلُّ طريقٍ نَقيلٌ. والنَقيلُ: ضربٌ من السَيْرِ، وهو المداومة عليه. والنَقيلَةُ: المرأةُ الغريبةُ. يقال: هو ابن نَقيلَةٍ. ابن السكيت: النَقيلَةُ: الرُقْعَةُ التي يُرقعُ بها خُفُّ البعير أو النعلُ؛ والجمع النقائِلُ. أبو عبيد: يقال نَقَلْتُ ثوبي نَقْلاً، إذا رقَعْتهُ. وأنْقَلْتُ خفِّي، إذا أصلحته. وكذلك نَقَّلْتُهُ تَنْقيلاً. يقال: نَعْلٌ مُنَقَّلَةٌ. والتَنَقُّلُ: التحوُّلُ. ونَقَّلَهُ تَنْقيلاً، إذا أكثر نقلهُ. والمُنَقِّلَةُ، بكسر القاف: الشَجَّةُ التي تُنَقِّلُ العَظْمَ، أي تكسره حتَّى يخرجَ منها فَراشُ العظامِ. ومُناقَلَةُ الفرسَ: أن يضع يده ورجله على غير حَجَرٍ لحُسْنِ نَقْلِهِ في الحِجارة. قال جرير:

من كلِّ مُشْتَرِفٍ وإنْ بَعُدَ المَدى

 

ضَرِمِ الرِقاقِ مُناقِلِ الأَجْـرالِ

والنِقالُ أيضاً: أن تشرب الإبلُ نَهَلاً وعَللاً بنفسها، من غير أحدٍ. وقد نَقَلْتُها أنا. ويقال: فرسٌ مِنْقَلٌ. وقال الشاعر يصف فرساً:

فنَقَلْنا صُنْعَهُ حتَّـى شَـتـا

 

ناعِمَ البالِ لَجوجاً في السَنَنْ

والناقِلَةُ من الناس: خِلافُ القُطَّانِ. والأَنْقِلاءُ: ضربٌ من التمر بالشام.

نقم

نَقَمْتُ على الرجل أَنْقِمُ بالكسر فأنا ناقِمٌ، إذا عتبت عليه. يقال: ما نَقَمْتُ منه إلا الإحسان. وقال الكسائي: نَقِمْتُ بالكسر لغة. ونَقِمْتُ الأمرَ أيضاً ونَقَمْتُهُ، إذا كرهته. وانْتَقَمَ اللّه منه، أي عاقبه. والاسم منه النَقِمَةُ، والجمع نَقِماتٌ ونَقِمٌ. وفلان ميمون النَقيمةِ، وهو إبدال النَقيبَةِ.

نقه

نَقِهَ من مرضه بالكسر نَقَهاً، وكذلك نقه نُقوهاً، فهو ناقِهٌ، إذا صحَّ وهو في عقب علَّته. والجمع نُقَّهٌ. وأَنْقَهَهُ اللّه. ويقال أيضاً: نَقِهَ الكلامَ نَقَهاً، ونَقَهَهْ بالفتح نَقَهاً، أي فهمه. وفلان لا يَفْقَهُ ولا يَنْقَهُ. والاسْتِنْقاهُ: الاستفهامُ. وانْقِهْ لي سمعكَ، أي ارْعِنِيه.

نقا

نُقاوَةُ الشيء: خياره، وكذلك النُقايَةُ. يقال: نقيَ الشيءُ بالكسر يَنْقى نَقاوَةً بالفتح، فهو نَقِيٌّ، أي نظيفٌ. والنَقاءُ ممدودٌ: النظافةُ. والنَقا مقصورٌ: الكثيب من الرمل، وتثنيته نَقَوانِ ونَقَيانِ أيضاً. والنَقاةُ: ما يُرمى من الطعام إذا نُقي. وقال بعضهم: نقاةُ كل شيء: رديئَه ما خلا التمر، فإنَّ نَقاتَهُ خيارُهُ. والتَنْقِيَةُ: التنظيفُ. والانتِقاءُ: الاختيارُ. والتَنَقِّي: التَخَيُّرُ. والنِقوُ: كلُّ عظمٍ ذي مخٍّ؛ والجمع أَنْقاءٌ. والنِقْيُ: مخّ العظم، وشحمُ العين من السِمَنِ. ونَقَوْتُ العظم ونَقَيْتُهُ، إذا استخرجت نِقْيَهُ. وانْتَقَيْتُ العظم مثله. وأَنْقَتِ الإبل، أي سمنتْ وصار فيها نِقْيٌ؛ وكذلك غيرها. يقال: هذه ناقةٌ مُنْقِيَةٌ، وهذه لا تُنْقي. والنُقاوى: ضربٌ من الحَمْضِ.

نكأ

نَكَأْتُ القَرْحَةَ أَنْكَؤُها نَكْأً، إذا قشرتها. وقال متمِّم بن نويرة:

ولا تَنْكَئي قَرْحَ الفؤادِ فييجعا

وقولهم: هُنِّئْتَ ولا تُنْكَأُ، أي هُنَّأَكَ اللّه بما نلتَ، ولا أصابك بوجعٍ.

نكب

أبو زيد: نَكَبَ عن الطريق يَنْكُبُ نُكوباً، أي عدلَ. ونَكَبَ على قومه يَنْكُبُ نِكابَةً، إذا كان مَنْكِباً لهم يعتمدون عليه؛ وهو رأس العرفاء. ونَكَبَتْهُ الحِجارَةَ نَكْباً، أي لَثَمَتْهُ وخَدَشَتْهُ. والنَكيب: دائرة الحافر والخفّ. قال لبيد:

وتَصُكُّ المَرْوَ لمَّا هَجَّرَتْ

 

بنَكيبٍ مَعِرٍ دامي الأظَلّ

ونَكَبَ كِنانته نَكْباً: كَبَّها. ونَكَّبَهُ تنكيب، أي عدل عنه واعتزله. وتَنَكَّبه، أي تجنَّبه. وتنكَّبَ القوسَ، أي ألقاها على منكِبِه. والنَكْبَةُ: واحدة نَكَباتِ الدهر. تقول: أصابته نَكْبة. ونُكِبَ فلان فهو منكوب. والمَنْكِبُ: مجمعُ عظم العَضُدِ والكَتِفِ. والمَناكب أيضاً في جناح الطائر: أربع بعد القوادم. والمَنْكِبُ من الأرض: الموضع المرتفع. والنَكْباءُ: الريح الناكبة التي تَنْكُبُ عن مهابِّ الرياحِ القُوَّمِ. والنُكْبُ في الرياح أربعٌ: فنَكْباءُ الصبَا والجنوب تسمَّى الأزْيَبَ، ونَكباءُ الصبا والشمالِ تسمَّى الصابية وتسمَّى النُكَيْباءَ أيضاً، وإنَّما صغَّروها وهم يريدون تكبيرها لأنَّهم يستبردونها جدًّا. ونَكْباءُ الشمالِ والدَبورِ قرَّة، تسمَّى الجِرْبِياء، وهي نيِّحَةُ الأزْيَبِ. ونَكْباءُ الجنوب والدَبورِ حارَّةٌ تسمَّى الهَيْفَ وهي نَيِّحَةُ النُكَيباء، لأنَّ العرب تُناوِحُ بين هذه النُكْبِ، كما ناوَحوا بين القُوَّمِ من الرياح. والنَكَبُ بالتحريك: داءٌ يأخذ الإبل في مناكبها فتظلَعُ منه وتمشي منحرِفة. يقال: نَكِبَ البعير بالكسر يَنْكَبُ نَكَباً، فهو أنْكَبُ. قال العدبَّس: لا يكون النكَب إلا في الكتِف. قال الشاعر:

فهلاَّ أعدُّوني لمِثْلـي تَـفـاقَـدوا

 

إذا الخَصْمُ أبْزى مائِلُ الرأسِ أَنْكَبُ

وهو من صفة المتطاول الجائر. والأَنْكَبُ: الذي لا قوس معه.

نكت

النَكْتُ: أن تَنْكُتَ في الأرض بقضيبٍ، أي تضرب بقضيب فتؤثِّر فيها. ويقال أيضاً: طعنه فنَكَتَهُ، أي ألقاه على رأسه، فانْتَكَتَ هو. ومرَّ الفرس يَنْكُتُ، وهو أن ينبو عن الأرض. والنُكْبَةُ كالنقطة. ورُطَبَةٌ مُنَكِّتَةٌ، إذا بدا فيها الإرطابُ. قال العدبَّس الكنانيّ: الناكِتُ أن ينحرف مرفق البعير حتَّى يقعَ على الجنب فيخْرقه.

نكث

النِكْثُ بالكسر: أن تُنْقَضَ أخلاق الأَكْسِيَةِ والأَخْبية لتُغْزَلَ ثانيةً. ونَكَثَ العهدَ والحبلَ فانْتَكَثَ، أي نقضَه فانتقض. والنَكيثَةُ: خُطَّةٌ صعبة ينكُثُ فيها القوم. قال طرفة:

متى يَكُ عهدٌ للنَكيثَةِ أشهدِ

وفلانٌ شديد النَكيثَةِ، أي النفس. وبلغَ فلانٌ نَكيثَةَ بعيره، أي أقصى مجهوده في السير. وقال فلانٌ قولاً لا نَكيثَةَ فيه، أي لا خُلْفَ فيه. وطلبَ فلانٌ حادةٌ ثم انْتَكَثَ لأخرى، أي انصرف إليها.

نكح

النُكاحُ: الوَطْءُ، وقد يكونُ العقدَ. تقول: نَكَحتُها ونَكَحَتْ هي، أي تزوَّجت؛ وهي ناكِحٌ في بني فلان، أي هي ذات زوج منهم. وقال:

لَصَلْصَلَةُ اللِجامِ برأسِ طِرْفٍ

 

أحبُّ إليَّ من أن تَنْكِحينـي

واسْتَنْكَحَها بمعنى نَكَحَها. وأنْكَحَها، أي زوَّجها. ورجلٌ نُكَحَةٌ: كثير النكاح. والنُكْحُ والنِكْحُ لغتان، وهي كلمة كانت العرب تتزوَّج بها. وكان يقال لأم خارجة عند الخِطبة: خِطْبٌ، فتقول نُكْحٌ. حتَّى قالوا: أسرعْ إلى نِكاحِ أمِّ خارجة.

نكد

نَكِدَ عيشُهم بالكسر يَنْكَدُ نَكَداً: اشتدَّ. ونَكِدَتِ الرَكِيَّةُ: قلَّ ماؤها. ورجلُ نَكِدٌ، أي عَسِرٌ. وقومٌ أنْكادٌ ومَناكيدٌ. وناكَدَهُ فلانٌ، وهما يتَناكَدانِ، إذا تعاسَرا. والأنْكَدُ: المَشْؤومُ. وناقةٌ نَكْداءُ: مِقلاةٌ لا يعيش لها ولدٌ فتكثر ألبانها، لأنَّها لا تُرضع.

نكر

النُكِرة: ضد المعرفة. وقد نَكِرْتُ الرجلَ بالكسر نُكْراً ونُكوراً، وأَنْكَرْتُهُ واسْتَنْكَرْتُهُ، بمعنًى. قال الأعشى:

وأَنْكَرَتْني وما كان الذي نَكِـرَتْ

 

من الحوادث إلا الشيبَ والصَلَعا

وقد نَكَّرَهُ فتَنَكَّرَ، أي غيَّره فتغيَّر إلى مجهول. والمُنْكَرُ: واحد المَناكِرِ. والنَكيرُ والإنْكارُ: تغيير المُنْكَرِ. ورجل نَكِرٌ ونَكَرٌ، أي داهٍ مُنْكَرٌ. وكذلك الذي يُنْكِرُ المُنْكَرَ. وجمعهما أنْكارٌ. والنُكْرُ: المُنْكَرُ. قال اللّه تعالى: "لقد جئتَ شيئاً نُكْراً". وقد يحرك، قال الشاعر:

وكانوا أتَوْني بشيءٍ نُكُرْ

والنَكْراءُ مثله. والنَكارَةُ: الدهاءُ، وكذلك النُكْرُ بالضم. يقال للرجل إذا كان فطناً مُنْكَراً: ما أشدَّ نُكْرَهُ ونَكَرَهُ أيضاً بالفتح. وقد نَكُرَ الأمر بالضم، أي صَعُبَ واشتدَّ. والإنْكارُ: الجحود. وناكَرَهُ، أي قاتله. قال أبو سفيان: "إنَّ محمداً لم يُناكر أحداً إلا كانت معه الأهوال". والتَناكُرُ: التجاهلُ. وطريقٌ يَنْكورٌ: على غير قصد.

نكز

نَكَزَتِ البئرُ بالفتح تَنْكُزُ نَكْزاً: فَنِيَ ماؤها. وفيه لغةٌ أخرى: نَكِزَتْ بالكسر تَنْكَزُ نَكَزاً. وأَنْكَزَها أصحابها، فهي بئر ناكِزٌ، أي قليلة الماء. قال ذو الرمّة:

على حِمْيَرِيَّاتٍ كأنَّ عُيونهـا

 

ذِمامُ الركايا أنْكَزَتْها المَواتِحُ

والنَكْزُ: كالغَرْزِ بشيء محدَّب الطرف. قال أبو زيد: نَكَزَتْهُ الحيَّةُ: لسعته بأنفها. فإذا عضَّته بنابِها قيل: نَشَطَتْهُ. قال رؤبة:

لا توعِدَنِّي حيَّةً بالنَكْزِ

ونَكَزَهُ، أي ضربه ودفعه.

نكس

نَكَسْتُ الشيء أنْكُسُهُ نَكْساً: قلبته على رأسه فانْتَكَسَ. ونَكَّسْتُهُ تَنْكيساً. والناكِسُ: المُطأطئ رأسه. وجمع في الشعر على نواكِسَ وهو شاذٌّ. قال الفرزدق:

وإذا الرجالُ رَأًوْا يزيدَ رأيتَهُـمْ

 

خُضْعَ الرقابِ نواكِسَ الأبْصارِ

والوِلادُ المَنْكوسُ: الذي تخرج رجله قبل رأسه. وهو اليَتْنُ. والمُنَكِّسُ من الخيل: الذي لا يسمو برأسه. والنُكْسُ بالضم: عَوْدُ المريض بعد النَقَهِ. وقد نُكِسَ الرجل نُكْساً. يقال: تَعْساً له ونُكْساً: وقد يُفتح ها هنا للازدواج، أو لأنَّه لغة. والنِكْسُ بالكسر: السهم الذي ينكسر فوقه فيُجعل أعلاه أسفله. والنِكْسُ أيضاً: الرجل الضعيف.

نكش

نَكَشْتُ البئرَ أنْكِشُها بالكسر، أي نَزَفْتُها. ومنه قولهم: فلانٌ بحرٌ لا يُنْكَشُ، وعنده شجاعةٌ لا تُنْكَشُ. وقال بعضهم: أتوا على عشب فنَكَشوهُ، أي أفنَوه.

نكص

النُكوصُ: الإجحامُ عن الشيء. ويقال: نَكَصَ على عقيبه يَنْكص ويَنْكِصُ، أي رجع.

نكظ

النَكْظَةُ: العَجَلَةُ. وقد نَكِظَ الرجلُ وأَنْكَظَهُ غيره، أي أعجله عن حاجته. ونَكَّظَهُ تَنْكيظاً مثله.

نكف

النَكَفُ بالتحريك: جمع نَكَفَةٍ، وهي غُدَدَةٌ صغيرةٌ في أصل اللحْي بين الرأدِ وشحمة الأذن. يقال منه: نَكَّفَتِ الإبل فهي مُنَكِّفَةٌ، إذا ظهرتْ نَكَفاتُها. وقال أبو الغوث: النَكْفَتانِ: اللّهزِمَتانِ. والنُكافُ: ورمٌ يأخذ في نَكَفَتَيْ البعير. قال: وهو داءٌ يأخذها في حلوقها فيقتُلها قتلاً ذريعاً. والبعير مَنْكوفٌ، والناقة مَنْكوفَةٌ. ونَكَفْتُ الغيث وانْتَكَفْتُهُ، أي قطَعْته، وذلك إذا انقطعَ عنك. وهذا غيثٌ لا يُنْكَفُ. ورأينا غيثاً ما نَكَفَهُ أحد سار يوماً ولا يومين، أي ما أقطعه. وفلانٌ بحرٌ لا يُنْكَفُ، أي لا يُنْزَحُ. ونَكَفْتُ الدمع أنْكُفُهُ نَكْفاً، إذا نَحَّيتَهُ عن خدِّك بإصبعك، ونَكَفْتُ أثره نَكْفاً وانْتَكَفْتُهُ، وذلك إذا علا ظَلَفاً من الأرض لا يؤدي أثراً فاعتَرضته في مكانٍ سهل. ونَكِفْتُ من ذلك الأمر بالكسر نَكَفاً، أي اسْتَنْكَفْتُ منه. عن أبي عمرو: ونَكَفْتُ بالفتح لغة. ونَكَفْتُ عن الشيء، أي عدلتُ، مثل كَنَفْتُ. ويقال: ضربَ هذا فانْتَكَفَ فضربَ هذا. والانْتِكافُ مثل الانتِكاثِ.

نكل

النِكْلُ بالكسر: القَيْدُ. والنِكْلُ أيضاً: حديدةُ اللِجامِ. وقال أبو عبيد: النِكْلُ لِجامُ البَريد. ورجلٌ نِكْلٌ ونَكَلٌ، كأنَّه يُنَكِّلُ به أعداؤهُ. ورماهُ اللّه بنُكْلَةٍ، أي بما يُنَكِّلُهُ. ويقال: نَكَّلَ به تَنْكيلاً، إذا جعله نَكالاً وعِبْرَةً لغيرِهِ. والمَنْكَلُ: الذي يُنَكِّلُ بالإنسانِ. وقال:

وارْمِ على أَقْفائهِمْ بالمَنْكَلِ

ونَكَلَ عن العَدُوِّ وعن اليمينِ يَنْكُلُ بالضم، أي جَبُنَ. والناكِلُ: الجبانُ الضعيفُ. ونَكِلٌ بالكسر: لغةٌ فيه. وفي الحديث: "إنَّ اللّه يُحِبَّ النَكَلَ على النَكَلِ: بالتحريك، يعني الرجلَ القويَّ المجرَّبَ على الفرسِ القويِّ المجرَّب.

نكه

النَكْهَةُ: ريحُ الفم. ونَكِهْتُهُ: تَشَمَّمْتُ ريحه. وقال:

نَكِهْتُ مُجالِداً فوجدتُ مـنـه

 

كريحِ الكلبِ ماتَ حديثَ عَهْدِ

واسْتَنْكَهْتُ الرجل فَنَكَهَ في وجهي يَنْكِهُ ويَنْكَهُ نَكْهاً، إذا أمرتَه بأن يَنْكَهَ، لتعلَمَ أشاربٌ هو أم غير شاربٍ. والنكَّهُ بالضم من الإبل: التي ذهبتْ أصواتُها من الإعياء والضَعف. ونُكِهَ الرجل: تغيَّرتْ نَكْهَتُهُ من التُخْمة. ويقال في الدعاء للإنسان: هُنِّئْتَ ولا تُنْكَهْ، أي أصبت خيراً ولا أصابك الضُرُّ.

نكى

نَكَيْنُ في العدوِّ نِكايةً، إذا قتلتَ فيهم وجَرحت. قال أبو النجم:

نَنْكي العِدا ونُكْرِمُ الأَضْيافا

نمر

النَمِرُ سَبُعٌ، والجمع نَمورٌ. وقد جاء في الشعر نُمُرٌ، وهو شاذٌّ ولعلَّه مقصورٌ منه. وقال:

فيها عَياييل أُسودٌ ونُمُرْ

والأنثى نَمِرَةٌ. وسحابٌ أَنْمَرُ. وقد نَمِرَ السحابُ بالكسر يَنْمَرُ نَمَراً، أي صار على لون النَمِرِ، ترى في خَللّه نِقاطاً. وقولهم: أرِنيها نَمِرَةً أَرِكَها مَطِرَةً. والأَنْمَرُ من الخيل: الذي على شِيَةِ النمِرِ، وهو أن تكون فيه بقعةٌ بيضاء وبقعةٌ أخرى على أيِّ لونٍ كان. والنَعَمُ النُمْرُ: التي فيها سوادٌ وبياض، جمع أَنْمَرَ. الأصمعيّ: تَنَمَّرَ له، أي تنكَّرَ له وتغيَّر وأوعده، لأنَّ النَمِرَ لا تلقاه أبداً إلا متنكِّراً غضبان. وقول الشاعر:

قومٌ إذا لبِسوا الحَديد

 

تَنَمَّروا حَلَقاً وقِـدَّا

أي تشبَّهوا بالنمر لاختلاف ألوان القِدِّ والحديدِ. والنَمِرَةُ: بُرْدَةٌ من الصوف تلبَسها الأعراب. وفي حديث سعد: "نَبَطِيٌّ في حُبْوَتِهِ، أعرابيٌّ في نَمِرَتِهِ، أسدٌ في تامورَتِهِ". وماءٌ نَميرٌ، أي ناجعٌ، عذباً كان أو غير عذب. وحَسَبٌ نَميرٌ، أي زاك.

نمرق

النُمْرُقُ والنُمْرُقة: وسادةٌ صغيرةٌ، وكذلك النِمْرِقَةُ. وربَّما سمُّوا الطِنفِسة التي فوق الرحل نُمْرُقَةٌ.

نمس

ناموسُ الرجل: صاحبُ سرِّه الذي يطلعه على باطن أمره ويخصُّه بما يستره عن غيره. وأهل الكتاب يسمّون جبريل عليه السلام: الناموس. والناموسُ:قُتْرَةُ الصائد. ونَمَسْتُ السر أَنْمُسُهُ نَمْساً: كتمته. ونَمَسْتُ الرجل ونامَسْتُهُ، إذا ساررته. قال الكميت: قال الأصمعيّ: نَمَيْتُ الحديث مخفَّفاً نَمْياً، إذا بلَّغته على وجه الإصلاح والخير، وأصله الرفع. ونَمَّيْتُ الحديث تَنْمِيَةً، إذا بلَّغته على وجه النميمة والإفساد. ونَمَّيْتُ النار تَنْمِيَةً، إذا ألقيتَ عليها حطباً وذكَّيتها به. ونَمى الخِضابُ والسعرُ: ارتفع وغلا، فهو يَنْمي. وتقول: رَميت الصيدَ فأَنْمَيْتُهُ، إذا غابَ عنك ثمَّ مات. وفي الحديث: "كُلْ ما أَصْمَيْتَ ودَعْ ما أَنْمَيْتَ". والنامي: الناجي. قال التغلبي:

وقافيةٍ كأنَّ الـسُـمَّ فـيهـا

 

وليسَ سَلِيمها أبداً بِنـامـي

صرفتُ بها لسانَ القومِ عنكم

 

فخرَّتْ للسنابك والحَوامـي

نهأ

نَهِئَ اللحم يَنْهَأُ نَهْأً ونَهَأً ونهاءةً ونُهوءةً، إذا لم يَنْضَجْ. وفي الحديث: "ما أبالي ما نَهِئَ من ضَبِّكَ". ويقال أيضاً: نَهُؤَ اللحم فهو نَهيءٌ على فَعيلٍ، وأَنْهَأْتُهُ أنا إنْهاءً، إذا لم تنضجه، فهو مُنْهَأٌ.

نهب

النَهب: الغنيمة، والجمع النِهابُ. والانتهاب: أن يأخذها مَنْ شاء. تقول: أَنْهَبَ الرجلُ مالَهُ فانتهبوه ونَهَبوه وناهَبوه، كلُّ ذلك بمعنًى. والنُهْبى: اسمُ ما أَنْهَبَ. والمناهبة: أن يتبارى الفَرسانِ في خُضْرِهِما؛ وكذلك غير الفرس. ونهب الناسُ فلاناً، إذا تناولوه بكلامهم. وكذلك الكلبُ، إذا أخذ بعرقوب الإنسان. يقال: لا تَدَعْ كلبكَ ينهب الناس.

نهبر

النَهابِرُ: المهالك. وفي الحديث: "من جمع مالاً من مَهاوِشَ أذهبه اللّه في نَهابِرَ". الأصمعيّ: النَهابيرُ: حبالُ رمالٍ مُشرفةٍ، واحدها نُهْبورٌ.

نهت

النَهيتُ كالزئير، إلا أنَّه دونه. يقال: نَهَتَ يَنْهِتُ بالكسر. وأسدٌ نَهَّاتٌ. وحمارٌ نَهَّاتٌ، أي نَهَّاقٌ. ورجلٌ نَهَّاتٌ، أي زَحَّارٌ.

نهج

النَهْجُ: الطريق الواضح. وكذلك المَنْهَجُ والمِنْهاجُ. وأَنْهَجَ الطريقُ، أي استبانَ وصار نَهْجاً واضحاً بَيِّناً. قال يزيد بن الحذَّاق العبديّ:

ولقد أضاءَ لك الطريقُ وأَنْهَجَتْ

 

سُبُلُ المَسالِكِ والهُدى تُـعْـدي

أي تُعين وتقوِّي. ونَهَجْتُ الطريق، إذا أَبَنْتَهُ وأوْضحته. يقال: اعْمَلْ على ما نَهَجْتُهُ لك. ونَهَجْتُ الطريق أيضاً: إذا سلكته. وفلان يَسْتَنْهِجُ سَبيلَ فلان، أي يسلك مسلكَهُ. والنَهَجُ بالتحريك: البهْر وتتابعُ النَفَس. وقد نَهِجَ بالكسر يَنْهَجُ. يقال: فلان يَنْهَجُ في النَفَس فما أدري ما أَنْهَجَهُ. وفي الحديث أنَّه رأى رجلاً يَنْهَجُ، أي يَرْبو من السِمَنِ ويَلْهَثُ. ونَهَجْتُ الدابَّة: سِرْتُ عليها حتَّى انْبَهَرَتْ. وأَنْهَجَ الثوبُ، إذا أخذ في البِلى. قال عبدُ بني الحَسْحاسِ:

فما زالَ بُرْدي طَيِّباً من ثِيابِـهـا

 

إلى الحَوْلِ حتَّى أَنْهَجَ الثوبُ باليا

نهد

نَهَدَ إلى العدوّ يَنْهَدُ بالفتح، أي نَهض. ونَهَدَ ثديُ الجارية يَنْهُدُ بالضم نُهوداً فيهما، إذا أشرف وكَعَّبَ؛ فهي ناهِدٌ وناهِدَةٌ. وفرسٌ نَهْدٌ، أي جَسيمٌ مُشرفٌ. تقول منه: نَهُدَ الفرسُ بالضم نُهودَةً. ورجلٌ نَهْدٌ: كريمٌ يَنْهَدُ إلى معالي الأمور. والنَهْداءُ: الرملةُ المشرفةُ. والمُناهَدَةُ في الحرب: المناهَضَةُ. والمناهَدَةُ: المساهمةُ بالأصابع. والتَناهُدُ: إخراج كلِّ واحدٍ من الرُفقةِ نفقةً على قدر نفقةِ صاحبِه. وأَنْهَدْتُ الحوضَ: ملأتُهُ؛ وهو حوضٌ نَهْدانُ، إذا امتلأ ولم يَفِضْ بعد. والنَهيدَةُ: أن يُغلى لُبابُ الهَبيدِ، وهو حَبُّ الحنظل، فإذا بلغ إناهُ من النُضج والكَثافة ذُرَّتْ عليه قَميحةٌ من دقيقٍ ثم أُكِلَ. وزُبْدٌ نَهيدٌ، إذا لم يكن رقيقاً.

نهر

النهارُ: ضد الليل. ولا يجمع كما لا يجمع العَذابُ والسرابُ. فإن جمعته قلت في قليله نُهُرٌ. والنَهارُ: فرخُ الحُبارى. والنَهْرُ والنَهَرُ: واحد الأَنْهارِ. وقوله تعالى: "في جَنَّاتٍ ونَهَرٍ"، أي أنهارٍ. وقد يعبر بالواحد عن الجمع. ورجلٌ نَهِرٌ، أي صاحب نهار يُغيرُ فيه. قال الراجز:

لست بليليٍّ ولكنِّي نهـرْ

لا أُدلجُ الليلَ ولكنْ ابتكرْ

ونَهَرْتُ النهرَ: حفرتُهُ. ونَهَرَ الماءُ، إذا جرى في الأرض وجعل لنفسه نَهْراً. وكلُّ كثير جرى فقد نَهَرَ واسْتَنْهَرَ. قال أبو ذؤيب:

أقامتْ به فابْتَنَتْ خَـيْمَةً

 

على قَصَبٍ وفُراتٍ نَهِرْ

وأَنْهَرْتُ الدمَ، أي أَسَلْتُهُ، وأنْهَرْتُ الطعنةَ: وسَّعتها. قال قيس بن الخطيم:

مَلَكْتُ بها كفِّي فأَنْهَرَتْ فَتْقَهـا

 

يَرى قائمٌ من دونِها ما وراءها

واسْتَنْهَرَ الشيء: اتَّسع. وأَنْهَرْنا من النهار. ونَهَرَهُ وانْتَهَرَهُ، أي زَبَرَهُ. والمَنْهَرَةُ: فضاءٌ يكون بين أفنية القوم يلقون في كُناستَهم.

نهز

نَهَزَهُ مثل نَكَزَهُ ووَكَزَهُ، أي ضربه ودفعه. ونَهَزَ رأسه، أي حرَّكه. ويقال: نَهَزَتِ الدابَّةُ، إذا نهضتْ بصدرها للسير. ونَهَزَ الفَصيلُ ضَرْعَ أمِّه، مثل لَهَزَهُ. ونَهَزْتُ بالدلو في البئر، إذا ضربتَ بها في الماء لتمتلئ. والنُهْزَةُ: الفرصةُ. وانْتَهَزْتُها، إذا اغتنمتها. وقد ناهَزْتُهُمُ الفُرصَ. وناهَزَ الصبيُّ البلوغَ، أي داناه. وهما يَتَناهَزانِ إمارةَ بلدِ كذا، أي يبتدران.

نهس

نَهَسَ اللحمَ: أخذه بمقدَّم الأسنان. يقال: نَهَسْتُ اللحم وانْتَهَسْتُهُ بمعنًى. ونهْسُ الحيَّةِ أيضاً: نَهْشُهُ. قال الراجز:

وذاتِ قَرْنَيْنِ طَحُونِ الضِرْسِ

تَنْهَسُ لو تَمَكَّنَتْ من نَهْسِ

تُديرُ عَيْناً كَشِهابِ القَبْسِ

والمَنْهوسُ: القليل اللحم من الرجال. والنُهَسُ أيضاً: ضربٌ من الطير.

نهش

نَهَشَتْهُ الحيَّةُ: لسعته. ورجلٌ مَنْهوشٌ، أي مجهودٌ. قال ابن الأعرابيّ: قد نَهَشَهُ الدهرُ فاحتاج. قال رؤبة:

كمْ من خليلٍ وأَخٍ منهوشِ

مُنْتَعِشٍ بفضلكم منعوشِ

والنَهْشُ: النَهْسُ، وهو أخذ اللحم بمقدَّم الأسنان. قال الكميت:

وغادَرْنا على حُجْرِ بن عمرٍو

 

قَشاعِمَ يَنْتَهِشْنَ ويَنْتَـقـينـا

يروى بالشين والسين جميعاً. ودابَّةٌ نَهِشُ اليدين، أي خفيفٌ كأنَّه أُخذ من نَهْشِ الحية. قال الراعي:

نَهْشَ اليَدَيْنِ تَخالُهُ مشكولا

وقال أبو ذؤيب:

يَعْدو به نَهِشُ المُشاشِ كأنَّه

 

صَدَعٌ سليمٌ رَجْعُهُ لا يَظْلَعُ

نهشل

النَهْشَلُ: الذئبُ. والنَهْشَلُ: الصقرُ.

نهض

نَهَضَ يَنْهَضُ نَهْضاً ونُهوضاً، أي قام. وأَنْهَضْتُهُ أنا فانْتَهَضَ، واسْتَنْهَضْتُهُ لأمر كذا، إذا أمرته بالنُهوضِ له. وناهَضْتُهُ، أي قاومته. وتَناهَضَ القومُ في الحرب، إذا نَهَضَ كلُّ فريقٍ إلى صاحبه. ونَهَضَ النبتُ، إذا استوى. ونَهَضَ الطائر، إذا بسطَ جناحَيه ليطير. والناهِضُ: فرخُ الطائر الذي وَفَرَ جناحاه ونَهَضَ للطيران. والناهِضُ: اللحمُ الذي يلي عَضُدَ الفرسِ من أعلاها. وناهِضَةُ الرجلِ: بنو أبيه الذين يغضبون له. وما لفلانٍ ناهِضَةٌ، وهم الذين يقومون بأمره. والنَهْضُ من البعير: ما بين المَنكِب والكتف، والجمع أَنْهُضٌ. ونَهَضْتُ فلاناً نَهْضاً: ظلمته.

نهع

نَهَعَ ههوعاً، أي تَهَوَّعَ، وهو التَقَيُّؤُ.

نهق

نُهاقُ الحمار: صوته. وقد نَهَقَ يَنْهِقُ ويَنْهُقُ نَهيقاً ونُهاقاً. قال الأصمعيّ: الناهِقانِ: عَظْمانِ شاخصان من ذي الحافر في مَجْرى الدمع. قال يعقوب: ويقال لهما أيضاً: النَواهِقُ. وكان أبو عبيدة يقول: الناهِقُ من الحمار حيث يخرج النُهاقُ من حَلقه، ومن الخيل. ونَواهِقُهُ: مَخارج نُهاقِهِ.

نهك

 نَهَكْتُ الثوب بالفتح أَنْهَكُهُ نَهْكاً: لبسته حتَّى خَلُقَ. ونَهَكْتُ من الطعام أيضاً: بالغت في أكله. ويقال: انْهَكْ من هذا الطعام، وكذلك انْهَكْ عِرْضَهُ، أي بالغْ في شتمه. ويقال أيضاً: نَهَكَتْهُ الحمَّى، إذا جَهَدته وأضنتْهُ ونقصتْ لحمه. وفيه لغة أخرى: نَهِكَتْهُ الحمَّى بالكسر تَنْهَكُهُ نَهْكاً ونَهْكَةً. وقد نَهِكَ، أي دَنِفَ وضَنِيَ، فهو مَنْهوكٌ. يقال: بانتْ عليه نَهْكَةُ المرض. ونَهِكَهُ السلطان أيضاً عقوبَةً يَنْهَكُهُ نَهْكاً ونَهْكَةً، أي بالغَ في عقوبته. وفي الحديث: "انْهَكوا الأعقابَ أو لَتَنْهَكَنَّها النارُ"، أي بالغوا في غَسْلها وتنظيفها في الوضوء. وكذلك يقال في الحث على القتال: انْهَكوا وجوهَ القوم، يعني أَجْهِدوهم، أي ابْلُغوا جهدهم. ورجلٌ نَهيكٌ، أي شجاعٌ، لأنَّه يَنْهَكُ عدوَّه، أي يبالغ فيه. وقد نَهُكَ بالضم يَنْهَكُ نَهاكَةً، أي صار شجاعاً. والأسدُ نَهيكٌ. وسيفٌ نَهيكٌ، أي قاطعٌ. وانْتِهاكُ الحرمة: تناوُلُها بما لا يَحِلُّ.

نهل

المَنْهَلُ: المَوْرِدُ، وهو عينُ ماءٍ تَرِدُهُ الإبلُ في المراعي. وتسمَّى المنازل التي في المفاوز على طُرُقِ السُفَّارِ مناهِلَ، لأنَّ فيها ماءً. والناهلةُ: المختلِفةُ إلى المَنْهَل. أبو زيد: الناهلُ: العطشان. والناهلُ: الرَيَّانُ، وهو من الأضداد. وقال الشاعر:

الطاعنُ الطَعْنَةَ يومَ الوَغى

 

يَنْهَلُ منها الأسَلُ النَّاهـلُ

قال أبو عبيد: هو هاهنا الشاربُ، وإنْ شئتَ العطشانُ. وجمع الناهلُ نَهَلٌ، وجمع النَهَلِ نِهالٌ. والنَهَلُ: الشُرْبُ الأوَّلُ. وقد نَهِلَ بالكسر وأَنْهَلْتُهُ أنا، لأنَّ الإبل تُسقى في أوَّلِ الوِرْدِ فتُرَدُّ إلى العَطَنِ، ثمَّ تُسقى الثانية وهي العَلَلَ فتُرَدُّ إلى المرعى.

نهم

النَهْمَةُ: بلوغ الهمَّة في الشيء. وقد نُهِمَ بكذا فهو مَنْهومٌ، أي مولعٌ به. وفي الحديث: "مَنْهومانِ لا يشبعانِ: مَنْهومٌ بالمال ومَنْهومٌ بالعلم". ونَهَمَ يَنْهِمُ بالكسر نَهيماً: لغةٌ في نَحَمَ يَنْحِمُ. أي زَحَرَ. والنَهَمُ بالتحريك: إفراطُ الشهوة في الطعام. وقد نَهِمَ بالكسر يَنْهَمُ نَهَماً. والنَهْمُ بالتسكين: مصدر قولك نَهَمْتُ الإبل أَنْهَمُها بالفتح فيهما نَهْماً ونَهيماً، إذا زجرتها وصِحْت بها لتجدَّ في سيرها. والمِنْهامُ من الإبل: التي تُطيعُ على النَهْمِ، وهو الزَجْرُ. والنَهْمُ أيضاً: الحَذْف بالحصى ونحوِه، لأنَّ السائق قد يفعل ذلك. والنَهيمُ مثل النَحيمِ ومثل النَئيمِ، وهو صوت الأسد والفيل. يقال: نَهَمَ الفيلُ يَنْهِمُ نَهْماً، ونهيماً. والنِهامِيُّ: الحدَّادُ. والنُهامُ بالضم: ضربٌ من الطير.

نهنه

نَهْنَهْتُ الرجل عن الشيء فتَنَهْنَهَ، أي كَفَفْتُهُ وزجرتُهُ فكَفَّ. ونَهْنَهْتُ السَبُعَ، إذا صِحْت به لتكفَّهُ. والنَهْنَهُ: الثوب الرقيقُ النسج، مثل اللّهلَهِ والهَلْهَلِ.

نهى

 النهْيُ: خلاف الأمر. ونَهَيْتُهُ عن كذا فانْتَهى عنه وتَناهى، أي كَفَّ. وتَناهَوْا عن المنكر، أي نهى بعضهم بعضاً. ويقال: إنه لأمورٌ بالمعروف نَهُوٌّ عن المنكر. وفلانٌ ماله ناهِيَةٌ، أي نَهْيٌ. والنُهْيَةُ بالضم: واحدة النُهى، وهي العُقول، لأنها تَنْهى عن القبيح. والنِهْيُ بالكسر: الغديرُ في لغة أهل نجد، وغيرهم يقوله بالفتح. وتَناهى الماءُ، إذا وقَف في الغدير وسكَن. وتَنْهِيَةُ الوادي: حيث يَنْتَهي إليه الماء من حروفه، والجمع التَناهي. ونُهاءُ الماء بالضم: ارتفاعه. وقال ابن الأعرابي: النُهاءُ القوارير والزُجاج. ويقال: هم نُهاءُ مائةٍ ونِهاءُ مائةٍ أيضاً، أي قدر مائةٍ. والإنهاءُ: الإبلاغ. وأنْهَيْتُ إليه الخبر فانْتَهَى وتَناهى، أي بلغ. والنِهايَةُ: الغايةُ. يقال: بلغ نِهايَتَهُ. والنُهْيَةُ بالضم أيضاً مثلُه. ويقال: هذا رجلٌ ناهيكَ من رجل، ونَهْيُكَ من رجلٍ، ونَهاكَ من رجلِ، وتأويله أنه بجدِّه وغَنائه يَنْهاكَ عن تَطَلُّبِ غيره. وهذه امرأةُ ناهِيَتُكَ من امرأة، تذكر وتؤنّث، وتثنَّى وتجمع، لأنه اسم فاعل. وإذا قلت نَهْيُكَ من رجلٍ كما تقول حَسبُك من رجل لم تُثَنِّ ولم تجمع، لأنه مصدر. وتقول في المعرفة: هذا عبد اللّه ناهيكَ من رجل، فتنصب ناهيكَ على الحال. وجَزورٌ نَهِيَّةٌ، أي ضخمةٌ سمينةٌ. ويقال: طلبَ الحاجة حتَّى نَهِيَ عنها أي تركها، ظفِرَ بها أو لم يظفر.

نوأ

ناءَ يَنوءُ نَوْءًا: نَهَضَ بِجَهْدٍ ومَشَقَّةٍ. وناءَ: سَقط وهو من الأضداد. ويقال ناءَ بالحِمْلِ، إذا نهض به مُثْقَلاً؛ وناءَ به الحِمْلُ، إذا أثْقَله. والمرأةُ تَنوءُ بها عَجيزَتُها أي تُثْقِلُها، وهي تَنوءُ بعجيزَتِها أي تنهض بها مُثْقَلَةً. وأناءهُ الحِمْلُ، مثل أناعَهُ، أي أثْقَلَهُ وأمالَهُ، كما يقال ذَهبَ به وأذْهَبَهُ بمعنًى. وقوله تعالى: "ما إنَّ مفاتِحَهُ لَتَنوءُ بالعُصْبَةِ". قال الفراء: أي لَتُنيءُ بالعُصبَةِ: تُثْقِلُها. والنَوْءُ: سُقوطُ نَجمٍ من المنازلِ في المغربِ مع الفجرِ وطُلوعُ رِقيبهِ من المشرقِ يُقابلُه من ساعته في كل ليلة إلى ثلاثةَ عشَرَ يوماً، وهكذا كلُّ نجم منها إلى انقضاء السَنَةِ، ما خَلا الجَبهةَ فإنَّ لها أربعة عشر يوماً. قال أبو عبيد: ولم نسمع في النَوْءِ أنه السقوطُ إلا في هذا الموضع. وكانت العرب تضيف الأمطار والرياح والحرَّ والبرد إلى الساقط منها. وقال الأصمعي: إلى الطالع منها في سلطانه، فتقول: مُطِرْنا بِنَوْءٍ كذا. والجمع أنْواءٌ ونُوآنٌ أيضاً.قال حسان بن ثابت:

ويَثْرِبُ تَعْلَمُ أنَّا بـهـا

 

إذا قَحَطَ القَطْرُ نوآنُها

وناوَأتُ الرَّجُلَ مُناوَءةً ونِواءً: عادَيْتُه. يقال: إذا ناوَأتَ الرِجالَ فاصْبرْ. وربَّما لم يهمز وأصله الهمز، لأنه من ناءَ إليك ونُؤْتَ إليه، أي نهض نَهَضْتَ إليه. ابن السكيت: يقال له عِندي ما ساءهُ وناءهُ، أي أثْقَلَهُ، وما يَسوءهُ ويَنوءهُ. وأناءَ اللحمَ يُنيئُهُ إناءةً، إذا لم يُنضجهُ، وقد ناءَ اللحمُ يَنيءُ نَيْاً، فهو لحمٌ نيءٌ بالكسر مثال نيعٌ، بيِّن النُيوءِ والنُيوءةِ. وناءَ الرجلُ: لغةٌ في نَأى إذا بَعُدَ. قال الشاعر:

مَنْ إنْ رآكَ غَنيًّا لانَ جانِبُه

 

وإنْ رآكَ فَقيراً ناءَ واغْتَرَبا

نوب

ناب عنّي فلانٌ ينوب مَناباً، أي قام مقامي. وانتاب فلانٌ القوم انتياباً، أي أتاهم مرة بعد أخرى. وأناب إلى اللّه، أي أقبل وتاب. والنَوبة: واحدة النُوَبِ؛ تقول: جاءت نَوْبتُك ونِيابتك. وهم يتناوبون النوبةَ فيما بينهم، في الماء وغيره. والنُوبَةُ بالضم: الاسم من قولك نابَهُ أمرٌ وانتابه، أي أصابه. والنائبة، المصيبة، واحدة نوائبِ الدهر. والنوبُ: النحل، وهو جمع نائب. ابن السكيت: النَوْبُ بالفتح: القُرْبُ، خلاف البُعد. قال أبو ذؤيب:

أرِقْتُ لذِكرِهِ من غير نَوْبٍ

 

كما يهتاجُ مَوشِيّ قشـيبُ

ويقال: النَوْبُ ما كان منك مسيرة يومٍ وليلة؛ والقَرَبُ ما كان منك مسيرة ليلة؛ وأصله في الوِرْدِ. قال لبيد:

إحدى بَني جعفرٍ كَلِفْتُ بها

 

لم تمْسِ مِني نَوْباً ولا قَرَبا

والحُمَّى النائبة: التي تأتي كل يوم.

نوت

النَواتيُّ: الملاَّحون في البحر خاصّة، وهو من كلام أهل الشام، واحدهم نوتيٌّ.

نوح

التَناوُحُ: التقابل. يقال: الجبلان يتناوحان. ومنه سميت النَوائِحُ؛ لأن بعضهنَّ يقابل بعضا. وكذلك الرياح إذا تقابلت في المهبّ، لأن بعضها يُناوِحُ بعضاً ويناسج. وكل ريح استطالت أثراً فهبَّتْ عليه ريح طولاً فهي نَيِّحَتُه، فإن اعترضته فهي نَسيجَتُه. وناحَتْ المرأة تَنوحُ نَوْحاً ونِياحاً؛ والاسم النِياحَةُ. ونساءٌ نَوْحٌ وأنْواحٌ، ونُوَّحٌ، ونَوائحُ، ونائِحاتٌ. يقال: كنَّا في مَناحَةِ فلان. وتَنَوَّحَ الشيء تَنَوُّحاً، إذا تحرك وهو متدل.

نوخ

أنَخْتُ الجمل فاسْتَناخَ: أبركته فبرك. وتَنَوَّخَ الجملُ الناقةَ: أناخها ليسفَدَها. وقولهم: نَوَّخَ اللّه الأرضَ طَروقةً للماء، أي جعلها مما تُطيقه.

نور

النورُ: الضياءُ، والجمع أنْوارٌ. والنورُ أيضاً: النُفَّرُ من الظباء. قال مُضَرِّسٌ الأسديُّ، وذكَرَ الظباء وأنَّها قد كَنَسَتْ في شدة الحر:

تَدَلَّتْ عليها الشمسُ حتَّى كأنهـا

 

من الحَرِّ تُرْمَى بالسكينةِ نورُها

ونسوةٌ نورٌ، أي نُفَّرٌ من الريبة. وفرسٌ وَديقٌ نَوارٌ، إذا اسْتَوْدَقَتْ وهي تريد الفحلَ، وفي ذلك منها ضَعفٌ تَرْهَبُ عن صولة الناكح. وتقول: نُرْتُ من الشيء أنورُ نَوْراً ونِواراً، بكسر النون. قال العجاج:

يَخْلِطْنَ بالتَأنّسِ النِوارا

ونُرْتُ غيري، أي نفّرته. وأنارَ الشيءُ واسْتَنارَ بمعنًى، أي أضاء. والتَنْويرُ: الإنارةُ. والتَنْويرُ: الإسْفارُ. وتَنْويرُ الشجرةِ: إزْهارُها. يقال نَوَّرَتِ الشجرةُ وأنارَتْ أيضاً، أي أخرجت نَوْرَها. والنارُ مؤنّثة، وهي من الواو، لأن تصغيرها نُوَيْرَةٌ، والجمع نورٌ ونيرانٌ. وقولهم: ما نارُ هذه الناقة? أي ما سِمَتُها? وفي المثل: "نِجارُها نارُها". يقال: بينهم نائِرةٌ، أي عداوة وشَحْناء. وتَنَوَّرَتُ النار من بعيد: تَبَصَّرْتُها. وتَنَوَّرَ الرجل: تَطَلَّى بالنُورَةِ. والنَوورُ: النَيْلَجُ، وهو دُخان الشَحم يعالج به الوشم حتَّى يخضرّ. وقد نَوَّرَ ذراعَه، إذا غرزها بإبرة ثم ذرَّ عليها النَوورَ. والنُوَّارُ بالضم والتشديد: نَوْرُ الشجرِ، الواحدة نُوَّارَةٌ. والمَنارُ: عَلَمُ الطريق. والمَنارَةُ: التي يؤذَّن عليها. والمَنارَةُ أيضاً: ما يوضع فوقها السِراج، وهي مَفْعَلةٌ من الاستنارة، بفتح الميم، والجمع المَناوِرُ بالواو، لأنه من النورِ. ومن قال مَنائِرُ وهمز فقد شبَّه الأصلي بالزائد.

نوس

النَوْسُ: تذبذبُ الشيء. وقد ناسَ يَنوسُ، وأناسَهُ غيره. ونُسْتُ الإبل أنوسُها نَوْساً: سُقْتُها. ورجلٌ نَوَّاسٌ بالتشديد، إذا اضطرب واسترخى. والناسُ قد يكون من الإنسِ ومن الجنّ، وأصله أناسٌ فخفِّف. قال الشاعر:

أنَّ المَـنـايا يَطَّـلِـعْ

 

نَ على الأُناسِ الآمِنينا

نوش

قال ابن السكيت: يقال للرجل إذا تناول رَجلاً ليأخذ برأسه ولحيته: ناشَهُ يَنوشُهُ نَوْشاً. قال: ومنه المُناوَشَةُ في القتال، وذلك إذا تدانى الفريقان. ورجلٌ نَؤُوشٌ، أي ذو بطش. والتَناوُش: التناولُ. والانْتِياشُ مثله. وقوله تعالى: "وأنَّى لهم التَناوُشُ من مَكانٍ بعيدٍ" يقال: أنَّى لهم تناول الإيمان في الآخرة وقد كَفروا به في الدنيا. ويقال: نُشْتُهُ خيراً، أي أنَلْتُهُ.

نوص

النوْصُ: التأخر. يقال: ناصَ عن قِرْنِهِ يَنوصُ نَوْصاً ومَناصاً، أي فرَّ وراغ. وقال اللّه تعالى: "ولاتَ حين مَناصٍ"، أي ليس وقت تأخُّرٍ وفِرارٍ. والمَناصُ، أيضاً: الملجأ والمفرّ. والنَوْصُ، الحمار الوحشي. واسْتَناصَ، أي تأخر. وقولهم: ما به نَويصٌ، أي قوةٌ وحَراكٌ. وناوَصَ الجَرَّة، أي مارسها.

نوض

ناضَ فلانٌ يَنوضُ نَوْضاً: ذهب في البلاد، وأيضاً تأخَرَّ ونكَص. ونضْتُ الشيءَ، إذا عالجته لتنزِعه، مثل الغصن والوتد ونحوه. والنَوْضُ: وُصْلَةُ ما بين عجُزِ البعير ومتنِهِ.

نوط

ناطَ الشيءَ يَنوطُهُ نَوْطاً، أي علّقه. والنَوْطُ: جُلَّةٌ صغيرة فيها تمر تُعَلَّق من البعير. قال النابغة الذبياني يصف قطاةً.

 

حَذَّاءُ مُدْبِرَةً سَـكَّـاءُ مُـقْـبِـلَةً

 

للماء في النَحْرِ منها نَوْطَةٌ عَجَبُ

والنَوْطَةُ: ورمٌ في نحر البعير وأرْفاغِهِ يقال نِيطَ البعير، إذا أصابه ذلك. والنَوْطَة: الحِقْدُ. قال ابن أحمر:

ولا عِلْمَ لي ما نَوْطَةٌ مُسْتَكِـنّةٌ

 

ولا أيُّ من عادَيْتُ أسْقى سِقائِيا

والنَوْطُ: ما بين العَجُزِ والمَتْن. وكلُّ ما عُلِّقَ من شيء فهو نَوْطٌ. وفي المثل: "عاطٍ بغير أنْواطٍ"، أي يتناول وليس هناك شيءٌ معلَّقٌ. وهذا نحو قولهم: كالحادي وليس له بعيرٌ. والأنْواطُ: المَعاليقُ. والأنْواطُ: ما نُوِّطَ على البعير إذا أوقِرَ. والتَنْواطُ: ما يُعَلَّق من الهودج يُزَيَّنُ به. ويقال نَوْطَةٌ من طلح، كما يقال عيصٌ من سدرٍ، وأيكةٌ من أثلٍ. وانْتاطَ، أي بَعُدَ. وفلانٌ منِّي مَناطَ الثريا، أي في البُعد. ونِياطُ المَفازة: بُعدُ طريقها، فكأنَّها نيطَتْ بمفازةٍ أخرى لا تكاد تنقطع. والنِياطُ: عِرْقٌ عُلِّق به القلبُ من الوَتينِ، فإذا قطع مات صاحبه. وهو النَيْطُ أيضاً. ومنه قولهم: "رماه اللّه بالنَيْطِ"، أي بالموت. ويقال للأرنب: مُقَطَّعَةُ النِياطِ، كما قالوا: مقِطَّعةُ الأسحارِ. ونياطُ القوسِ: مُعَلَّقها. والنائطُ: عرقٌ في الصُلب ممتدٌّ يُعالج المصفورُ بقطعه. والتَنَوُّطُ: طائرٌ، ويقال أيضاً التُنَوِّطُ. قال الأصمعي: إنَّما سمِّي تَنَوُّطاً لأنه يدلِّي خيوطاً من شجرةٍ ثم يفرّخ فيها، الواحدة تَنَوُّطَةٌ.

نوع

النَوْعُ أخصُّ من الجنس. وقد تَنَوَّعَ الشيء أنْواعاً. والنُوعُ: إتباعٌ للجوع. والنائِعُ: إتباعٌ للجائع. يقال: رجلٌ جائعٌ نائعٌ. وإذا دَعَوا عليه قالوا: جوعاً نوعاً. وقومٌ جياعٌ نِياعٌ.وزعم بعضهم أن النُوعَ العطشُ، والنائِع العطشانُ. ويقال: رماه اللّه بالجوع والنوعِ. قال دريد ابن الصمة:

لَعَمْرُ بَني شِهابٍ ما أقامـوا

 

صُدورَ الخيلِ والأسَلَ النِياعا

يعني الرماح العِطاشَ. والاسْتِناعَةُ: التقدُّمُ في السير.

نوف

النَوْفُ: السنامُ. والجمع أنْوافٌ. ونافَ الشيء يَنوفُ، أي طال وارتفع.

نوق

الناقَةُ تقديرها فَعَلَةٌ بالتحريك، لأنها جُمِعَت على نوقٍ، وقد تُجْمَعُ على أنْيُقٌ، أيانقَ. نِياقٍ. وبعيرٌ مُنَوَّقٌ، أي مذلَّلٌ مروَّضٌ. وناقة مُنَوَّقةٌ. والنَوَّاقُ من الرجال: الذي يروض الأمور ويُصلحها. وتَنَوَّقَ في الأمر، أي تأنَّقَ فيه. وبعضهم لا يقول تَنَوَّقَ. والاسم منه النيقَةُ. وفي المثل: "خَرْقاءُ ذاتُ نيقَةٍ"، يضرب للجاهل بالأمر وهو مع جهله يدَّعي المعرفة ويتأنّق في الإرادة. والانْتياقُ مثل الانتقاء.

نوك

النوكُ بالضم: الحمقُ. والنَواكَةُ: الحماقةُ. ورجلٌ أنْوَكُ ومَسْتَنْوِكٌ، أي أحمق. وقومٌ نَوْكى ونوكٌ أيضاً على القياس. وقد أنْوَكْتُهُ، أي وجدتُه أنْوَكَ. وقالوا: ما أنْوَكَهُ، ولم يقولوا أنْوِكْ به، وهو قياسٌ.

نول

أبو عمرو: المِنْوالُ: الخشبُ الذي يَلُفُّ عليه الحائك الثوبَ، وهو النَوْلُ أيضاً، وجمعه أنْوالٌ. ويقال: للقومِ إذا اسْتَوَتْ أخلاقُهُم: هُم على مِنوالٍ واحدٍ. ورَمَوْا على مِنْوالٍ واحدٍ، أي على رِشْقٍ واحدٍ. ويقال: لا أدري على أيِّ مِنْوالٍ هوَ، أي على أيِّ وجهٍ هو. وقولهم: نَوْلُكَ أن تَفْعَل كذا، أي حَقكَ وينبغي لكَ. وأصله من التَناوُلِ، كأنّك قلتَ: تناوُلُكَ كذا وكذا. وما نَوْلُكَ أن تفعلَ كذا، أي ما ينبغي لكَ. والنَوالُ: العطاءُ. والنائِلُ مثلَهُ. يقال: نُلْتُ له بالعَطيًّة أنولُ نَوْلاً، ونُلْتُهُ العَطيَّةَ. ونَوّلْتُهُ: أعطيتهً نَولاً. قال وضَّاح اليمن:

فما نَوَّلَتْ حتَّى تَضَرَّعَتُ عِنْدَها

 

وأنْبَأتُها ما رَخَّصَ اللّه في اللَمَمْ

يعني التقبيل. ابن السكيت: رجلٌ نالٌ: كثيرُ النَوالِ ورجلانِ نالانِ، وقومٌ أنْوالٌ. وناولْتُهُ الشيءَ فتَناولَهُ. وقول لبيد:

جَزِعْتُ ولَيْسَ ذلك بالنَوالِ

أي الصواب.

نوم

النَوْمُ معروف. وقد نامَ يَنامُ فهو نائِمٌ. والجمع نِيامٌ، وجمع النائِمِ نُوَّمٌ على الأصل، ونُيَّمٌ على اللفظ. ويقال: يا نَوْمانُ، للكثير النوم، ولا تقل رجل نَوْمانُ، لأنه يختص بالنداء. وأنَمْتُهُ ونَوَّمْتُهُ بمعنًى. وأخذه نُوامٌ بالضم، إذا جعل النومُ يعتريه وتَناوَمَ: أرى من نفسه أنَّه نائِمٌ وليس به، ونُمْتُ الرجلَ بالضم، إذا غلبتَه بالنَوم لأنَّك تقول ناوَمَهُ فَنامَهُ يَنومُهُ. ونامَتِ السوقُ: كسَدت. ونامَ الثوبُ: أخلقَ. واسْتَنامَ إليه، أي سكن إليه واطمأن. ورجلٌ نومَةٌ بالضم ساكنة الواو، أي لا يؤبه له. ورجلٌ نُوَمَةٌ بفتح الواو، أي نَؤُومٌ، وهو الكثير النوم. وإنّه لحسن النيمَةِ بالكسر. والمَنامَةُ: ثوبٌ يُنامُ فيه، وهو القطيفة. قال الكميت:

عليه المنامةُ ذات الفُـضـولِ

 

من الوَهْنِ والقَرْطَفُ المُخْمَلُ

وقال آخر:

لكلِّ مَنامَةٍ هُدْبٌ أصيرُ

أي متقارب. وربَّما سمِّوا الدكَّان مَنامَةً. وليلٌ نائِمٌ، أي يُنامُ فيه، كقولهم: يومٌ عاصفٌ، وهَمٌّ ناصبٌ، وهو فاعل بمعنى مفعول فيه. والنِيم: الدَرَجُ التي تكون في الرمل إذا جرَتْ فيه الريح. قال ذو الرمّة:

حتَّى انجلى الليلُ عنها في مُلَمَّعَةٍ

 

مِثْلِ الأديمِ لها من هَبْـوَةٍ نـيمُ

والنيمُ: الفرو الخلق.

نون

النونُ: الحوت، والجمع أنْوانٌ ونينانٌ. والنونُ: شفرة السيف. قال الشاعر:

بِذي نونَينِ قصَّالٍ مِقط

وتقول: نوَّنتُ الاسم تَنْويناً. والتنْوينُ لا يكون إلا في الأسماء.

نوه

ناهَ الشيءُ يَنوهُ: ارتفع، فهو نائِهٌ. ونَوَّهْتُهُ تَنْويهاً، إذا رفعتَه. ونَوَّهْتُ باسمه، إذا رفعتَ ذِكرَه. وناهَتْ نفسي، أي قَوِيَتْ. وناهَ النباتُ: ارتفع.

نوى

نَوَيْتُ نِيّةً ونَواةً، أي عزَمتُ. وانْتَوَيْتُ مثله. وتقول: نَواكَ اللّه، أي صحِبَك في سفرك وحفِظك. قال الشاعر:

يا عمْرو أحْسِنْ نواكَ اللّه بالرَشَدِ

 

واقرأ سلاماً على الذَلفاءِ بالثَمَدِ

ونَوَّيْتُهُ تَنْوِيَةً، أي وكلته إلى نيَّته. ونويك: صاحبُك الذي نِيَّتُهُ نِيَّتُكَ. ولي في بني فلانٍ نِيَّةٌ، أي حاجة. والنِيَّةُ أيضاً والنَوى: الوجه الذي يَنْويهِ المسافر من قُرِبٍ أو بُعد. وانْتَوى القومُ منزلاً بموضع كذا وكذا. واستقرتْ نَواهُم، أي أقاموا. والنَواةُ: خمسة دراهم. وناواهُ، أي عاداه. وأكلت التمر فنَوَيْتُ النَوى وأنّوَيْتُهُ، إذا رميتَ به. وجمع نَوى التمرِ أنْواءٌ. ونَوَتِ الناقة، أي سمِنتْ، تَنْوي نِوايَةً ونَيًّا فهي ناوِيَةٌ. وجملٌ ناو وجِمالٌ نِواءٌ. وإبلٌ نَوَوِيَّةٌ، إذا كانت تأكل النَوى. والنَيُّ: الشحمُ.

نيب

الناب من السِنِّ، والجمع أنياب ونُيوبٌ أيضاً على غير قياس. ونابَهُ يَنيبُهُ، أي أصاب نابَهُ. ونَيَّبَ سهمَه، أي عجم عودَه وأثَّر فيه بنابه. ونابُ القومِ: سيِّدهُم. والناب: المُسِنَّة من النوق، والجمع النيبُ. وفي المثل: "لا أفعلُ ذلك ما حَنَّتِ النيبُ". تقول منه: نَيّبتِ الناقة، أي صارت هرمة.

نير

النيرُ: عَلَمُ الثوبِ، ولُحمَتُهُ أيضاً، فإذا نُسِجَ على نَيرَيْنِ كان أصفَق وأبقى. تقول: نِرْتُ الثوبَ أنيرُهُ نَيْراً، وكذلك أنَرْتُ الثوب. ورجلٌ ذو نيرَيْنِ، أي قوّتُهُ وشدَّتُه ضِعْفُ شدَّةِ صاحبه. ونيرُ الفدان: الخشبة المعترضة في عنق الثورين، والجمع النيرانُ والأنْيارُ. ونيرُ الطريق: ما يتَّضح منه.

نيف

النَيْفُ: الزيادةُ، يخفف ويشدّد. ونَيَّفَ فلانٌ عل السبعين، أي زاد. وقصرٌ نِيافٌ، وناقةٌ نِيافٌ، وجملٌ نِيافٌ، أي طويلٌ في ارتفاعه. قال امرؤ القيس:

نِيافاً تَزِلُّ الطيرُ عن قُذُفـاتِـهِ

 

يَظَلُّ الضَبابُ فوقه قد تَعَصَّرا

وأنافَ على الشيء، أي أشرف. وأنافَتِ الدراهمُ على المائة، أي زادت.

نيك

رجلٌ نائِكٌ من النيْكِ، ونَيَّاكٌ شدّد للكثرة.

نيل

نالَ خيراً يَنالُ نَيْلاً، أي أصاب. والأمر منه نَلْ بفتح النون، وإذا أخبرتَ عن نفسِك كَسَرتَهُ.