Geri

   

 

 

İleri

 

حرف الراء

رأب

رَأَبْتُ الإناء: شَعَبْتُهُ وأصلحتُه. ومنه قولهم: اللّهم ارْأَبْ بينهم أي أصْلِحْ. قال كعب بنُ زُهير:

طَعَنَّا طَعْنَةً حمْراءَ فيهم

 

حَرامٌ رَأْبُها حتّى المَماتِ

والرُؤْبَةُ: قِطعة من الخشب يُشْعِبُ بها الإناءُ، والجمع رِئابٌ. قال أميَّة يصف السماء:

سَراةُ صَلايَةٍ خَلْقاءَ صِيغَتْ

 

تُزِلُّ الشَمْسَ لَيْسَ لها رئابُ

أي صُدوعٌ.

رئبل

الرِئْبالُ: الأسدُ، وهو مهموزٌ، والجمع الرآبيلُ. وفلان يَتَرَأْبَلُ، أي يُغيرُ على الناس ويَفْعَلُ فعْلَ الأسد. قال أبو سعيد: يجوز فيه ترك الهمز. وأنشد لجرير:

رَبابيلُ البلادِ يَخَفْنَ منّـي

 

وحَيَّةُ أَرْيَحاءَ ليَ اسْتَحابا

وذئبٌ رِئْبالٌ، ولصٌّ رِئْبالٌ.

رأد

الرَأْدُ والرَءُودُ من النساء: الشَابَّةُ الحَسَنَةُ. قال أبو زيد: هما مهموزان، ويقال أيضاً: رَأْدَةٌ ورَءُودَةٌ. والرَأْدُ: أصْل اللَحْي. والرُءُودُ مثله، والجمع أَرْآدٌ. ورأدُ الضُحى: ارتفاعُهُ. والتَرَؤُّدُ: الاهتزاز من النَعْمَةِ، تقول منه: تَرَأَّدَ وارْتَأَدَ، بمعنىً. والرِئْدُ: التِرْبُ، وربَّما لم يُهْمَزُ. قال كثيِّر:

وقَدْ دَرَّعُوها وهي ذاتُ مُؤَصَّدٍ

 

مَجوبٍ ولما يَلْبَس الدِرْعَ رِيدُها

رأرأ

رَأْرَأَ السرابُ: لمع، ورَأْرَأَتِ المرأة بعينها: برقَتْ. ب,أبو أبو زيد: رأرأت عيناه: إذا كان يُديرُهما. وهو رجل رَأْرَأ العين، على فعْلل.

رأس

الرَأْسُ يجمع في القِلَّةِ أَرْوُسٌ، وفي الكثرة رُءوسٌ. قال الأصمعي: يقال للقومِ إذا كثروا وعَزُّوا: هُمْ رَأْسٌ. وهو قول عمرو بن كُلْثوم:

بِرَأسٍ من بني جُشَمِ بنِ بَكْرٍ

 

نَدُقُّ به السُهولَةَ والحُزونا

وأنا أرى أنّه أراد به الرئيس، لأنّه قال ندق به، ولم يقل بهم. ورَأَسَ فلانٌ القومَ يَرْأَسُ بالفتح، رِياسةً، وهو رَئِيسُهُمْ. ويقال أيضاً: رَيِّسٌ. قال الشاعر:

تَلْقى الأَمانَ على حِياضِ محمدٍ

 

ثَوْلاءُ مُخْرِفَةٌ وذِئْبٌ أَطْلَـسُ

لا ذي تَخافُ و لا لهذا جُـرْأَةٌ

 

تُهْدى الرَعِيَّةُ ما استقام الرَيِّسُ

  

 وَرأَّسْتُهُ أنا عليهم تَرْئيساً فَتَرَأَّسَ هو، وارْتَأَسَ عليهم. ورَأَسْتُهُ فهو مَرْؤُوسٌ ورَئِيسٌ، إذا أصبتَ رأسه. وَشاةٌ رَئيسٌ، إذا أصيب رأسُها، من غَنَمٍ رَآسَى. ويقال لبائع الرءُوسِ رآَّسٌ. والعامة تقول: رَوَّاسٌ. ونعجةٌ رَأْساءُ، أي سوداء الرأس والوجهِ وسائِرُها أبيض. والأَرْأسُ: الرجل العظيم الرَأْسِ. والرُؤَاسِيُّ مثله، وشاةٌ أَرْأَسُ. ولا يقال رُؤَاسِيٌّ. والرَءُوسُ من الإبل: البعير الذي لم يبق له طِرْقٌ إلاَّ في رأسه. والمُرائِسُ مثله. قال يعقوب: ويقال هو رائِسُ الكلاب، فهو في الكلاب بمنزلة الرئيسِ في القوم. وقولهم: رُميَ فلانٌ منه في الرأْسِ، أي أعرض عنه ولم يَرْفَعْ به رَأْساً واستثقله. تقول: رُميتُ منك في الرأسِ، على ما لم يُسَمَّ فاعله، أي ساءَ رأيُك فيَّ حتّى لا تقدر أن تنظر إليّ. وتقول: أَعِدْ عليَّ كلامك من رأسٍ، ولا تقل من الرأس، والعامة تقوله. وقولهم: أنت على رِياسِ أمرِك، أي أوّله. والعامة تقول: على رأْسِ أمرك. ورِئاسُ السَيف: مَقْبِضه.

رأف

الرَأْفَةُ: أشدُّ الرحمةِ. أبو زيد: رَؤُفْتُ بالرجل أَرْؤُفُ به رَأْفَةً وَرآفَةً، ورَأَفْتُ به أَرْأَفُ، ورَئِفْتُ رَأْفاً. قال: كلٌّ من كلام العرب: فهو رَءوفٌ على فَعولٍ. قال كعب ابن مالك الأنصاري:

نُطيعُ نَبِيَّنا ونُـطـيعُ رَبَّـاً

 

هو الرحمنُ كان بنا رَؤُوفا

ورَؤُوفٌ أيضاً على فَعُلٍ، قال جرير:

يَرى للمسلمين عليه حَـقَّـاً

 

كفِعْلِ الوالِد الرَؤُفِ الرحيمِ

رأل

الرَأْلُ: ولدُ النعام، والأنثى رأْلَةٌ، والجمع رِئالٌ. وذاتُ الرِئالِ: روضةٌ. والرِئالُ: كواكبٌ. واسْتَرْأَلَتِ الرِئْلانُ: كَبِرَتْ. واسْتَرْأَلَ النباتُ، إذا طال: شُبِّهِ بعنق الرَأْلِ. ومرّ فلانٌ مُرائِلاً، إذا أسرَعَ.

رأم

رَئِمَتِ الناقةُ ولدَها رِئْماناً، إذا أحبَّتْهُ. ويقال للبوّ والولد رَأْمٌ. والناقةُ رَءُومٌ ورائمَةٌ. وأرْأَمْنا الناقَةَ: عطفناها على الرَأْمِ. وقال الأمَويّ: الرَءُومُ من الشاةِ: التي تلحس ثياب من مرَّ بها. وكلُّ مَن أحَبَّ شيئاً وألِفَهُ فقد رَئِمَهُ. ورأَمْتُ شعب القَدَح، إذا أصلحتَه. الأصمعيّ الأَرْآمُ: الظباءُ البِيضُ الخالصة البياض، الواحدُ رِئْمٌ. قال: وهي تسكن الرمل. والرُؤُمَةُ: الغِراء الذي يُلصَق به الشيء. أبو زيد: رَئِمَ الجُرْحُ رِئْماناً حسناً، إذا التأم. وأَرْأَمْتُهُ أنا، إذا داويتَه حتَّا يبرأ أو يلتئم.

رأى

الرُؤْبَةُ بالعين تتعدَّى إلى مفعول واحد وبمعنى العلم تتعدى إلى مفعولين. يقال: رأى زيداً عالِماً. ورَأَى رَأْياً ورُؤْيَةً وراءَةً، مثل راعَةٍ. والرَأْيُ معروف، وجمعه أرْآءٌ وآراءٌ أيضاً مقلوب، ورَئيٌّ على فَعيلٍ. ويقال أيضاً: به رَئِيٌّ من الجن، أي مَسٌّ. ويقال: رأى في الفقه رَأْياً. وقد تركت العربُ الهمزَ في مستقبله لكثرته في كلامهم، وربّما احتاجت إليه فهمزَتْه، كما قال الشاعر:

ومن يَتَمَلَّ العَيْشَ يَرْءَ ويسمعُ

وقال سُراقة البارقيّ:

أري عَيْنَيَّ ما لم تَرْأَياهُ

 

كلانا عالِمٌ بالتُرَّهاتِ

وربَّما جاء ماضيه بلا همز. قال اسماعيل ابن بشّار:

صاحِ هل رَيْتَ أو سمعـتِ بَـراعٍ

 

رَدَّ في الضَرْعِ ما قَرى في الحِلابِ

ويروى: في العِلابِ. وكذلك قالوا في أَرَأَيْتَ وأَرْأَيْتَكَ: أَرَيْتَ وأَرَيْتَكَ بلا همز. قال أبو الأسود:

أَرَيْتَ امْرَأً كنتُ لم أَبْلُهُ

 

أتاني فقال اتَّخِذْني خليلا

وقال آخر:

أَرَيْتَكَ إنْ منعتَ كلامَ لَيْلى

 

أتمنعُني على لَيْلى البُكاءَ

 وإذا أمرت منه على الأصل قلت: ارْءَ، وعلى الحذف: رَأْ. وقولهم: على وجهه رَأْوَةُ الحمق، إذا عرفت الحمق فيه قبل أن تُخْبِرَهُ. وأَرَيْتُهُ الشيء فرآهُ، وأصله أَرْأَيْتُهُ. وارْتَآهُ: افْتَعَلَ من الرأي والتدبير. وأَرْأَتِ الشاةُ: إذا عظُم ضرعُها قبل وِلادها، فهي مُرْئٍ. وفلانٌ مُراءٍ وقومٌ مُراءُونَ، والاسم الرِياءُ يقال: فعلَ ذلك رِياءً وسُمعةً. ويقال أيضاً: قومٌ رِئاءٌ، أي يقابل بعضُهم بعضاً. وكذلك بيوتهم رِئاءٌ. وتَراءى الجمعان: رأى بعضُهم بعضاً. وتقول: فلان يتراءى، أي ينظُر إلى وجهه في المرآة أو في السيف. وتَراءَى له شيءٌ من الجن، وللاثنين تَراءَيا، وللجمع: تَراءَوْا. وقال أبو زيد: بعَيْنِ ما أَرَيَنَّكَ، أي اعْجَلْ وكنْ كأنِّي أنظرُ إليك. وتقول من الرئاء: يُسْتَرْأَى فلانٌ، كما تقول يُسْتَحْمَقُ ويُسْتَعْقَلُ. والرِئَةُ: السَحْرُ، مهموزة، وتجمع على رِئِينَ، والهاء عوض من الياء. تقول منه: رَأَيْتُهُ، أي أصبت رئته. والَترِيَّةُ: الشيء الخَفِيُّ اليسير من الصُفْرة والكُدرة تراها المرأةُ بعد الاغتسال من الحيض. وقوله تعالى: "هم أحْسَنُ أثاثاً ورِئْياً" مَنْ همزه جعله من المنظر من رأَيْتُ، وهو ما رأته العين من حالٍ حسنةٍ وكُسوةٍ ظاهرةٍ سنيَّةٍ. وأنشد أبو عبيدةَ لمحمد بنُ نُمير الثَقَفيّ:

أشَاقَتْكَ الظعائنُ يوم بـانـوا

 

بِذي الرِئْي الجميلِ من الأثاثِ

وتقول للمرأة: أنتِ تَرَيْنَ، وللجماعة: أنتنّ تَرَيْنَ. وتقول: أنتِ تَرَيْنَني، وإن شئت أدغمت وقلت تَرِينِّي بتشديد النون، كما تقول تَضْرِبنِّي. والمِرْآةُ بكسر الميم: التي يُنظَر فيها. وثلاث مَراءٍ، والكثير مَرايا. قال أبو زيد: رَأْيْتُ الرجل تَرْئِيَةً، إذا أمسكت له المرآةَ لينظر فيها. والمَرْآةُ على مَفْعَلةٍ: المنظر الحسن. يقال: امرأة حسنة المَرْآةِ والمَرْأى، كما يقال حسنة المَنْظَرةِ والمَنْظَرِ. وفلانٌ حسنٌ في مَرْآةِ العين، أي في المنظر. وفي المثل: تخبر عن مجهوله مَرْآتُهُ، أي ظاهِرُهُ يدلّ على باطِنه. والرُواءُ بالضم: حُسن المنظر. ويقال: راءَى فلانٌ الناسَ يُرائِيهِمْ مُراءاةً، ورايأَهُمْ مُرايأَةً على القلب بمعنىً. ورأى في منامه رُؤْيا، على فُعْلى، بلا تنوين. وجمع الرُؤْيا رُؤى بالتنوين. وفلانٌ منّي بمَرأىً ومسمعٍ، أي حيث أراه وأسمع قولَه.

ربأ

المَرْبَأَةُ: المَرْقَبَةُ، وكذلك المَرْبأُ والمُرْتَبَأُ؛ ومنه قيل لمكان البازي الذي يقف فيه: مَرْبَأٌ. وَرَبَأْتُ القومَ رَبْأً، وارْتَبَأْتُهُمْ، أي: رَقَبْتُهُمْ؛ وذلك إذا كنتَ لهم طليعةً فوق شَرَفٍ. يقال: رَبَأَ لنا فلانٌ، وارتبأ، إذا اعتانَ. ورَبَأْتُ المَرْبَأَةَ وارْتَبَأْتُها أي: عَلَوْتُها. والربيءُ، والرَبيئَةُ: الطليعة، والجمع: الربايا. وقولهم: إني لأَرْبَأُ بك عن هذا الأمر، أي: أرفعك عنه. ابن السكيت: ما رَبَأْتُ رَبْءَ فُلانٍ، أي ما علمتُ به، ولم أكثرث له. ورابَأْتُ الشيءَ مُرابأةً، إذا حَذِرْتَه واتقيتَهُ.

ربب

رَبُّ كلِّ شيءٍ: مالكُهُ. والربُّ: اسم من أسماء اللّه عَزَّ وجَلَّ، ولا يقال في غيره إلا بالإضافة، وقد قالوه في الجاهلية للملِك. قال الحارث بن حِلِّزَةَ:

وهو الرَبُّ والشهيدُ على يَوْ

 

مِ الحِيارَيْنِ والبَلاءُ بَـلاءُ

والرَبَّانِيُّ: المُتَأَلِّهُ العارف باللّه تعالى. وقال سبحانه: "كونوا رَبَّانِيِّينَ". ورَبَبْتُ القوم: سُسْتُهُمْ، أي كُنْتُ فوقهم. قال أبو نصر: وهو من الرُبوبِيَّةِ. ومنه قول صفوان لأَنْ يَرُبَّني رجلٌ من قريش أَحَبُّ إلّيَّ من أن يَرُبَّني رجلٌ من هَوازِنَ. ورَبَّ الضَيْعَةِ، أي أصلحها وأتَمَّها. ورَبَّ فلان ولده يَرُبُّهُ رَبَّاً، ورَبَّبَهُ، وتَرَبَّبَهُ، بمعنىً أي رَبَّاهُ. والمَرْبوبُ: المُرَبَّى. قال الشاعر:

من دُرَّةٍ بَيْضاءَ صافِيَةٍ

 

مِمَّا تَرَبَّبَ حائرُ البَحْرِ

 يعني الدُرَّةَ التي يُرَبِّبها الصَدَفُ في قَعْرِ الماءِ. والتَرَبُّبُ أيضاً: الاجتماعُ. والرُبَّى بالضم على فُعْلَى: الشاةُ التي وضَعَتْ حديثاَ، وجمعها رُبابٌ بالضم والمصدر رِبابٌ بالكسر، وهو قُرْبُ العَهْدِ بالولادة، تقول: شاةٌ رُبَّى بَيِّمَةُ الرِبابِ، وأَعْنُزٌ رِبابٌ. والرابُّ: زوج الأُمِّ. والرابَّةُ: امرأة الأب. وربيبُ الرجلِ: ابنُ امرأته من غيره، وهو بمعنى مَرْبوبٍ؛ والأنثى رَبيبَة. والرَبيبَةُ أيضاً: واحدة الرَبائِبِ من الغَنَم، التي يربِّيها الناس في البيوت لألبانها. والربيبةُ: الحاضنةُ. ابن السكيت: يقال افْعَلْ ذلك الأمرَ بُربَّانِهِ، مضمومة الراء، أي بحِدْثانِهِ وجِدَّتِهِ وطَراءَته. قال: ومنه قيل شاةٌ رُبَّى. قال ابن أحمر:

وإنما العيشُ بِـربـانِـهِ

 

وأنت من أَفْنانِهِ مُعَتَصِرْ

وأخذت الشيء برُبَّانِهِ، أي أخذته كلَّه ولم أترك منه شيئاً. والرُبُّ: الطِلاءُ الخائِرُ، والجمع الرُبوبُ والرِبابُ. ومنه سِقاءٌ مَرْبوبٌ، إذا رَبَبْتَهُ، أي جعلت فيه الرُبَّ وأصلحته به. قال الشاعر:

فإن كنتِ مني أو تريدين صُحْبَتي

 

فكوني له كالسَمْنِ رُبَّ له الأَدَمْ

أراد بالأَدَمِ النِحي، لأنه إذا أُصْلِحَ بالرُبِّ طابت رائحته. والمُرَبَّباتُ: الأنْبَجاتُ، وهي المعمولات بالرُبِّ، كالمُعَسَّلِ وهو المعمولُ بالعَسَلِ. وكذلك المربَّيات، إلا أنها من التربية. يقال: زنجبيلُ مُرَبَّى ومُرَبَّبٌ. ورُبَّ حرفٌ خافِضٌ لا يقع إلا على نكرة، يُشَدَّدُ ويُخَفَّفُ، وقد تدخل عليه التاء فيقال رُبَّتَ، وتدخل عليه ما لِيُمْكِنَ أن يُتَكَلَّمَ بالفعل بعده، كقوله تعالى: "رُبَّما يَوَدُّ الذين كَفَروا". والرِبَّةُ بالكسر: ضَرْبٌ من النَبْتِ، والجمع الرِبَبُ. قال ذو الرمة يصف الثَور الوحشيّ:

أَمْسى بِوَهبينَ مُجْتازاً لِمَـرْتَـعِـهِ

 

من دي الفوارسِ تَدْعو أَنْفَهُ الرِبَبُ

والرِبَبُ، بالفتح: الماء الكثير، ويقال العَذْبُ. قال الراجز:

والبُرَّةَ السَمْراءَ والماءَ الرَبَبْ

وفلان مَرَبٌّ بالفتح، أي مَجْمَعُ يَرُبّ الناسَ أي يجمعهم. ومكانٌ مَرَبٌّ، أي مَجْمَعٌ. ومَرَبُّ الإبل: حيث لَزِمَتْهُ. وأَرَبَّتِ الإبل بمكانِ كذا وكذا، أي لَزمَتْهُ وأقامت به، فهي إبل مَرابُّ. وأَرَبَّتِ الناقةُ، أي لَزِمَتِ الفحلَ وأَحَبَّتْهُ. وأَرَبَّتِ الجَنوبُ، وأَرَبَّتِ السحابةُ، أي دامت. والإرْبابُ: الدنوّ من الشيء. والرِبِّيُّ: واحدُ الرِبِّيِّينَ، وهم الألوف من الناس. قال اللّه تبارك وتعالى: "وكأَيِّنْ من نَبِيٍّ قاتَلَ معه رِبِّيُّونَ كَثيرٌ". والرِبابَةُ أيضاً، بالكسر: شَبيهَةٌ بالكِنانَةِ تجمع فيها سِهامُ المَيْسِر. وربَّما سَمَّوا جماعَة السِهامِ رِبابة. والرِبابَةُ أيضاً: العهدُ والميثاقُ. قال الشاعر علقمة بن عبدة:

وكنتَ امرأَ أَفْضَتْ إليك رِبابَتي

 

وقبلك رَبَّتْني فَضِعْتُ رُبـوبُ

ومنه قيل للعُشورِ رِبابٌ. والأرِبَّةُ: أهل الميثاق. قال أبو ذؤيب:

كانَتْ أَرِبَّتَهُمْ بَـهْـزٌ وغَـرَّهُـمُ

 

عَقْدُ الجِوار وكانوا مُعْشَراً غُدُرا

ربت

رَبَّتَ الصبيَّ يُرَبِّتُه تَرْبيتاً، أي رَبَّاهُ.

ربث

رَبَثْتُهُ عن حاجته أَرْبُثُهُ بالضم رَبْثاً: حَبَسْتُهُ. والرَبيثَةُ: الأمر يحبِسك، وكذلك الرِبِّيثَى وتَرَبَّثَ في مسيره، أي تَلَبَّثَ. وارْبَثَّ أمرُهم، أي ضعُف وأبطأ حتّى تفرقوا. قال أبو ذؤيب:

رَمَيْناهُمُ حتَّى إذا ارْبَثَّ أَمْرُهُمْ

 

وعاد الرَصيعُ نُهْيَةً للحَمـائِل

ربج

الرَباجَة: البلادة. ومنه قول الشاعر:

ولم أَتَرَبَّج

أي ولم أتبلَّدْ.

ربح

رَبِحَ في تجارته، أي استشَفَّ. والرِبْحُ والرَبَحُ مثال شِبْهٍ وشَبَهٍ: اسم ما رَبِحَهُ. وكذلك الرَباحُ بالفتح. وتجارة رابِحَةٌ: يُرْبَحُ فيها. وأَرْبَحْتُه على سِلْعَتِه، أي أعطيته رِبْحاً. وبِعْتُ الشيءَ مُرابَحَةً. والرَباحُ أيضاً: بلد يُجْلَبُ منه الكافور. والرُبَّاحُ، بالضم والتشديد: الذَكر من القرود. والرُبَحُ: الفَصيلُ. والرُبَحُ: أيضاً طائرٌ.

ربحل

 جاريةٌ رِبْحَلَةٌ، أي ضخمةٌ.

ربخ

تَرَبَّخَ، أي استرخى. والرَبيخُ من الرجال: العظيم المسترخي. والرَبوخُ من النساء: التي يُغْشى عليها عند الجماع. وقد رَبِخَتْ.

ربد

رَبَدَ بالمكان رُبُوداً: أقام به. وقال ابن الأعرابيّ: رَبَدَهُ: حَبَسَهُ. والمِرْبَدُ: الموضِعُ الذي تُحْبَسُ فيه الإبلُ وغيرُها، ومنه سُمِّي مِرْبَدُ البَصْرَة. قال سُوَيْدُ بن أبي كاهل:

عَواصيَ إلاّ ما جَعَلْتُ وَراءَهـا

 

عَصا مِرْبَدٍ تَغْشى نُحوراً وأَذْرُعا

وأهل المدينة يسمّون الموضع الذي يجفَّف فيه التمر: مِرْبداً، وهو المِسْطَحُ، والجَرينُ في لغة أهل نَجْدٍ. ويقال: تَمْرٌ رَبيدٌ للذي نُضِّدَ في حُبٍّ ونُضِح عليه الماء. والرُبدَةُ: لَوْنٌ إلى الغُبْرَة؛ ومنه ظَليم أَرْبَدُ، وقد ارْبدّ ارْبِداداً. ونعامة رَبداءُ، والجمع رُبْدٌ. وداهِيَةٌ رَبداءُ: أي مُنْكَرةٌ. وعَنْزٌ رَبْداءُ، وهي السَوْداءُ المنقَّطة بحُمْرة، وهي من شِياتِ المَعْز خاصّة. وتَرَبَّدَتِ السَمَاء، أي تَغَيَّمَتْ. وتَرَبَّدَ وَجْهُ فلانٍ، أي تَغَيَّرَ من الغضب. وتَرَبَّدَ الرجلُ: تَعَبَّسَ. والرُبَدُ: الفِرِنْدُ. سَيْفٌ ذو رُبَدٍ: إذا كُنْتَ ترى فيه شِبْه غُبارٍ أو مَدَبَّ نَمْلِ. قال الشاعر صخر الغي:

وصارم أُخلِصَتْ عَقيقَتُهُ

 

أَبْيَضَ مَهْوٌ في مَتْنِه رُبدُ

ورَبَّدَتِ الشاةُ لغة في رَمَّدَتْ، وذلك إذا أَضْرَعَتْ، فترى في ضَرْعها لُمَعَ سواد وبياضٍ.

ربذ

الرِبْذَةُ بالكسر: الصوفَةُ يُهْنَأُ بها البعير. قال الشاعر:

يا عَقيدَ اللُوْمِ لَوْلا نِعْمَتي

 

كُنْتَ كالرِبْذَةِ مُلْقىً بالفِنا

وكذلك خِرقة الصائِغ التي يَجلو بها الحَلْيَ. والرَبَذَةُ بالتحريك: لغةٌ فيها. والرَبَذَةُ أيضاً: واحدةُ الرَبَذِ، وهي عُهونٌ تُعلَّق في أعناق الإبل. ويقال: رَبِذَتْ يده بالقِداحِ تَرْبَذُ رَبَذاً، أي خَفَّتْ. والرَبِذُ: الخفيفُ القوائم مشيه. ويقال أيضاً: فلانٌ ذو رَبِذات، أي كثير السَقَطِ في كلامه. وبَينَ القوم رَباذِيَةٌ، أي شَرٌّ.

ربرب

الرَبْرَبُ: القطيع من بقر الوحش.

ربز

كَبْشٌ رَبيزٌ، أي مُكْتَنِزٌ أَعْجَزُ، مثل رَبِيسٍ. ورَبَّزَ القِرْبَةَ ورَبَّسَها: ملأها.

ربس

الرَبيسُ: الشُجاع والداهية. يقال: داهيةٌ رَبْساءُ، أي شديدة. قال أبو زيد: يقال جئتَ بأمورٍ رُبْسٍ، وهي الدواهي. والارتِباسُ: الاكتناز في اللّهم وغيره. وكبشٌ رَبيسٌ، أي مكتنزٌ أعجزُ مثل رَبيزٍ. وحكى بعضُهم: رَبَسَ قِرْبَتَهُ، أي ملأها. وذكر ابنُ دريد: أنّ أصل الرَبْسِ الضربُ باليدين. يقال رَبَسَهُ بيديه. وارْبَسَّ أمرُهم ارْبِساساً: لغة في ارْبَثَّ، أي ضعف، حتَّى تفرقوا.

ربص

التَرَبُّصُ: الانتظار. والمُتَرَبِّصُ: المحتكِرُ. ولي في متاعي رُبْصَةٌ، أي لي فيه تَرَبُّصٌ.

ربض

الرَبَضُ بالتحريك: واحد الأرباضِ، وهي حبالُ الرَحْلِ، وأمعاءُ البطن. ورَبَضُ المدينةِ أيضاً: ما حولها. ورَبَضُ الغنم أيضاً: مأواها. ورَبَضُ الرجلِ: امرأتُهُ وكلُّ ما يأوي إليه من بيتٍ ونحوه. ومنه قيل لقُوتِ الإنسان الذي يقيمه ويَكفيه من اللبن رَبَضٌ. وفي المثل: مِنْكَ رَبَضُكَ وإنْ كانَ سَماراً، أي منك أَهْلُكَ وخَدَمُكَ ومن تأوي إليه وإن كانوا مقصِّرين. وهذا كقولهم: أنفُك منك وإن كانَ أجدعَ. قال الكسائي: الرُبْضُ بالضم: وسط الشيء. والرَبَضُ بالتحريك: نواحيه. ورُبوضُ الغنم والبقر والفرس، مثل بروكِ الإبلِ، وجثومِ الطيرِ. تقول منه: رَبَضَتِ الغنمُ تَرْبِضُ بالكسر رُبوضاً، وأَرْبَضْتُها أنا. وأَرْبَضَتِ الشمسُ: اشتدَّ حرُّها حتَّى يَرْبِضَ الظبيُ والشاةُ. وقولهم: دَعا بإناءٍ يُرْبِضُ الرهطَ، أي يُرويهم حتَّى يَثقُلوا فَيرْبِضوا. ورَبَضَ الكبشُ عن الغنم رُبوضاً، أي حَسَرَ وترك الضِرابَ وعدل عنه. ولا يقال فيه جَفَرَ. والمَرابَضُ للغنم كالمَعاطِنِ للإبل، واحدها مَرْبَضٌ. والرَبيضُ: الغنمُ برُعاتِها المجتمعة في مَرْبَضِها. يقال: هذا رَبيضُ بني فلان. وشجرةٌ رَبوضٌ، أي عظيمةٌ غليظةٌ. وكذلك سلسلةٌ رَبوضٌ، أي ضخمةٌ. وأنشد الأصمعي:  

وقالوا رَبوضٌ ضَخْمَةٌ في جِرانِهِ

 

وأَسْمَرُ من جِلْدِ الذِراعَيْنِ مُقْفَلُ

أي يابس. ابن السكيت: يقال: فلان ما تقوم رابِضَتُهُ إذا كان يَرمي فيقتُلُ أو يَعينُ فيقتُل، أي يصيبُ بالعين. قال: وأكثر ما يقال في العين. والرابِضَةُ: بقيّة حَمَلَةِ الحجّة، لا تخلو منهم الأرض.

ربط

رَبَطْتُ الشيءَ أَرْبِطُهُ، وأَرْبُطُهُ أيضاً عن الأخفش، أي شددته. والموضع مَرْبَطٌ ومَرْبِطٌ. يقال: ليس له مَرْبِطُ عنزٍ. وفلان يَرْتَبِطُ كذا رأساً من الدواب. ويقال: نِعْمَ الرَبيطُ هذا، لما يُرْتَبطُ من الخيل. والرَبيطُ: البسرُ المَوْدونُ. والرِباطُ: ما تُشَدُّ به القربةُ والدابةُ وغيرهما والجمعُ رُبُطٌ. قال الأخطل:

تموت طَوْراً وتحيا في أًسِرَّتِها

 

كما تُقَلَّبُ في الرُبْطِ المَراويدُ

وقطَع الظبي رِباطَهُ، أي حِبالَتَه. ويقال: جاء فلان وقد قرض رِباطَهُ، إذا انصرف مجهوداً. والرِباطُ: المُرابَطَةُ، وهو ملازمة ثَغْرِ العدوِّ. والرِباطُ: واحد الرِباطاتِ المبنية. ورِباطُ الخيل: مُرابَطَتها. ويقال: الرِباطُ من الخيل: الخَمْسُ فما فَوْقَها. قال الشاعر:

وإنَّ الرِباطَ النُكْدَ من آلِ داحِسٍ

 

أَبَيْنَ فما يُفْلِحْـنَ يومَ رِهـانِ

ويقال: لفلان رِباطٌ من الخيل، كما تقول: تِلادٌ، وهو أصلُ خيله. وفلانٌ رابِطُ الجأشِ، ورَبيط الجأشِ، أي شديدُ القَلْب، كأنه يَرْبُطُ نفسَه عن الفِرار. وقد خلَّف فلانٌ بالثغر جيشاً رابِطَةً. وببلد كَذا رابِطَةٌ من الخيل. وماءٌ مُترابِطٌ، أي دائمٌ لا يُنْزَحُ.

ربع

الرَبْعُ: الدارُ بعينها حيثُ كانت، وجمعها رِباعٌ ورُبوعٌ وأَرْباعٌ وارْبَعٌ.
 والرَبْعُ: المحَلّةُ. يقال: ما أوسَعَ رَبْعَ بَني فلانٍ. والأَرْبَعَةُ في عدد المذكر، والأَرْبَعُ في عدد المؤنث. والأرْبَعونَ بعد الثلاثين. والرُبْعُ: جزءٌ من أربعة، ويُثقَّلُ مثل عُسْرٍ وعُسُرٍ. ورَبَعَ وَتَرَهُ يَرْبَعُهُ رَبْعاً، أي فتله من أَرْبَع قُوَى. والقوَّةُ: الطاقةُ. ورَبَعَتِ الإبلُ، إذا وَرَدَتِ الرِبْعَ. يقال: جاءت الإبل رَوابِعَ. ابن السكيت: رَبَعَ الرجل، يَرْبَعُ، إذا وقَف وتحبَّس. ومنه قولهم: ارْبَعْ على نفسك، وارْبَعْ على ظَلْعِكَ، أي ارْفُقْ بنفسك وكُفَّ. والرِبْعُ في الحُمَّى، أن تأخذ يوماً وتدعَ يومَين ثم تجيء في اليوم الرابع. تقول منه: رَبَعَتْ عليه الحُمَّى. وقد رُبِعَ الرجلُ فهو مَرْبُوعٌ. والرِبْعُ أيضاً: الظِمْءُ، تقول منه: رَبَعَتِ الإِبلُ فهي رَوابِعُ وخوامسُ، وكذلك إلى العِشْرِ. والرَبيعُ عند العرب رَبيعانِ: رَبيع الشهور ورَبيعُ الأزمنة. فَربيعُ الشهور شهرن: بعد صفر ولا يقال فيه إلا شهر رَبيعِ الأول، وشهر رَبيعٍ الآخِرِ. وأما رَبيعُ الأزمنة فرَبيعانِ: الرَبيعُ الأوَّل، وهو الفصل الذي تأتي فيه الكمأةُ والنَورُ، وهو رَبِيعُ الكلأ، والرَبيعُ الثاني وهو الفصل الذي تُدْرِكُ فيه الثمارُ. وفي الناس مَنْ يُسمِّيه الرَبيعَ الأوَّل. وجمعُ الربيع أَرْبِعاءُ وأَرْبَعَةٌ، مثل نصيب وأنصباءَ وأنصبةٍ. قال يعقوب: ويُجْمَعُ رَبيعُ الكلأ أَرْبَعَةً، ورَبيعُ الجداول أَرْبِعاءَ. والرَبيعُ: المطرُ في الرَبيعِ، تقول منه: رُبِعَتِ الأرضُ فهي مَرْبوعَةٌ. والرَبيعُ: الجدولُ. والمَرْبَعُ: منزِلُ القوم في الربيع خاصَّةً. تقول: هذه مَرابِعُنا ومصايفنا، أي حيث نَرْتَبِعُ ونَصِيفُ. والنسبةُ إلى الرَبيعِ رِبْعِيٌّ بكسر الراء. وقولهم: ما له هُبَعٌ ولا رُبَعٌ، فالرُبَعُ: الفصيل يُنْتَجُ في الربيع، وهو أوَّل النِتاج، والجمع رِباعٌ وأَرْباعٌ. والأنثى رُبْعَةٌ، والجمع رُبَعاتٌ. فإذا نُتِجَ في آخر النتاج فهو هُبَعٌ،والأنثى هُبَعَةٌ. ورَبَعْتُ القومَ أَرْبَعُهُمْ بالفتح، إذا صرت رابِعَهُمْ، أو أخذت رُبْعَ الغنيمة. وفي الحديث: "ألم أجعَلْكَ تَرْبَعُ"، أي تأخذ المِرْباعَ. وقال قُطْرُبٌ: المِرْباعُ: الرُبْعُ، والمعشارُ العُشْرُ، ولم يسمع في غيرها. ورَبَعْتُ الحجرَ وارْتَبَعْتُهُ، إذا أَشَلْتَهُ. وفي الحديث: مرَّ بقوم يَرْبَعونَ حجراً ويَرْتَبِعون. وذلك الحجر يسمَّى رَبيعَةً. والرَبيعةُ أيضاً: بيضةُ الحديد. والمِرْبَعَةُ: عُصَيَّةٌ يأخذ الرجلان بطرفَيها ليحملا الحِمل ويَضَعاه على ظهر البعير. تقول منه: رَبَعْتُ الحِملَ، إذا أدخلتَها تحته وأخذت بطرفها وصاحبُك بطرفها الآخر ثم رفعتماه على البعير، فإذا لم تكن المِرْبَعَةُ أخذ أحدهما بيد صاحبه، وهو المُرابَعَةُ. وأنشد ابن الأعرابي:

يا ليت أُمَّ العَمْرِ كانت صاحبي

مَكانَ مَنْ أَنْشَا على الرَكائِبِ

ورابَعَتْني تحت ليلٍ ضارِبِ

بسَاعِدٍ فَعْمٍ وكَفٍّ خاضِبِ

قال الكسائي: يقال عامَلْتُهُ مُرابَعَةً، كما يقال مُصايَفَةً ومشاهرةً. وقولهم: الناسُ على رَبعاتِهِمْ، بفتح الباء وقد تكسر، عن الفراء، أي على استقامتهم وأمرِهم الأوَّل. والرَبَعَةُ: أشدُّ عَدْوِ الإبل. يقال: مرَّ البعير يَرْتَبِعُ، إذا ضرب بقوائمه كلِّها. والرَبْعَةُ بالتسكين: جُؤْنَةُ العطّارِ. ويقال أيضاً: رجلٌ رَبْعَةٌ، أي مَرْبوعُ الخَلْقِ، لا طويلٌ ولا قصيرٌ. وامرأةٌ رَبْعَةٌ، وجمعها جميعاً رَبَعاتٌ بالتحريك، وهو شاذٌّ، لأنَّ فَعْلَةً إذا كانت صفةً لا تحرَّك في الجمع تقول منه ارْتَبَعَ. قال العجاج:

رَباعِياً مُرْتَبِعاً أو شَوْقَبا

وأما قول ذي الرمة:

إذا ذابَتِ الشمسُ اتَّقى صَقَراتِها

 

فأَفْنانِ مَرْبوعِ الصَريمَةِ مُعْبِلِ

 فإنَّما عنى به شجراً أصابه مطرُ الربيع، أي شجراً مَرْبوعاً، فجعله خَلَفاً منه. وارْتَبَعَ البعيرُ، إذا أكل الرَبيعَ فسمِن ونشط. وتَرَبَّعَ مثلُه. وارْتَبَعْنا بموضع كذا، أي أقمنا به في الربيع. وتَرَبَّعَ في جلوسه. والتَرْبيعُ: جعلُ الشيءِ مُرَبَّعاً. ورُباعُ، بالضم: معدولٌ عن أرْبَعَةٍ. ويقال: القومُ على رِباعَتِهِمْ، بكسر الراء، أي على أمرهم الذي كانوا عليه. ويقال: ما في بني فلان مَنْ يضبط رِباعَتَهُ غيرَ فلانٍ، أي أمرَهُ وشأنَهُ الذي هو عليه. قال الأخطل:

ما في مَعَدٍّ فَتىً يُغْني رِباعَتَهُ

 

إذا يَهُمُّ بأمرٍ صالحٍ فَـعَـلا

والرِباعَةُ أيضاً: نحوٌ من الحَمالَةِ. والرَباعِيَةُ، مثلُ الثمانِية: السِنُّ التي بين الثَنِيَّةِ والناب، والجمع رَباعِيَاتٌ. ويقال للذي يُلْقي رَباعِيَتَهُ: رَباعٍ مثال ثمانٍ، فإذا نصبْت أتممت فقلت: ركبتُ بِرْذَوناً رَباعِياً. والجمع رُبُعٌ ورِبْعانٌ. تقول منه للغنم في السنة الرابعة، وللبقر والحافر في السنة الخامسة، وللخُفِّ في السنة السابعة: أَرْبَعَ يُرْبِعُ إِرْباعاً. وهو فرسٌ رَباعٍ، وهي فرسٌ رَباعِيَةٌ. وأَرْبَعَ فلانٌ إبله بمكانِ كذا، أي رعاها في الربيع. وأَرْبَعَ الرجلُ، إذا وردتْ إبلهُ ربْعاً. وأَرْبَعَ، إذا وُلِدَ له في الشبيبة. ووَلَدُهُ رِبْعِيُّونَ. ورِبْعِيَّةُ القومِ أيضاً: مِيرتُهم في أول الشتاء. وأَرْبَعَ القومُ، أي صاروا أَرْبَعَةً، وأَرْبَعوا، أي دخلوا في الربيع. وأَرْبَعوا، أي أقاموا في المَرْبَعِ عن الارتياد والنُجْعَةِ. ومنه قولهم: غيثٌ مُرْبِعٌ مُرْتِعٌ. والمُرْتِعُ: الذي يُنْبِتُ ما تَرْتَعُ فيه الإبل. وأَرْبَعَتْ عليه الحُمَّى: لغةٌ في رَبَعَتْ. وقد أُرْبِعَ: لغةٌ في رُبِعَ فهو مُرْبَعٌ. قال أُسامة الهذليُّ:

مِنَ المُرْبَعينَ ومِنْ آزِلٍ

 

إذا جَنَّهُ الليلُ كالناحِطِ

وفي الحديث: "أغِبُّوا في عيادة المريض وأَرْبِعوا، إلاَّ أن يكون مغلوباً" قوله: وأَرْبِعوا، أي دعوهُ يومين وأْتوهُ اليومَ الثالث. وناقةٌ مُرْبِعٌ: تُنْتَجُ في الربيع. فإنْ كان ذلك من عادتها فهي مِرْباعٌ. قال الأصمعي: المِرْباعُ من النوق: التي تلد في أول النِتاج. والمُرْبِعُ: التي ولدُها معها، وهو رُبَعٌ. والمَرابيعُ: الأمطارُ التي تجيء في أول الربيع. قال لبيدٌ يصف الديار:

رُزِقَتْ مَرابيعَ النجومِ وصابَها

 

وَدْقُ الرَواعِدِ جَوْدُها فَرِهامُها

وعَنى بالنجوم الأنواءَ. والمِرْباعُ: ما كان يأخذه الرئيسُ، وهو رُبْعُ المَغْنَم. والأَرْبِعاءُ من الأيام. وقد حُكِيَ عن بعض بني أسدٍ فتحُ الباءِ فيه، والجمع أَرْبِعاواتٌ. واليَرْبوعُ: واحد اليَرابيعِ، والياء زائدة لأنَّه ليس في كلامهم فَعْلولٌ. وأرضٌ مَرْبَعَةٌ: ذات يَرابيعَ. ويَرابيعُ المَتْنِ: لَحماتُهُ، واحدها يَرْبوعٌ.

ربغ

ارْبغ فلان إبله: إذا تركها ترِد الماءَ كيف شاءت من غير وقت، يقال: تُرِكَتْ إبلهم هَملاً مُرْبَّغَةً.

ربق

الرِبقُ: بالكسر: حبل فيه عدّة عُرىً، تُشَدُّ به البُهُمُ، الواحدة من العُرَى: ربْقَةٌ. وفي الحديث: "خلعَ رِبقة الإسلام من عنقه" والجمع رِبَقٌ وأَرْباقٌ ورِباقٌ. وفي الحديث: "لكم العهد ما لم تأكلوا الرباقَ". والرَبْقُ بالفتح: مصدر قولك: رَبَقْتُ الجدي أَرْبُقُهُ وأَرْبِقُهُ، إذا جعلتَ رأسَه في الرِبْقَةِ، فارْتَبَقَ. يقال: ارْتَبَقَ الظبيُ في حِبالتي، أي عَلِقَ. والرَبيقَةُ: البَهْمَةُ المَرْبُوقَةُ في الرِبْقِ. وقولهم: رَمَّدَتِ الضانُ فَرَبِّقْ رَبِّقْ أي هيِّئ الأَرْباقَ فإنّها تلد عن قُربٍ لأنها لا تُضْرِعُ على رأس الولد. وأمُّ الرُبَيْقِ: الداهيةُ.

ربك

 رَبَكْتُ الشيءَ أَرْبُكُهُ رَبْكاً: خلطته فارْتَبَكَ، أي اختلط. وارْتَبَكَ الرحل في الأمر، أي نَشِب فيه ولم يكد يتخلَّص منه. والرَبْكُ: إصلاح الثَريد. والرَبيكَةُ: تمر يُعْجَنُ بسمنٍ وأَقِطٍ فيؤكل. قال ابن السكيت: وربما صُبَّ عليه ماءٌ فشُرِبَ شُرباً. قال: وقال غَنيَّةُ الكلابيّة أمّ الحُمارِسِ: الرَبيكَةُ: الأقِطُ والتمرُ والسمنُ، يُعْمَلُ رِخْواً ليس كالحَيْسِ. وفي المثل: غَرْثانُ فارْبُكوا له، وأصله أنَّ أعْرابياً أتى أهلَه فبُشِّرَ بغلام وُلِدَ له، فقال: ما أصنع به? أآكله أم أشره? فقال امرأته: غَرْثانُ فارْبُكُوا له. فلمَّا شبع قال: كيف الطَلا وأُمُّهُ.

ربل

الرَبْلُ: ضروبٌ من الشجر، إذا بَرَدَ الزمانُ عليها وأدبر الصيف تفطَّرَتْ بورق أخضر من غير مطر. والجمع رُبولٌ. قال الكميت يصف فراخ النعام:

أَوَيْنَ إلى مُلاطِفَةٍ خَضودٍ

 

لِمأْكَلِهِنَّ أطرافَ الرُبولِ

يقول: يَأْوِينَ إلى أمٍّ ملاطِفَةٍ تكسَّر لهنَّ أطرافَ هذا الشجر ليأكلْن. والرَبْلَةُ: باطن الفخذ، يسكَّن ويحرَّك. قال الأصمعي: التحريك أفصح. والجمع رَبَلاتٌ. ورَبَلَ القومُ يَرْبُلون، أي نَمَوا وكثُروا. وتَرَبَّلَتِ الأرض، أي اخضرَّتْ بعد اليُبس عند أقبال الخريف. وتَرَبَّلَتِ المرأةُ، أي كثُر لحمُها. ورجلٌ رَبِلٌ: كثيرُ اللحم. والاسم الرَبالَةَ. والرَبيلَةُ: السِمَنُ. ومنه قول الشاعر:

أضاعَ الشبابَ في الرَبيلَةِ والخَفْضِ

ربا

رَبا الشيءُ يَرْبو رَبْواً، أي زاد. والرابِيَةُ: الرَبْوُ، وهو ما ارتفعَ من الأرض. ورَبَوْتُ الرابِيَةَ: علوتها. وكذلك الرُبْوَةُ بالضم. وفيها أربع لغات: رُبْوَةٌ ورَبْوَةٌ ورِبْوَةٌ ورَباوَةٌ. والرَبْوُ: النَفَسُ العالي. يقال: رَبا يَرْبُو رَبْواً، إذا أخذه الرَبْوُ. ورَبا الفرس، إذا انتفخ من عَدْوٍ أو فزعٍ. قال بشر بن أبي خازم:

كَأَنَّ حَفيفَ مُنْخُرِهِ إذا ما

 

كَتَمْنَ الرَبْوَ كيرٌ مُستعارُ

قال الفراء في قوله تعالى: "فأَخَذَهُم أخذةً رابِيَةً" أي زائدة، كقولك: أَرْبَيْتُ، إذا أخذتَ أكثر مما أعطيت. ورَبَوْتُ في بني فلان ورَبيتُ، أي نشأتُ فيهم. وينشد:

ثلاثةُ أملاكٍ رَبَوْا في حُجورِنا

ورَبَّيْتُهُ تَرْبِيَةً وتَرَبَّيْتُهُ، أي غذوته. هذا لكلِّ ما ينمي، كالولد والزرع ونحوه. ويقال زنجبيل مُرَبَّى ومُرَبَّبٌ أيضاً، أي معمول بالرُبِّ. ابن دريد: لفلانٍ على فلان رَباءٌ بالفتح والمدّ، أي طَوْلٌ. والرِبا في البيع. ويثنَّى رِبَوانِ ورِبَيانِ. وقد أَرْبى الرجل. والرُبْيَةُ مخففةً: لغة في الرِبا. والارْبِيَّةُ بالضم والتشديد: أصل الفخذ، وهما أُرْبِيَّتان. ويقال أيضاً: جاء فلان في أُرْبِيَّةِ قومِه، أي في أهل بيته من بني الأعمام ونحوِهم، ولا تكون الأُرْبِيَّةُ من غيرهم. وقال:

وإنِّي وَسْطَ ثعلبةَ بن عمروٍ

 

بلا أُرْبِيَّةٍ نَبَتَتْ فُـروعـا

أبو حاتم: الرُبْيَةُ: ضربٌ من الحشرات، وجمعه رُبىً.

رتأ

رَتأْتُ العقدةَ رَتْأً: شددتها، والرجل خَنَقْتُه، وفي المَشْيِ رَتَآناً، مثل الرَتَكان: خَنَنْتُ.

رتب

الرُتْبَةُ: المَنْزِلَةُ، وكذلك المَرْتَبَةُ. قال الأصمعي: المرتَبةُ: المَرْقَبَةُ، وهي أعلى الجبلِ. وقال الخليل: المراتب في الجبل والصحارى، وهي الأعلامُ التي تُرَتَّبُ فيها العيونُ والرُقباءُ. وتقول: رَتَّبْتُ الشيءَ تَرْتيباً. وَرَتَبَ الشيءُ يَرْتُبُ رُتوباً، أي ثَبَتَ؛ يقال: رَتَبَ رُتوبَ الكَعْبُ، أي انتصب انتِصابَه. وأَمْرٌ راتِب، أي دائمٌ ثابتٌ؛ وأَمْرٌ تُرْتَبٌ، على تُفْعَلٍ بضم التاء وفتح العين، أي ثابتٌ قال الشاعر:

وكان لنا فَضْلٌ على الناسِ تُرْتَبا

والرَتَبُ: الشِدة. قال ذو الرمة يصف الثَور الوحشيّ:

تَقَيَّظَ الرَمْلَ حتّى هَزَّ خِلْفَـتَـهُ

 

تَرَوُّحُ البَرْد ما في عَيْشِهِ رَتَبُ

يقال: ما في هذا الأمر رَتَبٌ ولا عَتَبٌ، أي شِدَّةٌ. والرَتَبُ: ما بين السَبَّابَةِ والوُسْطَى، وقد يُسَكَّنُ. والرَتَبُ أيضاً: ما أَشْرَفَ من الأرض. كالبَرْزَخِ. يقال رَتَبَةٌ وَرَتَبٌ، كقولك دَرَجَةٌ ودَرَجٌ.

رتت

 ابن الأعرابي: الرَتُّ: رئيس البلد. وهؤلاء رُتوتُ البلد. والرُتوتُ أيضاً: الخنازير. والرُتَّةُ، بالضم: العُجمة في الكلام والحُكْلَةُ فيه. رجلٌ أَرَتُّ بَيِّنُ الرَتَتِ. وفي لسانه رُتَّةٌ. وأَرَتَّهُ اللّه فَرَتَّ.

رتج

أَرْتَجْتُ البابَ: أغلقته. قال العجاج:

أو يجعل البيتَ رِتاجاً مُرْتَجا

والمِرْتاجُ: المغلاقُ. وأَرْتَجَتِ الناقة إذا اغلقت رحمها على الماء وأرتجت الدَجاجةُ، إذا امتلأ بطنها بيضاً. واُرْتِجَ على القارئ، على ما لم يُسَمَّ فاعله، إذا لم يَقدِر على القراءة كأنّه أُطْبِقَ عليه، كما يُرْتَجُ البابُ. وكذلك ارْتُتِجَ عليه. ولا تقل: ارْتُجَّ عليه بالتشديد. ورَتِجَ الرجلُ في مَنطِقِه بالكسر، إذا استَغلَقَ عليه الكلام. والرَتَجُ، بالتحريك: الباب العظيم، وكذلك الرِتاجُ. ومنه رِتاجُ الكعبة. قال الشاعر:

إذا أَحْلَفوني في عُلَيَّةَ أُجْنِـحَـتْ

 

يَمِيني إلى شطْرِ الرِتاجِ المُضَبَّبِ

ويقال: الرِتاجُ: البابُ المغلَق وعليه باب صغير والمَراتِجُ: الطرقُ الضيقة.

رتخ

رَتَخَ العجينُ والطين، فهو راتِخٌ، أي رَقَّ.

رتع

رَتَعَتِ الماشيَةُ تَرْتَعُ رُتوعاً، أي أكلت ما شاءت. ويقال: خرجنا نَرْتَعُ ونلعب، أي ننعم ونلهو وإبلٌ رِتاعٌ: جمعُ راتِعٍ، وقومٌ راتِعونَ. والموضعُ مَرْتَع. وأَرْتَعَ إبلَه فَرَتَعَتْ، وقومٌ مُرْتِعونَ. وأَرْتَعَ الغيثُ، أي أنبت ما تَرْتَعُ فيه الإبل.

رتق

الرَتْقُ: ضدُّ الفتق. وقد رَتَقْتُ الفتق أَرْتُقُهُ، فارْتَتَقَ، أي التأم، ومنه قوله تعالى: "كانتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما". والرَتَق بالتحريك: مصدر قولك: امرأةٌ رَتقاءُ، بيّنة الرَتَقِ، لا يستطاع جماعُها لارْتِتاقِ ذلك الموضع منها. والرِتاقُ: ثوبان يُرْتَقانِ بحواشيهما، ومنه قول الراجز:

جاريةٌ بيضاءُ في رتاقِ

رتك

رَتَكانُ البعيرِ: مقاربةُ خَطْوِه في رَمَلاَنِه، لا يقال إلاَّ للبعير. وقد رَتَكَ يَرْتُكُ رَتْكاً ورَتَكاناً، وأَرْتَكَهُ صاحبه.

رتل

التَرْتيلُ في القراءة: التَرَسُّلُ فيها والتبيينُ بغير بَغْيٍ. وكلامٌ رَتِلٌ بالتحريك: أي مُرَتَّلٌ. وثغرٌ رَتَلٌ أيضاً، إذا كان مستويَ النبات. ورجلٌ رَتِلٌ، مثال تَعِبٍ، بينِّن الرَتَلِ، أي مُفَلَّجُ الأسنان.

رتم

الرَتيمَةُ: خيطٌ يُشدُّ في الإصبع لتستذكر به الحاجة. وكذلك الرَتَمَةُ. تقول منه: أَرْتَمْتُ الرجلَ إرْتاماً. قال الشاعر:

إذا لم تكن حاجاتُنا في نفوسكمْ

 

فليس بِمُغْنٍ عنك عقدُ الرَتائِمِ

والرَتَمَة بالتحري: ضربٌ من الشجر، والجمع رَتَمٌ. وكان الرجل إذا أراد سفراً عَمَدَ إلى شجرة فشدّ غُصنين منها فإنْ رَجَعَ ووجدَهما على حالهما قال إنَّ أهله لم تَخُنْه، وإلاَّ فقد خانَتْه. وقال الراجز:

هَلْ يَنْفَعَنْكَ اليومَ إنْ هَمَّتْ بهم

 

كثرةُ ما توصي وتَعْقادُ الرَتَمْ

ورَتَمْتُ الشيء رَتْماً: كسرته. يقال: رَتَمَ أنفَه، بالتاء والثاء جميعاً. والرَتْمُ أيضاً: المَرْتومُ. وقال أوس بن حجر:

لأَصْبَحَ رَتْماً دُقاقَ الحَصى

 

مَكانَ النبِيِّ من الكاثِـبِ

وما رَتَمَ فلان بكلمةٍ، أي ما تكلَّمَ بها.

رتن

الرَتْنُ: الخلط، ومنه المِرْتَنَةُ.

رتا

الرَتْوَةُ: الخُطْوة. وقد رَتَوْتُ أرْتُو، أي خطوت. ورَتاهُ يَرْتوهُ، أي أرخاه وأوهاه. قال الحارث يذكر جبلاً وارتفاعَه:

مكفهرّاً على الحوادث لا يَرْ

 

تُوهُ للدهر مُؤَيِدٌ صَـمَّـاءُ

أي لا توهيه داهية ولا تغيِّره.
ورَتاهُ أيضاً، أي شدَّهُ؛ وهو من الأَضداد. الأمويّ: رَتَوْتُ بالدلو رَتْواً، إذا مددتَها مدّاً رفيقاً. وقال غيره: رَتَا برأسه يَرْتُو رَتْواً؛ وهو مثل الإيماء.

رثأ

ارْتَثَأَ اللّبَنُ: خَثُرَ، ورَثَأْتُ اللبنَ رَثْأً: إذاحَلَبْتَهُ على حامضٍ فَخَثُرَ، والاسم: الرَّثِيئَةُ؛ ومنه قولهم: إن الرثيئَةَ تفثأ الغضبَ. وارتثأ عليهم أمْرُهُم: اختلط، وهم يَرْثَؤُون رأيَهُمْ رَثْأً، أي: يخلطون، وارتثأ فلانٌ في رأيه، أي: خَلَّطَ.

رثث

 الرَثُّ: الشيء البالي، وجمعه رِثاثٌ. وقد رَثَّ الحبلُ وغيره يَرِثُّ رَثاثَةً. وفلانٌ رَثُّ الهيئةِ، وفي هيئته رَثاثةٌ، أي بذاذَةٌ. وأَرَثُّ الثوبُ، أي أَخْلَقَ. والرِثَّةُ: السَقَطُ من متاع البيت من الخُلْقانِ؛ والجمع رِثَثٌ ورِثاثٌ. وارْتَثَثنا رِثَّةَ القومِ، أي جمعناها. والرِثَّةُ أيضاً: الخُشارَةُ الضعفاء من الناس. والرِثَّةُ أيضاً: المرأة الحمقاء. وارْتُثَّ فلان، وهو افْتُعِل على ما لم يُسَمَّ فاعله، أي حُمِلَ من المعركة رَثيثاً، أي جريحاً وبه رَمَقٌ.

رثد

رَثَدْتُ المتاعَ أَرْثُدُهُ رَثْداً: نَضَدْتُه ووضعت بعضه على بعض أو إلى جنْب بعض. والمتاع رَثيدٌ ومَرْثودٌ. قال ثَعْلَبَة بن صُعَيْر المازِنيّ، وذكر الظَليمَ والنَعامة، وأنهما تذكَّرا بيضهما في أُدْحِيِّهما فأسرعا إليه:

فَتَذَكَّرا ثَقَلاً رَثيداً بَعدَ مـا

 

أَلْقَتْ ذُكاءُ يَمينَها في كافِرِ

والرَثَدُ بالتحريك: متاع البيت المنضود بعضُه على بعضٍ. والرثَدُ: ضَعَفَةُ الناس. يقال: تَرَكْنا على الماء رَثَداً ما يطيقون تَحَمُّلاً. وأما الذين ليس عندهم ما يتحمَّلون عليه فهم مُرْتَثِدونَ، وليسوا بِرَثَدٍ. يقال: تركت بني فلان مرتثدين ما تحمَّوا بعدُ، أي ناضدين متاعَهم. والمَرْثَدُ: اسم من أسماء الأسد. والرِثْدَةُ بالكسر: جماعة من الناس يقيمون ولا يَظْعَنونَ. الكسائي: أَرْثَدَ القومُ، أي أقاموا. واحْتَفَرَ القوم حتى أرثدوا، أي بلغوا الثَرى.

رثع

الرَثَعُ بالتحريك: الطمعُ والحِرصُ الشديدُ. وقد رَثِعَ بالكسر يَرْثَعُ رَثَعاً، فهو راثِعٌ ورَثِعٌ.

رثعن

الارْثِعْنانُ: الاسترخاء.

رثم

رَثَمْتُ أنفَه، إذا كسرتَه حتَّى أدمَيتَه. ورَثَمَتِ المرأةُ أنفَها بالطيب: طَلَتْهُ ولطَّخته. قال ذو الرمة:

تَثْني النِقابَ على عِرْنينِ أرنبةٍ

 

شَمَّاءَ مارِنُها بالمِسْكِ مَرْثومُ

كأنَّه جعلَ في المارِنِ شبيهاً بالدم في الأنف المَرْثومِ. والرثَمُ: بياض في جحفلة الفرس العليا. وقد ارْثَمَّ الفرسُ ارْثِماماً، صار أَرْثَمَ. وهي الرُثْمَةُ. وخُفٌّ مَرْثومٌ، مثل مَلْثومٍ، إذا أصابته حجارةٌ فدَميَ.

رثن

أبو زيد: الرَثانُ من المطر: القِطار المتتابعة، يفصل بينهن سكون. يقال: أرضٌ مُرَثَّنَةٌ تَرْثيناً.

رثى

الرَثْيَةُ بالفتح: وجع في الرُكبتين والمفاصل. قال حُميد يذكر كبره:

ورَثْيَةٌ تنهض بالتشدّدِ

ويروى في تَشَدُّدي: والجمع رَثَياتٌ. قال الراجز:

وللكبير رَثَـياتٌ أربـعُ

الركبتانِ والنَسا والأَخْدَعُ

ولا يزال رأسه يُصَدَّعُ

ورَثَيْتُ الميّت مَرْثِيَّةً ورَثَوْتُهُ أيضاً، إذا بكيته وعَدَّدْتُ محاسنَه، وكذلك إذا نظمتَ فيه شعراً. ورَثى له، أي رقّ له. وامرأةٌ رَثَّاءَةٌ ورَثَّايَةٌ. أبو عمرو: رَثَيْتُ عنه حديثاً أَرْثي رِثايَةً، إذا ذكرتَه عنه.

رجأ

أرجأت الأمر: أخّرته، وقرئ "وآخَرونَ مُرْجَؤُنَ لأمر اللّه"، أي: مُؤَخَّرونَ حتى يُنْزِلَ اللّه فيهم ما يريد. ومنه سُمِّيَتْ المُرْجِئَةُ مثال: المُرْجِعَةِ. يقال: رجلٌ مُرْجئٌ، مثال: مُرْجِعٍ، والنسبة إليه مُرْجِئِيٌّ، مثال: مُرْجِعِيٍّ.

رجب

 رَجِبْتُهُ بالكسر، أي هِبْتُهُ وعَظَّمْتُهُ، فهو مَرْجوبٌ. ومنه سُمِّيَ رَجَبٌ، لأنهم كانوا يعظِّمونه في الجاهلية ولا يستحِلّونَ فيه القِتالَ. وإنما قيل رَجَبُ مُضَرَ لأنّهم كانوا أشدَّ تعظيماً له. والجمع أرْجابٌ. وإذا ضَمُّوا إليه شَعبان قالوا: رَجَبانِ. والترجيبُ: التعظيم. وإنَّ فلاناً لَمُرَجَّبٌ. ومنه ترجيبُ العَتيرَةِ، وهو ذَبْحُها في رَجَبٍ. يقال: هذه أيامُ ترجيبٍ وتَعْتارٍ. والترجيب أيضاً: أن تُدْعَمَ الشَجَرةُ إذا كَثُرَ حَمْلُها لئلا تنكسر أغصانها. قال الحُبابُ بن المنذر: أنا عُذَيْقُها المُرَجَّبُ. وربَّما بُنيَ لها جِدارٌ تعتمد عليه لضعفها. والاسم الرُجْبَةُ والجمع رُجَبٌ. والرُجْبة أيضاً: بِناءٌ يُبْنَى يصاد به الذئب وغيره، يوضع فيه لحمٌ ويُشَدُّ بخيط، فإذا جذبَه سقط عليه الرُجْبَةُ. والراجبَةُ في الإِصْبَعِ: واحدة الرواجب، وهي مَفاصِلُ الأصابع اللاتي تَلي الأنامِلَ، ثم البَراجِمُ ثم الأشاجِعُ اللاتي يَلينَ الكَفَّ. قال الأصمعي: الأرجابُ: الأمعاءُ، ولم يعرف واحِدُها. قال أبو سهل: قال ابن حمدويه واحدها رِجْبٌ بكسر الراء وسكون الجيم، وقال غيره واحدها رَجَبٌ بفتحهما.

رجج

يقال رَجَّهُ رَجَّاً، أي حرَّكَهُ وزلزله. وناقةٌ رَجَّاءُ: عظيمةُ السَنام. وارْتَجَّ البَحر وغيره: اضطرب. وفي الحديث: "مَنْ ركب البحر حِينَ يَرْتَجُّ فلا ذِمَّةَ له"، يعني إذا اضطرب أمواجُه. والرَجاجُ بالفتح: مهازيل الغَنَم. ونعجةٌ رَجاجَةٌ، أي مهزولة. والرَجاجُ أيضاً: الضعفاء من الناس والإبل.

رجح

رَجَحَ الميزانُ يَرْجَحُ ويَرْجُحُ ويرجِحُ، رُجْحاناً، أي مالَ. وأَرْجَحْتُ لفلان، ورَجَّحْتُ تَرْجيحاً، إذا أعطيته راجحاً. والرَجاحُ: المرأة العظيمة العَجُز، والجمع الرُجُحُ. قال رؤبة:

ومِنْ هَوايَ الرُجُجُ الأنائِثُ

وتَرَجَّحَتْ الأُرْجوحَةُ بالغلام، أي مالت. وراجَحْتُه فَرَجَحْتُهُ، أي كنت أرزنَ منه. وقوم مَراجيح في الحِلْم.

رجحن

ارْجَحَنَّ الشيء: مالَ. وفي المثل: إذا ارْجَحَنَّ شاصياً فارفعْ يداً. أي إذا مال رافعاً رجليه، يعني إذا خَضَع لك، فاكفُفْ عنه. وارْجَحَنَّ الشيء: اهتزَّ. قال الخليل: ارْجَحَنَّ، إذا وقَعَ بمَرَّةٍ. وجيشٌ مُرْجَحِنٌّ، ورَحىً مُرْجَحِنَّةٌ، أي ثقيلَةٌ. قال النابغة:

إذا رَجَفَتْ فيه رَحىً مُرْجَحِنَّةٌ

 

تَبَعَّجَ ثَجَّاجاً غَزيرَ الحَوافِـلِ

رجد

أبو عمرو: الإرْجادُ: الإرْعادُ. يقال أَرْجَدَ وأَرْعَدَ بمعنىً.

رجرج

الرَجْرَجَةُ: الاضطرابُ. وتَرَجْرَجَ الشيء، أي جاء وذهب. والرَجْرَجُ: نعتُ المُتَرَجْرِجِ. وقال:

وكَسَتِ المِرْطَ قَطاةً رَجْرَجا

وكتيبةٌ رَجْراجَةٌ، كأنَّها تتمخّض ولا تسير، لكثرتها. وامرأةٌ رجراجةٌ: يَتَرَجْرَجُ عليها لحمُها. والرِجْرِجَةُ، بالكسر: بقيَّة الماء في الحوض الكدرةُ المختلطةُ بالطين؛ والثَريدةُ المُلَبَّقَةُ. والرِجْرِجُ أيضاً: نبتٌ.

رجز

الرِجْزُ: القَذَرُ، مثل الرِجْسِ.وقرئ قوله تعالى: "والرِجْزَ فاهْجُرْ" بالكسر والضم. قال مجاهدٌ: هو الصنم. وأمَّا قوله تعالى: "رِجْزاً من السماء" فهو العذاب. والرَجَزُ بالتحريك: ضربٌ من الشعر. وقد رَجَزَ الراجز وارْتَجَزَ. والرَجَزُ أيضاً: داءٌ يصيب الإبلَ في أعجازها فإذا ثارت الناقة ارتعشت فخذاها ساعةً ثم تَنْبَسِطانِ. يقال: بعيرٌ أَرْجَزُ، وقد رَجِزَ، وناقةٌ رَجْزاءُ. قال الشاعر:

هَمَمْتَ بخيرٍ ثم قَصَّرْتَ دونه

 

كما ناءت الرَجْزاءُ شُدَّ عقالُها

ومنه سمِّي الرَجَزُ من الشعر، لتقارب أجزائه وقلَّة حروفه. والرِجازَةُ: مركَبٌ أصغر من الهودج. ويقال هو كساءٌ يجعل فيه أحجارٌ يعلَّق بأحد جانبي الهودج إذا مال.

رجس

الرِجْسُ: القَذَر. وقال الفرّا في قوله تعالى: "ويَجْعَلُ الرِجْسَ على الذين لا يَعْقِلونَ": إنه العقاب والغضب، وهو مضارع لقوله: الرِجْزَ. والرِجْسُ، بالفتح: الصوت الشديد من الرعد، ومن هدير البعير. ورَجَسَتِ السماءُ تَرْجُسُ، إذا رعدتْ وتمخَّضَتْ. وارتَجَسَتْ مثلُه. وسحابٌ رَجَّاسٌ، وبعيرٌ رَجَّاسٌ. قال ابن الأعرابي: يقال هذا راجِسٌ حَسَنٌ، أي راعدٌ حسنٌ. ويقال: هم في مَرْجوسَةٍ من أمرهم، أي في اختلاط. والمِرْجاسُ: حجرٌ يشدُّ في طرف الحبل ثم يُدْلى في البئر فيَمْخَضُ الحَمْأَةَ حتّى تثور، ثم يُسْتَقى ذلك الماءُ فتَنْقى البئرُ.

رجع

رَجَعَ بنفسه رُجوعاً، ورَجَعَةً غيرهُ رَجْعاً. وهُذَيْلٌ تقول: أَرْجَعَهُ غيرهُ. وقوله تعالى: "يَرْجِعُ بعضهُم إلى بَعْضٍ القَوْلَ"، أي يتلاومون. والرُجعى: الرجوعُ. تقول: أرسلت إليك فما جاءني رُجعى رسالتي، أي مَرْجوعُها. وكذلك المَرْجِعُ. ومنه قوله تعالى: "ثم إلى ربِّكم مَرْجِعُكُمْ". وهو شاذٌّ، لأنَّ المصادر من فَعَلَ يَفْعِلُ، إنما تكون بالفتح. وفلانٌ يؤمن بالرَجْعَةِ، أي بالرجوع إلى الدُنيا بعد الموت. وقولهم: هل جاء رَجْعَةُ كتابك، أي جوابُه. وله على امرأته رَجْعَةٌ ورِجْعَةٌ أيضاً، والفتح أفصح. ويقال: ما كان من مَرْجُوعِ فلانٍ عليك أي من مردودِه وجوابه. والرَجْعَةُ: الناقةُ تباع ويُشْتَرى بثمنها مثلها، فالثانية راجِعَةٌ ورجيعة. وقد ارْتَجَعْتُها، وتَرَجَّعتُها، ورَجَّعْتُها. يقال: باع فلانٌ إبله فارْتَجَعَ منها رِجْعَةً صالحةً بالكسر، إذا صرف أثمانها فيما يعود عليه بالعائدةٍ والصالحةِ. وكذلك الرِجْعَةُ في الصدَقة إذا وجبَتْ على ربِّ المال أسنانٌ فأخذ المصدِّق مكانَها أسناناً فوقَها أو دونها. وأتانٌ راجِعٌ وناقةٌ راجِعٌ، إذا كانت تَشول بذنبها وتجمع قُطْرَيْها وتوزِعُ بِبَولها، فيُظَنُّ أن بها حَمْلاً، ثم تُخْلِفُ. وقد رَجَعَتْ تَرْجِعُ رِجاعاً. ونوقٌ رَواجِعُ. والرِجاعُ أيضاً: رُجوعُ الطير بعد قِطاعِها. والراجِعُ: المرأةُ يموت زوجها فترْجِعُ إلى أهلها. وأمَّا المطلَّقة فهي المردودة. والرَجْعُ: المطر. قال اللّه تعالى: "والسماءِ ذاتِ الرَجْعِ"، ويقال ذاتُ النفعِ. والرَجْعُ: الغديرُ. قال المتنخِّل الهذَليّ يصف السيف:

أبيض كالرَجْعِ رَسوبٌ إذا

 

ما ناخَ في مُحْتَفَلٍ يَخْتَلي

والجمعُ الرُجْعانُ. ورُجْعانُ الكتابِ أيضاً: جوابه. يقال: رَجَعَ إليَّ الجوابُ يَرْجِعُ رَجْعاً ورُجْعاناً. ورَجْعُ الدابةِ يَدَيْها في السير: خَطْوُها. ورَجْعُ الواشِمَةِ: خطها. والرَجيع من الدوابّ: ما رَجَعْتَهُ من سفرٍ إلى سفر، وهو الكالُّ، والأنثى رَجيعَةٌ، والجمعُ الرَجائِعُ. والرَجيعُ: الرَوث والبعرُ وذو البطن. وقد أَرْجَعَ الرجلُ. وهذا رَجيعُ السَبُعِ ورَجْعُهُ أيضاً. وكلُّ شيءٍ يُرَدَّدُ فهو رَجيعٌ؛ لأنَّ معناه مَرْجوعٌ، أي مردودٌ. وربما سَمَّوا الجِرَّةَ رَجيعاً. وأَرْجَعَ الرجُلُ، إذا أهوى بيده إلى خَلْفه ليتناول شيئاً. قال أبو ذؤيب:

فَبَدا له أَقْـرابُ هـذا رائِغـاً

 

عَجِلاً فَعَيَّثَ في الكِنانَةِ يُرْحِعُ

وحكى ابن السكيت: هذا متاعٌ مُرْجِعٌ أي له مَرْجوعٌ. ويقال: أرْجَعَ اللّه بَيْعَةَ فلانٍ، كما يقال: أربح اللّه بيعته. الكسائي: أَرْجَعَتِ الإِبْلُ، إذا هزُلَتْ ثم سمنتْ. والمُراجَعَةُ: المعاودةُ. يقال: راجعَهُ الكلامَ، وراجعَ امرأتَه. وتَراجَعَ الشيءُ إلى خلفٍ. واسْتَرْجَعْتُ منه الشيءَ، إذا أخذتَ منه ما دفعتَه إليه. واسْتَرْجَعْتُ عند المصيبة، إذا قلت: إنا للّه وإنَّا إليه راجعون، فأنا مُسْتَرْجِعٌ. وكذلك التَرْجيعُ، قال جرير:

ورَجَّعْتُ من عِرْفانِ دارٍ كأنها

 

بقيةُ وشمٍ في متونِ الأشاجِعِ

والترجيعُ في الأذان. وتَرْجيعُ الصوتِ: ترديدُه في الحَلْقِ، كقراءة أصحاب الألحان. وتَرْجيعُ الدابةِ يديْها في السير، وتَرْجيعُ الواشِمةِ وَشْمَها. ورَجْعُ الكتِفِ ومَرْجِعُها: أسفلُها.

رجف

الرَجْفَةُ: الزلزلةُ. وقد رَجَفَتِ الأرض تَرْجُفُ رَجْفاً. والرَجَفانَ: الاضطرابُ الشديدُ. الرَجَّافُ: البحرُ، سمِّي بذلك لاضطرابه. قال الشاعر:  

المُطْعِمونَ الشحمَ كل عَـشِـيَّةٍ

 

حتَّى تغيب الشمسُ في الرِجَّافِ

والإرْجافُ: واحدُ أَراجيفِ الأخبار. وقد أَرْجَفوا في الشيء، أي خاضوا فيه.

رجل

الرِجْلُ: واحدة الأَرْجلِ. وقولهم: كان ذلك على رِجْلِ فلان، أي في عهده وزمانه. والرِجْلُ أيضاً: الجماعة الكثيرة من الجراد خاصَّةً، وهو جمعٌ على غير لفظ الواحد. قال أبو النجم يصف الحُمُرَ في عَدْوِها وتَطايُرِ الحصى عن حوافرها:

كأنَّما المَعْزاءُ من نِضالِها

رِجْلُ جَرادٍ طارَ عن خُذّالِها

قال الخليل: رِجْلُ القَوسِ: سِيَتُها السُفلى. ويَدُهَا: سِيَتُها العليا. ورِجْلُ الطائِرِ: ميسَمٌ. ورِجْلُ الغراب: ضربٌ من صِرار الإبل، لا يقدر الفصيل على أن يرضَع معه، ولا ينحلُّ. قال الكميت:

صُرَّ رِجْلَ الغرابِ مُلْكُكَ في النا

 

سِ على من أراد فيه الفُجـورا

والرِجْلَةُ: بقلةٌ، وتسمَّى الحمقاءَ؛ لأنَّها لا تنبت إلاّ في مَسيلٍ. ومنه قولهم: هو أحمق من رِجْلَةٍ. والرِجْلَةُ أيضاً: واحدة الرِجلِ، وهي مَسايِلُ الماء. والرَجَلُ بالتحريك: مصدر قولك رَجِلَ بالكسر، أي بَقيَ راجِلاً. وأَرْجَلَهُ غيره. وأَرْجَلَهُ أيضاً، بمعنى أَمْهَلَهُ. والرَجَلُ: أن تُرْسِل البَهْمَةَ مع أمِّها ترضعُها متى شاءت. يقالُ: بَهْمَةٌ رَجَلٌ وبَهْمٌ أَرْجالٌ. تقول منه: أَرْجَلْتُ الفصيلَ. وقد رَجَلَ الفصيلُ أمَّه يَرْجُلُها رَجْلاً، أي رضَعها. ورَجَلْتُ الشاةَ: علّقْتُها بِرِجلِها. والأَرَجَلُ من الخيل: الذي في إحدى رِجْلَيْهِ بياضٌ، ويُكْرَهُ إلاّ أن يكون به وَضَحٌ غيره. قال الشاعر:

أسِيلٌ نبـيلٌ لـيس فـيه مَـعـابَةٌ

 

كُمَيْتٌ كلَوْنِ الصِرْفِ أرْجَلُ أَقْرَحُ

فَمُدِحَ بالرَجَلِ لمّا كان أَقْرَحَ. وشاةٌ رَجْلاءُ كذلك. والأرْجلُ أيضاً من الناس: العظيمُ الرِجْلِ. والمِرْجَلُ: قِدْرٌ من نُحاسٍ. والراجِلُ: خلاف الفارس؛ والجمع رَجْلٌ، ورَجَّالَةٌ ورَجَّالٌ. والرَجْلانُ أيضاً: الراجِلُ، والجمع رَجْلى ورِجالٌ. ويقال أيضاً: رَجِلٌ ورَجالى، مثل عَجِلٌ وعَجالى. وامرأةٌ رَجْلَى مثل عَجْلَى، ونسوةٌ رِجالٌ مثل عِجالٍ، ورَجالى مثل عَجالى. والرَجُلُ: خلاف المرأة، والجمع رِجالٌ ورِجالاتُ، وأَراجِلُ. قال أبو ذؤيب:

أَهَمَّ بَنِيهِ صَيْفُهُمْ وشِـتـاؤُهُـمْ

 

وقالوا تَعَدَّ واغْزُ وَسْط الأَراجِلِ

يقول: أَهَمَّهُمْ نفقةُ صَيفِهم وشِتائِهم وقالوا لأبيهم: تَعَدَّ، أي انصرفْ عنا. ويقال للمرأة رَجُلَةٌ. وقال:

مَزِّقوا جَيْبَ فَتاتِـهـمُ

 

لم يُبالوا حُرْمَةَ الرَجْلَهْ

ويقال: كانت عائشة رضي اللّه عنها رَجُلَةَ الرأي. وتصغير الرَجُلِ رُجَيْلٌ ورُوَيْجِلٌ أيضاً على غير قياس، كأنّه تصغير راجِلٍ. والرُجْلَةُ بالضم: مصدر الرَجُلِ. والراجِلُ والأَرْجَلُ؛ يقال رَجُلٌ بيّن الرُجْلةِ والرجولَةِ والرُجولِيَّةِ. وراجِلٌ: جيِّد الرُجْلَةِ. وفرسٌ أَرْجَلُ بيِّن الرَجَلِ والرُجْلَةِ. قال الأمويّ: إذا ولدت الغنمُ بعضُها بعد بعض قيل: وَلَّدْتُها الرُجَيْلاءَ. قال أبو زيد: يقال رَجِلْتُ بالكسر رَجَلاً، أي بقيتُ راجِلاً. والرَجيلُ من الخيل: الذي لا يَحْفى. ورَجُلٌ رَجيلٌ، أي قويٌّ على المشي. وحَرَّةٌ رَجْلاءُ، أي مستويةٌ كثيرةُ الحجارةِ يصعُب المشي فيها. قال ابن السكيت: شَعَرٌ رَجَلٌ، ورَجِلٌ، إذا لم يكن شديد الجُعودة ولا سَبِطاً. تقول منه: رَجَّلَ شعره تَرْجيلاً. أبو عمرو: ارْتَجَلْتُ الرَجُلَ، إذا أخذتَه برِجْلِهِ. وارْتِجالُ الخطبة والشِعر: ابتداؤه من غير تهيئةٍ قبل ذلك. وارْتَجَلَ الفرسُ، إذا خلط العَنَقَ بشيء من الهَمْلَجَةَ فراوَحَ بين شيءٍ من هذا وشيءٍ من هذا. وارْتَجَلَ فلان، أي جمع قطعةً من الجراد ليشويها. ومنه قول لبيد:

كَدُخانِ مُرْتَجِلٍ يَشِبُّ ضِرامُها

وَتَرَجَّلَ في البئر، أي نزلَ فيها من غير أن يُدَلَّى. وتَرَجَّلَ النهارُ، أي ارتفع. قال الشاعر:

وَهاجَ به لمَّا تَرَجَّلتِ الضُحـى

 

عَصائبُ شَتَّى من كلابٍ ونابِلِ

رجم

 الرَجْمُ: القتل، وأصله الرمي بالحجارة. وقد رَجَمْتُهُ أَرْجُمُهُ رَجْماً، فهو رَجيمٌ ومَرْجومٌ. والرُجْمَةُ، بالضم: واحدة الرُجَمِ والرِجامِ، وهي حجارةٌ ضِخام دون الرِضامِ، وربَّما جُمِعَتْ على القبر ليُسَنَّمَ. وقال عبد اللّه بن مغفَّلٍ في وصيّته: لا تُرَجَّموا قبري أي لا تجعلوا عليه الرَجَمَ. أراد بذلك تسوية قبرِه بالأرض وأن لا يكون مسنَّماً مرتفعاً. والرَجَمُ بالتحريك: القبرُ. قال كعب ابن زهير:

أنا ابن الذي لم يُخْزِني في حياته

 

ولم أُخْزِهِ لَمَّا تَغَيَّب في الرَجَمْ

والرِجامُ: المِرْجاسُ، وربَّما شُدَّ بطرف عَرْقُوَةُ الدلو ليكون أسرعَ لانحدارها. ورجلٌ مِرْجَمٌ بالكسر، أي شديد، كأنه يُرْجَمُ به مُعادِيهِ. وفرسٌ مِرْجَمٌ: يَرْجُمُ في الأرض بحوافره. والرَجْمُ: أن يتكلَّم الرجل بالظنِّ. قال تعالى: "رَجْماً بالغيب". يقال صار فلان رَجْماً: لا يوقف على حقيقة أمره. ومنه الحديثُ المُرَجَّمُ، بالتشديد. وتَراجَموا بالحجارة، أي ترامَوْا بها. ورَجَمَ فلانٌ عن قومه، إذا ناضَلَ عنهم. والرِجامانِ: خشبتان تُنصَبان على رأس البئر، ينصب عليهما القعْو. والرُجْمَةُ بالضم: وِجار الضبُع.

رجن

رَجَنَ بالمكان يَرْجُنُ رُجوناً: أقام به. والراجِنُ: الآلِفُ، مثل الداجِنِ. قال الفراء: رَجَنَتِ الإبل ورَجِنَتْ أيضاً بالكسر، وهي راجِنَةٌ. وقد رَجَّنتُها أنا وأَرْجَنْتُها، إذا حبستَها لتعلفَها ولم تسرِّحْها. ورَجَنَ فلانٌ دابَّته رَجْناً: حبَسها وأساءَ علَفَها حتّى تُهزَل، ورَجَنَتْ هي بنفسها رُجُوناً، يتعدّى ولا يتعدّى، فهي شاةٌ راجِنٌ. وارْتَجَنَ على القوم أمرُهم: اختلط. وارْتَجَنَ الزبد: طُبِخَ فلم يَصْفُ وفَسَدَ.

رجا

أَرْجَيْتُ الأمر: أخَّرته، يهمز ولا يهمز. والرَجاءُ من الأمل ممدود؛ يقال: رَجَوْتُ فلاناً رَجْواً ورَجاءً ورَجاوَةً. ويقال: ما أتيتُك إلاّ رَجاوَةً الخير. وتَرَجَّيْتُهُ كلّه بمعنى رَجَوْتُهُ. قال بشرٌ يخاطب بنته:

فرَجِّي الخيرَ وانتظري إيابي

ومالي في فلان رَجِيَّةٌ، أي ما أرْجوهُ. وقد يكون الرَجْوُ والرَجاءُ بمعنى الخوف. قال اللّه تعالى: "مالَكُمْ لا تَرْجونَ للّه وَقاراً"، أي تخافون عظمةَ اللّه. وقال أبو ذؤيب:

إذا لسعته النحلُ لم يَرْجُ لسعَها

 

وحالَفَها في بيتِ نوبٍ عَواسِلِ

أي لم يَخَفْ ولم يُبالِ. والرَجا مقصورٌ: ناحية البئر وحافَتاها. وكلُّ ناحيةٍ رَجاً. يقال منه: أَرْجَيْتُ. والرَجَوانِ: حافَتا البئر. فإذا قالوا: رُميَ به الرَجَوانِ، أرادوا أنّه طُرِحَ في المهالك. وقال المراديّ:

كأنْ لم تَرَيْ قبلي أسيراً مكبلاً

 

ولا رجلاً يُرْمى به الرَجَوانِ

أي لا يستطيع أن يستمسك. والجمع أَرْجاءٌ قال تعالى: "والمَلَكُ على أَرْجائِها". وقطيفةٌ حمراء أُرْجُوانٌ. وأَرْجَتِ الناقة: دنا نِتاجها، يهمز ولا يهمز.

رحب

الرُحْبُ بالضم: السَعَةُ. تقول منه: فُلانٌ رُحْبُ الصَدْرِ. والرَحْبُ، بالفتح: الواسِعُ؛ تقول منه بلدٌ رَحْبٌ وأرضٌ رَحْبَةٌ، وقد رَحُبَتْ بالضم تَرْحُبُ رُحْباً ورَحابَةً. وقولهم: مرحباً وأهلاً، أي أَتَيْتَ سَعَةٌ وأَتَيْتَ أهلاً فاستأنِسْ ولا تستوحِشْ. وقد رَحَّبَ به ترحيباً، إذا قال له مرحَباً. وقول الشاعر:

وكيف تُواصِلُ من أَصْبَحَتْ

 

خَلالَتُهُ كَأَبـي مَـرْحَـبِ

يعني به الظِلَّ. وقِدْرٌ رُحابٌ، أي واسعةٌ. والرُحْبي:أَعْرَضُ الأضلاعِ. وإنما يكون الناحز في الرُحبَيَين وهما مَرجِع المرفقين. وهو أيضاً سِمَة في جنب البعير. والرَحيبُ: الأكولُ. وفلان رحيبُ الصَدرِ، أي واسعُ الصدرِ. ورحائبُ التُخومِ: سَعَةُ أقطارِ الأرضِ. ورَحُبَتِ الدارُ وأَرْحَبَتْ بمعنىً، أي اتَّسَعَتْ. وأَرْحَبْتُ الشيءَ: وَسَّعْتُهُ. قال الحجاج حين قتل ابن القِرِّيَّة: أَرْحِبْ يا غُلامُ جُرْحَهُ. ويقال أيضاً في رَجْرِ الفرس: أَرْحِبْ وأَرْحِبي، أي تَوَسَّعي وتباعَدي. ورَحَبَةُ المسجد، بالتحريك: ساحَتُهُ، والجمع رَحَبٌ ورَحَباتٌ ورِحابٌ.

رحح

 الرَحَحُ: سَعَةٌ في الحافِرِ، وهو محمود لأنه خلاف المُصْطَرّ. فإذا انبطح جداً فهو عيْبٌ. ورجل أَرَحُّ، أي لا أَخْمَصَ لقدميه، كأرجل الزِنْجِ. وقدم رَحَّاءُ. والوَعِل المُنْبَسِط الظِلْفِ: أَرَحُّ. وقال الأعشى:

فَلَوْ أَنَّ عِزَّ الناسِ في رَأسِ صَخْرَةٍ

 

مُلَمْلَمَةٍ تُعْيي الأَرَحَّ المُخَـدَّمـا

رحرح

تَرحْرَحَتِ الفَرسُ، إذا فَحَّجت قوائمها لتبول. وشيء رَحْراحٌ، أي فيه سَعة ورقّة. وعيشٌ رَحْراح، واسع.

رحض

رَحَضْتُ يدي وثوبي أَرْحَضَهُ رَحْضاً: غسلته. والثوبُ رَحيضٌ ومرحوض. والمِرْحاضُ: خشبةٌ يُضْرَبُ بها الثوبُ إذا غُسِلَ. والمِرْحاضُ: المُغْتَسَلُ. والرُحَضاءُ: العَرَقُ في أثر الحمَّى. وقد رُحِضَ المحمومُ، فهو مَرْحوضٌ.

رحق

الرَحيقُ: صَفوةُ الخمر.

رحل

الرَحْلُ: مسكن الرجُل وما يستصحبه من الأثاث. والرَحْلُ أيضاً: رَحْلُ البعير، وهو أصغر من القَتَب. والجمع الرِحالُ، وثلاثة أَرْحُلٍ. ومنه قولهم في القذف: يا ابْنَ مُلْقى أَرْحُلِ الرُكْبانِ! والرِحالُ أيضاً: الطنافسُ الحِيرِيَّةُ، ومنه قول الشاعر:

نَشَرَتْ عليه بُرودَها ورِحالها

ومِرْطٌ مُرَحَّلٌ: إزارُ خَزٍّ فيه عَلَمٌ. ورَحَلْتُ البعير أَرْحَلُهُ رَحْلاً، إذا شددتَ على ظهره الرَحْلَ. قال الأعشى:

رَحَلَتْ سُمَيَّةُ غُدْوَةً أَجْمالـهـا

 

غَضْبَى عليك فما تقول بَدا لها

وقا المثقِّب العبديّ:

إذا ما قمتُ أَرْحَلُها بلَيْلٍ

 

تَأَوَّهُ آهَةَ الرجُلِ الحزينِ

ويقال: رَحَلْتُ له نفسي، إذا صبَرتَ على أذاه. ورَحَلَ فلان وارْتَحَلَ وتَرَحَّلَ بمعنىً، والاسمُ الرَحيلُ. واسْتَرْحَلَهُ، أي سأله أن يَرْحَلَ له. أبو عمرو: الرُحْلَةُ بالضم: الوجهُ الذي تريده. يقال: أنتم رُحْلَتي، أي الذين أَرْتَحِلُ إليهم. والرَحْلَةُ بالكسر: الارْتِحالُ، يقال: دَنَتْ رِحْلَتُنا. وأَرْحَلَتِ الإبلُ، إذا سمنتْ بعد هُزال فأطاقت الرِحْلَةَ. وراحَلْتُ فلاناً، إذا عاونتَه على رِحْلَتِهِ. وأَرْحَلْتَهُ، إذا أعطيتَه راحِلَةً. ورَحَّلْتَهُ بالتشديد، إذا أظعنته من مكانه وأرسلتَه. ورجلٌ مُرْحِلٌ، أي له رَواحِلٌ كثيرة، كما يقال مُغْرِبٌ، إذا كان له خيلٌ عِرابٌ. وناقةٌ رَحيلَةٌ، أي شديدةٌ قويّةٌ على السير، وكذلك جملٌ رَحيلٌ. قال: وإنَّها لذات رُحْلَةٍ، بالضم. والراحِلَةُ: الناقةُ التي تَصلُح لأن تُرْحَلَ. وكذلك الرحولُ ويقال: الراحِلَةُ: المَرْكَبُ من الإبل، ذكراً كان أو أنثى. والأَرْحَلُ من الخيل: الأبيضُ الظهرِ، ومن الغنم: الأسودُ الظهرِ. قال أبو الغوث: الرَحْلاءُ من الشاء: التي ابيضَّ ظهرُها واسودّ سائرها. قال: وكذلك إذا اسودّ ظهرها وابيضَ سائرها. قال: ومن الخيل التي بيضّ ظهرها لا غير. والرِحالَةُ: سَرْجٌ من جلود ليس فيه خشبٌ، كانوا يتَّخذونه للركض الشديد. والجمع الرَحائلُ. قال عنترة:

إذ لا أزال على رِحالَةَ سابحٍ

 

نَهْدٍ تَعاوَرُهُ الكُماةُ مُكَـلَّـمِ

وإذا عَجِلَ الرجلُ إلى صاحبه بالشرّ قيل: اسْتَقْدَمَتْ رِحالتُكَ. والمَرْحَلَةُ: واحدة المَراحِلِ؛ يقال: بينه وبين كذا مَرْحَلَةٌ أو مَرْحَلَتانِ.

رحم

الرَحْمَةُ: الرِقَّةُ والتعطُّفُ. والمرحمةُ مثلهُ. وقد رَحِمْتُهُ وترَحَّمْتُ عليه. وتراحَمَ القوم: رَحِمَ بعضُهم بعضاً. والرَحَموتُ من الرَحْمَةِ، يقال: رَهَبوتٌ خيرٌ من رَحَموتٍ، أي لأنْ تَرْهَبَ خيرٌ ن أن تُرْحَمَ. ورجلٌ مَرْحومٌ ومُرَحَّمٌ، شدّد للمبالغة. والرَحِمُ: رَحِمُ الأنثى، وهي مؤنَّثة. والرَحِمُ أيضاً: القَرابَةُ. والرِحْمُ بالكسر مثله. قال الأعشى:

أَمَّا لِطالِبِ نعمةٍ يَمَّمْـتَـهـا

 

ووِصالِ رِحْمٍ قد بَرَدْتَ بِلالَها

والرحمنُ والرحيمُ: اسمان مشتقَّان من الرحمة ونظيرهما في اللغة نديم وندْمان، وهما بمعنىً. والرَحيمُ قد يكون بمعنى المرحوم، كما يكون بمعنى الراحِمِ. قال عَمَلَّسُ بن عقيل:

فأمّا إذا عَضَّتْ بك الحربُ عَضَّةً

 

فإنّك معطوفٌ عـلـيك رحـيمُ

والرُحْمُ بالضمة: الرَحْمَةُ. قال تعالى: "وأَقْرَبَ رُحْماً". وقد حرّكه زهيرٌ فقال:  

ومِنْ ضَريبَتِهِ التقوى ويَعْصِمُهُ

 

من سَيِّئِ العثراتِ اللّه والرُحُمُ

والرَحومُ: الناقة التي تشتكي رَحِمَها بعد النِتاج. وقد رَحُمَتْ بالضم رَحامَةً، ورَحِمَتْ بالكسر رَحَماً.

رحى

الرَحى معروفة، وهي مؤنثّة، وَالألف منقلبة من الياء. تقول: هما رَحَيانِ. وقال مُهلهِل:

كَأَنَّا غُدْوَةً وبَني أَبِـينـا

 

بجنْبِ عُنَيْزَةٍ رَحَيا مُدبرِ

وكلُّ من مَدَّ قال رَحاءٌ ورَحاءانِ وأَرْحِيَةٌ، فجعلها منقلبة من الواو وما أدري ما حُجَّته وما صحَّته. وثلاثُ أَرْحٍ والكثير أَرْحاءٌ: ورَحَوْتُ الرَحى ورَحَيتُها، إذا أدرتَها. ورَحَتِ الحيّة تَرحُو وتَرَحَّتْ، إذا استدارت. والرَحى: قطعةٌ من الأرض تستدير وترتفع على ما حولها. ورَحى القومِ: سيِّدُهُمْ. ورَحى الحرب: حَوْمَتُها. ورَحى السحابِ: مستدارها. والرَحى من الإبل: الطحّانة، وهي الإبل الكثيرة تزدحم. والرَحى: كِركِرة البعير. والرَحى: الضِرس. والأرحاءُ: الأضراس. والأرْحاءُ: القبائل التي تستقلّ بنفسها وتستغني عن غيرها.

رخخ

أرضٌ رَخاخٌ، أي رِخْوَةٌ. وعيشٌ رَخاخٌ: واسعٌ. ابن الأعرابي: رَخَخْتُ الشرابَ: مزجْتُه. والرُخُّ بالضم: نَباتٌ هَشٌّ.

رخد

الرَخْوَدُّ: الليِّن العِظام، الكثير اللحم. يقال رجل رَخْوَدُّ الشَباب: ناعمهُ. وامرأة رِخْوَدَّة.

رخص

الرُخْصُ: ضدُّ الغَلاء. وقد رَخُصَ السعرُ، وأَرْخَصَهُ اللّه فهو رَخِيصٌ. وارْتَخَصْتُ الشيءَ: اشتريتُه رَخيصاً. وارْتَخَصَهُ، أي عَدَّهُ رَخيصاً. والرُخْصَةُ في الأمر: خِلاف التشديد فيه. وقد رُخِّصَ له في كذا تَرْخيصاً، فَتَرَخَّصَ هو فيه، أي لم يَسْتَقْصِ. والرَخْصُ بالفتح: الناعمُ. يقال: هو رَخْصُ الجسد بيِّن الرُخوصَةِ والرَخاصَة.

رخف

الرَخفُ والرَخْفَةُ: الزُبْدُ الرقيق. والرَخْفُ أيضاً: العجينُ الكثيرُ الماء المسترخي. وقد رَخِفَ العجينُ رَخَفاً، مثال تَعِبَ تَعَباً. وأرْخَفْتُهُ أنا. ويقال: صار الماء رَخْفَةً، أي طيناً رقيقاً، وقد يُحَرَّكُ لأجل حرف الحلق. والرَخْفُ أيضاً: ضربٌ من الصِبْغِ.

رخل

الرَخِلُ بكسر الخاء: الأنثى من أولاد الضأن، والذَكَرُ حَمَلٌ، والجمع رِخالٌ ورُخالٌ أيضاً بالضم.

رخم

الرَخَمَةُ: طائر أبقعُ يُشبِه النَسْر في الخلقة، يقال له الأنوقُ. والجمع رَخَمٌ، وهو للجنس. والرَخْمَةُ أيضاً قريب من الرحمة، يقال: وقعتْ عليه رَخْمَتُهُ، أي محبَّتُه ولِينُه. أبو زيد: رَخِمَهُ رَخْمَةً، ورَحِمَهُ رَحمةً، وهما سواء. قال الشاعر:

كأنّها أُمُّ ساجي الطرفِ أَخْدَرَها

 

مُسْتَوْدَعٌ خَمَرَ الوَعساءِ مَرحومُ

قال الأصمعي: ألقِيَتْ عليه رِخْمَةُ أمّه، أي حُبُّها وإلفُها. وأنشد لأبي النَجم:

مُدَلّلٌ يَشْتُمُنا ونَرْخَمُهْ

أَطْيَبُ شيءٍ نَسْمُهُ ومَلْثَمُهْ

وشاةٌ رَخْماءُ، إذا ابيضَ رأسُها واسودَّ سائر جسدها. وكذلك المُخَمَّرَةُ، ولا تقل مُرَخَّمَةٌ. وفرسٌ أَرْخَمُ. وكلامٌ رَخيمٌ، أي رقيقٌ. وقد رَخُم صوتُه رَخامَةً. والتَرْخيمُ: التليين، ويقال الحذف. ومنه تَرْخيمُ الاسم في الندء، وهو أن يحذَف من آخره حرفٌ أو أكثر. وأَرْخَمَتِ الدجاجةُ على بيضها، إذا حضنَتْه، فهي مُرْخِمٌ ومُرْخِمَةٌ أيضاً. ويقال: ما أدري أيُّ تُرْخُمٍ هو? أيْ أي الناس هو. والرُخامى: شجرٌ مثل الضالِ. قال الكميت:

تَعاطى فِراخَ المكرِ طوراً وتارةً

 

تُثير رُخاماها وتَعْلَقُ ضالـهـا

رخا

شيء رَخْوٌ ورِخْوٌ، بكسر الراء وفتحها، أي هَشٌّ. ورَخيَ الشيء يَرْخَى، ورَخُوَ أيضاً يَرْخُو، إذا صار رِخْواً. وفرسٌ رِخْوَةٌ، أي سهلةٌ مسترسِلةٌ. قال أبو ذؤيب:

تَعْدو به خَوْصاءُ يَفْصِمُ جَرْيُها

 

حَلَقَ الرحالَةِ فهي رِخْوٌ تَمْزَعُ

أراد فهو شيء رَخوٌ، فلهذا لم يقل رِخْوَةٌ. وأَرْخَيْتُ السِتْرَ وغيره، إذا أرسلتَه. وهذه أُرْخيَّةٌ، لما أَرْخَيْتَ من شيء. وقد اسْتَرْخَى الشيء. وقول طفيل:

فَأَبَّلَ واسترخى به الخَطْبُ بعدما

 

أَسافَ ولولا سَعْيُنا لـم يُؤَبِّـل

يريد به: حَسُنَتْ حاله. وأَرْخَتِ الناقة، إذا اسْتَرْخى صَلاها. والإرْخاءُ: ضربٌ من العَدْوِ. وتَراخى السماءُ: أبطأ المطر. أبو عبيد: الإرخاءُ: أن تُخلِّيَ الفرسَ وشهوتَه في العَدْوِ غير مُتْعِبٍ له. يقال: فرسٌ مِرْخاءٌ من خَيلٍ مَراخٍ. وأتانٌ مِرْخاءٌ: كثيرة الإرْخاءِ في العَدْوِ. ورجلٌ رَخِيُّ البال، أي واسع الحال بيِّن الرَخاءِ، ممدودٌ. ورُخاءٌ بالضم: الريح الليِّنة، قال الأخفش في قوله تعالى: "فسخَّرنا له الرِيحَ تَجْري بأمرِهِ رُخاءً حَيْثُ أصابَ"، أي جعلناها رُخاءً.

ردأ

رَدُؤَ الشيءُ، يَرْدُؤ رداءةً، فهو رديءٌ، أي: فاسدٌ. وأردَأْتُهُ: أفسدته. وأردأته أيضاً بمعنى: أَعَنْتُه. تقول: أردأته بنفسي، إذا كنت له رِدْءًا، وهو العون. قال اللّه تبارك وتعالى: "فأَرْسِلْهُ معي ردْءًا يُصَدِّقُني".

ردب

الإرْدِبُّ: مكيالٌ ضخم لأهل مصر. قال الأخطل:

والخُبْزُ كالعَنْبَرِ الهِنْدِيِّ عِنْدَهُمُ

 

والقَمْحُ سبعونَ إردبَّا بدينارِ

والإرْدَبَّةُ: القِرْميدُ، وهو الآجُرُّ الكبير.

ردج

الرَدَجُ بالتحريك: ما يخرُج من بَطن السَخْلَةِ أو المُهْرِ قبل أن يأكل، وهو بمنزلة العِقْيِ من الصبيِّ.

ردح

الرُدْحَة: سُتْرَةٌ تكون في مؤخَّر البيت، أو قطعة تُزادُ فيه. تقول: رَدَحْتُ البيت وأَرْدَحْتَه، إذا أَدخلتَ شُقَّةً في مؤخَّره. ويقال أيضاَ: رَدَحْتُ البيت وأَرْدَحْتُه، إذا كاثَفْتَ عليه الطينَ. قال الشاعر:

بِناءَ صَخْرٍ مُرْدَحٍ بِطينِ

والرَداحُ: المرأة الثقيلة الأوراك. وكتِيبَةٌ رَداحٌ: ثقيلةُ السير لكثرتها. والرَداح: الجَفْنَةُ العظيمةُ، والجمع رُدُحٌ.

ردد

رَدّهُ عن وجهه يَرُدُّهُ رَدَّاً ومَرَدًّا: صَرَفه. وقال اللّه تعالى: "فَلا مَرَدَّ له". ورَدَّ عليه الشيء، إذا لم يقبَلْهُ، وكذلك إذا خَطَّأه. وتقول: رَدَّهُ إلى منزله. ورَدَّ إليه جواباً: أي رجع. والمَرْدُودة: المطلَّقة. والمردودة: الموسى، لأنها تُرَدُّ في نِصَابِها. والمردود: الرَدُّ، وهو مصدر، مثل المَحْلوف والمعقول. قال الشاعر:

لا يَعْدَمُ السائِلونَ الخيرَ أفعَلُه

 

إمّا نَوالاً وإمّا حُسْنَ مَرْدُودِ

وشيءٌ رَدٌّ، أي رديء. وفي لسانه رَدٌّ، أي حُبْسَةٌ. وفي وجهه رَدَّةٌ، أي قبحٌ مع شيء من الجمال. ورَدَّدَهُ تَرديداً وتَرْداداً فتردَّدَ.ورجل مُرَدَّدٌ: حائرٌ بائِرٌ. والارتِدادُ: الرجوع؛ ومنه المُرْتَدُّ. واستردَّهُ الشيء: سأله أن يَرُدَّهُ عليه. والرِدِّيدي: الردّ. وفي الحديث: "لا رِدِّيدي في الصدقة". ورادَّهُ الشيء: أي رَدَّه عليه. وهما يَتَرادَّانِ البيعَ، من الرَدِّ والفَسْخ. وهذا الأمرُ أَرَدُّ عليه، أي أَنْفَعُ له. وهذا أمرٌ لا رادَّةَ له: أي لا فائدة له ولا رُجوع. والرِدَّةُ بالكسر: مصدر قولك رَدَّهُ يَرُدُّهُ رَدَّاً ورِدَّةً. والرِدَّةُ: الاسم من الارتداد. والرِدَّةُ: امتلاء الضَرْع من اللبن قبل النتاج. قال: وتقول منه: أردَّتِ الشاةُ وغيرها فهي مُرِدٌّ، إذا أَضْرَعَتْ. وجاء فلانٌ مُرِدَّ الوَجْهِ، أي غَضْبانَ. ورَجُلٌ مُرِدٌّ: أي شَبِقٌ. وبَحْرٌ مُرِدٌّ: أي كثير المَوْج.

ردس

رَدَسْتُ القومَ أَرْدُسُهُمْ رَدْساً، إذا رميتَهم بحجر، قال الشاعر:

إذا أَخوكَ لَواكَ الحَقَّ مُعْتَرِضاً

 

فارْدُسْ أَخاكَ بِعَبْءٍ مثل عَتَّابِ

يعني مثل بني عَتَّابٍ. وكذلك رادَسْتُ القومَ مُرادَسَةً. ورجلٌ رِدِّيسٌ، بالتشديد. والمِرْداسُ: حجرٌ يُرمى في البئر ليُعلَم أفيها ماءٌ أم لا. ويقال: ما أدري أين رَدَسَ? أي أينَ ذهب.

ردع

رَدَعْتُهُ عن الشيء أَرْدَعُهُ رَدْعاً فارْتَدَعَ، أي كففتُه فكَفَّ. وبه رَدْعٌ من زعفرانٍ أو دَمٍ، أي لَطْخٌ وأثرٌ. ورَدَعْتُهُ بالشيء فارْتَدَعَ، أي لطختُه به فتلطَّخ. ومنه قول ابن مقبل:

يَخْدي بها بازِلٌ فُتْلٌ مَرافِقُـهُ

 

يَجْري بديباجَتَيْهِ الرشحُ مُرْتَدِعُ

ويقال للقتيل: ركب رَدْعَهُ، إذا خَرَّ لوجهه على دمه. والرُداعُ بالضم: النُكْسُ، ويقال وَجَعُ الجسدِ أجمَع. قال الشاعر:  

فَواحَزَناً وعاودني رُداعي

 

وكان فِراقُ لُبْنَى كالخِداعِ

والمَرْدوعُ: المنكوسُ، وقد رُدِعَ. والمُرْتَدِعُ من السهام: الذي إذا أصاب الهدفَ انفضح عودُهُ. والرَديعُ: السهمُ الذي سقط نَصْلُهُ.

ردغ

الرَدَغةُ، بالتحريك: الماءُ والطينُ، والوحلُ الشديد؛ وكذلك الرَدْغَةُ بالتسكين؛ والجمع رَدْغٌ وَرِداغٌ. والرَديغُ: الأحمقُ. والمَرادِغُ: البآدِلُ، وهي ما بين العنق إلى التَرقوة، الواحدةُ مَرْدَغَةٌ.

ردف

الرَدْفُ: المُرْتَدَفُ، وهو الذي يركب خلف الراكب. وأَرْدَفْتُهُ أنا، إذا أركَبته معك، وذلك الموضع الذي يركبه رِدافٌ. وكلُّ شيء تبِعَ شيئاً فهو رِدْفَهُ. وهذا أمرٌ ليس له رِدْفٌ، أي ليس له تَبِعَةٌ. والرِدْفُ في الشعر: حرف ساكن من حروف المد واللين يقع قبل حرف الرويّ ليس بينهما شيء، فإن كان ألفاً لم يَجْزْ معها غيرها، وإن كان واواً جاز معها الياء. والرِدْفانِ: الليلُ والنهارُ. والردافَةُ: الاسمُ من إرْدافِ الملوك في الجاهلية. والرِدافَةُ: أن يجلس الملك ويجلس الردْفُ عن يمينه، فإذا شرب الملك شرب الرِدْفُ قبل الناس، وإذا غزا الملك قعد الرِدْفُ في موضعه وكان خليفَته على الناس حتّى ينصرف، وإذا عادت كتيبةُ الملك أخذ الرِدْفُ المِرباع. والرِدْفُ: الكَفَلُ والعَجُزُ. والرَديفُ: نجمٌ قريبٌ من النسر الواقِع. والرَديفُ: النجمُ الذي يَنُوء من المشرق إذا غاب رقيبُه في المغرب. ورَدِفَهُ بالكسر، أي تَبِعَهُ يقال: كان نزل بهم أمرٌ فَردِفَ لهم آخرُ أعظمُ منه. قال تعالى: "تَتْبَعُها الرَّادِفَةُ". والرَوادِفُ: رواكيبُ النخلة. والرُدافى: الحُداةُ والأعوانُ؛ لأنّه إذا أعيا أحدهم خَلَفَه الآخر. وأَرْدَفَهُ أمرٌ: لغةٌ في رَدِفَه. وأَرْدَفَتِ النجومُ، أي توالَتْ. ومُرادَفَةُ الجرادِ: ركوبُ الذكر الأنثى والثالث عليهما. ويقال: هذه دابة لا تُرادِفُ، أي لا تحمل رَديفاً. والارْتدافُ: الاستدبارُ. يقال: أتينا فلاناً فارْتَدَفْناهُ، أي أخذناه من ورائه أخذاً. واسْترْدَفَهُ: أي سأله أن يردفه والترادف التتابعُ. قال الأصمعي: تعاونوا عليه وتَرادَفوا، بمعنىً.

ردم

رَدَمْتُ الثُلْمَةَ أَرْدِمُها بالكسر رَدْماً، أي سَدَدْتُها. والرَدْمُ أيضاً: الاسمُ، وهو السدُّ. والرُدامُ: بالضم: الحَبْقُ. وقد رَدَمَ يَرْدُمُ بالضم رُداماً. والرَديمُ: الثوب الخلق. ورَدَمْتُ الثوب ورَدَّمْتُهُ تَرْديماً، فهو ثوب رَديمٌ ومُرَدَّمٌ، أي مرقّعٌ. وتَرَدَّمَ الثوبُ، أي أخلقَ واسترقع، فهو مُتَرَدِّمٌ. والمُتَرَدَّمُ: الموضع الذي يرقّع. قال عنترة:

هل غادرَ الشُعراءُ مِن مُتَرَدَّمِ

 

أم هَل عرفتَ الدارَ بعدَ تَوهُّم

يقال: تَرَدَّمَ الرجل ثوبَه، أي رقَّعه، يتعدَّى ولا يتعدّى. ورُدَمَتِ الحمَّى: دامتْ. يقال: وِرْدٌ مُرْدِمٌ، وسحابٌ مُرْدِمٌ.

ردن

الرُدْنُ بالضم: أصل الكُمِّ. يقال: قميصٌ واسع الرُدْنِ. وأَرْدَنْت القميص ورَدَّنْتُهُ تَرْديناً: جعلتُ له رُدْناً. والجمع أَرْدانٌ. وقال:

وعَمْرَةُ من سَرَواتِ النِسا

 

تَنفَحُ بالمِسْكِ أَرْدانُـهـا

ويقال: هو الكُمُّ وما يليه. وأَرْدَنَتِ الحُمَّى: مثل أَرْدَمَتْ. والمُرْدِنُ: المُظْلِمُ. وقال الفراء: رَدِنَ جلده بالكسر يَرْدَنُ رَدَناً، إذا تَقبَّض وتشنَّجَ. والرَدَنُ بالتحريك: الخَزّ. قال عديّ ابن زيد:

ولقد ألهو بِبـكْـرٍ شـادِنٍ

 

مَسُّها أَليَنُ من مَسِّ الرَدَنْ

ويقال: الرَدَنُ الغَزْلُ. والمِرْدَنُ: المِغْزَلُ. ويقال: الرَدَنُ: الغِرْسُ الذي يَخْرُجُ مع الولد. تقول العرب: هذا مِدْرَعُ الرَدَنِ. ورَدَنْتُ المتاع رَدْناً: نَضَدته. والرَدْنُ، بالفتح وسكون الدال: صوت وَقْع السلاحِ بعضِه على بعض. والأرْدُنُّ بالضم والتشديد: النعاسُ. ولم يُسْمَع منه فعلٌ. والقناةُ الرُدَيْنِيَّةُ والرمحُ الرُدَيْنِيُّ، زَعموا أنَّه منسوبٌ إلى امرأةِ السمهريِّ، تسمَّى رُدَيْنَةَ. والرادِنُ: الزعفرانُ. ويقال للشيء إذا خالط حمرتَه صُفرةٌ: أحمرُ رادِنِيٌّ. يقال: بعريٌ رادِنِيٌّ، وناقةٌ رادِنِيَة، إذا خالطتْ حمرتَه صُفرةٌ كالوَرْسِ. والأرْدِنُ: ضربٌ من الخزّ الأحمرِ.

رده

الرَدْهَةُ: نُقْرَةٌ في صَخْرة يَسْتَنْقِعُ فيها الماءُ، والجمع رَدْهٌ ورِداهٌ. قال الخليل: الرَدْهَةُ: شبه أَكَمَةٍ كثيرة الحجارة.

ردى

ابن السكيت: رَدى الفرسُ بالفتح يَرْدي رَدْياً ورَدَياناً، إذا رجَم الأرض رَجْماً بَين العَدْوِ والمشي الشديد. ورَدَيْتُ على الخمسين وأَرْدَيْتُ، أي زدتُ. ورَدَيْتُهُ: صدمته. ورَدَيْتُ الحجر بصخرةٍ أو بمِعْوَلٍ، إذا ضربْتَه بها لتكسره. والمِرْدى: حجرٌ يُرمَى به، ومنه قيل للرجل الشجاع: إنّه لمِردى حروبٍ؛ وهم مَرادي الحروب. وكذلك المِرداة. والرَداةُ: الصَخرة؛ والجمع الرَدى. ورَدَيْتُهُ بالحجارة أَرْدِيهِ رَدْياً: رميتُه بها. ابن السكيت: المِرْداةُ: صخرةٌ تكسر بها الحجارة. ورَدى الغلامُ، إذا رفَع إحدى رجليه وقفَزَ بالأخرى. ويقال: رَدى في البئر وتَرَدَّى، إذا سقط في بئر، أو تهوَّر من جبل. يقال: ما أدري أين رَدى? أي أين ذهب? والرِداءُ: الذي يُلبَس؛ وتثنيته رِداءَانِ وإن شئت رِداوانِ؛ والجمع أَرْدِيَةٌ. وتَرَدَّى وارْتَدَى بمعنىً، أي لبس الرِداءَ. والرِدْيَةُ كالركْبَةِ من الركوب، والجلسة من الجلوس. تقول: هو حسن الرِدْيَةِ. ورَدَّيْتُهُ أنا تَرْدِيَةً. ورادَيْتُ عن القوم مُراداةً، إذا رميتَ بالحجارة. ويقال أيضاً: رادَيْتُ فلاناً، إذا راوَدْتَهُ. ويقال أيضاً: راداهُ بمعنى داراهُ. ورَدِيَ بالكسر يَرْدى رَدىً، أي هلك. وأَرْداهُ غيره. ورجلٌ رَدٍ للمهالك، وامرأةٌ رَدِيَةٌ على فَعِلَةٍ. والمُرْدِيُّ: خشبةٌ تدفع بها السفينة تكون في يد الملاّح، والجمع المَرادي.

رذذ

الرَذاذُ: المطرُ الضعيف، وهو فوقِ القِطْقِطِ. يقال: أَرَذَّتِ السماءُ، وأرضٌ مُرَذَّةٌ. وقال أبو عُبيد: أرضٌ مُرَذٌّ عليها، ولا يقال مُرَذَّةٌ ولا مَرْذُوذَةٌ. الأموي: يومٌ مُرِذٌّ: ذو رَذاذٍ.

رذل

الرَذْلُ: الدونُ الخسيسُ. وقد رَذلَ فلان بالضم يَرْذُلُ رَذالَةً ورُذولَةً، فهو رَذْلٌ ورُذالٌ بالضم، من قوم رُذولٍ وأَرْذالٍ ورُذّلاءَ. وأَرْذَلَهُ غيره ورَذَلَهُ أيضاً، فهو مَرْذولٌ ورُذالُ كلِّ شيءٍ: رديئُهُ.

رذم

رَذَمَ الشيء: سال وهو ممتلئ. وجَفْنَةٌ رَذُومٌ: كأنّها تسيل دسماً لامتلائها. وجِفانٌ رُذُمٌ ورَذَمٌ، ولا تقل رِذَمٌ. وأَرْذَمَ على الخمسين، أي زاد.

رذى

الرَذِيَّةُ: الناقة المهزولة من السير؛ والجمع الرَذايا. وقال أبو زيد: هي المتروكة التي حَسَرها السفر لا تقدر أن تَلحقَ بالركاب. قال: والذَكَرُ رَذِيٌّ. وقد أَرْذَيْتُ ناقتي، إذا هزلتها وخلَّفتها. والمُرْذى: المنبوذُ. وقد أَرْذَيْتُهُ.

رزأ

الرُزْءُ: المصيبة، والجمع: ألأرزاء. ورَزَأْتُ الرجل أرزؤُهُ رُزْءًا، ومَرْزِئَةً، إذا أَصَبْتَ منه خيراً ما كان. ويقال: ما رَزَأْتُهُ مالَهُ، وما رَزِئْتُهُ ماله، أي ما نَقَصْتُهُ، وارتزأ الشيء: انتقص. والمَرْزِئَةُ: المصيبة، وكذلك: الرزيئة والجمع الرزايا. ورجل مُرَزَّأٌ، أي كريمٌ، يصيبُ الناسُ خيْره. وقد رَزَأَتْهُ رزيئةٌ، أي أصابته مصيبةٌ.

رزب

المِرْزابُ: لُغَةٌ في الميزاب، وليست بالفصيحة أبو زيد: المَرازيبُ السُفُن الطوال، الواحدة مِرْزابٌ. والإرْزَبُّ: القصير، ورَكَبٌ إرْزَبٌّ، أي ضخم. قال رؤبة:

كَزِّ المُحَيَّا أُنَّحٍ إرْزَب.

والإرْزَبَّةُ: التي يكسر بها المَدَرُ، فإن قلتها بالميم خَفَّفْتَ فقلت المِرْزَبَة. وأنشد الفراء:

ضَرْبَكَ بالمِرْزَبَة العودَ النَخِر

وأما المَرازِبَةُ من الفُرْسِ فمُعَرَّبٌ، الواحد مَرْزُبانٌ بضم الزاي، ومنه قولهم للأسد: مَرْزُبانُ الزَأْرَةِ. قال أوسٌ في صفة أسد: لَيْثٌ عليه من البَرْدِيِّ هِبْرِيَةٌ=كالمَرْزُبانيِّ عَيَّالٌ بأوصالِ

رزح

الرازِحُ من الإبل: الهالك هُزالاً. وقد رزَحَتِ الناقةُ تَرْزَحُ رُزوحاً ورَزاحاً: سَقَطَت من الإعياء هُزالاً. ورَزَّحْتُها أنا تَرْزيحاً. وإبلٌ رَزْحى ورَزاحى ومَرازيحُ ورُزَّحٌ. والمَرْزَحُ: المَقْطَعُ البَعيد. قال الشيباني: المِرْزيحُ: الشديد الصوت وأنشد:

ذَرْ ذا ولكنْ تَبَصَّرْ هل تَرى ظُعُناً

 

تحْدى، لِساقَتِها بالـدَوِّ مِـرْزيحُ

ابن الأعرابي: المِرْزَحُ بالكسر: الخَشَب يُرْفَعُ به الكَرْمُ عن الأرض.

رزدق

الرزْداقُ: لغةٌ في تعريف الرُستاق. والرَزْداقُ: السطرُ من النخر، والصفُّ من الناس. وهو معرب، وأصله بالفارسية رَسْتَهْ.

رزز

أبو زيد: رَزَّتِ الجرادة تَرُزُّ رَزُّا ورُزوزاً، وهو أن تدخلَ ذَنَبَها في الأرض فتلقيَ بيضها. أَرزَّتْ مِثْلُهُ. وقد رَزَزْتُ الشيءَ في الأرض رَزَّاً، أي أثبتُّه فيها. ورَزَّزْتُ لك الأمرَ ترزيزاً، أي وَطَّأْتُهُ لك. ورَزَّهُ رَزَّةً، أي طَعَنَهُ طَعْنَةً. وارْتَزَّ السهمُ في القرطاس، إذا ثبت فيه. وارْتَزَّ البخيل عند المسألة إذا بَقِيَ وبَخِلَ. والرَزَّةُ: الحديدةُ التي يُدخَل فيها القُفْلُ. وقد رَزَزْتُ البابُ، أي أصلحت عليه الرَزَّةَ. والرُزُّ بالضم: لغة في الأرْزِ. والرِزُّ بالكسر: الصوت الخفيِّ. تقول: سمعت رِزَّ الرعدِ وغيره. الأصمعي: يقال: وجدت في بطني رِزَّاً رِزِّيزي أيضاً أي وَجَعاً. وترزيزُ البَياضِ: صَقله، وهو بياضٌ مُرَزَّزٌ. والرَزيزُ: نبت يصبغ به. والإرْزيزُ بالكسر: الرِعْدة. قال المتنخِّل:

قد حالَ بين تَراقيهِ ولَـبَّـتِـهِ

 

من جُلْبَةِ الجوع جَيَّارٌ وإرْزيزُ

والإرْزيزُ أيضاً: بَرَدٌ صِغارٌ شبيهٌ بالثلج.

رزغ

الرَزَغَةُ بالتحريك: الوحلُ. وأَرْزَغَ المطرُ الأرضَ، إذا بَلّها وبالَغَ ولم يَسِلْ. والرَزِغُ: المرتطِمُ. وأرْزَغْتَ في الرجلِ، إذا استضعفتَه وعِبْتَه. قال رؤبة:

وأَعِطِيَ الذلَّةَ كَفُّ المُرْزِغِ

ويقال: احتقر القومُ حتّى أُرْزَغوا، أي بلغوا الطين الرَطْبَ.

رزق

الرِزْقُ: ما يُنْتَفَعُ به والجمع والأرْزاقُ. والرِزْقُ العطاءُ، وهو مصدر قولك: رَزَقَهُ اللّه. والرَزْقَةُ بالفتح: المرّة الواحدة، والجمع الرَزَقاتُ، وهي أطماع الجند. وارْتَزَقَ الجندُ، أي أخَذوا أرزاقهم. وقوله تعالى: "وتجعلون رِزْقَكُمْ أنكم تُكَذِّبونَ" أي شُكْرَ رِزْقِكُمْ. وهذا كقوله "واسألِ القَرْيَةَ" يعني أهلها. وقد يُسَمَّى المطر رَزْقاً، وذلك قوله عزَّ وجلّ: "وما أنزل اللّه من السماء من رِزْقٍ فأحيا به الأرضَ": وقال عزّ وجل: "وفي السماءِ رِزْقُكُمْ"، وهو اتِّساعٌ في اللغة، ورجلٌ مَرْزُوقٌ، أي مجدود. والرازِقِيَّةُ: ثيابُ كتانٍ بيضٌ.

رزم

الرازِمُ من الإبل: الثابت على الأرض الذي لا يقوم من الهُزال. وقد رَزَمَتِ الناقة تَرْزِمُ وَتَرْزُمُ رُزوماً ورُزاماً بالضم: قامت من الإعياء والهُزال ولم تتحرَّك، فهي رازِمٌ. ويقال للثابت القائم على الأرض: رُزَمٌ. أبو زيد: الرَزَمَةُ بالتحريك: صوت الناقة تُخرِجه من حَلْقِها، لا تفتح به فاها، وذلك على ولدها حين تَرأمه. قال: والحَنين أشدُّ من الرَزمَةِ. وفي المثل: رَزَمَةٌ ولا دِرَّةٌ يضرب لمن يَعِدُ ولا يفي. وقد أَرْزَمَتِ الناقة. يقال: لا أفعلُ ذاك ما أَرْزَمَتْ أمُّ حائلٍ. والإرْزامُ أيضاً: صوتُ الرعد. ورَزَمَةُ السباعِ: أصواتها. والرَزيمُ: الزئيرُ. وقال:

لأُسودِهِنَّ على الطريقِ رَزيمُ

والمِرْزَمانِ: مِرْزَما الشِعْرَيَيْنِ، وهما نجمانِ أحدهما في الشِعْرى والآخر في الذِراع. وأمُّ مِرْزَمٍ: الشَمالُ. وأنشد الأعرابيّ: تُقَشِّرُ أَعْلى أنفه أُمُّ مِرْزَم ورَزَمْتُ الشيء: جمعْتُه.
والرِزْمَةُ: الكارَةُ من الثياب. وقد رَزَّمْتُها تَرْزيماً، إذا شددتَها رِزَماً. والمُرازَمَةُ في الأكل: الموالاةُ، كما يُرازِمُ الرجل بين الجراد والتمر. ورازَمَتِ الإبل، إذا خلطَتْ بين مَرْعَيَيْنِ. وفي الحديث: "إذا أكلتم فرازِموا"، يريد موالاة الحمد. وارْزامَّ الرجل ارْزيماماً، إذا غضب.

رزن

الرَزْنُ: المكان المرتفع وفيه طمأنينة، يُمْسِكُ الماء. والجمع رُزونٌ ورِزانٌ. أبو عبيدة: الرِزانُ: مناقع الماء، واحدتها رِزْنَةٌ بالكسر. والرَزانَةُ: الوقار، وقد رَزُنَ الرجل بالضم فهو رَزينٌ، أي وقور. وامرأةٌ رَزانٌ، إذا كانت رزِينَةً في مجلسها. قال حسّان:

حَصـانٌ رَزانٌ لا تُـزَنُّ بـريبةٍ

 

وتُصبح غَرْثى من لحوم الغَوافِلِ

ورَزَنْتُ الشيء أَرْزُنُهُ رَزْناً، إذا رفعتَه لتَنْظُرَ ما ثِقَلُه من خِفّته. وشيءٌ رَزينٌ، أي ثقيلٌ. والأرْزَنُ: شجرٌ صُلبٌ تتّخذ منه العصيّ. أنشد ابن الأعرابي:

إنّي وَجدِّكَ ما أَقْضي الغريمَ وإن

 

حانَ القضاءُ ولا رَقَّتْ له كبِدي

إلاّ عَصا أَرْزَنٍ طارتْ بُرايَتُهـا

 

تنوء ضرْبَتُها بالكفّ والعَضُـدِ

رزى

أَرْزَيْتُ ظهري إلى فلانٍ، أي التجأت إليه. قال رؤبة:

أنا ابنُ أَنْضادٍ إليها أُرْزي

رسب

رسب الشيء في الماء رُسوباً: سَفَلَ فيه. ورَسَبَتْ عيناه: غارَتا. وسيفٌ رَسوبٌ، أي ماضٍ في الضريبة.

رستق

الرُسْتاقُ فارسيّ معرّب، ألحقوه بِقرْطاسٍ. ويقال: رُزْداقٌ ورُسْداقٌ، والجمع، الرَساتيقُ، وهي السَواد.

رسح

رَجُلٌ أَرْسَحُ بَيِّنُ الرَسَح، وهو قليل لَحْم العَجُز والفَخِذين؛ والمرأة رَسْحاءُ. وكلّ ذِئب أَرْسَحُ، لأنَّه خفيف الوَرِكيْنِ.

رسخ

رَسَخَ الشيء رُسوخاً ثَبَتَ. وكلُّ ثابتٍ راسِخٌ، ومنه: الراسِخون في العلم.

رسس

رَسُّ الحُمَّى ورَسيسُها واحد، وهو أوَّلُ مَسِّها. وقولهم: بلَغني رَسٌّ من خبَر، أي شيءٌ منه. والرَسُّ: البئر المطويَّة بالحجارة. والرَسيسُ: الشيءُ الثابتُ. ورَسَسْتُ رَسَّاً، أي حفرت بئراً. ورُسَّ الميّتُ، أي قُبِرَ. والرَسُّ: الإصلاحُ بين الناس، والإفسادُ أيضاً: وقد رَسَسْتُ بينهم، وهو من الأضداد وفلان يَرُسُّ الحديثَ في نفسه، أي يحدِّث به نفسه. ورَسَّ فلانٌ خبرَ القوم، إذا لَقِيَهُمْ وتعرّف أمورهم.

رسع

الرَسَعُ: فسادٌ في الأجفان. وقد رَسِع الرجلُ، فهو أَرْسَعُ. وفيه لغة أخرى: رَسَّعَ الرجلُ تَرْسيعاً، فهو مُرَسَّعٌ ومُرَسِّعَةٌ، وقد رَسَّعَتْ عينُه أيضاً تَرْسيعاً.

رسغ

الرُسْعُ من الدواب: الموضعُ المستدقُّ الذي بين الحافر ومَوْصِلِ الوظيف من اليد والرِجل. يقال رُسْغٌ ورُسُغٌ. وجاء المطر فرَسَّغَ، إذا بلغ الماءُ الرُسْغَ. والرِساغُ: حبلٌ يُشَدُّ في رُسْغِ البعير شدّاً. شديداً فيمنعه من الانبعاث في المشي. وارَسَغُ، استرخاءٌ في قوائم البعير.

رسف

الرَسَفانُ: مشيُ المقيَّدِ. وقد رَسَفَ يَرْسُف ويَرْسِفُ رَسْفاً ورَسَفاناً. وأَرْسَفْتُ الإبلَ،أي تركتها مقيَّدة.

رسل

شَعْرٌ رَسْلٌ، أي مُسْتَرْسِلٌ. وبعيرٌ رَسْلٌ، أي سَهْلُ السَيْرِ. وناقةٌ رَسْلَةٌ. وقولهم: افْعَلْ كذا وكذا على رَسْلِكَ بالكسر، أي اتَّئِدْ فيه، كما يقالُ: على هِينَتِكَ. ومنه الحديث: "إلاَّ مَنْ أَعطى في نَجْدتها ورِسْلِها"، يريد الشدَّة والرخاء. والرِسْلُ أيضاً: اللَبن. وقد أَرْسَلَ القومُ، أي صار لهم اللبنُ من مواشيهم. والرَسَلُ بالتحريك: القطيع من الإبل والغنَم. والجمع الأَرسالُ. ويقال: جاءت الخيل أَرْسالاً، أي قطيعاً قطيعاً. وراسَلَهُ مُراسَلَةً فهو مُراسِلٌ ورَسيلٌ. وامرأةٌ مُراسِلٌ، وهي التي يموت زوجُها أو أحسّتْ منه أنّه يريد تطليقَها، فهي تَزَيَّنُ لآخرَ وتراسله. وأَرْسَلْتُ فلاناً في رِسالةٍ، فهو مُرْسَلٌ ورَسولٌ، والجمع رُسْلٌ ورُسُلٌ. والمُرْسَلاتُ: الرياحُ، ويقال الملائكةُ. والرَسولُ أيضاً: الرِسالَةُ. وقال كثير:

لقد كَذَبَ الواشُونَ ما بُحْتُ عندهم

 

بِسِرٍّ ولا أرْسَلْتُهُـمْ بـرَسـولِ

وقوله تعالى: "إنَّا رَسولُ ربِّ العالمين" ولم يقل: رُسُلُ رَبِّ العالمين، لأن فَعولاً وفَعيلاً يستوي فيهما المذكَّر والمؤنَّث والواحد والجمع، مثل عدوٍّ وصديق. والمِرْسالُ: سهمٌ قصيرٌ. والمِرْسالُ: الناقةُ السهلةُ السير، وإبلٌ مَراسيلُ. ورَسيلُ الرجلِ: الذي يُراسِلُهُ في نضالٍ أو غيره. وقوائم البعير رِسالٌ. واسْتَرْسَلَ الشَعْرُ، أي صار سَبْطاً. واسْتَرْسَلَ إليه، أي انبسطَ واستأنس. وتَرَسَّلَ في قراءته، أي اتَّأَد فيها.

رسم

الرَسْمُ: الأثر. ورَسْمُ الدار: ما كان من آثارها لاصقاً بالأرض. وتَرَسمْتُ الدارَ: تأمّلت رَسْمَها. وقال ذو الرمة:

أَأَنْ تَرَسَّمْتَ من خَرْقاءَ منزلةً

 

ماءُ الصَبابة من عينيك مَسْجومُ

 وكذلك إذا نظرتَ وتفرَّستَ أين تحفر أو تبني. والرَوْسَمُ: الرَسْمُ. ويقال: الرَوْسَمُ شيء تَجلى به الدنانير. والرَوْسَمُ: خشبة فيها كتابةٌ يُختَم بها الطعام، وهو بالشين معجمةً أيضاً. والرَواسيمُ: كتبٌ كانت في الجاهليّة. والراسِمُ: الماء الجاري. وناقةٌ رَسومٌ: تؤثِّر في الأرض من شدّة الوطء. وقد رَسَمَتْ تَرْسِمُ رَسيماً. ورَسَمْتُ له كذا فارْتَسَمَهُ، إذا امتثَلَه. وارْتَسَمَ الرجلُ. كَبَّرَ ودَعا. وقال الأعشى: وقابَلَها الريحُ في دَنِّها=وصَلَّى عَلى دَنِّها وارْتَسَمْ والثوبُ المُرَسَّمُ، بالتشديد: المخطَّط. ورَسَمَ عَلَيَّ كذا وكذا، أي كتَبَ. والرَسيمُ: ضربٌ من سير الإبل، وهو فوق الذَميلِ. وقد رَسَمَ يَرْسِمُ بالكسر رَسيماً. ولا يقال أَرْسَمَ. والرَسومُ: الذي يبقَى على السَير يوماً وليلة.

رسن

الرَسَنُ: الحبل، والجمع أَرْسانٌ. ورَسَنْتُ الفرس فهو مَرْسونٌ، وأَرْسَنْتُهُ أيضاً، إذا شددتَه بالرَسَنِ. والمَرْسِنُ، بكسر السين: موضع الرَسَنِ من أنف الفرس، ثمَّ كثُر حتَّى قيل مَرْسِنُ الإنسان. يقال: فَعلْتُ ذاك على رغم مَرْسِنِهِ.

رسا

رَسا الشيء يَرْسو: ثبت. وجبالٌ راسِياتٌ. ورَسَتْ أقدامهم في الحرب، أي ثبتت. ورَسَتِ السفينة تَرْسو رُسُوًّا، أي وقفت على اللنْجَرِ. وقوله تعالى: بسم اللّه مُجْراها ومُرْساها" بالضم من أَجْرَيْتُ وأَرْسَيْتُ، و: "مَجْراها ومَرْساها" بالفتح من رَسَتْ وجَرَتْ. ورَسَوْتُ بين القوم رَسْواً، أي أصلحت. والرَسْوَةُ: شيء من خَرَزٍ ينظم كالدستينج. ورَسَوْتُ عنه حديثاً: أي حدَّثت به عنه. ويقال أيضاً: رَسَوْتُ، إذا ذكرت منه طرفاً. والمِرْساةُ: التي تُرْسَى بها السفينة، تسمِّيها الفُرْسُ لَنْكَرْ. وألقت السحابة مَراسِيها، إذا دامت. والرَواسي من الجبال: الثوابت الرواسخ. قال الأخفش: واحدتها راسيةٌ. وربما قالوا: قد رَسا الفحل بالشَول، وذلك إذا قَعا عليها.

رشأ

الرَشَأُ: وَلدُ الظبية الذي قد تحرّك ومشى.

رشح

رَشَحَ رَشْحاً، أي عَرِقَ. وتقول: لم يَرْشَحْ له بِشَيءٍ، إذا لم يُعْطِه شيئاً. والمِرْشَحُ والمِرْشَحة: ما تَحْتَ الميثَرة. والرَشيحُ: العَرَقُ. والتَرْشيحُ: أن تُرَشِّحَ الأُمُّ ولدَها باللَبن القليل، تجعله في فيه شيئاً بعد شَيءٍ إلى أن يَقْوَى على المَصّ. وتقول: فلانٌ يُرَشَّح للوزارة، أي يُرَبَّى ويُؤَهَّل لها. وتَرَشَّح الفَصيلُ، إذا قَوي على المَشْيِ، قال الأصمعي: إذا قَوي ومَشى مع أُمّه؛ فهو راشِحٌ، وأُمُّهُ مُرْشِح.

رشد

الرَشادُ: خلاف الغَيّ، وقد رَشَدَ يَرْشُدُ رُشْداً، ورَشِدَ بالكسر يَرْشَدُ رَشَداً لُغَةٌ فيه. وأرشده اللّه. والمَراشِدُ: مقاصِدُ الطُرُق. والطريق الأرْشَدُ: نحو الأَقْصد. وتقول: هو لِرِشْدةٍ، خلاف قولك لزنْيَةٍ. وأُمُّ راشِدٍ: كُنْية الفأرة.

رشش

الرَشُّ للماء والدم والدمع. وقد رَشَشْتُ المكانَ رَشَّاً. وتَرَشَّشَ عليه الماءُ. والرَشُ: المطر القليل، والجمع رِشاشٌ. ورَشَّتِ السماءُ وأَرَشَّتْ، أي جاءت بالرِشاشِ. والرَشاشُ بالفتح: ما تَرَشَّشَ من الدم والدمع. يقال أَرَشَّتِ الطعنةُ.

رشف

الرَشْفُ: المصُّ. وقد رَشَفَهُ يَرْشُفُه ويَرْشِفُه، وارْتَشَفَهُ، أي امتصّه. وفي المثل: الرَشْفُ أنقعُ، أي إذا تَرَشَّفْتَ الماء قليلاً قليلاً كان أسكنَ للعطش. والرَشُوفُ: المرأةُ الطيّبةُ الفمِ.

رشق

الرَشْقُ: الرميُ وقد رَشَقْتُهُ بالنَبْلِ أَرْشُقُهُ رَشْقاً. والرشْقُ بالكسر الاسم، وهو الوجه من الرمي، فإذا رَمى القومُ بأجمعهم في جهةٍ واحدة قالوا: رَمَيْنا رِشْقاً. قال أبو زُبَيد:

كل يومٍ تَرْميهِ منها بِرَشْـقٍ

 

فمُصيبٌ أَوصافَ غير بَعيدِ

ويقال: أَرْشَقْتُ، إذا أحددتَ النظر. ومنه قول الشاعر:

وتَروعُني مُقَلُ الصِوارِ المُرْشِقِ

وأَرْشَقَتِ الظبية، أي مدّتْ عنقها. ورجلٌ رَشيقٌ، أي حسنُ القَدِّ لطيفُه. وقد رَشُقَ بالضم رَشَاقَةً.

رشم

الرَشْمُ: مصدر رَشَمْتُ الطعامَ أَرْشُمُهُ، إذا خَتَمْتَهُ. والرَوْشَمُ: اللَوح الذي تُخْتتَم به البيادر، بالشين والسين جميعاً. والرَشَمُ، بالتحريك: أوَّلُ ما يظهر من النَبْت. والرَشَمُ أيضاً: مصدر قولك رَشِمَ الرجل بالكسر يَرْشَمُ، إذا صار أَرَشَمَ، وهو الذي يَتَشَمَّمُ الطعام ويَحرِصُ عليه. والأرْشَمُ أيضاً: الذي به وَشْمٌ وخطوط. وأَرْشَمَ البرقُ، مثل أَوْشَمَ. وغيثٌ أَرْشَمُ: قليلٌ مَذْمومٌ.

رشن

الراشِنُ: الذي يأتي الوليمة ولم يُدْعَ إليها، وهو الذي يسمَّى الطُفَيليّ. يقال: رَشَنَ الرجلُ، إذا تطفّلَ ودخل بغير إذنٍ. ورَشَنَ الكلبُ في الإناء يَرْشُنُ رَشْناً ورُشوناً أيضاً، إذا أدخَل فيه رأسَه. والرَوْشَنُ: الكُوَّةُ.

رشأ

الرِشاءُ: الحبل، والجمع أَرْشِيَةٌ. والرِشْوَةُ معروفة، والرُشْوَةُ بالضم مثله؛ والجمع رِشاً ورُشاً. وقد رَشاهُ يَرْشوهُ رَشْواً. وارْتَشى: أخذ الرِشْوَةَ. واستَرْشى في حكمه: طلب الرشْوَةَ عليه. واسْتَرْشى الفَصيلُ، إذا طلب الرضاع. وقد أَرْشَيْتُهُ إرْشاءً. وأَرْشَيْتُ الدلو: جعلتُ لها رِشاءً. وتَرَشَّيْتُ الرجلُ: إذا لاينتَه. وراشَيْتُه، إذا ظاهرتَه. وأَرْشى الحنظلُ، إذا امتدَّت أغصانُه، شبِّه بالأرْشِيَةِ. والرِشاءُ: كواكبٌ كثيرةٌ صِغار على صورة السمكة، يقال لها بطن الحوت، وفي سُرَّتِها كوكبٌ نيِّرٌ ينزله القمر.

رصد

الراصِدُ للشيء: المراقِبُ له. تقول: رَصَدَه يَرْصُدُهُ رَصْداً ورَصَداً. والتَرَصُّدُ: التَرَقُّبُ. والرَصيدُ: السَبُعُ الذي يَرْصُدُ لِيثِبَ. والرَصود من الإبل: التي تَرْصُدُ شُرْبَ الإبل، ثم تشرب هي. والرَصَدُ: القَوْمُ يَرصُدون، كالحَرَس يستوي فيه الواحد ولاجمع والمؤنّث. وربَّما قالوا: أرْصادٌ. والمَرْصَد: موضع الرَصْد. الأصمعيّ: رَصَدْتُهُ أَرْصُدُه رَصْداً: ترقَّبْته. وأَرْصَدْتُ له: أَعْدَدْتُ له. والمِرْصادُ: الطريق. والرُصْدَةُ بالضم: الزُبْيَةُ. والرَصْدَةُ بالفتح: الدُفْعَة من المَطَرِ؛ والجمع رِصادٌ. تقول منه: رُصِدَت الأرض فهي مرصودة. والرَصَد بالتحريك: القليل من الكلأ والمطر. يقال: بها رَصَد من حياً. والجمع أَرصاد.

رصص

رَصَصْت الشيءَ أَرُصُّهُ رَصَّاً، أي ألصقت بعضَه ببعض ومنه بنيانٌ مَرْصوصٌ. وكذلك التَرْصيصُ. والتَرْصيصُ: أيضاً أن تَنْتَقِبَ المرأةُ فلا يُرَى إلاّ عيناها. وتَراصَّ القومُ في الصفِّ أي تلاصَقوا. والرَصاصُ بالفتح معروف. وشيءٌ مُرَصَّصٌ: مطليٌّ به.

رصع

التَرْصيعُ: التركيبُ. يقال: تاجٌ مرصَّعٌ بالجواهر، وسيفٌ مرصَّعٌ، أي محلَّى بالرَصائِعِ، وهي حَلَقٌ يُحَلَّى بها، الواحدة رَصيعَةٌ. وقال ابن الشميل: الرَصائِعُ: سيورٌ مضفورةٌ في أسافل الحمائل. وأنشد:

وعادَ الرَصيعُ نُهْيَةً للحَمائِلِ

يقول: انضمَّتْ سيوفهم فصار أسافلها أعاليها. ويقال: رَصِعَ به بالكسر يَرْصَعُ رَصَعاً، إذا لزق به. والأَرْصَعُ: لغةٌ في الأَرْسَحِ، والأنثى رَصْعاءُ مثل رَسْحاءَ بَيِّنَةُ الرَصَعِ. وربَّما سَمَّوا فراخ النخل رَصَعاً، الواحدة رَصَعَةٌ. والتَرَصُّعُ: النشاطُ.

رصف

الرَصَفَةُ بالتحريك: واحدة الرَصَفِ، وهي حجارةٌ مَرْصوفٌ بعضها إلى بعض. والرَصَفَةُ أيضاً: واحدة الرِصافِ، وهي العَقَبُ الذي يُلْوى فوق الرُعْظِ. والرَصْفُ بالتسكين: المصدر منهما جميعاً. تقول: رَصَفْتُ الحجارةَ في البناء أَرْصُفُها رَصْفاً، إذا ضممتَ بعضها إلى بعض. ورَصَفْتُ السهم رَصْفاً، إذا شددتَ على رُعْظِهِ عَقَبَةً. ويقال: هذا أمرٌ لا يَرْصُفُ بك، أي لا يليق. ورَصَفَ قدميه، أي ضم إحداهما إلى الأخرى. وتَراصَفَ القومُ في الصفِّ أي قام بعضهم إلى لِزْقِ بعض. والرَصوفُ: المرأةُ الضيّقةُ الفَرْجِ. وعملٌ رَصيفٌ وجوابٌ رَصيفٌ، أي محكمٌ رصينٌ.

رصن

 الأصمعي: رَصَنتُ الشيءَ أرصُنه رَصْناً: أكملته. وأَرْصَنْتُهُ: أحكمته. والرَصينُ: المحكَم الثابت. وقد رَصُنَ بالضم رَصانَةً. والرَصينانِ في رُكبة الفرس: أطراف القصَب المركّب في الرَضَفَةِ. وفلان رَصينٌ بحاجتك، أي حفيٌّ بها. ورَصَنْتُهُ بلساني رَصْناً: شتمتُه. ورجل رَصينُ الجوف، أي مُوجَع الجوف. أبو زيد: رَصَنْتُ الشيء معرفةً، أي عَلِمْتُهُ.

رضب

الرُضابُ: الريقُ. والراضِبُ: ضَرْبٌ من السِدْر. والراضب: السَحُّ من المطر.

رضح

الرَضْحُ مثل الرَضْخ، وهو كَسْر الحَصى أو النَوى. والاسم الرُضْحُ بالضم، وهو النَوى المَرضُوح. وتقول: رَضَحْتُ الحَصى فَتَرَضَّح. قال جِرانُ العَوْدِ:

تَخَطَّى إليَّ الحـاجِـزيْنَ مُـدِلَّةً

 

يَكادُ الحَصى من وَطْئِها يَتَرَضَّحُ

والمِرْضاحُ: الحَجَر الذي يُرْضَح به النَوى، أي يُدَقُّ. ونَوى الرَضْحِ: ما نَدَر مِنه.

رضخ

الرَضْخُ مثل الرَضْحِ. رَضَحْتُ الحصى والنوى: كَسَرْتَه. ورضَحْتُ رأسَ الحيّة بالحجارة. ورَضَحْتُ له رَضْحاً، وهو العَطاء ليس بالكثير. وفي الحديث: "أمَرْت له رَضْخٍ". وأرَضَحْتُهُ وأَرْضَحْتُهُ، إذا رميتَه بالحجارة وتراضَحْنا: ترامينا.

رضرض

الرَضراضُ: ما دَقَّ من الحصى. قال الراجز:

يَتْرُكْنَ صَوَّانَ الحَصى رَضْراضا

ومنه قولهم: نهرٌ ذو سِهْلَةٍ وذو رَضْراضٍ فالسِهْلَةُ: رمل القناةِ الذي يجري عليه الماء. والرَضْراضُ أيضاً: الأرضُ المَرْضوضَةُ بالحجارة. وكلُّ شيءٍ كسرتَه فقد رَضْرَضْتَهُ. والحجارةُ تَتَرَضْرَضُ على وجه الأرض، أي تتكسر. وامرأةٌ رَضْراضَةٌ، أي كثيرةُ اللحم. وكذلك رجلٌ رَضْراضٌ، وبعيرٌ رَضْراضٌ. وإبلٌ رَضارِضُ: راتعةٌ، كأنَّها تَرضُّ العشبَ.

رضض

الرَضُّ: الدقُّ الجريشُ. وقد رَضَضْتُ الشيءَ، فهو رَضيضٌ ومَرْضوضٌ. والرَضُّ: تمرٌ يُرَضُّ ويُنْقَعُ في مَحْصٍ. ورُضاضُ الشيءِ: فُتاتُهُ. وأَرَضَّ الرجلُ، أي ثَقُلَ وأبطأ. قال العجاج:

ثُمَّ اسْتَحَثُّوا مُبْطِئاً أَرَضَّا

والمُرِضَّةُ، بضم الميم: الرثيئةُ الخائرةُ، وهي لبنٌ حليب يُصَبُّ عليه لبنُ حامض، ثم يترك ساعةً فيخرج منه ماءٌ أصفر رقيقٌ، فيُصَبُّ منه ويُشْرَبُ الخاثرُ. وقد أَرَضَّتِ الرَثيئَةُ تُرِضُّ إرْضاضاً، أي خَثُرَتْ.

رضع

رَضِعَ الصبيُّ أمَّه يَرْضَعُها رَضاعاً، مثل سَمِعَ يَسْمَعُ سَماعاً. وأهلُ نجدٍ يقولون: رَضَعَ يَرْضِعُ رَضْعاً، مثال: ضَرَبَ يَضْرِبُ ضَرْباً. قال الأصمعي: أخبرني عيسى بن عمر أنّه سمع العرب تنشد هذا البيتَ لابن همَّام السَلوليِّ على هذه اللغة:

وذَمُّوا لنا الدنيا وهم يَرْضِعونَها

 

أَفاويقَ حتى ما يَدِرُّ لها ثَعْـلُ

وأَرْضَعَتْهُ أمُّهُ، وامرأةٌ مُرْضِعٌ، أي لها ولد ٌتُرْضِعُهُ، فإن وصفتها بإرضاع الولد قلت مُرْضِعَةٌ. والرَضوعَةُ: الشاةُ التي تُرْضِعُ. ويقال رَضاعٌ ورِضاعٌ، لغتان. والراضِعَتانِ: ثَنِيَّتا الصبيِّ اللتان يشرب عليهما اللبن. يقال: سقطتْ رَواضِعُهُ. وقولهم: لئيمٌ راضعٌ، أصله زعموا رجلٌ كان يَرْضَعُ إبله وغنمه ولا يحلُبها لئلا يُسْمَعَ صوتُ الشَخْبِ فيُطْلَبَ منه. ثم قالوا رَضُعَ الرجلُ بالضم يَرْضُعُ رَضاعَةً، كأنه كالشيء يُطْبَعُ عليه. وتقول: هذا أخي من الرَضاعةِ بالفتح، وهذا رَضيعِي كما تقول: أكيلي ورَسيلي. وراضَعَ فلانٌ ابنَه، أي دفعَه إلى الظئر. وارْتَضَعَتِ العنزُ، أي شربتْ لبنَ نَفْسِها. قال الشاعر:

إنِّي وجدتُ بَني أَعْيا وجاهِلَهُـم

 

كالعَنْزِ تَعْطِفُ رَوْقيْها فَتَرْتَضِعُ

رضف

الرَضْفُ: الحجارةُ المحماةُ يُوغرُ بها اللبن، واحدتها رَضْفَةٌ وفي المثل: خُذْ مِنَ الرَضْفَةِ ما عليها. ورَضَفَهُ يَرْضِفُهُ بالكسر، أي كَواه بالرَضْفَةِ. والرَضيفُ: اللبنُ يُغْلى بالرَضْفَةِ. وشِواءٌ مَرْضوفٌ: يُشْوى على الرَضْفِ والمَرْضوفَةُ: القِدْرُ أُنْضِجَتْ بالرَضْفِ قال الكميت:

ومَرْضَوفَةٍ لم تُؤْنِ في الطبخِ طاهياً

 

عَجِلْتُ إلى مُحْوَرِّها حين غَرْغَرا

لم تُؤْنِ، أي لم تَحْبِسْ ولم تبطئ.

رضم

 الرَضْمُ والرِضامُ: صخورٌ عظامٌ يُرْضَمُ بعضها فوقَ بعض في الأبنية، الواحدة رَضْمَةٌ. يقال رَضمَ عليه الصخرَ يَرْضِمُ بالكسر رَضْماً. ورَضَمَ فلانٌ بيتَه بالحجارة. والرضيم: البناء بالصخر. ورَضَمْتُ الأرضَ: أثرتُها للزرع. ورَضَمَ به الأرضَ، إذا جلَد به الأرض. ورَضَمَ البعيرُ بنفسه الأرض. وبرذون مَرْضومُ العصبِ: كأنّ عصبَه قد تشنَّج.

رضا

الرِضْوانُ: الرِضا، وكذلك الرُضْوانُ بالضم. والمَرْضاةُ مثله. ورَضيتُ الشيء وارْتَضَيْتُهُ فهو مَرْضِيٌّ، وقد قالوا: مَرْضُوٌّ فجاءوا به على الأصلِ والقياسِ. ورَضيتُ عنه رِضاً مقصورٌ، وهو مصدرٌ محضٌ، والاسم الرِضاءُ ممدودٌ. وسمع الكسائي رِضَوانِ وحِمَوانِ في تثنية الرِضا والحِمى. وعيشةٌ راضِيَةٌ، أي مَرْضِيَّةٌ. كقولهم: هَمٌّ ناصبٌ؛ لأنَّه يقال رُضيتُ معيشتُه على ما لم يسمَّ فاعله، ولا يقال رَضِيَتْ. ويقال: رَضيتُ به صاحباً. وربما قالوا: رَضيتُ عليه، بمعنى رَضيتُ به وعنه. وأنشد الأخفش:

إذا رَضِيَتْ عَلَيَّ بنو قُشَيْرٍ

 

لَعَمْرُ اللّه أعجبني رِضاها

وأَرْضَيْتُهُ عنّي ورَضَّيْتُهُ بالتشديد أيضاً، فَرَضِي. وتَرَضَّيْتُهُ: أرْضَيْتُهُ بعد جهدٍ. واسْتَرْضَيْتُهُ فأَرْضاني. وراضانيَ فلانٌ فَرضَوْتُهُ أَرْضُوهُ بالضم، إذا غلبتَه فيه؛ لأنّه من الواو. وإنما قالوا رَضيتُ عنه رِضاً وإن كان من الواو، كما قالوا شَبِعَ شِبَعاً، وقالوا رَضيَ لمكان الكسر، وحقَّه أن يقال رَضُوَ.

رطأ

رجل رَطيءٌ، على فَعيلٍ، بَيِّنُ الرَّطإ بالتحريك، أي أحمقُ.

رطب

الرَطْبُ، بالفتح: خلاف اليابس. تقول رَطُبَ الشيءُ رُطوبَةً فهو رَطْبٌ ورطيبٌ. ورَطَّبْتُهُ أنا ترطيباً. وغُصنٌ رطيبٌ، وريشٌ رطيبٌ، أي ناعم. والمرطوبُ: صاحبُ الرطوبةِ. والرُطْبُ، بالضم ساكنةُ الطاء: الكلأ. والرَطْبَةُ، بالفتح: القَضْبُ خاصةً ما دام رَطْباً، والجمع رِطابٌ. تقول منه: رطبْتُ الفرسَ رطْباً ورُطوباً. والرُطَبُ من التمر معروف، الواحدة رُطَبَةٌ، وجمع الرُطَبِ أرطابٌ ورِطابٌ أيضاً. وجمع الرُطَبَةِ رُطَباتٌ ورُطَبٌ. وأَرْطَبَ البُسْرُ: صار رُطْباً. وأرطب النخلُ: صار ما عليه رُطَباً. ورَطَّبْتُ القومَ ترطيباً إذا أطعمتَهم الرُطَبَ. وأرضٌ مُرْطِبَةٌ: كثيرة الكلأ.

رطط

الرَطيطُ: الجلبةُ والصياحُ. وقد أَرَطُّوا، أي جَلَّبوا. والرَطيطُ: الأحمقُ. قال الشاعر:

أَرِطُّوا فقد أَقْلَقْتُـمُ حَـلَـقـاتِـكُـمْ

 

عَسى أن تَفوزوا أَنْ تكونوا رَطائِطا

يقول: قد اضطرب أمرُكم من باب الجِدِّ والعقلِ، فتحامَقوا عسى أن تفوزوا.

رطل

الرَطْلُ، بالفتح: الرجلُ الرِخْوُ. والرَطْلُ والرِطْلُ: نصف مَناً. وتَرْطيلُ الشَعَر: تدهينه وتكسيره.

رطم

رَطَمْتُهُ في الوحل رَطْماً فارْتَطَمَ هو، أي ارتبك فيه. وارْتَطَمَ عليه أمرٌ، إذا لم يقدِرْ على الخروج منه. والرَطومُ: الأحمق. والرَطومُ: المرأة الواسعة الفرْج. ورَطَمَ الرجلُ، أي نَكح. والراطِمُ: اللازمُ للشيء.

رطن

الرَطانَةُ والرِطانَةُ: الكلام بالأعجميّة. تقول: رَطَنْتُ له رَطانَةً ورَاطَنْتَهُ، إذا كلَّمتَه بها. وتَراطَنَ القوم فيما بينهم. وقال:

أصواتَهم كتَراطُنِ الفُرْسِ

الفراء: إذا كانت الإبلُ رِفاقاً ومعها أهلُها فهي الرَطَّانَةُ والرَطونُ بالفتح.

رعب

الرُعْبُ: الخوف. تقول منه: رَعَبْتُهُ فهو مرعوبٌ، إذا أفزعته؛ ولا تقل أَرْعَبْتُهُ. والتِرْعابَةُ: الفَروقُ. والسَنامُ المُرْعَّبُ: المُقَطَّعُ والرَعيبُ: الذي يقطرُ دَسَماً. والتِرْعيبَةُ، بالكسر: القطعة من السَنامِ. ورَعَبْتُ الحوضَ: ملأتُه. وسيلٌ راعبٌ: يملأ الوادي. قال الشاعر:

بذي هَيْدَبِ أيْما الرُبى تحت وَدْفِهِ

 

فَيرْوي وأَيْما كُلُّ وادٍ فَيرْعَـب

وسَنامٌ رَعيبٌ، أي ممتلئٌ شحماً. والراعِبِيُّ: جنسٌ من الحَمامِ والأنثى راعِبيَّة.

رعبب

الرُعْبوبُ: الضعيف الجَبانُ. والرُعْبوبَةَ من النساء: الشَطْبَةُ البيضاءُ.

رعبل

رَعْبَلْتُ اللحمَ: قطعتُه. وثوبٌ مُرَعْبلٌ، أي ممزَّق. ويقال: جاء فلان في رَعابيلُ، أي في أطمار وأقلاق.

رعث

الرعاثُ: القِرَطَةُ، واحدتها رَعْثَهٌ ورَعَثَةٌ بالتحريك. وتَرَعَّثَتِ المرأةُ، أي تَقَرَّطَتْ. ورَعْثَةُ الديك: عُثْنُونُهُ؛ يقال ديك مُرَعَّثٌ. قال الأخطل:

ماذا يُؤَرِّقُني والنَوْمُ يُعْـجِـبُـنـي

 

من صَوْتِ ذي رَعَثاتٍ ساكِنِ الدَّارِ

وشاةٌ رَعْثاءُ، إذا كان لها تحت الأذن زَنَمَتانِ. والرَعَثُ: العِهْنُ من الصوف يُعَلَّقُ من الهودج، عن أبي عبيد.

رعج

الارْتِعاجُ كالارتعاد. ورَعَجَ البَرْقُ وأَرْعَجَ إذا تتابع لمعانُه. قال العجَّاج: سَحّاً أهاضيبَ وبَرقاً مُرعِجا ابن السكيت: يقال للرجل إذا كثُرَ ماله وعددُه: قد ارْتَعَجَ مالُه، وارْتَعَجَ عددُه. وارْتَعَجَ الوادي: امتلأ.

رعد

الرَعْد: الصوت الذي يُسْمَع من السَحاب يقال: صَلَفٌ تحت الراعِدَةِ، للرجل يُكثِر الكلام، لا خير عنده. ورَعَدَتِ السماء وبَرَقت. ورعدتِ المرأة وبَرَقَتْ: تحسّنت وتزينت. ورَعَدَ الرجلُ وبَرَقَ: تَهَدَّدَ وأوْعد. قال ابن أحمر:

يا جَلَّ ما بَعُدَتْ عليك بِـلادُنـا

 

وطِلابُنا فابْرُقْ بأَرْضِكَ وارْعُدِ

وأَرْعَدَ القَوْمُ وأَبْرَقوا: أصابهم رَعْدٌ بَرْقٌ. وحكى أبو عبيدة وأبو عمرو: أَرْعَدَتِ السماءُ وأبرَقَتْ، وأَرعَدَ الرجل وأبرق، إذا تَهَدَّدَ وأَوعَدَ. وأنكره الأَصْمعي واحتجَّ عليه بِبَيْتِ الكُمَيْتِ:

أَبْـرِقْ وأَرْعِــدْ يا يز

 

دُ فما وعيدُكَ لي بضائِرْ

فقال: ليس الكُمَيْتُ بحجّةٍ. والارتعاد: الاضطراب. يقال: أَرْعَدَهُ فارتعد. والاسم الرِعْدة. وأُرْعِد الرَجُل: أخذته الرَعدة، وأُرْعِدَتْ فرائصه عند الفزع. والرَعَّادُ: ضَرْبٌ من سمك البَحْر إذا مسّه الإنسان خَدِرَتْ يَدُهُ وعَضُده حتَّى يَرْتَعِد ما دام السمك حَيَّاً. ورجل رَعَّادٌ، أي كثير الكلام. وقولهم: جاء بِذاتِ الرَعْدِ والصَليلِ. يُعنى بها الحَرْبُ. وذاتُ الرَواعِدِ: الداهِيَةث.

رعدد

الرِعديد: الجبان. والرعديد: المرأة الرَخْصَةُ. ويقال: هو يُرَعْدِدُ: أي يُلْحِفُ في السؤال.

رعرع

تَرَعْرَعَ الصبيُّ، أي تحرَّك ونشأ ورَعْرَعَهُ اللّه، أي أنبته. وشاٌّ رَعْرعٌ ورَعْراعٌ، أي حسنُ الاعتدالِ في القَوام، والجمع الرَعارِعُ. قال لبيد:

نُبَكِّي على إثْرِ الشبابِ الذي مضى

 

إَلاَ إنَّ أَخْدانَ الشبابِ الرَعـارعُ

رعس

الرَعْسُ: الارتِعاشُ والانتفاض. وقد رَعَسَ فهو راعِسٌ. أبو عمرو: الرَعَسانُ: تحريك الرأس من الكِبَر. وناقةٌ رَعوسٌ، وهي التي قد رَجَفَ رأسُها من الكِبَر. الفراء: رَعَسْتُ في المشي أَرْعَسُ، إذا مشيتَ مشياً ضعيفاً من إعياءٍ أو غيره. والارتِعاسُ مثل الارتعاش والارتعاد. وأَرْعَسَهُ مثل أرعشه.

رعش

الرَعَشُ بالتحريك: الرِعدَةُ. وقد رَعِشَ بالكسر وارْتَعَشَ، أي ارتعد. وأَرْعَشَهُ اللّه. ورجلٌ رَعِشٌ، أي جبانٌ. ويقال ناقة رَعوشٌ، مثل رَعوسٍ، للتي يَرجُف رأسُها من الكبر. والمَرْعَشُ: جنسٌ من الحمام، وهي التي تحلِّق. وبعضهم يضمُّ ميمه. ونعامةٌ رَعْشاءُ.

رعشن

ويقال: رجلٌ رَعْشَنٌ، للذي يرتعش.

رعص

الارْتِعاصُ: الاضطرابُ. قال الأصمعي: يقال ارْتَعَصَتِ الحيَّةُ، إذا ضُرِبَتْ فلوتْ ذَنَبَها.

رعظ

الرُعْظُ: مدخلُ سِنْخِ النَصْلِ في السهم وفوقه الرِصافُ وهي لفائفُ العَقَبِ، والجمع أَرْعاظٌ. وقد رَعِظَ السهمُ بالكسر يَرْعَظُ رَعَظاً بالتحريك: انكسر رُعْظُهُ، فهو سهمٌ رَعِظٌ.

رعع

الرَعاعُ: الأحداثُ الطَغامُ.

رعف

الرُعافُ: الدمُ يخرج من الأنف. وقد رَعِفَ الرجلُ يَرْعَفُ ويَرْعُفُ. ورَعُفَ بالضم لغةٌ فيه ضعيفةٌ. ويقال: رماحٌ رَواعِفُ، إمّا لتَقَدُّمِها للطَعن، أو لما يقطُر منها من الدم. ورَعَفَ الفرس يَرْعُفُ ويَرْعَفُ، أي سبق وتقدَّم. واسْتَرْعَفَ مثله. واسْتَرْعَفَ الحَصى منْسِمَ البعير، أي أدماه. والراعِفُ: الفرسُ الذي يتقدَّم الخيل. والراعِفُ: طرفُ الأرنبة، وأنفُ الجبل. ويقال: فعلت ذاك على الرغم من مَراعِفِهِ، مثل مَراغِمِهِ. وأَرْعَفَهُ، أي أعجله، وأَرْعَفَ قربته، أي ملأها حتى تَرْعُفَ. وراعوفَةُ البئرِ: صخرة تترك في أسفل البئر إذا حتُقِرَتِ تكون هناك، فإذا أرادوا تنقية البئر جلسَ المُنَقِّي عليها. ويقال: هو حجر يكون على رأس البئر يقوم عليه المستقِي.

رعل

الرَعْلَةُ: القطعة من الخيل، وكذلك الرَعيلُ، والجمع الرِعالُ. قال طرفة:

ذلُقٌ في غابةٍ مَسْـفـوحةٍ

 

كرِعالِ الطيرِ أَسْراباً تَمُرّْ

واسْتَرْعَلَتِ الغنمُ، أي تتابَعتْ في السير. واسْتَرْعَلَ، أي خرج في أوّل الرعيل. وأَراعيلُ الرياحِ: أوائلها. والرَعْلَةُ والرَعْلُ: ما يُقْطَعُ من أذن الشاة ويُتْرَكُ معلّقاً لا يَبين، كأنّه زَنَمَةٌ. والشاةُ رَعْلاءُ. وناقةٌ رَعْلاءُ، والجمع رُعْلٌ. وأَرْعَلَتِ العوسَجة: خرجتْ رَعْلَتُها. ويقال أيضاً للشاةِ الطويلةِ الأذنِ: رَعْلاءُ. والإرْعالُ: سُرعة الطعنِ وشدَّته. والرَعْلَةُ أيضاً: واحدة الرِعالِ، وهي الطِوال من النخل. قال ابنُ الأعرابي: يقال مرَّ فلانٌ يجرّ رَعْلَهُ، أي ثيابَه. قال: وتركت عِيالاً رَعْلَةً، أي كثيراً ويقال لما تهدّل من النبات: أَرْعَلُ. والراعِلُ: الدَقَلُ. والمُرَعَّلُ: خيارُ المالِ. والرُعْلولُ: بقلٌ، ويقال هو الطَرْخونُ.

رعم

شاة رَعَومٌ: بها داءٌ يسيل من أنفها الرُعامُ بالضم، وهو المخاط. وقد رَعَمَتِ الشاةُ وأَرْعَمَتْ. والرُعامى: زيادة الكبد، وهو بالعين والغين جميعاً. ورَعَمْتُ الشمسَ أَرْعَمُها، إذا رقَبْت غيوبَها.

رَعن

الرَعَنُ بالتحريك: الاسترخاء. والرُعونَةُ: الحُمق والاسترخاء. ورجلٌ أَرْعَنُ، وامرأةٌ رَعْناءُ، بيِّنا الرُعونَةِ والرَعَنِ أيضاً. وما أَرْعَنَهُ، وقد رَعُنَ بالضم. ورَعَنَتْهُ الشمسُ فهو مَرْعونٌ، أي مسترخٍ. والرَعْنُ: أنف الجبل المتقدّم، والجمع الرُعونُ والرِعانُ، ثم يشبَّه به الجيشُ فيقال: جيشٌ أَرْعَنُ. وسمِّيت البصرة رَعْناءَ تشبيهاً برَعْنِ الجبل. ويقال: الجيش الأَرْعَنُ هُو المضطرب لكثرته.

رعي

الرَعاوي الرُعاوي، بفتح الراء وضمها: الإبل التي تَرْعى حوالي القوم وديارِهم؛ لأنّها الإبل التي يُعتَمَل عليها. ورَعا يَرْعُو، أي كفَّ عن الأمور. يقال: فلانٌ حسن الرَعْوَةِ والرِعْوَةِ والرُعْوى والارْعِواءِ. وقد ارْعَوى عن القبيح. والاسم الرُعيا بالضم والرَعْوى بالفتح. الرِعْيُ بالكسر: الكلا. وبالفتح المصدر والمَرْعَى: الرِعْيُ، والموضع، والمصدر. والراعي جمعه رُعاةٌ، ورُعْيانٌ، ورِعاءٍ. وفلان يَرْعى على أبيه، أي يَرْعى غَنَمه. قال الفراء: رجلٌ تَرْعِيَّةٌ وتُرْعِيَّةٌ، للذي يجيد رِعْيَة الإبل. ويقال أيضاً: رجلٌ تِرْعايَةٌ في معنى تِرْعِيَّةٍ. وراعَيْتُ الأمر: نظرتُ إلى أين يصير. وراعيته: لاحظته وراعَيتُهُ من مُراعاةِ الحقوق. ويقال: الحمار يُراعي الحُمُرَ، أي يَرْعى معها: قال أبو ذؤيب:

مِن وَحْشِ حَوْضي يُراعي الصيدَ منتبذاً

 

كأنه كوكبٌ في الجـوِّ مُـنْـحَـرِدُ

واسْتَرْعَيْتُهُ الشيء فَرعاهُ. وفي المثل: من اسْتَرْعى الذئبَ ظَلَم. والراعي: الوالي. والرَعِيَّةُ: العامّة. يقال: ليس المَرْعِيُّ كالراعي. وتقول: أَرْعَيْتُ عليه، إذا أبقيتَ عليه وترحّمته. وأَرْعَيْتُهُ سمعي، أي أصغيت إليه. ومنه قوله تعالى: "راعِنا". ورَعى الأمير رَعِيَّتَهُ رِعاية. ورَعَيْتُ الإبلَ أَرْعاها رَعْياً. ورَعى البعير اكلأ. وارْتَعى مثله. ورَعَيْتُ النجوم: رَقبْتها. قالت الخنساء:

أَرْعى النجومَ وما كُلِّفْتُ رِعْيَتَها

 

وتارةً أَتَغَشَّى فَضْلَ أَطْمـاري

ويقال رَعَيْتُ عليه حُرْمَتَهُ رِعَايَةً. وأَرْعى اللّه الماشيةَ، أي أنبت لها ما تَرْعاهُ. قال الشاعر:

كأنَّها ظبيةٌ تَعْطُو إلى فَنَـنٍ

 

تأكل من طَيِّبٍ واللّه يُرْعيها

رغب

رَعِبْتُ في الشيء، إذا أردتَه، رغبةً ورَغَباً بالتحريك. وارْتَغَبْتُ فيه مثلُهُ. ورَغِبْتُ عن الشيء، إذا لم تُرِدْهُ وزَهِدت فيه. وأرغبني في الشيء ورَغَّبَني فيه، بمعنىً ورجلٌ رغبوب من الرَغْبَةِ. والرَغبيَةُ: العطاءُ الكثيرُ، والجمع الرغائب. قال الشاعر:

وإلى الذي يُعْطي الرغائبَ فارْغَبِ

والرَغيبُ: الواسعُ الجوفِ، يقال حوضٌ رَغيبٌ وسِقاءٌ رَغيبٌ، وفرسٌ رَغيبُ الشَحْوَةِ. والرُغْبُ، بالضم: الشَرَهُ. يقال الرُغْبُ شُؤْمٌ. وقد رَغُبَ بالضم رُغْباً فهو رَغيبٌ. أبو عبيد: الرَغابُ، بالفتح: الأرضُ الليّنةُ. وقال ابن السكيت: التي لا تسيل إلا من مطر كثير. وقد رَغِبَتْ رَغَباً.

رغث

الرَغوثُ: كل مُرْضِعَةٍ. قال طرفة:

فليتَ لنا مكانَ المَلْكِ عَمْروٍ

 

رَغوثاً جَوْلَ قُبَّتِنا تَخـورُ

وقد أَرْغَثَتِ النعجةُ ولدَها: أرضعته. ورغَثَ الجَديُ أمَّه، أي رضِعها. والرُغَثاءُ مثال العُشَراءِ: عِرْقٌ في الثَدْي يَدِرُّ اللبن. قال ابن السكيت:: عَصَبَةٌ تحت الثَدْيِ. وقولهم آكَلُ من بِرْذَوْنَةٍ رَغوثٍ وهو فَعولٌ في معنى مفعولةٍ لأنها مرغوثةٌ. قال الأحمر: رُغِثَ الرجلُ فهو مَرْغوثٌ، إذا كَثُرَ عليه السُّؤال حتَّى يَنْفَدَ ما عنده.

رغد

عيشَةٌ رَغْدٌ ورَغَدٌ، أي واسِعَةٌ طيّبةٌ. تقول: رَغِدَ عيشُهم ورَغُدَ عَيْشُهم، بكسر الغين وضمّها. وأرغد القوم: أخْصَبُوا وصاروا في رَغَدٍ من العَيْش. وأرغَدوا مواشيَهم: تركوها وسَوْمَها. أبو عمرو: الرغيدَةُ: اللبن الحليب يُغلى ويُذَرُّ عليه دقيق، ثمَّ يُساط ويُلْعَقُ لَعْقاً. وارْغادَّ اللبنُ ارغيداداً، أي اختلط بعضاً ببعض ولم تتمَّ خُثُورَتُه بعد. والمُرْغادُّ: الشاكّ في رأيه لا يدري كيف يُصْدِرهُ. وكذلك الارغيدادُ في كلّ مختلط.

رغرغ

الرَغْرَغَةُ رَفاغَةُ العيش. والرَغْرَغَةُ: أن تَرِدَ الإبلُ كلَّ يوم متى شاءت، وهو مثل الرِفهِ.

رغس

الرَغْسُ: النَماءُ والخيْرُ. وفي الحديث: أنَّ رجلاً رَغَسَهُ اللّه مالاً. قال الأموي: أي أكثر له وباركَ له فيه. وتقول: كانوا قليلاً فَرَغَسَهُمُ اللّه، أي أكثرهم اللّه وأَنْماهُمْ. وكذلك هو في الحَسَب وغيرِه. قال رؤبة بن العجاج:

حتَّى رأينا وجْهَك المَرْغوسا

يعني المبارك الميمون.

رغغ

الرَغيغَةُ: لبنٌ يُغلى ويُذَرُّ عليه دقيقٌ، تُتَّخَذُ للنُفَساءِ.

رغف

الرَغيفُ من الخبز، والجمع أَرْغِفَةٌ وَرُغُفُ ورُغْفانٌ.

رغل

الرُغْلُ بالضم: ضربٌ من الحَمْضِ تسمِّيه الفرْسُ السَرْمَقَ. والجمع أَرْغالٌ. وقد أَرْغَلَتِ الأرضُ، إذا أنبتتْه. وأَرْغَلَتِ المرأةُ، أي أرضعت. وأَرْغَلَتِ الإبلُ عن مراتعها، أي ضلَّتْ. وعيشٌ أَرْغَلُ وأَغْرَلُ، أي واسعٌ. وغلامٌ أَرْغَلُ بيَّن الرَغَلِ، أي أَغْرَلُ، وهو الأَقْلَفُ. والرَغْلَةُ: رَضاعةٌ في غَفْلة. يقال: رَغَلَ الجَديُ أمَّهُ: رضَعها. قال أبو زيد: يقال: فلان رَمٌّ رَغولٌ، إذا اغتنم كلَّ شيءٍ وأكلَه. قال أبو وَجْزة السعديّ:

رَمٌّ رَغولٌ إذا اغبَرَّتْ مَوارِدُهُ

 

ولا ينام له جارٌ إذا اخْتَرَقـا

يقول: إذا أجدبَ لم يَحْقِرْ شيئاً وشَرِهَ إليه، وإن أخصبَ لم يَنَمْ جارُهُ خوفاً من غائلته.

رغم

الرَغامُ، بالفتح: التراب. وقال:

ولم آتِ البيوتَ مُطَنَّباتٍ

 

بِأكْثِبَةٍ فَرَدْنَ من الرَغامِ

 أي انفردن. ويقال: أَرْغَمَ اللّه أنفَه، أي ألصقَه بالرَغامِ والرُغامى بالعين والغين: زيادة الكبد، ويقال: قصبة الرئة. والمُراغَمَةُ: المغاصَّبة. يقال: راغَمَ فلانٌ قومَه، إذا نابذَهم وخرجَ عليهم. والتَرَغُمُ: التغضُّبُ، وربَّما جاء بالزاي. والرُغْمُ بالضم والرَغْمُ. وفيه ثلاث لغات: رُغْمٌ، ورَغْمٌ، ورِغْمٌ. والمَرْغَمَةُ مثله. قال النبي عليه الصلاة والسلام: "بُعِثْتُ مَرْغَمَةً". وتقول: فعلتُ ذاك على الرَغْمِ من أنفه. ورَغَمَ فلانٌ بالفتح، إذا لم يقدر على الانتصاف. يقال: رَغِمَ أنفي للّه عزّ وجلَ بالكسر والفتح، رُغْماً ورَغْماً ورِغْماً. والمُراغَمُ: المَذهب والمَهْرب. قال الجعديُّ:

كَطَوْدٍ يُلاذُ بـأركـانـه

 

عَزيزِ المُراغَمِ والمَهْرَبِ

ومنه قوله تعالى: "يِجِدْ في الأرض مُراغَماً كثيراً". قال الفراء: المُراغَمُ: المضطرَب والمذهَب في الأرض.

رغن

الرَغْنُ: الإصغاء إلى القول وقَبوله. والإرْغانُ مثله. قال الفراء: لا تُرْغِنَنَّ له في ذلك، أي لا تُطْمِعه فيه. ويقال رَغَنَ إلى الصُلح، أي رَكَنَ.

رغا

الرُغاءُ: صوت ذواتِ الخفّ. وقد رَغا البعير يَرْغو رُغاءً، إذا ضجّ. وفي المثل: كَفى برُغائِها منادياً، أي إنّ رُغاء بعيرِه يقوم مقامَ ندائه في التعرُّض للضيافة والقِرى. وقد رَغَى اللبن تَرْغِيَةً، أي أزبَدَ. ومنه قولهم: كلامٌ مُرَغٍّ، إذا يفصِحْ عن معناه. ويقال أيضاً: أمست إبلهم تُرَغِّي وتُنَشِّفُ، أي لها نُشافَةٌ ورُغْوَةٌ. والمِرْغاةُ: شيءٌ تؤخذ به الرُغْوَةُ. والرُغْوَةُ فيها ثلاث لغات: رُغْوَةٌ ورَغْوَةٌ ورِغْوَةٌ. وحكى الكسر فيها اللحياني وغيرُه، وهو زُبد اللبن، والجمع رُغاً. وكذلك رُغايةُ اللبن بالضم والياء، ورِغاوَةُ اللبن بالكسر والواو. وارْتَغيْتُ: شربت الرَغْوَة. وفي المثل: يُسِرُّ حَسْواً في ارْتِغاءٍ، يضرب لمن يُظهر أمراً ويريد غيره. وناقةٌ رَغُوُّ، أي كثيرة الرُغاء. وأَرْغَيْتُهُ أنا: حملتُه على الرُغاء. قال الشاعر:

أَيَبْغي آلُ شدَّادٍ علـينـا

 

وما يُرْغي لشَدَّادٍ فَصيلُ

يقول: هم أشِحَّاءُ لا يفرّقون بين الفصيل وأمّه بنَحْرٍ ولا هِبةٍ. وتَراغَوْا، إذا رَغا واحدٌ ها هنا وواحدٌ ها هنا وفي الحديث: "إنهم واللّه تَراغَوْا عليه فقَتَلوه". وقولهم: ما له ثاغِيَةٌ ولا راغيةٌ، أي ما له شاةٌ ولا ناقةٌ. ويقال أيضاً: أتيته فما أَثْغى ولا أَرْغى. أي لم يُعْطِ شاةً ولا ناقةً.

رفا

رَفَأتُ الثوبَ أرفَؤُهُ رَفْأً، إذا أصْلَحْتَ ما وَهى منه، وربما لم يهمز. يقال: مَن اغتاب خَرَقَ، ومن استغفر رَفأَ. والرِفاءُ بالمد: الالتئام والاتفاق، يقال للمتزوج بالرِفاءِ والبنين. وقد رَفَّأْتُ المُمْلِكَ تَرْفِئَةً وترفيئاً، إذا قلت له ذلك. وأرفَأْتُ السفينةَ: قَرَّبْتُها من الشَطِّ. وذلك الموضع مُرْفأٌ. وأرفَأْتُ إليه: لَجَأْتُ. ورافَأْتُهُ في البيع: حابَيْتُهُ. وترافؤوا، أي توافقوا، وتظاهروا.

رفت

الرُفاتُ: الحُطام. قال اللّه تعالى: "وقالوا أَئِذَا كُنَّا عظاماً ورُفاتاً". قال الأخفش: تقول منه رَفَتُّ الشيءَ فهو مَرْفوتٌ، إذا فُتَّ.

رفث

الرَفَثُ: الجِماعُ. والرَفَثُ أيضاً: الفُحْشُ من القول، وكلامُ النساء في الجِماع. تقول منه: رَفُِثَ الرجلُ وأَرْفَثَ. قال العجاج:

ورُبَّ أَسْرابِ حَجيجٍ كُظَّمِ

 

عن اللَّغا ورَفَثِ التَكَلُّـمِ

رفد

الرِفْدُ بالكسر: العطاء والصِلَةُ. والرَفْد المصدر. تقول: رَفدْتُهُ أَرْفِدُهُ رَفْداً، إذا أعطيته، وكذلك إذا أعَنْتَهُ. والرَفْدُ والرِفْدُ أيضاً: القَدَحُ الضخم. والإرفادُ: الإعطاءُ والإعانةُ. والمُرافدة: المُعاونة. والترافُد: التَعاوُنُ. والاسْتِرْفادُ: الاسْتِعانَةُ. والارْتِفادُ: الكَسْبُ. والتَرْفيدُ: التسويد؛ يقال: رُفَدَ فلان، أي سُوِّد وعُظِّمَ. والمِرْفَدُ: الرِفْد، وهو القَدَحُ الضَخْمُ الذي يُقْرَى فيه الضَيفُ. والمِرْقَدُ أيضاً: العُظَّاَمَةُ تَتعظَّم بها المرأةُ الرَسْحاءُ. والمَرافيدُ: الشاء لا ينقطع لبَنُها صيفاً ولا شتاءً. والرَفودُ من النوقِ: التي تملأ الرَِفْدَ في حَلْبَةٍ واحِدَةٍ. والرِفادةُ: خِرْقة يُرْفَدُ بها الجُرْحُ وغيره. قال أبو زيد: رَفَدْتُ على البعير أَرْفِدُ رَفْداً، إذا عمِلت له رِفادَةً. وهي مثل جَدْيَةِ السَرْجِ. والرِفادَةُ أيضاً: شيءٌ كانت تترافَدُ به قريشٌ في الجاهليّة، تُخْرِجُ فيما بينها مالاً تشتري به للحُجَّاج طَعاماً وزَبيباً للنَبيذ. وكانت الرِفادَةُ والسِقايَةُ لبني هاشم، والسَدانةُ واللواء لبني عبد الدار. والرَوافِد: خشب السَقْف. وأنشد الأحمر:

رَوافِدُهُ أكرَمُ الرافِدات

 

بخٍ لك بخٍ لبَحْرٍ خَضَمّْ

رفرف

الرَفْرَفُ: ثيابٌ خضرٌ تُتَّخَذُ منها المحابس الواحدة رَفْرَفَةٌ، والرَفْرَفُ أيضاً كِسْرُ الخباءِ وجوانبُ الدرعِ وما تدلّى منها، الواحدة رَفْرَفٌ. ورَفْرَفَ الطائر، إذا حرَّك جناحَيه حول الشيء يريد أن يقع عليه. والرَفْرافُ: طائرٌ، وهو خاطفُ ظلِّهِ، عن ابن سلمة.
وربَّما سَمّوا الظليمَ بذلك، لأنه يُرَفْرِفُ بجناحيه ثم يعدو.

رفس

الرَفْسُ: الضرب بالرِجْلِ. وقد رَفَسَهُ يَرْفِسُهُ.

رفص

الرُفْصَةُ الماءُ يكون نَوْبَةً بين القوم، وهو قلبُ الفُرصةِ. وهم يَبَرافَصونَ الماء، أي يَتَناوَبونَه. أبو زيد: ارْتَفَصَ السعرُ، أي غلا.

رفض

الرَفْضُ: التركُ. وقد رَفَضَهُ يَرْفُضُهُ وَيَرْفِضُهُ رَفْضاً ورَفَضاً، والشيءُ رَفيضٌ ومَرْفوضٌ. والرَوافِضُ: جُنْدٌ تركوا قائدهم وانصرفوا. ورَفَضْتُ الإبل أَرْفُِضُها رَفْضاً وَرَفَضاً، إذا تركتَها تَبَدَّدُ في مَرعاها حيث ُأحبَّتْ، لا تثنيها عما تريد. وقد رَفَضَتْ هي تَرْفُضُ رُفوضاً، أي ترعى وحدها والراعي يبصرها قريباً منها أو بعيداً. وهي إبلٌ رافِضَةٌ ورَفْضٌ أيضاً. وقال يصف سحاباً:

تُباري الرِياحَ الحَضْرَمِيَّاتِ مُزْنُهُ

 

بمُنْهَمِرِ الأوراقِ فَزَعٍ رَفْـضِ

ورَفَضَ أيضاً بالتحريك، والجمع أَرْفاض. ونعامٌ رَفَضٌ، أي فِرَقٌ. ويقال أيضاً: في القِرْبَةِ رَفَضٌ من ماءٍ، أي قليلٌ. ورُفاضُ الشيء بالضم: ما تحطم منه وتَفَرَّقَ. ورُفوضُ الناس: فِرَقُهم. ورُفوضُ الأرض: ما تُركَ بعد أن كان حِمى. وفي أرضِ كذا رُفوضٌ من كَلأٍ، إذا كان متفرِّقاً بعيداً بعضُه من بعض. ويقال رجلٌ قُبَضَةٌ رُفَضَةٌ، للذي يتمسك بالشيء ثم لا يلبث أن يدعَه. قال ابن السكيت: يقال راعٍ قُبَضَةٌ رُفَضَةٌ، للذي يَقبِض الإبل ويجمعها، فإذا صارت إلى الموضع الذي تحبُّه وتهواه رَفَضَها وتركها ترعى حيثُ شاءت. ويقال: رَفَضَ النخلُ، وذلك إذا انتشر عِذْقُهُ وسقَط قِيقاؤُهُ. ورَفَّضْتُ في القربةِ تَرْفيضاً، أي أبقيت فيها رَفَضاً من ماءٍ. وارْفِضاضُ الدمع: تَرَشُّشُهُ. وكلُّ متفرِّقٍ ذاهبٍ مُرْفَضٌّ. قال القطاميّ:

أَخوكَ الذي لا تَمْلِكُ الحِسَّ نَفْسُهُ

 

وَتَرْفَضُّ عند المُحْفِظاتِ الكَتائِفُ

يقول: هو الذي إذا رآك مظلوماً رقَّ لك وذهب حقده. ومَرافِضُ الوادي: مَفاجِرُهُ حيث يَرْفَضُّ إليه السيلُ. والرَفَّاضَةُ: القومُ يَرْعونَ رُفوضَ الأرض.

رفع

الرَفْعُ: خلاف الوضع. يقال: رَفَعْتُهُ فارْتَفع. والرَفْعُ في الإعراب كالضم في البناء، وهو من أوضاع النحويين. ورَفَعَ فلانٌ على العامل رَفِيعَةً، وهو ما يَرْفَعُهُ من قصَّته ويُبَلِّغُها. ورَفعُ الزرعِ: أن يُحْمَلَ بعد الحَصاد إلى البَيْدر. يقال: هذه أيامُ رَفاعٍ ورِفاعٍ. ورَفَعَ البعيرُ في السَير، أي بالَغَ. ورَفَعْتُهُ أنا، يتعدَّى ولا يتعدَّى. ومرفوعُها: خلاف موضوعِها. يقال: دابّةٌ ليس له مرفوعٌ، وهو عَدْوٌ دون الحُضْرِ. قال طرفة:

مَوْضوعُها زَوْلٌ ومَرْفوعُهـا

 

كَمَرِّ صَوْبٍ لِجَبٍ وَسْطَ ريح

وكذلك رَفعْتُهُ تَرْفيعاً. والرَفْعُ: تقريبُك الشيءَ. وقوله تعالى: "وفُرُشٍ مَرْفوعةٍ"، قالوا: مُقَرَّبَةً لهم. ومن ذلك رَفَعْتُهُ إلى السلطان، ومصدره الرُفْعانُ. وقال الفراء: "وفُرُشٌ مَرفوعةٌ": بعضُها فوق بعض. ويقال: نساءٌ مُكَرَّماتٌ، من قولك واللّه يَرْفَعُ من يشاء ويخفض. وناقةٌ رافِعٌ، إذا رَفَعَتِ اللبَأَ في ضرعها. والرُفَاعَةُ بالضم: ما تتعظّم به المرأة الرسحاءُ. ورُِفاعَةُ المُقَيَّدُ أيضاً: خيطٌ يرفع به قيده إليه. قال ابن السكيت: يقال في صوته رُفَاعةٌ ورَفاعَةٌ. ورجلٌ رَفيعٌ، أي شريفٌ. قال أبو بكر محمد بن السري: ولم يقولوا رَفُعَ. وقال غيره: رَفُعَ رِفْعَةً، أي ارتفع قدره. ورافَعْتُ فلاناً إلى الحاكم وتَرافعْنا إليه.

رفغ

الرَفْغُ: السعةُ والخصبُ. يقال رَفُغَ عيشُه بالضم رَفاغَةً: اتّسع، فهو عيشٌ رافِغٌ ورَفيغٌ، أي واسعٌ طيِّبٌ. وتَرَفَّغَ الرجل: توسَّع، فهو في رَفاغِيةٍ من العيش. والأَرْفاغُ: ألمَغابِنُ من الآباطِ وأصول الفخذين، الواحد رَفْغٌ ورُفْغٌ.

رفف

الرَفُّ: شبهُ الطاقِ، والجمع رُفوفٌ. ورَفٌّ من ضأنٍ، أي جماعة. والرَفُّ: المصُّ والتَرَشُّفُ. وقد رَفَفْتُ أَرُفُّ بالضم. وفلانٌ يَرُفُّنا، أي يَحوطُنا. وفي المثل: مَنْ حَفَّنا أو رَفَّنا فليَقْتَصِدْ. وما له حافّ ولا رافّ. ورَفَّ لونه يَرِف بالكسر رَفّاً ورَفيفاً، أي برقَ وتلألأ. وثوبٌ رَفيفٌ وشجرٌ رفيفٌ، إذا تَنَدَّتْ. قال الأعشى يذكر ثَغْر امرأة:

ومَهاً تَرِفُّ غُـروبُـهُ

 

تَشْفي المُتَيَّمَ ذا الحَرارَة

رفق

الرَِفْقُ: ضدُّ العنف، وقد رَفَقَ به يَرْفُقُ. وحَكى أبو زيد: رَفَقْتُ به وأَرْفَقْتُه بمعنىً، وكذلك تَرفَّقْتُ به. ويقال أيضاً: أَرْفَقْتُهُ، أي نَفَعْتُهُ. والرُفْقَةُ: الجماعةُ تُرافِقُهمْ في سفرك. والرِفْقَةُ بالكسر مثله، والجمع رِفاقٌ. تقول منه: رافَقْتُهُ. وتَرافَقْنا في السفر. والرَفيقُ: المُرافِقُ؛ والجمع الرُفَقاءُ. فإذا تَفَرَّقْتُمْ ذهب اسم الرُفْقَةِ ولا يذهب اسم الرفيق. وهو أيضاً واحدٌ وجمعٌ، مثل الصديق. قال اللّه تعالى: "وحَسُنَ أولئك رَفيقاً". والرَفيقُ أيضاً: ضدُّ الأخْرق. ورَفَقْتُ الناقة أَرْفُقُها رَفْقاً،وهو أن تشدَّ عضدَها لتُخْبَلَ عن أن تُسرع، وذلك إذا خيف أن تَنزِع إلى وطنها؛ وذلك الحبل هو الرِفاقُ. ومنه قول بشر:

فإنِّـي والـشَـكــاةَ وآلَ لأْمٍ

 

كذاتِ الضِغْنِ تمشي في الرِفاقِ

والمِرْفَقُ وَالمَرْفِقُ: مَوْصِلُ الذراعِ في العضُد، وكذلك المرْفَقُ والمَرْفِقُ من الأمر، وهو ما ارنَفَقْتَ به وانتفعت به. ومَرافِقُ الدار: مصابُّ الماء ونحوِها. والمِرْفَقَةُ بالكسر: المخدّةُ. وقد تَمَرْفَقَ. إذا أخَذَ مِرْفَقَةً. وبات فلان مُرْتَفِقاً، أي متَّكئاً على مِرْفَقِ يده. وَناقةٌ رَفْقاءُ، وجملٌ أَرْفَقٌ: بيِّن الرَفَقِ، وهو انفتال المِرْفَقِ عن الجنب. وماءٌ رَفَقٌ ومرتعٌ رَفَقٌ، أي سهلُ المطلبِ.

رفل

رَفَلَ في ثيابه يَرْفُلُ، إذا أطالها وجرَّها متبختراً، فهو رافِلٌ. ورَفِلَ بالكسر رَفَلاً: خَرُقَ في لِبْسَتِهِ، فهو رَفِلٌ. الأصمعيّ:

في الرَكْبِ وَشْواشٌ وفي الحَيِّ رَفِلْ

وكذلك أَرْفَلَ في ثيابه. وامرأَةٌ رَفِلَةٌ: تَتَرَفَّلُ في مِشيتها خُرْقاً، فإن لم تُحسن المشيَ في ثيابها قيل رَفْلاءُ. والرَفِلُ أيضاً: الأحمق. ومعيشةٌ رَفِلَةٌ، أي واسعةٌ. وثوبٌ رِفَلٌ. وفرسٌ رِفَلٌّ، أي طويل الذَنَبِ، وكذلك البعير. والتَرْفيلُ: التعظيمُ. قال ذو الرمَّة:  

إذا نحن رَفَّلْنا امْرَأً سادَ قَـوْمَةُ

 

وإن لم يكنْ من قبل ذلك يُذْكَرُ

وتَرفيلُ الرَكِيَّةِ: إجمامها.

رفن

فرسٌ رِفَنٌّ، بتشديد النون: طويل الذَنَبِ، والأصل رَفَلٌّ باللام. وارْفَأَنَّ الرجل ارْفِئْناناً، أي نَفَر ثم سكن. يقال: ارْفَأَنَّ غضبي.

رفه

رَفَهَتِ الإبلُ بالفتح تَرْفَهُ رَفْهاً ورُفوهاً إذا وَرَدَتِ الماءَ كلَّ يوم متى شاءت؛ والاسم الرَفْهُ بالكسر. وأَرْفَهْتُها أنا. والإرْفاهُ: التَدَهُّنُ والترجيلُ كلَّ يوم. ورجلٌ رافِهٌ، أي وادِعٌ. وهو في رَفاهَةٍ من العيش، أي سَعَةٍ، ورَفاهِيَةٍ. ويقال: بيني وبينك ليلةٌ رافِهَةٌ وثلاثُ ليالٍ رَوافِهَ، إذا كان يُسارُ إلى الماء فيهنّ سيراً لَيِّناً. ورَفِّهْ عن غريمك تَرْفيهاً، أي نَفّسْ عنه.

رفهن

يقال: هو في رُفهْنِيَةٍ من العيش، أي س أي سعَةٍ ورفاغِيَةٍ.

رفا

رَفَوْتُ الثوبَ أَرْفوهُ، يهمز ولا يهمز. ورَفَوْتُ الرجل: سكّنته من الرعب. قال أبو خِراشِ الهُذَليّ، واسمه خُويلد:

رَفَوْني وقالوا يا خُوَيْلِدُ لم تُرَعْ

 

فقلتُ وأنكرتُ الوجوهَ هُم هُم

والمُرافاةُ: الاتِّفاقُ والالتحام. قال الشاعر:

ولَمَّا أنْ رأيتَ أبـا رُوَيْمٍ

 

يُرافِيني ويكره أن يُلاما

والرِفاءُ: الالتحام والاتفاق. ويقال: رَفَّيْتُهُ تَرْفِيَةً، إذا قلت للمتزوِّج: بالرِفاء والبنين. قال ابن السكيت: وإن شئتَ كان معناه: بالسُكون والطمأنينة، من قولهم: رَفَوْتُ الرجل، إذا سكَّنْتَه.

رقأ

رَقَأَ الدمعُ، يرقأ رقْأً ورُقُوءاً: سَكَنَ، وكذلك الدَّمُ. وأَرْقَأَ اللّه دمعه: سَكَّنَهُ. والرَقُوءُ، على فَعولٍ بالفتح: ما يوضع على الدمِ، فَيَسْكُنُ. وفي الحديث: "لا تَسُبُّوا الإبِلَ فإن فيها رَقُوء الدم" أي إنها تُعْطى في الدِياتِ، فتُحْقَنُ بها الدِماءُ. ويقال: أَرْقَأْ على ظَلْعِكَ، لغة في قولك: ارْقَ على ظَلْعِكَ، أي ارْفُقْ بنفسك ولا تحمل عليها أكثر مما تُطيقُ.

رقب

الرقيبُ: الحافظُ. والرقيبُ: المُنْتَظِرُ. تقول: رَقَبْتُ الشيءَ أَرْقُبُهُ رُقوباً، ورِقْبَةً ورِقْباناً بالكسر فيهما، إذا رَصَدْتَهُ. والرقيبُ: المُوَكِّلُ بالضَريب. ورقيبُ النَجْمِ: الذي يغيب بطلوعه، مثل الثُرَيَّا رَقيبُها الإكليلُ، إذا طَلَعَتِ الثُرَيَّا عِشاءً غاب الإكليلُ، وإذا طلع الإكليلُ عِشاءً غابت الثُرَيَّا. والرقيبُ: الثالثُ من سِهام الميسر. والمَرْقَبُ والمَرْقَبَةُ: الموضعُ المُشْرِفُ يرتفع عليه الرقيبُ. وراقَبَ اللّه في أمره، أي خافه. والترَقُّبُ: الانتظار، وكذلك الارتقاب. وأَرْقَبْتُهُ داراً أو أرضاً، إذا أعطَيته إياها فكانت للباقي منكما، وقلتَ: إن مُتُّ قبلك فهي لك وإن مُتَّ قبلي فهي لي. والاسم منه الرُقْبى، وهي من المراقبة، لأنّ كل واحد منهما يرقب موت صاحبه. والرَقَبَةُ: مؤخَّرُ أصلِ العنقِ؛ والجمع رَقَبُ ورَقَباتٌ ورِقابٌ. ورَجُلٌ أَرْقَبُ بَيِّنُ الرَقَبِ، أي غليظ الرقبة؛ ورَقَبانيٌّ أيضاً على غير قياس. والعرب تلقِّب العجم برقاب المزاود، لأنّهم حُمرٌ. والرقَبة: المملوكُ. والرَقوبُ: المرأة التي لا يعيش لها ولد. وكذلك الرجل. قال الشاعر:

فلم يَرَ خَلْقٌ قبلنا مِثْلَ أُمِّنـا

 

ولا كأَبينا عاشَ وهوَ رَقوبُ

والرَقوبُ: المرأة التي تَرْقُبُ موتَ زوجها لِتَرِثّهُ. والرَقوبُ من الإِبل: التي لا تدنو من الحوض مع الزِحامِ، وذلك لِكَرَمها. والمُرَقّب: الجِلدُ الذي سُلِخَ من قِبَلَ رأسه ورقبته. والرَقَّابَةُ: الرجل الوَغْد الذي يَرْقُبُ للقوم رَحْلَهُمْ إذا غابوا.

رقح

الرَقاحَةُ: الكَسْبُ والتِجارة. وفي تَلْبِية بعض أهل الجاهلّية: جئْناكَ للنَصاحَة، لم نَأْتِ للرقاحَة. وفلانٌ يَتَرَقَّح لِعِياله، أي يتكسَّب. وتَرقيحُ المالِ: إصلاحه والقِيامُ عليه. تقول: فلانٌ رَقاحيُّ مالٍ. قال الحارثُ بن حِلِّزة:

يَتْرُكُ ما رقَّحَ من عَيْشِهِ

 

يَعيثُ فيه هَمَجٌ هامِجُ

رقد

 الرُقادُ: النَوْمُ. وقد رَقَدَ يَرْقُدُ رَقْداً ورُقوداً ورُقاداً. وقوم رُقودٌ: أي رُقَّدٌ. والرَقْدَةُ: النَوْمَةُ. والمَرْقَدُ، بالفتح: المَضْجَعُ. وأَرْقَدَهُ: أنامه. وأَرْقَدَ بالمكان: أقام به. والمُرْقِدُ بالضم: دَواءٌ يُرْقِدُ مَنْ شَربه. والرَقَدانُ: الطَفْرُ من النشاط، كفِعْل الحَمَلِ والجَدْي. ويقال: ارْقَدَّ ارْقِداداً، أي أسرع. ورجلٌ مِرْقِدَّى، أي يَرْقَدُّ في أموره. والراقودُ: دَنٌّ طويل الأسفل كهيئة الإرْدَبَّةِ، يُسَيَّعُ داخِلُه بالقار؛ وهو مُعَرَّبٌ، والجمع الرَواقيدُ.

رقرق

تَرَقْرَقَ الشيء: تلألأ ولمع. ورَقْراقُ السرابِ: ما تلألأ منه، أي جاء وذهب. وكلُّ شيءٍ له تلألؤٌ فهو رَقْراقٌ. ورَقْرَقْتُ الماء فَتَرَقْرَقَ، أي جاء وذهب. وكذلك الدمع إذا دار في الحِمْلاقِ قال الأعشى:

وتَـبْـرُدُ بَـرْدَ رِداءِ الـعَـــرُو

 

سِ في الصيف رَقْرَقَتْ فيه العَبيرا

رقش

الرَقْشُ كالنقش. والتَرْقيشُ: النَمُّ والقَتُّ. ورَقَّشَ كلامه: زوّرَه وزخرفَه. وحيّةٌ رَقْشاءُ: فيها نقط سوادٍ وبياضٍ وجديٌ أَرقَشُ الأذنين، أي أَذْرأُ. والرَقْشاءُ: شِقْشِقَةُ البعير.

رقص

رَقَصَ رَقْصاً، فهو رَقَّاصٌ. ورَقَصَ الآلُ: اضطرب. ورَقَصَ الشراب: أخَذَ في الغليان. ورَقَّصَتِ المرأةُ ولدَها تَرْقيصاً وأَرْقَصَتْهُ، أي نَزَّتْه. وأَرْقَصَ الرجُل بعيرَه، أي حَمَله على الخَبَب.

رقط

الرُقْطَةُ: سوادٌ يشُوبه نُقَطُ بياضٍ. يقال: دجاجةٌ رَقْطاءُ. والأرْقَطُ من الغنم مثل الأبغَثِ. وقد ارْقَطَّ ارْقِطاطاً. وارْقاطَّ العَرْفَجُ ارْقيطاطاً، إذا خرجَ ورقُه، وذلك قبل أن يُدْبِيَ.

رقع

الرُقْعَةُ: واحدةَ الرِقاعِ التي تُكْتَبُ. والرُقْعَةُ: الخرقةُ. تقول منه: رَقَعْتُ الثوبَ بالرِقاعِ. ورَقَعَهُ، أي هجاه. ويقال: لأَرْقَعَنَّهُ رَقْعاً رصيناً. وإنِّي لأرى فيه مُتَرَقَّعاً، أي موضعاً للشمّ والهجاء. قال الشاعر:

وما تَرَكَ الهاجونَ لي في أَديمِكُمْ

 

مَصَحَّاً ولكنِّي أرى مُتَرَقَّـعـا

وتَرْقيعُ الثوبِ: أن يَرْقَعَهُ في مواضع أَنهجَتْ. واسْتَرْقَعَ الثوبُ، أي حان له أن يُرَقَّعَ. وأمَّا قول أبي الأسود الدؤلي:

أبى القَلْبُ إلاَّ أُمَّ عَمروٍ وَحُبَّهـا

 

عجوزاً ومن يُحْبِبْ عجوزاً يُفَنَّدِ

كثوبِ اليَماني قد تقادم عَـهْـدُهُ

 

وَرُقْعَتُهُ ما شئتَ في العينِ واليَدِ

فإنَّما عنى به أصلَه وجوهره. والرَفيعُ: سَماءُ الدنيا، وكذلك سائر السموات. والرَقيعُ والمَرْقَعانُ: الأحمقُ، وهو الذي في عقله مَرَمَّةٌ. وقد رَقُعَ بالضم رَقاعةً. وأَرْقَعَ الرجلُ، أي جاء برَقاعَةٍ وحمقٍ. وراقَعَ الخمرَ، هو قَلْبُ عاقَرَ. ويقال: ما ارْتَقَعْتُ له وما ارْتَقَعْتُ به، أي ما اكترثتُ له وما باليتُ به. قال يعقوب: ما تَرْتَقِعُ مني برَقاع، أي لا تقبل مما أنصحك به شيئاً ولا تطيعني.

رقق

الرِقُّ من المِلْكِ، وهو العبوديَّة. والرِقُّ أيضاً: الشيء الرقيق. ويقال للأرض الليِّنَةِ: رِقٌّ. والرَقّ بالفتح: ما يُكْتَبُ فيه، وهو جلد رقيق ومنه قوله تعالى: "في رَقٍّ مَنْشورٍ". والرَقُّ أيضاً: العظيم من السلاحف. قال أبو عبيد: وجمعه رُقوقٌ. والرَقاقُ بالفتح: أرض مستوية ليِّنَةُ الترابِ تحتَه صلابة. وقد قصره رؤبة بن العجاج في قوله:

كأنَّها وهي تَهاوى بالرَقَقْ

والرَقَقُ أيضاً: الضعفُ. ومنه قول الشاعر:

لم تَلْقَ في عَظْمِها وَهْناً ولا رَقَقا

قال الفراء: يقال: في ماله رَقَقٌ، أي قِلَّةٌ. والرُقاقُ بالضم: الخبز الرَقيقُ. والرَقيقُ: نقيض الغليظ والثخين. وقد رَقَّ الشيء يَرقُّ رِقَّةً، وأَرَقَّهُ، ورَقَقَهُ. وتَرْقيق الكلام تحسينُهُ. وفي المثل أَعَنْ صَبوحٍ تُرَقَّقُ?. وتَرَقّقْتُ له، إذا رَقَّ له قلبك. واسْتَرَقَّ الشيء: نقيض استغلظ. واسْتَرَقَّ مملوكَه وأَرَقَّهُ، وهو نقيض أعتقه. والرَقيقُ: المملوك، واحدٌ وجمعٌ. ومَراقُّ البطن: ما رقَّ منه ولانَ، ولا واحد له.

رقل

 الرَقْلَةُ مثل الزَعْلَة، والجمع الرِقالُ، وهي الطِوال من النخل. والإرْقالُ: ضربٌ من الخَبَب. وقد أَرْقَلَ البعيرُ. وناقةٌ مُرْقِلٌ ومِرْقالٌ، إذا كانت كثيرة الإرْقالِ. والراقولُ: حبلٌ يُصْعَدُ به النخل، وهو الحابولُ، والكَرُّ.

رقم

الرَقْمُ: الكتابة والخَتْمُ. قال تعالى: "كتابٌ مَرْقومٌ". وقولهم: هو يَرْقُمُ الماء، أي بلغ من حِذْقِهِ بالأمور أن يَرْقُمَ حيثُ لا يثبت الرَقْمُ. ورَقْمُ الثوب: كتابُهُ. وهو في الأصل مصدر. يقال: رَقَمْتُ الثوب. ورَقَّمْتُهُ تَرْقيماً مثله. والرَقْمُ أيضاً: ضربٌ من البرود. والرَقْمَةُ: جانب الوادي، وقد يقال الروضة. قال زهير:

ودارٌ لها بالرَقْمَتَيْنِ كـأنـهـا

 

مَراجِعُ وَشْمٍ في نَواشِرِ مِعْصَمِ

والمَرْقومَةُ: الأرض بها نبات قليل. والرَقْمَتانِ: هَنَتانِ في قوائم الشاة متقابلتان كالظَفْرين. ورقْمَتا الحمار والفرس: الأثران بباطن أعضادهما. والرَقِمُ بكسر القاف: الداهية. وكذلك بِنْت الرَقِمِ. يقال: وقع في الرَقِمِ الرَقْماءِ، إذا وقع فيما لا يقوم به. والأَرْقَمُ: الحيَّةُ التي فيها سوادٌ وبياضٌ. والرَقيمُ: الكتاب. وقولهُ تعالى: "أنَّ أصحابَ الكَهْفِ والرَقيمِ" يقال: هو لوحٌ فيه أسماؤهم وِقِصَصُهُمْ.

رقن

الرَقونُ والرِقانُ: الحِنَّاء. يقال: تَرَقَّنَتِ المرأةُ، إذا اختَضَبت بالحِنَّاء. وأَرْقَنَ الرجلُ لحيَتَه. والتَرقينُ مثله. والمَرْقونُ، مثل المرقوم. والتَرْقينُ في كتاب الحُسْباناتِ: تسويد الموضع لئلاَّ يتوهَم أنه بُيِّضَ كي لا يَقَعَ فيه حساب.

رقى

رَقيتُ في السُلّمِ بالكسر رَقْياً ورُقِيَّا، إذا صعِدتَ. وارْتَقَيتُ مثله. والمَرْقاةُ بالفتح: الدرجة. ورَقَّى عليه كلاماً تَرْقِيَةً، إذا رفع. وتَرَقَّى في العلم، إذا رَقٌيَ فيه درجةً. والرَقْوَةُ: دِعْصٌ من رملٍ. وقولهم: ارْقَ على ظَلْعِكَ أي امْشِ واصْعد بقدر ما تطيق، ولا تحملْ على نفسك ما لا تطيقه. والرُقْيَةُ معروفة، والجمع رُقىً. تقول منه: اسْتَرْقَيْتُهُ فَرقاني رُقْيةً فهو راقٍ.

ركب

رَكِبَ رُكوباً والرِكْبَةُ بالكسر: نوع منه. ابن السكيت: يقال مَرَّ بنا راكِبٌ، إذا كان على بعير خاصَّةً. فإن كان على حافِرٍ: فرسٍ أو حمارٍ، قلت: مَرَّ بنا فارسٌ على حمار. وقال عُمارَةُ: لا أقول لصاحب الحمار فارسٌ، ولكن أقول حَمَّارٌ. قال: والرَكْبُ أصحابُ الإبل في السفَر دون الدواب، وهم العَشَرَةُ فما فوقها، والجمع أَرْكُبٌ. قال: والرَكَبَةُ بالتحريك أقل من الرَكْبِ، والأُرْكوبُ بالضم أكثر من الرَكْبِ. والرُكْبانُ: الجماعة منهم. والرُكَّابُ: جمع راكبٍ، يقال هم ركاب السفينة. والمركَبُ: واحدُ مراكبِ البرِّ والبحرِ. ورِكابُ السرجِ معروفٌ. والرِكابُ: الإبل التي يُسارُ عليها، الواحدةُ راحلةٌ؛ ولا واحد لها من لفظها، والجمع الرُكُبُ بالضم. وزيتٌ ركابِيٌّ لأنه يحمل من الشامِ على الإبل. والرَكوبُ والرَكوبَةُ: ما يُرْكَبُ. تقول: ماله رَكوبَةٌ ولا حَمولَةٌ ولا حَلوبَةٌ، أي ما يَرْكَبُهُ ويَحْلِبُهُ ويَحْمِلُ عليه. وطريقٌ رَكوبٌ، أي مركوبٌ. وناقةٌ رَكْبانةٌ، أي تصلح للرُكوب. وأَرْكَبَ المُهْرُ: حانَ أن يُرْكَبَ. وأَرْكَبْتُ الرجلَ: جَعَلْتُ له ما يركبه. والراكبُ من الفَسيلِ: ما ينبت في جذوع النَخل وليس له في الأرض عِرْقٌ. والراكوبُ: لغةٌ فيه. وارتكاب الذُنوب: إتْيانها. والرُكْبَةُ معروفة، وجمع القِلَّةِ رُكْباتٌ ورُكَباتٌ ورُكُباتٌ، وللكثير رُكَبٌ. والأَرْكَبُ: العظيمُ الرُكْبَةِ. وبعيرٌ أَرْكَبُ، إذا كانت إحدى ركبتيه أعظمَ من الأخرى. ورَكَبَهُ يَرْكُبُهُ إذا ضربَه بركبته، وكذلك إذا ضرب ركْبَتَهُ. والرَكَبُ، بالتحريك: مَنْبِتُ العانَةِ. وتقول في تركيب الفَصّ في الخاتَمِ والنَّصْلِ في السَهْمِ: رَكَّبْتُهُ فَتَرَكَّبَ، فهو مُرَكَّبٌ ورَكيبٌ. والمُرَكَّبٌ أيضاً: الأصل والمَنْبِتُ؛ يقال فلانٌ كريمُ المُرَكَّبِ، أي كريمٌ أصلُ مَنْصِبهِ في قومه.

ركح

 الرُكْحُ بالضم: رُكْنُ الجَبَل وناحيتُه، والجمع رُكوحٌ وأَرْكاحٌ. والرُكْحُ والرُكْحة: ساحة الدار. والرُكْحَةُ: قِطعَةٌ من الثَريد تبقى في الجَفْنَةِِ وجَفْنَةٌ مُرْتَكِحَةٌ، أي مُكْتَنِزَةٌ بالثَريد. وأَرْكَحْتُ، أي استَندتُ. والرُكوحُ إلى الشيء: الرُكونُ إليه. وسَرجٌ مِرْكاحٌ، إذا كان يتأخَّر عن ظهر الفرس.

ركد

رَكَدَ الماء رُكوداً: سَكَنَ. وكذلك الريحُ والسَفينَةُ. والشمسُ، إذا قامَ مقائم الظَهيرةِ. وكلُّ ثابتٍ في مكانٍ فهو راكِدٌ. ورَكَدَ الميزان: استَوى. ورَكَدَ القوم: هدءوا. والمَراكِدُ: المواضع التي يَرْكُدُ فيها الإنسانُ وغيره. وجَفْنَةٌ رَكودٌ أي مملوءة.

ركرك

الرَكْراكَةُ: المرأةُ العظيمةُ العَجزِ والفخذين.

ركز

رَكزْتُ الرُمْحَ أَرْكُزُهُ رَكزاً: غرزْته في الأرض. وارْتَكَزْتُ على القوس، إذا وضعتَ سِيَتَها بالأرض ثم اعتمدتِ عليها. ومرْكَز الدائرةِ: وسطها. ومركَزُ الرجل: موضعه. يقال: أَخَلَّ فلانٌ بمَرْكَزِهِ. والرِكْزُ: الصوت الخفيّ. قال اللّه تعالى: "أَو تَسْمَعَ لهم رِكْزاً". والرِكازُ: دفينُ أهلِ الجاهلية، كأنَّه رُكِزَ في الأرض رَكْزاً. وفي الحديث: "في الرِكَازِ الخُمْسُ". تقول منه: أَرْكَزَ الرجلُ، إذا وجده.

ركس

الرَكسُ: رَدُّ الشيءِ مقلوباً. وقد رَكَسَهُ وأَرْكَسَهُ بمعنىً. "واللّه أَرْكَسَهُمْ بما كَسَبوا"، أي ردَّهم إلى كُفرهم. وارْتَكَسَ فلانٌ في أمرٍ، أي قد نجا منه. والرِكْسُ، بالكسر: الرِجْسُ. والرِكْسُ أيضاً: الكثير من الناس. والراكِسُ: الهادي، وهو الثَور وسط البَيْدَرِ تَدور عليه الثيران في الدِياسَةِ.

ركض

الرَكْضُ: تحريكُ الرجل. ومنه قوله تعالى: "ارْكُضْ بِرِجْلِكَ". ورَكَضْتُ الفرسَ برِجلي، إذا اسْتَحْثَثْتَهُ ليعدو، ثم كَثُرَ حتَّى قيل: رَكَضَ الفرسُ، إذا عدا. وليس بالأصل، والصوابُ رُكِضَ الفرسُ على ما لم يسمَّ فاعله، فهو مَرْكوضٌ. وفي حديث الاستِحاضَةُ: هي رَكْضَةٌ من الشيطان، يريد الدَفْعَةَ. وأَرْكَضَتِ الفرسُ، إذا عَظُمَ ولدُها في بطنها وتحَرَّك. وارتَكَضُ المهرُ في بطن أمه. وارْتَكَضَ فلانٌ في أمرِه: اضطرب. وربَّما قالوا: رَكضَ الطائر، إذا حرَّك جناحَيه في الطيران. قال الراجز:

أَرَّقَني طارِقُ هَـمٍّ أَرَّقـا

 

وَرَكْضُ غِرْبانٍ غَدَوْنَ نُعَّقا

ورَكَضَهُ البعيرُ، إذا ضربَه برجله، ولا يقال رَمَحَهُ. وَراكَضْتُ فلاناً، إذا أعدى كلُّ واحد منكما فرسَه. وتَراكَضوا إليه خَيْلَهُمْ. ومِرْكَضَةُ القوسِ معروفة وهما مِرْكَضَتانِ وقوسٌ رَكوضٌ، أي سريعةُ السهم. ومُرْتَكَضُ الماءِ: موضعُ مَجَمِّهِ.

ركع

الركوع: الانحناء ومنه ركوع الصلاة وركع الشيخ: انحنى من الكبر.

ركك

رَكَكْتُ العُلَّ في عنقه أَرُكُّهُ رُكَّاً، إذا غلَلت يدَه إلى عنقه ورككت الذنب في عنقه إذا ألزمته إياه. ورَكَكْتُ الشيء بعضَه على بعض، إذا طرحته. والركُّ: المطر الضعيف، والجمع رِكَاكٌ. وأَرَكَّتِ السماءُ، أي جاءت بالركّ. وأَرَكَّتِ الأرضُ، على ما لم يسمَّ فاعله. ورَكَّ الشيءُ، أي رَقَّ وضَعُفَ ومنه قولهم: اقْطَعْهُ من حيث رَكَّ.
والرَكيكُ: الضعيف. وثوبٌ رَكيكُ النسجِ. واسْتَرَكَّهُ، أي استضعَفَه. وفي الحديث أنه لعن الرُكاكَةَ، وهو الذي لا يغار على أهله. وسَكْرانُ مُرْتَكُّ، إذا لم يبيِّن كلامَه. وقولهم في المثل: شَحْمَةُ الرُكّى وهو الذي يذُوب سريعاً يضرب لمن لا يعنِّيك في الحاجات. وسقاءٌ مَرْكوكٌ: قد عولج وأصلح.

ركل

الرَكْلُ: الضربُ بالرجلِ الواحدة. وقد رَكَلَهُ يَرْكُلُهُ وتَراكَلَ القومُ. والمَرْكَلُ: الطريقُ. ومَراكِلُ الدابّة: حيث يَرْكُلُها الفارس برجلِه إذا حرَّكه للركض، وهُمَا مُرْكَلانِ. قال عنترة:

وحَشِيَّتي سَرجٌ على عَبْلِ الشَوى

 

نَهْدٍ مَراكِلُهُ نَبيلِ الـمَـحْـزِمِ

أي أنه واسعُ الجوف عظيم المَراكِلِ. وأرضٌ مُرَكَّلةٌ، إذا كُدَّتْ بحوافر الدوابّ، ومنه قول امرئ القيس يصف الخيل:

أَثَرْنَ الغُبارَ بالكَديدِ المُرَكَّل

وتَرَكَّلَ الرجل بِمِسْحَاتِهِ: إذا ضربها برجله لتدخُل في الأرض. قال الأخطل:  

رَبَتْ ورَبا في كَرمِها ابنُ مدينةٍ

 

يَظَلُّ على مِسْحاتِهِ يَتَـرَكَّـلُ

ركم

رَكَمَ الشيء يَرْكُمُهُ، إذا جمعَه وألقى بعضَه على بعض. وارْتَكَمَ الشيء وتراكَمَ، إذا اجتمع. والرُكْمَةُ: الطين المجموع. والرُكامُ: الرمل المُتَراكِمُ، وكذلك السحاب المُتَراكِمُ وما أشبهه. ومُرْتَكَمُ الطريق: جَادَّتُهُ.

ركن

رَكَنَ إليه يَرْكَنُ بالضم. وحكى أبو زيد: رَكِنَ إليه بالكسر يَرْكَنُ رُكوناً فيهما، أي مالَ إليه وسكن. قال اللّه تعالى: "ولا تَرْكَنُوا إلى الذينَ ظَلَموا".وأمَّا ما حكَى أبو عمرو: رَكَنَ يركن بالفتح فيهما، فإنَّما هو على الجمع بين اللغتين. ورُكْنُ الشيء: جانِبُهُ الأقوى. وهو يأوي إلى رُكْنٍ شديدٍ، أي عزّ ومَنَعَةٍ. وجبلٌ رَكينٌ: له أَرْكانٌ عالية. والمُرَكَّنُ من الضروع: العظيمُ، كأنه ذو الأَرْكانِ. وناقةٌ مُرَكَّنَةُ الضَرْعِ. والمِرْكَنُ: الإجَّانَةُ التي تُغْسَل فيها الثياب. ورجلٌ رَكينٌ، أي وقورٌ بيِّن الرَكانَةِ. وقد رَكُنَ بالضم.

ركا

الرَكِيَّةُ: البئر. وجمعها رَكِيٌّ ورَكايا. والرَكْوَةُ التي للماء، والجمع رِكاءٌ ورَكَواتٌ بالتحريك. وفي المثل: صارت القوس رَكْوَةً، يضرب في الإدبار وانقلاب الأمور. والمَرْكوُّ: الحوض الكبير. والجرموز: الصغير. وأَرْكَيْتُ إليه، أي لجأت. قال أبو عمرو: يقال للغريم: أَرْكِني إلى كذا وكذا، أي أَخِّرْني. ورَكَوْتُ الحِمْلَ على البعير: ضاعفته. ورَكَوْتُ على فلان الذنْبَ، أي وَرَّكْتُهُ. ورَكَوْتُ بقيّةَ يومي، أي أقمت. ابن الأعرابي: رَكَوْتُ الشيء أَرْكوهُ، إذا شددته وأصلحته. قال سُويد:

فَدعْ عنك قوماً قد كَفَوْكَ شُئُونَهُمْ

 

وشَأْنُكَ إنْ لم تَرْكُهُ يَتَـفـاقَـمُ

وأَرْكَيتُ لبَني فلان جنداً، أي هيّأتُه لهم. قال الفراء: أَرْكَيْتُ عليه الذنبَ والأمر، أي وَرَّكْتُهُ. وأنا مُرْتَكٍ على كذا، أي مُعَوِّلٌ عليه. ومالي مُرْتَكَى إلاّ عليك.

رمأ

أبو زيد: رَمَأَتِ الإبِلُ في المكان تَرْمَأُ رَمْأً ورُمُوءاً، إذا أقامت به.

رمث

الرَمَثُ، بالتحريك: خشَب يُضَمُّ بعضه إلى بعض ويُرْكَبُ في البحر؛ والجأأمع أَرْماثٌ. قال أبو صخر الهذلي:

تَمَنَّيْتُ من حُبِّـي عُـلَـيَّةَ أَنَّـنـا

 

على رَمَثٍ في البحر ليس لنا وَفْرُ

والرَمَثُ أيضاً: أن تأكل الإبل الرِمْثَ فتشتكي عنه. وقد رَمِثَتِ بالكسر، وهي إبلٌ رَمِثَةٌ ورَماثى. قال الأصمعي: الرَمَثُ: بقية اللبن في الضَرع. يقال رَمَّثْتُ في الضرع تَرْميثاً وأَرْمَثْتُ أيضاً، إذا أَبْقَيْتَ بها شيئاً. ورَمَثْتُ الشيء: أصلحته ومسحتُه بيدي قال الشاعر:

وأَخٍ رَمَـثْـتُ رُؤَيْسَــهُ

 

ونَصَحْتُهُ في الحَرْبِ نَصْحا

وحبلٌ أَرْماثٌ، أي أَرْمامٌ

رمح

الرُمْحُ جمعه رماح وأَرْماح. ورمَحَه فهو رامِحٌ: طعنه بالرُمْحِ. ورجُلٌ رامِحٌ، أي ذو رُمْح؛ ولا فِعل له. وثورٌ رامِحٌ: له قَرْنان. قال ذو الرمَّة:

وكائنْ ذَعَرْنا من مَهاةٍ ورامِحِ

 

بلادُ العِدى لَيْسَتْ له بِبِـلادِ

والسِماكُ الرامِحُ: نَجْمٌ قُدّام الفَكَّةِ، وهو أَحَدُ السِماكَيْن، سمِّي بذلك لكوكب يُقْدُمُه يقولون هو رُمْحُه، وليس من منازل القمر. ورَمَحَهُ الفَرَسُ والبَغْلُ والحمار، إذا ضربه برجلِهِ. ورمَحَ الجُنْدُبُ، إذا ضَرَب الحَصى. والرمَّاحُ: الذي يتّخذ الرُمْحَ؛ وضعتُه الرِماحة. ويُقال للبُهْمى إذا امتَنعت من الراعِية: أخذت رِماحَها. وربَّما قالوا في الإبل إذا سَمِنَت أو دَرَّتْ: قد أخذَتْ رِماحَها، لأنّ صاحبها يَمْتَنِعُ من نَحْرِها.

رمد

الرَماد: معروف، والرِمدِداء، بالكسر والمدّ، مثله، وكذلك الأرمِداء. ويقال: رَماد رِمْدِدٌ، أي هالِك، جعلوه صفة. قال الكميت:

رَماداً أَطَارَتْهُ السَواهِكُ رِمْدِداً

والأرْمَد: الذي على لون الرماد، وهو غُبْرَةٌ فيها كُدْرَةٌ. ومنه قيل للنعامة رَمْداء، وللبعوض رُمْدٌ. قال أبو وَجْزَةَ وذكر صائداً:

تَبيتُ جارَتَهُ الأفْعى وسامِرُهُ

 

رُمْدٌ به عاذِرٌ مِنْهُنَّ كالجرَبِ

وأَرْمَدَ الرَجُل إرْمَاداً: افْتَقَر. والتَرميدُ: جَعْلُ الشيءِ في الرَمادِ. وفي المثل شَوى أَخوكَ حتَّى إذا أَنضَجَ رَمَّدَ. والمُرَمَّدُ من الشِواءِ: الذي يُمَلُّ في الجَمْر. والتَرْميدُ: الإضْراعُ. يقال: رَمَّدَتِ الضأْنُ فرَبِّقْ رَبِّقْ، أي هَيِّئْ الأرْباقَ، لأنّها إنما تُضْرِع على رأس الولد. وأَرْمَدَتِ الناقةُ: أَضْرَعِتْ. وكذلك البقرة والشاة. والرَمْدُ والرَمَادَةُ: الهلاك. قال ابن السكِّيت: يقال قدْ رَمَدْنا القَوْمَ نَرْمُدُهُمْ ونَرْمِدُهم رَمْداً، أي أتَينا عليهم. ورَمَدَتِ الغنم تَرْمِدُ رَمْداً: هَلَكَتْ من بَرْدٍ أو صَقيع. قال أبو وَجْزَةَ:

صَبَبْتُ عليكم حاصِبي فترَكْتُكُمْ

 

كأصرامِ عادٍ حينَ جَللّها الرَمْدُ

ومنه عام الرَمادَةِ، لأنّه هَلَكَتْ فيه الناس وهلكت الأموال وهي أعوام جدب تتابعت على الناس في أيام عمر بن الخَطّابِ رضي اللّه عنه. ورَمِدَ الرجل، بالكسر، يَرْمَدُ رَمَداً: هاجت عَيْنُه، فهو رَمِدٌ وأَرْمَدُ. وأَرْمَدَ اللّه عينَه، فهي رَمِدَةٌ. وحكى السِجِستانيّ: ماءٌ رَمْدٌ، إذا كان آجِناً.

رمرم

تَرَمْرَمَ، إذا حَرَّكَ فاه للكلام. وقال:

ومُسْتَعْجِبٍ مما يرى من أَناتِنا

 

ولو زَبَنَتْهُ الحربُ لم يَتَرَمْرَمِ

والرَمْرام. ضربٌ من الشجر، وحشيش الربيع.

رمز

الرَمْزُ: الإشارةُ والإيماءُ بالشفَتين والحاجب. وقد رَمَزَ يَرْمِزُ ويَرْمُزُ. وارْتَمَزَ من الضَربة، أي اضطَرب منها. وتَرَمَّزَ مثلُه. وضربه فما أرْمَأَزَّ، أي ما تحَرَّكَ. وكتيبة رَمَّازَةٌ، إذا كانت تَرْتَمِزُ من نواحيها لكثرتها، أي تتحرَّك وتضطرب. والرَمَّازةُ: الاست. لأنَّها تموج. والرَمَّازَةُ: الزانية، لأنها تومئ بعينيها. والراموزُ: البحر.

رمسس

رَمَسْتُ عليه الخبر: كتمته. ورَمَسْتُ الميّت وأَرْمَسْتُهُ: دفنته. ورمَسوا قبرَ فلان، إذا كتموه وسَوَّوْهُ مع الأرض. ورَمَسْتُهُ بحجر، أي رميته. والرَمْسُ: تراب القبر، وهو في الأصل مصدر. والمَرْمَسُ: موضع القبر. قال الشاعر: بِخَفْضٍ مَرْمَسي أو في يَفاعٍ=تُصَوِّتُ هامَتي في رأْسِ قَبْري والرَوامِسُ: الرياح التي تُثير التراب وتَدفِنُ الآثار.

رمص

أبو زيد: رَمَصَ اللّه مُصيبَتك يَرْمُصُها رَمْصاُ، أي جَبَرَها. ورَمَصْتُ بينهم، أي أصلحتُ ورَمَصَتِ الدجاجةُ، أي ذَرَفَتْ. قال ابن السكيت: يقال قَبَحَ اللّه أمَّا رَمَصَتْ به! أي ولدتْه. والرَمَصُ بالتحريك: وسخٌ يجتمع في الموقِ فإن سالِ فهو غَمَصٌ، وإن جمد فهو رَمَصٌ. وقد رَمَصتْ عينُه بالكسر. والرجل أَرْمَصُ.

رمض

الرَمَضُ: شدّةُ وقع الشمس على الرمل وغيره. والأرضُ رَمْضاء كما ترى. وقد رَمضَ يومُنا بالكسر، يَرْمَضُ رَمَضاً: اشتدَّ حَرُّهُ. وأرضٌ رَمِضَةُ الحجارةِ. ورَمِضَتْ قدمُه أيضاً من الرَمْضاءِ، أي احترقتْ. ويقال أيضاً: رَمِضَتْ الغنم، إذا رعتْ في شدة الحرِّ فقَرِحَتْ أكبادُها وحَبِنَتْ رِئاتُها. وأَرْمَضَتْني الرَمْضاءُ: أحرقتني. ومنه قيل: أَرْمَضَهُ الأمرُ. والتَرَمُّضُ: صيدُ الظبي في وقت الهاجِرة، تتبعه حتَّى إذا تفسختْ قوائمه من شدة الرمضاء أخَذْتَه. ويقال: أتيت فلاناً فلم أصِبْهُ، فَرمَّضْتُهُ تَرْميضاً، أي انتظرته شيئاً. ورَمَضْتُ الشاةَ أَرْمِضُها رَمْضاً، إذا شَقَقْتَها وعليها جلدُها وطرحتَها على الرَصْفَةِ وجعلتَ فوقها المَلَّةَ لتنضج. وذلك الموضعُ مَرْمِضٌ، واللحم مَرْموضٌ. وشَفْرَةٌ رَميضٌ ونصلٌ رَميضٌ، أي وَقيعٌ. وكل حادٍّ رَميضٌ. ورَمَضْتُهُ أنا أَرْمُضُهُ وأَرْمِضُهُ، إذاجعلتَه بين حَجَرين أملسين ثم دَقَقْتَهُ لِيَرِقَّ. عن ابن السكيت: وارْتَمَضَ الرجلُ عن كذا، أي اشتدَّ عليه وأقلقه. وارْتَمَضَتْ كبده: فسدت. وارْتَمَضْتُ لفلان: حَزِنْتُ له. وشهرُ رَمضانَ يجمع على رَمَضاناتٍ وأَرْمِضاءَ، يقال: إنَّهم لما نقلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة سمَّوها بالأزمنة التي وقعتْ فيها، فوافق هذا الشهر أيام رَمْضِ الحرِّ، فسمِّي بذلك.

رمع

رَمَعَ أنفُه من الغضب يَرْمَعُ رَمَعاناً، أي تحرك. والتَرَمُّعُ: التحركُ. والرَمَّاعَةُ بالتشديد: ما يتحرك من يافوخ الصبي. والرَمَّاعَةُ أيضاً: الاستُ. يقال: كذبتْ رَمَّاعَتُكَ، إذا حَبَقَ. واليَرْمَعُ: حجارةٌ بيضٌ رقاقٌ تلمعُ.

رمعل

ارْمَعَلَّ الصبيُّ ارْمِعْلالاً: سالَ لعابُه. وارْمَعَلَّ الدمعُ، أي تتابع قَطَرانُهُ، بالعين والغين جميعاً. وارْمَعَلَّ الشِواءُ، أي سال دَسَمُهُ. وأنشد أبو عمرو:

وانْصِبْ لنا الدهماءَ طاهي وعَجِّلَنْ

 

لنا بشَواةٍ مُرْمَـعِـلِّ ذُءُوبُـهـا

قال الفراء: ارْمَعَلَّ الرجل، أي شَهق. والأصمعيّ مثله، وأنشد:

بكى جزعاً من أن يموتَ وأجهشتْ

 

إليه الجِرِشَّى وارْمَعَلَّ خَنينُـهـا

وقولهم: ادْرَنْفِقْ مُرْمَعِلاًّ، أي امْضِ راشِداً.

رمق

رَمَقْتُهُ أَرْمُقُهُ رَمْقاً: نظرت إليه. ورَمَّقَ تَرْميقاً: أدام النظر، مثل رَنَّقَ. والرَمَقُ: بَقِّيَّةُ الروح. ويقال: هذه النخلة تُرامِقُ بِعرقٍ، لا تحيا ولا تموت. والمرامِقُ: الذي لم يبقَ في قلبه من مودَّتك إلاَّ قليلٌ. وما في عيشِ فلانٍ إلاّ رُمْقَةٌ ورِماق، أي بُلْغَةٌ. وحبلٌ أَرْماقٌ، أي ضعيفٌ. وقد ارْماقَّ الحبلُ ارْميقاقاً. وارْمَقَّ الأمرُ ارْمِقاقاً، أي ضَعُفَ. وعيشٌ مُرَمَقٌّ، أي دُونٌ، ومنه قول الكميت:

تُعالِجُ مُرْمَقَّاً من العيش فـانِـياً

 

له حَارِك لا يحملُ العِبْءَ أَجْزَلُ

وعيش رَمِق، أي يمسك الرَمَقَ. والرَمَقُ: القطيعُ من الغنم، فارسيّ معرّب. وتَرَمَّقَ الرجلُ الماءَ، إذا حَساهُ. ورامَقْتُ الأمرَ: إذا لم تُبْرِمْهُ.

رمك

رَمَكَ بالمكان يَرْمُكُ رُموكاً: أقام به، وأَرْمَكْتُهُ أنا. والرَمَكَةُ: الأنثى من البراذين، والجمع رِماكٌ ورَمَكاتٌ، وأَرْماكٌ أيضاً. والرامِكُ والرامَكُ: شيء أسود يُخلَطُ بالمسك. والرُمْكَةُ من ألوان الإبل، يقال جملٌ أَرْمَكُ وناقةٌ رَمْكاءُ. قال أبو عبيد: هو الذي اشتدّت كُمْتَتُهُ حتَّى يدخلَها سوادٌ. وقد ارْمَكَّ البعيرُ ارْمِكاكاً.

رمل

الرَمْلُ: واحد الرِمالِ، والرَمْلَةُ أخصُّ منه. قال ابن السكيت: يقال للضبُع: أُمُّ رِمالٍ. والرَمَلُ، بالتحريك: الهرولةُ. ورَمَلْتُ بين الصفا والمروة رَمَلاً ورَمَلاناً. والرَمَلُ: جنسٌ من العَروض. والرَمَلُ: القليلُ من المطر، والجمع أَرْمالٌ. والرَمَلُ أيضاً: خطُوط تكون في قوائم البقَرة الوحشية تخالف سائر لونها. قال أبو عبيد: الأَرْمَلُ من الشاء: الذي اسوَدّتْ قوائمُه كلُّها؛ والأنثى رَمْلاءُ. والأَرْمَلُ: الرجل الذي لا امرأة له والأَرْمَلَةُ: المرأة التي لا زوجَ لها. وقد أَرْمَلَتِ المرأة، إذا مات عنها زوجُها. قال الشاعر:

هَذي الأَرامِلُ قد قَضَّيْتَ حاجَتَها

 

فمن لحاجةِ هذا الأَرْمَلِ الذَكَرِ

قال ابن السكيت: الأَرامِلُ: المساكين من رجالٍ ونساءٍ. قال: ويقال لهم وإن لم يكن فيهم نساء. ويقال: قد جاءت أَرْمَلَةٌ من نساءٍ ورجالٍ محتاجين. قال: ويقال للرجال المحتاجين الضعفاء: أَرْمَلَةٌ، وإن لم يكن فيهم نساء. ورَمَلْتُ الحصير، أي سَفَفْتُهُ. وأَرْمَلْتُهُ مثلُه. قال الشاعر:

إذْ لا يزالُ على طريقٍ لا حبٍ

 

وكأنّ صَفْحَتُهُ حصيرٌ مُرْمَلُ

وقد رَمَلَ سريرَه وأَرْمَلَهُ، إذا رَمَلَ شريطاً أو غيره فجعله ظهراً له. ويقال أَرْمَلَ القومُ، إذا نَفِذَ زادُهم. وعامٌ أَرْمَلُ، أي قليلُ المطر. وسنةٌ رَمْلاءُ. ورَمَّلَهُ بالدم فتَرَمَّلَ وارْتَمَلَ، أي تلطّخ.

رمم

رَمَمْتُ الشيء أَرُمُّهُ وأَرْمُّهُ رَمَّاً ومَرَمَّةً، إذا أصلحتَه. يقال: قد رَمَّ شأنه. ورَمَّهُ أيضاً بمعنى أكله. وفي الحديث: البقر تَرُمُّ من كل شجر. واسْتَرَمَّ الحائط، أي حان له أن يُرَمَّ، وذلك إذا بَعُدَ عهدُه بالتطيين. والمرمة: بالكسر: شفة البقرة وكل ذات ظلف لأنها بها ترتم أي تأكل والمِرَمَّةُ بالفتح: لغة فيه. وارْتَمَّتِ الشاة من الأرض، أي رَمَّتْ وأكلت. وما لي منه حَمٌّ ولا رَمٌّ، أي بُدٌّ، وقد يضمان ويقال أيضاً: ما له حُمٌّ ولا رُمٌّ، أي ليس له شيء. قال ابن السكيت: يقال: ما له ثُمٌّ ولا رُمٌّ، وما يملك ثُمَّاً ولا رُمَّاً. قال: فالرُمُّ مَرَمَّةُ البيت. والرُمَّةُ: قطعةٌ من الحبل باليةٌ، والجمع رُمَمٌ ورِمامٌ. ومنه قولهم: دفَعَ إليه الشيءَ بِرُمَّتِهِ. وأصلُه أنّ رجلاً دفع إلى رجلٍ بعيراً بحبلٍ في عنقه، فقيل ذلك لكلِّ من دفَع شيئاً بجملته. وهذا المعنى أراد الأعشى يخاطب خَمّاراً:

فقلتُ له هذه هاتِـهـا

 

بأَدْماءِ  في حبلِ مُقْتادِها

والرِمَّةُ بالكسر: العظام البالية؛ والجمع رِمَمٌ ورمامٌ. تقول منه رَمَّ العظمَ يَرِمُّ بالكسر رَمَّةً، أي بَلِيَ، فهو رَميمٌ. وإنَّما قال تعالى: "قالَ مَنْ يُحْيي العِظامَ وهي رَميمٌ" لأن فَعيلاً وفَعولاً قد يستوي فيهما المذكّر والمؤنّث والجمع، مثل رسولٍ، وعدوٍّ، وصديق. والرِمُّ بالكسر: الثَرى. يقال: جاءه بالطمِّ والرِمِّ، إذا جاءه بالمال الكثير والرِمُّ أيضاً: النِقْيُ والمُخُّ. تقول منه: أَرَمَّ العظمُ، أي جرى فيه الرِمُّ. وقال:

هَجاهُنَّ لَمَّا أَنْ أَرَمَّتْ عِظـامُـهُ

 

ولو كان في الأعْرابِ ماتَ هُزالاً

قال أبو زيد: ناقةٌ مُرِمٌّ: بها شيء من نِقْي. ونعجةٌ رَمَّاءُ: بيضاءُ. ويقال للشاة إذا كانت مهزولةً: ما يُرِمُّ منها مَضْرِبٌ، أي إذا كُسِرَ عظمٌ من عظامها لم يُصَب فيه مخٌّ. وأَرَمَّ القومُ، أي سكَتوا. وقال:

يَردْنَ والليلُ مُرِمٌّ طائِرُهُ

رمى

رَمَيْتُ الشيء من يدي، أي ألقيته فارتمى. ورَمَيْتُ بالسهم رَمْياً ورِمايَةً. ورامَيْتُهُ مُراماةً ورِماءً، وارْتَمَيْنا وتَرامَيْنا. وكانت بينهم رِمِّيَّاً ثم صاروا إلى حِجَيزى. أبو عبيدة: رَمى اللّه لك، أي نَصَرك وصنع لك. ابن السكيت: رَمَيْتُ عن القوس ورَمَيْتُ عليها. قال: ولا تقل رَمَيْتُ بها. قال: ويقال: خرجت أَتَرَمَّى، إذا خرجت تَرْمى في الأغراض وفي أصول الشجر. وخرجت أَرْتَمي، إذا رَمَيْتَ القَنْصَ. ورَمَيْتُ على الخمسين وأَرْمَيْتُ أيضاً، أي زدتُ. قال حاتم طيئ:

وأَسْـمَـرَ خَـطِّـيَّاً كـأَنَّ كـعـوبَـهُ

 

نَوى القَسْبِ قد أَرْمى ذِراعاً على العَشْرِ

وتقول: للمرأةِ أنتِ تَرْمينَ وأنتنَّ تَرْمينَ، الواحد والجماعة سواءٌ. والرَماءُ، بالفتح والمدّ: الرِبا. وأَرْمى فلانٌ، أي أَرْبى. قال عمر رضي اللّه عنه: لا تَشتروا الذهب بالفضة إلاّ يداً بيدٍ: ها وها، إنّيِ أخافُ عليكم الرَماءَ. قال الكسائي: هو ممدودٌ. وتَرامى الجُرح إلى الفساد. ويقال: طعنه فأَرْماهُ عن فرسه. أي ألقاه عن ظهر دابَّته، كما يقال أَذْراهُ. وأَرْمَيْتُ الحجر من يدي، أي ألقيت. ويقال: سَابَّهُ فأَرْمَى عليه، أي زاد. والرَمِيَّةُ: الصيد. يقال: بئس الرَمِيَّةُ الأرنبُ، أي بئس الشيء مما يُرْمى الأرنبُ. أبو عمرو: المِرْماةُ مثل السِرْوَةِ، هو نصلٌ مدوَّرٌ للسهم. وأما الذي في الحديث: لو أنَّ أحدَهم دُعيَ إلى مِرْماتَيْنِ لأجاب وهو لا يجيب إلى الصلاة، فيقال: المِرْماةُ الظِلفُ. والرَمِيُّ: السَقيُّ، وهي السَحابة العظيمة القَطرِ الشديدة الوقعِ من سحائب الحميم والخريف، والجمع أَرْمِيَةٌ وأَسْقِيَةٌ.

رنب

الأرنب: واحدة الأرانب. وكِسَاءٌ مُؤَرْنَبٌ: خُلِطَ غَزْلُه بوَبَرِ الأرانب: وقالت ليلى الأخيلية تصف القطاة وفَراخِها:

تَدَلَّتْ على حُصِّ الرُءوس كأنَّها

 

كُراتُ غُلامٍ من كِساءٍ مُؤَرْنَب

وأرض مُؤَرْنَبَةٌ: ذات أرانب. والأرنبة: طرف الأنف.

رنج

الرانِجُ: الجوز الهنديّ، وما أظنه عربياً.

رنح

 تَرَنَّحَ: تَمايَلَ من السُكْر وغيره. ورُنِّحَ عليه تَرْنيحاً، على ما لم يُسَمَّ فاعله، أي غُشيَ عليه، أو اعتراه وَهْنٌ في عِظامه فتمايل، فهو مُرَنَّح.

رنز

الرُنْزُ بالضم: لغة في الأُرْزِ.

رنف

الرَنفُ: بَهْرامَجُ البَرِّ. والرانِفةُ: أسفلُ الألية وطرفُها الذي يلي الأرضَ من الإنسان إذا كان قائماً. وأَرْنَفَتِ الناقةُ بأذنيها، إذا أرختهما من الإعياء.

رنق

ماءٌ رَنْقٌ بالتسكين، أي كَدِر. والرَنَقُ بالتحريك: مصدر قولك رَنِقَ الماءُ بالكسر. وأَرْنَقْتُهُ أنا، ورَنَّقْتُهُ تَرْنيقاً، أي كدّرته. وعيشٌ رَنِقٌ، أي كَدِرٌ. قال أبو عبيد: التَرْنوقُ: الطينُ الذي في الأنهار والمَسيل. ورَنَّقَ الطائرُ، إذا خفق بجناحيه في الهواء وثبتَ ولم يَطِرْ. ورَنَّقَ النومُ، أي خالط عينيه. والتَرْنيقُ: ضعفٌ يكون في البصر وفي البدن وفي الأمر. يقال: رَنَّقَ القومُ في أمر كذا، أي خَلَّطوا الرأي. ولقيت فلاناً مُرَنَّقَةً عيناه، أي منكسِرَ الطرفِ من جُوعٍ أو غيره. والتَرْنيقُ: إدامةُ النظر، لغةٌ في الترميق والتدنيق. يقال: رَمَّدَتِ المعزى فَرَنِّقْ رَنِّقْ، أي انتظر الولادة. ورَنَّقَ القومُ بالمكان، إذا أقاموا به واحتبسوا. وَرَوْنَقُ السيفِ: ماؤه وحُسْنُهُ؛ ومنه رَوْنَقُ الضُحى وغيرِها.

رنم

الرَنَمُ بالتحريك: الصوت. وقد رَنِمَ بالكسر وتَرَنَّمَ، إذا رجَّع صوته. والترنيم مثله. وتَرَنَّمَ الطائر في هديره، وتَرَنَّمَ القوس عند الإنباض. والتَرْنَموتُ: التَرَنُّمُ.

رنن

الرَنَّةُ: الصوت. يقال: رَنَّتِ المرأة تَرِنُّ رَنيناً، وأَرَنَّتْ أيضاً: صاحت. وفي كلام أبي زُبيدٍ الطائي: شَجْراؤُهُ مُغِنَّه، وأَطْيارُهُ مُرِنَّه. وأَرَنَّتِ القوسُ: صوَّتتْ. ورَنَّنْتُها أنا تَرْنيناً. والمُرِنَّةُ: القوس. والمِرْنانُ مثله. والرَنَنُ: شيء يصيح في الماء أيَّامَ الصيف.

رنا

رَنا إليه يَرْنو رُنُوَّاً، إذا أدام النظر. يقال: ظَلَّ رانياً، وأَرْناهُ غيره. ويقال: أَرْناني حُسْنُ ما رأيت، أي حَمَلَني على الرُنُوِّ. وكأسٌ رَنَوْناةٌ، أي دائمة ساكنة. وفلانٌ رَنُوُّ فلانة، إذا كان يُديم النَظر إليها. ورجلٌ رَنَّاءٌ بالتشديد، للذي يديم النظرَ إلى النساء الحِسان. والرُناءُ، بالضم والمدّ: الصوت. والرَنا بالفتح مقصورٌ: الشيء المنظور إليه. وقولهم: يا ابن تُرْنا، كنايةٌ عن اللئيم. قال صخرُ الغَيّ:

فإنَّ ابْنَ تُرْنا إذا زُرْتُكُمْ

 

يدافعُ عنِّيَ قولاً عَنيفا

رهب

رَهِبَ بالكسر، يَرْهَبُ رَهْبَةً ورُهْباً بالضم، ورَهَباً بالتحريك، أي خاف. ورجُل رَهَبوتٌ. يقال: رَهَبوتٌ خيرٌ من رَحَموتٍ. أي لأَنْ تُرْهَبَ خيرٌ من أن تُرْحَمَ. وتقول: أَرْهَبَهُ واسترهبه، إذا أخافَه. والراهب: واحد رُهبان النصارى، ومصدره الرَهْبَةُ والرَهْبانِيَّةُ. والتَرَهُّبُ: التَعَبُّدُ. قال الأصمعي: الرَهَبُ: الناقة المهزولة. والرَهْبُ أيضاً: النَصْلُ الرقيق من نصال السهامِ، والجمع رِهابٌ. قال الشاعر:

إنِّي سَيَنْهَى عَنِّي وَعِيدَهُمُ

 

بيضٌ رِهابٌ ومُجْنأٌ أَجُدُ

والرَهابَةَ: عظم في الصدر مُشرف على البطن، مثل اللسان.

رهبل

الرَهْبَلَةُ: ضربٌ من المشي. يقال: جاء يَتَرَهْبَلُ.

رهج

الرَهَجُ: الغُبار. وأَرْهَجَ الغبارَ، أي أثاره. والرَهْوَجَةُ: ضرب من السير.

رهدن

الرَهادِنُ: طيرٌ بمكّة أمثال العصافير، الواحدُ رهْدَنٌ. والرَهْدَنُ والرَهْدَنَةُ: طائر يشبه الحُمَّرَةَ، إلاَّ أنه أَدْبَسُ، وهو أكبر من الحُمَّرَةِ. وقال:

تَذَرَّيْنَنا بالقَول حتَّى كأنّـه

 

تَذَرَّيَ وِلْدَانٍ يَصِدْنَ رَهادنا

رهز

الرَهْزُ: الحركة. وقد رَهَزَ المُباضِعُ يَرْهَزُ رَهْزاً ورَهَزاناً.

رهش

 الارْتِهاشُ: أن تصُكَّ الدابةُ بعرضِ حافرها عُرْضَ عُجايَتِها من اليد الأخرى، فربَّما أدماها، وذلك لضعف يدها. والراهِشانِ: عِرقان في باطن الذراعَين. وقال أبو عمرو: الرَواهِشُ عروقُ باطنِ الذراعِ. والرُهْشوشُ من النوق: الغزيرةُ. والرَهيشُ من النوقِ: القليلةُ لحمِ الظهر. ويقال الضعيفُ. والرَهيشُ أيضاً: النصل الرقيق. والرَهيشُ من القِسيِّ: التي يُصيب وَترُها طائِفها. وقد ارْتَهَشَتِ القوسُ فهي مُرْتَهِشَة، وهي التي إذا رُميَ عنها اهتزَّت فضرب وَتَرُها أَبْهَرَها. والصوابُ طائِفَها.

رهص

الرِهْصُ: العِرْقُ الأسفلُ من الحائطِ. يقال: رَهَصْتُ الحائطَ بما يقيمه. أبو عبيد: الرَواهِصُ: الصُخورُ المتراصفة الثابتة. والمَرْهَصَةُ بالفتح: الدَرَجة والمرتَبَةُ قال الأعشى:

رَمى بك في أُخْراهُمُ تَرْكُكَ العُلى

 

وفُضِّلَ أقوامٌ عليك مَراهِـصـا

والرَهْصَةُ: أن يَدوَى باطنُ حافر الدابّة من حَجَرٍ تطؤه، مثل الوقْرَةِ. قال الكسائي: يقال منه رَهِصَتِ الدابةُ بالكسر رَهَصاً، وأَرْهَصَها اللّه، مثل وَقِرَتْ وأَوْقَرَها اللّه. ولم يَقُلْ رُهِصَتْ فهي مَرْهوصَةٌ ورَهيصٌ. وقد قاله غيره. والرَهْصُ: العصرُ الشديدُ. يقال: رَهَصَني فلانٌ بحقِّه، أي أخذني أخذاً شديداً.

رهط

رَهْطُ الرجلِ: قومُه وقبيلتُه. يقال هم رَهْطٌ دِنْيَةٌ. والرَهْطُ: ما دون العَشرة من الرجال، لا تكون فيهم امرأة. قال اللّه تعالى: "وكانَ في المَدينَةِ تسعةُ رِهْطٍ" فجمع، وليس لهم واحد من لفظهم مثل ذَوْدٍ. والجمع أَرْهُطٌ وأَرْهاطٌ وأَراهِطٌ، كأنّه جَمْعُ أَرْهُطٍ، وأَراهيطُ. والرَهْطُ: جلدٌ قدرُ ما بين السُرَّة إلى الركبة. تلبسه الحائض. قال الشاعر:

متى ما أَشَأْ غيرَ زَهْوِ المُلـو

 

كِ أَجْعَلْكَ رَهْطاً على حُيَّضِ

وحكى النَضر بن شُمَيل: الرِهاطُ: جلودٌ تُشَقَّقُ سيوراً، واحدها رَهْطٌ. وأنشد للمتنخِّل الهُذَليّ:

بَضَرْبٍ في الجماجم ذي فُروغٍ

 

وطعنٍ مثلَ تَعْطيطِ الرِهـاطِ

وكانوا في الجاهلية يطوفون عُراةً والنساءُ في أَرْهاطٍ. والراهِطاءُ، هي إحْدى جِحَرَةِ اليربوعِ التي يَخرج منها الترابَ ويجمعه. وكذلك الرُهَطَةُ.

رهف

أَرْهَفْتُ سيفي، أي رَقَّقْتُهُ، فهو مُرْهَفٌ.

رهق

رَهِقَهُ بالكسر يَرْهَقُهُ رَهَقاً، أي غشيه، من قوله تعالى: "ولا يَرْهَقُ وُجوهَهُمْ قَتَرٌ ولا ذِلَّةٌ". وفي الحديث: "إذا صلّى أحدُكم إلى الشيء، فَلْيُرْهَقْهُ" أي فَلْيَغْشَهُ ولا يبعُدْ منه. ويقال: أَرْهَقَهُ طغياناً، أي أغشاه إيَّاه. ويقال: أَرْهَقَني فلانٌ إثماً حتَّى رَهِقْتُهُ، أي حمَّلني إثماً حتّى حملته له. قال أبو زيد: أَرْهَقَهُ عُسراً، أي كلّفه إياه. يقال: لا تُرْهِقْني لا أَرْهَقَكَ اللّه: أي لا تُعْسِرني لا أعسَرك اللّه. قال الهذلي:

ولولا نحن أَرْهَقَهُ صُهَيْبٌ

 

حُسامَ الحَدِّ مَذْروباً خَشيبا

والمُرْهَقُ: الذي أُدْرِكَ لِيُقْتَلَ. قال الشاعر:

ومُرْهَقٍ سالَ إمْتاعاً بأُصْـدَتِـهِ

 

لم يَسْتَعِنْ وحَوامي الموتِ تَغْشاهُ

وقال الكميت:

تَنْدى أَكُفُّهُـمُ وفـي أبـياتـهـم

 

ثِقَةُ المُجاوِرِ والمُضافِ المُرْهَقِ

وراهَقَ الغلامُ فهو مُراهِقٌ، إذا قارب الاحتلام. وَأَرْهَقَ الصلاةَ، أي أخّرها حتَّى يدنو وقتُ الأخرى. قال الأصمعي: يقال: رجلٌ فيه رَهَقٌ، أي غِشْيان للمحارِمِ من شُرْب الخمر ونحوه. قال ابن الأحمر:

كالكَوْكَبِ الأَزْهَرِ انْشَقَّتْ دُجُنَّتُهُ

 

في الناس لا رَهَقٌ فيه ولا بَخَلُ

وقوله تعالى: "فَلا يَخافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً" أي ظلماً. وقال أبو عبيدة في قوله تعالى: "فزادُوهُمْ رَهَقاً" أي سَفَهاً وطغياناً. ويقال: طلبتُ فلاناً حتَّى رَهِقْتُهُ رَهقاً، أي حتَّى دنوتُ منه فربَّما أخذَه وربَّما لم يأخذْه. وَرَهِقَ شُخوصُ فلانٍ، أي دنا وَأَزِفَ وأَفِدَ. ورجلٌ مُرَهَّقٌ، إذا كان يُظَنُّ به السُوءُ. وفي الحديث: أنَّه صلى اللّه عليه وسلم صلّى على امرأة تُرَهَّقُ أي تُتَّهَمُ وَتُؤْبُنُ بِشَرٍّ. ويقال أيضاً: رجلٌ مُرَهَّقٌ، إذا كان يغشاه الناس ويَنْزِلُ به الضيفانُ. قال زهيرٌ يمدح رجلاً:

وَمُرَهَّقُ النِيرانِ يُحْمَدُ في ال

 

لأُواءِ غيرُ مُلَعَّنِ الـقِـدْرِ

وقال ابن هَرْمَةَ: خَيْرُ الرجالِ المُرَهَّقونَ كما=خَيْرُ تِلاعِ البلادِ أَكَلَؤُها قال أبو زيد: يقال: القومُ رِهاقُ مائةٍ ورَهاقُ مائةٍ، أي زُهاء مائة ومقدار مائة. والرَيهُقانُ: الزعفرانُ.

رهك

يقال: مَرَّ الرجل يَتَرَهْوَكُ، كأنه يَموج في مِشيته.

رهل

رَهِلَ لحمُه بالكسر، أي اضطربَ واسترخى. وفرسٌ رَهِلُ الصدر. قال الشاعر:

فتًى قُدَّ قَدَّ السيفِ لا مُتآزِفٌ

 

ولا رَهِلٌ لَبَّاتُـهُ وَبـآدِلُـهْ

ورَهَّلَهُ اللحمُ تَرْهيلاً.

رهم

الرِهْمَةُ بالكسر: المَطْرة الضعيفة الدائمة والجمع رِهَمٌ ورِهامٌ. وروضةٌ مَرْهُومَةٌ. قال أبو زيد: ومن الدِيمَةِ الرِهْمَةُ، وهي أشدُّ وقْعاً من الدِيمَةِ وأسرع ذَهاباً. وأَرْهَمَتِ السحابةُ: أتت بالرِّهامِ. ونَزلنا بفلانٍ فكنّا في أَرْهَمِ جانبَيه، أي أخصبهما.

رهن

الرَهْنُ معروف، والجمع رهانٌ ورُهُنٌ. تقول منه: رَهَنْتُ الشيءَ عند فلانٍ، ورَهَنتُهُ الشيءَ أي أرهنته الشيءبمعنىً. قال عبدُ اللّه بن همّامٍ السَلوليّ:

فلما خَشِيتُ أظافيرهمْ

 

نَجَوْتُ وأَرْهَنْتُهُمْ مالِكا

ورَهَنَ الشيءُ، أي دام وثبت. والراهِنُ: الثابتُ. والراهِنُ: المهزولُ من الإبل والناس. وقال أبو زيد: أَرْهَنْتُ في السلعة: غاليتُ بها. وهو من الغلاء خاصّةً. وقال ابن السكيت: أَرْهَنْتُ فيها بمعنى أسلفتُ فيها. والمُرْتَهِنُ: الذي يأخذ الرَهْنَ، والشيءُ مَرْهونٌ ورَهينٌ، والأنثى رَهِينَةٌ. وراهِنْتُ فلاناً على كذا مُراهَنَةً: خاطَرْتُهُ. وأَرْهَنْتُ به وَلَدي إرْهاناً: أخطرتهم به خَطراً. والرَهينَةُ: واحدة الرَهائِنِ. ورَهَنَ الشيءَ رَهْناً، أي دام. وأَرْهَنْتُ لهم الطعامَ والشراب: أَدَمْتُهُ لهم. وهو طعامٌ راهِنٌ.

رها

أبو عبيدة: رَها بين رجليه يَرْهو رَهْواً، أي فتح. ومنه قوله تعالى: "واتْرُكِ البَحْرَ رَهْواً". والرَهْوُ: السير السهل؛ يقال: جاءت الخيل رَهْواً. قال ابن الأعرابيّ: رَها يَرْهو في السير، أي رفَقَ. قال القُطامي في نعت الرِكابِ:

يَمْشينَ رَهْواً فلا الأعْجازُ خاذِلَةٌ

 

ولا الصدورُ على الأَعْجازِ تَتَّكِلُ

والرَهْوُ والرَهْوَةُ: المكان المرتفع والمنخفض أيضاً يجتمع فيه الماء، وهو من الأضداد. وقال:

نَصَبْنَا مِثْلَ رَهْوَةَ ذاتَ حَدٍّ

 

محافظةً وكنّا الأَيْمَنينـا

وقال أبو عبيد: الرَهْوَ: الجَوْبَةَ تكون في محلّة القوم يسيل منها ماء المطر أو غيره. والرَهْوُ: المرأة الواسعة الهَنِ. وأَرْهَيْتُ لهم الطعامَ والشرابَ، إذا أَدَمْتَهُ لهم. وهو طعامٌ راهِنٌ وراهٍ، أي دائمٌ قال الأعشى:

لا يستفيقون منها وهي راهِيَةٌ

 

إلاّ بِهاتِ وإنْ عَلُّوا وإن نَهِلوا

وأرْهِ على نفسك، أي ارفُقْ بها. والرَهْوُ: ضربٌ من الطير، يقال هو الكُرْكِيُّ. ويقال: افعلْ ذلك رَهْواً، أي ساكناً على هينَتِكَ. وعيشٌ راهٍ، أي ساكنٌ رافِهٌ وخِمْسٌ راهٍ، إذا كان سهلاً. ورَها البحرُ، أي سكنَ. والرَهاءُ: الأرض الواسعة.

رهيأ

 الرَهْياةُ: العَجْزُ والتواني. أبو زيد: رَهْيَأْتُ رأيي رَهْيَأَةً، إذا لم تُحْكِمْهُ. ورَهْيَأَتِ السحابة وتَرَهْيَأَتْ، إذا تَمَخَّضَتْ للمطر. قال: والمرأة تَرَهْيَأُ في مشْيَتِها. أي تَكَفَّأُ، كما تَرَهْيَأُ النخلة العَيدانَةُ. أبو عبيد: تَرَهْيَأَ الرجُلُ في أمره، إذا هَمَّ به، ثم أمسك وهو يريد أن يفعله.

روأ

الراءُ: شجرٌ، الواحدة راءَةٌ. ورَوَّأْتُ في الأمر، تَرْوِئَةً وترويئاً، إذا نَظَرْتَ فيه، ولم تَعْجَلْ بجواب، والاسم الرَوِيَّةُ، جَرَتْ في كلامهم غيرَ مَهْموزةٍ.

روب

رُوبَةُ اللَّبَنِ: خَميرة تُلْقَى فيه من الحامض لِيَروبَ. وفي المثل: شُبْ شَوْباً لك رُوبَتُهُ كما يقال: احلُبْ حَلَباً لك شَطْرُهُ. ورُوبَةُ الليل أيضاً: طائفة منه، يقال: هَرِّقْ عَنَّا من رُوبةِ الليلِ. ورُوبَةُ الفَرَسِ: ماؤُهُ في جِمامِهِ. تقول: أَعِرْني رُوبةَ فَرَسِكَ. والروبَةُ: الحاجةُ. تقول: فلان لا يقوم بِروبةِ أهلِهِ، أي بما أسندوا إليه من حوائجهم. قال ابن الأعرابي: رُوبَةُ الرجلِ: عقله. تقول: هو يحدِّثُني وأنا إذْ ذاك غلام ليست لي رُوبَةٌ. ورابَ اللبنُ يَروبُ رَوْباً، إذا خَثُرَ وأَدْرَكَ، فهو رائب، ورَوَّبْتُهُ. والمِرْوَبُ: الإناءُ الذي يُرَوَّبُ فيه اللبن. والرائب يكون ما مُحِضَ وما لم يُمْخَضْ. قال أبو عبيد: إذا خَثُرَ اللبن فهو رائب، فلا يزال ذلك اسمَه حتى يُنْزَعَ زُبْدُهُ واسْمُهُ على حاله. وراب الرجل رَوْباً، إذا اختلط علقُه ورأيُه. ورأيت فلاناً رائباً، أي مختلِطاً خاثراً. وقومٌ رَوْبى، أي خُثَراءُ الأنفسِ مختلطون، وهم الذين أثخنهم السيرُ فاستَثْقَلوا نوماً، ويقال شَرِبوا من الرائب فَسَكِروا. قال بشر:

فأمَّا تَميمٌ تَميمُ بـنُ مُـرٍّ

 

فأَلْفاهُمُ القَوْمُ رَوْبى نِياما

واحدهم رَوْبان. وقال الأصمعي: واحدهم رائبٌ.

روث

الرَوْثَةُ: واحدة الرَوْثِ والأَرواثِ. وقد راثَ الفرس. وفي المثل: أَحُشُّكَ وتَروثُني. والرَوْثَةُ: طرف الأرنبة؛ يقال: فلان يضرب بلسانه رَوْثَةَ أنفه.

روج

راجَ الشيء يَروجُ رَواجاً: نَفَقَ. ورَوَّجْتُ السلعةَ والدراهمَ. وفلانٌ مُرَوِّجٌ.

روح

الروحُ يذكّر ويؤنّث، والجمع الأَرْواح، ويسمَّى القرآن رُوحاً، وكذلك جبريلُ وعيسى عليهما السلام. وزعم أبو الخَطّاب أنّه سمِع من العرب من يقول في النِسبَةِ إلى الملائكة والجنّ رُوحانيٌّ، بضم الراء، والجمع رُوحانيُّون. وزعم أبو عُبَيْدة أنّ العرب تقولُه لكل شيء فيه رُوح. ومكان رَوْحانيٌّ، بالفتح، أي طَيِّبٌ. والريح: واحدةُ الرياح والأَرْياح، وقد تُجْمع على أرواحٍ، لأنَّ أصلها الواو، وإنَّما جاءت بالياء لانكسار ما قبلها، فإذا رجعوا إلى الفتح عادت إلى الواو، كقولك: أَرْوَحَ الماءُ، وتَرَوَّحْتُ بالمِرْوَحَة. ويقال ريحٌ وريحةٌ، كما قالوا دارٌ ودارَةٌ. والرَياح بالفتح: الراحُ، وهي الخَمْر، وقال:

كأنَّ مَكاكِيَّ الـجِـواءِ غُـدَيَّةً

 

نَشاوى تَساقَوْا بالرَياحِ المُفَلْفَلِ

وقد تكون الريحُ بمعنى الغَلَبة والقوَّة. قال الشاعر:

أَتَنْظُرانِ قليلاً رَيْثَ غَفْلَتِهـم

 

أوْ تَعْدُوانِ فإنّ الريح لِلْعادي

ومنه قوله تعالى: "وتَذْهَبَ ريحُكمْ". والرَوْحُ والراحَةُ من الاستراحة. والرَوْحُ: نسيمُ الريح. ويقال أيضاً: يومٌ رَوْحٌ ورَيوحٌ، أي طَيِّبٌ. ورَوْحٌ ورَيْحانٌ، أي رحمة ورزق. والراحُ: الخمر. والراحُ: جمع راحةٍ، وهي الكَفُّ. والراحُ: الارتياح. قال الشاعر:

ولَقيتُ ما لَقيتُ مَعَـدٌّ كُـلُّـهـا

 

وفَقدتُ راحي في الشباب وَخالي

أي اختيالي. وتقولُ: وجدتُ ريح الشيءِ ورائحته، بمعنىً. والدُهْنُ المُرَوَّح: المُطَيّب. وفي الحديث: أنه أمر بالإثْمِدِ المُرَوَّحِ عند النوم. وأراح اللحم، أي أَنْتَنَ. وأَراح الرجلُ، أي مات. قال العجاج:

أراجَ بَعْدَ الغَمِّ والتَّغَمُّمِ

وأراح إبِلَهُ، أي رَدَّها إلى المُراجِ. وكذلك التَرْويحُ، ولا يكون ذلك إلا بعد الزوال. وأَرَحْتُ على الرجل حَقَّهُ، إذا ردَدْتَهُ عليه. وقال:  

إلاَّ تُريحي علينا الحقَّ طـائعةً

 

دون القُضاةِ فقاضينا إلى حَكمِ

وأراحَهُ اللّه فاستراح. وأراح الرجلُ: رجعت إليه نفسه بعد الإعياء. وأراح: تنفس. وقال امرؤ القيس:

لها مَنْخَرٌ كوِجارِ الضِباع

 

فمنه تُريحُ إذا تَنْبَـهِـرْ

وأراحَ القَوْمُ: دخلوا في الريح. وأراح الشيءَ، أي وجدَ ريحَه. يقال: أراحني الصَيْدُ، إذا وجد ريح الإنْسِيِّ. وكذلك أَرْوَحَ واسْتروح واستراح، كلُّ بمعنىً. والرَواحُ: نقيض الصَباح، وهو اسمٌ للوقت من زوال الشمس إلى الليل. وقد يكون مصدر قولك راحَ يَروح رَواحاً، وهو نقيض قولك غَدا يَغْدو غُدُوَّاً. وتقول: خَرَجوا بِرَواحٍ من العَشِيّ ورَياحٍ بِمعنىً. وسَرَحَتِ الماشِيَةُ بالغَداةِ وراحَتْ بالعَشِيّ، أي رجعت. وتقول: افْعَلْ ذاك في سَراحٍ ورَواحٍ، أي سُهولة. والمُراحُ بالضم: حيثُ تأوي إليه الإبل والغَنَمُ بالليل. والمَراحُ بالفتح: الموضع الذي يَرُوح منه القوم أو يروحون إليه، كالمَغْدَى من الغَداةِ. يقال: ما تَرَكَ فُلانٌ من أبيه مَغْدىً ولا مَراحاً، إذا أَشْبَهَهُ في أحوالِهِ كُلِّها. والمِرْوَحَةُ بالكسر: ما يُتَرَوَّح بها، والجمع المَراوح. والمَرْوَحَةُ بالفتح: المفازة. قال الشاعر:

كأنَّ راكبها غُصن بمَرْوَحَةٍ

 

إذا تَدَلَّتْ به أو شارِبٌ ثَمِلُ

والجمع المَراويح، وهي المواضع التي تَخْتَرِق فيه الرياح. وأَرْوَحَ الماء وغَيْرُهُ، أي تَغيَّرت ريحه. وأَرْوَحَني الصَيْدُ، أي وَجَد ريحي. وتقول: أَرْوَحْتُ من فلانِ طيباً. وراحَ اليَوْمُ يَراحُ، إذا اشتدَّت ريحُه. ويومٌ راحٌ: شديد الريح. فإذا كان طيِّب الريح قالوا: رَيِّحٌ بالتشديد، ومكان رَيِّحٌ أيضاً. وريح الغَديرُ على ما لم يسمّ فاعله، إذا ضربته الريحُ، فهو مَروحٌ. وقال يصف رماداً:

مُكْتَئِبِ اللَّوْنِ مَروحٍ مَمْطورْ

ومريخ أيضاً وقال يصف الدمع

كأنه غض مريخ ممطور

وراحَ الشجرُ يَراحُ، مثل تَروَّحَ، أي تفطَّر بورق. قال الراعي:

وخالَفَ المَجْدَ أَقْوامٌ لـهـم وَرَقٌ

 

راحَ العَضاهُ بهم والعِرْقُ مَدْخولُ

وراحَ فُلانٌ للمعروف يَراحُ راحَةً، إذا أَخَذَتْهُ له خِفَّةٌ وأَرْيَحِيَّةٌ. وراحَت يَدُه بكذا، أي خَفَّتْ له. وراح الفَرَسُ يَراحُ راحَةً، إذا تَحَصَّن، أي صار فَحْلاً. وراحَ الشيءَ يَراحَهُ ويَريحهُ، إذا وَجَدَ ريحَه. وقال الشاعر:

وماءٍ وَرَدْتُ عـلـى زَوْرَةٍ

 

كَمَشْيِ السَبَنْتي يَراحُ الشَفيفا

ومنه الحديث: "من قَتَلَ نَفْساً مُعاهَدَةً لم يَرَحْ رائِحَةَ الجَنَّة". وقولهم: ما لهُ سارِحَةٌ ولا رائِحَةٌ، أي شيءٌ. وراحِتِ الإبلُ. وأَرَحْتُها أنا، إذا رَدَدْتَها إلى المُراح. والمُراوَحَةُ في العَمَلَيْن: أي يعمل هذا مرّة وهذا مرة. وتقول: راوَحَ بين رجْلَيه، إذا قام على إحداهما مرة وعلى الأخرى مرة. ويقال: إنَّ يديه لَتَتَراوحانِ بالمعروف. والرَوَحُ بالتحريك: السَعَةُ. قال الشاعر:

فُتْخُ الشَمَائِلِ في أَيْمانِهِمْ رَوَحُ

والرَوَحُ أيضاً: سعةٌ في الرِجلين، وهو دون الفَحَج. وكلُّ نَعامةٍ رَوْحاءُ. وقَصْعَةٌ رَوْحاءُ، أي قريبة القَعْرِ. وطيرٌ رَوَح، أي متفرّقة. وتَرَوَّحَ الشَجَرُ، إذا تَفَطَّر بوَرَقٍ بعد إدْبارِ الصَيفِ. وتَرَوَّحَ النَّبْتُ، أي طال. وتَرَوَّحَ الماء، إذا أخذ ريح غَيْره لِقُرْبِه منه. وتَرَوَّحْتُ بالمِرْوَحَةِ. وتَرَوَّحَ، أي راحَ من الرَواح. والارتياحُ: النَشاط. وقولهم: ارْتاحَ اللّه لفُلانٍ، أي رَحِمَهُ. واستَراح الرجل من الراحَة، والمُسْتَراح: المَخْرَجُ. واسْتَرْوَحَ إليه، أي استنام. والأَرْيَحِيُّ: الواسع الخُلُق. يقال: أخذتْه الأَرْيَحِيَّةُ، إذا ارتاح للنَدى. والرَيْحان: نَبْتٌ معروفٌ. والريحان: الرِزْقُ. تقول: خَرَجْتُ أبتغي رَيْحانَ اللّه. وفي الحديث: "الوَلَد من رَيْحانِ اللّه". وقولهم: سَبْحانَ اللّه ورَيْحانَه، نَصَبوههما على المصدر، يُريدونَ تَنْزيهاً له واسترزاقاً. وأما قوله تعالى: "والحَبُّ ذُو العَصْفِ والرَيْحانُ" فالعَصْفُ: ساقُ الزرعِ، والرَيْحانُ: وَرَقُهُ.

رود

 راوَدْتُه على كذا مُراوَدةً ورِواداً، أي أردتُهُ. ورادَ الكَلأَ يَرودُهُ رَوْداً، ورِياداً، وارْتادَهُ ارتياداً، بمعنىً، أي طَلَبَهُ. والرائِدُ: الذي يُرْسِلُ في طَلَبِ الكَلإِ. يقال: لا يكذبُ الرائدُ أهْلَه. ورادَ الشيءُ يَرودُ: أي جاء وذَهَبَ. والرائد: يَدُ الرَحى، وهو العودُ الذي يُقْبِضُ عليه الطاحِنُ إذا أداره. ورِيادُ الإبل: اختلافُها في المرعى مُقْبِلَةً ومُدْبِرَةً؛ والموضع مَرادٌ. وكذلك مَرادُ الريح، وهو المكان الذي يُذْهَبُ فيه ويُجاءُ. أبو زيد: الرادَة من النساء غير مهموز: الطوّافة في بُيوت جاراتِها. قال: والرُؤْدَةُ والرأْدَةُ بالهمز: الشابّة الحَسَنَةُ. تقول: رادَتِ المرأةُ تَرودُ رَوَداناً، فهي رادَةٌ، إذا أكثرت الاختلافَ إلى بيوت جاراتها. ورجُل رأَدٌ بمعنى رائد، وهو فَعَل بالتحريك بمعنى فاعِلٍ، كالفَرَطِ بمعنى الفارِط. ورائِدُ العين: عُوَّارُها، الذي يَرودُ فيها. ويقال: رادَ وِسادُهُ، إذا لم يستقرّ. والمِرْوَدُ: الميلُ، وحديدةٌ تدور في اللجام. ومِحْوَرُ البَكَرَةِ إذا كان من حَديد. وفلان يَمْشي على رُودٍ: أي على مَهَلٍ. قال الشاعر:

كأَنَّها ثَمِلٌ يَمْشي على رودِ

وتصغيره رُوَيْدٌ. تقول منه: أَرْوَدَ السير إرواداً ومُرْوَداً أي رَفَق. وقولهم: الدَهْر أَرْوَدُ ذو غِيَرٍ، أي يَعْمَلُ عَمَله في سُكون لا يُشْعَرُ به. وتقول: رُوَيْدَكَ عَمْراً، وهو مُتَعَدٍّ إلى عَمْرٍو لأنَّه اسمٌ سُمِّيَ به الفِعْل يعمل عمل الأَفعال. وتفسير رُوَيْدَ: مَهْلاً. وتفسير رُوَيْدَكَ: أَمْهِلْ. وله أربعة أوجهٍ: اسمٌ للفِعْل، وصِفةٌ، وحالٌ، ومصدر. فالاسم نحو قولك: رُوَيْدَ عَمْراً، أي أَرْوِدْ عَمْراً، بمعنى أَمْهِلْهُ. والصِفة نحو قولك: ساروا سَيْراً رُوَيْداً. والحال نحو قولك: سار القومُ رُوَيداً، لَمَّا اتصل بالمعرفة صار حالاً لها. والمصدر نحو قولك: رُوَيْدَ عمرٍو، بالإضافة كقوله تعالى: "فَضَرْبَ الرِقاب".

روز

رُزْتُهُ أَروزُهُ رَوْزاً، أي جَرَّبْتُهُ وخَبَرته.

روض

الرَوْضَةُ من البقل والعُشب، والجمع رَوْضٌ وَرِياضٌ. والرَوْضُ: نحوٌ من نصف القِرْبَةِ ماءً. وفي الحوض رَوْضَةٌ من ماء، إذا غطَّى أسفله. ورَضْتُ المُهْرَ أَرُوضُهُ رياضاً، ورِياضَةً، فهو مَروضٌ. وناقَةٌ مَروضَةٌ، وقد ارْتاضَتْ. وكذلك رَوَّضْتُهُ تَرْويضاً، شدِّد للمبالغة. وقومٌ رُوّاضٌ وراضَةٌ. وناقةٌ رَيِّضٌ أوّلَ ما ريضَتْ وهي صعبةٌ بَعدُ. وكذلك غلامٌ رَيِّضٌ، وأصله رَيْوِضٌ فقلبت الواو ياءً وأُدْغمتْ. ورَوَّضْتُ القَراحَ: جعلتُها رَوْضَةً. قال يعقوب: قد أَراضَ هذا المكان وأَرْوَضَ، إذا كثُرَتْ رِياضُهُ. وأَراضَ الوادي واسْتَراضَ أي استنقع فيه الماءُ. وكذلك أَراضَ الحوضُ. ومنه قولهم: شربوا حتى أراضُوا أي رَوُوا فَنَقَعوا بالرِيِّ. وأتانا بإِناءٍ يُرِيضُ كذا وكذا نَفساً. واسْتَراضَ المكانُ، أي اتسع. ومنه قولهم: افًعَلْ ذاك ما دامت النَفْس مُسْتَرِيضَةً، أي متّسعةً طيِّبَةً. وفلانٌ يُراوِضُ فلاناً على أمر كذا أي يداريه ليدخله فيه.

روع

الرَوْعُ بالفتح: الفَزَعُ. والرَوْعَةُ: الفَزْعَةُ. ومنه قولهم: أفزعَ رَوْعُهُ، أي ذهب فَزعُه وسكَن. والروعُ بالضم: القلبُ والعقلُ. يقال وقع ذلك في رُوعي، أي في خلدي وبالي. وفي الحديث: "إن روحَ القُدْسِ نفث في رُوعي". ورُعْتُ فُلاناً ورَوَّعْتُهُ فارْتاعَ، أي أفزعته ففزع. وتَرَوَّعَ، أي تَفَزَّعَ. وقولهم: لا تُرَعْ، أي لا تَخَفْ ولا يلحقْك خوفٌ. قال أبو خِراش:

رَفَوني وقالوا يا خُوَيْلِدُ لم تُرَعْ

 

فقلتُ وأنكرتُ الوجوهَ هُمُ هُمُ

وللأنثى لا تُراعي. قال:

أيا شِبْهَ لَيْلى لا تُراعي فإنَّني

 

لك اليومَ من وَحْشيَّةٍ لَصَديقُ

والرَوْعاءُ من النوق: الحديدة الفؤادِ، وكذلك الفَرَس، ولا يوَصف به الذكر. وراعَني الشيءُ، أي أعجبني. والأَرْوَعُ من الرجال: الذي يعجبك حُسْنُهُ. وامرأةٌ رَوْعاءُ، بيِّنة الرَوَع.

روغ

 راغَ الثعلب يَروغُ رَوغاً ورَوَغاناً. وفي المثل: روغي جَعارِ وانظري أينَ المفَرُّ. وجَعارِ: اسمٌ للضبع. ولا تقُل رُوغي إلاّ للمؤنث والاسم منه الرَواغُ بالفتح. وأَراغَ وارْتاغَ بمعنىً: طلب وأراد. تقول: أَرَغْتُ الصيدَ. وماذا تُريغُ، أي تريد وتطلب. وراغَ إلى كذا، أي مال إليه سِرّاً وحادَ. وطريقٌ رائِغٌ، أي مائلٌ. وقوله تعالى: "فراغَ عليهم ضَرْباً باليمين"، أي أقبل. قال الفراء: مالَ عليهم. وكأنَّ الرَوْغَ ههنا أنّه اعتلَّ عليهم رَوْغاً ليفعل بآلهتهم ما فَعَل. ويقال: أَريغوا بي إِراغَتَكُمْ، أي اطلبوا بي طَلِبَتَكُمْ. وفلان يُراوِغُ في الأمر مُراوَغَةً. والمُراوَغَةُ أيضاً: المصارَعةُ. وهذه رِياغَةُ بني فلان، للموضع الذي يصطرعون فيه، وأصله رِواغَةً. وتَراوَغَ القومُ، أي راوَغَ بعضُهم بعضاً.

روق

الرَوْقُ: القَرْنُ؛ والجمع أَرْواقٌ. ومضى رَوْقُ الليل، أي طائفة. والرَوْقُ أيضاً والرِواقُ: سقفٌ في مقدّم البيت. وثلاثةُ أَرْوِقَةٍ، والكثير روقٌ. ويقال: فعله في روقِ شبابِه ورَيْقِ شبابِه ورَيِّقِ شبابِه أي في أوّله. ورَيِّقُ كلِّ شيءٍ: أفضله. ويقال: أكل فلان رَوْقَهُ، إذا طال عمره حتى تتحاتَّ أسنانُه. والأرْواقُ: الفَساطيطُ. يقال: ضرب فلان رَوْقَهُ بموضع كذا، إذا نزل به وضرب خيمَتَه. ويقال: ألقى فلانٌ عليك أَرْواقَهُ وشَراشِرَهُ، وهو أن تحبَّه حباً شديداً. ويقال أيضاً: ألقى أَرْواقَهُ، إذا عدا واشتدَّ عَدْوُهُ. وربَّما قالوا: ألقى أَرْواقَهُ، إذا أقام بالمكان واطمأنَّ به، كما يقال: ألقى عصاه. وألقت السحابة أَرْواقَها، أي مطرها ووَبْلَها. والرِواقُ: سترٌ يُمَدُّ دون السقف، يقال: بيتٌ مُرَوَّقٌ. ومنه قول الأعشى:

فَظَلْتُ لديهم في خِباءٍ مُرَوَّقِ

وربّما قالوا: رَوّقَ الليلُ إذا مدّ رِواقَ ظلمته وألقى أَرْوِقَتَهُ. وراقَني الشيءُ يَروقُني، أي أعجبني. ومنه قولهم: غلمانٌ روقَةٌ وجوار روقَةٌ، أي حسان. وهو جمع رائِقٍ، وروق أيضاً. والرَوَقُ بالتحريك: أن تَطولَ الثنايا العليا السفلى. والرجلُ أَرْوَقُ. وراقَ الشراب يَروقُ رَوْقاً، أي صفا. ورَوَّقْتُهُ أنا تَرْويقاً. والراووقُ: المِصْفاةُ، وربَّما سمَّوا الباطِيَةَ راووقاً. وإراقَةُ الماءِ ونحوِه: صَبُّه.

رول

رَوَّلْتُ الخُبْزَةَ بالسَمْنِ تَرْويلاً، إذا دلكتها به دلكاً شديداً. ورَوَّلَ الفرسُ، إذا أدلى ليبول. والرُوالُ: اللُعابُ. يقال: فلان يسيل رُوالُهُ. والفرسُ يُرَوِّل في مخلاته تَرْويلاً. والراوولُ مثله، والعرب لا تهمز فاعولاً. وزعم قومٌ أن الراوولَ سِنٌّ زائدة في الإنسان والفرس، وأنكره الأصمعيّ.

روم

رُمْتُ الشيء أرومُهُ رَوْماً، إذا طلبتَه. ورَوْمُ الحركة الذي ذكره سيبويه، هي حركةٌ مُخْتَلَسةٌ مختفاةٌ لضربِ من التخفيف، وهي أكثر من الإشمام لأنها تُسْمَعُ، وهي بزنة الحركة وإن كانت مختلسة مثل همزة بيْن بيْن، كما قال:

أَأَنْ زُمَّ أَجْمالٌ وَفـارَقَ جـيرَةٌ

 

وصاحَ غرابُ البيْن أنت حَزينُ

ابن الأعرابي: رَوَّمْتُ فلاناً ورَوَّمْتُ بفلان إذا جعلتَه يطلبُ الشيءَ. والمَرامُ: المطلبُ. والرامُ: ضربٌ من الشجر.

رون

الأَرْوَنانُ: الصوت. قال:

بها حاضرٌ من غير جِنٍّ يَروعُهُ

 

ولا أَنَسٍ ذو أَرْوَنانٍ وذو زَجَلْ

ويوم أَرْوَنان، وليلة أَرْوَنانَةٌ: شديدةٌ صعبةٌ.

روى

الإرْوِيّة: الأنثى من الوعول. والرَيَّانُ: ضدُّ العطشان؛ والمرأة رَيَّا. ولنا قِبَلَكَ رَوِيَّةٌ، أي حاجة. والرَوِيَّةُ أيضاً: التفكر في الأمر، جرت في كلامهم غير مهموزة. والرَوِيَّةُ أيضاً: البقية من الدَيْنِ ونحوِهِ. والرِواءُ بالكسر والمدّ: حبلٌ يشدُّ به المتاع على البعير؛ والجمع الأَرْوِيَةُ. يقال: رَوَيْتُهُ على الرَجُلِ، إذا شددتَه على ظهر البعير لئلاَّ يسقطَ من غَلَبة النوم. ورَوَيْتُ على أهلي ولأهلي، إذا أتيتَهم بالماء. يقال: من أينَ رَيَّتُكم، أي من أين تَرْتَوونَ الماء? ورَوَيتُ من الماء بالكسر أَرْوي رياً وريا وروى أيضاً. وارتويث ترويت كلُّه بمعنىً. ورَوَيْتُ الحديثَ والشِعر رِوايَةً فأنا راوٍ، في الماء والشِعْر والحديث، من قومٍ رُواةٍ. قال ابن أحمر:

تَرْوي لَقىً أُلْقِيَ في صَفْصَفٍ

 

تصْهَرُهُ الشمسُ فما يَنْصَهِرْ

قال يعقوب: ورَوَيْتُ القوم أَرْويهِمْ، إذا استقيتَ لهم الماء. ورَوَّيْتُهُ الشِعر تَرْوِيَةً، أي حملته على رِوايَتِهِ؛ وأَرْوَيْتُهُ أيضاً. وسمِّيَ يومُ التَرْوِيَةِ لأنَّهم كانوا يَرْتَوونَ فيه من الماء لما بَعْدُ. ورَوَّيْتُ في الأمر، إذا نظرت فيه وفكّرت، يهمز ولا يهمز. وتقول: أَنْشِدِ القصيدةَ يا هذا، ولا تقل ارْوِها، إلاَّ أن تأمره بروايتها، أي باستظهارها. والراوِيَةُ: البعير أو البغل أو الحمار الذي يُسْتَقى عليه. وماءٌ رَواءٌ، أي عذبٌ. ورجلٌ له رُواءٌ بالضم، أي منظَر. ورجلٌ رِوايةٌ للشِعر، والهاء للمبالغة. وقومٌ رِواءٌ من الماء. قال عمر بن لجأ التَيْمِيُّ:

تمشي إلى رِواءِ عاطِناتِها

 

تَحَبُّسَ العانِسِ في رَيْطاتِها

وعينٌ رَيَّةٌ، أي كثيرة الماء. قال الأعشى:

فأورَدَها عيناً من السِيفِ رَيَّةً

 

بها بُرَأٌ مثل الفسيل المُكَمَّمِ

والرَوِيّ: حرف القافية. يقال: قصيدتان على رَوِيِّ واحد. والرَوِيُّ أيضاً: سحابةٌ عظيمة القَطْر شديدة الوقْع. ويقال: شربت شُرباً رَوِيَّاً. وارْتَوى الحبل: غلُظت قواه. وارْتَوَتْ مفاصلُ الرجُل: اعتلدتْ. غلظتْ.

ريب

الرَيْبُ: الشَكُّ. والرَيْبُ: ما رابَكَ من أمر. والاسم الريبةُ بالكسر، وهي التُهمة والشكُ. ورابَني فلان، إذا رأيتَ منه ما يريبَكَ وتَكْرَهه. وهُذَيلٌ تقول: أَرابَني فلانٌ. وأَرابَ الرجلُ: صار ذا رِيبَةٍ، فهو مُريبٌ. وارتاب فيه، أي شَكَّ. واسْتَرَبْتُ به، إذا رَأَيْتَ منه ما يُريبُكَ. ورَيْبُ المُنونِ، حوادثُ الدَّهرِ. والرَيْبُ: الحاجةُ. قال الشاعر:

قَضَيْنا من تِهامَةَ كُلِّ رَيْبٍ

 

وخَيْبَر ثم أَجْمَمْنا السُيوفا

ريث

راثَ عليَّ خبرك يَريثُ رَيْثاً، أي أبطأ. وفي المثل: رُبَّ عَجَلَةٍ وَهَبَتْ رَيْثاً. وما أَراثَكَ علينا? أيْ ما أبطأ بك عنّا? والاستِراثَةُ: الاستبطاء. ورجل رَيِّثٌ، بالتشديد، أي بطيء. قال الفراء: رجل مُرَيَّثُ العينَين، إذا كان بطيء النظَر.

ريد

الرَيْدُ: الحَيْدُ، وهو الحَرفُ الناتئُ من الجَبَل؛ والجمع رُيُودٌ. وريحٌ رَيْدَةٌ ورادَةٌ ورَيْدانَةٌ، أي لَيِّنَة الهبوب.

رير

الفرّاء: مُخٌّ رَيْرٌ وريرٌ، أي فاسِدٌ داهبٌ من الهُزال. وأرارَ اللّه مُخَّهُ، أي جعله رَقيقاً.

ريس

الرَيْسُ: التبختر، ومنه قول الشاعر:

فلَمَّا أنْ رَآهُمْ قد تَدانَـوا

 

أَتاهُمْ بين أَرْجُلِهِمْ يَريسُ

وقد راسَ ريساً ورَيَساناً.

ريش

الريشُ للطائر، الواحدة ريشَةٌ، ويجمع على أَرْياشٍ. والرَيْشُ بالفتح: مصدر قولك رِشْتُ السهمَ إذا ألزقتَ عليه الريشَ، فهو مَريشٌ. ومنه قولهم: ما له أَقَذّ ولا مَريشٌ، أي ليس له شيء. ورِشْتُ فلاناً: أصبحت حاله. وهو على التشبيه. قال الشاعر:

فَرِشْني بخيرٍ طالما قد بَـرَيْتَـنـي

 

وخيرُ المَوالي من يَريشُ ولا يَبْري

والريشُ والرِياشُ بمعنىً، وهو اللباسُ الفاخر. وقرئ: "وَريشاً ولِباسُ التَّقْوى" ويقال الريشُ والرِياشُ: المالُ والخِصبُ والمعاشُ. وارْتاشَ فلانٌ: حسُنَتْ حاله. وقولهم: أعطاه مائةً بريشِها، قال أبو عبيدة: كانت الملوكُ إذا حبَتْ حِباءً جعَلوا في أسنمة الإبل ريشَ النعامة، ليُعرَف أنَّه حِباءُ الملك. وقال الأصمعي: يعني برحالها وكُسْوَتِها. ورُمْحٌ راشٌ، أي خَوَّارٌ. وناقةٌ راشَةٌ: ضعيفةٌ.

ريط

الرَيْطَةُ: المُلاءةُ إذا كانت قطعة واحدة ولم تكن لِفْقَيْنِ. والجمع رَيْطٌ ورِياطٌ.

ريع

الرَيْعُ: النماءُ والزِيادَةُ. وأرضٌ مَريعَةٌ بفتح الميم، أي مُخْصِبَةٌ. ورَيْعُ الدِرْعِ: فُضول أكمامها. والرَيْعُ: العَوْدُ والرجوعُ. قال الشاعر:

طَمِعْتُ بلَيْلى أنْ تَريعَ وإنمـا

 

تُقَطِّع أعناقَ الرِجال المَطامِعُ

وناقة مِسْياعٌ مِرْياعٌ: تذهب في المَرعَى وتَرجعُ بنفسها. وقول الكميت:

إذا حيصَ منه جانبٌ راعَ جانِبٌ

أي انخرق. وراعَتِ الحنطةُ وأَراعَتْ، أي زَكَتْ. وراعَ الطعامُ وأَراعَ، أي صارت له زيادةٌ في العَجْنِ والخَبز. وربَّما قالوا: أَراعَتِ الإبلُ، إذا كثُرت أولادها. ورَيْعانُ كلِّ شيءٍ: أوَّلُه. ومنه رَيْعانَ الشباب، ورَيْعانُ السَراب. وتَرَيَّعَ السراب، أي جاء وذَهَب. وكذلك الزيت والسمن إذا جعلتَه في طعامٍ وأكثرت منه، فَتَمَيَّعَ ههنا وههنا، لا يستقيم له وجه. وفرسٌ رائِعٌ، أي جوادٌ. والريعُ بالكسر: المكان المرتفع من الأرض. وقال عُمارَةُ: هو الجبل الصغير، الواحد رِيعَةٌ، والجمع رِياعٌ. ومنه قوله تعالى: "أَتَبْنونَ بكلِّ رِيعٍ آيةً تَعْبَثونَ". والريعُ أيضاً: الطريقُ، ومنه قل المُسَيَّبِ بن عَلَسٍ:

في الآلِ يَخْفِضُها ويَرْفَعُها

 

ريعٌ يلوحُ كأنه سَـحْـلُ

ريف

الريفُ: أرضٌ فيها زرعٌ وخِصبٌ، والجمع أَرْيافٌ. ورافَتِ الماشيةُ، أي رَعَتِ الريفَ. وأَرْيَفْنا، أي صرنا إلى الرِيفِ. وأَرافَتِ الأرضُ، أي أَخْصَبَتْ. وهي أرضٌ رَيِّفَةٌ بتشديد الياء.

ريق

الريقُ: الرضابُ، والريقَةُ أَخَصُّ منه، ويجمع على أَرْياقٍ. وقولهم: أتيته على ريقِ نَفْسِي، أي لم أَطْعَمْ شيئاً. قال أبو عبيدة: رجلٌ رِيَقٌّ، أي على الريقِ. ويقال: أتيته رَيِّقاً وأتيته رائِقاً، أي على ريقٍ لم أُطْعَمْ شيئاً. والرَّيِّقُ أيضاً من كلّ شيء: أفضلُه وأَوّلُه؛ ومنه رَيِّقُ الشبابِ وريِّقُ المطر، وقد يخفَّفُ فيقال ارَيْقٌ. قال لبيد:

مَدَحْنا لها رَيْقَ الشبابِ فَعارَضَتْ

 

جَنابَ الصِبا في كاتمِ السّرِ أَعْجَما

والماءُ الرائقُ: أن يُشْرَبَ على الريقِ غُدوةً، ولا يقال إلاَّ للماء. قال الكسائي: هو يَريقُ بنفسه رُيوقاً أي يَجود بها عند الموت. وراقَ السرابُ يَريقُ رَيْقاً، إذا لمعَ فوق الأرض. وتَرَيَّقَ مثله.

ريم

رامَهُ يَريمُهُ رَيْماً، أي بَرْحَه. يقال: لا تَرِمْهُ، أي لا تَبْرَحْه. ويقال: رِمْتُ فلاناً، ورِمْتُ من عند فلان، بمعنىً. وقال:

أبانا فلا رِمْتَ من عندنا

 

فإنّا بخير إذا لم تَـرِمْ

أي لا بَرِحْتَ. والرَيْمُ: عظمٌ يبقى بعد ما يُقْسَمُ الجَزورُ. والريمُ: القبرُ. قال مالك بن الريب:

إذا مُتُّ فاعْتادي القبورَ وَسَلِّمـي

 

على الرَيْمِ أُسْقيتِ الغَمامَ الغَواديا

والرَيْمُ: الدرجةُ. والرَيْمُ: الزيادةُ والفضلُ. يقال: لهذا على هذا رَيْمٌ. ويقال: قد بقي رَيْمٌ من النهار، وهي الساعة الطويلة. وريمَ بالرجل، إذا قُطِعَ به. وقال:

وريمَ بالسَاقي الذي كان مَعي

ابن السكيت: رَيَّمَ فلان بالمكان تَرْييماً: أقام به. ورَيَّمَتِ السحابةُ فأغضنتْ، إذا دامت فلم تُقْلِعْ.

رين

 الرَيْنُ: الطَبَعُ والدنس. يقال: رانَ على قلبه ذَنْبُهُ يَرينُ رَيْناً ورُيوناً، أي غَلَب. قال أبو عبيدة في قوله تعالى: "كَلا بَلْ رانَ على قُلوبهم ما كانوا يَكْسِبون". أي غَلَب. وقال الحسن: هو الذَنْب على الذنب حتّى يسوادَّ القلب. وقال أبو عبيد: كلُّ ما غلبك فقد رانَ بك، ورانَكَ، ورانَ عليك. ورانَ النعاس في العَين. ورانَتِ الخمر عليه: غلبته. وقال القَنانيُّ الأعرابيُّ: رينَ به، أي انقُطِع به. ورانَتْ نفسه تَرينُ رَيْناً، أي خَبُثَتْ وغَثَتْ. وأَرانَ القوم، أي هلكتْ ما شيتُهم، وهم مُرينونَ.

ريه

تَرَيَّهَ السرابُ: تَرَيَّعَ. والمُرَيَّهُ: المُرَيَّعُ.