Geri

   

 

 

İleri

 

عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه

عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزي بن رياح بن قرط بن رزاح بن عدي ابن كعب بن لؤي أمير المؤمنين أبو حفص القرشي العدوي الفاروق اسلم في السنة السادسة من النبوة وله سبع وعشرون سنة قاله الذهبي وقال النووي ولد عمر بعد الفيل بثلاث عشرة سنة وكان من أشراف قريش وإليه كانت السفارة في الجاهلية فكانت قريش إذا وقعت الحرب بينهم أو بينهم وبين غيرهم بعثوه سفيراً: أي رسولا وإذا نافرهم منافر أو فاخرهم مفاخر بعثوه منافراً أو مفاخراً وأسلم قديماً بعد أربعين رجلا وإحدى عشرة امرأة وقيل بعد تسعة وثلاثين رجلا وثلاث وعشرين امرأة وقيل بعد خمسة وأربعين رجلا وإحدى عشرة امرأة فما هو إلا أن أسلم فظهر الإسلام بمكة وفرح به المسلمون.

قال: وهو أحد السابقين الأولين وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة وأحد الخلفاء الراشدين وأحد أصهار رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأحد كبار علماء الصحابة وزهادهم.

روي له عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم خمسمائة حديث وتسعة وثلاثون حديثاً روى عنه عثمان بن عفان وعلي وسعد وعبد الرحمن بن عوف وابن مسعود وأبو ذر وعمرو بن عبسة وابنه عبد اللّه وابن عباس وابن الزبير وأنس وأبو هريرة وعمرو بن العاص وأبو موسى الأشعري والبراء بن عازب وأبو سعيد الخدري وخلائق آخرون من الصحابة وغيرهم رضي اللّه عنهم.

أقول: وأنا ألخص هنا فصولا فيها جملة من الفوائد تتعلق بترجمته.

فصل في الأخبار الواردة في إسلامه

أخرج الترمذي عن ابن عمر " أن النبي صلى اللّه عليه وسلم

قال: اللّهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هشام " و

أخرجه الطبراني من حديث ابن مسعود وأنس رضي اللّه عنهم.

وأخرج الحاكم عن ابن عباس " أن النبي صلى اللّه عليه وسلم

قال: اللّهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب خاصة " و

أخرجه الطبراني في الأوسط من حديث أبي بكر الصديق وفي الكبير من حديث ثوبان.

وأخرج أحمد عن عمر

قال: خرجت أتعرض رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فوجدته قد سبقني إلى المسجد فقمت خلفه فاستفتح سورة الحاقة فجعلت أتعجب من تأليف القرآن ف

قلت: واللّه هذا شاعر كما قالت قريش فقرأ " إنه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون " " الحاقة: 41 " الآيات فوقع في قلبي الإسلام كل موقع.

وأخرج ابن أبي شيبة عن جابر قال كان أول إسلام عمر أن عمر قال ضرب أختي المخاض ليلا فخرجت من البيت فدخلت في أستار الكعبة فجاء النبي صلى اللّه عليه وسلم فدخل الحجر وعليه بتان وصلى للّه ما شاء اللّه ثم انصرف فسمعت شيئاً لم أسمع مثله فخرج فاتبعته فقال من هذا فقلت عمر فقال يا عمر ما تدعني لا ليلا ولا نهاراً فخشيت أن يدعو علي ف

قلت: أشهد أن لا إله إلا اللّه وأنك رسول اللّه ف

قال: يا عمر أسرة

قلت: لا والذي بعثك بالحق لأعلننه كما أعلنت الشرك.

وأخرج ابن سعد وأبو يعلى والحاكم والبيهقي في الدلائل عن أنس رضي اللّه عنه

قال: خرج عمر متقلداً سيفه فلقيه رجل من بني زهرة ف

قال: أين تعمد يا عمر؟ ف

قال: أريد أن أقتل محمداً

قال: وكيف تأمن من بني هاشم وبني زهرة وقد قتلت محمداً؟ ف

قال: ما أراك إلا قد صبأت قال أفلا أدلك على العجب إن ختنك وأختك قد صبئا وتركا دينك فمشى عمر فأتاهما وعندهما خباب فلما سمع بحس عمر توارى في البيت فدخل فقال ما هذه الهيمنة وكانوا يقرءون طه قالا ما عدا حديثاً تحدثناه بينا قال فلعلكما قد صبأتما فقال له ختنه يا عمر إن كان الحق في غير دينك فوثب عليه عمر فوطئه وطأ شديداً فجاءت أخته لتدفعه عن زوجها فنفحها نفحة بيده فدمى وجهها فقالت وهي غضبى: وإن كان الحق في غير دينك إني أشهد أن لا إله إلا اللّه وأن محمداً عبده ورسوله فقال عمر: أعطوني الكتاب الذي هو عندكم فأقرأه وكان عمر يقرأ الكتاب فقالت أخته: إنك نجس وإنه لا يمسه إلا المطهرون فقم فاغتسل أو توضأ فقام فتوضأ ثم أخذ الكتاب فقرأ طه حتى انتهى إلى " إنني أنا اللّه لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري " " طه: 14 " فقال عمر دلوني على محمد فلما سمع خباب قول عمر خرج ف

قال: أبشر يا عمر فإني أرجو أن تكون دعوة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لك ليلة الخميس " اللّهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب أو بعمرو بن هشام " وكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في أصل الدار التي في أصل الصفا فانطلق عمر حتى أتى الدار وعلى بابها حمزة وطلحة وناس فقال حمزة: هذا عمر إن يرد اللّه به خيراً يسلم وإن يرد غير ذلك يكن قتله علينا هيناً قال والنبي صلى اللّه عليه وسلم داخل يوحى إليه فخرج حتى أتى عمر فأخذ بمجامع ثوبه وحمائل السيف ف

قال: ما أنت بمنته يا عمر حتى ينزل اللّه بك من الخزي والنكال ما أنزل بالوليد بن المغيرة فقال عمر: أشهد أن لا إله إلا اللّه وأنك عبد اللّه ورسوله.

وأخرج البزار والطبراني وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في الدلائل عن أسلم

قال: قال لنا عمر: كنت أشد الناس على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فبينا أنا في يوم حار بالهاجرة في بعض طريق مكة إذ لقيني رجل فقال عجباً لك يا ابن الخطاب إنك تزعم أنك وأنك وقد دخل عليك الأمر في بيتك قلت وما ذاك قال أختك قد أسلمت فوجعت مغضباً حتى قرعت الباب قيل من هذا قلت عمر فتبادروا فاختفوا مني وقد كانوا يقرؤون صحيفة بين أيديهم تركوها ونسوها فقامت أختي تفتح الباب فقلت يا عدوة نفسها أصبأت؟ وضربتها بشيء كان في يدي على رأسها فسال الدم وبكت فقالت: يا ابن الخطاب ما كنت فاعلا فافعل فقد صبأت

قال: ودخلت حتى جلست على السرير فنظرت إلى الصحيفة ف

قلت: ما هذا؟ ناولينيها قالت لست من أهلها إنك لا تطهر من الجنابة وهذا كتاب لا يمسه إلا المطهرون فما زلت بها حتى ناولتنيها ففتحتها فإذا فهيا: بسم اللّه الرحمن الرحيم فلما مررت باسم من أسماء اللّه تعالى ذعرت منه فألقيت الصحيفة ثم رجعت إلى نفسي فتناولتها فإذا فيها " سبح للّه ما في السماوات والأرض " " الصف: 1 " فذعرت فقرأت إلى " آمنوا باللّه ورسوله " " النساء: 136 " فقلت أشهد أن لا إله إلا اللّه فخرجوا إلي مبادرين وكبروا وقالوا: أبشر فإن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم دعا يوم الاثنين فقال " اللّهم أعز دينك بأحب الرجلين إليك إما أبو جهل بن هشام وإما عمر " ودلوني على النبي صلى اللّه عليه وسلم في بيت بأسفل الصفا فخرجت حتى قرعت الباب فقالوا من قلت ابن الخطاب وقد علموا شدتي على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فما اجترأ أحد يفتح الباب حتى قال صلى اللّه عليه وسلم: افتحوا له ففتحوا لي فأخذ رجلان بعضدي حتى أتيا بي النبي صلى اللّه عليه وسلم ف

قال: خلوا عنه ثم أخذ بمجامع قميصي وجذبني إليه ثم قال أسلم يا ابن الخطاب اللّهم اهده فتشهدت فكبر المسلمون تكبيرة سمعت بفجاج مكة وكانوا مستخفين فلم أشأ أن أرى رجلا يضرب ويضرب إلا رأيته ولا يصيبني من ذلك شيء فجئت إلى خالي أبي جهل بن هشام وكان شريفاً فقرعت عليه الباب ف

قال: من هذا؟ فقلت ابن الخطاب وقد صبأت ف

قال: لا تفعل ثم دخل وأجاف الباب دوني فقلت ما هذا بشيء فذهبت إلى رجل من عظماء قريش فناديته فخرج إلى فقلت له مثل مقالتي لخالي وقلل لي مثل ما قال خالي فدخل وأخاف الباب دوني فقلت ما هذا بشيء إن المسلمين يضربون وأنا لا أضرب فقال لي رجل: أتحب أن يعلم بإسلامك قلت نعم

قال: فإذا جلس الناس في الحجر فأت فلاناً لرجل لم يكن يكتم السر فقل له فيما بينك وبينه إني قد صبأت فإنه قل ما يكتم السر فجئت وقد اجتمع الناس في الحجر فقلت فيما بيني وبينه إني قد صبأت قال أو قد فعلت؟

قلت: نعم فنادى بأعلى صوته إن ابن الخطاب قد صبأ فبادروا إلي فما زلت أضر بهم ويضربونني واجتمع علي الناس فقال خالي: ما هذه الجماعة؟ قيل عمر قد صبأ فقام علي الحجر فأشار بكمه إلا أني قد أجرت ابن أختي فتكشفوا عني فكنت لا أشاء أن أرى أحداً من المسلمين يضرب ويضرب إلا رأيته فقلت ما هذا بشيء قد يصيبني فأتيت خالي فقلت جوارك رد عليك فما زلت أضرب وأضرب حتى أعز اللّه الإسلام.

 

وأخرج أبو نعيم في الدلائل وابن عساكر عن ابن عباس رضي اللّه عنهما

قال: سألت عمر رضي اللّه عنه: لأي شيء سميت الفاروق فقال أسلم حمزة قبلي بثلاثة أيام فخرجت إلى المسجد فأسرع أبو جهل إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم يسبه فأخبر حمزة فأخذ قوسه وجاء إلى المسجد إلى حلقة قريش التي فيها أبو جهل فاتكأ على قوسه مقابل أبي جهل فنظر إليه فعرف أبو جهل الشر في وجهه ف

قال: مالك يا أبا عمارة فرفع القوس فضرب بها أخدعه فقطعه فسالت الدماء فأصلحت ذلك قريش مخافة الشر

قال: ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مختف في دار الأرقم المخزومي فانطلق حمزة فأسلم فخرجت بعده بثلاثة أيام فإذا فلان ابن فلان المخزومي فقلت له: أرغبت عن دين آبائك واتبعت دين محمد؟ ف

قال: إن فعلت فقد فعله من هو أعظم عليك حقاً مني قلت ومن هو قال أختك وختنك فانطلقت فوجدت الباب مغلقاً وسمعت همهمة ففتح لي الباب فدخلت ف

قلت: ما هذا الذي أسمع عندكم قالوا ما سمعت شيئاً فما زال الكلام بيننا حتى أخذت برأس ختني فضربته ضربة فأدميته فقامت إلى أختي فأخذت برأسي وقالت: قد كان ذلك على رغم أنفك فاستحييت حين رأيت الدماء فجلست و

قلت: أروني هذا الكتاب فقالت: إنه لا يمسه إلا المطهرون فاغتسلت فأخرجوا إلى صحيفة فيها بسم اللّه الرحمن الرحيم فقلت أسماء طيبة طاهرة " طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى " " طه: 1 " إلى قوله " له الأسماء الحسنى " " طه: 8 "

قال: فتعظمت في صدري و

قلت: من هذا فرت قريش فأسلمت وقلت أين رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؟ قالت: فإنه في دار الأرقم فأتيت الدار فضربت الباب فاستجمع القوم فقال لهم حمزة مالكم قالوا عمر

قال: وإن كان عمر افتحوا له الباب فإن أقبل قبلنا منه وإن أدبر قتلناه فسمع ذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فخرج فتشهد عمر فكبر أهل الدار تكبيرة سمعها أهل مكة قلت يا رسول اللّه ألسنا على الحق؟

قال: بلى

قلت: ففيم الإخفاء؟ فخرجنا صفين أنا في أحدهما وحمزة في الآخر حتى دخلنا المسجد فنظرت قريش إلي وإلى حمزة فأصابتهم كآبة شديدة لم يصبهم مثلها فسماني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الفاروق يومئذ لأنه أظهر الإسلام وفرق بين الحق والباطل.

وأخرج ابن سعد عن ذكوان

قال: قلت لعائشة: من سمى عمر الفاروق؟ قالت: النبي صلى اللّه عليه وسلم.

وأخرج ابن ماجة والحاكم عن ابن عباس رضي اللّه عنهما

قال: لما أسلم عمر نزل جبري فقال يا محمد لقد استبشر أهل السماء بإسلام عمر.

وأخرج البزار والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي اللّه عنهما

قال: لما أسلم عمر قال المشركون: قد انتصف القوم اليوم منا وأنزل اللّه " يا أيها النبي حسبك اللّه ومن اتبعك من المؤمنين " " الأنفال: 64 " .

وأخرج البخاري عن ابن مسعود رضي اللّه عنه

قال: ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر.

وأخرج ابن سعد والطبراني عن ابن مسعود رضي اللّه عنه

قال: كان إسلام عمر فتحاً وكانت هجرته نصراً وكانت إمامته رحمة ولقد رأيتنا وما نستطيع أن نصلي إلى البيت حتى أسلم عمر فلما أسلم عمر قاتلهم حتى تركونا فصلينا.

وأخرج ابن سعد والحاكم عن حذيفة

قال: لما أسلم عمر كان الإسلام كالرجل المقبل لا يزداد إلا قرباً فلما قتل عمر كان الإسلام كالرجل المدبر لا يزداد إلا بعداً.

وأخرج الطبراني عن ابن عباس رضي اللّه عنهما

قال: أول من جهر بالإسلام عمر بن الخطاب إسناده صحيح حسن.

وأخرج ابن سعد عن صهيب

قال: لما أسلم عمر رضي اللّه عنه أظهر الإسلام ودعا إليه علانية وجلسنا حول البيت حلقاً وطفنا بالبيت وانتصفنا ممن غلظ علينا ورددنا عليه بعض ما يأتي به.

وأخرج ابن سعد عن أسلم مولى عمر

قال: أسلم عمر في ذي الحجة من السنة السادسة من النبوة وهو ابن ست وعشرين سنة.

فصل في هجرته رضي اللّه عنه

أخرج ابن عساكر عن علي

قال: ما علمت أحداً هاجر إلا مختفياً إلا عمر بن الخطاب فإنه لما هم بالهجرة تقلد سيفه وتنكب قوسه وانتضى في يده أسهماً وأتى الكعبة وأشراف قريش بفنائها فطاف سبعاً ثم صلى ركعتين عند المقام ثم أتى حلقهم واحدة واحدة ف

قال: شاهت الوجوه من أراد أن تثكله أمه وييتم ولده وترمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي فما تبعه منهم أحد.

وأخرج عن البراء رضي اللّه عنه

قال: أول من قدم علينا من المهاجرين مصعب بن عمير ثم ابن أم مكتوم ثم عمر بن الخطاب في عشرين راكباً فقلنا ما فعل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم

قال: هو على أثري ثم قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأبو بكر رضي اللّه عنه معه.

قال: النووي شهد عمر مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم المشاهد كلها وكان ممن ثبت معه يوم أحد.

فصل في الأحاديث الواردة في فضله

غير ما تقدم في ترجمة الصديق رضي اللّه عنه.

أخرج الشيخان عن أبي هريرة رضي اللّه عنه

قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم " بينما أنا نائم رأيتني في الجنة فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر

قلت: لمن هذا القصر قالوا: لعمر فذكرت غيرتك فوليت مدبراً فبكى عمر و

قال: أعليك أغار يا رسول اللّه؟

وأخرج الشيخان عن ابن عمر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال " بينما أنا نائم شربت يعني اللبن حتى أنظر الري يجري في أظفاري ثم ناولته عمر قالوا: فما أولته يا رسول اللّه قال العلم.

وأخرج الشيخان عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه

قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم " يقول بينما أنا نائم رأيت الناس عرضوا علي وعليهم قمص فمنها ما يبلغ الثدي ومنها ما يبلغ دون ذلك وعرض علي عمر وعليه قميص يجره قالوا: فما أولته يا رسول اللّه؟

قال: الدين " .

وأخرج الشيخان عن سعد بن أبي وقاص

قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم " يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكاً فجاً قط إلا سلك فجاً غير فجك " .

وأخرج البخاري عن أبي هريرة

قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم " لقد كان فيما قبلكم من الأمم ناس محدثون فإن يكن في أمتي أحد فإنه عمر " أي ملهمون.

وأخرج الترمذي عن ابن عمر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال " إن اللّه جعل الحق على لسان عمر وقلبه " قال ابن عمر " وما نزل بالناس أمر قط فقالوا وقال إلا نزل القرآن على نحو ما قال عمر " .

وأخرج الترمذي والحاكم وصححه عن عقبة بن عامر

قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم " لو كان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب

" وأخرجه الطبراني عن أبي سعيد الخدري وعصمة بن مالك و

أخرجه ابن عساكر من حديث ابن عمر.

وأخرج الترمذي عن عائشة رضي اللّه عنها قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: " إني لأنظر إلى شياطين الجن والإنس قد فروا من عمر " .

وأخرج ابن ماجة والحاكم عن أبي بن كعب

قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم " أول من يصافحه الحق عمر وأول من يسلم عليه وأول من يأخذ بيده فيدخل الجنة " .

وأخرج ابن ماجة والحاكم عن أبي ذر

قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول " إن اللّه وضع الحق على لسان عمر يقول به " .

وأخرج أحمد والبزار عن أبي هريرة

قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم " إن اللّه جعل الحق على لسان عمر وقلبه

وأخرجه الطبراني من حديث عمر بن الخطاب وبلال ومعاوية بن أبي سفيان وعائشة رضي اللّه عنهم و

أخرجه ابن عساكر من حديث ابن عمر.

وأخرج ابن منيع في مسنده عن علي رضي اللّه عنه

قال: كنا أصحاب محمد لا نشك أن السكينة تنطق على لسان عمر.

وأخرج البزار عن ابن عمر

قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم " عمر سراج أهل الجنة " . و

أخرجه ابن عساكر من حديث أبي هريرة والصعب بن جثامة.

وأخرج البزار عن قدامة بن مظعون عن عمه عثمان بن مظعون

قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم " هذا غلق الفتنة وأشار بيده إلى عمر لا يزال بينكم وبين الفتنة باب شديد الغلق ما عاش هذا بين أظهركم " .

وأخرج الطبراني في الأوسط عن ابن عباس رضي اللّه عنهما

قال: " جاء جبريل إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم ف

قال: أقرئ عمر السلام وأخبره أن غضبه عز ورضاه حكم " .

وأخرج ابن عساكر عن عائشة رضي اللّه عنها أن النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم

قال: " إن الشيطان يفرق من عمر " .

وأخرج أحمد من طريق بريدة أن النبي صلى اللّه عليه وسلم

قال: " إن الشيطان ليفرق منك يا عمر " .

وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس رضي اللّه عنهما

قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم " ما في السماء ملك إلا وهو يوقر عمر ولا في الأرض شيطان إلا وهو يفرق من عمر " .

وأخرج الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة رضي اللّه عنه

قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم " إن اللّه باهى بأهل عرفة عامة وباهى بعمر خاصة " وأخرج في الكبير مثله من حديث ابن عباس رضي اللّه عنهما.

وأخرج الطبراني والديلمي عن الفضل بن العباس

قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم " الحق بعدي مع عمر حيث كان " .

وأخرج الشيخان عن ابن عمر وأبي هريرة رضي اللّه عنه قالا: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم " بينما أنا نائم رأيتني على قليب عليها دلو فنزعت منها إلى ما شاء اللّه ثم أخذها أبو بكر فنزع ذنوباً أو ذنوبين وفي نزعه ضعف واللّه يغفر له ثم جاء عمر فاستقى فاستحالت في يده غرباً فلم أر عبقرياً من الناس يفري فريه حتى روى الناس وضربوا بعطن " .

قال النووي: في تهذيبه: قال العلماء هذا إشارة إلى خلافة أبي بكر وعمر وكثرة الفتوح وظهور الإسلام في زمن عمر.

وأخرج الطبراني عن سديسة قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم " إن الشيطان لم يلق عمر منذ أسلم إلا خر لوجهه " و

أخرجه الدارقطني في الأفراد من طريق سديسة عن حفصة.

وأخرج الطبراني عن أبي بن كعب

قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم " قال لي جبريل: ليبك الإسلام على موت عمر " .

وأخرج الطبراني في الأوسط عن أبي سعيد الخدري

قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم " من أبغض عمر فقد أبغضني ومن أحب عمر فقد أحبني وإن اللّه باهى بالناس عشية عرفة عامة وباهى بعمر خاصة وإنه لم يبعث اللّه نبياً إلا كان في أمته محدث وإن يكن في أمتي منهم أحد فهو عمر قالوا: يا رسول اللّه كيف محدث قال تتكلم الملائكة على لسانه " إسناده حسن.

فصل في أقوال الصحابة والسلف فيه

قال أبو بكر الصديق رضي اللّه عنه: ما على ظهر الأرض رجل أحب إلى من عمر

أخرجه ابن عساكر.

وقيل لأبي بكر في مرضه: ماذا تقول لربك وقد وليت عمر؟

قال: أقول له وليت عليهم خيرهم

أخرجه ابن سعد.

وقال علي رضي اللّه عنه: إذا ذكر الصالحون فحيهلا بعمر ما كنا نبعد أن السكينة تنطق على لسان عمر

أخرجه الطبراني في الأوسط.

وقال ابن عمر رضي اللّه عنه: ما رأيت أحداً قط بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من حين قبض أحد ولا أجود من عمر

أخرجه ابن سعد.

وقال ابن مسعود رضي اللّه عنه: لو أن علم عمر وضع في كفه ميزان ووضع علم أحياء الأرض في كفة لرجح علم عمر بعلمهم ولقد كانوا يرون أنه ذهب بتسعة أعشار العلم

أخرجه الطبراني في الكبير والحاكم.

وقال حذيفة رضي اللّه عنه كأن علم الناس كان مدسوساً في حجر عمر.

وقال حذيفة: واللّه ما أعرف رجلا لا تأخذه في اللّه لومة لائم إلا عمر.

وقالت عائشة رضي اللّه عنها وذكرت عمر كان واللّه أحوذياً نسيج وحده.

وقال معاوية رضي اللّه عنه: أما أبو بكر فلم يرد الدنيا ولم ترده وأما عمر فأرادته الدنيا ولم يردها وأما نحن فتمرغنا فيها ظهراً لبطن

أخرجه الزبير بن بكار في الموفقيات.

وقال جابر رضي اللّه عنه: دخل على علي عمر وهو مسجى فقال رحمة اللّه عليك ما من أحد أحب إلى أن ألقى اللّه بما في صحيفته بعد صحبة النبي صلى اللّه عليه وسلم من هذا المسجى

أخرجه الحاكم.

وقال ابن مسعود رضي اللّه عنه: إذا ذكر الصالحون فحيهلا بعمر إن عمر كان أعلمنا بكتاب اللّه وأفقهنا في دين اللّه تعالى

أخرجه الطبراني والحاكم.

وسئل ابن عباس عن أبي بكر ف

قال: كان كالخير كله وسئل عن عمر ف

قال: كان كالطير الحذر الذي يرى أن له بكل طريق شركاً يأخذه وسئل عن علي ف

قال: ملئ عزماً وحزماً وعلماً ونجدة

أخرجه في الطيوريات.

وأخرج الطبراني عن عمير بن ربيعة أن عمر بن الخطاب قال لكعب الأحبار: كيف تجد نعتي؟ قال أجد نعتك قرناً من حديد

قال: وما قرن من حديد؟ قال أمير شديد لا تأخذه في اللّه لومة لائم

قال: ثم مه؟ قال ثم يكون من بعدك خليفة تقتله فئة ظالمة قال ثم مه

قال: ثم يكون البلاء.

وأخرج أحمد والبزار والطبراني عن ابن مسعود رضي اللّه عنه قال فضل عمر بن الخطاب الناس بأربع بذكر الأسرى يوم بدر أمر بقتلهم فأنزل اللّه " لولا كتاب من اللّه سبق " " الأنفال: 68 " الآية وبذكر الحجاب أمر نساء النبي صلى اللّه عليه وسلم أن يحتجبن فقالت له زينب: وإنك علينا يا ابن الخطاب والوحي ينزل علينا في بيوتنا فأنزل اللّه " فإذا سألتموهن متاعاً " " الأحزاب: 53 " الآية وبدعوة النبي صلى اللّه عليه وسلم " اللّهم أيد الإسلام بعمر " وبرأيه في أبي بكر كان أول من بايعه.

وأخرج ابن عساكر عن مجاهد

قال: كنا نحدث أن الشياطين كانت مصفدة في إمارة عمر فلما أصيب بثت.

وأخرج عن سالم بن عبد اللّه

قال: أبطأ خبر عمر على أبي موسى فأتى امرأة في بطنها شيطان فسألها عنه فقالت: حتى يجيئني شيطاني فجاء فسألته عنه فقال تركته مؤتزراً بكساء يهنأ أبل الصدقة وذاك رجل لا يراه شيطان إلا خر لمنخريه الملك بين عينيه وروح القدس ينطق بلسانه.

فصل:

قال سفيان الثوري من زعم أن علياً كان أحق بالولاية من أبي بكر وعمر فقد أخطأ وخطأ أبا بكر وعمر والمهاجرين والأنصار.

وقال شريك: ليس يقدم علياً على أبي بكر وعمر أحد فيه خير.

وقال أبو أسامة: أتدرون من أبو بكر وعمر هما أبو الإسلام وأمه.

وقال جعفر الصادق: أنا بريء ممن ذكر أبا بكر وعمر إلا بخير.

فصل في موافقات عمر رضي اللّه عنه

قد أوصلها بعضهم إلى أكثر من عشرين.

أخرج ابن مردويه عن مجاهد

قال: كان عمر يرى الرأي فينزل به القرآن.

وأخرج ابن عساكر عن علي

قال: إن في القرآن لرأياً من رأي عمر.

وأخر عن ابن عمر مرفوعاً ما قال الناس في شيء وقال فيه عمر إلا جاء القرآن بنحو ما يقول عمر.

وأخرج الشيخان عن عمر

قال: وافقت ربي في ثلاث:

قلت: يا رسول اللّه لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى فنزلت " واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى " " البقرة: 125 " وقلت يا رسول اللّه يدخل على نسائك البر والفاجر فلو أمرتهن يحتجبن فنزلت آية الحجاب واجتمع نساء النبي صلى اللّه عليه وسلم في الغيرة ف

قلت: عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن فنزلت كذلك.

وأخرج مسلم عن عمر

قال: وافقت ربي في ثلاث: في الحجاب وفي أسارى بدر وفي مقام إبراهيم ففي هذا الحديث خصلة رابعة.

وفي التهذيب للنووي: نزل القرآن بموافقته في أسرى بدر وفي الحجاب وفي مقام إبراهيم وفي تحريم الخمر فزاد خصلة خامسة وحديثها في السنن ومستدرك الحاكم أنه

قال: اللّهم بين لنا في الخمر بياناً شافياً فأنزل اللّه تحريمها.

وأخرج ابن أبي حاتم في تفسيره عن أنس

قال: قال عمر: وافقت ربي في أربع نزلت هذه الآية " ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين " " المؤمنون: 12 " الآية فلما نزلت قلت أنا: فتبارك اللّه حسن الخالقين فنزلت " فتبارك اللّه أحسن الخالقين " " المؤمنون: 14 " فزاد في هذا الحديث خصلة سادسة وللحديث طريق آخر عن ابن عباس أوردته في التفسير المسند.

ثم رأيت في كتاب فضائل الإمامين لأبي عبد اللّه الشيباني

قال: وافق عمر ربه في أحد وعشرين موضعاً فذكر هذه الستة وزاد سابعاً قصة عبد اللّه ابن أبي

قلت: حديثها في الصحيح عنه

قال: لما توفي عبد اللّه بن أبي دعي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم للصلاة عليه فقام إليه فقمت حتى وقفت في صدره فقلت يا رسول اللّه أو على عدو اللّه ابن أبي القائل يوم كذا كذا؟ فواللّه ما كان إلا يسيراً حتى نزلت " ولا تصل على أحد منهم مات أبداً " " التوبة: 84 " الآية.

وثامناً " يسألونك عن الخمر " الآية: " البقرة: 219 " .

وتاسعاً " يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة " الآية "

قلت: هما مع آية المائدة خصلة واحدة والثلاثة في الحديث السابق.

وعاشراً لما أكثر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من الاستغفار لقوم قال عمر: سواء عليهم فأنزل اللّه " سواء عليهم استغفرت لهم " المنافقون: 6 " الآية قلت

أخرجه الطبراني عن ابن عباس.

الحادي عشر: لما استشار صلى اللّه عليه وسلم الصحابة في الخروج إلى بدر أشار عمر بالخروج فنزلت " كما أخرجك ربك من بيتك بالحق " " الأنفال: 5 " .

الثاني عشر لما استشار الصحابة في قصة الإفك قال عمر: من زوجكها يا رسول اللّه؟

قال: اللّه

قال: أفتظن أن ربك دلس عليك فيها؟ سبحانك هذا بهتان عظيم فنزلت كذلك.

الثالث عشر: قصته في الصيام لما جامع زوجته بعد الانتباه وكان ذلك محرماً في أول الإسلام فنزل " أحل لكم ليلة الصيام " " البقرة: 187 " الآية

قلت:

أخرجه أحمد في مسنده.

الرابع عشر: قوله تعالى " من كان عدواً لجبريل " " البقرة: 97 " الآية

قلت:

أخرجه ابن جرير وغيره من طرق عديدة وأقر بها للموافقة ما

أخرجه ابن أبي حاتم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن يهودياً لقي عمر ف

قال: إن جبريل الذي يذكره صاحبكم عدو لنا فقال له عمر: من كان عدواً للّه وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن اللّه عدو للكافرين فنزلت على لسان عمر.

الخامس عشر: قوله تعالى " فلا وربك لا يؤمنون " " النساء: 65 " الآية قلت أخرج قصتها ابن أبي حاتم وابن مروديه عن أبي الأسود قال اختصم رجلان إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم فقضى بينهما فقال الذي قضى عليه: ردنا إلى عمر بن الخطاب فأتيا إليه فقال الرجل: قضى لي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على هذا فقال ردنا إلى عمر ف

قال: أكذاك؟ قال نعم ف

قال: عمر مكانكما حتى أخرج إليكم فخرج إليهما مشتملا على سيفه فضرب الذي قال ردنا إلى عمر فقتله وأدبر الآخر فقال يا رسول اللّه قتل عمر واللّه صاحبي فقال ما كنت أظن أن يجترئ عمر على قتل مؤمن فأنزل اللّه " فلا وربك لا يؤمنون " " النساء: 65 " الآية فأهدر دم الرجل وبرئ عمر من قتله وله شاهد موصول أوردته في التفسير المسند.

السادس عشر: الاستئذان في الدخول وذلك أنه دخل عليه غلامه وكان نائماً فقال اللّهم حرم الدخول فنزلت آية الاستئذان.

السابع عشر: قوله في اليهود إنهم قوم بهت.

الثامن عشر: قوله تعالى " ثلة من الأولين وثلة من الآخرين " " الواقعة: 39 - 40 " قلت أخرج قصتها ابن عساكر في تاريخه عن جابر بن عبد اللّه وهي في أسباب النزول.

التاسع عشر: رفع تلاوة الشيخ والشيخة إذا زنيا الآية.

العشرون: قوله يوم أحد لما قال أبو سفيان: أفي القوم فلان؟ لا نجيبنه فوافقه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم

قلت: أخرج قصته أحمد في مسنده.

قال: ويضم إلى هذا ما

أخرجه عثمان بن سعيد الدارمي في كتاب الرد على الجهمية من طريق ابن شهاب عن سالم بن عبد اللّه أن كعب الأحبار

قال: ويل لملك الأرض من ملك السماء فقال عمر: إلا من حاسب نفسه فقال كعب والذي نفسي بيده إنها في التوراة لتابعتها فخر عمر ساجداً.

ثم رأيت في الكامل لابن عدي من طريق عبد اللّه بن نافع وهو ضعيف عن أبيه عن عمر أن بلالا كان يقو ل إذا أذن اشهد أن لا إله إلا اللّه حي على الصلاة فقال له عمر قل في أثرها: أشهد أن محمداً رسول اللّه فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قل كما قال عمر.

فصل في كراماته رضي اللّه عنه

أخرج البيهقي وأبو نعيم كلاهما في دلائل النبوة واللالكائي في شرح السنة والدير عاقولي في فوائده وابن الأعرابي في كرامات الأولياء والخطيب في رواة مالك عن نافع عن ابن عمر

قال: وجه عمر جيشاً ورأس عليهم رجلا يدعى سارية فبينما عمر يخطب جعل ينادي يا سارية الجبل ثلاثاً ثم قدم رسول الجيش فسأله عمر ف

قال: يا أمير المؤمنين هزمنا فبينما نحن كذلك إذ سمعنا صوت ينادي يا سارية الجبل ثلاثاً فأسندنا ظهورنا إلى الجبل فهزمهم اللّه قال قيل: لعمر إنك كنت تصيح بذلك وذلك الجبل الذي كان سارية عنده بنهاوند من أرض العجم قال ابن حجر في الإصابة إسناده حسن.

وأخرج ابن مروديه من طريق ميمون بن مهران عن ابن عمر

قال: كان عمر يخطب يوم الجمعة فعرض في خطبته أن قال يا سارية الجبل من استرعى الذئب ظلم فالتفت الناس بعضهم لبعض فقال لهم علي: ليخرجن مما قال فلما فرغ سألوه ف

قال: وقع في خلدي أن المشركين هزموا أخواننا وإنهم يمرون بحبل فإن عدلوا إليه قاتلوا من وجه واحد وإن جاوزوا هلكوا فخرج مني ما تزعمون أنكم سمعتموه

قال: فجاء البشير بعد شهر فذكر أنهم سمعوا صوت عمر في ذلك اليوم قال فعدلنا إلى الجبل ففتح اللّه علينا.

وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن عمرو بن الحارث قال بينما عمر بن الخطاب على المنبر يخطب يوم الجمعة إذ ترك الخطبة ف

قال: يا سارية الجبل مرتين أو ثلاثاً ثم أقبل على خطبته فقال بعض الحاضرين لقد جن إنه لمجنون فدخل عليه عبد الرحمن بن عوف وكان يطمئن إليه فقال لشد ما ألومهم عليك إنك لتجعل لهم على نفسك مقالا بينما أنت تخطب إذا أنت تصيح يا سارية الجبل أي شيء هذا

قال: إني واللّه ما ملكت ذلك رأيتهم يقاتلون عند جبل يؤتون من بين أيديهم ومن خلفهم فلم أملك أن قلت يا سارية الجبل ليلحقوا بالجبل فلبثوا إلى أن جاء رسول سارية بكتابه: إن القوم لقونا يوم الجمعة فقاتلناهم حتى إذا حضرت الجمعة ودار حاجب الشمس سمعنا منادياً ينادي يا سارية الجبل مرتين فلحقنا بالجبل فلم نزل قاهرين لعدونا حتى هزمهم اللّه وقتلهم فقال أولئك الذين طعنوا عليه دعوا هذا الرجل فإنه مصنوع له.

وأخرج أبو القاسم بن بشران في فوائده من طريق موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر

قال: قال عمر بن الخطاب لرجل: ما اسمك؟

قال: جمرة قال ابن من؟ قال ابن شهاب قال ممن؟

قال: من الحرقة قال أين مسكنك قال الحرة قال بأيها؟ قال بذات لظى فقال عمر: أدرك أهلك فقد احترقوا فرجع الرجل فوجد أهله قد احترقوا.

وأخرج مالك في الموطإ عن يحيى بن سعيد نحوه و

أخرجه ابن دريد في الأخبار المنثورة وابن الكلبي في الجامع وغيرهم.

وقال أبو الشيخ في كتاب العظمة: حدثنا أبو الطيب حدثنا علي بن داود حدثنا عبد اللّه بن صالح حدثنا ابن لهيعة عن قيس بن الحجاج عمن حدثه قال لما فتحت مصر أتى أهلها عمرو بن العاص حين دخل يوم من أشهر العجم فقالوا يا أيها الأمير إن لنيلنا هذا سنة لا يجري إلا بها قال وما ذاك؟ قالوا إذا كان إحدى عشرة ليلة تخلو من هذا الشهر عمدنا إلى جارية بكر بين أبويها فأرضينا أبويها وجعلنا عليها من الثياب والحلي أفضل ما يكون ثم ألقيناها في هذا النيل فقال لهم عمرو إن هذا لا يكون أبدا في الإسلام وإن الإسلام يهدم ما كان قبله فأقاموا والنيل لا يجري قليلا ولا كثيرا حتى هموا بالجلاء فلما رأى ذلك عمرو كتب إلى عمر بن الخطاب بذلك فكتب له أن قد أصبت بالذي قلت وإن الإسلام يهدم ما كان قبله وبعث بطاقة في داخل كتابه وكتب إلى عمرو إني قد بعثت إليك ببطاقة في داخل كتابي فألقها في النيل فلما قدم كتاب عمر إلى عمرو بن العاص أخذ البطاقة ففتحها فإذا فيها من عبد اللّه عمر بن الخطاب أمير المؤمنين إلى نيل مصر أما بعد فإن كنت تجري من قبلك فلا تجر وإن كان اللّه يجريك فأسأل اللّه الواحد القهار أن يجريك فألقى البطاقة في النيل قبل الصليب بيوم فأصبحوا وقد أجراه اللّه تعالى ستة عشر ذراعاً في ليلة واحدة فقطع اللّه تلك السنة عن أهل مصر إلى اليوم.

وأخرج ابن عساكر عن طارق بن شهاب

قال: إن كان الرجل ليحدث عمر بالحديث فيكذبه الكذبة فيقول احبس هذه ثم يحدثه بالحديث فيقول: احبس هذه فيقول له كل ما حدثتك حق إلا ما أمرتني أن أحبسه.

وأخرج عن الحسن

قال: إن كان أحد يعرف الكذب إذا حدث به فهو عمر بن الخطاب.

وأخرج البيهقي في الدلائل عن أبي هدبة الحمصي

قال: أخبر عمر بأن أهل العراق قد حصبوا أميرهم فخرج غضبان فصلى فسها في صلاته فلما سلم

قال: اللّهم إنهم قد لبسوا علي فالبس عليهم وعجل عليهم بالغلام الثقفي يحكم فيهم بحكم الجاهلية: لا يقيل من محسنهم ولا يتجاوز عن مسيئهم

قلت: أشاربه إلى الحجاج قال ابن لهيعة وما ولد الحجاج يومئذ.

فصل في نبذ من سيرته

أخرج ابن سعد عن الأحنف بن قيس قال كنا جلوساً بباب عمر فمرت جارية فقالوا: سرية أمير المؤمنين ف

قال: ما هي لأمير المؤمنين بسرية ولا تحل له إنها من مال اللّه فقلنا فماذا يحل له من مال اللّه تعالى قال إنه لا يحل لعمر من مال اللّه إلا حلتين: حلة للشتاء وحلة للصيف وما أحج به وأعتمر وقوتي وقوت أهلي كرجل من قريش ليس بأغناهم ولا بأفقرهم ثم أنا بعد رجل من المسلمين.

وقال خزيمة بن ثابت: كان عمر إذا استعمل عاملا كتب له واشترط عليه أن لا يركب برذوناً ولا يأكل نقياً ولا يلبس رقيقاً ولا يغلق بابه دون ذوي الحاجات فإن فعل فقد حلت عليه العقوبة.

وقال عكرمة بن خالد وغيره: إن حفصة وعبد اللّه وغيرهما كلموا عمر فقالوا لو أكلت طعاماً طيباً كان أقوى لك على الحق قال أكلكم على هذا الرأي قالوا نعم قال قد علمت نصحكم ولكني تركت صاحبي على جادة فإن تركت جادتهما لم أدركهما في المنزل.

قال: وأصاب الناس سنة فما أكل عامئذ سمناً ولا سميناً.

وقال ابن مليكة: كلم عتبة بن فرقد عمر في طعامه ف

قال: ويحك آكل طيباتي في حياتي الدنيا وأستمتع بها؟.

وقال الحسن: دخل عمر على ابنه عاصم وهو يأكل لحماً ف

قال: ما هذا؟

قال: قرمنا إليه قال أو كلما قرمت إلى شيء أكلته كفى بالمرء سرفاً أن يأكل كل ما اشتهى.

وقال أسلم: قال عمر: لقد خطر على قلبي شهوة السمك الطري

قال: فرحل يرفأ راحلته وسار أربعاً مقبلا وأربعاً مدبراً واشترى مكتلا فجاء به وعمد إلى الراحلة فغسلها فأتى عمر ف

قال: انطلق حتى أنظر إلى الراحلة فنظر و

قال: أنسيت أن تغسل هذا العرق الذي تحت أذنيها؟ عذبت بهيمة في شهوة عمر؟ إلا واللّه لا يذوق عمر مكتلك.

وقال قتادة: كان عمر يلبس وهو خليفة جبة من صوف مرقوعة بعضها بأدم ويطوف في الأسواق على عاتقه الدرة يؤدب بها الناس ويمر بالنكث والنوى فيلتقطه ويلقيه في منازل الناس ينتفعون به.

وقال أنس: رأيت بين كتفي عمر أربع رقاع في قميصه وقال أبو عثمان النهدي: رأيت على عمر إزاراً مرقوعاً بأدم وقال عبد اللّه بن عامر بن ربيعة: حججت مع عمر فما ضرب فسطاطاً ولا خباء كان يلقى الكساء والنطع على الشجرة ويستظل تحته وقال عبد اللّه بن عيسى كان في وجه عمر بن الخطاب خطان أسودان من البكاء وقال الحسن كان عمر يمر بالآية من ورده فيسقط حتى يعاد منها أياما وقال أنس دخلت حائطاً فسمعت عمر يقول وبيني وبينه جاداً عمر بن الخطاب أمير المؤمنين بخ واللّه لتتقين اللّه ابن الخطاب أو ليعذبنك اللّه وقال عبد اللّه بن عامر بن ربيعة رأيت عمر أخذ تبنة من الأرض فقال ليتني كنت هذه التبنة يا ليتني لم أك شيئاً ليت أمي لم تلدني وقال عبيد اللّه ابن عمر بن حفص حمل عمر بن الخطاب قربة على عنقه فقيل له في ذلك فقال إن نفسي أعجبتني فأردت أن أذلها وقال محمد سيرين قدم صهر لعمر عليه فطلب أن يعطيه من بيت المال فانتهره عمر و

قال: أردت أن ألقى اللّه ملكاً خائناً؟ ثم أعطاه من صلب ماله عشرة آلاف درهم وقال النخعي كان عمر يتجر وهو خليفة وقال أنس تقرقر بطن عمر من أكل الزيت عام الرمادة وكان قد حرم على نفسه السمن فنقر بطنه بإصبعه وقال إنه ليس عندنا غيره حتى يحيا الناس وقال سفيان بن عيينة قال عمر بن الخطاب أحب الناس إلي من رفع إلى عيوبي وقال أسلم رأيت عمر بن الخطاب يأخذ بأذن الفرس ويأخذ بيده الأخرى أذنه ثم ينزو على متن الفرس وقال ابن عمر ما رأيت عمر غضب قط فذكر اللّه عنده أو خوف أو قرأ عنده إنسان آية من القرآن إلا وقف عما كان يريد وقال بلال لأسلم: كيف تجدون عمر؟ فقال خير الناس إلا أنه إذا غضب فهو أمر عظيم فقال بلال: لو كنت عنده إذا غضب قرأت عليه القرآن حتى يذهب غضبه وقال الأحوص بن حكيم عن أبيه أتى عمر بلحم فيه سمن فأبى أن يأكلها وقال كل واحد منهما أدم أخرج هذه الآثار كلها ابن سعد.

وأخرج ابن سعد عن الحسن

قال: قال عمر: هان شيء أصلح به قوماً أن أبدلهم أميراً مكان أمير.

فصل في صفته رضي اللّه عنه

أخرج ابن سعد والحاكم عن زر

قال: خرجت مع أهل المدينة في يوم عيد فرأيت عمر يمشي حافياً شيخاً أصلع آدم أعسر طوالا مشرفاً على الناس كأنه على دابة

قال الواقدي: لا يعرف عندنا أن عمر كان آدم إلا أن يكون رآه عام الرمادة فإنه كان تغير لونه حين أكل الزيت.

وأخرج ابن سعد عن ابن عمر أنه وصف عمر ف

قال: رجل أبيض تعلوه حمرة طوال أصلع أشيب.

وأخرج عن عبيد بن عمير قال كان عمر يفوق الناس طولا.

وأخرج عن سلمة بن الأكوع

قال: كان عمر رجل أعسر يسر يعني يعتمد بيديه جميعاً.

وأخرج ابن عساكر عن أبي رجاء العطاردي

قال: كان عمر رجلا طويلا جسيماً أصلع شديد الصلع أبيض شديد الحمرة في عارضيه خفة سبلته كبيرة وفي أطرافها صهبة.

وفي تاريخ ابن عساكر من طرق أن أم عمر بن الخطاب حنتمة بنت هشام ابن المغيرة أخت أبي جهل بن هشام فكان أبو جهل خاله.

فصل في خلافته رضي اللّه عنه

ولي الخلافة بعهد من أبي بكر في جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة قال الزهري: استخلف عمر يوم توفي أبو بكر وهو يوم الثلاثاء لثمان بقين من جمادى الآخرة

أخرجه الحاكم فقام بالأمر أتم قيام وكثرت الفتوح في أيامه: ففي سنة أربع عشرة فتحت دمشق ما بين صلح وعنوة وحمص وبعلبك صلحاً والبصرة والأبلة كلاهما عنوة.

وفيها جمع عمر بالناس على صلاة التراويح قاله العسكري في الأوائل.

وفي سنة خمس عشرة فتحت الأردن كلها عنوة إلا طبرية فإنها فتحت صلحاً وفيها كانت وقعة اليرموك والقادسية.

قال ابن جرير: وفيها مصر سعد الكوفة وفيها فرض عمر الفروض ودون الدواوين وأعطى العطاء على السابقة.

وفي سنة ست عشرة فتحت الأهواز والمدائن وأقام بها سعد الجمعة في إيوان كسرى وهي أول جمعة جمعت بالعراق وذلك في صفر وفيها كانت وقعة جلولاء وهزم فيها يزدجرد بن كسرى وتقهقر إلى الري وفيها فتحت تكريت وفيها سار عمر ففتح بيت المقدس وخطب بالجباية خطبته المشهورة وفيها فتحت قنسرين عنوة وحلب وإنطاكية ومنبج صلحاً وسروج عنوة وفيها فتحت قرقيسياء صلحاً وفي ربيع الأول كتب التاريخ من الهجرة بمشورة علي.

وفي سنة سبع عشرة زاد عمر في المسجد النبوي وفيها كان القحط بالحجاز وسمى عام الرمادة واستسقى عمر للناس بالعباس.

أخرج ابن سعد عن نيار الأسلمي أن عمر لما خرج يستسقى خرج وعليه برد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم.

وأخرج عن ابن عون

قال: أخذ عمر بيد العباس ثم رفعها و

قال: اللّهم إنا نتوسل إليك بعم نبيك أن تذهب عنا المحل وأن تسقينا الغيث فلم يبرحوا حتى سقوا فأطبقت السماء عليهم أياماً وفيها فتحت الأهواز صلحاً.

وفي سنة ثمان عشرة فتحت جنديسابور صلحاً وحلوان عنوة وفيها كان طاعون عمواس وفيها فتحت الرها وسميساط عنوة وحران ونصيبين وطائفة من الجزيرة عنوة وقيل صلحاً والموصل ونواحيها عنوة.

وفي سنة تسع عشرة فتحت قيسارية عنوة.

وفي سنة عشرين فتحت مصر عنوة وقيل مصر كلها صلحا إلا الإسكندرية فعنوة وقال على بن رباح: المغرب كله عنوة وفيها فتحت تستر وفيها هلك قيصر عظيم الروم وفيها أجلى عمر اليهود عن خيبر وعن نجران وقسم خيبر ووادي القرى.

وفي سنة إحدى وعشرين فتحت الإسكندرية عنوة ونهاوند ولم يكن للأعاجم بعدها جماعة وبرقة وغيرها.

وفي سنة اثنتين وعشرين فتحت أذربيجان عنوة وقيل صلحاً والدينور عنوة وما سبذان عنوة وهمذان عنوة وطرابلس المغرب والري وعسكر وقومس.

وفي سنة ثلاث وعشرين كان فتح كرمان وسجستان ومكران من بلاد الجبل وأصبهان ونواحيها.

وفي آخرها كانت وفاة سيدنا عمر رضي اللّه عنه بعد صدوره من الحج شهيداً قال سعيد بن المسيب لما نفر عمر من مني أناخ بالأبطح ثم استلقى ورفع يديه إلى السماء وقال اللّهم كبرت سني وضعفت قوتي وانتشرت رعيتي فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفرط فما انسلخ ذو الحجة حتى قتل

أخرجه الحاكم.

وقال أبو صالح السمان: قال كعب الأحبار لعمر أجدك في التوراة تقتل شهيداً قال وأني لي بالشهادة وأنا بجزيرة العرب؟.

وقال أسلم: قال عمر اللّهم ارزقني شهادة في سبيلك واجعل موتي في بلد رسولك

أخرجه البخاري.

وقال معدان بن أبي طلحة: خطب عمر ف

قال: رأيت كأن ديكاً نقرني نقرة أو نقرتين وإني لا أراه إلا حضور أجلي وإن قوما يأمروني أن استخلف وإن اللّه لم يكن ليضيع دينه ولا خلافته فإن عجل بي أمر فالخلافة شورى بين هؤلاء الستة الذين توفى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو راض عنهم

أخرجه الحاكم.

قال الزهري: كان عمر رضي اللّه عنه لا يأذن لسبي قد احتلم في دخول المدينة حتى كتب إليه المغير بن شعبة وهو على الكوفة يذكر له غلاماً عنده جملة صنائع ويستأذنه أن يدخل المدينة ويقول إن عنده أعمالا كثيرة فيها منافع للناس إنه حداد نقاش نجار فأذن له أن يرسله المدينة وضرب عليه المغيرة مائة درهم في الشهر فجاء إلى عمر يشتكي شدة الخراج فقال ما خراجك بكثير فانصرف ساخطاً يتذمر فلبث عمر ليالي ثم دعاه فقال ألم أخبر أنك تقول لو أشاء لصنعت رحى تطحن بالريح فالتفت إلى عمر عابساً وقال لأصنعن لك رحى يتحدث الناس بها فلما ولى قال عمر لأصحابه أو عدني العبد آنفاً ثم اشتمل أبو لؤلؤة على خنجر ذي رأسين نصابه في وسطه فكمن بزاوية من زوايا المسجد في الغلس فلم يزل هناك حتى خرج عمر يوقظ الناس للصلاة فلما دنا منه طعنه ثلاث طعنات

أخرجه ابن سعد.

وقال عمرو بن ميمون الأنصاري: إن أبا لؤلؤة عبد المغيرة طعن عمر بخنجر له رأسان وطعن معه اثني عشر رجلا مات منهم ستة فألقى عليه رجل من أهل العراق ثوباً فلما اغتم فيه قتل نفسه.

وقال أبو رافع: كان أبو لؤلؤة عبد المغيرة يصنع الأرحاء وكان المغيرة يستغله كل يوم أربعة دراهم فلقي عمر ف

قال: يا أمير المؤمنين إن المغيرة قد أثقل علي فكلمه ف

قال: أحسن إلى مولاك ومن نية عمر أن يكلم المغيرة فيه فغضب وقال يسع الناس كلهم عدله غيري وأضمر قتله واتخذ خنجراً وشحذه وسمه وكان عمر يقول أقيموا صفوفكم قبل أن يكبر فجاء فقام حذاءه في الصف وضربه في كتفه وفي خاصرته فسقط عمر وطعن ثلاثة عشر رجلا معه فمات منهم ستة وحمل عمر إلى أهله وكادت الشمس تطلع فصلى عبد الرحمن بن عوف بالناس بأقصر سورتين وأتى عمر بنبيذ فشربه فخرج من جرحه فلم يتبين فسقوه لبناً فخرج من جرحه فقالوا لا بأس عليك فقال إن يكن بالقتل بأس فقد قتلت فجعل الناس يثنون عليه ويقولون: كنت وكنت فقال أما واللّه وددت أني خرجت منها كفافاً لا على ولا لي وأن صحبة رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم سلمت لي وأثنى عليه ابن عباس فقال لو أن لي طلاع الأرض ذهباً لافتديت به من هول المطلع وقد جعلتها شورى في عثمان وعلى وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد وأمر صهيباً أن يصلي بالناس وأجل الستة ثلاثاً

أخرجه الحاكم.

وقال ابن عباس: كان أبو لؤلؤة مجوسياً.

وقال عمرو بن ميمون: قال عمر الحمد اللّه الذي لم يجعل منيتي بيد رجل يدعي الإسلام ثم قال لابنه يا عبد اللّه أنظر ما على من الدين فحسبوه فوجدوه ستة وثمانين ألفاً أو نحوها ف

قال: إن وفى مال آل عمر فأده من أموالهم وإلا فاسأل في بني عدي فإن لم تف أموالهم فاسأل في قريش أذهب إلى أم المؤمنين عائشة فقل يستأذن عمر أن يدفن مع صاحبيه فذهب إليها فقالت كنت أريده تعنى المكان لنفسي ولأوثرنه اليوم على نفسي فأتى عبد اللّه فقال قد أذنت فحمد اللّه تعالى وقيل له أوص يا أمير المؤمنين واستخلف قال ما أرى أحداً أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر الذين توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وهو عنهم راض فسمى الستة وقال يشهد عبد اللّه بن عمر معهم وليس له من الأمر شيء فإن أصابت الإمرة سعداً فهو ذاك وإلا فليستعين به أيكم ما أمر فإني لم أعز له من عجز ولا خيانة ثم

قال: أوصى الخليفة من بعدي بتقوى اللّه وأوصيه بالمهاجرين والأنصار وأوصيه بأهل الأمصار خيراً في مثل ذلك من الوصية فلما توفي خرجنا به نمشي فسلم عبد اللّه بن عمر وقال عمر يستأذن فقالت عائشة أدخلوه فأدخل فوضع هناك مع صاحبيه فلما فرغوا من دفنه ورجعوا اجتمع هؤلاء الرهط فقال عبد الرحمن بن عوف اجعلوا أمركم إلى ثلاثة منكم فقال الزبير قد جعلت أمري إلى علي وقال سعد قد جعلت أمري إلى عبد الرحمن وقال طلحة قد جعلت أمري إلى عثمان قال فخلا هؤلاء الثلاثة فقال عبد الرحمن أنا لا أريدها فأيكما يبرأ من هذا الأمر ونجعله إليه واللّه عليه والإسلام لينظرن أفضلهم في نفسه وليحرص على صلاح الأمة فسكت الشيخان علي وعثمان فقال عبد الرحمن اجعلوه إلى واللّه على لا آلوكم عن أفضلكم قالا نعم فخلا بعلي وقال لك من القدم في الإسلام والقرابة من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ما قد علمت اللّه عليك لئن أمرتك لتعدلن ولئن أمرت عليك لتسمعن ولتطعين

قال: نعم ثم خلا بالآخر فقال له كذلك فلما أخذ ميثاقهما بايع عثمان وبايعه علي.

وفي مسند أحمد عن عمر أنه

قال: إن أدركني أجلى وأبو عبيدة بن الجراح حتى استخلفته فإن سألني ربي قلت سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول " إن لكل نبي أميناً وأميني أبو عبيدة بن الجراح " فإن أدركني أجلي وقد توفي أبو عبيدة استخلفت معاذ بن جبل فإن سألني ربي لم استخلفته

قلت: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول " إنه يحشر يوم القيامة بين يدي العلماء نبذة " وقد ماتا في خلافته.

وفي المسند أيضاً عن أبي رافع أنه قيل لعمر عند موته في الاستخلاف ف

قال: قد رأيت من أصحابي حرصاً سيئاً ولو أدركني أحد رجلين ثم جعلت هذا الأمر إليه لوثقت به سالم مولى أبي حذيفة وأبو عبيدة بن الجراح.

أصيب عمر يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي الحجة ودفن يوم الأحد مستهل المحرم الحرام وله ثلاث وستون سنة وقيل ست وستون سنة وقيل إحدى وستون وقيل ستون ورجحه الواقدي

وقيل: تسع وخمسون وقيل خمس أو أربع وخمسون وصلى عليه صهيب في المسجد.

وفي تهذيب المزني كان نقش خاتم عمر كفى بالموت واعظاً يا عمر.

وأخرج الطبراني عن طارق بن شهاب

قال: قالت أم أيمن يوم قتل عمر اليوم وهي الإسلام.

وأخرج عبد الرحمن بن يسار

قال: شهدت موت عمر بن الخطاب فانكسفت الشمس يومئذ رجاله ثقات.

فصل في أوليات عمر رضي اللّه عنه

قال العسكري: هو أول من سمى أمير المؤمنين وأول من كتب التاريخ من الهجرة وأول من أتخذ بيت المال وأول من سن قيام شهر رمضان وأول من عس بالليل وأول من عاقب على الهجاء وأول من ضرب في الخمر ثمانين وأول من حرم المتعة وأول من نهى عن بيع أمهات الأولاد وأول من جمع الناس في صلاة الجنائز على أربع تكبيرات وأول من أتخذ الديوان وأول من فتح الفتوح ومسح السواد وأول من حمل الطعام من مصر في بحر أيلة إلى المدينة وأول من أحتبس صدقة في الإسلام وأول من أعال الفرائض وأول من أخذ زكاة الخيل وأول من قال أطال اللّه بقاءك قاله لعلي وأول من قال أيدك اللّه قاله لعلي هذا آخر ما ذكره العسكري.

وقال النووي في تهذيبه: هو أول من اتخذ الدرة وكذا ذكره ابن سعد في الطبقات

قال: ولقد قيل بعده لدرة عمر أهيب من سيفكم قال وهو أول من استقضى القضاة في الأمصار وأول من مصر الأمصار الكوفة والبصرة والجزيرة والشام ومصر والموصل.

وأخرج ابن عساكر عن إسماعيل بن زياد

قال: مر علي بن أبي طالب على المساجد في رمضان وفيها القناديل ف

قال: نور اللّه على عمر في قبره كما نور علينا في مساجدنا.

فصل:

قال ابن سعد اتخذ عمر دار الدقيق فجعل فيها الدقيق والسويق والتمر والزبيب وما يحتاج إليه يعين به المنقطع ووضع فيما بين مكة والمدينة بالطريق ما يصلح من ينقطع به وهدم المسجد النبوي وزاد فيه ووسعه وفرشه بالحصباء وهو الذي أخرج اليهود من الحجاز إلى الشام وأخرج أهل نجران إلى الكوفة وهو الذي أخر مقام إبراهيم إلى موضعه اليوم وكان ملصقاً بالبيت.

فصل في نبذ من أخباره وقضاياه

أخرج العسكري في الأوائل والطبراني في الكبير والحاكم من طريق ابن شهاب أن عمر بن عبد العزيز سأل أبا بكر بن سليمان بن أبي حثمة: لأي شيء كان يكتب من خليفة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في عهد أبي بكر ثم كان عمر كتب أولا من خليفة أبي بكر فمن أول من كتب من أمير المؤمنين فقال حدثتني الشفاء وكانت من المهاجرات أن أبا بكر كان يكتب من خليفة رسول اللّه وكان عمر يكتب من خليفة خليفة رسول اللّه حتى كتب عمر إلى عامل العراق أن يبعث إليه رجلين جلدين يسألهما عن العراق وأهله فبعث إليه لبيد بن ربيعة وعدي بن حاتم فقدما المدينة ودخلا المسجد فوجدا عمرو بن العاص فقالا استأذن لنا على أمير المؤمنين فقال عمرو أنتما واللّه أصبتما اسمه فدخل عليه عمرو فقال السلام عليك يا أمير المؤمنين ف

قال: ما بدا لك في هذا الاسم؟ لتخرجن مما قلت فأخبره وقال أنت الأمير ونحن المؤمنون فجرى الكتاب بذلك من يومئذ.

وقال النووي في تهذيبه: سماه بهذا الاسم عدي بن حاتم ولبيد بن ربيعة حين وفدا عليه من العراق وقيل سماه به المغيرة بن شعبة وقيل إن عمر قال للناس أنتم المؤمنون وأنا أميركم فسمى أمير المؤمنين وكان قبل ذلك يقال له خليفة خليفة رسول اللّه فعدلوا عن تلك العبارة لطولها.

وأخرج ابن عساكر عن معاوية بن قرة

قال: كان يكتب من أبي بكر خليفة رسول اللّه فلما كان عمر بن الخطاب أرادوا أن يقولوا: خليفة خليفة رسول اللّه قال عمر: هذا يطول: قالوا: لا ولكنا أمرناك علينا فأنت أميرنا

قال: نعم أنتم المؤمنون وأنا أميركم فكتب أمير المؤمنين.

وأخرج البخاري في تاريخه عن ابن المسيب

قال: أول من كتب التاريخ عمر بن الخطاب لسنتين ونصف من خلافته فكتب لست عشرة من الهجرة بمشورة علي.

وأخرج السلفي في الطيوريات بسند صحيح عن ابن عمر عن عمر أنه أراد أن يكتب السنن فاستخار اللّه شهراً فأصبح وقد عزم له ثم قال إني ذكرت قوماً كانوا قبلكم كتبوا كتاباً فأقبلوا عليه وتركوا كتاب اللّه.

وأخرج ابن سعد عن شداد قال كان أول كلام تكلم به عمر حين صعد المنبر أن

قال: اللّهم إني شديد فليني وإني ضعيف فقوني وإني بخيل فسخني.

وأخرج ابن سعد وسعيد بن منصور وغيرهما من طرق عن عمر أنه

قال: إني أنزلت نفسي من مال اللّه منزلة وإلى اليتيم من ماله: إن أيسرت استعففت وإن افتقرت أكلت بالمعروف فإن أيسرت قضيت.

وأخرج ابن سعد عن ابن عمر أن عمر بن الخطاب كان إذا احتاج أتى صاحب بيت المال فاستقرضه فربما أعسر فيأتيه صاحب بيت المال يتقاضاه فيلزمه فيحتال له عمر وربما خرج عطاؤه فقضاه.

وأخرج ابن سعد عن البراء بن معرور أن عمر خرج يوماً حتى أتى المنبر وكان قد اشتكى شكوى فنعت له العسل وفي بيت المال عكة ف

قال: إن أذنتم لي فيها أخذتها وإلا فهي على حرام فأذنوا له.

وأخرج عن سالم بن عبد اللّه أن عمر كان يدخل يده في دبرة البعير ويقول: إني لخائف أن اسأل عما بك.

وأخرج عن ابن عمر

قال: كان عمر إذا أراد أن ينهي الناس عن شيء تقدم إلى أهله فقال لا أعلمن أحداً وقع في شيء مما نهيت عنه إلا أضعفت عليه العقوبة.

وروينا من غير وجه أن عمر بن الخطاب خرج ذات ليلة يطوف بالمدينة وكان يفعل ذلك كثيراً إذ مر بامرأة من نساء العرب مغلقاً عليها بابها وهي تقول:

تطاول هذا الليل تسري كواكبه ... وأرقني أن لا ضجيع ألاعبه

فواللّه لولا اللّه تخشى عواقبه ... لزحزح من هذا السرير جوانبه

ولكنني أخشى رقيباً موكلا ... بأنفسنا لا يفتر الدهر كاتبه

مخافة ربي والحياء يصدني ... وأكرم بعلي أن تنال مراتبه

وأخرج إلى عماله بالغزو أن لا يغيب أحداً أكثر من أربعة أشهر.

وأخرج ابن سعد عن زاذان عن سلمان أن عمر قال له: أملك أنا أم خليفة؟ فقال له سلمان: إن أنت جبيت من أرض المسلمين درهماً أو أقل أو أكثر ثم وضعته في غير حقه فأنت ملك غير خليفة فاستعبر عمر.

وأخرج عن سفيان بن أبي العرجاء

قال: قال عمر بن الخطاب: واللّه ما ادري أخليفة أنا أم ملك فإن كنت ملكاً فهذا أمر عظيم فقال قائل يا أمير المؤمنين إن بينهما فرقاً

قال: ما هو؟ قال الخليفة لا يأخذ إلا حقاً ولا يضعه إلا في حق وأنت بحمد اللّه كذلك والملك يعسف الناس فيأخذ من هذا ويعطى هذا فسكت عمر.

وأخرج عن ابن مسعود رضي اللّه عنه

قال: ركب عمر فرساً فانكشف ثوبه عن فخذه فرأى أهل نجران بفخذه شامة سوداء فقالوا هذا الذي نجد في كتابنا أنه يخرجنا من أرضنا.

وأخرج عن سعد الجاري أن كعب الأحبار قال لعمر: إنا لنجدك في كتاب اللّه على باب من أبواب جهنم تمنع الناس أن يقعوا فيها فإذا مت لم يزالوا يقتحمون فيها إلى يوم القيامة.

وأخرج عن أبي معشر

قال: حدثنا أشياخنا أن عمر

قال: إن هذا الأمر لا يصلح إلا بالشدة التي لا جبرية فيها وباللين الذي لا وهن فيه.

وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن حكيم بن عمير

قال: كتب عمر ابن الخطاب ألا لا يجلدن أمير الجيش ولا سرية أحداً ألحد حتى يطلع الدرب لئلا تحمله حمية الشيطان أن يلحق بالكفار.

وأخرج ابن أبي حاتم في تفسيره عن الشعبي

قال: كتب قيصر إلى عمر ابن الخطاب: إن رسلي آتتني من قبلك فزعمت أن قبلكم شجرة ليست بخليفة شيء من الشجر تخرج مثل آذان الحمير ثم تنشق عن مثل اللؤلؤ ثم يخضر فيكون كالزمرد الأخضر ثم يحمر فيكون كالياقوت الأحمر ثم يينع فينضج فيكون كأطيب فالوذج أكل ثم ييبس فيكون عصمة للمقيم وزاداً للمسافر فإن تكن رسلي صدقتني فلا أدري هذه الشجرة إلا من شجر الجنة فكتب إليه عمر من عبد اللّه عمر أمير المؤمنين إلى قيصر ملك الروم إن رسلك قد صدقوك هذه الشجرة عندنا هي الشجرة التي أنبتها اللّه على مريم حين نفست بعيسى ابنها فأتق اللّه ولا تتخذ عيسى إلها من دون اللّه فإن " مثل عيسى عند اللّه كمثل آدم خلقه من تراب " " آل عمران: 59 " .

وأخرج ابن سعد عن ابن عمر أن عمر أمر عماله فكتبوا أموالهم منهم سعد ابن أبي وقاص فشاطرهم عمر في أموالهم فأخذ نصفاً وأعطاهم نصفاً.

وأخرج عن الشعبي أن عمر كان إذا استعمل عاملا كتب ما له.

وأخرج عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف

قال: مكث عمر زماناً لا يأكل من مال بيت المال شيئاً حتى دخلت عليه في ذلك خصاصة فأرسل إلى أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فاستشارهم فقال قد شغلت نفسي في هذا الأمر فما يصلح لي منه فقال علي غداء وعشاء فأخذ بذلك عمر.

وأخرج عن ابن عمر أن عمر حج سنة ثلاث وعشرين فأنفق في حجته ستة عشر ديناراً فقال يا عبد اللّه أسرفنا في هذا المال.

وأخرج عبد الرزاق في مصنفه عن قتادة والشعبي قالا جاءت عمر امرأة فقالت: زوجي يقوم الليل ويصوم النهار فقال عمر لقد أحسنت الثناء على زوجك فقال كعب بن سوار لقد شكت فقال عمر كيف قال تزعم أنه ليس لها من زوجها نصيب قال فإذا قد فهمت ذلك فأقض بينهما فقال يا أمير المؤمنين أحل اللّه له من النساء أربعاً فلها من كل أربعة أيام يوم ومن كل أربع ليال ليلة.

وأخرج عن ابن جريج

قال: أخبرني من أصدقه أن عمر بينما هو يطوف سمع امرأة تقول:

تطاول هذا الليل واسود جانبه ... وأرقني أن لا خليل ألاعبه

فلولا حذار اللّه لا شيء مثله ... لزحزح من هذا السرير جوانبه

فقال عمر: ما لك؟ قالت: أغزيت زوجي منذ أشهر وقد اشتقت إليه قال أردت سوءاً؟ قالت: معاذ اللّه قل فاملكي عليك نفسك فإنما هو البريد إليه فبعث إليه ثم دخل على حفصة ف

قال: إني سائلك عن أمر قد أهمني فأفرجيه عني كم تشتاق المرأة إلى زوجها؟ فخفضت رأسها واستحيت قال فإن اللّه لا يستحي من الحق فأشارت بيدها ثلاثة أشهر وإلا فأربعة أشهر فكتب عمر أن لا تحبس الجيوش فوق أربعة أشهر.

وأخرج عن جابر بن عبد اللّه أنه جاء إلى عمر يشكو إليه ما يلقى من النساء فقال عمر إنا لنجد ذلك حتى إني لأريد الحاجة فتقول لي: ما تذهب إلا إلى فتيات بني فلان تنظر إليهن فقال له عبد اللّه بن مسعود: أما بلغك أن إبراهيم عليه السلام شكا إلى اللّه خلق سارة فقيل له إنها خلقت من ضلع فألبسها على ما كان فيها ما لم تر عليها خربة في دينها.

وأخرج عن عكرمة بن خالد قال دخل ابن لعمر بن الخطاب عليه وقد ترجل ولبس ثياباً حساناً فضربه عمر بالدرة حتى أبكاه فقالت له حفصة: لم ضربته؟

قال: رأيته قد أعجبته نفسه فأحببت أن أصغرها إليه.

وأخرج عن معمر عن ليث بن أبي سليم أن عمر بن الخطاب

قال: لا تسموا الحكم ولا أبا الحكم فإن اللّه هو الحكم ولا تسموا الطريق السكة.

وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن الضحاك

قال: قال أبو بكر واللّه لوددت أني كنت شجرة إلى جنب الطريق فمر على بعير فأخذني فأدخلني فاه فلا كنى ثم ازدردني ثم أخرجني بعراً ولم أكن بشراً فقال عمر يا ليتني كنت كبش أهلي سمنوني ما بدا لهم حتى إذا كنت كأسمن ما يكون زارهم من يحبون فذبحوني لهم فجعلوا بعضي شواء وبعضي قديداً ثم أكلوني ولم أكن بشراً.

وأخرج ابن عساكر عن أبي البختري

قال: كان عمر بن الخطاب يخطب على المنبر فقام إليه الحسين بن علي رضي اللّه عنه فقال أنزل عن منبر أبي فقال عمر: منبر أبيك لا منبر أبي من أمرك بهذا فقام علي فقال واللّه ما أمره بهذا أحد أما لأوجعنك يا غدر فقال لا توجع ابن أخي فقد صدق منبر أبيه إسناده صحيح.

وأخرج الخطيب في أدب الراوي عن مالك من طريقه عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان كانا يتنازعان في المسألة بينهما حتى يقول الناظر إنهما لا يجتمعان أبداً فما يفترقان إلا على أحسنه وأجمله.

وأخرج ابن سعد عن الحسن

قال: أول خطبة خطبها عمر حمد اللّه وأثنى عليه ثم قال أما بعد فقد ابتليت بكم وابتليتم بي وخلفت فيكم بعد صاحبي فمن كان بحضرتنا باشرناه بأنفسنا ومن غاب عنا وليناه أهل القوة والأمانة ومن يحسن نزده حسناً ومن يسيئ نعاقبه ويغفر اللّه لنا ولكم.

وأخرج عن جبير بن الحويرث أن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه استشار المسلمين في تدوين الديوان فقال له علي: تقسم كل سنة ما اجتمع إليك من مال ولا تمسك منه شيئاً وقال عثمان: أرى مالا كثيراً يسع الناس وإن لم يحصوا حتى يعرف من أخذ ممن لم يأخذ خشيت أن يلتبس الأمر فقال له الوليد بن هشام ابن المغيرة يا أمير المؤمنين قد جئت الشام فرأيت ملوكها قد دونوا ديواناً وجندوا جنوداً فدون ديواناً وجند جنوداً فأخذ بقوله فدعا عقيل بن أبي طالب ومخرمة بن نوفل وجبير بن مطعم وكانوا من نساب قريش فقال اكتبوا الناس على منازلهم فكتبوا فبدءوا يبني هاشم ثم أتبعوهم أبا بكر وقومه ثم عمر وقومه على الخلافة فلما نظر فيه عمر قال ابدؤوا بقرابة النبي صلى اللّه عليه وسلم الأقرب فالأقرب حتى تضعوا عمر حيث وضعه اللّه.

وأخرج عن سعيد بن المسيب

قال: دون عمر الديوان في المحرم سنة عشرين.

وأخرج عن الحسن

قال: كتب عمر إلى حذيفة أن أعط الناس أعطيتهم وأرزاقهم فكتب إليه: إنا قد فعلنا وبقى شيء كثير فكتب إليه عمر إنه فيئهم الذي أفاء اللّه عليهم ليس هو لعمر ولا لآل عمر اقسمه بينهم.

وأخرج ابن سعد عن جبير بن مطعم

قال: بينما عمر واقف على جبال عرفة سمع رجلا يصرخ ويقول يا خليفة اللّه فسمعه رجل آخر وهم يعتافون ف

قال: ما لك فك اللّه لهواتك فأقبلت على الرجل فصحت عليه فقال جبير: فإن الغد واقف مع عمر على العقبة يرميها إذ جاءت حصاة عائرة ففتقت رأس عمر فقصدت فسمعت رجلا من الجبل يقول أشعرت ورب الكعبة لا يقف عمر هذا الموقف بعد العام أبداً قال جبير فإذا هو الذي صرخ فينا بالأمس فاشتد ذلك علي.

وأخرج عن عائشة رضي اللّه عنها قالت: لما كان آخر حجة حجها عمر بأمهات المؤمنين إذ صدرنا من عرفة مررت بالمحصب فسمعت رجلا على راحلته يقول أين كان عمر أمير المؤمنين فسمعت رجلا آخر يقول: هاهنا كان أمير المؤمنين فأناخ راحلته ثم رفع عقيرته ف

قال:

عليك سلام من إمام وباركت ... يد اللّه في ذاك الأديم الممزق

فمن يسع أو يركب جناحي نعامة ... ليدرك ما قدمت بالأمس يسبق

قضيت أموراً ثم غادرت بعدها ... بوائق في أكمامها لم تفتق

فلم يتحرك ذاك الراكب ولم يدر من هو فكنا نتحدث أنه من الجن فقدم عمر من تلك الحجة فطعن بالخنجر فمات.

وأخرج عن عبد الرحمن بن أبزى عن عمر أنه

قال: هذا الأمر في أهل بدر ما بقي منهم أحد ثم في أهل أحد ما بقي منهم أحد وفي كذا وكذا وليس فيها لطليق ولا لولد طليق ولا لمسلمة الفتح شيء.

وأخرج عن النخعي أن رجلا قال لعمر: ألا تستخلف عبد اللّه بن عمر؟ فقال قاتلك اللّه واللّه ما أردت اللّه بهذا استخلف رجلا لم يحسن أن يطلق امرأته؟ وأخرج عن شداد بن أوس عن كعب

قال: كان في بني إسرائيل ملك إذا ذكرناه ذكرنا عمر وإذا ذكرنا عمر ذكرناه وكان إلى جنبه نبي يوحى إليه فأوحى اللّه إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم أن يقول له: أعهد عهدك واكتب إلي وصيتك فإنك ميت إلى ثلاثة أيام فأخبره النبي بذلك فلما كان اليوم الثالث وقع بين الجدار والسرير ثم جاء إلى ربه فقال اللّهم إن كنت تعلم أني كنت أعدل في الحكم وإذا اختلفت الأمور اتبعت هداك وكنت وكنت فزد في عمري حتى يكبر طفلي وتربو أمتي فأوحى اللّه إلى النبي أنه قد قال كذا وكذا وقد صدق وقد زدته في عمره خمس عشرة سنة ففي ذلك ما يكبر طفله وتربو أمته فلما طعن عمر قال كعب: لئن سأل عمر ربه ليبقينه اللّه فأخبر بذلك عمر ف

قال: اللّهم اقبضني إليك غير عاجز ولا ملوم.

وأخرج عن سليمان بن يسار أن الجن ناحت على عمر.

وأخرج الحاكم عن مالك بن دينار

قال: سمع صوت بجبل تبالة حين قتل عمر رضي اللّه عنه:

ليبك على الإسلام من كان باكياً ... فقد أوشكوا صرعى وما قدم العهد

وأدبرت الدنيا وأدبر خيرها ... وقد ملها من كان يوقن بالوعد

وأخرج ابن أبي الدنيا عن يحيى بن أبي راشد البصري

قال: قال عمر لابنه اقتصدوا في كفني فإنه إن كان لي عند اللّه خيراً أبدلني ما هو خير منه وإن كنت على غير ذلك سلبني فأسرع واقتصدوا في حفرتي فإنه إن كان لي عند اللّه خير أوسع لي فيها مد بصري وإن كنت على غير ذلك ضيقها على حتى تختلف أضلاعي ولا تخرج معي امرأة ولا تزكوني بما ليس في فإن اللّه هو أعلم بي فإذا خرجتم فأسرعوا في المشي فإنه إن كان لي عند اللّه خير قدمتموني إلى ما هو خير لي وإن كنت على غير ذلك ألقيتم عن رقابكم شراً تحملونه.

فصل:

أخرج ابن عساكر عن ابن عباس أن العباس قال سألت اللّه حولا بعد ما مات عمر أن يرينيه في المنام فرأيته بعد حول وهو يسلت العرق عن جبينه فقلت بأبي أنت وأمي يا أمير المؤمنين ما شأنك ف

قال: هذا وإن فرغت وإن كاد عرش عمر ليهد لولا أني لقيت رءوفاً رحيماً.

وأخرج أيضاً عن زيد بن أسلم أن عبد اللّه بن عمرو بن العاص رأى عمر في المنام ف

قال: كيف صنعت

قال: متى فارقتكم

قال: منذ اثنتي عشرة سنة قال إنما أنفلت الآن من الحساب.

وأخرج ابن سعد عن سالم بن عبد اللّه بن عمر

قال: سمعت رجلا من الأنصار يقول دعوت اللّه أن يريني عمر في المنام فرأيته بعد عشر سنين وهو يمسح العرق عن جبينه ف

قلت: يا أمير المؤمنين ما فعلت

قال: الآن فرغت ولولا رحمة ربي لهلكت.

وأخرج الحاكم عن الشعبي

قال: رثت عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل عمر فقالت:

عين جودي بعبرة ونحيب ... لا تملي على الإمام الصليب

فجعتني المنون بالفارس المع ... لم يوم الهياج والتأنيب

عصمة الدين والمعين على الده ... ر وغيث الملهوف والمكروب

قل لأهل الضراء والبؤس: موتوا ... إذ سقتنا المنون كأس شعوب

فصل فيمن مات من الصحابة في أيامه رضي اللّه عنهم

مات في أيام عمر رضي اللّه عنه من الأعلام عتبة بن غزوان والعلاء ابن الحضرمي وقيس بن السكن وأبو قحافة والد الصديق رضي اللّه عنه وسعد بن عبادة وسهيل بن عمرو وابن مكتوم المؤذن وعياش بن أبي ربيعة وعبد الرحمن أخو الزبير بن العوام وقيس بن أبي صعصعة أحد من جمع القرآن ونوفل بن الحارث بن عبد المطلب وأخوه أبو سفيان ومارية أم السيد إبراهيم وأبو عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل ويزيد ابن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة والفضل بن العباس وأبو جندل ابن سهيل وأبو مالك الأشعري وصفوان بن المعطل وأبي بن كعب وبلال المؤذن وأسيد بن الحضير والبراء بن مالك أخو أنس وزينب بنت جحش وعياض بن غنم وأبو الهيثم بن التيهان وخالد بن الوليد والجارود سيد بني عبد القيس والنعمان بن مقرن وقتادة بن النعمان والأقرع ابن حابس وسودة بنت زمعة وعويم بن ساعدة وغيلان الثقفي وأبو محجن الثقفي وخلائق آخرون من الصحابة رضي اللّه عنهم أجمعين.