Geri

   

 

 

İleri

 

٢٤

بَاب إخْبَاره بِمَوْت النَّجَاشِيّ يَوْم مَاتَ

أخرج الشَّيْخَانِ عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم نعى للنَّاس النَّجَاشِيّ فِي الْيَوْم الَّذِي مَاتَ فِيهِ وَخرج بهم إِلَى الْمصلى فَصف بهم وَكبر أَربع تَكْبِيرَات

وَأخرج الشَّيْخَانِ عَن جَابر قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (مَاتَ الْيَوْم رجل صَالح فصلوا على أَصْحَمَة)

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن أم كُلْثُوم قَالَت لما تزوج النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم أم سَلمَة قَالَ (إِنِّي قد أهديت إِلَى النَّجَاشِيّ أواقي من مسك وحلة وَإِنِّي لَا أرَاهُ إِلَّا قد مَاتَ وَلَا أرى الْهَدِيَّة إِلَّا سترد عَليّ) فَكَانَ كَمَا قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم مَاتَ النَّجَاشِيّ وَردت الْهَدِيَّة

قَالَ الْبَيْهَقِيّ قَوْله وَلَا أرَاهُ قد مَاتَ يُرِيد وَاللّه أعلم قبل بُلُوغ الْهَدِيَّة إِلَيْهِ وَهَذَا القَوْل صدر مِنْهُ قبل مَوته ثمَّ لما مَاتَ نعاه فِي الْيَوْم الَّذِي مَاتَ فِيهِ وَصلى عَلَيْهِ انْتهى

بَاب إخْبَاره بِمَا سحر بِهِ

أخرج ابْن سعد الْحَاكِم وَصَححهُ وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن زيد بن أَرقم قَالَ كَانَ رجل من الْأَنْصَار يدْخل على النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم ويأتمنه وَأَنه عقد لَهُ عقدا فَأَلْقَاهُ فِي

بِئْر فصرع لذَلِك النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَأَتَاهُ ملكان يعودانه فَأَخْبَرَاهُ أَن فلَانا عقد لَهُ عقدا وَهِي فِي بِئْر فلَان وَلَقَد اصفر المَاء من شدَّة عقده فَأرْسل النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فاستخرج العقد فَوجدَ المَاء قد اصفر فَحل العقد ونام النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَلَقَد رَأَيْت الرجل بعد ذَلِك يدْخل على النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَلم يذكر لَهُ شَيْئا مِنْهُ وَلم يعاتبه

وَأخرج الشَّيْخَانِ عَن عَائِشَة أَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم طب حَتَّى أَنه ليُخَيل إِلَيْهِ أَنه صنع الشَّيْء وَمَا صنعه وَأَنه دَعَا ربه ثمَّ قَالَ أشعرت أَن اللّه قد أفتاني فِيمَا استفتيته قلت وَمَا ذَاك قَالَ جَاءَنِي رجلَانِ فَجَلَسَ أَحدهمَا عِنْد رَأْسِي وَالْآخر عِنْد رجْلي فَقَالَ أَحدهمَا لصَاحبه مَا وجع الرجل قَالَ مطبوب قَالَ من طبه قَالَ لبيد ابْن الْأَعْظَم قَالَ فيماذا قَالَ فِي مشط ومشاطه وجف طلعة ذكر قَالَ فَأَيْنَ هُوَ قَالَ فِي بِئْر ذروان فَأَتَاهَا رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ هَذِه الْبِئْر الَّتِي أريتها كَأَن نخلها رُؤُوس الشَّيْطَان وَكَانَ مَاؤُهَا نقاعة الْحِنَّاء فَأمر بِهِ فَأخْرج

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ من طَرِيق الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح عَن ابْن أبي عَبَّاس قَالَ مرض رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم مَرضا شَدِيدا فَأَتَاهُ ملكان فَقعدَ أَحدهمَا عِنْد رَأسه وَالْآخر عِنْد رجلَيْهِ فَقَالَ أَحدهمَا للْآخر مَا ترى قَالَ طب قَالَ وَمن طبه قَالَ سحر قَالَ وَمَا سحره قَالَ لبيد بن الأعصم الْيَهُودِيّ قَالَ أَيْن هُوَ قَالَ فِي بِئْر آل فلَان تَحت صَخْرَة فِي ركية فَأتوا الركي فأنزحوا مَاؤُهَا وَارْفَعُوا الصَّخْرَة ثمَّ أخذو الكرية وأحرقوها فَلَمَّا أصبح رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بعث عمار بن يَاسر فِي نفر فَأتوا الركي فَإِذا ماءها مثل نقاعة الْحِنَّاء فنزحوا المَاء ثمَّ رفعوا الصَّخْرَة وأخرجوا الكرية وأحرقوها فَإِذا فِيهَا وتر فِيهِ إِحْدَى عشرَة عقدَة وأنزلت عَلَيْهِ هَاتَانِ السورتان فَجعل كلما قَرَأَ آيَة انْحَلَّت عقدَة {قل أعوذ بِرَبّ الفلق} و {قل أعوذ بِرَبّ النَّاس} وَأخرج ابْن سعد من طَرِيق جُوَيْبِر عَن الضَّحَّاك عَن ابْن عَبَّاس مثله وَفِيه نزُول السورتين وَإنَّهُ كلما قَرَأَ آيَة انْحَلَّت عقدَة

وَأخرج أَبُو نعيم عَن أنس قَالَ صنعت الْيَهُود لرَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم شَيْئا فَأَصَابَهُ من ذَلِك وجع شَدِيد فَأَتَاهُ جِبْرِيل بالمعوذتين فعوذه بهما فَخرج إِلَى أَصْحَابه صَحِيحا

وَأخرج ابْن سعد عَن عبد الرَّحْمَن بن كَعْب بن مَالك قَالَ إِنَّمَا سحره بَنَات أعصم أَخَوَات لبيد وَكَانَ لبيد هُوَ الَّذِي ذهب بِهِ فَأدْخلهُ تَحت راعوفة الْبِئْر ودس بَنَات أعصم إِحْدَاهُنَّ فَدخلت على عَائِشَة فَسمِعت عَائِشَة تذكر مَا أنكر رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم من بَصَره ثمَّ خرجت إِلَى أخواتها فأخبرتهن بذلك فَقَالَت إِحْدَاهُنَّ إِن يكن نَبيا فسيخبر وَإِن لم يكن غير ذَلِك فَسَوف يدلهه هَذَا السحر حَتَّى يذهب عقله فدله اللّه تعلى عَلَيْهِ

وَأخرج ابْن سعد عَن عمر بن الحكم قَالَ سحر النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمحرم مرجعه من الْحُدَيْبِيَة

بَاب إخْبَاره بِمَا فتح من ردم يَأْجُوج وَمَأْجُوج

أخرج الشَّيْخَانِ عَن زَيْنَب أم الْمُؤمنِينَ قَالَت اسْتَيْقَظَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم من النّوم محمرا وَجهه وَهُوَ يَقُول (لَا إِلَه إِلَّا اللّه ويل للْعَرَب من شَرّ قد اقْترب فتح الْيَوْم من ردم يَأْجُوج وَمَأْجُوج مثل هَذِه وَحلق حَلقَة)

بَاب إخْبَاره رجَالًا بِمَا حد ثَوَابه أنفسهم

أخرج الْحَاكِم وَصَححهُ وَالطَّبَرَانِيّ عَن سَلمَة بن الْأَكْوَع أَنه كَانَ مَعَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِذْ جَاءَ رجل فَقَالَ من أَنْت قَالَ أَنا نَبِي قَالَ وَمَا نَبِي قَالَ رَسُول

اللّه قَالَ مَتى تقوم السَّاعَة فَقَالَ غيب وَلَا يعلم الْغَيْب إِلَّا اللّه قَالَ أَرِنِي سَيْفك فَأعْطَاهُ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم سَيْفه فهزه الرجل ثمَّ رده عَلَيْهِ فَقَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم أما أَنَّك لم تكن تَسْتَطِيع الَّذِي أردْت قَالَ وَقد كَانَ زَاد الطَّبَرَانِيّ ثمَّ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِن هَذَا أقبل فَقَالَ آتيه فَاسْأَلْهُ ثمَّ أَخذ السَّيْف فَأَقْتُلهُ ثمَّ أغمد السَّيْف

وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَأَبُو يعلى وَالْبَزَّار وَالْبَيْهَقِيّ عَن أنس قَالَ ذكرُوا رجلا عِنْد النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَذكرُوا قوته فِي الْجِهَاد واجتهاده فِي الْعِبَادَة فَإِذا هم بِالرجلِ مقبل فَقَالَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِنِّي لأرى فِي وَجهه سفعة من الشَّيْطَان فَلَمَّا دنا سلم فَقَالَ لَهُ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم هَل حدثت نَفسك بِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْقَوْم أحد خير مِنْك قَالَ نعم ثمَّ ذهب فاختط مَسْجِدا ووقف يُصَلِّي فَقَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم من يقوم إِلَيْهِ فيقتله فَقَامَ أَبُو بكر فَانْطَلق فَوَجَدَهُ يُصَلِّي فَرجع فَقَالَ وجدته يُصَلِّي فَهبت أَن أَقتلهُ فَقَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم أَيّكُم يقوم إِلَيْهِ فيقتله فَقَامَ عمر فَصنعَ كَمَا صنع أَبُو بكر فَقَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم أَيّكُم يقوم فيقتله فَقَالَ عَليّ أَنا قَالَ أَنْت إِن أَدْرَكته فَذهب فَوَجَدَهُ قد انْصَرف فَرجع فَقَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم هَذَا أول قرن خرج من أمتِي لَو قتلته مَا اخْتلف اثْنَان بعده فِي أمتِي

وَأخرج أَحْمد وَالْبَزَّار وَأَبُو يعلى وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن وابصة الْأَسدي قَالَ جِئْت لأسأل النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم عَن الْبر وَالْإِثْم فَقَالَ من قبل أَن أسأله عَنهُ يَا وابصة أخْبرك بِمَا جِئْت تَسْأَلنِي عَنهُ قلت اخبرني يَا رَسُول اللّه قَالَ جِئْت تَسْأَلنِي عَن الْبر وَالْإِثْم قلت أَي وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ فَقَالَ (الْبر مَا انْشَرَحَ لَهُ صدرك وَالْإِثْم مَا حاك فِي نَفسك وَإِن أَفْتَاك عَنهُ النَّاس)

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن ابْن عمر قَالَ كنت عِنْد النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَجَاءَهُ رجلَانِ أنصارى وثقفي يسألان فَقَالَ للثقفي سل من حَاجَتك وَإِن شِئْت أَنْبَأتك بِالَّذِي جِئْت تسْأَل عَنهُ قَالَ انبئني فَذَاك أعجب إِلَيّ يَا رَسُول اللّه قَالَ فانك جِئْت تسْأَل عَن صَلَاتك بِاللَّيْلِ وَعَن ركوعك وَعَن سجودك وَعَن صيامك وَعَن غسلك من الْجَنَابَة فَقَالَ وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ إِن ذَلِك الَّذِي جِئْت أَسأَلك عَنهُ ثمَّ قَالَ للْأَنْصَارِيِّ سل وَإِن شِئْت أَنْبَأتك بِالَّذِي جِئْت تسْأَل عَنهُ قَالَ انبئني فَذَاك

أعجب إِلَيّ يَا رَسُول اللّه فَقَالَ فأنك جِئْت تسْأَل عَن خُرُوجك من بَيْتك تؤم الْبَيْت الْعَتِيق وَتقول مَاذَا لي فِيهِ وَعَن وقوفك بِعَرَفَات وَعَن حلقك رَأسك وَعَن طوافك بِالْبَيْتِ وَعَن رميك الْجمار قَالَ أَي وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ إِن هَذَا الَّذِي جِئْت أسأَل عَنهُ وَورد مثله من حَدِيث أنس وَقد تقدم فِي بَاب حجَّة الْوَدَاع وَمن حَدِيث عبَادَة بن الصَّامِت أخرجه أَبُو نعيم

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن عقبَة بن عَامر الْجُهَنِيّ قَالَ جَاءَ رجال من أهل الْكتاب مَعَهم مصاحف فَاسْتَأْذنُوا على النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَدخلت فَأَخْبَرته فَقَالَ مَا لي وَلَهُم يَسْأَلُونِي عَمَّا لَا أَدْرِي إِنَّمَا أَنا عبد لَا أعلم إِلَّا مَا عَلمنِي رَبِّي ثمَّ تَوَضَّأ وَخرج إِلَى الْمَسْجِد فصلى رَكْعَتَيْنِ ثمَّ انْصَرف فَقَالَ لي وَأَنا أرى السرُور فِي وَجهه أَدخل الْقَوْم عَليّ فَدَخَلُوا فَقَالَ إِن شِئْتُم أَخْبَرتكُم عَمَّا جئْتُمْ تسألونني عَنهُ من قبل أَن تكلمُوا قَالُوا بلَى فَأخْبرنَا قَالَ جئْتُمْ تَسْأَلُونِي عَن ذِي القرنين أَن أول أمره أَنه كَانَ غُلَاما من الرّوم أعطي ملكا فَسَار حَتَّى أَتَى سَاحل أَرض مصر فأبتني مَدِينَة يُقَال لَهَا إسكندرية فَلَمَّا فرغ من بنائها بعث اللّه لَهُ ملكا فعرج بِهِ فاستعلى بَين السَّمَاء وَالْأَرْض ثمَّ قَالَ لَهُ أنظر مَا تَحْتك قَالَ أرى مدينتين فاستعلى بِهِ ثَانِيَة فَقَالَ لَهُ أنظر مَا تَحْتك لست أرى شَيْئا فَقَالَ لَهُ المدينتين هُوَ الْبَحْر المستدير وَقد جعل اللّه مسلكا تسلك بِهِ تعلم الْجَاهِل وَتثبت الْعَالم قَالَ ثمَّ جوزه فابتني السد بَين جبلين زلقين لَا يسْتَقرّ عَلَيْهِمَا شَيْء فَلَمَّا فرغ مِنْهُ سَار فِي الأَرْض فَأتى على قوم وُجُوههم كوجوه الْكلاب فَلَمَّا قطعهم أَتَى على قوم فَسَار فَلَمَّا قطعهم أَتَى على قوم من الْحَيَّات تلتقم الْحَيَّة مِنْهُم الصَّخْرَة الْعَظِيمَة ثمَّ أَتَى على الغرانيق فَقَالُوا هَكَذَا نجد فِي كتَابنَا

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن جَابر بن عبد اللّه قَالَ جَاءَ رجل إِلَى النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ يَا رَسُول اللّه إِن أبي يُرِيد أَن يَأْخُذ مَالِي فَدَعَا أَبَاهُ فهبط جِبْرِيل فَقَالَ إِن الشَّيْخ قد قَالَ فِي نَفسه شَيْئا لم تسمعه أذنَاهُ فَقَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قلت فِي نَفسك شَيْئا لم تسمعه

أذناك قَالَ لَا يزَال يزيدنا اللّه تَعَالَى بك بَصِيرَة ويقينا نعم قَالَ هَات فأنشا يَقُول

(غذوتك مولودا ومنتك يافعا ... تعل بِمَا أجني عَلَيْك وتنهل)

(إِذا لَيْلَة ضاقتك بِالسقمِ لم أَبَت ... لسقمك إِلَّا ساهرا أتململ)

(تخَاف الردى نَفسِي عَلَيْك وَأَنَّهَا ... لتعلم أَن الْمَوْت حتم مُوكل)

(كَأَنِّي أَنا المطروق دُونك بِالَّذِي ... طرقت بِهِ دوني فعيناي تهمل)

(فَلَمَّا بلغت السن والغاية الَّتِي ... إِلَيْك مدى مَا كنت فِيك أُؤَمِّل)

(جعلت جزائي غلظة وفظاظة ... كَأَنَّك أَنْت الْمُنعم المتفضل)

(فليتك إِذْ لم ترع حق أبوتي ... كَمَا يفعل الْجَار المجار تفعل) فَبكى رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم وَأخذ بتلبيب ابْنه وَقَالَ أَنْت وَمَالك لأَبِيك

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن عَليّ قَالَ خطبت فَاطِمَة إِلَى رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَت لي مولاة لي هَل علمت أَن فَاطِمَة قد خطبت فَمَا يمنعك أَن تَأتي رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فِيهَا فَأَتَيْته وَكَانَ لرَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم جلالة وهيبة فَلَمَّا قعدت بَين يَدَيْهِ أفحمت فو اللّه مَا اسْتَطَعْت أَن أَتكَلّم فَقَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (مَا جَاءَ بك فَسكت فَقَالَ لَعَلَّك جِئْت تخْطب فَاطِمَة قلت نعم)

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ أَصَابَنَا جوع مَا أَصَابَنَا مثله قطّ فَقَالَت لي أُخْتِي أذهب إِلَى رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَاسْأَلْهُ فدئت فَإِذا هُوَ يخْطب فَقَالَ من يستعفف يعفه اللّه وَمن يسْتَغْن يغنه اللّه فَقلت فِي نَفسِي وَاللّه لكَأَنَّمَا أردْت بِهَذَا إِلَّا جرم لَا أسأله شَيْئا فَرَجَعت إِلَى أُخْتِي فَأَخْبَرتهَا فَقَالَت أَحْسَنت فَلَمَّا كَانَ من الْغَد فَإِنِّي وَاللّه لأتعب نَفسِي تَحت الأجم إِذْ وجدت من دَرَاهِم يهود

فابتعنا بِهِ وأكلنا مِنْهُ وَجَاءَت الدُّنْيَا فَمَا من أهل بَيت من الْأَنْصَار أَكثر أَمْوَالًا منا وَأخرجه ابْن سعد بِلَفْظ فَكَانَ أول مَا واجهني بِهِ وبلفظ فَقلت مَا قَالَ هَذَا القَوْل إِلَّا من أَجلي وبلفظ فأتاح اللّه لي رزقا مَا كنت أحتسبه

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بالمنافقين

أخرج الْبَيْهَقِيّ عَن ابْن مَسْعُود قَالَ خَطَبنَا رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ فِي خطبَته (أَيهَا النَّاس إِن مِنْكُم منافقين فَمن سميت فَليقمْ قُم يَا فلَان قُم يَا فلَان حَتَّى عد سِتا وَثَلَاثِينَ)

وَأخرج ابْن سعد عَن ثَابت الْبنانِيّ قَالَ اجْتمع المُنَافِقُونَ فتكلموا بَينهم فَقَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (إِن رجَالًا مِنْكُم اجْتَمعُوا فَقَالُوا كَذَا وَقَالُوا وَكَذَا فَقومُوا فاستغفروا اللّه واستغفر لكم فَلم يقومُوا فَقَالَ ذَلِك ثَلَاث مَرَّات فَقَالَ لتقومن أَو لأسمينكم بأسمائكم فَقَالَ قُم يَا فلَان فَقَامُوا خزايا متقنعين)

وَأخرج أَحْمد وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَالْبَيْهَقِيّ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ بَيْنَمَا رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم جَالس فِي ظلّ حجرَة من حجره وَعِنْده نفر من الْمُسلمين قد كَانَ يقلص عَنْهَا الظل قَالَ سَيَأْتِيكُمْ رجل ينظر إِلَيْكُم بعيني شَيْطَان فَلَا تُكَلِّمُوهُ فَدخل رجل أَزْرَق فَقَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم على مَا تسبني أَنْت وَفُلَان وَفُلَان فَانْطَلق إِلَيْهِم فَدَعَا بهم فَحَلَفُوا وَاعْتَذَرُوا فَأنْزل اللّه تَعَالَى {يَوْم يَبْعَثهُم اللّه جَمِيعًا فَيحلفُونَ لَهُ كَمَا يحلفُونَ لكم} الْآيَة

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بِحَال من نحر نَفسه

أخرج الْبَيْهَقِيّ عَن جَابر بن سَمُرَة قَالَ جَاءَ رجل إِلَى رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ إِن فلَانا مَاتَ فَقَالَ لم يمت فَعَاد الثَّانِيَة فَقَالَ إِن فلَانا مَاتَ فَقَالَ لم يمت فَعَاد الثَّالِثَة فَقَالَ إِن فلَانا نحر نَفسه بمشقص فَلم يصل عَلَيْهِ

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بِإِسْلَام أبي الدَّرْدَاء

أخرج الْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن جُبَير بن نفير قَالَ كَانَ أَبُو الدَّرْدَاء يعبد صنما وَأَن عبد اللّه بن رَوَاحَة وَمُحَمّد بن مسلمة دخلا بَيته فكسرا صنمه فَرجع أَبُو الدَّرْدَاء فَرَآهُ فَقَالَ وَيحك هلا دفعت عَن نَفسك ثمَّ ذهب إِلَى النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَنظر إِلَيْهِ ابْن رَوَاحَة مُقبلا فَقَالَ هَذَا أَبُو الدَّرْدَاء وَمَا أرى جَاءَ إِلَّا فِي طلبنا فَقَالَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (لَا إِنَّمَا جَاءَ ليسلم فَإِن رَبِّي وَعَدَني بِأبي الدَّرْدَاء أَن يسلم)

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم عَن السحابة الَّتِي مطرَت بِالْيمن

أخرج الْبَيْهَقِيّ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ أصابتنا سَحَابَة فَخرج علينا النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ (إِن ملكا موكلا بالسحاب دخل عَليّ آنِفا فَسلم عَليّ وَأَخْبرنِي أَنه يَسُوق السَّحَاب إِلَى وَاد بِالْيمن يُقَال لَهُ صَرِيح فجاءنا رَاكب بعد ذَلِك فَسَأَلْنَاهُ عَن السحابة فَأخْبر أَنهم مُطِرُوا فِي ذَلِك الْيَوْم)

قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَله شَاهد مُرْسل عَن بكر بن عبد اللّه الْمُزنِيّ أَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم أخبر عَن ملك السَّحَاب أَنه يَجِيء من بلد كَذَا وَأَنَّهُمْ مُطِرُوا يَوْم كَذَا وَأَنه سَأَلَهُ مَتى تمطر بلدنا فَقَالَ يَوْم كَذَا وَعِنْده نَاس من الْمُنَافِقين فحفظوه ثمَّ سَأَلُوا عَن ذَلِك فوجدوا تَصْدِيقه فآمنوا وَذكروا ذَلِك للنَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لَهُم زادكم اللّه إِيمَانًا

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم صَاحب الجبذة بهَا

أخرج ابْن سعد وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَالْبَيْهَقِيّ عَن أبي شهم قَالَ رَأَيْت جَارِيَة فِي بعض طرق الْمَدِينَة فَأَهْوَيْت بيَدي إِلَى خَاصرتهَا فَلَمَّا كَانَ من الْغَد أَتَى النَّاس النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم ليبايعوه فبسطت يَدي فَقلت بايعني يَا رَسُول اللّه فَقَالَ (السِّت صَاحب الجبيذة أمس قلت يَا رَسُول اللّه بايعني فو اللّه لَا أَعُود أبدا قَالَ فَنعم إِذا)

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بِالشَّاة الَّتِي أخذت بِغَيْر حق

أخرج الْبَيْهَقِيّ عَن رجل من الْأَنْصَار دعت امْرَأَة النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِلَى طَعَام فَلَمَّا وضع أَخذ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لقْمَة فَجعل يلوكها فِي فَمه ثمَّ قَالَ أجد لحم شَاة أخذت بِغَيْر حق فَسَأَلت الْمَرْأَة فَذكرت أَن جارتها أرسلتها بِغَيْر إِذن زَوجهَا

وَأخرج النَّسَائِيّ وَالْحَاكِم وَصَححهُ عَن جَابر أَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم وَأَصْحَابه مروا بِامْرَأَة فذبحت لَهُم شَاة واتخذت لَهُم طَعَاما فَلَمَّا رجعُوا قَالَت يَا رَسُول اللّه إِنَّا اتخذنا لكم طَعَاما فادخلوا فَكُلُوا فَدخل هُوَ وَأَصْحَابه فَأخذ لقْمَة فَلم يسْتَطع أَن يسيغها فَقَالَ هَذِه شَاة ذبحت بِغَيْر إِذن أَهلهَا فَقَالَت الْمَرْأَة يَا نَبِي اللّه إِنَّا لَا تحتشم من آل معَاذ وَلَا يحتشمون منا أَن نَأْخُذ وَيَأْخُذُونَ منا

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بشأن السَّارِق

أخرج الْحَاكِم وَصَححهُ عَن الْحَارِث بن حَاطِب أَن رجلا سرق على عهد رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَأتي بِهِ فَقَالَ اقْتُلُوهُ فَقَالُوا إِنَّمَا سرق قَالَ فاقطعوه ثمَّ سرق أَيْضا فَقطع ثمَّ سرق على عهد أبي بكر فَقطع ثمَّ سرق فَقطع حَتَّى قطعت قوائمه ثمَّ سرق الْخَامِسَة فَقَالَ أَبُو بكر كَانَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم أعلم بِهَذَا حَيْثُ أَمر بقتْله اذْهَبُوا بِهِ فَاقْتُلُوهُ فَقَتَلُوهُ

٢٤-١بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بشأن الصائمة المغتابة

أخرج الْبَيْهَقِيّ عَن أبي البخْترِي قَالَ كَانَت امْرَأَة فِي لسانها ذرابة فَأَتَت النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَلَمَّا أمست دَعَاهَا إِلَى طَعَامه فَقَالَت أما أَنِّي كنت صَائِمَة قَالَ مَا صمت فَلَمَّا كَانَ الْيَوْم الآخر تحفظت بعض التحفظ فَلَمَّا أمست دَعَاهَا إِلَى طَعَامه فَقَالَت أما أَنِّي كنت الْيَوْم صَائِمَة قَالَ كذبت فَلَمَّا كَانَ الْيَوْم الآخر تحفظت فَلم يكن مِنْهَا شَيْء فَلَمَّا أمست دَعَاهَا إِلَى طَعَامه فَقَالَت أما أَنِّي كنت صَائِمَة قَالَ الْيَوْم صمت // مُرْسل //

وَأخرج الطَّيَالِسِيّ وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَابْن أبي الدُّنْيَا فِي ذمّ الْغَيْبَة عَن أنس قَالَ أَمر النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بِصَوْم يَوْم وَقَالَ لَا يفطرن أحد مِنْكُم حَتَّى أذن لَهُ فصَام النَّاس حَتَّى أَمْسوا فَجعل الرجل يَجِيء فَيَقُول يَا رَسُول اللّه إِنِّي ظللت صَائِما فَأذن لي فَأفْطر فَيَأْذَن لَهُ حَتَّى إِذا جَاءَ رجل فَقَالَ يَا رَسُول اللّه امْرَأَتَانِ من أهلك ظلتا صائمتين وأنهما تستحيان أَن تأتياك فَأذن لَهما أَن تفطرا فاعرض عَنهُ ثمَّ عاوده فاعرض عَنهُ ثمَّ عاوده فاعرض عَنهُ فَقَالَ إنَّهُمَا لم تصوما وَكَيف صَامَ من ظلّ يَأْكُل لُحُوم النَّاس إذهب فمرهما إِن كَانَتَا صائمتين فلتستقيئا فَرجع إِلَيْهِمَا فَأَخْبرهُمَا فاستقاءتا فقاءت كل وَاحِدَة علقَة من دم فَرجع إِلَى النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَأخْبرهُ فَقَالَ وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَو بقيت فِي بطونهما لأكلتهما النَّار

وَأخرج أَحْمد وَأَبُو يعلى وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَابْن أبي الدُّنْيَا فِي ذمّ الْغَيْبَة عَن عبيد مولى رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم أَن إمرأتين صامتا وَأَن رجلا قَالَ يَا رَسُول اللّه إِن هَهُنَا إمرأتين صامتا وإنهما كادتا أَن تموتا من الْعَطش قَالَ إدعهما فجاءتا فجيء بقدح أَو عس فَقَالَ لإحداهما قيئي فقاءت قَيْحا ودما وصديدا وَلَحْمًا حَتَّى مَلَأت نصف الْقدح ثمَّ قَالَ لِلْأُخْرَى قيئي فقاءت من قيح وَدم وصديد وَلحم عبيط وَغَيره

حَتَّى مَلَأت الْقدح فَقَالَ إِن هَاتين صامتا عَمَّا أحل اللّه لَهما وأفطرتا على مَا حرم اللّه عَلَيْهِمَا جَلَست إِحْدَاهمَا إِلَى الْأُخْرَى فجعلتا تأكلان لُحُوم النَّاس

الْعس بِضَم الْعين وَتَشْديد السِّين الْمُهْمَلَتَيْنِ الْقدح الْعَظِيم والعبيط بِفَتْح الْمُهْملَة وموحدة وتحتانية وطاء مُهْملَة الطريء

وَأخرج ابْن أبي الدُّنْيَا عَن عَائِشَة قَالَت قلت لإمرأة مرت وَأَنا عِنْد رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِن هَذِه بطويلة الذيل فَقَالَت الفظي الفظي فلفظت مُضْغَة من لحم

وَأخرج الْحَاكِم وَصَححهُ عَن زيد بن ثَابت قَالَ بَيْنَمَا رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم جَالس مَعَ أَصْحَابه إِذْ قَامَ فَدخل فَمر بِلَحْم هَدِيَّة إِلَى رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ الْقَوْم يَا زيد لَو قُمْت إِلَى النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقلت لَهُ إِن رَأَيْت أَن تبْعَث إِلَيْنَا من هَذَا اللَّحْم فَقَالَ ارْجع إِلَيْهِم فقد أكلُوا لَحْمًا بعْدك فَرَجَعت فَأَخْبَرتهمْ فَقَالُوا مَا أكلنَا لَحْمًا وَإِن هَذَا لأمر حدث فَجَاءُوا إِلَيْهِ فَقَالَ كَأَنِّي أنظر إِلَى خضرَة لحم زيد فِي أسنانكم فَقَالُوا أَي وَاللّه يَا رَسُول اللّه فَاسْتَغْفر لنا فَاسْتَغْفر لَهُم

وَأخرج الضياء الْمَقْدِسِي فِي المختارة عَن أنس قَالَ كَانَت الْعَرَب يخْدم بَعْضهَا بَعْضًا فِي الْأَسْفَار وَكَانَ لأبي بكر وَعمر رجل يَخْدُمهُمَا فَنَامَا فَاسْتَيْقَظَا وَلم يهيء لَهما طَعَاما فَقَالَا إِنَّه لنؤوم فأبقظاه فَقَالَا ائْتِ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقل لَهُ إِن أَبَا بكر وَعمر يقرئانك السَّلَام ويستأدمانك فَقَالَ إنَّهُمَا ائتدما فجاءا فَقَالَا يَا رَسُول اللّه بِأَيّ شَيْء أئتدمنا قَالَ بِلَحْم أَخِيكُمَا وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ إِنِّي لأرى لَحْمه بَين ثَنَايَاكُمَا فَقَالَا إستغفر لنا يَا رَسُول اللّه قَالَ مراه فليستغفر لَكمَا

بَاب إِذا أَتَاكُم سَائل فَلَا تردوه

أخرج الْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن أم سَلمَة قَالَت أهْدى إِلَيّ بضعَة من لحم فَقلت للخادم ارفعيها إِلَى رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم وَجَاء سَائل فَقَامَ على الْبَاب فَقَالَ تصدقوا بَارك اللّه فِيكُم فَقُلْنَا لَهُ بَارك اللّه تَعَالَى فِيك وَذهب السَّائِل وَجَاء النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقلت للخادم قربي إِلَيْهِ اللَّحْم فَجَاءَت بهَا فَإِذا هِيَ قد صَارَت مروة حجر

فَقَالَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم أَتَاكُم الْيَوْم سَائل فرددتموه قلت نعم قَالَ كَانَ ذَلِك لذَلِك فَمَا زَالَت حجرا فِي نَاحيَة بَيتهَا تدق عَلَيْهَا حَتَّى مَاتَت

بَاب لَا تغيب الشَّمْس حَتَّى يأتيكم اللّه برزق

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ بِسَنَد صَحِيح عَن أبي مَسْعُود قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فِي غزَاة فَأصَاب النَّاس جهد حَتَّى رَأَيْت الكآبة فِي وُجُوه الْمُسلمين والفرح فِي وُجُوه الْمُنَافِقين فَلَمَّا رأى ذَلِك رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ وَاللّه لَا تغيب الشَّمْس حَتَّى يأتيكم اللّه برزق فَعلم عُثْمَان أَن اللّه وَرَسُوله سيصدقان فَاشْترى عُثْمَان أَربع عشرَة رَاحِلَة بِمَا عَلَيْهَا من الطَّعَام فَوجه إِلَى النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم مِنْهَا بتسع فَعرف الْفَرح فِي وُجُوه الْمُسلمين والكآبة فِي وُجُوه الْمُنَافِقين فَرَأَيْت النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم رفع يَدَيْهِ حَتَّى رُؤِيَ بَيَاض إبطَيْهِ يَدْعُو لعُثْمَان دُعَاء مَا سمعته دَعَا لأحد قبله

وَأخرج أَبُو نعيم عَن مَسْعُود بن الضَّحَّاك اللَّخْمِيّ أَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم سَمَّاهُ مُطَاعًا وَقَالَ لَهُ أَنْت مُطَاع فِي قَوْمك وَقَالَ لَهُ إمض إِلَى أَصْحَابك فَمن دخل تَحت رَايَتك هَذِه فَهُوَ آمن فَمضى إِلَيْهِم فأطاعوه وأقبلو مَعَه إِلَى النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالُوا إدع اللّه تَعَالَى لنا على جرش فَقَالَ لَهُم جرش الأجراش يكثرون ويقل النَّاس فقالو يَا رَسُول اللّه الْآن دَعَوْت لَهُم بِالْكَثْرَةِ فَقَالَ جَاءَنِي جِبْرِيل فَأَخْبرنِي أَن مسعودا يقاتلني بكرَة مُشْركًا ويأتيني بالْعَشي مُؤمنا فَلَمَّا كَانَ مَعَ زَوَال الشَّمْس أقبل مَسْعُود فَآمن وَكَانَ مُطَاعًا يَأْخُذ الرَّايَة إِذا وَقع بَين الْقَبَائِل شَرّ فيصلح بَينهم

بَاب مبايعة رجلَيْنِ مذحجيين للنَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم

أخرج ابْن سعد عَن أبي عبد الرَّحْمَن الْجُهَنِيّ قَالَ بَيْنَمَا نَحن عِنْد رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِذْ طلع راكبان فَلَمَّا رآهما قَالَ كنديان مذحجيان حَتَّى أَتَيَاهُ فَإِذا رجلَانِ من مذْحج فبايعاه

بَاب بعث الرَّسُول صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم هَدِيَّة إِلَى عُثْمَان رَضِي اللّه عَنهُ

أخرج ابْن عَسَاكِر من طَرِيق أبي عَاصِم قَالَ حَدثنِي مولى لعُثْمَان بن عَفَّان أَن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بعث إِلَى عُثْمَان بهدية فاحتبس الرَّسُول ثمَّ جَاءَ فَقَالَ لَهُ الرَّسُول صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم مَا حَبسك ثمَّ قَالَ إِن شِئْت أَخْبَرتك بِمَا حَبسك كنت تنظر إِلَى عُثْمَان مرّة وَإِلَى رقية مرّة أَيهمَا أحسن قَالَ أَي وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ أَنه الَّذِي حَبَسَنِي

وَأخرج ابْن عَسَاكِر من طَرِيق الزبير بن بكار قَالَ حَدثنِي مُحَمَّد بن سَلام الجُمَحِي قَالَ حَدثنِي أَبُو الْمِقْدَام مولى عُثْمَان بن عَفَّان قَالَ بعث النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم مَعَ رجل بظلف إِلَى عُثْمَان بن عَفَّان فاحتبس الرجل فَقَالَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِن شِئْت أَخْبَرتك مَا حَبسك قَالَ نعم يَا رَسُول اللّه قَالَ تنظر إِلَى عُثْمَان ورقية تعجب من حسنهما

بَاب جَامع

أخرج الْحَاكِم وَصَححهُ عَن ابْن مَسْعُود قَالَ قَالَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (يطلع عَلَيْكُم رجل من أهل الْجنَّة فَاطلع أَبُو بكر فَسلم ثمَّ جلس)

وَأخرج أَحْمد عَن عمروبن الْعَاصِ أَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (أول من يدْخل من هَذَا الْبَاب رجل من أهل الْجنَّة فَدخل سعد بن أبي وَقاص)

وَأخرج أَبُو يعلى وَابْن عدي وَالْبَيْهَقِيّ وَابْن عَسَاكِر عَن ابْن عمر قَالَ كُنَّا جُلُوسًا عِنْد النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ (يدْخل عَلَيْكُم من ذَا الْبَاب رجل من أهل الْجنَّة فَإِذا سعد بن أبي وَقاص قد طلع)

وَأخرج الْبَزَّار عَن عمر أَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (يدْخل عَلَيْكُم رجل من أهل الْجنَّة فَدخل سعد) قَالَ ذَلِك فِي ثَلَاثَة أَيَّام كل ذَلِك يدْخل سعد

وَأخرج أَحْمد وَالْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ فِي الآوسط عَن جَابر بن عبد اللّه قَالَ خرج رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم زَائِرًا لسعد بن الرّبيع فَجَلَسَ وَجَلَسْنَا مَعَه فَقَالَ (يطلع عَلَيْكُم

الْآن رجل من أهل الْجنَّة فطلع أَبُو بكر ثمَّ قَالَ يطلع عَلَيْكُم رجل من أهل الْجنَّة فطلع عمر ثمَّ قَالَ يطلع عَلَيْكُم رجل من أهل الْجنَّة فطلع عُثْمَان ثمَّ قَالَ يطلع عَلَيْكُم رجل من أهل الْجنَّة أللّهم إِن شِئْت جعلته عليا فطلع عَليّ)

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن سلمى امْرَأَة أبي رَافع قَالَت إِنِّي لمع رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ (ليطلعن عَلَيْكُم رجل من أهل الْجنَّة إِذا سَمِعت الخشفة فَإِذا عَليّ بن أبي طَالب)

وَأخرج ابْن سعد عَن عبد الرَّحْمَن بن سابط قَالَ خطب رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم امْرَأَة من كلب فَبعث عَائِشَة تنظر إِلَيْهَا فَذَهَبت ثمَّ رجعت فَقَالَ لَهَا رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم مَا رَأَيْت قَالَت مَا رَأَيْت طائلا فَقَالَ لَهَا رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لقد رَأَيْت طائلا لقد رَأَيْت خالا بخدها اقشعرت كل شَعْرَة مِنْك فَقَالَت يَا رَسُول اللّه مَا دُونك سر

وَأخرج الْخَطِيب وَابْن عَسَاكِر من طَرِيق ابْن سابط عَن عَائِشَة أَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم أرسلها إِلَى امْرَأَة خطبهَا لتراها فَقَالَت مَا رَأَيْت طائلا فَقَالَ (لقد رَأَيْت خالا بخدها اقشعرت ذوائبك) قَالَت فَقلت مَا دُونك سر وَمن يَسْتَطِيع أَن يكتمك

وَأخرج ابْن سعد عَن الْعَبَّاس بن عبد اللّه بن معبد أَن خَالِد بن الْوَلِيد أَرَادَ الْخُرُوج إِلَى مَكَّة وَأَنه إستأذن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فِي رجل من بني بكر يُرِيد أَن يَصْحَبهُ فَقَالَ لَهُ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم اخْرُج بِهِ واخوك الْبكْرِيّ فَلَا تأمنه فَخرج بِهِ فَاسْتَيْقَظَ خَالِد وَقد سل السَّيْف يُرِيد أَن يقْتله بِهِ فَقتله خَالِد

وَأخرج أَبُو نعيم فِي الْمعرفَة وَابْن سعد عَن عَمْرو بن الفغواء الْخُزَاعِيّ قَالَ دَعَاني رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم وَقد أَرَادَ أَن يَبْعَثنِي إِلَى أبي سُفْيَان بِمَال إِلَى مَكَّة يقسمهُ فِي قُرَيْش بعد الْفَتْح بِمَكَّة فَقَالَ التمس صاحبا فَجَاءَنِي عَمْرو بن أُميَّة الضمرِي قَالَ بَلغنِي أَنَّك تُرِيدُ الْخُرُوج إِلَى مَكَّة فَأَنا صَاحبك فَأخْبرت النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ إِذا هَبَطت بِلَاد قومه فأحذره فَأَنَّهُ قد قَالَ الْقَائِل أَخُوك الْبكْرِيّ فَلَا تأمنه فخرجنا حَتَّى إِذا جِئْت الابواء قَالَ إِنِّي أُرِيد حَاجَة إِلَى قومِي قومِي فتلبث لي فَقلت راشدا فَلَمَّا ولي ذكرت قَول رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فشددت على بَعِيري فَخرجت أوضعه حَتَّى إِذا كنت بالأصافر إِذا هُوَ يعارضني فِي رَهْط قَالَ وأوضعت فسبقته فَلَمَّا رأى قومه

فوتي انصرفوا وَجَاءَنِي قَالَ كَانَت لي حَاجَة إِلَى قومِي قلت أجل ومضينا حَتَّى قدمنَا مَكَّة

وَأخرج أَبُو يعلى بِسَنَد صَحِيح عَن أنس قَالَ خرج رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ غَضْبَان فَخَطب النَّاس فَقَالَ لَا تَسْأَلُونِي عَن شَيْء الْيَوْم إِلَّا أَخْبَرتكُم بِهِ وَنحن نرى إِن جِبْرِيل مَعَه فَقَالَ عمر يَا رَسُول اللّه إِنَّا كُنَّا حَدِيث عهد بجاهلينه فَلَا تبد علينا سوآة فَاعْفُ عَنَّا عَفا اللّه عَنْك

وَأخرج أَبُو يعلى بِسَنَد لَا بَأْس بِهِ عَن ابْن عمر سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول (لَا يزَال هَذَا الْحَيّ من قُرَيْش آمِنين حَتَّى يردوهم عَن دينهم كفَّارًا فَقَامَ إِلَيْهِ رجل فَقَالَ يَا رَسُول اللّه أَفِي الْجنَّة أَنا أم فِي النَّار قَالَ فِي الْجنَّة ثمَّ قَامَ إِلَيْهِ آخر فَقَالَ أَفِي الْجنَّة أَنا أم فِي النَّار قَالَ فِي النَّار ثمَّ قَالَ اسْكُتُوا عني مَا سكت عَنْكُم فلولا أَن لَا تدافنوا لأخبرتكم بملأ من أهل النَّار حَتَّى تعرفوهم وَلَو أمرت أَن أفعل لفَعَلت)

وَأخرج ابْن عبد الحكم فِي فتوح مصر من طَرِيق مَكْحُول عَن معَاذ أَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَوْم بَعثه إِلَى الْيمن حمله على نَاقَته وَقَالَ يَا معَاذ انْطلق حَتَّى تَأتي الْجند فَحَيْثُ مَا بَركت بك هَذِه النَّاقة فَأذن وصل وابتن فِيهِ مَسْجِدا فَانْطَلق معَاذ حَتَّى انْتهى إِلَى الْجند دارت بِهِ النَّاقة وأبت أَن تبرك فَقَالَ هَل من جند غير هَذَا قَالُوا نعم جند ركامة فَلَمَّا أَتَاهُ دارت وبركت فَنزل معَاذ بهَا فَنَادَى بِالصَّلَاةِ ثمَّ قَامَ فصلى

وَأخرج الديلمي عَن ابْن عمر قَالَ أَتَى النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم الْخَبَر من السَّمَاء فِي اللَّيْلَة الَّتِي قتل فِيهَا الْأسود الْعَنسِي فَخرج علينا فَقَالَ قتل الْأسود البارحة قَتله رجل مبارك من أهل بَيت مباركين قيل وَمن هُوَ قَالَ فَيْرُوز

وَأخرج الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ بن سعيد فِي المبهمات عَن مدلوك أَن ضَمْضَم بن قَتَادَة ولد لَهُ مَوْلُود أسود من امْرَأَة من بني عجل فأوحش لذَلِك فَشَكا إِلَى النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ هَل لَك من إبل قَالَ نعم قَالَ فَمَا ألوانها قَالَ فِيهَا الْأَحْمَر

وَالْأسود وَغير ذَلِك قَالَ فَأنى ذَلِك قَالَ عرق نزع قَالَ وَهَذَا عرق نزع قَالَ فَقدم عَجَائِز من بني عجل فأخبرن أَنه كَانَ للْمَرْأَة جدة سَوْدَاء أصل الحَدِيث فِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة

وَأخرج ابْن عَسَاكِر عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ كَانَ رجل لَا يكَاد يرى الْخَيْر وَلَا يعرف لَهُ كثير عمل فَمَاتَ فَقَالَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم هَل علمْتُم أَن اللّه أَدخل فلَانا الْجنَّة فتعجب الْقَوْم فَقَامَ رجل إِلَى أَهله فَسَأَلَ امرأتة عَن عمله فَقَالَت لَهُ مَا كَانَ لَهُ كثير عمل غير أَنه قد كَانَت فِيهِ خصْلَة كَانَ لَا يسمع الْمُؤَذّن فِي ليل وَلَا نَهَار إِلَّا قَالَ مثل قَوْله فجَاء الرجل حَتَّى إِذا كَانَ من النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بِحَيْثُ يسمع الصَّوْت نَادَى مُنَادِي النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم أتيت أهل فلَان فسألتهم عَن عمله فأخبروك بِكَذَا وَكَذَا فَقَالَ الرجل أشهد أَنَّك رَسُول اللّه

بَاب إتقاء الْكَلَام والإنبساط إِلَى النِّسَاء تخوفا من نزُول شَيْء فيهم بالقران

أخرج البُخَارِيّ البُخَارِيّ عَن ابْن عمر قَالَ كُنَّا نتقي الْكَلَام والإنبساط إِلَى نسائنا مَخَافَة أَن ينزل فِينَا شَيْء فَلَمَّا مَاتَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم تكلمنا وانبسطنا

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن سهل بن سعد السَّاعِدِيّ قَالَ تا اللّه لقد كَانَ أَحَدنَا يكف عَن الشَّيْء مَعَ امْرَأَته وَهُوَ وَإِيَّاهَا فِي ثوب وَاحِد تخوفا أَن ينزل فيهم شَيْء من الْقُرْآن

ذكر المعجزات فِيمَا أخبر بِهِ من الكوائن بعده فَوَقع كَمَا أخبر

أخرج مُسلم عَن حُذَيْفَة قَالَ لقد حَدثنِي رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بِمَا يكون حَتَّى تقوم السَّاعَة

وَأخرج الشَّيْخَانِ من وَجه آخر عَنهُ قَالَ قَامَ فِينَا رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم مقَاما مَا ترك فِيهِ شَيْئا إِلَى قيام السَّاعَة إِلَّا ذكره حفظه من حفظه ونسيه من نَسيَه وَأَنه ليَكُون مِنْهُ الشَّيْء قد كنت نَسِيته فَأرَاهُ فاذكره كَمَا يدْخل الرجل وَجه الرجل إِذا غَابَ عَنهُ ثمَّ إِذا رَآهُ عرفه

وَأخرج مُسلم عَن أبي زيد قَالَ صلى بِنَا رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم الْفجْر ثمَّ صعد الْمِنْبَر فَخَطَبنَا حَتَّى حضرت الظّهْر ثمَّ نزل فصلى ثمَّ صعد الْمِنْبَر فَخَطَبنَا حَتَّى غربت الشَّمْس فَأخْبرنَا بِمَا كَانَ وَمَا هُوَ كَائِن إِلَى يَوْم الْقِيَامَة فأحفظنا أعلمنَا

وَأخرج أَحْمد وَابْن سعد وَالطَّبَرَانِيّ عَن أبي ذَر قَالَ لقد تركنَا رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم وَمَا يقلب طَائِر جناحيه فِي السَّمَاء إِلَّا ذكرنَا مِنْهُ علما وَأخرج أَبُو يعلى وَابْن منيع وَالطَّبَرَانِيّ مثله عَن أبي الدَّرْدَاء

وَأخرج أَحْمد وَالْبُخَارِيّ فِي تَارِيخه وَالطَّبَرَانِيّ عَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة قَامَ فِينَا رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم مقَاما فَأخْبرنَا بِمَا يكون فِي أمته إِلَى يَوْم الْقِيَامَة وعاه من وعاه ونسيه من نَسيَه

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن ابْن عمر قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (إِن اللّه قد رفع لي الدُّنْيَا فَأَنا أنظر إِلَيْهَا وَإِلَى مَا هُوَ كَائِن فِيهَا إِلَى يَوْم الْقِيَامَة كَأَنَّمَا أنظر إِلَى كفي هَذِه جليانا جلاه اللّه لنَبيه كَمَا جلاه لِلنَّبِيِّينَ من قبله

وَأخرج أَحْمد عَن سَمُرَة بن جُنْدُب قَالَ كسفت الشَّمْس فصلى النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ قَالَ (إِنِّي وَاللّه لقد رَأَيْت مُنْذُ قُمْت أُصَلِّي مَا أَنْتُم لاقوه من أَمر دنياكم وآخرتكم)

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بِمَا يفتح على أَصْحَابه وَأمته من الدُّنْيَا وَأَنه ليَكُون لَهُم أنماط ويتحاسدون ويقتتلون

أخرج مُسلم عَن أبي سعيدعن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (إِن الدُّنْيَا حلوة خضرَة وَإِن اللّه مستخلفكم فِيهَا لينْظر كَيفَ تَعْمَلُونَ فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقوا النِّسَاء فَإِن أول فتْنَة بني إِسْرَائِيل كَانَت فِي النِّسَاء)

وَأخرج الشَّيْخَانِ عَن عَمْرو بن عَوْف أَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (وَاللّه مَا أخْشَى عَلَيْكُم الْفقر وَلَكِنِّي أخْشَى عَلَيْكُم أَن تبسط عَلَيْكُم الدُّنْيَا كَمَا بسطت على من كَانَ قبلكُمْ فتنافسوا كَمَا تنافسوا وتلهيكم كَمَا ألهتهم)

وَأخرج الشَّيْخَانِ عَن جَابر قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (هَل لكم من أنماط قلت يَا رَسُول اللّه وأنى لنا أنماط قَالَ إِنَّهَا سَتَكُون لكم أنماط فَأَنا أَقُول الْيَوْم لإمرأتي نحي عني أنماطك فَتَقول ألم يقل رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِنَّهَا سَتَكُون لكم أنماط بعدِي)

وَأخرج أَحْمد وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَالْبَيْهَقِيّ عَن طَلْحَة النضري أَن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (عَسى أَن تدركوا زَمَانا حَتَّى يغدي على أحدكُم بحفنة وَيرَاح عَلَيْهِ بِأُخْرَى وتلبسون أَمْثَال أَسْتَار الْكَعْبَة قَالُوا يَا رَسُول اللّه أَنَحْنُ الْيَوْم خير أم ذَاك الْيَوْم

قَالَ بل أَنْتُم الْيَوْم خير أَنْتُم الْيَوْم متحابون وَأَنْتُم يَوْمئِذٍ متباغضون يضْرب بَعْضكُم رِقَاب بعض)

وَأخرج أَبُو نعيم عَن عبد اللّه بن يزِيد إِنَّه دعِي إِلَى طَعَام فَلَمَّا جَاءَ رأى الْبَيْت منجدا فَقعدَ خَارِجا وَبكى فَسئلَ عَن ذَلِك فَقَالَ إِن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (تطالعت إِلَيْكُم الدُّنْيَا ثَلَاثًا ثمَّ قَالَ أَنْتُم الْيَوْم خير إِذا غَدَتْ عَلَيْكُم قَصْعَة وراحت أُخْرَى وَيَغْدُو أحدكُم فِي حلّه وَيروح فِي أُخْرَى وَتَسْتُرُونَ بُيُوتكُمْ كَمَا تستر الْكَعْبَة) قَالَ عبد اللّه أَفلا أبْكِي وَقد رأيتكم تسترون بُيُوتكُمْ كَمَا تستر الْكَعْبَة

وَأخرج أَبُو نعيم عَن ابْن مَسْعُود قَالَ جَاءَ رجل إِلَى النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ أكلتنا الضبع يَعْنِي السّنة فَقَالَ (أَنا لغير الضبع أَخَاف عَلَيْكُم أَن تصب الدُّنْيَا عَلَيْكُم صبا فليت أمتِي لَا يتحلون الذَّهَب) وَأخرج مثله من حَدِيث أبي ذَر وَحُذَيْفَة

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بِفَتْح الْحيرَة

أخرج البُخَارِيّ فِي تَارِيخه وَالطَّبَرَانِيّ وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن خريم بن أَوْس ابْن حَارِثَة بن لَام قَالَ هَاجَرت إِلَى رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم مُنْصَرفه من تَبُوك فَقَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم هَذِه الْحيرَة الْبَيْضَاء قد رفعت لي وَهَذِه الشَّهْبَاء بنت نفيلة الْأَزْدِيَّة على بغلة شهباء معتجرة بخمار أسود فَقلت يَا رَسُول اللّه إِن نَحن دَخَلنَا الْحيرَة فَوَجَدتهَا كَمَا تصف فَهِيَ لي قَالَ هِيَ لَك فَلَمَّا كَانَ زمن أبي بكر وفرغنا من مُسَيْلمَة أَقبلنَا إِلَى الْحيرَة فَأول من تلقانا حِين دخلناها الشَّهْبَاء بنت نفيلة كَمَا قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم على بغلة شهباء معتجرة بخمار أسود فتعلقت بهَا وَقلت هَذِه وَهبهَا لي رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فدعاني خَالِد بن الْوَلِيد عَلَيْهَا بِالْبَيِّنَةِ فَأَتَيْته بهَا وَكَانَت الْبَيِّنَة مُحَمَّد بن مسلمة وَمُحَمّد بن بشر الأنصاريين فسلمها إِلَيّ فَنزل إِلَيْنَا أَخُوهَا يُرِيد الصُّلْح فَقَالَ بِعَينهَا قلت لَا أنقصها وَاللّه من عشر مائَة دِرْهَم فَأَعْطَانِي ألف دِرْهَم فَقيل لي

لَو قلت مائَة ألف لدفعها إِلَيْك فَقلت مَا كنت أَحسب أَن عددا أَكثر من عشر مائَة

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن عدي بن حَاتِم قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (مثلت لي الْحيرَة كأنياب الْكلاب أَو أَنكُمْ ستفتحونها فَقَامَ رجل فَقَالَ يَا رَسُول اللّه هَب لي إبنه نفيلة قَالَ هِيَ لَك فَأَعْطوهُ إِيَّاهَا فجَاء أَبوهَا فَقَالَ تبيعها قَالَ نعم قَالَ بكم قَالَ ألف دِرْهَم قَالَ لَو قلت ثَلَاثِينَ ألف لأخذتها قَالَ وَهل عدد أَكثر من ألف)

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بِفَتْح الْيمن وَالشَّام وَالْعراق

أخرج الشَّيْخَانِ عَن سُفْيَان بن أبي زُهَيْر سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول (تفتح الْيمن فَيَأْتِي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم وَمن أطاعهم وَالْمَدينَة خير لَهُم لَو كانو يعلمُونَ ثمَّ تفتح الشَّام فَيَأْتِي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم وَمن أطاعهم وَالْمَدينَة خير لَهُم لَو كَانُوا يعلمُونَ ثمَّ تفتح الْعرَاق فَيَأْتِي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم وَمن أطاعهم وَالْمَدينَة خير لَهُم لَو كَانُوا يعلمُونَ)

وَأخرج الْحَاكِم وَصَححهُ وَالْبَيْهَقِيّ عَن عبد اللّه بن حِوَالَة الْأَزْدِيّ قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (ستجندون أجنادا جندا بِالشَّام وجندا بالعراق وجندا بِالْيمن قلت خُذ لي يَا رَسُول اللّه قَالَ عَلَيْك بِالشَّام فَمن أَبى فليحق بيمنه وليستق من غدره فَإِن اللّه قد تكفل لي بِالشَّام وَأَهله)

وَأخرج ابْن سعد عَن سعد بن إِبْرَاهِيم قَالَ قَالَ عبد الرَّحْمَن بن عَوْف أقطع لي النَّبِي أَرضًا بِالشَّام يُقَال لَهَا السَّلِيل فَتوفي وَلم يكْتب لي بهَا كتابا وَإِنَّمَا قَالَ لي إِذا فتح اللّه علينا الشَّام فَهِيَ لَك

وَأخرج أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ عَن عَائِشَة أَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم وَقت لأهل الْعرَاق ذَات عرق

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بِفَتْح الْمُقَدّس وَمَا مَعَه

أخرج البُخَارِيّ وَالْحَاكِم وَصَححهُ عَن عَوْف بن مَالك الْأَشْجَعِيّ قَالَ قَالَ لي رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (اعدد سِتا بَين يَدي السَّاعَة موتِي ثمَّ فتح بَيت الْمُقَدّس ثمَّ موتان يَأْخُذ فِيكُم كقعاص الْغنم ثمَّ استفاضه المَال فِيكُم حَتَّى يعْطى الرجل مائَة دِينَار فيظل ساخطا ثمَّ فتنه لَا يبْقى بَيت من الْعَرَب إِلَّا دَخلته ثمَّ هدنه تكون بَيْنكُم وَبَين بني الْأَصْفَر فيغدرون فيأتونكم تَحت ثَمَانِينَ غَايَة تَحت كل غَايَة إثنا عشر ألفا) زَاد الْحَاكِم ثمَّ يغدرون بكم حَتَّى حمل امْرَأَة فَلَمَّا كَانَ عَام عمواس زَعَمُوا أَن عَوْف بن مَالك قَالَ لِمعَاذ أَن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لي اعدد سِتا فقد كَانَ مِنْهُنَّ الثَّلَاث وَبَقِي ثَلَاث فَقَالَ معَاذ إِن لهَذِهِ مُدَّة وَلَكِن خمس أَظَلَّتْكُم من اِدَّرَكَ مِنْهُنَّ شَيْئا ثمَّ اسْتَطَاعَ أَن يَمُوت فليمت أَن يظْهر التلاعن على المنابر وَيُعْطِي مَال اللّه على الْكَذِب والبنيان وتسفك الدِّمَاء بِغَيْر حق وتقطع الْأَرْحَام

وَأخرج ابْن سعد عَن ذِي الْأَصَابِع قَالَ قلت يَا رَسُول اللّه إِن إبتلينا بِالْبَقَاءِ من بعْدك فَأَيْنَ تامرني أَن أنزل فَقَالَ (إنزل بَيت الْمُقَدّس وَلَعَلَّ اللّه يرزقك ذُرِّيَّة يعمرون ذَلِك الْمَسْجِد يَغْدُونَ إِلَيْهِ وَيَرُوحُونَ)

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بِفَتْح مصر وَمَا يحدث فِيهَا

وَأخرج مُسلم عَن أبي ذَر قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (إِنَّكُم ستفتحون أَرضًا يذكر فِيهَا القيراط فَاسْتَوْصُوا بِأَهْلِهَا خيرا فَإِن لَهُم ذمَّة ورحما فَإِذا رَأَيْتُمْ رجلَيْنِ يقتتلان على مَوضِع لبنة فَاخْرُج مِنْهَا) قَالَ فَمر بريبعة وَعبد الرَّحْمَن بن شُرَحْبِيل

ابْن حَسَنَة يتنازعان فِي مَوضِع لبنة فَخرج مِنْهَا

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن كَعْب بن مَالك سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول (إِذا افتتحتم مصر فَاسْتَوْصُوا بالقبط خيرا فَإِن لَهُم ذمَّة ورحما يَعْنِي أَن أم إِسْمَاعِيل هَاجر كَانَت مِنْهُم ومارية أم إِبْرَاهِيم قبطية)

وَأخرج أَبُو نعيم عَن أم سَلمَة قَالَت أوصى رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم عِنْد وَفَاته فَقَالَ (اللّه اللّه فِي قبط مصر فَإِنَّكُم ستظهرون عَلَيْهِم فيكونون لكم عدَّة وأعوانا فِي سَبِيل اللّه)

وَأخرج مُسلم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (منعت الْعرَاق درهمها وقفيزها ومنعت الشَّام مديها ودينارها ومنعت مصر أردبها ودينارها وعدتم من حَيْثُ بدأتم) قَالَ يحيى بن آدم أَن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم ذكر القفيز وَالدِّرْهَم قبل أَن يَضَعهُ عمر على الأَرْض قَالَ الْهَرَوِيّ أخبر النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بِمَا لم يكن وَهُوَ فِي علم اللّه تَعَالَى كَائِن فَخرج لَفظه بِصِيغَة الْمَاضِي لِأَنَّهُ مَاض فِي علم اللّه تَعَالَى

وَأخرج الشَّافِعِي فِي الْأُم عَن عَائِشَة أَن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم وَقت لأهل الْمَدِينَة ذَا الحليفة وَلأَهل الشَّام ومصر وَالْمغْرب الْجحْفَة

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بغزاة الْبَحْر وَإِن أم حرَام مِنْهُم

أخرج الشَّيْخَانِ عَن أنس أَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم دخل على أم حرَام فَنَامَ عِنْدهَا فَاسْتَيْقَظَ وَهُوَ يضْحك قَالَت مَا يضحكك يَا رَسُول اللّه قَالَ (نَاس من أمتِي عرضوا عَليّ غزَاة فِي سَبِيل اللّه يركبون ثبج هَذَا الْبَحْر ملوكا على الأسرة قَالَت فَقلت يَا رَسُول اللّه إدع اللّه أَنه يَجْعَلنِي مِنْهُم فَدَعَا لَهَا ثمَّ وضع رَأسه فَنَامَ ثمَّ اسْتَيْقَظَ وَهُوَ يضْحك قَالَت فَقلت يَا رَسُول اللّه مَا يضحكك قَالَ نَاس من أمتِي عرضوا عَليّ غزَاة فِي سَبِيل اللّه يركبون ثبج هَذَا الْبَحْر ملوكا على الأسرة قلت يَا رَسُول اللّه إدع لنا اللّه أَن يَجْعَلنِي مِنْهُم قَالَ أَنْت من الْأَوَّلين فركبت أم حرَام الْبَحْر غَازِيَة مَعَ زَوجهَا عبَادَة بن الصَّامِت فِي زمن مُعَاوِيَة فَلَمَّا انصرفوا من غزاتهم قافلين قربوا إِلَيْهَا دَابَّة لتركبها فصرعتها فَمَاتَتْ

وَأخرج البُخَارِيّ عَن عُمَيْر بن الْأسود قَالَ حَدَّثتنَا أم حرَام أَنَّهَا سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول (أول جَيش من أمتِي يغزون الْبَحْر قد أوجبوا قلت يَا رَسُول اللّه أَنا فيهم قَالَ أَنْت فيهم ثمَّ قَالَ أول جَيش من أمتِي مَدِينَة قَيْصر مغْفُور لَهُم قلت أَنا فيهم قَالَ لَا)

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بِقِتَال خوز وكرمان وَقوم نعَالهمْ الشّعْر

أخرج البُخَارِيّ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى تقاتلوا خوزا وكرمان قوما من الْأَعَاجِم حمر الْوُجُوه فطس الأنوف صغَار الْأَعْين كَأَن وُجُوههم المجان المطرقة وَلَا تقوم السَّاعَة حَتَّى تقاتلوا قوما نعَالهمْ الشّعْر) قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَقد وَقع ذَلِك فَإِن قوما من الْخَوَارِج خَرجُوا بِنَاحِيَة الرّيّ وَكَانَت نعَالهمْ الشّعْر وقوتلوا

بَاب غَزْوَة الْهِنْد

أخرج الْبَيْهَقِيّ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ وعدنا رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم غَزْوَة الْهِنْد

٢٤-٢بَاب قَوْله صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم ستصالحكم الرّوم صلحا آمنا

أخرج ابْن سعد وَالْحَاكِم وَصَححهُ عَن ذِي مخبر سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول

(ستصالحكم الرّوم صلحا آمن)

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بِفَتْح فَارس وَالروم

أخرج الْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم وثابت فِي الدَّلَائِل عَن عبد اللّه بن حِوَالَة قَالَ كُنَّا عِنْد رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فشكونا إِلَيْهِ العري والفقر وَقلة الشَّيْء فَقَالَ (إبشروا فو اللّه لأَنا بِكَثْرَة الشَّيْء أخوف عَلَيْكُم من قلته وَاللّه لَا يزَال هَذَا الْأَمر فِيكُم حَتَّى يفتح اللّه أَرض فَارس وَالروم وَأَرْض حمير حَتَّى تكونو أجنادا ثَلَاثَة جندا بِالشَّام وجندا بالعراق وجندا بِالْيمن حَتَّى يعْطى الرجل الْمِائَة فيسخطها قلت يَا رَسُول اللّه من يَسْتَطِيع الشَّام وَبِه الرّوم ذَوَات الْقُرُون قَالَ وَاللّه ليفتحنها اللّه عَلَيْكُم وليستخلفنكم فِيهَا حَتَّى تظل الْعِصَابَة الْبيض مِنْهُم قيَاما على الرويجل الْأسود مِنْكُم المحلوق مَا أَمرهم من شَيْء فَعَلُوهُ) قَالَ عبد الرَّحْمَن بن جُبَير بن نفَيْل فَعرف أَصْحَاب رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم نعت هَذَا الحَدِيث فِي جُزْء بن سُهَيْل السّلمِيّ وَكَانَ على الْأَعَاجِم فِي ذَلِك الزَّمَان فَكَانُوا إِذا راحوا إِلَى الْمَسْجِد نظرُوا إِلَيْهِ وإليهم قيَاما حوله فعجبوا لنعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فِي وَفِيهِمْ

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن عبد اللّه بن بسر قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (وَالَّذِي نفس مُحَمَّد بِيَدِهِ لتفتحن عَلَيْكُم فَارس وَالروم حَتَّى يكثر الطَّعَام فَلَا يذكر عَلَيْهِ إسم اللّه عز وَجل

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن ابْن عمر قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (إِذا مشت أمتِي الْمُطَيْطَاء وَخدمَتهمْ أَبنَاء فَارس وَالروم سلط شرارهم على خيارهم)

وَأخرج الْحَاكِم عَن الزبير قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (أما أَنه لَا يَأْتِي عَلَيْكُم إِلَّا كَذَا وَكَذَا حَتَّى تفتح عَلَيْكُم فَارس وَالروم فيغدو أحدكُم فِيهِ حلَّة وَيروح فِي حلَّة ويغذى عَلَيْكُم بقصعة وَيرَاح عَلَيْكُم بِأُخْرَى)

وَأخرج أَبُو نعيم عَن عَوْف بن مَالك قَالَ قَامَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فِي أَصْحَابه فَقَالَ (الْفقر تخافون وَأَن اللّه فاتح لكم أَرض فَارس وَالروم وَيصب عَلَيْكُم الدُّنْيَا صبا حَتَّى لَا يزيغكم بعدِي إِن زغتم إِلَّا هِيَ)

وَأخرج الْحَاكِم وَأَبُو نعيم عَن هَاشم بن عتبَة قَالَ كنت مَعَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فِي غزَاة فَسَمعته يَقُول (تغزون جَزِيرَة الْعَرَب فيفتحها اللّه ثمَّ تغزون فَارس فيفتحها اللّه ثمَّ تغزون الرّوم فيفتحها اللّه ثمَّ تغزون الدَّجَّال فيفتحه اللّه)

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن عَمْرو بن شُرَحْبِيل أَن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (رَأَيْت اللَّيْلَة كَأَنَّمَا يَتبعني غنم سود ثمَّ أردفها غنم بيض حَتَّى لم تَرَ السود فِيهَا فَقَالَ أَبُو بكر يَا رَسُول اللّه هِيَ الْعَرَب تتبعك ثمَّ تردفها الْعَجم حَتَّى لم يرَوا فِيهَا قَالَ أجل كَذَلِك عبرها الْملك سحرًا) مُرْسل

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بِهَلَاك كسْرَى وَقَيْصَر وإنفاق كنوزهما وَأَنه لَا يكون بعدهمَا كسْرَى وَقَيْصَر

أخرج الشَّيْخَانِ عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (إِذا هلك كسْرَى فَلَا كسْرَى بعده وَإِذا هلك قَيْصر فَلَا قَيْصر بعده وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لتنفقن كنوزهما فِي سَبِيل اللّه)

وَأخرج مُسلم وَالْبَيْهَقِيّ عَن جَابر بن سَمُرَة قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (لتفتحن عِصَابَة من الْمُسلمين كنوز كسْرَى الَّتِي فِي الْقصر الْأَبْيَض فَكنت أَنا وَأبي فيهم فأصابنا من ذَلِك ألف دِرْهَم)

وَأخرج أَحْمد وَأَبُو يعلى وَالطَّبَرَانِيّ عَن عفيف الْكِنْدِيّ قَالَ قدمت مَكَّة فَأتيت الْعَبَّاس لأبايع مِنْهُ فَإِنِّي لعنده بمنى إِذْ خرج رجل من خبأ قريب مِنْهُ إِذْ نظر إِلَى السَّمَاء فَلَمَّا رَآهَا مَالَتْ قَامَ يُصَلِّي ثمَّ خرجت امْرَأَة فَقَامَتْ تصلي خَلفه ثمَّ خرج غُلَام فَقَامَ مَعَه يُصَلِّي فَقلت للْعَبَّاس مَا هَذَا قَالَ هَذَا مُحَمَّد ابْن أخي وَامْرَأَته

خَدِيجَة وَابْن عَمه عَليّ يزْعم أَنه نَبِي وَلم يتبعهُ على أمره إِلَّا امْرَأَته وَابْن عَمه وَهُوَ يزْعم أَنه سيفتح عَلَيْهِ كنوز كسْرَى وَقَيْصَر

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن الْحسن أَن عمر أُتِي بِسوَارِي كسْرَى فألبسهما سراقَة بن مَالك فبلغا مَنْكِبَيْه فَقَالَ الْحَمد للّه سواري كسْرَى بن هُرْمُز فِي يَدي سراقَة بن مَالك أَعْرَابِي من بني مُدْلِج

قَالَ الشَّافِعِي وأنما ألبسهما سراقَة لِأَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لسراقة وَنظر إِلَى ذِرَاعَيْهِ كَأَنِّي بك قد لبست سواري كسْرَى ومنطقته وتاجه

وَأخرج من طَرِيق ابْن عتبَة عَن إِسْرَائِيل أبي مُوسَى عَن الْحسن أَن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لسراقة بن مَالك (كَيفَ بك إِذا لبست سواري كسْرَى) قَالَ فَلَمَّا أَتَى عمر بِسوَارِي دَعَا سراقَة فألبسه وَقَالَ قل الْحَمد للّه الَّذِي سلبهما كسْرَى ابْن هُرْمُز والبسهما سراقَة الأعربي

وَأخرج الْحَارِث بن أبي أُسَامَة عَن ابْن محيريز قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (فَارس نطحة اَوْ نطحتان ثمَّ لَا فَارس بعد هَذَا أبدا وَالروم ذَوَات الْقُرُون كلما هلك قرن خَلفه قرن)

بَاب اخباره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بالخلفاء بعده ثمَّ الْمُلُوك وَخِلَافَة الْأَرْبَعَة وَمُعَاوِيَة وَبني أُميَّة وَبني الْعَبَّاس وَبِأَن الْأَمر فِي قُرَيْش لايخرج عَنْهُم مَا أَقَامُوا الدّين وَبِأَن التّرْك تسلبهم ملكهم

أخرج مُسلم عَن أبي هُرَيْرَة ان النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (كَانَت بَنو اسرائيل تسوسهم الانبياء كلما هلك نَبِي خلف نَبِي وانه لَا نَبِي بعدِي وستكون خلفاء فيكثرون قَالُوا فَمَا تَأْمُرنَا قَالَ فوابيعة الأول فَالْأول وأعطوهم حَقهم فان اللّه سائلهم عَمَّا استرعاهم)

واخرج مُسلم عَن جَابر بن سَمُرَة سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول (لَا يزَال الدّين قَائِما حَتَّى يكون اثْنَا عشر خَليفَة من قُرَيْش ثمَّ يخرج كذابون بَين يَدي السَّاعَة)

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (سَتَكُون بعدِي خلفاء يعْملُونَ مَا يعلمُونَ ويفعلون مَا يؤمرون وستكون بعدهمْ خلفاء يعْملُونَ مَا لَا يعلمُونَ ويفعلون مَا لَا يؤمرون)

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن جَابر بن عبد اللّه أَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لكعب بن عجْرَة (أَعَاذَك اللّه من أَمارَة السُّفَهَاء قَالَ وَمَا امرارة اكسفهاء أُمَرَاء يكونُونَ بعدِي لَا يَهْتَدُونَ بهديي وَلَا يستنون بِسنتي)

وَأخرج الشَّيْخَانِ عَن عبد اللّه قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (سَتَكُون اثرة وَأُمُور تنكرونها قَالُوا فَمَا يصنع من أدْرك ذَلِك منا قَالَ أَدّوا الْحق الَّذِي عَلَيْكُم وسلوا اللّه الَّذِي لكم)

وَأخرج ابْن ماجة وَالْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ عَن الْعِرْبَاض بن سَارِيَة قَالَ وعظنا رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم موعظة بليغة وجلت مِنْهَا الْقُلُوب وذرفت مِنْهَا الْعُيُون فَقَالُوا يَا رَسُول اللّه هَذِه موعظة مُودع فَمَا تعهد إِلَيْنَا قَالَ (أوصيكم بتقوى اللّه والسمع وَالطَّاعَة وَإِن كَانَ عبدا حَبَشِيًّا فَإِنَّهُ من يَعش مِنْكُم فسيرى اخْتِلَافا كثيرا وَإِيَّاكُم ومحدثات الْأُمُور فَإِنَّهَا ضَلَالَة فَمن أدْرك ذَلِك مِنْكُم فَعَلَيهِ بِسنتي وَسنة الْخُلَفَاء الرَّاشِدين المهديين من بعدِي عضوا عَلَيْهَا بالنواجذ)

وَأخرج أَبُو يعلى والْحَارث بن أُسَامَة وَابْن حبَان وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن سفينة قَالَ لما بنى رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم الْمَسْجِد جَاءَ أَبُو بكر بِحجر فَوَضعه ثمَّ جَاءَ عمر بِحجر فَوَضعه ثمَّ جَاءَ عُثْمَان بِحجر فَوَضعه فَقَالَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (هَؤُلَاءِ وُلَاة الْأَمر بعدِي)

وَأخرج أَبُو يعلى وَالْحَاكِم وَأَبُو نعيم عَن عَائِشَة قَالَت أول حجر حمله النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لبِنَاء الْمَسْجِد ثمَّ حمل أَبُو بكر حجرا ثمَّ حمل عُثْمَان حجرا ثمَّ حمل عمر حجرا فَقَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (هَؤُلَاءِ الْخُلَفَاء بعدِي)

وَأخرج أَبُو نعيم عَن قُطْبَة بن مَالك قَالَ مَرَرْت برَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم وَمَعَهُ أَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان وَهُوَ يؤسس مَسْجِد قبَاء فَقلت يَا رَسُول اللّه تبني هَذَا الْبناء وَإِنَّمَا مَعَك هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَة قَالَ (إِن هَؤُلَاءِ أَوْلِيَاء الْخلَافَة بعدِي)

وَأخرج الْحَاكِم وَصَححهُ وَالْبَيْهَقِيّ عَن جَابر أَن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (أرى اللَّيْلَة رجل صَالح أَن أَبَا بكر نيط برَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم ونيط عمر بِأبي بكر ونيط عُثْمَان بعمر) قَالَ جَابر فَلَمَّا قمنا من عِنْد رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قُلْنَا الرجل الصَّالح النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم وَأما مَا ذكر من نوط بَعضهم بَعْضًا فهم وُلَاة هَذِه الْأَمر الَّذِي بعث اللّه تَعَالَى بِهِ نبيه

وَأخرج ابْن ماجة وَالْحَاكِم عَن حُذَيْفَة قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (اقتدوا باللذين من بعدِي أبي بكر وَعمر) وَأخرج الْحَاكِم مثله من حَدِيث ابْن مَسْعُود

وَأخرج الشَّيْخَانِ عَن أبي هُرَيْرَة سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول (بَيْنَمَا أَنا نَائِم رَأَيْتنِي على قليب عَلَيْهَا دلو فنزعت مِنْهَا مَا شَاءَ اللّه ثمَّ أَخذهَا أَبُو بكر فَنزع مِنْهَا ذنوبا أَو ذنوبين وَفِي نَزعَة ضعف وَاللّه يغْفر لَهُ ثمَّ استحالت غربا فَأَخذهَا ابْن الْخطاب فَلم أر عبقريا من النَّاس نزع نَزعه حَتَّى ضرب النَّاس بِعَطَن) وَأَخْرَجَاهُ أَيْضا من حَدِيث ابْن عمر

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (رَأَيْت كَأَنِّي أَسْقِي غنما سُودًا إِذْ خالطتها غنم عفر إِذْ جَاءَ أَبُو بكر فَنزع ذنوبا أَو ذنوبين وَفِيه ضعف إِذْ جَاءَ عمر فَأخذ الدَّلْو فاستحالت غربا فأروى النَّاس وَصدر الشَّاء قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فأولت أَن الْغنم السود الْعَرَب وَإِن العفر إخْوَانكُمْ من هَذِه الإعاجم) قَالَ الشَّافِعِي رُؤْيا الْأَنْبِيَاء وَحي والضعف مَذْكُور قصر مُدَّة أَبُو بكر وعجلة مَوته

وَأخرج ابْن سعد عَن الْحسن قَالَ قَالَ أَبُو بكر يَا رَسُول اللّه مَا زَالَ أَرَانِي أَطَأ فِي عذرات النَّاس قَالَ لتكونن من النَّاس بسبيل قَالَ وَرَأَيْت فِي صَدْرِي كالرقمتين قَالَ سنتَيْن

وَأخرج ابْن سعد عَن ابْن شهَاب قَالَ رأى النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم رُؤْيَة فَقَصَّهَا على أبي بكر فَقَالَ يَا أَبَا بكر رَأَيْت كَأَنِّي استبقت أَنا وَأَنت دَرَجَة فسبقتك بمرقاتين وَنصف فَقَالَ يَا رَسُول اللّه يقبضك اللّه إِلَى رَحمته ومغفرته وأعيش بعْدك سنتَيْن وَنصفا)

وَأخرج الشَّيْخَانِ عَن عَائِشَة أَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ فِي مَرضه ادعِي لي أَبَاك وأخاك حَتَّى أكتب لأبي بكر كتابا فَإِنِّي أَخَاف أَن يَقُول قَائِل ويتمنى متمن ويأبى اللّه والمؤمنون إِلَّا أَبَا بكر

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن ابْن عمر وَقَالَ سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول سَيكون فِيكُم اثْنَا عشر خَليفَة أَبُو بكر الصّديق لَا يلبث خَلْفي إِلَّا قَلِيلا وَصَاحب رَحا دَار الْعَرَب يعِيش حميدا وَيَمُوت شَهِيدا قَالَ رجل وَمن هُوَ يَا رَسُول اللّه قَالَ عمر بن الْخطاب ثمَّ الْتفت إِلَى عُثْمَان بن عَفَّان قَالَ وَأَنت يَسْأَلك النَّاس أَن تخلع قَمِيصًا كساكه اللّه وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ لَئِن خلعته لَا تدخل الْجنَّة حَتَّى يلج الْجمل فِي سم الْخياط)

وَأخرج ابْن عَسَاكِر عَن أنس قَالَ وجهني وَفد بني المصطلق إِلَى رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالُوا سَله إِن جِئْنَا فِي الْعَام الْمقبل فَلم نجدك إِلَى من ندفع صَدَقَاتنَا فَقلت لَهُ فَقَالَ قل لَهُم أَن يدفعوها إِلَى أبي بكر فَقلت لَهُم فَقَالُوا قل لَهُ فَإِن لم نجد أَبَا بكر فَقلت لَهُ فَقَالَ قل لَهُم إدفعوها إِلَى عمر فَقلت لَهُم فَقَالُوا قل لَهُ فَإِن لم نجد عمرفقلت لَهُ فَقَالَ قل لَهُم إدفعوها إِلَى عُثْمَان وتبا لكم يَوْم يقتل عُثْمَان

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ وَأَبُو نعيم عَن جَابر بن سَمُرَة قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لعَلي (إِنَّك مؤمر مستخلف وَأَنَّك مقتول وَإِن هَذِه مخضوبة من هَذِه يَعْنِي لحيته من رَأسه)

وَأخرج الْحَاكِم عَن ثَوْر بن مجزاة قَالَ مَرَرْت بطلحة يَوْم الْجمل فِي آخر رَمق فَقَالَ لي مِمَّن أَنْت قلت من أأصحاب أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ فَقَالَ إبسط يدك أُبَايِعك

فبسطت يَدي وبايعني وفاضت نَفسه فَأتيت عليا فَأَخْبَرته فَقَالَ اللّه أكبر صدق رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (أَبى اللّه أَن يدْخل طَلْحَة الْجنَّة إِلَّا وبيعتي فِي عُنُقه)

وَأخرج ابْن عَسَاكِر من طَرِيق سهل بن أبي حثْمَة عَن عبد الرَّحْمَن بن سهل الْأنْصَارِيّ الْحَارِثِيّ أحد من شهد أحدا قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (مَا كَانَت نبوة قطّ إِلَّا تبعتها خلَافَة وَلَا كَانَت خلَافَة قطّ إِلَّا تبعها ملك وَلَا كَانَت صَدَقَة قطّ صَارَت إِلَّا مكسا)

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن أبي عبيده بن الْجراح ومعاذ بن جبل عَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (إِن هَذَا الْأَمر بَدَأَ نبوة وَرَحْمَة ثمَّ يكون خلَافَة وَرَحْمَة ثمَّ كَائِن ملكا عَضُوضًا ثمَّ كَائِن عتوا وَجَبْرِيَّة وَفَسَادًا فِي الْأمة يسْتَحلُّونَ الْفروج وَالْخُمُور وَالْحَرِير وينصرون على ذَلِك وَيُرْزَقُونَ أبدا حَتَّى يلْقوا اللّه)

وَأخرج أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَحسنه وَالنَّسَائِيّ وَالْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن سفينة قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (خلَافَة النُّبُوَّة) وَفِي لفظ (الْخلَافَة فِي أمتِي ثَلَاثُونَ عَاما ثمَّ يكون ملكا فَكَانَت مُدَّة خلَافَة الْأَرْبَعَة)

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن أبي بكرَة قَالَ سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول (خلَافَة نبوة ثَلَاثُونَ عَاما يُؤْتِي اللّه الْملك من يَشَاء فَقَالَ مُعَاوِيَة قد رَضِينَا بِالْملكِ)

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن حُذَيْفَة قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (إِنَّكُم فِي النُّبُوَّة مَا شَاءَ اللّه أَن تكون ثمَّ يرفعها إِذا شَاءَ ثمَّ تكون خلَافَة على منهاج النُّبُوَّة تكون مَا شَاءَ اللّه أَن تكون ثمَّ يرفعها إِذا شَاءَ ثمَّ يكون ملك عضوض ثمَّ تكون جبرية مَا شَاءَ اللّه أَن تكون ثمَّ يرفعها إِذا شَاءَ ثمَّ تكون خلَافَة على منهاج النُّبُوَّة) فَلَمَّا ولي عمر بن عبد الْعَزِيز ذكر لَهُ هَذَا الحَدِيث وَقيل لَهُ إِنَّا نرجو أَن تكون بعد الجبرية فسر بِهِ

وَأخرج الْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (الْخلَافَة بِالْمَدِينَةِ وَالْملك بِالشَّام)

وَأخرج الْحَاكِم وَصَححهُ وَالْبَيْهَقِيّ عَن عبد اللّه بن حِوَالَة قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (إِذا رَأَيْت الْخلَافَة قد نزلت بِالْأَرْضِ المقدسة فقد أَتَت الزلازل زالبلابل والأمور الْعِظَام والساعة أقرب إِلَى النَّاس من يَدي هَذِه إِلَى رَأسك) قَالَ الْبَيْهَقِيّ أَرَادَ بالساعة إنخرام ذَلِك الْقرن

وَأخرج الْبَزَّار وَالْبَيْهَقِيّ وَصَححهُ عَن أبي الدَّرْدَاء أَن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (بَيْنَمَا أَنا نَائِم رَأَيْت عَمُود الْكَتَائِب أحتمل من تَحت رَأْسِي فَظَنَنْت أَنه مذهوب بِهِ فاتبعته بَصرِي فَعمد لَهُ إِلَى الشَّام وَأَن الْإِيمَان حِين تقع الْفِتَن بِالشَّام) وَأخرج نَحوه من حَدِيث عمر بن الْخطاب وإبن عمْرَة

وَأخرج أَبُو نعيم عَن أبي الدَّرْدَاء قَالَ (لَا مَدِينَة بعد عُثْمَان وَلَا رخاء بعد مُعَاوِيَة)

وَأخرج ابْن أبي شيبَة فِي مُسْنده من طَرِيق عبد الْملك بن عُمَيْر عَن مُعَاوِيَة قَالَ مَا زلت أطمع فِي الْخلَافَة مُنْذُ قَالَ لي رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (يَا مُعَاوِيَة إِن ملكت فَأحْسن)

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن عبد اللّه بن عُمَيْر قَالَ قَالَ مُعَاوِيَة وَاللّه مَا حَملَنِي على الْخلَافَة إِلَّا قَول النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (يَا مُعَاوِيَة إِن وليت أمرا فَاتق اللّه وَأَعْدل) فَمَا زلت أَظن إِنِّي مبتلي بِعَمَل لقَوْل النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن عَائِشَة أَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لمعاوية (كَيفَ بك لَو قد قمصك اللّه قَمِيصًا يَعْنِي الْخلَافَة فَقَالَت أم حَبِيبَة يَا رَسُول اللّه وَإِن اللّه مقمص أخي قَمِيصًا قَالَ نعم وَلَكِن فِيهِ وهنات وهنات)

وَأخرج ابْن عَسَاكِر عَن عَائِشَة أَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (يَا مُعَاوِيَة إِن اللّه ولاك من أَمر هَذِه الْأمة فَانْظُر مَا أَنْت صانع قَالَت أم حَبِيبَة أَو يُعْطي اللّه أخي ذَلِك يَا رَسُول اللّه قَالَ نعم وفيهَا هَنَات

وَأخرج أَحْمد عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (يَا مُعَاوِيَة إِن وليت أمرا فَاتق اللّه واعدل) قَالَ فَمَا زلت أَظن إِنِّي مبتلي بِعَمَل لقَوْل النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى ابْتليت وَأخرج أَبُو يعلى من حَدِيث مُعَاوِيَة مثله

وَأخرج ابْن عَسَاكِر من طَرِيق الْحسن عَن مُعَاوِيَة قَالَ قَالَ لي رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (اما أَنَّك ستلي أَمر أمتِي بعدِي فَإِذا كَانَ ذَلِك فاقبل من محسنهم وَتجَاوز عَن مسيئهم) فَمَا زلت أرجوها حَتَّى قُمْت مقَامي هَذَا

وَأخرج الديلمي عَن الْحسن بن عَليّ قَالَ سَمِعت عليا يَقُول سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول (لَا تذْهب الْأَيَّام والليالي حَتَّى يملك مُعَاوِيَة)

وَأخرج ابْن سعد وَابْن عَسَاكِر عَن مسلمة بن مخلد قَالَ سَمِعت النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول لمعاوية (اللّهمَّ علمه الْكتاب وَمكن لَهُ فِي الْبِلَاد وقه الْعَذَاب)

وَأخرج ابْن عَسَاكِر عَن عُرْوَة بن رُوَيْم قَالَ جَاءَ إعرابي إِلَى النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ صارعني فَقَامَ إِلَيْهِ مُعَاوِيَة فَقَالَ أَنا أصارعك فَقَالَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (لن يغلب مُعَاوِيَة أبدا) فصرع الإعرابي فَلَمَّا كَانَ يَوْم صفّين قَالَ عَليّ لَو ذكرت هَذَا الحَدِيث مَا قَاتَلت مُعَاوِيَة

 

أَخْبَار خلَافَة عمر بن عبد الْعَزِيز رَضِي اللّه عَنهُ

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن نَافِع قَالَ بلغنَا أَن عمر بن الْخطاب قَالَ فِي وَلَدي رجل بِوَجْهِهِ شين يَلِي فَيمْلَأ الأَرْض عدلا قَالَ نَافِع لَا أَحْسبهُ إِلَّا عمر بن عبد الْعَزِيز

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن نَافِع قَالَ كَانَ ابْن عمر يَقُول كثيرا لَيْت شعري من هَذَا الَّذِي من ولد عمر فِي وَجهه عَلامَة يمْلَأ الأَرْض عدلا

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن عبد اللّه بن دِينَار قَالَ قَالَ ابْن عمر يزْعم النَّاس أَن الدُّنْيَا لن تَنْقَضِي حَتَّى يَلِي رجل من آل عمر يعْمل بِمثل عمل عمر فَكَانُوا يرونه بِلَال بن عبد اللّه بن عَمْرو كَانَ بِوَجْهِهِ أثر فَلم يكن هُوَ وَإِذا هُوَ عمر بن عبد الْعَزِيز وَأمه إبنة عَاصِم بن عمر بن الْخطاب

وَأخرج عبد اللّه بن أَحْمد فِي زَوَائِد الزّهْد على عَليّ بن أبي طَالب قَالَ لَا تَلْعَنُوا بني أُميَّة فَإِن فيهم أَمِيرا صَالحا يَعْنِي عمر بن عبد الْعَزِيز

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن سعيد بن الْمسيب أَنه قَالَ الْخُلَفَاء أَبُو بكر والعمران فَقيل لَهُ من عمر الآخر قَالَ يُوشك أَن تعرفه قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَابْن الْمسيب مَاتَ قبل عمر بن عبد الْعَزِيز بِسنتَيْنِ وَلَا يَقُوله إِلَّا تَوْفِيقًا

وَأخرج أَبُو يعلى وَالْبَيْهَقِيّ عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (إِذا بلغ بَنو أبي الْعَاصِ أَرْبَعِينَ رجلا اتَّخذُوا دين اللّه دغلا

واخرج الْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم اذا بلغ بَنو أبي الْعَاصِ ثَلَاثِينَ رجلا اتَّخذُوا دين اللّه دغلا وَمَال اللّه دولا وَعباد اللّه خولا

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن ابْن موهب أَنه كَانَ عِنْد مُعَاوِيَة فَدخل عَلَيْهِ مَرْوَان فَقَالَ لَهُ اقْضِ حَاجَتي با أَمِير الْمُؤمنِينَ فو اللّه مؤونتي لعظيمة وَإِنِّي أَبُو عشرَة وَعم عشرَة وأخو عشرَة فَلَمَّا أدبر مَرْوَان وَابْن عَبَّاس جَالس مَعَ مُعَاوِيَة على السرير فَقَالَ مُعَاوِيَة يَا ابْن عَبَّاس أما تعلم أَن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (إِذا بلغ بَنو الحكم ثَلَاثِينَ رجلا اتَّخذُوا مَال اللّه بَينهم دولا وَعباد اللّه خولا وَكتاب اللّه دغلا فَإِذا بلغُوا تِسْعَة وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة رجل كَانَ هلاكهم أسْرع من لوك تَمْرَة) فَقَالَ ابْن عَبَّاس اللّهمَّ نعم وَذكر مَرْوَان حَاجَة لَهُ فَرد مَرْوَان عبد الْملك إِلَى مُعَاوِيَة فَكَلمهُ فِيهَا فَلَمَّا أدبر عبد الْملك قَالَ مُعَاوِيَة يَا ابْن عَبَّاس أما تعلم أَن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم ذكر هَذَا فَقَالَ أَبُو الْجَبَابِرَة الْأَرْبَعَة فَقَالَ ابْن عَبَّاس اللّهمَّ نعم

وَأخرج الْحَاكِم عَن أبي ذَر سمع النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول (إِذا بلغت بَنو أُميَّة أَرْبَعِينَ اتَّخذُوا عباد اللّه خولا وَمَال اللّه نحلا وَكتاب اللّه دغلا)

وَأخرج أَبُو يعلى وَالْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (رَأَيْت فِي النّوم بني الحكم ينزون على منبري كَمَا تنزوا القردة) قَالَ فَمَا رُؤِيَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم ضَاحِكا مستجمعا حَتَّى توفّي

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن ابْن الْمسيب قَالَ رأى النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بني أُميَّة على منبره فساءه ذَلِك فَأوحى اللّه إِلَيْهِ إِنَّمَا هِيَ دنيا أعطوها فقرت عينه

وَأخرج التِّرْمِذِيّ وَالْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ عَن الْحسن بن عَليّ قَالَ إِن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قد رأى بني أُميَّة يخطبون على منبره رجلا رجلا فساءه ذَلِك فَنزلت {إِنَّا أعطيناك الْكَوْثَر} وَنزلت إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَة القدروما أَدْرَاك مَا لَيْلَة الْقدر لَيْلَة الْقدر خير من ألف شهر يملكهَا بَنو أُميَّة قَالَ الْقَاسِم بن الْفضل فحسبنا مُدَّة ملك بني أُميَّة فَإِذا هِيَ ألف شهر لَا تزيد وَلَا تنقص

وَأخرج أَبُو يعلى وَالْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ عَن عَمْرو بن مرّة الْجُهَنِيّ وَكَانَت لَهُ صُحْبَة قَالَ جَاءَ الحكم بن أبي الْعَاصِ يسْتَأْذن على النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ (أئذنوا لَهُ حَيَّة أَو ولد حَيَّة عَلَيْهِ لعنة اللّه وعَلى من يخرج من صلبه إِلَّا الْمُؤْمِنُونَ وَقَلِيل مَا هم يشرفون فِي الدُّنْيَا ويوضعون فِي الْآخِرَة ذَوُو مكر وخديعة يُعْطون فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُم فِي الْآخِرَة من خلاق)

وَأخرج الفاكهي عَن الزُّهْرِيّ وَعَطَاء الخرساني أَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ للْحكم (كَأَنِّي أنظر إِلَى بنيه يصعدون منبري وينزلون)

وَأخرج عَن مُعَاوِيَة أَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ للْحكم (إِذا بلغ وَلَده ثَلَاثِينَ أَو أَرْبَعِينَ ملكوا الْأَمر)

وَأخرج ابْن تجيب فِي جزئه عَن جُبَير بن مطعم قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَمر الحكم بن أبي الْعَاصِ فَقَالَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (ويل لأمتي مِمَّا فِي صلب هَذَا)

وَأخرج ابْن أبي أُسَامَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (ليرعفن جَبَّار من جبابرة بني أُميَّة على منبري هَذَا) فرعف عَمْرو بن سعيد بن العَاصِي على مِنْبَر النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى سَالَ الدَّم على درج الْمِنْبَر

خلَافَة بني الْعَبَّاس

وَأخرج أَحْمد وَالْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن الْعَبَّاس قَالَ كنت عِنْد النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم ذَات لَيْلَة فَقَالَ (أنظر هَل ترى فِي السَّمَاء من نجم قلت نعم أرى الثريا قَالَ أما أَنه يَلِي هَذِه الْأمة بعددها من صلبك إثنين فِي فتْنَة)

وَأخرج الْبَزَّار وَابْن عَبدِي وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ للْعَبَّاس (فِيكُم النُّبُوَّة والمملكة)

وَأخرج أَبُو نعيم عَن ابْن عَبَّاس قَالَ حَدَّثتنِي أم الْفضل قَالَت مَرَرْت بِالنَّبِيِّ صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ (إِنَّك حَامِل بِغُلَام فَإِذا وَلدته فائتيني بِهِ قلت يَا رَسُول اللّه أَي ذَاك وَقد تحالفت قُرَيْش أَن لَا يَأْتُوا النِّسَاء قَالَ هُوَ مَا قد أَخْبَرتك قَالَت فَلَمَّا ولدت أَتَيْته بِهِ فَأذن فِي إِذْنه الْيُمْنَى وَأقَام فِي الْيُسْر والبأه من رِيقه وَسَماهُ عبد اللّه وَقَالَ إذهبي بِهِ بِأبي الْخُلَفَاء فَأخْبرت الْعَبَّاس فَأَتَاهُ فَذكر لَهُ فَقَالَ هُوَ مَا أَخْبَرتك هَذَا أَبُو الْخُلَفَاء حَتَّى يكون مِنْهُم السفاح حَتَّى يكون مِنْهُم الْمهْدي حَتَّى يكون مِنْهُم من يُصَلِّي بِعِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام)

وَأخرج ابْن عدي وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن ابْن عَبَّاس قَالَ مَرَرْت بِالنَّبِيِّ صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم وَإِذا مَعَه جِبْرِيل وَأَنا أَظُنهُ دحْيَة الْكَلْبِيّ وَعلي ثِيَاب بيض فَقَالَ جِبْرِيل للنَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِنَّه لوضح الثِّيَاب وَإِن وَلَده يلبسُونَ السوَاد فَقلت للنَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم مَرَرْت بك وَكَانَ مَعَك دحْيَة قَالَ فَذكره وَذكر قصَّة ذهَاب بَصَره ورده عَلَيْهِ عِنْد مَوته

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن ثَوْبَان قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (يقتتل عتد كنزكم هَذَا ثَلَاثَة كلهم ولد خَليفَة لَا يصير إِلَى وَاحِد مِنْهُم ثمَّ تقبل الرَّايَات السود من خُرَاسَان

فيقتلونكم مقتلة لم تروا مثلهَا)

واخرج الْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ تخرج رايات سود من خُرَاسَان لَا يردهَا شَيْء حَتَّى تنصب بايلياء

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن أبان بن الْوَلِيد بن عقبَة قَالَ قدم ابْن عَبَّاس على مُعَاوِيَة وَأَنا حَاضر فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَة هَل تكون لكم دولة قَالَ نعم قَالَ فَمن أنصاركم قَالَ أهل خُرَاسَان ولبني أُميَّة من بني هَاشم نطحات

وَأخرج الْحَاكِم وَأَبُو نعيم عَن ابْن مَسْعُود أَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (إِنَّا أهل بَيت اخْتَار اللّه لنا الْآخِرَة على الدُّنْيَا وَأَن أهل بَيْتِي سيلقون بعدِي بلَاء وتطريدا وتشريدا حَتَّى ياتي قوم من هَهُنَا وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ نَحْو الْمشرق أَصْحَاب رايات سود فَيسْأَلُونَ الْحق فَلَا يعطونه فيقاتلون فينصرون فيعطون حَتَّى يدفعوها إِلَى رجل من أهل بَيْتِي فيملأها عدلا كَمَا ملئت ظلما)

وَأخرج الْحَاكِم عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (إِن أهل بَيْتِي سيلقون من بعدِي من أمتِي قتلا وتشريدا)

وَأخرج أَحْمد وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ قَالَ رَسُول اللّه (يخرج رجل من أهل بَيْتِي عِنْد انْقِطَاع من الزَّمَان وَظُهُور الْفِتَن يُقَال لَهُ السفاح يكون عطاؤه المَال حثيا)

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (منا السفاح والمنصور وَالْمهْدِي)

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ بِسَنَد صَحِيح عَن ابْن عَبَّاس قَالَ (يكون منا ثَلَاثَة أهل الْبَيْت سفاح وَمَنْصُور ومهدي)

وَأخرج الزبير بن بكار فِي الموفقيات عَن عَليّ بن أبي طَالب أَنه أوصى حِين ضربه ابْن ملجم فَقَالَ فِي وَصيته إِن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم أَخْبرنِي بِمَا يكون من اخْتِلَاف بعده وَأَمرَنِي بِقِتَال النَّاكِثِينَ والمارقين والقاسطين وَأَخْبرنِي بِهَذَا الَّذِي أصابني وَأَخْبرنِي أَنه يملك مُعَاوِيَة وَابْنه يزِيد ثمَّ يصير إِلَى بني مَرْوَان يتوارثونها وَأَن هَذَا الْأَمر صائر إِلَى بني أُميَّة ثمَّ إِلَى بني الْعَبَّاس وَأرَانِي التربة الَّتِي يقتل بهَا الْحُسَيْن

وَأخرج أَيْضا عَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة قَالَ قَالَ لي عمر بن الْخطاب وَاللّه ليعورن الْإِسْلَام بَنو أُميَّة ثمَّ ليعمين ثمَّ لَا يدْرِي أَيْن يكون وَلَا من يكون لَهُ ثمَّ يَقع هَهُنَا وَهَهُنَا مَا شَاءَ اللّه من مائَة وست وَثَلَاثِينَ سنة ثمَّ يبْعَث اللّه تَعَالَى وَفْدًا كوفد الْمُلُوك طيبَة ريحهم فَيرد اللّه سَمعه وبصره قلت وَمن هم قَالَ عراقي ومشرقي وأعجمي وقليلا مَا كَانَ وقليلا مَا دَامَ

وَأخرج الْحَاكِم وَصَححهُ عَن أبي مَسْعُود الْأنْصَارِيّ قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (لَا يزَال هَذَا الْأَمر فِيكُم وَأَنْتُم ولاته مَا لم تحدثُوا أعمالا تنزعه مِنْكُم فَإِذا فَعلْتُمْ ذَلِك سلط اللّه عَلَيْكُم شرار خلقه فالتحوكم كَمَا يلتحى الْقَضِيب)

وَأخرج البُخَارِيّ عَن مُعَاوِيَة قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (إِن هَذَا الْأَمر فِي قُرَيْش لَا يعاديهم أحد إِلَّا كَبه اللّه على وَجهه مَا أَقَامُوا الدّين)

وَأخرج الْحَاكِم عَن الضَّحَّاك بن قيس أَنه سمع رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول (لَا يزَال وَال من قُرَيْش)

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ وَأَبُو نعيم عَن ابْن مَسْعُود قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (أتركوا التّرْك مَا تركوكم فَإِن أول من يسلب أمتِي ملكهم وَمَا خولهم اللّه بَنو قنطوراء)

وَأخرج أَبُو نعيم عَن أبي بكرَة قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (إِن أَرضًا تسمى الْبَصْرَة أَو البصيرة تنزلها نَاس من الْمُسلمين عِنْدهم نهر يُقَال لَهُ دجلة يكون لَهُم عَلَيْهَا جسر وَيكثر أَهلهَا فَإِذا كَانَ فِي آخر الزَّمَان جَاءَ بَنو قنطوراء عراض الْوُجُوه صغَار الْأَعْين حَتَّى ينزلُوا على شاطىء النَّهر فتتفرق النَّاس عِنْد ذَلِك ثَلَاثَة فرق فرقة

تلْحق بأصلها فهلكوا وَفرْقَة تَأْخُذ على أَنْفسهَا فَكَفرُوا وَفرْقَة تقَاتلهمْ قتالا شَدِيدا فَيفتح اللّه على بَقِيَّتهمْ)

وَأخرج أَحْمد وَالْبَزَّار وَالْحَاكِم بِسَنَد صَحِيح عَن بُرَيْدَة سَمِعت النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول (إِن أمتِي يَسُوقهَا قوم عراض الْوُجُوه صغَار الْأَعْين كَأَن وُجُوههم الحجف ثَلَاث مَرَّات حَتَّى يلحقوهم بِجَزِيرَة الْعَرَب أما الأولى فينجو من هرب مِنْهُم وَأما الثَّانِيَة فينجو بعض وَأما الثَّالِثَة فيصطلمون من بَقِي مِنْهُم قَالَ يَا رَسُول اللّه من هم قَالَ التّرْك وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ ليربطن خيولهم إِلَى سواري مَسَاجِد الْمُسلمين)

وَأخرج أَبُو يعلى عَن مُعَاوِيَة سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول (لَيظْهرَن التّرْك على الْعَرَب حَتَّى تلحقها بمنابت الشيح والقيصوم)

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ وَالْحَاكِم عَن ابْن مَسْعُود قَالَ (كَأَنِّي بِالتّرْكِ قد اتتكم على براذين مخرمَة الْأَذَان حَتَّى تربطها بشط الْفُرَات)

وَأخرج الْحَاكِم وَصَححهُ عَن حُذَيْفَة سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول (إِن هَذَا الْحَيّ من مُضر لَا يزَال بِكُل عبد صَالح تقتله وتهلكهه وتفنيه حَتَّى يركبهم اللّه بِجُنُود من عِنْده فيقتلهم)

وَأخرج أَحْمد وَالطَّبَرَانِيّ وَأَبُو يعلى بِسَنَد صَحِيح عَن عمار بن يَاسر سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول (يكون بعدِي قوم يَأْخُذُونَ الْملك بقتل بَعضهم بَعْضًا)

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بِالشَّهَادَةِ لعمر رَضِي اللّه عَنهُ

أخرج ابْن سعد وَابْن أبي شيبَة عَن أبي الْأَشْهب عَن رجل من مزينة أَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم رأى على عمر ثوبا فَقَالَ أجديد أم غسيل فَقَالَ بل غسيل فَقَالَ (يَا عمر إلبس جَدِيدا وعش حميدا وتوف شَهِيدا) // مُرْسل // وَقد أخرج أَحْمد وَابْن ماجة عَن ابْن عمر مَرْفُوعا مثله وَأخرجه الْبَزَّار من حَدِيث جَابر مثله

وَأخرج أَبُو يعلى بِسَنَد صَحِيح عَن سهل بن سعد أَن أحدا ارتج وَعَلِيهِ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم وَأَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان فَقَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (أثبت أحد فَمَا عَلَيْك إِلَّا نَبِي أَو صديق أَو شهيدان)

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن ابْن عمر ان رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم كَانَ فِي حَائِط فَاسْتَأْذن أَبُو بكر فَقَالَ ائْذَنْ لَهُ وبشره بِالْجنَّةِ ثمَّ اسْتَأْذن عمر فَقَالَ ائْذَنْ لَهُ وبشره بِالْجنَّةِ وبالشهادة ثمَّ اسْتَأْذن عُثْمَان فَقَالَ لَهُ ائْذَنْ لَهُ وبشره بِالْجنَّةِ وبالشهادة)

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ بِسَنَد صَحِيح عَن عبد الرَّحْمَن بن يسَار قَالَ شهِدت موت عمر بن الْخطاب فانكسفت الشَّمْس يَوْمئِذٍ

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بقتل عُثْمَان بن عَفَّان رَضِي اللّه عَنهُ

أخرج الشَّيْخَانِ عَن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ أَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم كَانَ ببئر أريس فَجَلَسَ على قف الْبِئْر فتوسطه ثمَّ دلى رجلَيْهِ فِي الْبِئْر وكشف عَن سَاقيه فَقلت لأكونن الْيَوْم بواب رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فجَاء أَبُو بكر فَقلت على رسلك وَذَهَبت إِلَى النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقلت هَذَا أَبُو بكر يسْتَأْذن قَالَ ائْذَنْ لَهُ وبشره بِالْجنَّةِ فَدخل حَتَّى جلس إِلَى جنب النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فِي القف على يَمِينه ودلى رجلَيْهِ ثمَّ جَاءَ عمر فَقلت هَذَا عمر يسْتَأْذن قَالَ ائْذَنْ لَهُ وبشره بِالْجنَّةِ فجَاء حَتَّى جلس مَعَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم على يسَاره ودلى رجلَيْهِ ثمَّ جَاءَ عُثْمَان فَقلت هَذَا عُثْمَان يسْتَأْذن فَقَالَ ائْذَنْ لَهُ وبشره بِالْجنَّةِ على بلوى تصيبه فَدخل فَلم يجد فِي القف مَجْلِسا فَجَلَسَ وجائهم من شقّ الْبِئْر ودلى رجلَيْهِ) قَالَ سعيد بن الْمسيب فَأَوَّلتهَا قُبُورهم

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط والبيقهي عَن زيد بن أَرقم قَالَ بَعَثَنِي رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ (انْطلق حَتَّى تَأتي أَبَا بكر فتجده فِي دَاره جَالِسا مُحْتَبِيًا فبشره بِالْجنَّةِ ثمَّ انْطلق حَتَّى تَأتي الثَّنية فَتلقى عمر رَاكِبًا على حمَار تلوح صلعته فبشره

بِالْجنَّةِ ثمَّ انْطلق حَتَّى تَأتي عُثْمَان فتجده فِي السُّوق يَبِيع ويبتاع فبشره بِالْجنَّةِ بعد بلَاء شَدِيد) فَانْطَلَقت فوجدتهم كَمَا قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَأَخْبَرتهمْ

وَأخرج ابْن أبي خَيْثَمَة فِي تَارِيخه وابو يعلى وَالْبَزَّار وَأَبُو نعيم عَن أنس قَالَ كنت مَعَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فِي حَائِط فجَاء آتٍ فدق الْبَاب فَقَالَ يَا أنس قُم فافتح لَهُ وبشره بِالْجنَّةِ وبالخلافة من بعدِي فَإِذا أَبُو بكر ثمَّ جَاءَ رجل فدق الْبَاب فَقَالَ يَا أنس قُم فافتح لَهُ وبشره بِالْجنَّةِ وبالخلافة من بعد أبي بكر فَإِذا عمر ثمَّ جَاءَ رجل فدق الْبَاب فَقَالَ افْتَحْ لَهُ وبشره بِالْجنَّةِ وبالخلافة من بعد عمر وَإنَّهُ مقتول فَإِذا عُثْمَان)

وَأخرج أَحْمد وَالطَّبَرَانِيّ وَأَبُو نعيم عَن ابْن عمر أَن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم كَانَ فِي حش من حشان الْمَدِينَة فَاسْتَأْذن رجل خفيض الصَّوْت فَقَالَ ائْذَنْ لَهُ وبشره بِالْجنَّةِ على بلوى تصيبه فَإِذا هُوَ عُثْمَان)

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن زيد بن ثَابت سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول (مر بِي عُثْمَان وَعِنْدِي ملك من الْمَلَائِكَة فَقَالَ شَهِيد يقْتله قومه إِنَّا لنستحي مِنْهُ)

وَأخرج الْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط عَن الزبير بن الْعَوام قَالَ قتل النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَوْم الْفَتْح رجلا من قُرَيْش صبرا ثمَّ قَالَ لَا يقتل قرشي بعد هَذَا الْيَوْم صبرا إِلَّا رجل قتل عُثْمَان بن عَفَّان قَتَلُوهُ فَإِن لَا تَفعلُوا تقتلُوا قتل الشَّاء

وَأخرج الْحَاكِم وَصَححهُ وَالْبَيْهَقِيّ عَن أبي هُرَيْرَة أَنه قَالَ وَعُثْمَان مَحْصُور سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول (سَتَكُون فتْنَة وَاخْتِلَاف قُلْنَا يَا رَسُول اللّه مَا تَأْمُرنَا قَالَ عَلَيْكُم بالأمير وَأَصْحَابه وَأَشَارَ إِلَى عُثْمَان

وَأخرج ابْن ماجة وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن عَائِشَة أَن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم دَعَا عُثْمَان فَجعل يُشِير إِلَيْهِ ولون عُثْمَان يتَغَيَّر فَلَمَّا كَانَ يَوْم الدَّار قُلْنَا أَلا تقَاتل قَالَ لَا إِن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم عهد إِلَيّ أمرا فَأَنا صابر نَفسِي عَلَيْهِ

وَأخرج الْحَاكِم وَابْن ماجة وَأَبُو نعيم عَن عَائِشَة قَالَت قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لعُثْمَان (إِن اللّه مقمصك قَمِيصًا فَإِن أرادك المُنَافِقُونَ على خلعه فَلَا تخلعه)

وَأخرج أَبُو يعلى عَن حَفْصَة أم الْمُؤمنِينَ أَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم أرسل إِلَى عُثْمَان فَقَالَ لَهُ (إِنَّك مقتول مستشهد فاصبر صبرك اللّه وَلَا تخلعن قَمِيصًا قمصكه اللّه ثِنْتَيْ عشرَة سنة وَسِتَّة أشهر فَلَمَّا أدبر قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم صبرك اللّه فَإنَّك سَوف تستشهد وَتَمُوت وَأَنت صَائِم وتفطر معي)

وَأخرج ابْن عدي وَابْن عَسَاكِر عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (يَا عُثْمَان إِنَّك ستؤتى الْخلَافَة من بعدِي وسيريدك المُنَافِقُونَ على خلعها فَلَا تخلعها وصم فِي ذَلِك الْيَوْم فَإنَّك تفطر عِنْدِي)

وَأخرج الْحَاكِم وَصَححهُ عَن عبد اللّه بن حِوَالَة قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (تهجمون على رجل معتجر بِبُرْدَةٍ يُبَايع النَّاس من أهل الْجنَّة فهجمت على عُثْمَان وَهُوَ معتجر بِبُرْدَةٍ حبرَة يُبَايع)

وَأخرج الْحَاكِم عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (يَا عُثْمَان تقتل وَأَنت تقْرَأ سُورَة الْبَقَرَة فَتَقَع قَطْرَة من دمك على فَسَيَكْفِيكَهُم اللّه) قَالَ الذَّهَبِيّ مَوْضُوع

وَأخرج أَحْمد وَالطَّبَرَانِيّ وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَالْبَيْهَقِيّ عَن عبد اللّه بن حِوَالَة عَن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (من نجا من ثَلَاث فقد نجا قَالُوا مَاذَا يَا رَسُول اللّه قَالَ موتِي وَقتل خَليفَة مصطبر بِالْحَقِّ يُعْطِيهِ وَمن الدَّجَّال) وَأخرج الطَّبَرَانِيّ مثله من حَدِيث عقبَة بن عَامر

وَأخرج الْحَاكِم وَصَححهُ وَالْبَيْهَقِيّ عَن ابْن مَسْعُود قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (إِن رحى الْإِسْلَام ستدور بعد خمس أَو سِتّ أَو سبع وَثَلَاثِينَ فَإِن يهْلكُوا فسبيل من هلك وَإِن يقم لَهُم دينهم يقم سبعين قَالَ عمر يَا نَبِي اللّه مِمَّا مضى قَالَ لَا بل مِمَّا بَقِي) قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَكَذَلِكَ كَانَ ملك بني أُميَّة إِلَى أَن دخله الوهن وَظَهَرت الدعاة بخراسان نَحْو سبعين سنة

وَأخرج الْحَاكِم وَصَححهُ وَابْن ماجة عَن مرّة بن كَعْب سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يذكر فتْنَة فقربها فمرر رجل مقنع فِي ثوب فَقَالَ (هَذَا يَوْمئِذٍ على الْهدى فَقُمْت إِلَيْهِ فَإِذا هُوَ عُثْمَان)

وَأخرج البيقهي عَن حُذَيْفَة قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى تقتلُوا إمامكم وتجتلدوا بأسيافكم وَيَرِث دنياكم شِرَاركُمْ)

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم فِي الْمعرفَة عَن عبد الرَّحْمَن بن عديس سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول (يخرج أنَاس يَمْرُقُونَ من الدّين كَمَا يَمْرُق السهْم من الرَّمية يقتلُون فِي جبل لبنان) قَالَ ابْن لَهِيعَة كَانَ عبد الرَّحْمَن بن عديس البلوي سَار بِأَهْل مصر إِلَى عُثْمَان فَقتله ثمَّ قتل ابْن عديس بعد ذَلِك بعام أَو عَاميْنِ بجبل لبنان

وَأخرج الْحَارِث بن أبي أُسَامَة فِي مُسْنده عَن مهَاجر بن حبيب قَالَ بعث عُثْمَان إِلَى عبد اللّه بن سَلام وَهُوَ مَحْصُور فَقَالَ لَهُ إرفع رَأسك ترى هَذِه الكوة فَإِن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم أشرف مِنْهَا اللَّيْلَة فَقَالَ يَا عُثْمَان أحصروك قلت نعم فأدلى لي دلوا فَشَرِبت مِنْهُ فَإِنِّي أجد برده على كَبِدِي ثمَّ قَالَ لي إِن شِئْت دَعَوْت اللّه فينصرك عَلَيْهِم وَإِن شِئْت أفطرت عندنَا فاخترت الْفطر عِنْده فَقتل فِي يَوْمه

وَأخرج ابْن منيع فِي مُسْنده من طَرِيق النُّعْمَان بن بشير عَن نائلة بنت الفرافضة امْرَأَة عُثْمَان قَالَت لما حصر عُثْمَان ظلّ صَائِما فَلَمَّا كَانَ عِنْد الْإِفْطَار سَأَلَهُمْ المَاء العذب فمنعوه فَبَاتَ فَلَمَّا كَانَ فِي السحر قَالَ إِن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم اطلع على هَذَا السّقف وَمَعَهُ دلو من مَاء فَقَالَ إشرب يَا عُثْمَان فَشَرِبت حَتَّى رويت ثمَّ قَالَ ازدد فَشَرِبت حَتَّى امْتَلَأت

وَأخرج أَبُو نعيم عَن عدي بن حَاتِم قَالَ سَمِعت صَوتا يَوْم قتل عُثْمَان إبشر يَا ابْن عَفَّان بِروح وَرَيْحَان إبشر يَا ابْن عَفَّان بِرَبّ غير غَضْبَان إبشر يَا ابْن عَفَّان بغفران ورضوان فَالْتَفت فَلم أر أحدا

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ وَأَبُو نعيم عَن مسْهر بن حُبَيْش قَالَ دفنا عُثْمَان لَيْلًا فغشينا

سَواد من خلفنا فهبناهم حَتَّى كدنا أَن نفترق فَنَادَى مُنَاد لَا روع عَلَيْكُم إثبتوا فَإنَّا جِئْنَا لنشهده مَعكُمْ فَكَانَ يَقُول هم وَاللّه الْمَلَائِكَة

وَأخرج أَبُو نعيم عَن عُرْوَة قَالَ مكث عُثْمَان فِي حش كَوْكَب ثَلَاثًا لَا يدفنونه حَتَّى هتف بهم هَاتِف إدفنوه وَلَا تصلوا عَلَيْهِ فَإِن اللّه تَعَالَى قد صلى عَلَيْهِ

وَأخرج ابْن سعد عَن مَالك بن أبي عَامر قَالَ كَانَ النَّاس يتوقون أَن يدفنوا موتاهم فِي حش كَوْكَب فَكَانَ عُثْمَان يَقُول يُوشك أَن يهْلك رجل صَالح فيدفن هُنَاكَ فيتأسي النَّاس بِهِ فَكَانَ عُثْمَان أول من دفن هُنَاكَ

وَأخرج أَبُو نعيم عَن عُثْمَان بن مرّة عَن أمه قَالَت سَمِعت الْجِنّ تنوح على عُثْمَان فَوق مَسْجِد رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم ثَلَاث لَيَال فَكَانَ مِمَّا قالو

(لَيْلَة الحصبة إِذْ يرْمونَ بالصخر الصلاب ... ثمَّ جَاءُوا بكرَة يَبْغُونَ صقرا كالشهاب)

(زينهم فِي الْحَيّ والمجلس فكاك الرّقاب ... )

وَأخرج ابْن سعد عَن مُجَاهِد قَالَ أشرف عُثْمَان على الَّذين حاصروه فَقَالَ إِنَّكُم إِن تقتلوني لَا تصلوا جَمِيعًا أبدا وَلَا تغزون جَمِيعًا أبدا وَلَا يقسم فيئكم بَيْنكُم فَلَمَّا أَبَوا قَالَ اللّهمَّ أحصهم عددا واقتلهم بددا وَلَا تبْق مِنْهُم أحدا قَالَ مُجَاهِد فَقتل مِنْهُم من قتل فِي الْفِتْنَة وَبعث يزِيد إِلَى أهل الْمَدِينَة عشْرين ألفا فأباحوا الْمَدِينَة ثَلَاثًا يصنعون مَا شاؤوا لمداهنتهم

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بقتل عَليّ رَضِي اللّه عَنهُ)

أخرج الْحَاكِم وَصَححهُ عَن عَليّ قَالَ قَالَ لي رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (إِنَّك ستضرب ضَرْبَة هَهُنَا وضربة هَهُنَا وَأَشَارَ إِلَى صدغيه فيسيل دمهما حَتَّى تخضب لحيتك) وَله طرق كَثِيرَة عَن عَليّ

وَأخرج الْحَاكِم وَصَححهُ وَأَبُو نعيم عَن عمار بن يَاسر أَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لعَلي (أَشْقَى النَّاس الَّذِي يَضْرِبك على هَذِه يَعْنِي قرنه حَتَّى تبل هَذِه من الدَّم يَعْنِي لحيته) وَورد مثله من حَدِيث جَابر بن سَمُرَة وصهيب أخرجهُمَا أَبُو نعيم

وَأخرج الْحَاكِم عَن أنس دخلت مَعَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم على عَليّ وَهُوَ مَرِيض وَعِنْده أَبُو بكر وَعمر فَقَالَ أَحدهمَا لصَاحبه مَا أرَاهُ إِلَّا هَالكا فَقَالَ رَسُول اللّه) صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِنَّه لن يَمُوت إِلَّا مقتول وَلنْ يَمُوت حَتَّى يمْلَأ غيظا)

واخرج الْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ وابو نعيم عَن الزُّهْرِيّ قَالَ لما كَانَ صباح قتل عَليّ بن أبي طَالب لم يرفع حجر فِي بَيت الْمُقَدّس إِلَّا وجد تَحْتَهُ دم

وَأخرج أَبُو نعيم من طَرِيق الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب قَالَ صَبِيحَة يَوْم قتل عَليّ ابْن أبي طَالب لم ترفع حَصَاة من الأَرْض إِلَّا وتحتها دم عبيط

بَاب اخباره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بِحُصُول الشَّهَادَة لطلْحَة وَالزُّبَيْر رَضِي اللّه عَنْهُمَا

أخرج مُسلم عَن ابي هُرَيْرَة ان رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم كَانَ على حراء هُوَ وابو بكر وَعمر وَعُثْمَان وَعلي وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر فتحركت الصَّخْرَة فَقَالَ (اهدأ فَمَا عَلَيْك إِلَّا نَبِي أَو صديق أَو شَهِيد)

واخرج الْحَاكِم وَابْن ماجة وَأَبُو نعيم عَن جَابر قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (من أحب أَن ينظر إِلَى شَهِيد يمشي على وَجه الأَرْض فَلْينْظر إِلَى طَلْحَة بن عبيد اللّه)

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن طَلْحَة قَالَ كَانَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِذا رَآنِي قَالَ (من أَرَادَ ان ينظر إِلَى شَهِيد يمشي على وَجه الأَرْض فَلْينْظر إِلَى طَلْحَة بن عبيد اللّه)

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بالشهاده لِثَابِت بن قيس بن شماس

أخرج الْحَاكِم وَصَححهُ وَأَبُو نعيم من طَرِيق الزُّهْرِيّ اخبرني إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن ثَابت الْأنْصَارِيّ عَن أَبِيه ان النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لِثَابِت بن قيس بن شماس (يَا ثَابت أَلا ترْضى أَن تعيش حميدا وَتقتل شَهِيدا وَتدْخل الْجنَّة قَالَ بلَى) فَعَاشَ حميدا وَقتل شَهِيدا يَوْم مُسَيْلمَة الْكذَّاب

 

  ٢٤-٣بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بقتل الْحُسَيْن رَضِي اللّه عَنهُ)

أخرج الْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ عَن أم الْفضل بنت الْحَارِث قَالَت دخلت على رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَوْمًا بالحسين فَوَضَعته فِي حجره ثمَّ حانت مني إلتفاته فَإِذا عينا رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم تهريقان من الدُّمُوع فَقَالَ (أَتَانِي جِبْرِيل فَأَخْبرنِي أَن أمتِي ستقتل ابْني هَذَا وأتاني بتربة من تربته الْحَمْرَاء)

وَأخرج ابْن رَاهْوَيْةِ والبهقي وَأَبُو نعيم عَن أم سَلمَة أَن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم اضْطجع ذَات يَوْم فَاسْتَيْقَظَ وَهُوَ خاثر وَفِي يَده تربة حَمْرَاء بقلبها قلت مَا هَذِه التربة يَا رَسُول اللّه قَالَ (أَخْبرنِي جِبْرِيل أَن هَذَا يَعْنِي الْحُسَيْن يقتل بِأَرْض الْعرَاق وَهَذِه تربَتهَا)

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن أنس قَالَ اسْتَأْذن ملك الْمَطَر أَن يَأْتِي رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَأذن لَهُ فَدخل الْحُسَيْن فَجعل يَقع على منْكب النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ الْملك أَتُحِبُّهُ قَالَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم نعم قَالَ فَإِن أمتك تقتله وَإِن شِئْت أريتك الْمَكَان الَّذِي يقتل فِيهِ فَضرب بِيَدِهِ فَأرَاهُ تُرَابا أَحْمَر فَأَخَذته أم سَلمَة فصرته فِي ثوبها فَكُنَّا نسْمع أَنه يقتل بكربلاء

وَأخرج أَبُو نعيم عَن أم سَلمَة قَالَت كَانَ الْحسن وَالْحُسَيْن يلعبان ببيتي فَنزل جِبْرِيل فَقَالَ يَا مُحَمَّد إِن أمتك تقتل ابْنك هَذَا من بعْدك وَأَوْمَأَ إِلَى الْحُسَيْن وَأَتَاهُ بتربة فشمها ثمَّ قَالَ ريح كرب وبلاء وَقَالَ يَا أم سَلمَة (إِذا تحولت هَذِه التربة دَمًا فاعلمي أَن إبني قد قتل فجعلتها فِي قَارُورَة)

وَأخرج ابْن عَسَاكِر عَن مُحَمَّد بن عَمْرو بن حسن قَالَ كُنَّا مَعَ الْحُسَيْن رَضِي اللّه عَنهُ بنهر كربلاء فَنظر إِلَى شمر بن ذِي الجوشن فَقَالَ صدق اللّه وَرَسُوله قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (كَأَنِّي أنظر إِلَى كلب أبقع يلغ فِي دِمَاء أهل بَيْتِي وَكَانَ شمر أبرص)

وَأخرج ابْن السكن وَالْبَغوِيّ فِي الصَّحَابَة وَأَبُو نعيم من طَرِيق سحيم عَن أنس بن الْحَارِث سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول (إِن إبني هَذَا يَعْنِي الْحُسَيْن يقتل بِأَرْض يُقَال لَهَا كربلاء فَمن شهد ذَلِك مِنْكُم فلينصره) فَخرج أنس بن الْحَارِث إِلَى كربلاء فَقتل بهَا مَعَ الْحُسَيْن

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن أَن الْحُسَيْن دخل على النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم وَعِنْده جِبْرِيل فِي مشربَة عَائِشَة فَقَالَ لَهُ جِبْرِيل ستقتله أمتك وَإِن شِئْت أَخْبَرتك بِالْأَرْضِ الَّتِي يقتل فِيهَا وَأَشَارَ جِبْرِيل بِيَدِهِ إِلَى الطف بالعراق فَأخذ تربة حَمْرَاء فَأرَاهُ إِيَّاهَا وَأخرجه من طَرِيق آخر عَن أبي سَلمَة عَن عَائِشَة مَوْصُولا

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن الشّعبِيّ قَالَ إِن ابْن عمر قدم الْمَدِينَة فَأخْبر أَن الْحُسَيْن قد توجه إِلَى الْعرَاق فَلحقه فِي مسيرَة لَيْلَتَيْنِ من الْمَدِينَة فَقَالَ لَهُ إِن اللّه تَعَالَى خير نبيه بَين الدُّنْيَا وَبَين الْآخِرَة فَاخْتَارَ الْآخِرَة وَلم يرد الدُّنْيَا وَإِنَّكُمْ بضعَة مِنْهُ وَاللّه لَا يَليهَا أحد مِنْكُم أبدا وَمَا صرفهَا اللّه عَنْكُم إِلَّا للَّذي هُوَ خير لكم فَارْجِعُوا فَأبى فاعتنقه إِبْنِ عمر وَقَالَ أستودعك اللّه من قَتِيل

وَأخرج الْحَاكِم عَن ابْن عَبَّاس قَالَ مَا كُنَّا نشك وَأهل الْبَيْت متوافرون أَن الْحُسَيْن يقتل بالطف

وَأخرج أَبُو نعيم عَن يحيى الْحَضْرَمِيّ أَنه سَافر مَعَ عَليّ إِلَى صفّين فَلَمَّا حَاذَى نِينَوَى نَادَى صبرا أَبَا عبد اللّه بشط الْفُرَات قلت مَاذَا قَالَ إِن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ حَدثنِي جِبْرِيل أَن الْحُسَيْن يقتل بشط الْفُرَات وَأرَانِي قَبْضَة من تربته

وَأخرج أَبُو نعيم عَن أصبغ بن نباتة قَالَ أَتَيْنَا مَعَ عَليّ مَوضِع قبر الْحُسَيْن فَقَالَ هَهُنَا مناخ رِكَابهمْ وَمَوْضِع رحالهم ومهراق دِمَائِهِمْ فتية من آل مُحَمَّد يقتلُون بِهَذِهِ الْعَرَصَة تبْكي عَلَيْهِم السَّمَاء وَالْأَرْض ٤

وَأخرج الْحَاكِم وَصَححهُ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ أوحى اللّه تَعَالَى إِلَى مُحَمَّد صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِنِّي قتلت بِيَحْيَى بن زَكَرِيَّا سبعين ألفا وَإِنِّي قَاتل بِابْن بنتك سبعين ألفا وَسبعين ألفا

وَأخرج أَحْمد وَالْبَيْهَقِيّ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ رَأَيْت النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فِي النّوم ذَات يَوْم نصف النَّهَار أَشْعَث أغبر بِيَدِهِ قَارُورَة فِيهَا دم فَقلت مَا هَذِه قَالَ هَذَا دم الْحُسَيْن وَأَصْحَابه لم أزل التقطه مُنْذُ الْيَوْم فأحصى ذَلِك الْوَقْت فَوجدَ قد قتل ذَلِك الْيَوْم

وَأخرج الْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ عَن أم سَلمَة قَالَت رَأَيْت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَنَام وعَلى رَأسه ولحيته التُّرَاب فَقلت مَالك يَا رَسُول اللّه قَالَ شهِدت قتل الْحُسَيْن آنِفا

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن بصرة الْأَزْدِيَّة قَالَت لما قتل الْحُسَيْن مطرَت السَّمَاء دَمًا فأصبحنا وخباؤنا جرارنا وكل شَيْء لنا ملآن دَمًا

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن الزُّهْرِيّ قَالَ بَلغنِي أَنه يَوْم قتل الْحُسَيْن لم يقلب حجر من أَحْجَار بَيت الْمُقَدّس إِلَّا وجد تَحْتَهُ دم عبيط

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن أم حبَان قَالَت يَوْم قتل الْحُسَيْن أظلمت علينا ثَلَاثًا وَلم يمس منا اُحْدُ من زعفرانهم شَيْئا فَجعله على وَجهه إِلَّا احْتَرَقَ وَلم يقلب حجر بِبَيْت الْمُقَدّس إِلَّا وجد تَحْتَهُ دم عبيط

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن جميل بن مرّة قَالَ أَصَابُوا إبِلا فِي عَسْكَر الْحُسَيْن يَوْم قتل فنحروها وطبخوها فَصَارَت مثل العلقم فَمَا اسْتَطَاعُوا أَن يسبغوا مِنْهَا شَيْئا

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن سُفْيَان قَالَ حَدَّثتنِي جدتي قَالَت لقد رَأَيْت الورس عَاد رَمَادا وَلَقَد رَأَيْت اللَّحْم كَأَنَّهُ فِيهِ النَّار حِين قتل الْحُسَيْن

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن عَليّ بن مسْهر قَالَ حَدَّثتنِي جدتي قَالَت كنت أَيَّام قتل الْحُسَيْن جَارِيَة شَابة فَكَانَت السَّمَاء أَيَّامًا عليلة

وَأخرج أَبُو نعيم من طَرِيق سُفْيَان عَن جدته قَالَت شهد رجلَانِ من الجعفيين قتل الْحُسَيْن فَأَما أَحدهمَا فطال ذكره حَتَّى كَانَ يلفه وَأما الآخر فَكَانَ يسْتَقْبل الراوية بِفِيهِ حَتَّى يَأْتِي على آخرهَا فَمَا يرْوى

وَأخرج أَبُو نعيم عَن حبيب بن أبي ثَابت قَالَ سَمِعت الْجِنّ تنوح على الْحُسَيْن وَهِي تَقول

(مسح النَّبِي جَبينه ... فَلهُ بريق فِي الخدود)

(أَبَوَاهُ فِي عليا قُرَيْش ... وجده خير الجدود)

وَأخرج أَبُو نعيم من طَرِيق حبيب بن أبي ثَابت عَن أم سَلمَة قَالَت مَا سَمِعت نوح الْجِنّ مُنْذُ قبض النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِلَّا اللَّيْلَة وَمَا أرى إبني إِلَّا قد قتل يَعْنِي الْحُسَيْن فَقَالَت لجاريتها أَخْرِجِي فاسألي فَأخْبرت أَنه قد قتل وَإِذا بجنية تنوح

(أَلا يَا عين فاحتفلي بِجهْد ... وَمن يبكي على الشُّهَدَاء بعدِي)

(على رَهْط تقودهم المنايا ... إِلَى متجبر فِي ملك عبد)

وَأخرج أَبُو نعيم عَن مزِيد بن جَابر الْحَضْرَمِيّ عَن أمه قَالَت سَمِعت الْجِنّ تنوح على الْحُسَيْن وَهِي تَقول

(أنعي حُسَيْنًا هبلا ... كَانَ حُسَيْن جبلا)

وَأخرج أَبُو نعيم من طَرِيق ابْن لَهِيعَة عَن أبي قبيل قَالَ لما قتل الْحُسَيْن احتزوا رَأسه وقعدوا فِي أول مرحلة يشربون النَّبِيذ فَخرج عَلَيْهِم قلم من حَدِيد من حَائِط فَكتب سطرا بِدَم

(أترجو أمة قتلت حُسَيْنًا ... شَفَاعَة جده يَوْم الْحساب)

وَأخرج ابْن عَسَاكِر عَن الْمنْهَال بن عَمْرو قَالَ أَنا وَاللّه رَأَيْت رَأس الْحُسَيْن حِين حمل وَأَنا بِدِمَشْق وَبَين يَدي الرَّأْس رجل يقْرَأ سُورَة الْكَهْف حَتَّى بلغ قَوْله تَعَالَى {أم حسبت أَن أَصْحَاب الْكَهْف والرقيم كَانُوا من آيَاتنَا عجبا} فأنطلق الرَّأْس بِلِسَان ذرب فَقَالَ أعجب من أَصْحَاب الْكَهْف قَتْلِي وحملي

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بِالرّدَّةِ بعده

أخرج مُسلم عَن ثَوْبَان قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى تلْحق قبائل من أمتِي بالمشركين وَحَتَّى يعبدوا الْأَوْثَان)

وَأخرج مُسلم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (أَلا ليذادن رجال عَن حَوْضِي كَمَا يذاد الْبَعِير الضال فأناديهم أَلا هَلُمَّ فَيُقَال أَنهم قد بدلُوا فَأَقُول سحقا سحقا)

وَأخرج الشَّيْخَانِ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (أَلا إِنَّه بجاء بِرَجُل من أمتِي فَيُؤْخَذ بهم ذَات الشمَال فَأَقُول أَصْحَابِي فَيُقَال أَنَّك لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بعْدك فَأَقُول كَمَا قَالَ العَبْد الصَّالح {وَكنت عَلَيْهِم شَهِيدا مَا دمت فيهم فَلَمَّا توفيتني كنت أَنْت الرَّقِيب عَلَيْهِم} فَيُقَال إِنَّهُم لم يزَالُوا مرتدين على أَعْقَابهم مُنْذُ فَارَقْتهمْ

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بِأَن جَزِيرَة الْعَرَب لَا تعبد فِيهَا الْأَصْنَام أبدا

أخرج مُسلم عَن جَابر بن عبد اللّه قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (إِن الشَّيْطَان قد آيس أَن يعبده المصلون فِي جَزِيرَة الْعَرَب وَلَكِن فِي التحريش بَينهم)

بَاب أَن هلكة الرّوم مَعَ السَّاعَة

أخرج الْبَيْهَقِيّ عَن الْمُسْتَوْرد سَمِعت النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِن اشد النَّاس عَلَيْكُم الرّوم وَإِنَّمَا هلكتهم مَعَ السَّاعَة

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بِأَن سُهَيْل بن عَمْرو يقوم مقَاما حسنا

أخرج الْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ من طَرِيق سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن عَمْرو عَن الْحسن بن مُحَمَّد بن الحنيفة قَالَ قَالَ عمر يَا رَسُول اللّه دَعْنِي أنزع ثنية سُهَيْل بن عَمْرو فَلَا يقوم خَطِيبًا فِي قومه أبدا فَقَالَ دعها لَعَلَّهَا أَن تسرك يَوْمًا قَالَ سُفْيَان فَلَمَّا مَاتَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم نفر مِنْهُ أهل مَكَّة فَقَامَ سُهَيْل بن عَمْرو عِنْد الْكَعْبَة قَالَ من كَانَ مُحَمَّد إلهه فَإِن مُحَمَّد قد مَاتَ وَاللّه حَيّ لَا يَمُوت

وَأخرج يُونُس بن بكير فِي الْمَغَازِي وَابْن سعد من طَرِيق ابْن إِسْحَاق عَن مُحَمَّد ابْن عَمْرو بن عَطاء قَالَ لما أسر سُهَيْل بن عَمْرو قَالَ عمر يَا رَسُول اللّه إنزع ثنيته يدلع لِسَانه فَلَا يقوم خَطِيبًا أبدا وَكَانَ سُهَيْل أعلم من شفته فَقَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لَا أمثل فيمثل اللّه بِي وَإِن كنت نَبيا وَلَعَلَّه يقوم مقَاما لَا تكرههُ فَقَامَ بِمَكَّة حِين جَاءَتْهُ وَفَاة رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَخَطب بِخطْبَة أبي بكر كَأَنَّهُ سَمعهَا فَقَالَ عمر حِين بلغه كَلَام سُهَيْل أشهد أَنَّك رَسُول اللّه حَيْثُ قَالَ لَعَلَّه يقوم يَوْمًا مقَاما لَا تكرههُ

وَأخرج ابْن سعد من طَرِيق أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي عَمْرو بن عدي بن الْحَمْرَاء الْخُزَاعِيّ قَالَ نظرت إِلَى سُهَيْل بن عَمْرو يَوْم جَاءَ نعي رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِلَى مَكَّة وَقد خَطَبنَا بِخطْبَة أبي بكر الَّتِي خطب بِالْمَدِينَةِ كَأَنَّهُ كَانَ سَمعهَا فَلَمَّا بلغ ذَلِك عمر قَالَ أشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول اللّه وَأَن مَا جَاءَ بِهِ حق هَذِه هُوَ الْمقَام الَّذِي عَنى رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم حِين قَالَ لي لَعَلَّه يقوم مقَاما لَا تكرههُ وَأخرجه الْمحَامِلِي فِي فَوَائده مَوْصُولا من طَرِيق سعيد بن ابي هِنْد عَن عمْرَة عَن عَائِشَة

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بِأَن الْبَراء بن مَالك لَو أقسم على اللّه لَأَبَره

أخرج التِّرْمِذِيّ وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَالْبَيْهَقِيّ عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (كم من ضَعِيف مستضعف ذِي طمرين لَو أقسم على أللّه لَأَبَره مِنْهُم الْبَراء بن مَالك وَأَن الْبَراء لَقِي زحفا بتستر فانكشف الْمُسلمُونَ فَقَالُوا لَهُ يَا برَاء إِن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَو أَقْسَمت على اللّه لأبرك فاقسم على رَبك قَالَ أقسم عَلَيْك يَا رب لما منحتنا أكتافهم فمنحوا أكتافهم ثمَّ الْتَقَوْا على قنطرة السوس فأوجعوا فِي الْمُسلمين فَقَالُوا أقسم على رَبك يَا برَاء قَالَ أقسم يَا رب لما منحتنا أكتافهم وألحقتني بنبيك ثمَّ حملُوا فَانْهَزَمَ الْفرس وَقتل الْبَراء شَهِيدا

بَاب قَوْله صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لرجل تَمُوت بالربوة فَمَاتَ بالرملة

أخرج ابْن السكن وَابْن مندة كِلَاهُمَا فِي الصَّحَابَة وَابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخه من طرق عَن الْأَقْرَع بن شفي العكي قَالَ دخل على النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فِي مرض لَا أَحسب إِلَّا أَنِّي ميت من مرضِي قَالَ كلا لتبقين ولتهاجرن إِلَى أَرض الشَّام وَتَمُوت وتدفن بالربوة من أَرض فلسطين فَمَاتَ فِي خلَافَة عمر وَدفن بالرملة

وَأخرج ابْن أبي حَاتِم وَابْن جرير وَالطَّبَرَانِيّ عَن مرّة الْبَهْزِي سَمِعت النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول لرجل إِنَّك تَمُوت بالربوة فَمَاتَ بالرملة

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بِأَن عمر من الْمُحدثين

أخرج الشَّيْخَانِ عَن عَائِشَة قَالَت قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (كَانَ فِي الْأُمَم محدثون فَإِن يكن فِي أمتِي أحد فعمر)

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (إِنَّه لم يبْعَث اللّه نَبيا إِلَّا كَانَ فِي أمته محدثون وَإِن يكن فِي أمتِي أحد فَهُوَ عمر قَالُوا يَا رَسُول اللّه كَيفَ مُحدث قَالَ تَتَكَلَّم الْمَلَائِكَة على لِسَانه)

وَأخرج أَيْضا عَن عَائِشَة أَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (مَا كَانَ نَبِي إِلَّا كَانَ فِي أمته معلم أَو معلمان فَإِن يكن فِي أمتِي مِنْهُم أحد فَهُوَ عمر بن الْخطاب)

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَالْبَيْهَقِيّ عَن عَليّ قَالَ كُنَّا نشك وَنحن متوافرين أَصْحَاب مُحَمَّد صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم أَن السكينَة تنطق على لِسَان عمر على

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن طَارق بن شهَاب قَالَ كُنَّا نُحدث أَن عمر بن الْخطاب ينْطق على لِسَان ملك

وَأخرج الْحَاكِم عَن ابْن عمر قَالَ مَا سَمِعت عمر يَقُول لشَيْء أَنِّي لَا أَظن كَذَا وَكَذَا إِلَّا كَانَ كَمَا يظنّ

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بِأول أَزوَاجه لُحُوقا بِهِ

أخرج مُسلم عَن عَائِشَة قَالَت قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (أَسْرَعكُنَّ لُحُوقا بِي أَطْوَلكُنَّ يدا فَكُن يَتَطَاوَلْنَ أيهن أطول يدا فَكَانَت زَيْنَب أطول يدا لِأَنَّهَا كَانَت تعْمل بِيَدِهَا وَتَتَصَدَّق)

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن الشّعبِيّ قَالَ قُلْنَ النسْوَة يَا رَسُول اللّه أَيّنَا أسْرع بك لُحُوقا قَالَ

(أَطْوَلكُنَّ يدا فأخذن يتذارعن أيهن أطول يدا فَلَمَّا توفيت زَيْنَب علِمْنَ أَنَّهَا كَانَت أَطْوَلهنَّ يدا فِي الْخَيْر وَالصَّدَقَة)

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بِكِتَابَة الْمَصَاحِف

اخْرُج ابْن عَسَاكِر عَن نبيط الْأَشْجَعِيّ قَالَ لما نسخ عُثْمَان الْمَصَاحِف قَالَ لَهُ أَبُو هُرَيْرَة أصبت ووفقت أشهد لسمعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول إِن أَشد أمتِي حبا لي قوم يأْتونَ من بعدِي يُؤمنُونَ بِي وَلم يروني يعْملُونَ بِمَا فِي الْوَرق الْمُعَلق فَقلت أَي ورق حَتَّى رَأَيْت الْمَصَاحِف فأعجب ذَلِك عُثْمَان وَأمر لأبي هُرَيْرَة بِعشْرَة آلَاف وَقَالَ وَاللّه مَا علمت أَنَّك لتحبس علينا حَدِيث نَبينَا

بَاب اخباره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بأويس الْقَرنِي

أخرج مُسلم عَن عمر قَالَ إِن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم حَدثنَا أَن رجل من اهل الْيمن يقدم عَلَيْكُم وَلَا يدع بهَا إِلَّا أماله قد كَانَ بِهِ بَيَاض فَدَعَا اللّه أَن يذهبه عَنهُ فأذهبه عَنهُ إِلَّا مَوضِع الدِّينَار يُقَال لَهُ أويس فَمن لقِيه مِنْكُم فليأمره فليستغفر لَهُ

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ من وَجه آخر عَن عمر أَن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم سَيكون فِي التَّابِعين رجل من قرن يُقَال لَهُ أويس بن عَامر يخرج بِهِ وضح فيدعو اللّه أَن يذهبه عَنهُ فيذهبه فَيَقُول اللّهمَّ دع لي فِي جَسَدِي مِنْهُ مَا اذكر بِهِ نِعْمَتك عَليّ فيدع لَهُ فِي جسده فَمن أدْركهُ مِنْكُم فاستطاع أَن يسْتَغْفر لَهُ فليستغفر لَهُ

وَأخرج ابْن سعد وَالْحَاكِم عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى قَالَ نَادَى رجل من أهل الشَّام يَوْم صفّين فَقَالَ فِيكُم أويس الْقَرنِي قالو نعم قَالَ إِنِّي سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول إِن من خير التَّابِعين أويس الْقَرنِي ثمَّ ضرب دَابَّته فَدخل فيهم

وَأخرج ابْن سعد وَالْحَاكِم من طَرِيق أَسِير بن جَابر عَن عمر أَنه قَالَ لأويس الْقَرنِي اسْتغْفر لي قَالَ كَيفَ اسْتغْفر لَك وَأَنت صَاحب رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول إِن خير التَّابِعين رجل يُقَال لَهُ أويس الْقَرنِي

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بِحَال عبد اللّه بن سَلام

أخرج الشَّيْخَانِ عَن عبد اللّه بن سَلام أَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَهُ انت على الْإِسْلَام حَتَّى تَمُوت

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَنهُ أَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَهُ ذَاك منزل الشُّهَدَاء وَلنْ تناله

وَأخرج ابْن سعد وَالْحَاكِم عَن سعد أَن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم أُتِي بقصعة فَأكل مِنْهَا ففضلت فضلَة فَقَالَ يَجِيء رجل من هَذَا الْفَج من أهل الْجنَّة فيأكل هَذِه الفضلة فجَاء عبد اللّه بن سَلام فَأكلهَا

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بِالشَّهَادَةِ لرافع بن خديج

أخرج الطَّيَالِسِيّ وَابْن سعد وَالْبَيْهَقِيّ من طَرِيق يحيى بن عبد الحميد بن رَافع قَالَ حَدَّثتنِي جدتي أَن رَافعا رمى يَوْم أحد أَو يَوْم حنين بِسَهْم فِي ثندوته فَأتى النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ يَا رَسُول اللّه انْزعْ السهْم فَقَالَ لَهُ يَا رَافع إِن شِئْت نزعت السهْم والقطبة جَمِيعًا وَإِن شِئْت نزعت السهْم وَتركت القطبة وَشهِدت لَك يَوْم الْقِيَامَة إِنَّك شَهِيد فَقَالَ رَافع يَا رَسُول اللّه انْزعْ السهْم وَدم القطبة واشهد لي يَوْم الْقِيَامَة إِنِّي شَهِيد فَعَاشَ بعد ذَلِك حَتَّى إِذا كَانَ خلَافَة مُعَاوِيَة انْتقض ذَلِك الْجرْح فَمَاتَ

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بِحَال أبي ذَر

أخرج الْحَاكِم وَصَححهُ وَالْبَيْهَقِيّ عَن أم ذَر قَالَت وَاللّه مَا سير عُثْمَان أَبَا ذَر وَلَكِن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (إِذا بلغ الْبناء سلعا فَاخْرُج مِنْهَا فَلَمَّا بلغ الْبناء سلعا وَجَاوَزَ خرج أَبُو ذَر إِلَى الشَّام

وَأخرج الْحَاكِم وَأَبُو نعيم عَن أم ذَر قَالَت لما حضرت أَبَا ذَر الْوَفَاة قَالَ سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول أنفر من الْمُؤمنِينَ أَنا فيهم ليموتن رجل مِنْكُم بفلاة من الأَرْض يشهده عِصَابَة من الْمُؤمنِينَ وَلَيْسَ من اولئك النَّفر أحد إِلَّا وَقد مَاتَ فِي قَرْيَة وَجَمَاعَة فَأَنا ذَلِك الرجل فابصري الطَّرِيق فَقلت إِنِّي وَقد ذهب الْحَاج وتقطعت الطَّرِيق فَبَيْنَمَا انا وَهُوَ كَذَلِك إِذا أَنا بِرِجَال على رحالهم فالحت بثوبي فَأَسْرعُوا إِلَيّ حَتَّى وقفُوا عَليّ فحضروه وَقَامُوا عَلَيْهِ حَتَّى دفنوه

وَأخرج ابْن ابي شيبَة عَن أبي ذَر قَالَ قَالَ لي رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (وَيحك بعدِي فَبَكَيْت وَقلت يَا رَسُول اللّه إِنِّي لباق بعْدك قَالَ نعم فَإِذا رَأَيْت الْبناء على جبل سلع فَالْحق بالعرب أَرض قضاعة فَإِنَّهُ سَيَأْتِي يَوْم قاب قَوس أَو قوسين أَو رمح أَو رُمْحَيْنِ)

وَأخرج ابْن سعد عَن أبي ذَر قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (يَا أَبَا ذَر كَيفَ أَنْت إِذا كَانَت عَلَيْك أُمَرَاء يستأثرون بالفيء قلت إِذن أضْرب بسيفي قَالَ أَفلا أدلك على مَا هُوَ خير من ذَلِك أَصْبِر حَتَّى تَلقانِي)

وَأخرج أَبُو نعيم وَابْن عَسَاكِر عَن أبي ذَر قَالَ أَخْبرنِي رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم أَنهم لن يسلطوا على قَتْلِي وَلنْ يفتنوني عَن ديني وَأَخْبرنِي أَنِّي أسلمت فَردا وأموت فَردا وأبعث يَوْم الْقِيَامَة فَردا

وَأخرج أَبُو نعيم عَن أَسمَاء بنت يزِيد أَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم وجد أَبَا ذَر نَائِما فِي الْمَسْجِد فَقَالَ لَهُ أَلا أَرَاك نَائِما فِيهِ قَالَ فَأَيْنَ أَنَام مَا لي بَيت غَيره قَالَ فَكيف أَنْت إِذا أخرجوك مِنْهُ قَالَ الْحق بِالشَّام قَالَ فَكيف أَنْت إِذا أخرجوك من الشَّام قَالَ أرجع إِلَيْهِ قَالَ فَكيف أَنْت إِذا أخرجوك مِنْهُ الثَّانِي قَالَ إِذن آخذ سَيفي فأقاتل حَتَّى أَمُوت فَقَالَ أَلا أدلك على خير من ذَلِك تنقاد لَهُم حَيْثُ قادوك وتنساق لَهُم حَيْثُ ساقوك حَتَّى تَلقانِي وَأَنت على ذَلِك

وَأخرج الْحَارِث بن أبي أُسَامَة عَن أبي الْمثنى الْمليكِي قَالَ أَن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا خرج إِلَى أَصْحَابه قَالَ عُوَيْمِر حَكِيم أمتِي وجندب طريد أمتِي يعِيش وَحده وَيَمُوت وَحده وَاللّه يَكْفِيهِ وَحده

وَأخرج ابْن سعد عَن مُحَمَّد بن سِيرِين قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لأبي ذَر (إِذا بلغ الْبناء سلعا فَاخْرُج مِنْهَا ونحا بِيَدِهِ نَحْو الشَّام وَلَا أرى أمراءك يدعونك قَالَ يَا رَسُول اللّه أَفلا أقَاتل من يحول بيني وَبَين أَمرك قَالَ لَا أسمع وأطع وَلَو لعبد حبشِي فَلَمَّا كَانَ ذَلِك خرج إِلَى الشَّام فَكتب مُعَاوِيَة إِلَى عُثْمَان أَن أَبَا ذَر قد أفسد النَّاس بِالشَّام فَكتب إِلَيْهِ عُثْمَان فَقدم ثمَّ خرج إِلَى الزبذة وَقد أُقِيمَت الصَّلَاة وَعَلَيْهَا عبد لعُثْمَان حبشِي فَتَأَخر فَقَالَ أَبُو ذَر تقدم فصل فقد أمرت أَن أسمع وَأطِيع وَلَو لعبد حبشِي فَأَنت عبد حبشِي)

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بقتل الإعرابي قبل أَن ينخرق سقاؤه

أخرج ابْن خُزَيْمَة وَالْبَيْهَقِيّ وَالطَّبَرَانِيّ عَن كدير الضَّبِّيّ أَن رجلا إعرابيا أَتَى النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ أَخْبرنِي بِعَمَل يقربنِي من الْجنَّة وَيُبَاعِدنِي من النَّار قَالَ تَقول الْعدْل وَتُعْطِي الْفضل قَالَ وَاللّه لَا أَسْتَطِيع أَن أَقُول الْعدْل كل سَاعَة وَمَا أَسْتَطِيع أَن أعطي الْفضل قَالَ فتطعم الطَّعَام وتفشي السَّلَام قَالَ هَذِه أَيْضا شَدِيدَة قَالَ فَهَل لَك من إبل قَالَ نعم قَالَ فَانْظُر إِلَى بعير من إبلك وسقاية ثمَّ أعمد إِلَى أهل بَيت لَا يشربون المَاء إِلَّا غبا فاسقهم فلعلك لَا يهْلك بعيرك وَلَا ينخرق سقاؤك حَتَّى تجب لَك الْجنَّة فَانْطَلق الإعرابي فَمَا انخرق سقاؤه وَلَا هلك بعيره حَتَّى قتل شَهِيدا

قَالَ الْمُنْذِرِيّ رُوَاته رُوَاة الصَّحِيح إِلَّا أَن كديرا تَابِعِيّ فَالْحَدِيث مُرْسل وتوهم ابْن خُزَيْمَة أَن لَهُ صُحْبَة فَأخْرجهُ فِي صَحِيحه

قلت لَهُ شَاهد موصل أخرج الطَّبَرَانِيّ بِسَنَد رِجَاله ثِقَات إِلَّا يحيى الْحمانِي عَن ابْن عَبَّاس قَالَ أَتَى النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم رجل فَقَالَ مَا عمل إِن عملت بِهِ دخلت الْجنَّة قَالَ أَنْت بِبَلَد يجلب بِهِ المَاء قَالَ نعم قَالَ فاشتر بهَا سقاء جَدِيدا ثمَّ اسْقِ فِيهَا حَتَّى تخرقها فَإنَّك لن تخرقها حَتَّى تبلغ بهَا عمل الْجنَّة

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بِرَجُل من أمته يدْخل الْجنَّة فِي الدُّنْيَا

فَأتى

أخرج الطَّبَرَانِيّ فِي مُسْند الشاميين وَابْن حبَان فِي الثِّقَات من طَرِيق إِبْرَاهِيم بن ابي عبلة عَن شريك بن خباشة النميري أَنه ذهب يَسْتَقِي من جب سُلَيْمَان بِبَيْت الْمُقَدّس فَانْقَطع دلوه فَنزل ليخرجه فَبَيْنَمَا هُوَ فِي طلبه إِذا هُوَ بشجرة فَتَنَاول مِنْهَا ورقة فأخرجها مَعَه فَإِذا هِيَ لَيست من شجر الدُّنْيَا فَأتى بهَا عمر فَقَالَ أشهد أَن هَذَا هُوَ الْحق سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول (يدْخل الْجنَّة من هَذِه الْأمة رجل من أهل الدُّنْيَا فَجعل الورقة بَين دفتي الْمُصحف)

وَأخرجه الْكَلْبِيّ من وَجه آخر عَن امْرَأَة شريك بن خباشة قَالَ خرجنَا مَعَ عمر أَيَّام خرج إِلَى الشَّام فَذكر الْقِصَّة وَفِيه فَأرْسل عمر إِلَى كَعْب فَقَالَ هَل تَجِد فِي الْكتاب أَن رجلا من هَذِه الْأمة يدْخل الْجنَّة فِي الدُّنْيَا قَالَ نعم

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بالكذابين بعده وبالحجاج

أخرج مُسلم عَن جَابر بن سَمُرَة قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (إِن بَين يَدي السَّاعَة ثَلَاثِينَ كذابا دجالًا كلهم يزْعم أَنه نَبِي)

وَأخرج أَحْمد عَن حُذَيْفَة أَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (فِي أمتِي كذابون ودجالون سَبْعَة وَعِشْرُونَ مِنْهُم أَربع نسْوَة وَإِنِّي خَاتم النَّبِيين لَا نَبِي بعدِي)

وَأخرج ابْن عدي وَأَبُو يعلى وَالْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ وَالْبَيْهَقِيّ عَن عبد اللّه بن الزبير قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى يخرج ثَلَاثُونَ كذابا مِنْهُم مُسَيْلمَة والعنسي وَالْمُخْتَار وَشر قبائل الْعَرَب بَنو أُميَّة وَبَنُو حنيفَة وَثَقِيف)

وَأخرج مُسلم عَن أَسمَاء بنت أبي بكر أَنَّهَا قَالَت للحجاج سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول (إِن فِي ثَقِيف كذابا ومبيرا فَأَما الْكذَّاب فقد رَأَيْنَاهُ وَأما المبير فَلَا أخالك إِلَّا أَيَّاهُ) وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن ابْن عمر مَرْفُوعا مثله

وَأخرج ابْن سعد وَالْبَيْهَقِيّ عَن عمر بن الْخطاب أَنه أَتَاهُ آتٍ فَأخْبرهُ أَن أهل الْعرَاق قد حصبوا إمَامهمْ فَخرج غَضْبَان فصلى فَسَهَا فِي صلَاته فَلَمَّا فرغ قَالَ اللّهمَّ أَنهم قد لبسوا عَليّ فألبس عَلَيْهِم وَعجل عَلَيْهِم بالغلام الثَّقَفِيّ الَّذِي يحكم فيهم بِحكم الْجَاهِلِيَّة لَا يقبل من محسنهم وَلَا يتَجَاوَز عَن مسيئهم وَمَا ولد الْحجَّاج يَوْمئِذٍ قَالَ أَبُو الْيَمَان علم عمر أَن الْحجَّاج خَارج لَا محَالة فَلَمَّا أغضبوه استعجل لَهُم الْعقُوبَة الَّتِي لَا بُد لَهُم مِنْهُ

وَأخرج أَحْمد فِي الزّهْد وَالْبَيْهَقِيّ عَن الْحسن قَالَ قَالَ عَليّ لأهل الْكُوفَة اللّهمَّ كَمَا ائتمنتهم فخانوني وَنَصَحْت لَهُم فغشوني فَسلط عَلَيْهِم فَتى ثَقِيف الذَّيَّال الميال يَأْكُل خضرتها ويلبس فروتها وَيحكم فِيهَا بِحكم الْجَاهِلِيَّة قَالَ الْحسن وَمَا خلق الْحجَّاج يَوْمئِذٍ

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن مَالك بن أَوْس بن الْحدثَان عَن عَليّ أَنه قَالَ الشَّاب الذَّيَّال أَمِير المصريين يلبس فروتها وَيَأْكُل خضرتها وَيقتل أَشْرَاف حضرتها يشْتَد مِنْهُ الْفرق وَيكثر مِنْهُ الأرق

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن حبيب بن أبي ثَابت قَالَ قَالَ عَليّ لرجل لامت حَتَّى تدْرك فَتى ثَقِيف قَالَ مَا فَتى ثَقِيف قَالَ ليقالن لَهُ يَوْم الْقِيَامَة اكْفِنَا زَاوِيَة من زَوَايَا جَهَنَّم رجل

يملك عشْرين أَو بضعا وَعشْرين لَا يدع للّه مَعْصِيّة إِلَّا ارتكبها حَتَّى لَو لم يبْق إِلَّا مَعْصِيّة وَاحِدَة وَكَانَ بَينه وَبَينهَا بَاب مغلق لكسره حَتَّى يرتكبها يقتل بِمن أطاعه من عَصَاهُ

بَاب إِخْبَار صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بِأَن الْحسن يصلح اللّه بِهِ بَين فئتين

أخرج البُخَارِيّ عَن أبي بكرَة قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لِلْحسنِ (إِن ابْني هَذَا سيد وَلَعَلَّ اللّه أَن يصلح بِهِ بَين فئتين عظيمتين من الْمُسلمين) وَأخرج الْبَيْهَقِيّ من حَدِيث جَابر مثله

 

  ٢٤-٤بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بِمُحَمد بن الحنيفة

أخرج الْبَيْهَقِيّ عَن عَليّ قَالَ قَالَ لي رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (سيولد لَك بعدِي غُلَام قد نحلته إسمي وكنيتي)

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بصلَة بن أَشْيَم

أخرج ابْن سعد وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم فِي الْحِلْية من طَرِيق ابْن الْمُبَارك أَنا عبد الرَّحْمَن بن يزِيد بن جَابر قَالَ بلغنَا أَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (يكون فِي أمتِي رجل يُقَال لَهُ صلَة بن أَشْيَم يدْخل الْجنَّة بِشَفَاعَتِهِ كَذَا وَكَذَا)

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بوهب والقرظي وغيلان والوليد

أخرج ابْن عدي وَالْبَيْهَقِيّ عَن عبَادَة بن الصَّامِت قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم

(يكون فِي أمتِي رجل يُقَال الْوَلِيد لَهُ وهب يهب اللّه لَهُ الْحِكْمَة وَرجل يُقَال لَهُ غيلَان هُوَ أضرّ على النَّاس من إِبْلِيس)

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (ينعق الشَّيْطَان بِالشَّام نعقة يكذب ثلثاهم بِالْقدرِ) وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ إِشَارَة إِلَى غيلات القدري

وَأخرج ابْن سعد وَالْبَيْهَقِيّ عَن أبي بردة الظفري سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول (يخرج فِي أحد الكاهنين رجل يدرس الْقُرْآن دراسة لَا يدرسها أحد يكون من بعده) قَالَ نَافِع بن يزِيد فَكُنَّا نقُول هُوَ مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ الكاهنات قُرَيْظَة وَالنضير

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن ربيعَة بن أبي عبد الرَّحْمَن قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (يكون فِي أحد الكاهنين رجل يدرس الْقُرْآن دراسة لَا يدرسها اُحْدُ غَيره) قَالَ فَكَانُوا يرَوْنَ أَنه مُحَمَّد بن كَعْب القرضي والكاهنان قُرَيْظَة وَالنضير مُرْسل وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن عون بن عبد اللّه قَالَ مَا رَأَيْت أحدا أعلم بِتَأْوِيل الْقُرْآن من الْقرظِيّ

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن سعيد بن الْمسيب قَالَ ولد لأخي أم سَلمَة غُلَام فَسَموهُ الْوَلِيد فَقَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم تسمون بأسماء فراعنتكم سَيكون فِي هَذِه الْأمة رجل يُقَال لَهُ الْوَلِيد لَهو شَرّ لأمتي من فِرْعَوْن لِقَوْمِهِ قَالَ الْأَوْزَاعِيّ فَكَانَ النَّاس يرَوْنَ أَنه الْوَلِيد بن عبد الْملك بن يزِيد قَالَ الْبَيْهَقِيّ هَذَا // مُرْسل // حسن وَأخرجه الْحَاكِم بِلَفْظِهِ من طَرِيق ابْن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة مَوْصُولا وَصَححهُ

وَأخرج أَحْمد عَن عمر بن الْخطاب قَالَ ولد لأخي أم سَلمَة غُلَام فَذكر مثله

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بالطاعون الَّذِي وَقع بِالشَّام وَبِأَن فنَاء أمته بالطعن والطاعون تقدم فِي حَدِيث عَوْف بن مَالك

أخرج أَحْمد عَن معَاذ بن جبل سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول ستهاجرون إِلَى

الشَّام فتفتح لكم وَيكون فِيكُم دَاء كالدمل أَو كالحزة يَأْخُذ بمراق الرجل يستشهد اللّه بِهِ أَنفسكُم ويزكي أَعمالكُم

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن معَاذ قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (تَنْزِلُونَ منزلا يُقَال لَهُ الْجَابِيَة يُصِيبكُم فِيهَا دَاء مثل غُدَّة الْجمل يستشهد اللّه بِهِ أَنفسكُم وذراريكم ويزكي بِهِ أَعمالكُم)

وَأخرج أَحْمد وَالطَّبَرَانِيّ وَالْبَزَّار وَأَبُو يعلى وَالْحَاكِم وَابْن خُزَيْمَة وَالْبَيْهَقِيّ عَن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (فنَاء أمتِي بالطعن والطاعون قيل يَا رَسُول اللّه هَذَا الطعْن قد عَرفْنَاهُ فَمَا الطَّاعُون قَالَ وخز أعدائكم من الْجِنّ وَفِي كل شَهَادَة)

وَأخرج أَحْمد وَأَبُو يعلى وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط عَن عَائِشَة قَالَت قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (لَا تفنى أمتِي إِلَّا بالطعن والطاعون قلت يَا رَسُول اللّه هَذَا الطعْن قد عَرفْنَاهُ فَمَا الطَّاعُون قَالَ غُدَّة كَغُدَّة الْبَعِير الْمُقِيم بهَا كالشهيد والفار مِنْهَا كالفار من الزَّحْف)

بَاب يكثر الْمَوْت فِي قوم فَشَا الزِّنَا فيهم

وَأخرج ابْن ماجة وَالْبَيْهَقِيّ عَن ابْن عمرقال رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (لم تظهر الْفَاحِشَة فِي قوم قطّ حَتَّى يعلنوا بهَا إِلَّا فَشَا فيهم الطَّاعُون)

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (مَا فَشَا الزِّنَا فِي قوم قطّ إِلَّا كثر فيهم الْمَوْت)

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم أم ورقة بِالشَّهَادَةِ

أخرج أَبُو دَاوُد وَأَبُو نعيم عَن جَمِيع وَعبد الرَّحْمَن بن خَلاد الْأنْصَارِيّ عَن أم ورقة بنت نَوْفَل أَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لما عزا بَدْرًا قَالَت يَا رَسُول اللّه ائْذَنْ لي فِي الْغَزْو مَعَك لَعَلَّ اللّه تَعَالَى أَن يَرْزُقنِي شَهَادَة قَالَ قري فِي بَيْتك فَإِن اللّه يرزقك الشَّهَادَة فَكَانَت تسمى

الشهيدة وَكَانَت قد قَرَأت الْقُرْآن ثمَّ أَنَّهَا دبرت غُلَاما لَهَا وَجَارِيَة فقاما إِلَيْهَا من اللَّيْل فغماها بقطيفة حَتَّى مَاتَت وَذَلِكَ فِي إِمَارَة عمر فَأمر بهما فصلبا فَكَانَا أول مصلوب بِالْمَدِينَةِ وَأخرجه ابْن رَاهْوَيْةِ وَابْن سعد وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم من وَجه آخر وزراده فِي آخِره فَقَالَ عمر صدق رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يَقُول (انْطَلقُوا نزور الشهيدة)

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم أم الْفضل

أخرج ابْن سعد عَن زيد بن عَليّ بن حُسَيْن قَالَ مَا وضع رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم رَأسه فِي حجر امْرَأَة لَا تحل لَهُ بعد النُّبُوَّة إِلَّا أم الْفضل زوج الْعَبَّاس فَأَنَّهَا كَانَت تفليه وتكحله فَبَيْنَمَا هِيَ ذَات يَوْم تكحله إِذْ قطرت قَطْرَة من عينهَا على خَدّه فَقَالَ مَالك فَقَالَت إِن اللّه تَعَالَى نعاك لنا فَلَو أوصيت بِنَا من يكون بعْدك قَالَ انكم مقهورون مستضعفون بعدِي

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بالفتنة وَأَن مبدأها قتل عمر رَضِي اللّه عَنهُ

أخرج الشَّيْخَانِ عَن حُذَيْفَة قَالَ كُنَّا جُلُوسًا عِنْد عمر فَقَالَ أَيّكُم يحفظ قَول رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فِي الْفِتْنَة قلت أَنا قَالَ هَات قلت ذكر فتْنَة الرجل فِي أَهله وَمَاله وَولده وجاره تكفرها الصَّلَاة والصدقه قَالَ لَيْسَ عَن هَذَا اسألك إِنَّمَا اسألك عَن الَّتِي تموج كموج الْبَحْر قلت لَيْسَ عَلَيْك مِنْهَا بَأْس يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن بَيْنك وَبَينهَا بَابا مغلقا قَالَ ارأيت الْبَاب يفتح أَو يكسر قلت لَا بل يكسر قَالَ إِذن لَا يغلق أبدا فَسئلَ حُذَيْفَة من الْبَاب قَالَ عمر

وَأخرج أَحْمد وَالْبَيْهَقِيّ وَالطَّبَرَانِيّ عَن عُرْوَة بن قيس قَالَ قيل لخَالِد بن الْوَلِيد إِن الْفِتَن قد ظَهرت قَالَ أما وَابْن الْخطاب حَيّ فَلَا إِنَّمَا تكون بعده

وَأخرج ابْن رَاهْوَيْةِ عَن أبي ذَر أَنه ذكر النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَأثْنى عَلَيْهِ ثمَّ ذكر عمر فَأثْنى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ بعد الثَّلَاثِينَ اصرف وَجهك حَيْثُ شِئْت فَإنَّك لن تصرفه إِلَّا إِلَى عجز أَو فجور

وَأخرج ابْن سعد عَن كَعْب أَنه قَالَ لعمر وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَا يَنْسَلِخ ذُو الْحجَّة حَتَّى تدخل الْجنَّة وَإِنَّا لنجدك فِي كتاب اللّه على بَاب من أَبْوَاب جَهَنَّم تمنع النَّاس أَن يقعوا فِيهَا فَإِذا مت لم يزَالُوا يقتحمون فِيهَا إِلَى يَوْم الْقِيَامَة

وَأخرج الْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ وَأَبُو نعيم فِي الْمعرفَة عَن قدامَة بن مَظْعُون أَن عُثْمَان بن مَظْعُون قَالَ سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول لعمر هَذَا غلق الْفِتْنَة لَا يزَال بَيْنكُم وَبَين الْفِتْنَة بَاب شَدِيد الغلق مَا عَاشَ هَذَا بَين ظهرانيكم

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط عَن أبي ذَر أَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (لَا تصيبنكم فتْنَة مَا دَامَ هَذَا فِيكُم يَعْنِي عمر)

وَأخرج مُسلم عَن ثَوْبَان قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (إِذا وضع السَّيْف فِي أمتِي لم يرفع عَنْهُم إِلَى يَوْم الْقِيَامَة)

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ أَن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (بَين يَدي السَّاعَة الْهَرج قَالُوا مَا الْهَرج قَالَ الْقَتْل إِنَّه لَيْسَ بقتل الْمُشْركين وَلَكِن قتل بَعْضكُم بَعْضًا)

وَأخرج أَحْمد وَالْبَيْهَقِيّ وَالْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ وَأَبُو نعيم عَن كرز بن عَلْقَمَة قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (تقع الْفِتَن كَأَنَّهَا الظلل تعودُونَ فِيهَا أساود صبا يضْرب بَعْضكُم رِقَاب بعض) قَالَ الزُّهْرِيّ الْأسود الْحَيَّة إِذا أَرَادَت تنتهش تنتصب هَكَذَا فَرفع يَده ثمَّ تصب

وَأخرج أَحْمد وَالْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ وَالْحَاكِم عَن خَالِد بن عرفطة قَالَ قَالَ لي النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (سَتَكُون أَحْدَاث وَفتن وَفرْقَة وَاخْتِلَاف فَإِن اسْتَطَعْت ان تكون الْمَقْتُول لَا الْقَاتِل فافعل)

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ وَالْحَاكِم وَصَححهُ عَن عَمْرو بن الْحمق قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (تكون فتْنَة يكون أسلم النَّاس فِيهَا الْجند الغربي) قَالَ ابْن الْحمق فَلذَلِك قدمت عَلَيْكُم مصر

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن عمرَان بن حُصَيْن أَن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (سَتَكُون أَربع فتن الأولى فتْنَة يسْتَحل فِيهَا الدَّم وَالثَّانيَِة يسْتَحل فِيهَا الدَّم وَالْمَال وَالثَّالِثَة يسْتَحل فِيهَا الدَّم وَالْمَال والفروج)

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بِمَوْت أبي الدَّرْدَاء قبل الْفِتْنَة

أخرج الْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن أبي الدَّرْدَاء قَالَ قلت يَا رَسُول اللّه بَلغنِي أَنَّك تَقول ليرتدن أَقوام بعد أَيْمَانهم قَالَ أجل وَلست مِنْهُم فَتوفي أَبُو الدَّرْدَاء قبل أَن يقتل عُثْمَان رَضِي اللّه عَنهُ

وَأخرج الطَّيَالِسِيّ عَن يزِيد لسبن أبي حبيب أَن رجلَيْنِ إختصما إِلَى أبي الدَّرْدَاء فِي شبر من الأَرْض فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاء سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول (إِذا كنت فِي أَرض فَسمِعت رجلَيْنِ يختصمان فِي شبر من الأَرْض فَاخْرُج مِنْهَا فَخرج أَبُو الدَّرْدَاء إِلَى الشَّام

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بِأَن مُحَمَّد بن مسلمة لَا تضره الْفِتْنَة

أخرج أَبُو دَاوُد وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَالْبَيْهَقِيّ عَن حُذَيْفَة قَالَ مَا أحد من النَّاس تُدْرِكهُ الْفِتْنَة إِلَّا أَنا أخافها عَلَيْهِ إِلَّا مُحَمَّد بن مسلمة إِنِّي سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول

(لَا تَضُرك الْفِتْنَة) قَالَ ثَعْلَبَة بن ضبيعة فأتينا الْمَدِينَة فَإِذا فسطاط مَضْرُوب وَإِذا مُحَمَّد ابْن مسلمة الْأنْصَارِيّ فَسَأَلته فَقَالَ لَا أستقر بِمصْر من أمصارهم حَتَّى تنجلي هَذِه الْفِتْنَة عَن جمَاعَة الْمُسلمين

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط عَن مُحَمَّد بن مسلمة قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (إِذا رَأَيْت النَّاس يقتتلون على الدُّنْيَا فاعمد بسيفك إِلَى أعظم صَخْرَة من الْحرَّة فَاضْرِبْهُ بهَا حَتَّى ينكسر ثمَّ اجْلِسْ فِي بَيْتك حَتَّى تَأْتِيك يَد خاطئة أَو منية قاضية فَفعلت مَا أَمرنِي بِهِ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (

وَأخرج ابْن سعد عَن مُحَمَّد بن مسلمة قَالَ أَعْطَانِي رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم سَيْفا فَقَالَ (جَاهد بِهَذَا السَّيْف فِي سَبِيل اللّه حَتَّى إِذا رَأَيْت من الْمُسلمين فئتين يقتتلان فَاضْرب بِهِ الْحجر حَتَّى تكسره ثمَّ كف لسَانك ويدك حَتَّى تَأْتِيك منية قاضية أَو يَد خاطئة) فَلَمَّا قتل عُثْمَان وَكَانَ من أَمر النَّاس مَا كَانَ خرج إِلَى صَخْرَة فَضرب بهَا سَيْفه فَكَسرهُ

 

  ٢٤-٥بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بوقعة الْجمل وصفين والنهروان وقتال عَائِشَة وَالزُّبَيْر عليا رَضِي اللّه عَنْهُم وَبعث الْحكمَيْنِ

أخرج الْحَاكِم وَصَححهُ وَالْبَيْهَقِيّ عَن أم سَلمَة قَالَ ذكر النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم خُرُوج بعض أُمَّهَات الْمُؤمنِينَ فَضَحكت عَائِشَة فَقَالَ انظري أَن لَا تَكُونِي أَنْت ثمَّ الْتفت إِلَى عَليّ فَقَالَ إِن وليت من أمرهَا شَيْئا فارفق بهَا

وَأخرج أَحْمد وَأَبُو يعلى وَالْبَزَّار وَالْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن قيس قَالَ لما بلغت عَائِشَة بعض ديار بني عَامر نبحت عَلَيْهَا الْكلاب فَقَالَت أَي مَاء هَذَا قَالُوا الحوأب قَالَت مَا أظنني إِلَّا رَاجِعَة

قَالَ الزبير لَا بعد تقدمي فيراك النَّاس وَيصْلح اللّه ذَات بَينهم قَالَت مَا اظنني إِلَّا رَاجِعَة سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول (كَيفَ بإحداكن إِذا نبحتها كلاب الحوأب)

وَأخرج الْبَزَّار وَأَبُو نعيم عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (أيتكن صَاحِبَة الْجمل الْأَحْمَر الأديب تخرج حَتَّى تنبحها كلاب الحوأب يقتل حولهَا قَتْلَى كَثِيرَة ثمَّ تنجو بَعْدَمَا كَادَت)

وَأخرج الْحَاكِم وَصَححهُ وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن حُذَيْفَة أَنه قيل لَهُ حَدثنَا مَا سَمِعت من رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَو فعلت لرجمتموني قُلْنَا سُبْحَانَ اللّه قَالَ لَو حثدتكم أَن بعض أُمَّهَاتكُم تغزوكم فِي كَتِيبَة تضربكم بِالسَّيْفِ مَا صدقتموني قَالُوا سُبْحَانَ اللّه وَمن يصدقك بِهَذَا قَالَ أتتكم الْحَمْرَاء فِي كَتِيبَة تَسوق بهَا أعلاجها قَالَ الْبَيْهَقِيّ أخبر بِهَذَا حُذَيْفَة وَمَات قبل مسير عَائِشَة

وَأخرج الْبَزَّار وَالْبَيْهَقِيّ عَن ابي بكرَة سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول (يخرج قوم هلكى لَا يفلحون قائدهم امْرَأَة قائدهم فِي الْجنَّة)

وَأخرج أَحْمد وَالْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ عَن أبي رَافع أَن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لعَلي (أَنه سَيكون بَيْنك وَبَين عَائِشَة أَمر فَإِذا كَانَ ذَلِك فارددها إِلَى مأمنها)

وَأخرج الْحَاكِم وَصَححهُ وَالْبَيْهَقِيّ عَن أبي الْأسود قَالَ شهِدت الزبير خرج يُرِيد عليا فَقَالَ لَهُ عَليّ أنْشدك اللّه هَل سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول تُقَاتِلهُ وَأَنت لَهُ ظَالِم فَقَالَ لم أذكر ثمَّ مضى الزبير منصرفا

وَأخرج أَبُو يعلى وَالْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن أبي جروة الْمَازِني قَالَ سَمِعت عليا يَقُول للزبير نشدتك بِاللّه أما سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول إِنَّك تُقَاتِلنِي وَأَنت ظَالِم لي قَالَ بلي وَلَكِن نسيت

وَأخرج الْحَاكِم عَن قيس قَالَ قَالَ عَليّ للزبير أما تذكر يَوْم كنت أَنا وَأَنت فَقَالَ لَك رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم أَتُحِبُّهُ فَقلت وَمَا يَمْنعنِي فَقَالَ أما أَنَّك ستخرج عَلَيْهِ وتقاتله وَأَنت ظَالِم قَالَ فَرجع الزبير

وَأخرج أَبُو نعيم عَن عبد السَّلَام قَالَ قَالَ عَليّ للزبير يَوْم الْجمل أنْشدك اللّه هَل سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول لَتُقَاتِلنَّهُ وَأَنت ظَالِم لَهُ ثمَّ لينصرن عَلَيْك قَالَ قد سمعته لَا جرم لَا أقا تِلْكَ

ذكر وقْعَة صفّين

وَأخرج الشَّيْخَانِ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى يقتتل فئتان عظيمتان تكون بَينهمَا مقتلة عَظِيمَة دَعْوَاهَا وَاحِدَة)

وَأخرج البيقهي عَن عَليّ قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِن بني إِسْرَائِيل اخْتلفُوا فَلم يزل اخْتلَافهمْ بَينهم حَتَّى بعثوا حكمين فضلا وأضلا وَأَن هَذِه الْأمة ستختلف فَلَا يزَال اخْتلَافهمْ بَينهم حَتَّى يبعثوا حكمين ضلا وضل من اتبعهما

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (يكون فِي هَذِه الْأمة حكمان ضالان ضال من تبعهما قَالَ سُوَيْد بن غَفلَة فَقلت يَا أَبَا مُوسَى أنْشدك اللّه أَلَيْسَ إِنَّمَا عناك رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ إِنَّهَا سَتَكُون فتْنَة فِي أمتِي أَنْت فِيهَا يَا أَبَا مُوسَى نَائِما خير مِنْك قَاعِدا وَقَاعِدا خير مِنْك قَائِما وَقَائِمًا خير مِنْك مَاشِيا فخصك رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم وَلم يعم النَّاس)

وَأخرج أَبُو نعيم عَن الْحَارِث قَالَ كنت مَعَ عَليّ بصفين فَرَأَيْت بَعِيرًا من إبل الشَّام جَاءَ عَلَيْهِ رَاكِبه وَنَقله فَألْقى مَا عَلَيْهِ وَجعل يَتَخَلَّل الصُّفُوف إِلَى عَليّ فَجعل مشفره فِيمَا بَين رَأس عَليّ ومنكبه وَجعل يحركها بجرانه فَقَالَ عَليّ وَاللّه إِنَّهَا للعلامة الَّتِي بيني وَبَين رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم

وَأخرج الْحَاكِم وَصَححهُ وَالْبَيْهَقِيّ عَن أبي سعيد قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَانْقَطَعت نَعله فَتخلف عَليّ يخصفها فَمشى قَلِيلا ثمَّ قَالَ إِن مِنْكُم من يُقَاتل على تَأْوِيل الْقُرْآن كَمَا قَاتَلت على تَنْزِيله فَقَالَ أَبُو بكر أَنا قَالَ لَا قَالَ عمر أَنا قَالَ لَا وَلَكِن خاصف النَّعْل

وَأخرج الْحَاكِم عَن أبي أَيُّوب قَالَ أَمر رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم عليا بِقِتَال النَّاكِثِينَ والقاسطين والمارقين

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط مثله عَن ابْن مَسْعُود وَعَن عَليّ بِلَفْظ أمرت وبلفظ عهد إِلَيّ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم

وَأخرج أَبُو يعلى وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم على عَليّ قَالَ إِن مِمَّا عهد إِلَى النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم أَن الْأمة ستغدر بِي بعده

وَأخرج أَبُو يعلى وَالْحَاكِم وَصَححهُ عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لعَلي أما أَنَّك ستلقى بعدِي جهدا قَالَ فِي سَلامَة من ديني قَالَ نعم

وَأخرج الْحميدِي وَابْن أبي عَمْرو وَالْبَزَّار وَأَبُو يعلى وَابْن حبَان وَالْحَاكِم وَأَبُو نعيم عَن أبي الْأسود الديلمي أَن عبد اللّه بن سَلام أَتَى عليا وَقد وضع رجله فِي الغرز فَقَالَ لَا تَأتي الْعرَاق فَإنَّك إِن أَتَيْته أَصَابَك بِهِ ذُبَاب السَّيْف فَقَالَ عَليّ وأيم اللّه لقد قَالَهَا لي رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قبلك

وَأخرج أَبُو نعيم عَن عَليّ قَالَ قَالَ لي رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم سَتَكُون فتن وستحاج قَوْمك قلت فَمَا تَأْمُرنِي قَالَ احكم بِالْكتاب

وَأخرج الْحَاكِم عَن ابْن مَسْعُود قَالَ قَالَ لنا رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (أحذركم سبع فتن فتْنَة تقبل من الْمَدِينَة وفتنة بِمَكَّة وفتنة من الْيمن وفتنة تقبل من الشَّام وفتنة تقبل من الْمشرق وفتنة تقبل من الْمغرب وفتنة من بطن الشَّام وَهِي السفياني) قَالَ ابْن مَسْعُود مِنْكُم من يدْرك أَولهَا وَمن هَذِه الْأمة من يدْرك آخرهَا قَالَ الْوَلِيد بن عَيَّاش فَكَانَت فتْنَة الْمَدِينَة من قبل طَلْحَة وَالزُّبَيْر وفتنة مَكَّة فتْنَة ابْن الزبير وفتنة الشَّام من قبل بني أُميَّة وفتنة الْمشرق من قبل هَؤُلَاءِ

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بأغيلمة من قُرَيْش وبرأس السِّتين

أخرج الشَّيْخَانِ عَن أبي هُرَيْرَة سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول (هَلَاك أمتِي على يَدي أغيلمة من قُرَيْش) قَالَ أَبُو هُرَيْرَة إِن شِئْت سميتهم بني فلَان وَبني فلَان

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول (يكون خلف من بعد سِتِّينَ سنة أضاعوا الصَّلَاة وَاتبعُوا الشَّهَوَات فَسَوف يلقون غبا ثمَّ يكون خلف يقرؤون الْقُرْآن لَا يعدو تراقبهم)

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن الشّعبِيّ قَالَ لما رَجَعَ عَليّ من صفّين قَالَ يَا أَيهَا النَّاس لَا تكْرهُوا إِمَارَة مُعَاوِيَة فَإِنَّهُ لَو قد فقدتموه لرأيتم الرؤوس تندر عَن كواهلها كالحنظل

وَأخرج أَحْمد وَالْبَزَّار بِسَنَد صَحِيح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (تعوذوا بِاللّه من رَأس السِّتين وَمن إِمَارَة الصّبيان وَلَا تذْهب الدُّنْيَا حَتَّى تصير للكع ابْن لكع)

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن أبي هُرَيْرَة أَنه كَانَ يمشي فِي سوق الْمَدِينَة وَيَقُول اللّهمَّ لَا تدركني سنة سِتِّينَ وَيحكم تمسكوا بصدغي مُعَاوِيَة اللّهمَّ لَا تدركني إِمَارَة الصّبيان

وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَأَبُو يعلى وَالْبَيْهَقِيّ وَعَن أبي ذَر وَأَبُو نعيم أبي عُبَيْدَة بن الْجراح قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (لَا يزَال هَذَا الْأَمر معتدلا بِالْقِسْطِ حَتَّى يثلمه رجل من بني أُميَّة يُقَال لَهُ يزِيد

وَأخرج أَبُو نعيم عَن معَاذ بن جبل أَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (أتتكم الْفِتَن كَقطع اللَّيْل المظلم كلما ذهب رسل جَاءَ رسل تناسخت النُّبُوَّة فَصَارَت ملكا أمسك يَا معَاذ واحص فَلَمَّا بلغت خَمْسَة قَالَ يزِيد لَا يُبَارك اللّه فِي يزِيد ثمَّ ذرفت عَيناهُ فَقَالَ نعي إِلَيّ حُسَيْن وأتيت بتربته وأخبرت بقاتله فَلَمَّا بلغت عشرَة قَالَ الْوَلِيد إسم فِرْعَوْن هَادِم شرائع الْإِسْلَام يبوء بدمه رجل من أهل بَيته)

وَأخرج الْحَاكِم وَصَححهُ عَن أبي هُرَيْرَة يرويهِ قَالَ (ويل للْعَرَب من شَرّ قد اقْترب على رَأس السِّتين تصير الْأَمَانَة غنيمَة وَالصَّدَََقَة غَرَامَة وَالشَّهَادَة بالمعرفة وَالْحكم بالهوى)

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بعالم الْمَدِينَة

أخرج الْحَاكِم وَصَححهُ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (يُوشك النَّاس أَن يضْربُوا أكباد الْإِبِل فَلَا يَجدوا عَالما أعلم من عَالم الْمَدِينَة) قَالَ سُفْيَان ترى هَذَا الْعَالم مَالك بن أنس

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بعالم قُرَيْش

أخرج الطَّيَالِسِيّ وَالْبَيْهَقِيّ فِي الْمعرفَة عَن ابْن مَسْعُود قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (لَا تسبوا قُريْشًا فَإِن عالمها يمْلَأ الأَرْض علما) قَالَ الإِمَام أَحْمد وَغَيره هَذَا الْعَالم هُوَ الشَّافِعِي لِأَنَّهُ لم ينتشر فِي طباق الأَرْض من علم عَالم قرشي من الصَّحَابَة وَغَيرهم مَا انْتَشَر من علم الشَّافِعِي

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بِحَال زيد بن صوحان وجندب

اخْرُج أَبُو يعلى وَابْن مندة وَالْبَيْهَقِيّ عَن عَليّ قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (من سره أَن

ينظر إِلَى رجل يسْبقهُ بعض أَعْضَائِهِ إِلَى الْجنَّة فَلْينْظر إِلَى زيد بن صوحان)

وَأخرج ابْن مندة وَابْن عَسَاكِر عَن بُرَيْدَة قَالَ سَاق رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بِأَصْحَابِهِ فَجعل يَقُول (جُنْدُب وَمَا جُنْدُب وَإِلَّا قطع الْخَبَر زيد) فَسئلَ عَن ذَلِك فَقَالَ أماجندب فَيضْرب ضَرْبَة يكون فِيهَا أمة وَحده وَأما زيد فَرجل من أمتِي تدخل الْجنَّة يَده قبل بدنه ببرهة فَلَمَّا ولي الْوَلِيد بن عقبَة الْكُوفَة فِي زمن عُثْمَان أَجْلِس رجلا يسحر يُرِيهم أَنه يحيى وَيُمِيت فَأتى جُنْدُب بِسيف فَضرب بِهِ عنق السَّاحر وَقَالَ أَحَي نَفسك الْآن وَأما زيد بن صوحان فَقطعت يَده يَوْم الْقَادِسِيَّة وَقتل يَوْم الْجمل وَأخرجه ابْن عَسَاكِر من حَدِيث عَليّ وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس وَابْن عَمْرو من طَرِيق أبي مجلز مُرْسلا

وَأخرج ابْن سعد من طَرِيق الْأَجْلَح عَن عبيد بن لَاحق قَالَ كَانَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فِي سفر فَنزل رجل من الْقَوْم فساق بهم ورجز ثمَّ نزل آخر ثمَّ بدا لرَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم أَن يواسي أَصْحَابه فَنزل فَجعل يَقُول جُنْدُب وَمَا جُنْدُب وَإِلَّا قطع الْخَيْر زيد ثمَّ ركب فَدَنَا مِنْهُ أَصْحَابه فَسَأَلُوهُ عَمَّا قَالَ فَقَالَ رجلَانِ يكونَانِ فِي هَذِه الآمة يضْرب أَحدهمَا ضَرْبَة يفرق بَين الْحق وَالْبَاطِل وَالْآخر تقطع يَده فِي سَبِيل اللّه ثمَّ يتبع اللّه آخر جسده أَوله قَالَ الْأَجْلَح أما جُنْدُب فَقتل السَّاحر عِنْد الْوَلِيد بن عقبَة وَأما زيد فَقطع يَده يَوْم جولاء وَقتل يَوْم الْجمل زيد بن صوحان مُخْتَلف فِيهِ هَل لَهُ صُحْبَة أم لَا وَرجح ابْن حجر أَنه مخضرم لَهُ إِدْرَاك وَلَيْسَ لَهُ روية

وَأخرج الْحَاكِم عَن الْحسن أَن أَمِيرا من أُمَرَاء الْكُوفَة دَعَا ساحرا يلْعَب بَين يَدي النَّاس فَبلغ جُنْدُب فَأقبل بِسَيْفِهِ فَلَمَّا رَآهُ ضربه بِسَيْفِهِ فَتفرق النَّاس عَنهُ فَقَالَ أَيهَا النَّاس لن تراعوا إِنَّمَا أردْت السَّاحر

وَأخرج ابْن عَسَاكِر عَن الْحَارِث الْأَعْوَر قَالَ كَانَ مِمَّا ذكره رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم زيد الْخَيْر وَهُوَ زيد بن صوحان قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (سَيكون بعدِي رجل من التَّابِعين وَهُوَ زيد الْخَيْر يسْبقهُ بعض أَعْضَائِهِ إِلَى الْجنَّة بِعشْرين سنة) فَقطعت يَده الْيُسْرَى بنهاوند وعاش بعد ذَلِك عشْرين سنة ثمَّ قتل يَوْم الْجمل بَين يَدي عَليّ وَقَالَ قبل أَن يقتل إِنِّي رَأَيْت يَدي خرجت من السَّمَاء تُشِير إِلَيّ أَن تعال وَأَنا لَاحق بهَا

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بقتل عمار بن يَاسر

أخرج الشَّيْخَانِ عَن أبي سعيد وَمُسلم عَن أم سَلمَة وَأبي قَتَادَة أَن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لعمَّار (تقتلك الفئة الباغية) هَذَا الحَدِيث متواتر رَوَاهُ من الصَّحَابَة بضعَة عشر كَمَا بيّنت ذَلِك فِي الْأَحَادِيث المتواترة

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن مولاة لعمَّار قَالَت اشْتَكَى عمار شكوى فَغشيَ عَلَيْهِ فأفاق وَنحن نبكي حوله فَقَالَ أتخشون أَن أَمُوت على فِرَاشِي أَخْبرنِي حَبِيبِي رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِنَّه تقتلني الفئة الباغية وَأَن آخر ادمي من الدُّنْيَا مذقة من لبن

وَأخرج أَحْمد وَابْن سعد وَالطَّبَرَانِيّ وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن أبي البخْترِي أَن عمار بن يَاسر أُتِي يَوْم صفّين بِشَربَة من لبن فَضَحِك فَقيل لَهُ مِم تضحك فَقَالَ أَن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (آخر شراب تشربه من الدُّنْيَا شربة لبن ثمَّ تقدم فَقتل) وَأخرجه من أوجه أُخْرَى عَن عمار

وَأخرج الْحَاكِم وَصَححهُ عَن حُذَيْفَة سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول لعمَّار تقتلك الفئة الباغية تشرب شربة ضياح تكون آخر رزقك من الدُّنْيَا

وَأخرج أَحْمد وَالطَّبَرَانِيّ وَالْحَاكِم عَن عَمْرو بن الْعَاصِ سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول (أللّهم أولعت قُرَيْش بِعَمَّار قَاتل عمار وسالبه فِي النَّار)

وَأخرج ابْن سعد عَن هُذَيْل قَالَ أُتِي النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقيل لَهُ أَن عمارا وَقع عَلَيْهِ حَائِط فَمَاتَ قَالَ مَا مَاتَ عمار

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بقتل أهل الْحرَّة

أخرج الْبَيْهَقِيّ عَن أَيُّوب بن بشير المعاوي أَن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم خرج فِي سفر فَلَمَّا مر بحرة زهرَة وقف فَاسْتَرْجع فَسَأَلُوهُ فَقَالَ (يقتل بِهَذِهِ الْحرَّة خِيَار أمتِي بعد أَصْحَابِي) مُرْسل قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَقد ورد عَن ابْن عَبَّاس فِي تَأْوِيل آيَة مَا يؤكده

ثمَّ أخرج عَن ابْن عَبَّاس قَالَ جَاءَ تَأْوِيل هَذِه الْآيَة على رَأس سِتِّينَ سنة {وَلَو دخلت عَلَيْهِم من أقطارها ثمَّ سئلوا الْفِتْنَة لآتوها} قَالَ لأعطوها يَعْنِي إِدْخَال بني حَارِثَة أهل الشَّام على الْمَدِينَة

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن الْحسن قَالَ لما كَانَ يَوْم الْحرَّة قتل أهل الْمَدِينَة حَتَّى كَاد لَا ينفلت مِنْهُم أحد

وَأخرج عَن مَالك بن أنس قَالَ قتل يَوْم الْحرَّة سَبْعمِائة رجل من حَملَة الْقُرْآن مِنْهُم ثَلَاثمِائَة من الصَّحَابَة وَذَلِكَ فِي خلَافَة يزِيد

وَأخرج عَن الْمُغيرَة قَالَ أنهب مُسلم بن عقبَة الْمَدِينَة ثَلَاثَة أَيَّام وافتض فِيهَا ألف عذراء وَأخرج عَن اللَّيْث بن سعد قَالَ كَانَت وقْعَة الْحرَّة يَوْم الْأَرْبَعَاء لثلاث بَقينَ من ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بالمقتولين ظلما بعذراء

أخرج يَعْقُوب بن سُفْيَان فِي تَارِيخه وَالْبَيْهَقِيّ وَابْن عَسَاكِر عَن أبي الْأسود قَالَ دخل مُعَاوِيَة على عَائِشَة فَقَالَت مَا حملك على قتل أهل عذراء حجر وَأَصْحَابه قَالَ رَأَيْت قَتلهمْ صلاحا للْأمة وبقائهم فَسَادًا للْأمة فَقَالَت سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول (سيقتل بعذراء نَاس يغْضب اللّه لَهُم وَأهل السَّمَاء) // مُرْسل //

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ وَابْن عَسَاكِر عَن عَليّ بن أبي طَالب أَنه قَالَ يَا أهل الْعرَاق سيقتل مِنْكُم سَبْعَة نفر بعذراء مثلهم كَمثل أَصْحَاب الْأُخْدُود فَقتل حجر وَأَصْحَابه قَالَ أَبُو نعيم ذكر زِيَاد ين سميَّة عَليّ بن أبي طَالب على الْمِنْبَر فَقبض حجر الْحَصْبَاء ثمَّ أرسلها وحصب من حوله زيادا فَكتب إِلَى مُعَاوِيَة يَقُول إِن حجرا حصبني على الْمِنْبَر فَكتب إِلَيْهِ مُعَاوِيَة أَن يحمل إِلَيْهِ حجرا فَلَمَّا قرب من دمشق بعث من يتلقاهم فَالتقى مَعَهم بعذراء فَقَتلهُمْ قَالَ الْبَيْهَقِيّ لَا يَقُول على مثل هَذَا إِلَّا بِأَن يكون سَمعه من النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بقتل عَمْرو بن الْحمق

أخرج ابْن عَسَاكِر عَن رِفَاعَة بن شَدَّاد البَجلِيّ أَنه خرج مَعَ عَمْرو بن الْحمق حِين طلبه مُعَاوِيَة قَالَ فَقَالَ لي يَا رِفَاعَة إِن الْقَوْم قاتلي إِن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم أَخْبرنِي أَن الْجِنّ وَالْإِنْس تشترك فِي دمي قَالَ رِفَاعَة فَمَا تمّ حَدِيثه حَتَّى رَأَيْت أَعِنَّة الْخَيل فودعته وواثبته حَيَّة فلسعته وأدركوه فاحتزوا راسه وَكَانَ أول رَأس أهدي فِي الْإِسْلَام

بَاب إِخْبَار صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بعمى زيد بن أَرقم

أخرج الْبَيْهَقِيّ عَن زيد بن أَرقم أَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم دخل عَلَيْهِ يعودهُ من مرض كَانَ بِهِ فَقَالَ لَهُ لَيْسَ عَلَيْك من مرضك بَأْس وَلَكِن كَيفَ بك إِذا عمرت بعدِي فعميت قَالَ إِذن احتسب فاصبر قَالَ إِذن تدخل الْجنَّة بِغَيْر حِسَاب فَعمى بَعْدَمَا مَاتَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ رد اللّه تَعَالَى عَلَيْهِ بَصَره ثمَّ مَاتَ

 

  ٢٤-٦بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بأئمة يصلونَ الصَّلَاة لغير وَقتهَا

أخرج ابْن ماجة وَالْبَيْهَقِيّ عَن ابْن مَسْعُود قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (لَعَلَّكُمْ متدركون أَقْوَامًا يصلونَ الصَّلَاة لغير وَقتهَا فَإِن أدركتموها فصلوا فِي بُيُوتكُمْ للْوَقْت الَّذِي تعرفُون ثمَّ صلوا مَعَهم واجعلوها سبْحَة)

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن ابْن مَسْعُود قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (سيلي أُمُوركُم بعدِي أُمَرَاء يطفئون السّنة ويعلنون الْبِدْعَة ويؤخرون الصَّلَاة عَن مواقيتها)

وَأخرج ابْن ماجة عَن عبَادَة بن الصَّامِت عَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (سَيكون أُمَرَاء تشغلهم أَشْيَاء يؤخرون الصَّلَاة عَن وَقتهَا فاجعلوا صَلَاتكُمْ مَعَهم تَطَوّعا) قلت كَانَت هَذِه الْأُمَرَاء بني أُميَّة فأنهم معروفون بذلك إِلَى أَن ولي عمر بن عبد الْعَزِيز فَأَعَادَ الصَّلَاة إِلَى ميقاتها

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بعمر جمَاعَة وبانخرام الْقرن

أخرج الشَّيْخَانِ عَن ابْن عمر قَالَ صلى بِنَا رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم الْعشَاء لَيْلَة فِي آخر حَيَاته فَلَمَّا سلم قَامَ فَقَالَ (أَرَأَيْتكُم ليلتكم هَذِه فَإِن رَأس مائَة سنة مِنْهَا لَا يبقي مِمَّن هُوَ الْيَوْم على ظهر الأَرْض أحد يُرِيد بذلك أنخرام الْقرن

وَأخرج مُسلم عَن جَابر بن عبد اللّه سَمِعت النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول قبل مَوته بِشَهْر تسْأَلُون عَن السَّاعَة وَإِنَّمَا علمهَا عِنْد اللّه فاقسم بِاللّه مَا على ظهر الأَرْض من نفس منفوسة الْيَوْم يَأْتِي عَلَيْهَا مائَة سنة

وَأخرج مُسلم عَن أبي الطُّفَيْل قَالَ لم يبْق أحد مِمَّن لَقِي رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم غَيْرِي وَقد مَاتَ أَبُو الطُّفَيْل على رَأس الْمِائَة

وَأخرج الْحَاكِم الْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم من طَرِيق مُحَمَّد بن زِيَاد الْأَلْهَانِي عَن عبد اللّه بن

بسر أَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم وضع يَده على رَأسه وَقَالَ (يعِيش هَذَا الْغُلَام قرنا فَعَاشَ مائَة سنة وَكَانَ فِي وَجهه ثولول فَقَالَ لَا يَمُوت هَذَا حَتَّى يذهب الثولول من وَجهه فَلم يمت حَتَّى ذهب)

وَأخرج ابْن سعد وَالْبَغوِيّ وَأَبُو نعيم فِي الصَّحَابَة وَالْبَيْهَقِيّ عَن حبيب بن مسلمة الفِهري أَنه أَتَى النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ بِالْمَدِينَةِ ليراه فأدركه أَبوهُ فَقَالَ يَا رَسُول اللّه يَدي ورجلي فَقَالَ لَهُ ارْجع مَعَه فَإِنَّهُ يُوشك أَن يهْلك فَهَلَك فِي تِلْكَ السّنة

وَأخرج أَبُو نعيم وَابْن عَسَاكِر عَن ابْن أبي مليكَة ان حبيب بن مسلمة قدم على النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم الْمَدِينَة غازيا وَأَن أَبَاهُ أدْركهُ بِالْمَدِينَةِ فَقَالَ مسلمة يَا نَبِي اللّه إِنِّي لَيْسَ لي ولد غَيره يقوم فِي مَالِي وضيعتي وعَلى أهل بَيْتِي وَأَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم رده مَعَه وَقَالَ لَعَلَّك أَن يَخْلُو لَك وَجهك فِي عامك فَارْجِع يَا حبيب مَعَ أبي فَرجع فَمَاتَ مسلمة فِي ذَلِك الْعَام وغزا حبيب فِيهِ

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بِالشَّهَادَةِ للنعمان بن بشير

أخرج ابْن سعد عَن عَاصِم بن عمر بن قَتَادَة قَالَ جَاءَت عمْرَة بنت رَوَاحَة تحمل ابْنهَا النُّعْمَان بن بشير فِي ليفة إِلَى رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَت يَا رَسُول اللّه ادْع اللّه أَن يكثر مَاله وَولده فَقَالَ أوما ترْضينَ أَن يعِيش كَمَا عَاشَ خَاله حميدا وَقتل شَهِيدا وَدخل الْجنَّة

وَأخرج ابْن سعد عَن عبد الْملك بن عُمَيْر أَن بشير بن سعد جَاءَ بالنعمان بن بشير إِلَى النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ يَا رَسُول اللّه ادْع اللّه لأبني هَذَا فَقَالَ أما ترْضى أَن يبلغ مَا بلغت ثمَّ يَأْتِي الشَّام فيقتله مُنَافِق من أهل الشَّام

وَأخرج عَن مسلمة بن محَارب وَغَيره قَالُوا لما قتل الضَّحَّاك بن قيس بمرج راهط فِي خلَافَة مَرْوَان بن الحكم أَرَادَ النُّعْمَان بن بشير أَن يهرب من حمص وَكَانَ عَاملا عَلَيْهَا فَخَالف ودعا لِأَبْنِ الزبير فَطَلَبه أهل حمص فَقَتَلُوهُ واحتزوا رَأسه

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بكذابين فِي الحَدِيث وشياطين يحدثُونَ

أخرج مُسلم عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (سَيكون فِي آخر أمتِي نَاس يحدثونكم بِمَا لم تسمعوا أَنْتُم وَلَا آباؤكم فأياكم وإياهم)

وَأخرج ابْن عدي وَالْبَيْهَقِيّ عَن وَاثِلَة بن الْأَسْقَع قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى يطوف إِبْلِيس فِي الْأَسْوَاق وَيَقُول حَدثنِي فلَان ابْن فلَان بِكَذَا وَكَذَا)

وَأخرج عَن ابْن مَسْعُود قَالَ إِن الشَّيْطَان ليتمثل فِي صُورَة الرجل فَيَأْتِي الْقَوْم فيحدثهم بِالْحَدِيثِ من الْكَذِب يتفرقون

وَأخرج البُخَارِيّ فِي تَارِيخه وَالْبَيْهَقِيّ عَن سُفْيَان قَالَ حَدثنِي من رأى قَاصا يقص فِي مَسْجِد الْخيف فطلبته فَإِذا هُوَ شَيْطَان

وَأخرج ابْن عدي وَالْبَيْهَقِيّ عَن عِيسَى بن أبي فَاطِمَة الْفَزارِيّ قَالَ كنت جَالِسا عِنْد شيخ فِي الْمَسْجِد الْحَرَام أكتبت عَنهُ فَقَالَ الشَّيْخ حَدثنِي الشَّيْبَانِيّ فَقَالَ رجل حَدثنِي الشَّيْبَانِيّ فَقَالَ عَن الشّعبِيّ فَقَالَ حَدثنِي الشّعبِيّ فَقَالَ عَن الْحَارِث فَقَالَ قد وَاللّه رَأَيْت الْحَارِث وَسمعت مِنْهُ فَقَالَ عَن عَليّ قَالَ قد وَاللّه رَأَيْت عليا وَشهِدت مَعَه صفّين فَلَمَّا رايت ذَلِك قَرَأت آيَة الْكُرْسِيّ فَلَمَّا قلت وَلَا يؤده حفظهما الْتفت فَلم أر شَيْئا

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بِتَغَيُّر النَّاس فِي الْقرن الرَّابِع

أخرج مُسلم عَن عمرَان بن حُصَيْن قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (خَيركُمْ قَرْني ثمَّ الَّذين يَلُونَهُمْ ثمَّ الَّذين يَلُونَهُمْ ثمَّ يكون قوم بعدهمْ يخونون وَلَا يؤتمنون وَيشْهدُونَ

وَلَا يستشهدون وينذرون وَلَا يُوفونَ وَيظْهر فيهم السّمن)

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم نَفرا بَان آخِرهم موتا فِي النَّار

أخرج الْبَيْهَقِيّ من طَرِيق أبي نَضرة عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (لعشرة فِي بَيت من أَصْحَابه آخركم موتا فِي النَّار فيهم سَمُرَة بن جُنْدُب قَالَ أَبُو نَضرة فَكَانَ سَمُرَة آخِرهم موتا) وَأخرجه من وَجه آخر عَن أبي هُرَيْرَة

وَأخرج ابْن سعد وَالطَّبَرَانِيّ وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن أَوْس بن خَالِد عَن أبي مَحْذُورَة قَالَ كنت أَنا وَأَبُو هُرَيْرَة وَسمرَة فِي بَيت فجَاء النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ (آخركم موتا فِي النَّار فَمَاتَ أَبُو هُرَيْرَة ثمَّ مَاتَ أَبُو مَحْذُورَة ثمَّ مَاتَ سَمُرَة)

وَقَالَ عبد الرَّزَّاق أَنا معمر سَمِعت ابْن طاؤوس وَغَيره يَقُولُونَ قَالَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لأبي هُرَيْرَة ولسمرة بن جُنْدُب ولرجل آخر (آخر مَوْتَاكُم موتا بالنَّار) فَمَاتَ الرجل قبلهمَا وَبَقِي أَبُو هُرَيْرَة وَسمرَة فَكَانَ إِذا اراد الرجل أَن يغِيظ أَبَا هُرَيْرَة يَقُول مَا ت سَمُرَة فَإِذا سَمعه غشي عَلَيْهِ وصعق ثمَّ مَاتَ أَبُو هُرَيْرَة قبل سَمُرَة

وَأخرج ابْن وهب عَن أبي يزِيد الْمَدِينِيّ قَالَ لما مرض سَمُرَة مَرضه الَّذِي مَاتَ فِيهِ أَصَابَهُ برد شَدِيد فأوقدت لَهُ نَار فَجعل كانون بَين يَدَيْهِ وكانون خَلفه وكانون عَن يَمِينه وكانون عَن شِمَاله فَجعل لَا ينْتَفع بذلك فَلم يزل كَذَلِك حَتَّى مَاتَ

وَأخرج ابْن عَسَاكِر عَن مُحَمَّد بن سِيرِين أَن سَمُرَة كَانَ أَصَابَهُ كزاز شَدِيد وَكَانَ لَا يكَاد يدفأ فَأمر بِقدر عَظِيمَة فملئت مَاء وأوقد تحتهَا وَاتخذ فَوْقهَا مَجْلِسا وَكَانَ يصل إِلَيْهِ بخارها فيدفئه فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِك إِذا خسف بِهِ فَاحْتَرَقَ

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بِأَن أحد النَّفر فِي النَّار

أخرج الْوَاقِدِيّ وَالطَّبَرَانِيّ وَأَبُو نعيم وَابْن عَسَاكِر عَن رَافع بن خديج قَالَ كَانَ بِالرِّجَالِ بن عنفوة من الْخُشُوع واللزوم لقِرَاءَة الْقُرْآن وَالْخَيْر شَيْء عَجِيب فَخرج علينا رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَوْمًا وَالرِّجَال مَعنا جَالس مَعَ نفر فَقَالَ أحد هَؤُلَاءِ النَّفر فِي النَّار قَالَ رَافع فَنَظَرت فِي الْقَوْم فَإِذا بِأبي هُرَيْرَة وَأبي أروى الدوسي والطفيل بن عَمْرو وَرِجَال بن عفنوة فَجعلت أنظر وأتعجب وَأَقُول من هَذَا الشقي فَلَمَّا توفّي رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم وَرجعت بَنو حنيفَة فَسَأَلت مَا فعل الرِّجَال بن عنفوة فَقيل افْتتن هُوَ الَّذِي شهد لمُسَيْلمَة على رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم أَنه أشركه فِي أمره من بعده فَقلت مَا قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَهُوَ حق قَالَ ابْن عَسَاكِر الرِّجَال بِالْجِيم وَيُقَال بِالْحَاء لقب وإسمه نَهَار

وَأخرج سيف بن عمر فِي الْفتُوح عَن مخلد بن قيس البَجلِيّ قَالَ خرج فرات بن حَيَّان وَالرِّجَال بن عنفوة وَأَبُو هُرَيْرَة من عِنْد رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لضرس أحدهم فِي النَّار أعظم من أحد وَإِن مَعَه لقفا غادر فَبَلغهُمْ ذَلِك إِلَى ان بلغ أَبَا هُرَيْرَة وفراتا خبر الرِّجَال فخرا ساجدين

بَاب إِشَارَته صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِلَى حَال الْوَلِيد بن عقبَة

أخرج الْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ عَن الْوَلِيد بن عقبَة قَالَ لما فتح رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم مَكَّة جعل أهل مَكَّة يأْتونَ بصبيانهم فيمسح على رؤوسهم وَيَدْعُو لَهُم فَخرجت بِي أُمِّي إِلَيْهِ وَإِنِّي مُطيب بالخلوق فَلم يمسح على رَأْسِي وَلم يمسني قَالَ الْبَيْهَقِيّ هَذَا لسابق علم اللّه فِي الْوَلِيد فَمنع بركَة رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم وإخبار الْوَلِيد حِين اسْتَعْملهُ عُثْمَان مَعْرُوفَة من شربه الْخمر وتأخيره الصَّلَاة وَهُوَ من جملَة الْأَسْبَاب الَّتِي نقموها على عُثْمَان حَتَّى قَتَلُوهُ

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بِحَال قيس بن مطاطة

أخرج الْخَطِيب فِي رُوَاة مَالك عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن قَالَ جَاءَ قيس بن مطاطة إِلَى حَلقَة فِيهَا سلمَان الْفَارِسِي وصهيب الرُّومِي وبلال الحبشي فَقَالَ هَؤُلَاءِ الْأَوْس والخزرج قَامُوا بنصرة هَذَا الرجل فَمَا بَال هَؤُلَاءِ قَالَ فَقَامَ معَاذ فَأخذ بتلبيبه حَتَّى أَتَى بِهِ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَأخْبرهُ بمقالته فَقَامَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم مغضبا يجر رِدَاءَهُ حَتَّى دخل الْمَسْجِد ثمَّ نُودي الصَّلَاة جَامِعَة فَحَمدَ اللّه تَعَالَى وَأثْنى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ (يَا أَيهَا النَّاس إِن الرب رب وَاحِد وَأَن ألأب أَب وَاحِد وَإِن الدّين دين وَاحِد وَأَن الْعَرَبيَّة لَيست لكم بأب وَلَا أم وَإِنَّمَا هِيَ لِسَان فَمن تكلم بِالْعَرَبِيَّةِ فَهُوَ عَرَبِيّ) فَقَالَ معَاذ بن جبل وَهُوَ آخذ بِسَيْفِهِ يَا رَسُول اللّه مَا تَقول فِي هَذَا الْمُنَافِق فَقَالَ دَعه إِلَى النَّار قَالَ فَكَانَ فِيمَن ارْتَدَّ فَقتل فِي الرِّدَّة

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بِحَال ابْن عَبَّاس رَضِي اللّه عَنْهُمَا

أخرج الْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب أَنه بعث إبنه عبد اللّه إِلَى رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فِي حَاجَة فَوجدَ رجلا فَرجع وَلم يكلمهُ من أجل مَكَان الرجل مَعَه فلقي رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم الْعَبَّاس بعد ذَلِك فَقَالَ الْعَبَّاس أرْسلت إِلَيْك إبني فَوجدَ عنْدك رجلا فَلم يسْتَطع أَن يكلمك فَرجع قَالَ وَرَآهُ قَالَ نعم قَالَ ذَاك جِبْرِيل وَلنْ يَمُوت حَتَّى يذهب بَصَره وَيُؤْتى علما

وَأخرج أَبُو نعيم عَن ابْن عَبَّاس قَالَ مَرَرْت برَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم وَعلي ثِيَاب بيض وَهُوَ يُنَاجِي دحْيَة وَهُوَ جِبْرِيل وَأَنا لَا أعلم فَلم أسلم فَقَالَ جِبْرِيل مَا أَشد وضح ثِيَابه أما أَن ذُريَّته ستسود بعده لَو سلم رددت علبه فَلَمَّا رجعت قَالَ لي النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم مَا مَنعك أَن تسلم قلت رَأَيْتُك تناجي دحْيَة الْكَلْبِيّ فَكرِهت أَن أقطع عَلَيْكُمَا قَالَ ورأيته قلت نعم قَالَ أما أَنه سيذهب بَصرك وَيرد عَلَيْك فِي موتك قَالَ عِكْرِمَة فَلَمَّا قبض ابْن عَبَّاس وَوضع على سَرِيره جَاءَ طَائِر شَدِيد الوضح فَدخل فِي أَكْفَانه فَلم يردهُ فَقَالَ عِكْرِمَة هَذِه بشرى رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم الَّتِي قَالَ لَهُ فَلَمَّا وضع فِي لحده تلقي بِكَلِمَة سَمعهَا على شَفير قَبره ياأيتها النَّفس المطمئنة إرجعي إِلَى رَبك راضية مرضية فادخلي فِي عبَادي وادخلي جنتي

وَأخرج أَبُو نعيم عَن ابْن عَبَّاس قَالَ إِن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم حَدثنِي أَنه سيذهب بَصرِي فقد ذهب وحَدثني إِنِّي سأغرق وَقد غرقت فِي بحيرة الطبرية وحَدثني أَنِّي سأهاجر من بعد فتْنَة اللّهمَّ إِنِّي أشهدك أَن هجرتي الْيَوْم ألى مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي اللّه عَنْهُمَا

 

  ٢٤-٧بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بافتراق أمته على ثَلَاث وَسبعين فرقة وبسلوكهم سنَن من قبلهم

أخرج الْبَيْهَقِيّ وَالْحَاكِم عَن ابي هُرَيْرَة أَن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (افترق الْيَهُود على إِحْدَى أَو إثنتين وَسبعين فرقة وافترقت النَّصَارَى على إِحْدَى أَو إثنتين وَسبعين فرقة وتفترق أمتِي على ثَلَاث وَسبعين فرقة)

وَأخرج الْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ عَن مُعَاوِيَة قَالَ قَالَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (إِن أهل الْكتاب تفَرقُوا فِي دينهم على إثنتين وَسبعين مِلَّة وتفترق هَذِه الآمة على ثَلَاث وَسبعين مِلَّة يَعْنِي الْأَهْوَاء كلهَا فِي النَّار إِلَّا وَاحِدَة وَهِي الْجَمَاعَة وَيخرج فِي أمتِي أَقوام تتجارى تِلْكَ الْأَهْوَاء بهم كَمَا يتجارى الْكَلْب بِصَاحِبِهِ فَلَا يبْقى مِنْهُ عرق وَلَا مفصل إِلَّا دخله)

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ وَالْحَاكِم عَن ابْن عَمْرو قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (يَأْتِي على أمتِي مَا أَتَى على بني إِسْرَائِيل حَذْو النَّعْل بالنعل حَتَّى لَو كَانَ فيهم من نكح أمه عَلَانيَة كَانَ فِي أمتِي مثله إِن بني إِسْرَائِيل افْتَرَقُوا على إِحْدَى وَسبعين مِلَّة وتفترق أمتِي على ثَلَاث وَسبعين مِلَّة كلهَا فِي النَّار إِلَّا مِلَّة وَاحِدَة قل مَا هِيَ قَالَ مَا أَنا عَلَيْهِ الْيَوْم وأصحابي)

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ وَالْحَاكِم عَن عَمْرو بن عَوْف قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (لتسلكن سنَن من قبلكُمْ إِن بني إِسْرَائِيل افْتَرَقت)

وَأخرج الْبَزَّار وَالْحَاكِم وَصَححهُ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (لتركبن سنَن من كَانَ قبلكُمْ شبْرًا بشبر وذراعا بِذِرَاع وباعا بباع حَتَّى لَو ان أحدهم دخل جُحر ضَب لدخلتم وَحَتَّى لَو ان أحدهم جَامع أمه لفعلتم)

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن ابْن مَسْعُود قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (أَنْتُم أشبه الْأُمَم ببني إِسْرَائِيل لتركبن طريقهم حَذْو القدة بالقدة حَتَّى لَا يكون فيهم شَيْء إِلَّا كَانَ فِيكُم مثله حَتَّى أَن الْقَوْم لتمر عَلَيْهِم الْمَرْأَة فَيقوم إِلَيْهَا بَعضهم فيجامعها ثمَّ إِلَى أَصْحَابه يضْحك إِلَيْهِم وَيضْحَكُونَ إِلَيْهِ)

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط بِسَنَد حسن عَن الْمُسْتَوْرد بن شَدَّاد أَن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (لَا تتْرك هَذِه الْأمة شَيْئا من سنَن الْأَوَّلين حَتَّى تَأتيه)

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن عَوْف بن مَالك الْأَشْجَعِيّ قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (كَيفَ أَنْت إِذا افْتَرَقت هَذِه الْأمة على ثَلَاث وَسبعين فرقة فرقة وَاحِدَة فِي الْجنَّة وسائرهن فِي النَّار قلت وَمَتى ذَلِك يَا رَسُول اللّه قَالَ إِذا كثرت الشَّرْط وملكت الأماء وَقَعَدت الحملان على المنابرواتخذ الْقُرْآن مَزَامِير وزخرفت الْمَسَاجِد وَرفعت المنابر وَاتخذ الْفَيْء دولا وَالزَّكَاة مغرما وَالْأَمَانَة مغنما وتفقه فِي الدّين لغير اللّه وأطاع الرجل امْرَأَته وعق أمه وأقصى أَبَاهُ وَأدنى صديقه وَلعن آخر هَذِه الْأمة أَولهَا وساد الْقَبِيلَة فاسقهم وَكَانَ زعيم الْقَوْم أرذلهم وَأكْرم الرجل أتقاء شَره فَيَوْمئِذٍ يكون ذَلِك ويفزع النَّاس إِلَى الشَّام قلت وَهل تفتح الشَّام قَالَ نعم وشيكا ثمَّ تقع الْفِتَن بعد فتحهَا)

وَأخرج الْحَاكِم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (لتتبعن سنَن من قبلكُمْ باعا

فباعا وذراعا فذراعا وشبرا فشبرا حَتَّى لَو دخلُوا جُحر ضَب لدخلتموه مَعَهم قيل يَا رَسُول اللّه الْيَهُود وَالنَّصَارَى قَالَ فَمن إِذن)

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بالخوارج

وَأخرج الشَّيْخَانِ عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ بَيْنَمَا نَحن عِنْد النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يقسم قسما إِذْ أَتَاهُ ذُو الْخوَيْصِرَة فَقَالَ يَا رَسُول اللّه أعدل قَالَ وَيلك وَمن يعدل إِذا لم أعدل خبت وخسرت إِن لم أكن أعدل قَالَ عمر يَا رَسُول للّه ائْذَنْ لي فِيهِ أضْرب عُنُقه فَقَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم دَعه فَإِن لَهُ أصحابا يحقر أحدكُم صلَاته مَعَ صلَاتهم وصيامه مَعَ صِيَامهمْ يقرأون الْقُرْآن لَا يُجَاوز تراقيهم يَمْرُقُونَ من الْإِسْلَام كَمَا يَمْرُق السهْم من الرَّمية آيَتهم رجل أسود إِحْدَى عضديه مثل ثدي المراة أَو مثل الْبضْعَة تدَرْدر يخرجُون على خير فرقة من النَّاس

قَالَ أَبُو سعيد فاشهد أَنِّي سَمِعت هَذَا من رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم وَأشْهد أَن عَليّ بن أبي طَالب قَاتلهم وَأَنا مَعَه وَأمر بذلك الرجل فالتمس فَوجدَ فَأتي بِهِ حَتَّى نظرت إِلَيْهِ على نعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم الَّذِي نَعته

وَأخرجه أَبُو يعلى وَزَاد فِي آخِره فَقَالَ عَليّ أَيّكُم يعرف هَذَا فَقَالَ رجل من الْقَوْم هَذَا حرقوص وَأمه هَهُنَا فَأرْسل إِلَى أمه فَقَالَ لَهَا مِمَّن هَذَا قَالَت مَا أدبري إِلَّا أَنِّي كنت فِي الْجَاهِلِيَّة أرعى غنما لي بالزبدة فغشيني شَيْء كَهَيئَةِ الظلمَة فَحملت مِنْهُ فَولدت هَذَا

وَأخرج مُسلم عَن ابْن سعيد عَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (تمرق مارقة عِنْد فرقة من الْمُسلمين تقتلها أولى الطَّائِفَتَيْنِ بِالْحَقِّ)

وَأخرج مُسلم عَن عُبَيْدَة قَالَ لما فرغ عَليّ من اصحاب النَّهر قَالَ ابْتَغوا فيهم إِن كَانُوا الْقَوْم الَّذين ذكرهم رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَإِن فيهم رجلا مُخْدج الْيَد فابتغيناه فوجدناه فدعوناه إِلَيْهِ فجَاء حَتَّى قَامَ عَلَيْهِ فَقَالَ اللّه اكبر ثَلَاثًا وَاللّه لَوْلَا أَن تبطروا لحدثتكم بِمَا قضى اللّه على لِسَان رَسُوله صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لمن قتل هَؤُلَاءِ قلت أَنْت سَمِعت هَذَا من رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ أرى وَرب الْكَعْبَة ثَلَاث مَرَّات

وَأخرج الْحَاكِم عَن سعيد بن جمْهَان قَالَ أتيت عبد اللّه بن أبي أوفى فَقَالَ مَا فعل أَبوك قلت قتلته الْأزَارِقَة قَالَ لعنهم اللّه حَدثنَا رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم أَنهم كلاب النَّار

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بالرافضة والقدرية والمرجئة والزنادقة

أخرج عبد اللّه بن أَحْمد فِي زَوَائِد الْمسند وَالْبَزَّار وَأَبُو يعلى وَالْحَاكِم عَن عَليّ قَالَ قَالَ لي النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِن فِيك من عِيسَى مثلا أبغضته الْيَهُود حَتَّى بهتُوا أمه وأحبته النَّصَارَى حَتَّى أنزلوه بالمنزلة الَّتِي لَيْسَ بهَا أَلا وَأَنه يهْلك فِي إثنان محب مفرط يقرظني بِمَا لَيْسَ فِي ومبغض يحملهُ شنآني على أَن يبهتني

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن عَليّ قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (يكون فِي أمتِي قوم يسمون الرافضة يرفضون الْإِسْلَام) وَأخرج الْبَيْهَقِيّ من حَدِيث ابْن عَبَّاس مثله

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن معَاذ بن جبل قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (مَا بعث اللّه نَبيا قطّ إِلَّا وَفِي أمته قدرية ومرجئة يشوشون عَلَيْهِ أَمر أمته)

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (الْقَدَرِيَّة والمرجئة مجوس هَذِه الْأمة) وَأخرج مثله من حَدِيث إِبْنِ عمر

وَأخرج عَن أبي سعيد قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (صنفان من أمتِي لَيْسَ لَهما فِي الْإِسْلَام نصيب المرجئة والقدرية) وَأخرج مثله من حَدِيث جَابر وواثلة وَأخرج إِبْنِ ماجة مثله من حَدِيث ابْن عَبَّاس

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (لَعَلَّك أَن تبقى بعدِي حَتَّى تدْرك قوما يكذبُون بِقدر اللّه الذُّنُوب على عباده فَإِذا كَانَ ذَلِك فابرأ إِلَى اللّه تَعَالَى مِنْهُم)

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن ابْن عمر سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول (سَيكون فِي أمتِي أَقوام يكذبُون بِالْقدرِ)

وَأخرج أَحْمد عَن ابْن عمر سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول (سَيكون فِي هَذِه الْأمة مسخ أَلا وَذَاكَ فِي المكذبين بِالْقدرِ والزنديقية)

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ وَالْبَزَّار بِسَنَد صَحِيح عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (لَا يزَال أَمر هَذِه الْأمة مقاربا مَا لم يتكلموا فِي الْولدَان وَالْقدر)

وَأخرج الْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (آخر الْكَلَام فِي الْقدر لشرار هَذِه الْأمة)

وَأخرج أَحْمد بِسَنَد صَحِيح عَن ابْن عمر سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول سَيكون فِي أمتِي مسخ وَقذف وَهُوَ فِي أهل الزندقة

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن ابي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (إِن أمتِي لَا تزَال متمسكة بدينها مَا لم يكذبوا بِالْقدرِ فَعِنْدَ ذَلِك هلاكهم)

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم مَيْمُونَة أَنَّهَا لَا تَمُوت بِمَكَّة

فحملوها حَتَّى أَتَوا بهَا سرف إِلَى الشَّجَرَة الَّتِي بنى بهَا النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم تحتهَا فَمَاتَتْ

بَاب مَا اخبر بِهِ أَبَا رَيْحَانَة

أخرج مُحَمَّد بن الرّبيع لجيزي فِي كتاب من دخل مصر من الصَّحَابَة عَن أبي رَيْحَانَة أَن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَهُ كَيفَ أَنْت يَا أَبَا رَيْحَانَة يَوْم تمر على قوم قد صَبَرُوا

دَابَّة فَتَقول أَن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قد نهى عَن هَذَا فَيَقُولُونَ اقْرَأ لنا الْآيَة الَّتِي نزلت فِيهَا فَمر على قوم يصبرون دجَاجَة فنهاهم فَقَالُوا اقْرَأ لنا الْآيَة الَّتِي انزلت فِيهَا فَقَالَ صدق اللّه وَرَسُوله

بَاب مَا أخبر بِهِ رَئِيس خَيْبَر

أخرج الْخَطِيب فِي رُوَاة مَالك عَن أسلم قَالَ قَالَ عمر بن الْخطاب لرئيس خَيْبَر ترى ذهب عني قَول رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (كَيفَ بك إِذا رفض بك بعيرك يَوْمًا نَحْو الشَّام ثمَّ يَوْمًا ثمَّ يَوْمًا)

إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بِكَلَام الْمَيِّت بعده

أخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط بِسَنَد جيد عَن حُذَيْفَة سَمِعت النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول (يكون فِي أمتِي رجل يتَكَلَّم بعد الْمَوْت)

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ وَصَححهُ وَأَبُو نعيم من طرق عَن ربعي بن حِرَاش قَالَ مَاتَ أخي الرّبيع وَكَانَ أصومنا فِي الْيَوْم الْحَار وأقومنا فِي اللَّيْلَة الْبَارِدَة فسجيته فَضَحِك فَقلت يَا أخي أحياة بعد الْمَوْت قَالَ لَا وَلَكِنِّي لقِيت رَبِّي فلقيني بِروح وَرَيْحَان وَجه غير غَضْبَان فَقلت كَيفَ رَأَيْت الْأَمر قَالَ أيسر مِمَّا تظنون فَذكر لعَائِشَة فَقَالَت صدق ربعي سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول من أمتِي من يتَكَلَّم بعد الْمَوْت وَفِي لفظ يتَكَلَّم رجل من أمتِي بعد الْمَوْت من خير التَّابِعين

قلت لهَذَا الحَدِيث طرق وَقد استوفيت أَخْبَار من تكلم بعد الْمَوْت فِي كتاب البرزخ

 

  ٢٤-٨بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بِمن يرد سنته وَلَا يحْتَج بهَا وبمن يُجَادِل بمتشابه الْكتاب

أخرج الْبَيْهَقِيّ عَن الْمِقْدَام بن معد يكرب عَن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (أَلا أَنِّي

أُوتيت الْكتاب وَمثله مَعَه أَلا يُوشك رجل شبعان على أريكته يَقُول عَلَيْكُم بِهَذَا الْقُرْآن فَمَا وجدْتُم فِيهِ من حَلَال فأحلوه وَمَا وجدْتُم فِيهِ من حرَام فحرموه)

وَأخرج أَبُو دَاوُد الْبَيْهَقِيّ عَن أبي رَافع عَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَا الفين أحدكُم مُتكئا على أريكته يَأْتِيهِ الْأَمر من أَمْرِي بِمَا أمرت بِهِ أَو نهيت عَنهُ فَيَقُول لَا نَدْرِي مَا وجدنَا فِي كتاب اللّه اتبعناه

وَأخرج الشَّيْخَانِ عَن عَائِشَة قَالَت تَلا رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم هَذِه الْآيَة {هُوَ الَّذِي أنزل عَلَيْك الْكتاب مِنْهُ آيَات محكمات} الْآيَة فَقَالَ إِذا رَأَيْتُمْ الَّذين يتبعُون مَا تشابه مِنْهُ فأؤلئك الَّذين رمى اللّه فَاحْذَرْهُمْ وَأخرجه الْبَيْهَقِيّ بِلَفْظ فَإِذا رَأَيْتُمْ الَّذين يجادلون بِهِ قَالَ أَيُّوب وَلَا أعلم أَن من أَصْحَاب الْأَهْوَاء أحد إِلَّا وَهُوَ يُجَادِل بالمتشابه

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بِحَال قيس بن خَرشَة

أخرج الطَّبَرَانِيّ وَالْبَيْهَقِيّ عَن مُحَمَّد بن يزِيد بن أبي زِيَاد الثَّقَفِيّ قَالَ أَن قيس بن خَرشَة قدم على النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ أُبَايِعك على مَا جَاءَ من اللّه تَعَالَى وعَلى أَن أَقُول بِالْحَقِّ فَقَالَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (يَا قيس عَسى اللّه أَن يمدك الدَّهْر أَن يلقيك بعدِي من لَا تَسْتَطِيع أَن تَقول بِالْحَقِّ مَعَهم قَالَ قيس وَاللّه لَا أُبَايِعك على شَيْء إِلَّا وفيت لَك بِهِ فَقَالَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِذن لَا يَضرك بشر وَكَانَ قيس يعيب زِيَاد بن أبي سُفْيَان وَابْنه عبيد اللّه فَبلغ ذَلِك عبيد اللّه فَأرْسل إِلَيْهِ أَنْت الَّذِي تفتري على اللّه وعَلى رَسُوله قَالَ لَا وَلَكِن إِن شِئْت أَخْبَرتك بِمن يفتري على اللّه وعَلى رَسُوله من ترك الْعَمَل بِكِتَاب اللّه وَسنة رَسُوله قَالَ من ذَاك قَالَ أَنْت وَأَبُوك وَالَّذِي أمركما قَالَ قيس وَمَا الَّذِي افتريت على اللّه وعَلى رَسُوله قَالَ تزْعم أَنه لَا يَضرك بشر قَالَ نعم قَالَ لتعلمن الْيَوْم إِنَّك قد كذبت ائْتُونِي بِصَاحِب الْعَذَاب وبالعذاب قَالَ فَمَال قيس عِنْد ذَلِك فَمَاتَ)

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم الْأَنْصَار بِأَنَّهُم سيلقون بعده أَثَره

أخرج الْحَاكِم وَأَبُو نعيم عَن أنس أَن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ للْأَنْصَار أَنكُمْ سَتَلْقَوْنَ بعدِي أَثَره فِي الْقسم وَالْأَمر فأصبروا حَتَّى تَلْقَوْنِي على الْحَوْض

وَأخرج الْحَاكِم عَن مقسم أَن أَبَا أَيُّوب أَتَى مُعَاوِيَة فَذكر حَاجَة لَهُ فجفاه وَلم يرفع بِهِ رَأْسا فَقَالَ أَبُو أَيُّوب أما أَن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قد أخبرنَا أَنه سيصيبنا بعده أَثَره قَالَ فَبِمَ أَمركُم قَالَ أمرنَا أَن نصبر حَتَّى نرد عَلَيْهِ الْحَوْض قَالَ فَاصْبِرُوا إِذا فَغَضب أَبُو أَيُّوب وَحلف أَنه لَا يكلمهُ أبدا

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بِأَن مولى الْقَوْم من أنفسهم

أخرج ابْن عَسَاكِر عَن الْحسن بن الْحسن قَالَ كَانَ حَيّ من الْأَنْصَار لَهُم دَعْوَة سَابِقَة من رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِذا مَاتَ مِنْهُم ميت جَاءَت سَحَابَة فأمطرت قَبره فَمَاتَ مولى لَهُم فَقَالَ الْمُسلمُونَ لننظرن الْيَوْم إِلَى قَول رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (مولى الْقَوْم من أنفسهم) فَلَمَّا دفن جَاءَت سَحَابَة فأمطرت قَبره

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بِحَال أبي هُرَيْرَة

أخرج الْحَاكِم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (أَبُو هُرَيْرَة وعَاء الْعلم) وَأخرج ابْن سعد عَن ابْن عمر قَالَ أَبُو هُرَيْرَة أعلمنَا برَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم وأحفظنا لحديثه

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بِقوم يأْتونَ من بعده

أخرج الْحَاكِم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (إِن أُنَاسًا من أمتِي يأْتونَ بعدِي يود أحدهم لَو اشْترى رؤيتي بأَهْله وَمَاله)

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم ياتخاذ أمته الخصيان

اخْرُج ابْن عدي وَالدَّارَقُطْنِيّ فِي الْأَفْرَاد وَابْن عَسَاكِر عَن مُعَاوِيَة أَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (سَيكون قوم ينالهم الإخصاء فَاسْتَوْصُوا بهم خيرا)

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بالشرطة)

أخرج مُسلم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (يُوشك أَن طَالَتْ بك مُدَّة أَن ترى قوما فِي أَيْديهم مثل أَذْنَاب الْبَقر يَغْدُونَ فِي غضب اللّه وَيَرُوحُونَ فِي سخطه)

وَأخرج مُسلم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (صنفان من أهل النَّار لم أرهما قوم مَعَهم سياط كأذناب الْبَقر يضْربُونَ بهَا النَّاس وَنسَاء كاسيات عاريات مميلات رؤوسهن كأسمنة البخت المائلة) قَالَ أَبُو نعيم النِّسَاء الْمَذْكُورَات فِي هَذَا الحَدِيث قيل أَنَّهُنَّ الْمُغَنِّيَات بالعراق يعتممن بكارات كبار على رؤوسهن ثمَّ يتجلببن فوقهن

وَأخرج الْحَاكِم وَصَححهُ عَن أبي أُمَامَة قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (يخرج فِي هَذِه الْأمة رجال مَعَهم سياط كَأَنَّهُمْ أَذْنَاب الْبَقر يَغْدُونَ فِي سخط اللّه وَيَرُوحُونَ فِي غَضَبه)

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بالنَّار الَّتِي تخرج من الْحجاز

أخرج الْحَاكِم عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى تخرج نَار بِأَرْض الْحجاز يضيء مِنْهَا أَعْنَاق الْإِبِل ببصرى)

وَأخرج الْحَاكِم عَن أبي ذَر قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فِي سفر فَلَمَّا رَجعْنَا تعجل نَاس فَدَخَلُوا الْمَدِينَة فَقَالَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (يُوشك أَن تدعوها أحسن مَا كَانَت لَيْت شعري مَتى تخرج نَار من جبل ورقان يضيء لَهَا أَعْنَاق البخت ببصرى) قلت قد خرجت هَذِه النَّار سنة أَربع وَخمسين وسِتمِائَة

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بِالْبَصْرَةِ والكوفة

أخرج أَبُو نعيم عَن أبي ذَر سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول (إِنِّي لَا أعرف أَرضًا يُقَال لَهَا الْبَصْرَة أقوامها قبْلَة وأكثرها مَسَاجِد ومؤذنين يدْفع عَنْهَا من الْبلَاء مَا لَا يدْفع عَن سَائِر الْبِلَاد)

وَأخرج عبد اللّه بن أَحْمد فِي زَوَائِد الزّهْد وَأَبُو نعيم من وَجه آخر عَن أبي ذَر أَن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم ذكر أهل الْكُوفَة فَذكر أَنه سينزل بهم بلايا عِظَام ثمَّ ذكر اهل الْبَصْرَة فَذكر أَنهم أقصد الْأَمْصَار قبْلَة وَأَكْثَرهم مُؤذنًا يدْفع اللّه عَنْهُم مَا يكْرهُونَ

وَأخرج أَبُو نعيم عَن عُثْمَان بن أبي الْعَاصِ سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول (يكون للْمُسلمين ثَلَاثَة أَمْصَار مصر بملتقى الْبَحْرين ومصر بِالْحيرَةِ ومصر بِالشَّام)

وَأخرج أَبُو نعيم عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم ستمصرون أمصارا فَيكون فِيهَا مصر يُقَال لَهُ الْبَصْرَة يكون فِيهَا خسف ومسخ

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بِبِنَاء بَغْدَاد

أخرج أَبُو نعيم عَن جرير بن عبد اللّه سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول ستبنى مَدِينَة بَين دجيلة والصراة وقطر بل تَجْتَمِع فِيهَا جبابرة الأَرْض يَجِيء إِلَيْهَا خراج الأَرْض لهي أسْرع خسفا من السِّكَّة فِي الأَرْض السبخة

وَأخرج أَبُو نعيم عَن حُذَيْفَة سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول (ستبنى مَدَائِن بَين نهرين من الْمشرق يحْشر إِلَيْهَا خَزَائِن الأَرْض وكنوزها يسكنهَا شرار خلق اللّه يخسف اللّه بهَا بعد مَا يعذب بِالسَّيْفِ)

قلت قد بنيت فِي الْقرن الثَّانِي وعذبت بِالسَّيْفِ أَشد الْعَذَاب من التتار فِي الْقرن السَّابِع وَبَقِي الْخَسْف

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لمُدَّة أمته

أخرج الْحَاكِم وَصَححهُ عَن أبي ثَعْلَبَة الْخُشَنِي سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول (لن يعجز اللّه هَذِه الْأمة من نصف يَوْم)

وَأخرج الْحَاكِم عَن سعد بن أبي وَقاص ان رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لن يعجزني عِنْد رَبِّي أَن يُؤَجل أمتِي نصف يَوْم قيل وَمَا نصف يَوْم قَالَ خَمْسمِائَة سنة)

  ٢٤-٩بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بِأَن طَائِفَة من أمته لَا تزَال على الْحق حَتَّى تقوم السَّاعَة)

أخرج الشَّيْخَانِ عَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة أَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَا تزَال طَائِفَة من أمتِي ظَاهِرين على الْحق حَتَّى يَأْتِي أَمر اللّه

واخرج أَحْمد وَالْحَاكِم وَصَححهُ عَن جَابر بن سَمُرَة أَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (لَا يزَال هَذَا الدّين قَائِما تقَاتل عَلَيْهِ عِصَابَة من الْمُسلمين حَتَّى تقوم السَّاعَة)

واخرج الطَّبَرَانِيّ وَالْحَاكِم وَصَححهُ عَن عمر قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لَا تزَال طَائِفَة من أمتِي ظَاهِرين على الْحق حَتَّى تقوم السَّاعَة

وَأخرج الْبَزَّار عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (إِن اللّه يبْعَث إِلَى هَذِه الْأمة على رَأس مل مائَة سنة من يجدد لَهَا دينهَا)

بَاب لَا يخرج الدَّجَّال حَتَّى يذهل النَّاس عَن ذكره

أخرج عبد اللّه بن احْمَد فِي زَوَائِد الْمسند عَن الصعب بن جثامة سَمِعت

رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول (لَا يخرج الدَّجَّال حَتَّى يذهل النَّاس عَن ذكره وَحَتَّى يتْرك الْأَئِمَّة ذكره على المنابر)

قلت لَا ترى فِي زَمَانك خَطِيبًا يذكرهُ على مِنْبَر

بَاب إخْبَاره صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بذهاب الأمثل فالأمثل

وَأخرج الْحَاكِم وَصَححهُ عَن رويفع بن ثَابت قَالَ قرب لرَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم تَمرا وَرطب فَأَكَلُوا مِنْهُ حَتَّى لم يبقوا شَيْئا إِلَّا نواة وَمَا لَا خير فِيهِ فَقَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (تَدْرُونَ مَا هَذَا تذهبون الْخَيْر فالخير حَتَّى لَا يبْقى مِنْكُم مثل هَذَا)

بَاب جَامع فِيمَا أخبر بِهِ من أَحْوَال أمته وَوَقع كَمَا أخبر

أخرج الشَّيْخَانِ عَن حُذَيْفَة بن الْيَمَان قَالَ كَانَ النَّاس يسْأَلُون رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم عَن الْخَيْر وَكنت أسأله عَن الشَّرّ مَخَافَة أَن يدركني فَقلت يَا رَسُول اللّه إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّة وَشر فجاءنا اللّه بِهَذَا الْخَيْر فَهَل بعد هَذَا الْخَيْر من شَرّ قَالَ نعم قلت فَهَل بعد ذَلِك الشَّرّ من خير نعم وَبِه دخن قلت وَمَا دخنه قَالَ قوم يستنون بِغَيْر سنتي ويهتدون بِغَيْر هَدْيِي تعرف مِنْهُم وتنكر قلت يَا رَسُول اللّه فَهَل بعد ذَلِك الْخَيْر من الشَّرّ قَالَ نعم دعاة على أَبْوَاب جَهَنَّم من أجابهم إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا قلت صفهم لي قَالَ نعم هم قوم من جلدتنا ويتكلمون بالسنتنا

قَالَ الْأَوْزَاعِيّ الشَّرّ الأول الَّذِي بعده الْخَيْر هُوَ الرِّدَّة الَّتِي كَانَت بعد وَفَاته صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن ابْن عمر قَالَ جَاءَت بَنو سليم بِقِطْعَة من ذهب من مَعْدن

لَهُم فَقَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (سَتَكُون وَفِي لفظ ستظهر معادن وسيحضرها أشرار الْخلق)

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن ثَوْبَان قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (يُوشك الْأُمَم أَن تداعى عَلَيْكُم كَمَا تتداعى الْأكلَة إِلَى قصعتها فَقَالَ قَائِل وَمن قلَّة نَحن يَوْمئِذٍ قَالَ بل أَنْتُم كثير وَلَكِنَّكُمْ غثاء كغثاء السَّيْل وَلَينْزَعَنَّ اللّه من صُدُور عَدوكُمْ المهابة مِنْكُم وليقذفن فِي قُلُوبكُمْ الوهن قيل وَمَا الوهن يَا رَسُول اللّه قَالَ حب الدُّنْيَا وكراهية الْمَوْت)

وَأخرج الْبَغْدَادِيّ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (ليَأْتِيَن على النَّاس زمَان لَا يُبَالِي الْمَرْء بِمَا أَخذ المَال بحلال أم بِحرَام)

وَأخرج الشَّيْخَانِ عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (ليَأْتِيَن على أحدكُم يَوْم لِأَن يراني ثمَّ لِأَن يراني أحب إِلَيْهِ من أَهله وَمَاله)

وَأخرج مُسلم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (وددت أَنِّي رَأَيْت إخْوَانِي قَالُوا اَوْ لسنا إخوانك يَا رَسُول اللّه قَالَ: بل أَنْتُم أَصْحَابِي وأخواني الَّذين لم يَأْتُوا بعد

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (تَسْمَعُونَ وَيسمع مِنْكُم وَيسمع مِمَّن يسمع مِنْكُم) وَأخرج أَبُو نعيم من حَدِيث ثَابت بن قيس مثله وَأخرج الشَّيْخَانِ عَن أبي بكرَة أَن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ ليبلغ الشَّاهِد الْغَائِب فَلَعَلَّ بعض من يبلغهُ يكون أوعى لَهُ من بعض من سَمعه وَأخرج أَبُو نعيم من حَدِيث ثَابت بن قيس مثله

واخرج ابْن مَاجَه وَالْبَيْهَقِيّ عَن أبي هَارُون الْعَبْدي قَالَ كُنَّا ندخل على أبي سعيد الْخُدْرِيّ فَيَقُول مرْحَبًا بِوَصِيَّة رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِن رَسُول اللّه حَدثنَا أَنه سَيَأْتِيكُمْ قوم من الْآفَاق يتفقهون فَاسْتَوْصُوا بهم خيرا وَأخرج ابْن ماجة من حَدِيث أبي هُرَيْرَة مثله

وَأخرج الشَّيْخَانِ عَن ابْن عَمْرو قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (إِن اللّه لَا يقبض الْعلم أنتزاعا ينتزعه وَلَكِن يقبض الْعلم بِقَبض الْعلمَاء فَإِذا لم يبْق عَالم اتخذ النَّاس رُؤَسَاء جُهَّالًا فسئلوا فافتوا بِغَيْر علم فضلوا واضلوا)

وَأخرج أَبُو نعيم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (لَو كَانَ الْعلم بِالثُّرَيَّا لتنَاوله رجال من أَبنَاء فَارس)

وَأخرج مُسلم وَالْبَيْهَقِيّ عَن ابْن سِيرِين قَالَ كنت عِنْد أبي هُرَيْرَة فَسَأَلَهُ رجل عَن شَيْء لم أفهمهُ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَة اللّه أكبر سَأَلَ عَن هَذَا اثْنَان وَهَذَا الثَّالِث سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (يَقُول ان رجَالًا سترتفع بهم الْمَسْأَلَة حَتَّى يَقُولُوا هَذَا اللّه سُبْحَانَهُ خلق الْخلق فَمن خلقه)

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (إِن أخوف مَا أَخَاف على أمتِي تأخيرهم الصَّلَاة عَن وَقتهَا وتعجيلهم الصَّلَاة عَن وَقتهَا)

وَأخرج أَبُو نعيم عَن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (يظْهر الدّين حَتَّى يُجَاوز الْبحار وَحَتَّى تخاض الْبحار بِالْخَيْلِ فِي سَبِيل اللّه ثمَّ يَأْتِي قوم يقرؤن الْقُرْآن يَقُولُونَ قد قَرَأنَا الْقُرْآن من اقْرَأ منا من أفقه منا من أعلم منا ثمَّ الْتفت إِلَى اصحابه فَقَالَ هَل فِي أُولَئِكَ من خير اولئك هم وقود النَّار)

وَأخرج أَحْمد وَالْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ وَأَبُو نعيم وَالْحَاكِم بِسَنَد صَحِيح عَن سَمُرَة قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (يُوشك أَن يمْلَأ اللّه أَيْدِيكُم من الْعَجم ثمَّ يجعلهم أسدا لَا يفرون فيقتلون مُقَاتِلَتكُمْ وياكلون فيئكم) وَأخرج الْبَزَّار عَن أنس وَحُذَيْفَة مثله وَالْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ عَن ابْن عمر وَمثله وَالطَّبَرَانِيّ عَن أبي مُوسَى مثله

وَأخرج أَبُو نعيم عَن أبي هُرَيْرَة ان النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم نظر إِلَى بقْعَة من بقاع الْمَدِينَة (فَقَالَ رب يَمِين لَا تصعد ألى اللّه بِهَذِهِ الْبقْعَة فَرَأَيْت بهَا النخاسين بعد)

وَأخرج الْحَاكِم عَن عبَادَة بن الصَّامِت سَمِعت رَسُول اللّه يَقُول (سيليكم أُمَرَاء بعدِي يعرفونكم مَا تنكرون وَيُنْكِرُونَ عَلَيْكُم مَا تعرفُون فَمن أدْرك ذَلِك مِنْكُم فَلَا طَاعَة لمن عصى اللّه)

وَأخرج ابْن رَاهْوَيْةِ عَن معَاذ بن جبل قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (خُذُوا الْعَطاء مَا دَامَ إِعْطَاء فَإِذا صَار رشوة على الدّين فَلَا تَأْخُذُوا ولستم بتاركيه يمنعكم من ذَلِك المخافة والفقر أَلا وَأَن رحى الْإِيمَان دَائِرَة فدوروا مَعَ الْكتاب حَيْثُ يَدُور أَلا وَأَن السُّلْطَان وَالْكتاب سيفترقان فَلَا تفارقوا الْكتاب أَلا أَنه سَيكون عَلَيْكُم أُمَرَاء إِن أطعتموهم أضلوكم وَإِن عصيتوهم قتلوكم قَالُوا فَمَا نصْنَع يَا نَبِي اللّه قَالَ كَمَا صنع أَصْحَاب عِيسَى بن مَرْيَم حملُوا على الْخشب ونشروا بالمناشير موت فِي طَاعَة اللّه خير من حَيَاة فِي مَعْصِيّة اللّه)

وَأخرج الْحَاكِم عَن عبد اللّه بن الْحَارِث أَنه سمع النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول (سَيكون بعدِي سلاطين الْفِتَن على أَبْوَابهم كمبارك الْإِبِل لَا يُعْطون أحدا شَيْئا إِلَّا أخذُوا من دينه مثله)

وَأخرج ابْن قَانِع عَن حجر بن عدي عَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ (إِن قوما من أمتِي يشربون الْخمر يسمونها بِغَيْر إسمها) وَأخرج الْحَاكِم من حَدِيث عَائِشَة مثله

وَأخرج أَبُو يعلى عَن أنس أَن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (لَا تذْهب الْأَيَّام والليالي حَتَّى يقوم الْقَائِم فَيَقُول من يبيعنا دينه بكف من دَرَاهِم)

وَأخرج أَحْمد عَن عمرَان بن حُصَيْن الضَّبِّيّ أَنه أَتَى الْبَصْرَة وَبهَا عبد اللّه بن عَبَّاس أَمِير فَإِذا هُوَ بِرَجُل يكثر أَن يَقُول صدق اللّه وَرَسُوله فَسَأَلَهُ فَقَالَ أتيت النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فِي فدَاء ابْن لشيخين من الْحَيّ فَقَالَ هوذا فأت بِهِ أَبَاهُ فَقلت الْفِدَاء يَا نَبِي اللّه فَقَالَ (إِنَّه لَا يصلح لنا آل مُحَمَّد أَن نَأْكُل ثمن أحد من ولد إِسْمَاعِيل ثمَّ قَالَ لَا أخْشَى على قُرَيْش إِلَّا أَنْفسهَا قلت وَمَا لَهُم يَا رَسُول اللّه قَالَ إِن طَال بك عمر رَأَيْتهمْ هَهُنَا حَتَّى ترى النَّاس كالغنم بَين الحوضين مرّة إِلَى هُنَا وَمرَّة إِلَى هُنَا فَأَنا أرى نَاسا يستأذنون على ابْن عَبَّاس رَأَيْتهمْ الْعَام يستأذنون على مُعَاوِيَة فَذكرت قَول النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم

وَأخرج أَحْمد عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (يكون قوم آخر الزَّمَان

يخضبون بِهَذَا السوَاد كحواصل الطُّيُور لَا يريحون رَائِحَة الْجنَّة)

وَأخرج ابْن سعد وَابْن ماجة عَن سَلامَة بنت الْحر سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول (يَأْتِي على النَّاس زمَان يقومُونَ سَاعَة لَا يَجدونَ إِمَامًا يُصَلِّي بهم)

وَأخرج أَحْمد وَأَبُو يعلى وَالْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ عَن جَابر بن سَمُرَة سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول (ثَلَاثًا أخوف على أمتِي الإستسقاء بالأنواء وحيف السُّلْطَان وَتَكْذيب بِالْقدرِ)

وَأخرج أَبُو يعلى عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (أَخَاف على أمتِي تَكْذِيبًا بِالْقدرِ وَتَصْدِيقًا بالنجوم)

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن أبي أُمَامَة قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (إِن أَخَاف مَا أَخَاف على أمتِي فِي آخر زمانها النُّجُوم وَتَكْذيب بِالْقدرِ وحيف السُّلْطَان)

وَأخرج البُخَارِيّ فِي تَارِيخه وَابْن سعد وَابْن السكن وَالطَّبَرَانِيّ عَن جناده الْأَزْدِيّ عَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (ثَلَاث من فعل الْجَاهِلِيَّة لَا يدعهن أهل الْإِسْلَام إستسقاء بالكواكب وَطعن فِي النّسَب والنياحة على الْمَيِّت)

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (هَلَاك أمتِي فِي ثَلَاث فِي العصبية والقدرية وَالرِّوَايَة من غير تثبت)

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن أبي الدَّرْدَاء قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (أَخَاف على أمتِي ثَلَاثًا زلَّة عَالم وجدال مُنَافِق بِالْقُرْآنِ والتكذيب بِالْقدرِ)

وَأخرج أَبُو يعلى وَالطَّبَرَانِيّ عَن الْمُسْتَوْرد بن شَدَّاد سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول (لكل أمة أجل وَأَن اجل أمتِي مائَة سنة فَإِذا مر على أمتِي مائَة سنة أَتَاهَا مَا وعدها اللّه عز وَجل) قَالَ ابْن لَهِيعَة يَعْنِي كَثْرَة الْفِتَن

وَأخرج الْبَزَّار بِسَنَد حسن عَن ثَوْبَان قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (وكل مَا توعدون فِي مائَة سنة)

وَأخرج أَبُو يعلى وَالْبَزَّار عَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (ترفع زِينَة الدُّنْيَا سنة خمس وَعشْرين وَمِائَة)

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن أبي أُمَامَة قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (إِن لهَذَا الدّين إقبالا وإدبارا أَلا وَأَن من إقبال هَذَا الدّين أَن تفقه الْقَبِيلَة بأسرها فَلَا حَتَّى لَا يبْقى فِيهَا إِلَّا الْفَاسِق أَو الفاسقان ذليلان فِيهَا إِن تكلما قهرا واضطهدا وَإِن من إدبار هَذَا الدّين أَن تجفو الْقَبِيلَة بأسرها فَلَا يبْقى فِيهَا إِلَّا الْفَقِيه أَو الفقيهان فهما ذليلان إِن تكلما قهرا واضطهدا ويلعن آخر هَذِه الْأمة أَولهَا أَلا وَعَلَيْهِم حلت اللَّعْنَة حَتَّى يشْربُوا الْخمر عَلَانيَة حَتَّى تمر الْمَرْأَة بالقوم فَيقوم إِلَيْهَا بَعضهم فيرفع بذيلها كَمَا يرفع بذنب النعجة فَقَائِل يَقُول يَوْمئِذٍ أَلا واريتها وَرَاء الْحَائِط فَهُوَ يَوْمئِذٍ فيهم مثل أبي بكر وَعمر فِيكُم فَمن أَمر يَوْمئِذٍ بِالْمَعْرُوفِ وَنهي عَن الْمُنكر فَلهُ أجر خمسين مِمَّن رَآنِي وآمن بِي وأطاعني وبايعني)

وَأخرج أَحْمد وَالْبَزَّار وَالْحَاكِم وَصَححهُ عَن ابْن عَمْرو سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول (إِذا رَأَيْت أمتِي تهاب الظَّالِم أَن تَقول لَهُ أَنْت ظَالِم فقد تودع مِنْهُم)

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط عَن أبي بكرَة سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول (يَأْتِي على النَّاس زمَان لَا يأمرون فِيهِ بِمَعْرُوف وَلَا ينهون عَن مُنكر)

وَأخرج أَبُو يعلى وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (كَيفَ بكم أَيهَا النَّاس إِذا طَغى نسؤكم وَفسق شبابكم قَالُوا يَا رَسُول اللّه إِن هَذَا لكائن قَالَ نعم وَأَشد مِنْهُ كَيفَ بكم إِذا تركْتُم الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر قالو يَا رَسُول اللّه إِن هَذَا الْكَائِن قَالَ نعم وَأَشد مِنْهُ كَيفَ بكم إِذا رَأَيْتُمْ الْمُنكر مَعْرُوفا ورأيتم الْمَعْرُوف مُنْكرا)

وَأخرج الْحَاكِم وَصَححهُ عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (يَأْتِي على النَّاس زمَان يَتَحَلَّقُونَ فِي مَسَاجِدهمْ وَلَيْسَ هَمهمْ إِلَّا الدُّنْيَا لَيْسَ للّه فيهم حَاجَة فَلَا تُجَالِسُوهُمْ)

وَأخرج الْحَاكِم عَن عَليّ قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (إِذا أبْغض الْمُسلمُونَ عُلَمَائهمْ وأظهروا عمَارَة أسواقهم وتناكحوا على جمع الدَّرَاهِم رماهم اللّه بِأَرْبَع خِصَال بِالْقَحْطِ من الزَّمَان وجور السُّلْطَان والخيانة من وُلَاة الْأَحْكَام والصولة من الْعَدو)

وَأخرج الْحَاكِم وَصَححهُ عَن ابْن عَمْرو قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (يكون فِي آخر هَذِه الْأمة رجال يركبون على المياثر حَتَّى يأتو أَبْوَاب الْمَسَاجِد نِسَاؤُهُم كاسيات عاريات على رُؤْسهنَّ كأسمنة البخت الْعِجَاف) قَالَ الْقِتْبَانِي المياثر سروج عِظَام

وَأخرج الْحَاكِم عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (لَا تَنْقَضِي الدُّنْيَا حَتَّى يَقع بهم الْخَسْف وَالْمَسْخ وَالْقَذْف قَالُوا وَمَتى ذَلِك يَا نَبِي اللّه قَالَ إِذا رَأَيْت النِّسَاء ركبن السُّرُوج وَكَثُرت الْقَيْنَات وَشهد شَهَادَات الزُّور وَشرب المصلون فِي آنِية أهل الشّرك الذَّهَب وَالْفِضَّة وَاسْتغْنى الرِّجَال بِالرِّجَالِ وَالنِّسَاء بِالنسَاء)

وَأخرج الْحَاكِم عَن معَاذ بن أنس أَن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (لَا تزَال الْأمة على شَرِيعَة مَا لم تظهر فيهم ثَلَاث مَا لم يقبض مِنْهُم الْعلم وَيكثر فيهم ولد الْخبث وَيظْهر فيهم السقارون قَالُوا يَا رَسُول اللّه وَمَا السقارون قَالَ بشر يكونُونَ فِي آخر الزَّمَان يكون تحيتهم بَينهم إِذا تلاقوا التلاعن)

وَأخرج الْحَاكِم عَن حُذَيْفَة عَن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (لن تفنى أمتِي حَتَّى يظْهر فيهم التمايز والتمايل والمعامع قلت مَا التمايز قَالَ عصبية يحدثها النَّاس بعدِي فِي الْإِسْلَام قلت فَمَا التمايل قَالَ تميل الْقَبِيلَة على الْقَبِيلَة فتستحل حرمتهَا قلت فَمَا المعامع قَالَ تسير الْأَمْصَار بَعْضهَا إِلَى بعض تخْتَلف أعناقها فِي الْحَرْب)

وَأخرج أَحْمد وَالطَّبَرَانِيّ وَالْحَاكِم وَصَححهُ عَن أبي أُمَامَة الْبَاهِلِيّ عَن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (لتنقضن عرى الْإِسْلَام عُرْوَة عُرْوَة فَكلما انتقضت عُرْوَة تشبث النَّاس بِالَّتِي تَلِيهَا أَو لَهُنَّ نقضا الحكم وآخرهن الصَّلَاة)

وَأخرج الْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ عَن ابْن مَسْعُود قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (إِن من وَرَائِكُمْ أَيَّام الصَّبْر الصَّبْر فِيهِنَّ كقبض على الْجَمْر لِلْعَامِلِ فِيهَا أجر خمسين قَالَ عمر منا أَو مِنْهُم قَالَ مِنْكُم وَأخرج الْحَاكِم من حَدِيث أبي ثَعْلَبَة مثله

وَأخرج الْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ وَالْحَاكِم وَصَححهُ عَن ابْن مَسْعُود سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول (ليَأْتِيَن عليكمزمان تغبطون فِيهِ الرجل بخفة الحاذ كَمَا تغبطونه الْيَوْم بِكَثْرَة المَال وَالْولد حَتَّى يمر أحدكُم بِقَبْر أَخِيه فيتمعك كَمَا تتمعك الدَّابَّة وَيَقُول يَا لَيْتَني مَكَانك مَا بِهِ شوق إِلَى اللّه وَلَا عمل صَالح قدمه إِلَّا لما نزل بِهِ من الْبلَاء)

واخرج الطَّبَرَانِيّ عَن أم سَلمَة سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول (ليَأْتِيَن على النَّاس زمَان يكذب فِيهَا الصَّادِق وَيصدق فِيهَا الْكَاذِب ويخون فِيهَا الْأمين ويؤتمن فِيهَا الخائن وَيشْهد الْمَرْء وَإِن لم يستشهد وَيحلف الْمَرْء وَإِن لم يسْتَحْلف وَيكون أسعد النَّاس بالدنيا لكع بن لكع)

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن أبي أُمَامَة الْبَاهِلِيّ عَن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (إِن النَّاس شَجَرَة ذَات جنى ويوشك أَن يعودوا شَجَرَة ذَات شوك إِن ناقرتهم ناقروك وَإِن تَركتهم لم يتركوك وَإِن هربت مِنْهُم طلبوك قَالَ فَكيف الْمخْرج من ذَلِك يَا رَسُول اللّه قَالَ تقرضهم من عرضك ليَوْم فاقتك)

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن أبي أُمَامَة سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول (لَا يزْدَاد الْأَمر إِلَّا شدَّة وَلَا يزْدَاد المَال إِلَّا إفَاضَة وَلَا يزْدَاد النَّاس إِلَّا شحا وَلَا تقوم السَّاعَة إِلَّا على شرار النَّاس)

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط عَن حُذَيْفَة قَالَ قلت للنَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم مَتى يتْرك الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر قَالَ (إِذا أَصَابَكُم مَا أصَاب بني إِسْرَائِيل إِذا داهن خياركم فجاركم وَصَارَ الْفِقْه فِي شِرَاركُمْ وَالْملك فِي صغاركم)

وَأخرج ابْن ماجة عَن جَابر قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (إِذا الْعَن آخر هَذِه الْأمة أَولهَا فَمن كتم حَدِيثا فقد كتم مَا أنزل اللّه)

وَأخرج الْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط عَن معَاذ بن جبل قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (يكون فِي آخر الزَّمَان أَقوام أَخَوان الْعَلَانِيَة أَعدَاء السريرة قَالُوا كَيفَ يكون ذَلِك يَا رَسُول اللّه قَالَ برغبة بَعضهم إِلَى بعض وبرهبة بَعضهم من بعض)

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (سَيَجِيءُ أَقوام فِي آخر الزَّمَان وُجُوههم الْآدَمِيّين وَقُلُوبهمْ قُلُوب الشَّيَاطِين لَا يزعون عَن قَبِيح إِن تابعتهم داروك وَإِن تواريت عَنْهُم اغتابوك وَإِن حدثوك كَذبُوك وَإِن ائتمنتهم خانوك صبيهم عَارِم وشبابهم شاطر وشيخهم لَا يَأْمر بِالْمَعْرُوفِ وَلَا يُنْهِي عَن الْمُنكر الإعتزاز بهم ذل وَطلب مَا فِي أَيْديهم فقر الْحَلِيم فيهم غاو والآمر فيهم بِالْمَعْرُوفِ مُتَّهم وَالْمُؤمن فيهم مستضعف وَالْفَاسِق فيهم مشرف السّنة فيهم بِدعَة والبدعة فيهم سنة فَعِنْدَ ذَلِك يُسَلط عَلَيْهِم شرارهم وَيَدْعُو خيارهم فَلَا يُسْتَجَاب لَهُم)

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (يَأْتِي على النَّاس زمَان هم ذئاب فَمن لم يكن ذئبا أَكلته الذئاب)

وَأخرج احْمَد وَأَبُو يعلى وَالْبَيْهَقِيّ عَن أبي هُرَيْرَة سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول (يَأْتِي على النَّاس زمَان يُخَيّر فِيهِ الرجل بَين الْعَجز والفجور فَمن أدْرك الزَّمَان فليختر الْعَجز على الْفُجُور)

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط عَن أبي هُرَيْرَة سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول (سيصيب أمتِي دَاء الْأُمَم قَالُوا يَا رَسُول اللّه وَمَا دَاء الْأُمَم قَالَ الإشر والبطر والتدابر والتنافس والتباغض وَالْبخل حَتَّى يكون الْبَغي ثمَّ يكون الْهَرج)

وَأخرج أَحْمد وَالطَّبَرَانِيّ عَن بعض الصَّحَابَة سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول (لن تذْهب الدُّنْيَا حَتَّى تكون للكع ابْن لكع)

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط عَن الْمُسْتَوْرد بن شَدَّاد قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (يذهب الصالحون الأول فَالْأول وَتبقى حثالة كحثالة التَّمْر لَا يُبَالِي اللّه بهم)

وَأخرج أَبُو يعلى عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (أول مَا يرفع من هَذِه الْأمة الْحيَاء وَالْأَمَانَة وَآخر مَا يبْقى فِيهِ الصَّلَاة)

وَأخرج أَحْمد عَن سعد قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى يخرج قوم يَأْكُلُون بألسنتهم كَمَا تَأْكُل الْبَقر بألسنتها)

وَأخرج الْحَاكِم عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (يكون فِي آخر الزَّمَان عباد جهال وقراء فسقة)

وَأخرج الْحَاكِم وَصَححهُ عَن جَابر قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (إِن أخوف مَا أَخَاف على امتي عمل قوم لوط)

وَأخرج أَبُو نعيم فِي الْمعرفَة عَن عبيد الْجُهَنِيّ وَكَانَت لَهُ صُحْبَة قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (أَتَانِي جِبْرِيل فَقَالَ إِن فِي أمتك ثَلَاثَة أَعمال لم تعْمل بهَا الْأُمَم قبلهَا النباشون والمتسمنون وَالنِّسَاء بِالنسَاء)

وَأخرج ابْن عَسَاكِر عَن ابْن عَمْرو سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول (أول مَا يكفىء أمتِي عَن الْإِسْلَام كَمَا يكفأ الْإِنَاء فِي الْخمر)

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب عَن الْحسن قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (يَأْتِي على النَّاس زمَان يكون حَدِيثهمْ فِي مَسَاجِدهمْ فِي أَمر دنياهم فَلَا تُجَالِسُوهُمْ فَلَيْسَ للّه فيهم حَاجَة) مُرْسل

وَأخرج الزبير بن بكار فِي الموفقيات عَن عمر بن حَفْص قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (يَأْتِي على النَّاس زمَان تتَّخذ الْمُلُوك الْحَج نزهة والأغنياء تِجَارَة والفقراء مَسْأَلَة)

وَأخرج أَحْمد فِي الزّهْد عَن بكر بن سوَادَة قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (سَيكون نشوء من امتي يولدون فِي النَّعيم ويغذون بِهِ همتهم ألوان الطَّعَام وألوان الثِّيَاب يتشدقون بالْقَوْل أُولَئِكَ شرار أمتِي)

وَأخرج أَبُو الْقَاسِم الْبَغَوِيّ وَابْن عَسَاكِر عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (سَيكون قوم بعدِي من أمتِي يقرأون الْقُرْآن ويتفقهون فِي الدّين يَأْتِيهم

الشَّيْطَان فَيَقُول لَو أتيتم السُّلْطَان فَأصْلح من دنياكم واعتزلتموهم بدينكم وَلَا يكون ذَلِك كَمَا لَا يجتني من القتاد إِلَّا الشوك كَذَلِك لَا يجتنى من قربهم إِلَّا الْخَطَايَا)

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ فِي الزّهْد عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (قَالَ يَأْتِي على النسان زمَان لَا يسلم لذِي دين دينه إِلَّا من هرب بِدِينِهِ من شَاهِق إِلَى شَاهِق وَمن حجر إِلَى حجر فَإِذا كَانَ ذَلِك الزَّمَان لم تنَلْ الْمَعيشَة إِلَّا بسخط اللّه فأذا كَانَ ذَلِك كَانَ هَلَاك الرجل على يَدي زَوجته وَولده فَإِن لم تكن لَهُ زَوْجَة وَلَا ولد كَانَ هَلَاكه على يَدي أَبَوَيْهِ فَإِن لم يكن لَهُ أَبْوَاب كَانَ هَلَاكه على يَدي قرَابَته وَالْجِيرَان قَالُوا كَيفَ ذَلِك يارسول اللّه قَالَ يُعَيِّرُونَهُ بِضيق الْمَعيشَة فَعِنْدَ ذَلِك يُورد نَفسه الْمَوَارِد الَّتِي يهْلك فِيهَا نَفسه)

 

  ٢٤-١۰بَاب مَا أخبر بِهِ من اشراط السَّاعَة فَوَقع كَمَا أخبر بِهِ

أخرج الشَّيْخَانِ عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (إِن من أَشْرَاط السَّاعَة أَن يرفع الْعلم وَيثبت الْجَهْل وَيشْرب الْخمر وَيظْهر الزِّنَا)

وَأخرج الشَّيْخَانِ عَن أبي هُرَيْرَة أَن أَعْرَابِيًا قَالَ يَا رَسُول اللّه مَتى السَّاعَة قَالَ إِذا ضيعت الْأَمَانَة فانتظر السَّاعَة قَالَ كَيفَ إضاعتها قَالَ إِذا وسد الْأَمر إِلَى غير أَهله فانتظر السَّاعَة

وَأخرج الشَّيْخَانِ عَن ابي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم سُئِلَ مَتى السَّاعَة قَالَ مَا المسؤول عَنْهَا بِأَعْلَم من السَّائِل وسأخبرك عَن اشراطها إِذا رَأَيْت الْأمة تَلد ربتها فَذَاك من أشراطها وَإِذا رَأَيْت الحفاة العراة الصم الْبكم مُلُوك الأَرْض فَذَاك من أشراطها وأذا رَأَيْت رعاء البهم يتطاولون فِي الْبُنيان فَذَاك من أشراطها

وَأخرج الْبَزَّار عَن عَمْرو بن عَوْف قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (أَن بَين يَدي السَّاعَة سِنِين خداعة يصدق فِيهَا الْكَاذِب ويكذب فِيهَا الصَّادِق ويؤتمن فِيهَا الخائن ويخون فِيهَا الْأمين وينطق فِيهَا الرويبضة قيل وَمَا الروينضة يَا رَسُول اللّه قَالَ الْمَرْء

التافه فِي أَمر الْعَامَّة وَأخرج الْحَاكِم من حَدِيث أبي هُرَيْرَة مثله

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (من أَشْرَاط السَّاعَة الْفُحْش والتفحش وَقَطِيعَة الْأَرْحَام وتخوين الْأمين وائتمان الخائن)

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن ابْن مَسْعُود سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (يَقُول من أَعْلَام السَّاعَة أَن يكون الْوَلَد غيظا والمطر قيظا أَن تفيض الأشرار فيضا وَمن أَعْلَام السَّاعَة أَن تواصل الأطباق وَأَن تقطع الارحام وَأَن يسود كل قَبيلَة منافقوها وَمن أَعْلَام السَّاعَة أَن تزخرف المحاريب وَأَن تخرب الْقُلُوب وَأَن يكون الْمُؤمن فِي الْقَبِيلَة اذل من العَبْد وَأَن يَكْتَفِي الرِّجَال بِالرِّجَالِ وَالنِّسَاء بِالنسَاء وَمن أَعْلَام السَّاعَة ملك الصّبيان ومؤامرة النِّسَاء وَأَن يعمر خراب الدُّنْيَا وَيخرب عمرانها وَأَن تظهر المعازف وَالْكبر وَشرب الْخُمُور وَأَن يكثر أَوْلَاد الزِّنَا قيل لِابْنِ مَسْعُود وهم مُسلمُونَ قَالَ نعم يَأْتِي على النَّاس زمَان يُطلق الرجل الْمَرْأَة طَلاقهَا فيقيم على فرشها فهما زانيان مَا أَقَامَا)

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن أبي مُوسَى قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى يَجْعَل كتاب اللّه عارا ويتقارب الزَّمَان وتنقص السنون والثمرات ويؤتمن التهماء ويتهم الْأُمَنَاء وَيصدق الْكَاذِب ويكذب الصَّادِق وَيكثر الْهَرج وَيظْهر الْبَغي والحسد وَالشح وتختلف الْأُمُور بَين النَّاس وينبع الْهوى وَيَقْضِي بِالظَّنِّ وَيقبض الْعلم وَيظْهر الْجَهْل وَيكون الْوَلَد غيظا والشتاء قيظا ويجهر بالفحشاء وتروى الأَرْض دَمًا)

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (قَالَ لاتقوم السَّاعَة حَتَّى يظْهر الْفُحْش وَالْبخل ويخون الْأمين ويؤتمن الخائن وَيهْلك الوعول وَيظْهر التحوت قَالُوا يَا رَسُول اللّه وَمَا الوعول وَمَا التحوت قَالَ الوعول

وُجُوه النَّاس وأشرافهم والتحوت الَّذين كَانُوا تَحت أَقْدَام النَّاس لايعلم بهم)

وَأخرج أَيْضا عَن عَائِشَة قَالَت قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى يكون الْوَلَد غيظا والمطر قيضا وَتفِيض اللئام فيضا وتغيض الْكِرَام غيضا ويجتريء الصَّغِير على الْكَبِير واللئيم على الْكَرِيم)

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَالْحَاكِم عَن أبي ذَر عَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (قَالَ إِذا اقْترب الزَّمَان كثر لبس الطيالسة وَكَثُرت التِّجَارَة وَكثر المَال وَعظم رب المَال لمَاله وَكَثُرت الْفَاحِشَة وَكَانَت أمْرَأَة الصّبيان كثر النِّسَاء وجار السُّلْطَان وطفف فِي الْمِكْيَال وَالْمِيزَان ويربي الرجل جرو كلب خير لَهُ من أَن يُربي ولدا أَو لَا يوقر كَبِير وَلَا يرحم صَغِيرا وَيكثر أَوْلَاد الزِّنَا)

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن ابْن عَمْرو عَن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (قَالَ من اقتراب السَّاعَة أَن ترفع الأشرار وتوضع الأخيار وَيفتح القَوْل وَيحبس الْعَمَل

وَأخرج فِي الْأَوْسَط عَن أنس أَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (قَالَ من اقتراب السَّاعَة أَن يرى الْهلَال قبلا فَيُقَال لليلتين وَأَن تتَّخذ الْمَسَاجِد طرقا وَأَن يظْهر موت الْفُجَاءَة

وَأخرج البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ عَن طَلْحَة بن أبي حدد قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (من أَشْرَاط السَّاعَة أَن يرَوا الْهلَال فيقولوا ابْن لَيْلَتَيْنِ وَهُوَ ابْن لَيْلَة

وَأخرج الْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ عَن ابْن عَمْرو قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى يتسافد وافي الطَّرِيق تسافد الْحمير)

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط عَن أبي بكرَة قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (لاتقوم السَّاعَة حَتَّى يسود كل قَبيلَة منافقوها)

وَأخرج أَحْمد وَالْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ وَالْحَاكِم وَصَححهُ عَن ابْن مَسْعُود قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (إِن من أَشْرَاط السَّاعَة أَن يسلم الرجل لَا يسلم إِلَّا للمعرفة وَأَن تَفْشُو التِّجَارَة حَتَّى تعين الْمَرْأَة زَوجهَا وَقطع الْأَرْحَام وَشَهَادَة الزُّور وكتمان شَهَادَة الْحق وَأَن يجتاز الرجل بِالْمَسْجِدِ لَا يُصَلِّي فِيهِ)

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن العداء بن خَالِد سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول (لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى لَا يسلم الرجل إِلَّا على من يعرف وَحَتَّى تتَّخذ الْمَسَاجِد طرقا)

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن عبد الرَّحْمَن الْأنْصَارِيّ قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (من إقتراب السَّاعَة كَثْرَة الْمَطَر وَقلة النَّبَات وَكَثْرَة الْقُرَّاء وَقلة الْفُقَهَاء وَكَثْرَة الْأُمَرَاء وَقلة الْأُمَنَاء)

وَأخرج أَحْمد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى تعود أَرض الْعَرَب مروجا وأنهارا وَحَتَّى يسير الرَّاكِب بَين الْعرَاق وَمَكَّة لَا يخَاف إِلَّا ضلال الطَّرِيق)

وَأخرج أَبُو يعلى عَن ابي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى يقترب الزَّمَان وَتَكون السّنة كالشهر والشهر كَالْجُمُعَةِ وَالْجُمُعَة كَالْيَوْمِ وَالْيَوْم كأحتراق الحزمة)

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (إِن استحلت أمتِي سِتا فَعَلَيْهِم الدمار إِذا ظهر فيهم التلاعن وَشَرِبُوا الْخمر ولبسوا الْحَرِير وَاتَّخذُوا القيان وَاكْتفى الرِّجَال بِالرِّجَالِ وَالنِّسَاء بِالنسَاء)

وَأخرج ابْن ماجة وَالْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى يتباهى النَّاس فِي الْمَسَاجِد)

وَأخرج ابْن ماجة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (أَرَاكُم تشرفون مَسَاجِدكُمْ بعدِي كَمَا شرفت الْيَهُود كنائسها وكما شرفت النَّصَارَى بيعهَا)

وَأخرج ابْن ماجة عَن عمر بن الْخطاب قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (مَا سَاءَ عمل قوم قطّ إِلَّا زخرفوا مَسَاجِدهمْ)

وَأخرج الْحَاكِم عَن ابْن مَسْعُود قَالَ إِن السَّاعَة لَا تقوم حَتَّى لَا يقسم مِيرَاث وَلَا يفرح بغنيمة عَدو)

وَقلت وجد الثَّانِي وَظَهَرت مبادىء الأول فَإِن وزراء هَذَا الْقرن حرمُوا كثيرا

من الْوَرَثَة مواريثهم

وَأخرج الْحَاكِم عَن أبي هُرَيْرَة رَفعه لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى تعود أَرض الْعَرَب مروجا وأنهارا

وَأخرج الْحَاكِم وَصَححهُ وَالْبَيْهَقِيّ فِي سنته عَن ابْن مَسْعُود مَرْفُوعا لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى تتَّخذ الْمَسَاجِد طرقا وَحَتَّى يسلم الرجل على الرِّجَال بالمعرفة وَحَتَّى تتجر الْمَرْأَة وَزوجهَا وَحَتَّى تغلو الْخَيل وَالنِّسَاء ثمَّ ترخص فَلَا تغلو إِلَى يَوْم الْقِيَامَة

بَاب قَوْله صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لرجل الْغَزْو خير لوديك

أخرج الديلمي عَن أبي الدَّرْدَاء قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لرجل من بني حَارِثَة (أَلا تغزو يَا فلَان قَالَ يَا رَسُول اللّه غرست وديا لي وَإِنِّي أَخَاف إِن غزوت أَن تضيع فَقَالَ الْغَزْو خير لوديك قَالَ فغزا فَوجدَ وديه كأحسن الودي وأجوده)

بَاب أَخذ القرامطة للحجر الْأسود

أخرج ابْن عَسَاكِر عَن الْحسن بن مُحَمَّد الْعلوِي قَالَ كنت بِالْكُوفَةِ وَأَنا صبي فِي الْمَسْجِد الْجَامِع وَقد جَاءَ القرامطة بِالْحجرِ الْأسود وَكَانَ أهل الْكُوفَة قد رووا عَن أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام أَنه قَالَ كَأَنِّي يالأسود دنداني من أَوْلَاد حام قد دلى الْحجر الْأسود من القنطرة السَّابِعَة فِي مَسْجِدي هَذَا يُقَال لَهُ رخمة وَذكروا إسمه بِالْحَاء رَحْمَة قَالَ فَلَمَّا دخلُوا الْمَسْجِد قَالَ السَّيِّد القرمطي يَا رخمة بِالْخَاءِ قُم فَقَامَ أسود الدنداني من أَوْلَاد حام كَمَا ذكر امير الْمُؤمنِينَ فَأعْطَاهُ الْحجر وَقَالَ اطلع إِلَى السَّطْح وَدلّ الْحجر فَأَخذه وطلع فجَاء يدليه من القنطرة

الأولى وَكَانَ إنْسَانا دَفعه إِلَى الثَّانِيَة وَكَانَ كلما أَرَادَ أَن يدليه من القنطرة مَشى إِلَى قنطرة أُخْرَى حَتَّى وصل إِلَى القنطرة السَّابِعَة وَدَلاهُ مِنْهَا فَكبر النَّاس لقَوْل أَمِير الْمُؤمنِينَ وَتَصْحِيح قَوْله

قلت مثل هَذَا لَا يُقَال من قبل الرَّأْي وَإِنَّمَا يُقَال عَن تَوْقِيف وَقد كَانَت فتْنَة القرامطة وَأَخذهم الْحجر الْأسود سنة سبع عشرَة وثلاثمائة