٢٣ذكر المعجزات فِي رُؤْيَة أَصْحَابه الْمَلَائِكَة وَسَمَاع كَلَامهم مِمَّا لم يتَقَدَّم ذكرهأخرج الشَّيْخَانِ من طَرِيق أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ قَالَ نبئت أَن جبرئيل أَتَى النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم وَعِنْده أم سَلمَة فَجعل يتحدث ثمَّ قَامَ فَقَالَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم من هَذَا قَالَت هَذَا دحْيَة الْكَلْبِيّ قَالَت مَا حسبته إِلَّا إِيَّاه حَتَّى سَمِعت خطْبَة النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يخبر جِبْرِيل قلت لأبي عُثْمَان مِمَّن سَمِعت هَذَا قَالَ من أُسَامَة وَأخرج الشَّيْخَانِ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ كَانَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَوْمًا بارزا للنَّاس فَأَتَاهُ رجل فَقَالَ مَا الْأَيْمَان قَالَ (أَن تؤمن بِاللّه وَمَلَائِكَته وبكتابه وَرُسُله وتؤمن بِالْبَعْثِ) قَالَ مَا الْإِسْلَام قَالَ أَن تعبد اللّه وَلَا تشرك بِهِ شَيْئا وتقيم الصَّلَاة وَتُؤَدِّي الزَّكَاة وتصوم رَمَضَان قَالَ مَا الْإِحْسَان قَالَ أَن تعبد اللّه كَأَنَّك تره فَإِن لم تكن ترااه فَأَنَّهُ يراك قَالَ مَتى السَّاعَة قَالَ مَا المسؤول عَنْهَا بِأَعْلَم من السَّائِل وسأخبرك عَن إشراطها إِذا ولدت الْأمة ربتها وَإِذ تطاول رعاء الْإِبِل البهم فِي لبنان فِي خمس لَا يعلمهُنَّ إِلَّا اللّه ثمَّ أدبر فَقَالَ ردُّوهُ فَلم يرَوا شَيْئا فَقَالَ هَذَا جِبْرِيل جَاءَ يعلم النَّاس دينهم وَأخرج أَبُو مُوسَى الْمَدِينِيّ فِي الْمعرفَة عَن تَمِيم بن سَلمَة قَالَ بَيْنَمَا أَنا عِنْد النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِذْ انْصَرف من عِنْده رجل فَنَظَرت إِلَيْهِ موليا معتما بعمامة قد أرسلها من وَرَائه قلت يَا رَسُول اللّه من هَذَا قَالَ هَذَا جِبْرِيل وَأخرج أَحْمد وَالطَّبَرَانِيّ وَالْبَيْهَقِيّ بِسَنَد صَحِيح عَن حَارِثَة بن النُّعْمَان قَالَ مَرَرْت على رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم وَمَعَهُ جِبْرِيل فَسلمت عَلَيْهِ ومررت فَلَمَّا رَجعْنَا وَانْصَرف النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ هَل رَأَيْت الَّذِي كَانَ معي قلت نعم قَالَ فَإِنَّهُ جِبْرِيل وَقد رد عَلَيْك السَّلَام وَأخرج ابْن شاهين عَن الْقَاسِم أَن حَارِثَة أَتَى النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يُنَاجِي رجلا فَجَلَسَ وَلم يسلم فَقَالَ جِبْرِيل أما أَنه لَو سلم لرددنا عَلَيْهِ وَأخرج ابْن سعد عَن حَارِثَة قَالَ رَأَيْت جِبْرِيل من الدَّهْر مرَّتَيْنِ وَأخرج ابْن سعد وَالطَّبَرَانِيّ عَن مُحَمَّد بن عُثْمَان عَن أَبِيه أَن حَارِثَة بن النُّعْمَان كف بَصَره وَأخرج أَحْمد وَالْبَيْهَقِيّ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ كنت مَعَ أبي عِنْد رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم وَعِنْده رجل يناجيه فَكَانَ كالمعرض عَن أبي فخرجنا فَقَالَ لي أبي يَا بني ألم تَرَ إِلَى إِبْنِ عمك كالمعرض عني قلت يَا أَبَت أَنه كَانَ عِنْده رجل يناجيه فَرجع فَقَالَ يَا رَسُول اللّه قلت لعبد اللّه كَذَا وَكَذَا فَقَالَ إِنَّه كَانَ عنْدك رجل يناجيك فَهَل كَانَ عنْدك أحد قَالَ وَهل رَأَيْته يَا عبد اللّه قلت نعم قَالَ ذَاك جِبْرِيل هُوَ الَّذِي كَانَ يشغلني عَنْك وَأخرج ابْن سعد عَن ابْن عَبَّاس قَالَ رَأَيْت جِبْرِيل مرَّتَيْنِ ودعا لي رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم مرَّتَيْنِ وَأخرج الْحَاكِم عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ لي رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لما رَأَيْت جِبْرِيل لم يره خلق إِلَّا عمى إِلَّا أَن يكون نَبيا وَلَكِن أَن يَجْعَل ذَلِك فِي آخر عمرك وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ عَاد رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم رجلا من الْأَنْصَار فَلَمَّا دنا من منزله سمعته يتَكَلَّم فِي الدَّاخِل فَلَمَّا دخل لم ير أحدا فَقَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم من كنت تكلم قَالَ يَا رَسُول اللّه دخل عَليّ دَاخل مَا رَأَيْت رجلا قطّ بعْدك أكْرم مَجْلِسا وَلَا أحسن حَدِيثا مِنْهُ قَالَ ذَاك جِبْرِيل وَأَن مِنْكُم لَرِجَالًا لَو أَن أحدهم يقسم عَليّ اللّه لَأَبَره وَأخرج الطَّبَرَانِيّ وَالْبَيْهَقِيّ عَن مُحَمَّد بن مسلمة قَالَ مَرَرْت على رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم وَاضِعا خَدّه على خد رجل فَلم أسلم ثمَّ رجعت فَقَالَ لي مَا مَنعك أَن تسلم قلت يَا رَسُول اللّه رَأَيْتُك فعلت بِهَذَا الرجل شَيْئا مَا فعلته بِأحد من النَّاس فَكرِهت أَن أقطع عَلَيْك حَدِيثك فَمن كَانَ يَا رَسُول اللّه قَالَ جِبْرِيل وَأخرج الْحَاكِم عَن عَائِشَة قَالَت رَأَيْت جِبْرِيل وَاقِفًا فِي حُجْرَتي هَذِه وَرَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يناجيه فَقلت يَا رَسُول اللّه من هَذَا قَالَ بِمن شبهته فَقلت بِدِحْيَةَ قَالَ لقد رَأَيْت جِبْرِيل قَالَت فَمَا لَبِثت إِلَّا يَسِيرا حَتَّى قَالَ يَا عَائِشَة هَذَا جِبْرِيل يُقْرِئك السَّلَام قلت وَعَلِيهِ السَّلَام جزاه اللّه من دخيل خيرا وَأخرج ابْن أبي الدُّنْيَا ابْن عَسَاكِر عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر قَالَ دخل رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم على أبي بكر فَرَآهُ ثقيلا فَخرج من عِنْده فَدخل على عَائِشَة فَإِنَّهُ ليخبرها بوجع أبي بكر إِذْ دخل أَبُو بكر يسْتَأْذن فَقَالَت عَائِشَة أبي فَدخل فَجعل النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يتعجب لما عجل اللّه تَعَالَى لَهُ من الْعَافِيَة فَقَالَ مَا هُوَ إِلَّا أَن خرجت من عِنْدِي فغفوت فَأَتَانِي جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام فسعطني سعطة فَقُمْت وَقد برأت وَأخرج الْبَيْهَقِيّ وَابْن عَسَاكِر عَن حُذَيْفَة بن الْيَمَان قَالَ صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ خرج فتبعته فَإِذا عَارض قد عرض لَهُ فَقَالَ لي يَا حُذَيْفَة هَل رَأَيْت الْعَارِض الَّذِي عرض لي قلت نعم قَالَ (ذَاك ملك من الْمَلَائِكَة لم يهْبط إِلَى الأَرْض قبلهَا اسْتَأْذن ربه فَسلم عَليّ ويبشرني بالْحسنِ وَالْحُسَيْن إنَّهُمَا سيدا شباب أهل الْجنَّة وَأَن فَاطِمَة سيدة نسَاء أهل الْجنَّة) وَأخرج مُسلم عَن عمرَان بن حُصَيْن قَالَ إِن الْمَلَائِكَة كَانَت تسلم عَليّ فَلَمَّا اكتويت انْقَطع عني فَلَمَّا تركت عَاد إِلَيّ وَأخرج التِّرْمِذِيّ فِي التَّارِيخ وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن غزالة قَالَت كَانَ عمرَان ابْن حُصَيْن يَأْمُرنَا أَن نكنس الدَّار ونسمع السَّلَام عَلَيْكُم السَّلَام عَلَيْكُم وَلَا نرى أحدا قَالَ التِّرْمِذِيّ هَذَا تَسْلِيم الْمَلَائِكَة وَأخرج أَبُو نعيم عَن يحيى بن سعيد الْقطَّان قَالَ مَا قدم علينا الْبَصْرَة من الصَّحَابَة أفضل من عمرَان بن حُصَيْن أَتَت عَلَيْهِ ثَلَاثُونَ سنة تسلم عَلَيْهِ الْمَلَائِكَة من جَوَانِب بَيته وَأخرج ابْن سعد عَن قَتَادَة أَن الْمَلَائِكَة كَانَت تصافح عمرَان بن حُصَيْن حَتَّى اكتوى فتحت وَأخرج الشَّيْخَانِ عَن الْبَراء قَالَ كَانَ رجل يقْرَأ سُورَة الْكَهْف وَإِلَى جَانِبه حصان مربوط فتغشته سَحَابَة فَجعلت تَدْنُو وَجعل فرسه ينفر فَلَمَّا أصبح أَتَى النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَذكر لَهُ فَقَالَ (تِلْكَ السكينَة تنزلت لِلْقُرْآنِ) وَأخرج الشَّيْخَانِ عَن أسيد بن حضير قَالَ بَيْنَمَا هُوَ يقْرَأ من اللَّيْل سُورَة الْبَقَرَة وفرسه مربوط إِذْ جالت الْفرس فَسكت فسكنت لم قَرَأَ فجالت فَسكت فسكنت فَرفع رَأسه إِلَى السَّمَاء فَإِذا هُوَ بِمثل الظلة فِيهَا أَمْثَال المصابيح عرجت إِلَى السَّمَاء حَتَّى مَا يَرَاهَا فَلَمَّا أصبح حدث رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بذلك فَقَالَ (تِلْكَ الْمَلَائِكَة دنت لصوتك وَلَو قَرَأت لأصبح النَّاس ينظرُونَ إِلَيْهَا لَا تتوارى مِنْهُم) لَهُ طرق عَن أسيد وَفِي بَعْضهَا اقْرَأ أسيد فقد أُوتيت من مَزَامِير آل دَاوُد وَكَانَ حسن الصَّوْت وَفِي بَعْضهَا ذَاك ملك يسمع الْقُرْآن أخرج أَبُو نعيم وَأخرج أَبُو نعيم من طَرِيق عَاصِم عَن زر وَأبي وَائِل قَالَا قَالَ أسيد بن حضير كنت أُصَلِّي إِذْ جَاءَنِي شَيْء فأظلني ثمَّ ارْتَفع فَغَدَوْت على النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَأَخْبَرته فَقَالَ (تِلْكَ السكينَة نزلت تسمع الْقُرْآن) وَأخرج أَبُو عبيد فِي فَضَائِل الْقُرْآن عَن مُحَمَّد بن جرير بن يزِيد أَن أَشْيَاخ أهل الْمَدِينَة حدثوه أَن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قيل لَهُ ألم تَرَ ثَابت بن قيس بن شماس لم تزل دَاره البارحة تزهر مصابيح قَالَ فَلَعَلَّهُ قَرَأَ سُورَة فَسَأَلَ ثَابت فَقَالَ قَرَأت سُورَة الْبَقَرَة وَأخرج ابْن ابي شيبَة وَالْبَيْهَقِيّ عَن عَوْف بن مَالك الْأَشْجَعِيّ قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فِي سفر فَفَقَدته لَيْلَة فَانْطَلَقت أطلبه فَإِذا معَاذ بن جبل وَعبد اللّه بن قيس قائمان قلت أَيْن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَا لَا نَدْرِي غير أَنا سمعنَا صَوتا فِي أَعلَى الْوَادي فَإِذا مثل هزيز الرَّحَى وأتى رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ إِنَّه أَتَانِي آتٍ من رَبِّي فخيرني بَين أَن يدْخل نصف أمتِي الْجنَّة وَبَين الشَّفَاعَة فاخترت الشَّفَاعَة دَعَا جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام وَأخرج ابْن أبي الدُّنْيَا فِي كتاب الذّكر عَن أنس بن مَالك قَالَ قَالَ أبي بن كَعْب لأدخلن الْمَسْجِد فلأصلين ولأحمدن اللّه تَعَالَى بِمَحَامِد لم يحمده بهَا أحد فَلَمَّا صلى وَجلسَ ليحمد اللّه ويثني عَلَيْهِ إِذا هُوَ بِصَوْت عَال من خَلفه يَقُول اللّهمَّ لَك الْحَمد كُله وَلَك الْملك كُله وبيدك الْخَيْر كُله وَإِلَيْك يرجع الْأَمر كُله وَإِلَيْك يرجع الْأَمر كُله علاتية وسره لَك الْحَمد إِنَّك على كل شَيْء قدير اغْفِر لي مَا مضى من ذُنُوبِي واعصمني فِيمَا بَقِي من عمري وارزقني أعمالا زاكية ترْضى بهَا عني وَتب عَليّ فَأتى رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقص عَلَيْهِ فَقَالَ ذَاك جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام وَأخرج البُخَارِيّ وَالْبَيْهَقِيّ عَن النُّعْمَان بن بشير قَالَ أُغمي على عبد اللّه بن رَوَاحَة فَجعلت أُخْته تبْكي عَلَيْهِ وَتقول واجبلاه وَكَذَا وَكَذَا فَقَالَ ابْن رَوَاحَة حِين أَفَاق مَا قلت لي شَيْئا إِلَّا وَقد قيل لي أَنْت كَذَلِك وَأخرج ابْن سعد عَن أبي عمرَان الْجونِي أَن عبد اللّه بن رَوَاحَة أُغمي عَلَيْهِ فَأَتَاهُ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ اللّهمَّ إِن كَانَ قد حضر أَجله فيسر عَلَيْهِ وَإِن لم يكن حضر أَجله فاشفه فَوجدَ خفَّة فَقَالَ يَا رَسُول اللّه أُمِّي تَقول واجبلاه واظهراه وَملك قد رفع مرزبة من حَدِيد يَقُول أَنْت كَذَا فَلَو قلت نعم لقمعني بهَا وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن ابْن عَمْرو قَالَ أُغمي على عبد اللّه بن رَوَاحَة فَقَامَتْ الناعية فَدخل عَلَيْهِ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم وأفاق فَقَالَ يَا رَسُول اللّه أُغمي عَليّ فصاحت النِّسَاء واعزاه واجبلاه واظهراه فَقَامَ ملك مَعَه مرزبة فَجَعلهَا بَين رجْلي فَقَالَ أَنْت كَمَا تَقول قلت لَا وَلَو قلت نعم ضَرَبَنِي بهَا وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن الْحسن أَن معَاذ بن جبل أُغمي عَلَيْهِ فَجعلت أُخْته تَقول واجبلاه فَلَمَّا أَفَاق قَالَ مَا زلت لي مؤذية مُنْذُ الْيَوْم قَالَت لقد كَانَ يعز عَليّ أَن أؤذيك قَالَ مَا زَالَ ملك شَدِيد الإنتهار كلما قلت واكذا قَالَ كَذَلِك أَنْت فَأَقُول لَا وَأخرج ابْن أبي الدُّنْيَا الْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ عَن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف أَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف مرض مَرضا شَدِيدا فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ حَتَّى ظنُّوا أَنه قد فاضت نَفسه حَتَّى قَامُوا من عِنْده وجللوة ثوبا ثمَّ أَفَاق فَقَالَ إِنَّه أَتَانِي ملكان فظان غليظان فَقَالَ انْطلق بِنَا نحاكمك إِلَى الْعَزِيز الْأمين فذهبا بِي فلقيهما ملكان هما أرق مِنْهُمَا وأرحم فَقَالَا أَيْن تذهبان بِهِ قَالَا نحاكمه إِلَى الْعَزِيز الْأمين قَالَا دَعَاهُ فَإِنَّهُ مِمَّن سبقت لَهُ السَّعَادَة وَهُوَ فِي بطن أمه وعاش بعد ذَلِك شهرا ثمَّ توفّي وَأخرج ابْن أبي الدُّنْيَا وَالطَّبَرَانِيّ وَابْن عَسَاكِر من طَرِيق عُرْوَة بن رُوَيْم عَن الْعِرْبَاض بن سَارِيَة وَكَانَ شَيخا من أَصْحَاب النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ يحب أَن يقبض فَكَانَ يَدْعُو اللّهمَّ كَبرت سني ووهن عظمي فاقبضني إِلَيْك قَالَ فينما أَنا يَوْمًا فِي مَسْجِد دمشق وَأَنا أُصَلِّي وأدعو أَن أَقبض إِذا أَنا بفتى شَاب من أجمل الرِّجَال وَعَلِيهِ دواج أَخْضَر فَقَالَ مَا هَذَا الَّذِي تَدْعُو بِهِ قلت وَكَيف أَدْعُو يَا ابْن أخي قَالَ قل اللّهمَّ حسن الْعَمَل وَبلغ الآجل قلت من أَنْت يَرْحَمك اللّه قَالَ أَنا رتائيل الَّذِي يسل الْحزن من صُدُور الْمُؤمنِينَ ثمَّ الْتفت فَلم أر أحدا ذكر المعجزات فِي رُؤْيَة أَصْحَابه الْجِنّ وَسَمَاع كَلَامهم مِمَّا لم يتَقَدَّم ذكره أخرج البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ من طَرِيق ابْن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ وكلني رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بِحِفْظ زَكَاة رَمَضَان فَأَتَانِي آتٍ فَجعل يحثو من الطَّعَام فَأَخَذته وَقلت لأرفعنك إِلَى رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ إِنِّي مُحْتَاج وَعلي عِيَال ولي حَاجَة شَدِيدَة فخليت عَنهُ فَأَصْبَحت فَقَالَ لي النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَا أَبَا هُرَيْرَة مَا فعل أسيرك البارحة قلت يَا رَسُول اللّه شكا حَاجَة شَدِيدَة وعيالا فرحمته وخليت سَبيله قَالَ أما أَنه قد كَذبك وَسَيَعُودُ فَعرفت أَنه سيعود فرصدته فجَاء يحثو من الطَّعَام فَأَخَذته فَقلت لأرفعنك إِلَى رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ دَعْنِي فَإِنِّي مُحْتَاج وَعلي عِيَال لَا أَعُود فرحمته وخليت سَبيله فَأَصْبَحت فَقَالَ لي رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم مَا فعل أسيرك البارحة قلت يَا رَسُول اللّه شكا حَاجَة وعيالا فرحمته وخليت سَبيله قَالَ أما أَنه قد كَذبك وَسَيَعُودُ فرصدته الثَّالِثَة فجَاء يحثو من الطَّعَام فَأَخَذته وَقلت لأرفعنك إِلَى رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم وَهَذَا آخر ثَلَاث مرار تزْعم أَنَّك لَا تعود ثمَّ تعود فَقَالَ دَعْنِي أعلمك كَلِمَات ينفعك اللّه بهَا إِذا آويت إِلَى فراشك فاقرأ آيَة الْكُرْسِيّ حَتَّى تختمها فَأَنَّهُ لن يزَال عَلَيْك من اللّه حَافظ وَلَا يقربك الشَّيْطَان حَتَّى تصبح فَأَصْبَحت فَأخْبرت النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ أما أَنه صدقك وَهُوَ كذوب تعلم من تخاطب مُنْذُ ثَلَاث يَا أَبَا هُرَيْرَة قلت لَا قَالَ ذَلِك الشَّيْطَان وَأخرج النَّسَائِيّ وَابْن مرْدَوَيْه وَأَبُو نعيم من طَرِيق أبي المتَوَكل النَّاجِي عَن أبي هُرَيْرَة أَنه كَانَ مَعَه مِفْتَاح بَيت الصَّدَقَة وَكَانَ فِيهِ تمر فَذهب يَوْمًا يفتح الْبَاب فَوجدَ التَّمْر قد أَخذ مِنْهُ ملْء كف وَدخل يَوْمًا آخر فَإِذا قد أَخذ مِنْهُ ملْء كف ثمَّ دخل يَوْمًا ثَالِثا فَإِذا قد أَخذ مِنْهُ مثل ذَلِك فَشَكا ذَلِك إِلَى النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لَهُ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم تحب أَن تَأْخُذ صَاحبك هَذَا قَالَ نعم قَالَ فَإِذا فتحت الْبَاب فَقل سُبْحَانَ من سخرك لمُحَمد فَذهب فَفتح الْبَاب وَقَالَ سُبْحَانَ من سخرك لمُحَمد فَإِذا هُوَ قَائِم بَين يَدَيْهِ قَالَ يَا عَدو اللّه أَنْت صَاحب هَذَا قَالَ نعم دَعْنِي فَإِنِّي لَا أَعُود مَا كنت آخِذا إِلَّا لأهل بَيت من الْجِنّ فَقَرَأَ فخلى عَنهُ ثمَّ عَاد الثَّانِيَة ثمَّ الثَّالِثَة فَقلت أَلَيْسَ قد عاهدتني أَن لَا تعود لَا أدعك الْيَوْم حَتَّى اذْهَبْ بك إِلَى رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَا تفعل وأعلمك كَلِمَات إِذا أَنْت قلتهَا لم يقربك أحد من الْجِنّ آيَة الْكُرْسِيّ وَأخرج البُخَارِيّ فِي تَارِيخه وَالطَّبَرَانِيّ وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم بِسَنَد رِجَاله موثوقون عَن معَاذ بن جبل قَالَ ضم إِلَيّ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم تمر الصَّدَقَة فَجَعَلته فِي غرفَة لي فَكنت أجد فِيهِ كل يَوْم نُقْصَانا فشكوت ذَلِك إِلَى رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لي هُوَ عمل الشَّيْطَان فأرصده فرصدته لَيْلًا فَلَمَّا ذهب هوي من اللَّيْل أقبل على صُورَة الْفِيل فَلَمَّا انْتهى إِلَى الْبَاب دخل من خلل الْبَاب على غير صورته فَدَنَا من التَّمْر فَجعل يلتقمه فشددت على ثِيَابِي فتوسطته فَقلت أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا اللّه وَأَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله يَا عَدو اللّه وَثَبت إِلَى تمر الصَّدَقَة فَأَخَذته وَكَانُوا أَحَق بِهِ مِنْك لأرفعنك إِلَى رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فعاهدني أَن لَا يعود فَغَدَوْت إِلَى رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ مَا فعل أسيرك قلت عاهدني أَن لَا يعود قَالَ إِنَّه عَائِد فارصده فرصدته اللَّيْلَة الثَّانِيَة فَصنعَ مثل ذَلِك وصنعت مثل ذَلِك فعاهدني أَن لَا يعود فَغَدَوْت إِلَى رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَأَخْبَرته فَقَالَ إِنَّه عَائِد فرصدته اللَّيْلَة الثَّالِثَة فَصنعَ مثل ذَلِك فَقلت يَا عَدو اللّه عاهدتني مرَّتَيْنِ وَهَذِه الثَّالِثَة فَقَالَ لي إِنِّي ذُو عِيَال وَمَا أَتَيْتُك إِلَّا من نَصِيبين وَلَو أصبت شَيْئا دونه مَا أَتَيْتُك وَلَقَد كُنَّا فِي مدينتكم هَذِه حَتَّى بعث صَاحبكُم فَلَمَّا نزلت عَلَيْهِ آيتان نفرنا مِنْهَا فوقعنا بنصيبين وَلَا يقرآن فِي بَيت إِلَّا لم يلج فِيهِ الشَّيْطَان ثَلَاثًا فَإِن خليت سبيلي علمتكهما قلت نعم قَالَ آيَة الْكُرْسِيّ وَآخر سُورَة الْبَقَرَة {آمن الرَّسُول} إِلَى آخرهَا فخليت سَبيله ثمَّ غَدَوْت إِلَى رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَأَخْبَرته فَقَالَ صدق وَهُوَ كذوب وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن بُرَيْدَة قَالَ كَانَ لي طَعَام فتبينت فِيهِ النُّقْصَان فَكنت فِي اللَّيْل فَإِذا غول قد سَقَطت عَلَيْهِ فقبضت عَلَيْهَا فَقلت لَا أُفَارِقك حَتَّى أذهب بك إِلَى النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَت إِنِّي أَعُود إمرأة كَثِيرَة الْعِيَال لَا أَعُود فَحَلَفت لي فخليتها فَجئْت فَأخْبرت النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ كذبت وَهِي كذوب فَجَاءَت الثَّانِيَة فأخذتها فَقَالَت لي كَمَا قَالَت فِي الأولى وَحلفت أَن لَا تعود فَأخْبرت النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ كذبت وَهِي كذوب فَجَاءَت الثَّالِثَة فأخذتها فَقَالَت ذَرْنِي حَتَّى أعلمك شَيْئا إِذا قلته لم يقرب متاعك أحد منا إِذا آويت إِلَى فراشك فاقرأ على نَفسك وَمَالك آيَة الْكُرْسِيّ فَأخْبرت النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ صدقت وَهِي كذوب وَأخرج أَحْمد وَالتِّرْمِذِيّ وَحسنه وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَأَبُو نعيم عَن أبي أَيُّوب الْأنْصَارِيّ أَنه كَانَ فِي سهوة لَهُ وَكَانَت الغول تَجِيء فتأخذ فشكاها إِلَى النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ إِذا رَأَيْتهَا فَقل بِسم اللّه أجيبي رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَجَاءَت فَقَالَ لَهَا فَأَخذهَا فَقَالَت لَا أَعُود فأرسلها فجَاء إِلَى النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لَهُ مَا فعل أسيرك قَالَ أَخَذتهَا فَقَالَت إِنِّي لَا أَعُود فأرسلتها فَقَالَ إِنَّهَا عَائِدَة فأخذتها مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا كل ذَلِك تَقول لَا أَعُود وَيَقُول النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِنَّهَا عَائِدَة فَقَالَت فِي الثَّالِثَة أَرْسلنِي وأعلمك شَيْئا تَقوله فَلَا يقربك شَيْء آيَة الْكُرْسِيّ فَقَالَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم صدقت وَهِي كذوب وَأخرج أَبُو نعيم من وَجه آخر عَن أبي أَيُّوب قَالَ كَانَ لي تمر فِي سهوة لي فَجعلت أرَاهُ ينقص فَذكرت ذَلِك للنَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ إِنَّك ستجد فِيهِ غَدا هرة فَقل أجيبي رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَلَمَّا كَانَ الْغَد وجدت فِيهِ هرة فَقلت أجيبي رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فتحولت عجوزا فَذكر الحَدِيث وَأخرجه الْحَاكِم من وَجه آخر عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي عمْرَة عَن أَبِيه أَن أَبَا أَيُّوب كَانَت لَهُ سهوة فَذكره واخرجه من وَجه ثَالِث عَن ابْن عَبَّاس قَالَ كَانَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم نازلا على أبي أَيُّوب فِي غرفَة وَكَانَ طَعَامه فِي سلة فِي المخدع فَكنت تَجِيء من الكوة هَيْئَة السنور تَأْخُذ الطَّعَام من السلَّة فَشَكا ذَلِك إِلَى النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ تِلْكَ الغول فَإِذا جَاءَت فَقل عزم عَلَيْك رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم أَن لَا تبرحي فَجَاءَت فَقَالَ لَهَا ذَلِك قَالَت دَعْنِي فو اللّه لَا أَعُود وَذكر تَتِمَّة الحَدِيث وَأخرج الطَّبَرَانِيّ وَأَبُو نعيم بِسَنَد جيد عَن أبي أسيد السَّاعِدِيّ أَنه قطع تمر حَائِطه فَجعله فِي غرفَة فَكَانَت الغول تخَالفه إِلَى مشْربَته فتسرق تمره وتفسده عَلَيْهِ فَشَكا ذَلِك إِلَى النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ تِلْكَ الغول يَا ابا أسيد فاستمع عَلَيْهَا فَإِذا سَمِعت اقتحامها فَقل بِسم اللّه أجيبي رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَفعل فَقَالَت الغول يَا أَبَا أسيد إعفني أَن تكلفني أَن اذْهَبْ إِلَى رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم وَأُعْطِيك موثقًا من اللّه أَن لَا أَعُود وأدلك على آيَة تقرؤها على إنائك وَلَا يكْشف غطاؤه آيَة الْكُرْسِيّ فَقَالَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم صدقت وَهِي كذوب وَأخرج أَبُو يعلى وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن أبي بن كَعْب أَنه كَانَ لَهُ جرين فِيهِ تمر فَكَانَ يتعاهده فَوَجَدَهُ ينقص فحرسه ذَات لَيْلَة فَإِذا هُوَ بِدَابَّة شبه الْغُلَام المحتلم قَالَ فَسلمت فَرد عَليّ السَّلَام فَقلت مَا أَنْت أجني أم أنسي قَالَ جني قلت ناولني يدك فناولني فَإِذا يَد كلب وَشعر كلب قلت هَكَذَا خلق الْجِنّ قَالَ قد علمت الْجِنّ إِن مَا فيهم أَشد مني قلت مَا حملك على مَا صنعت قَالَ بلغنَا أَنَّك رجل تحب الصَّدَقَة فأحببنا أَن نصيب من طَعَامك قلت فَمَا الَّذِي يجيرنا مِنْكُم قَالَ آيَة الْكُرْسِيّ فَلَمَّا أصبح أَتَى النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَأخْبرهُ فَقَالَ صدق الْخَبيث وَأخرج أَبُو الشَّيْخ فِي العظمة عَن أبي إِسْحَاق قَالَ خرج زيد بن ثَابت لَيْلًا إِلَى حَائِط لَهُ فَسمع فِيهِ جلبة فَقَالَ مَا هَذَا قَالَ رجل من الجان أصابتنا السّنة فَأَرَدْت أَن أُصِيب من ثماركم فطيبوه لنا قَالَ نعم ثمَّ قَالَ زيد بن ثَابت أَلا تخبرنا بِالَّذِي يعيذنا مِنْكُم قَالَ آيَة الْكُرْسِيّ وَأخرج أَبُو عبيد فِي فَضَائِل الْقُرْآن والدارمي وَالطَّبَرَانِيّ وَالْبَيْهَقِيّ وأبوة نعيم عَن ابْن مَسْعُود أَن رجلا لَقِي شَيْطَانا فِي سكَّة من سِكَك الْمَدِينَة فصارعه فصرعه فَقَالَ دَعْنِي وأخبرك بِشَيْء يُعْجِبك فودعه فَقَالَ هَل تقْرَأ سُورَة الْبَقَرَة قَالَ نعم قَالَ فَإِن الشَّيْطَان لَا يسمع مِنْهَا بِشَيْء إِلَّا أدبر وَله خبج كخبج الْحمار فَقيل لِابْنِ مَسْعُود من ذَاك الرجل قَالَ عمر بن الْخطاب الخبج بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَالْمُوَحَّدَة وجيم الضراط وَأخرج الطَّبَرَانِيّ بِسَنَد حسن عَن سديسة مولاة حَفْصَة قَالَت قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم (إِن الشَّيْطَان لم يلق عمر مُنْذُ أسلم إِلَّا خر لوجهه) وَأخرج أَبُو الشَّيْخ فِي العظمة وَأَبُو نعيم عَن عَليّ بن أبي طَالب قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فِي سفر فَقَالَ لعمَّار انْطلق فاستق لنا من المَاء فَانْطَلق فَعرض لَهُ شَيْطَان فِي صُورَة عبد أسود فحال بَينه وَبَين المَاء فصرعه عمار فَقَالَ لَهُ دَعْنِي وأخلي بَيْنك وَبَين المَاء فَفعل ثمَّ أَتَى فَأَخذه عمار الثَّانِيَة فصرعه فَقَالَ دَعْنِي وأخلي بَيْنك وَبَين المَاء فَفعل ثمَّ اتى فَأَخذه عمار الثَّالِثَة فصرعه فَقَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِن الشَّيْطَان قد حَال بَين عمار وَبَين المَاء فِي صُورَة عبد أسود وَأَن اللّه أظفر عمارا بِهِ قَالَ عَليّ فتلقينا عمارا فَأَخْبَرنَاهُ بقول رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ أما وَاللّه لَو شَعرت أَنه شَيْطَان لقتلته وَأخرج الْبَيْهَقِيّ وَصَححهُ وَأَبُو نعيم عَن عمار بن يَاسر قَالَ أَرْسلنِي النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِلَى بِئْر فَلَقِيت الشَّيْطَان فِي صُورَة الْإِنْس فقاتلني فصرعته ثمَّ جعلت أدقه بفهر معي فَقَالَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لَقِي عمار الشَّيْطَان عِنْد الْبِئْر فقاتله فَمَا عدا أَن رجعت فَأَخْبَرته قَالَ ذَاك الشَّيْطَان قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَيُؤَيِّدهُ قَول أبي هُرَيْرَة لأهل الْعرَاق أَلَيْسَ فِيكُم عمار بن يَاسر الَّذِي أجاره اللّه من الشَّيْطَان على لِسَان نبيه قلت أخرجه الْحَاكِم وَأخرج ابْن سعد وَابْن رَاهْوَيْةِ فِي مُسْنده عَن عمار قَالَ قَاتَلت مَعَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم الْإِنْس وَالْجِنّ قُلْنَا كَيفَ قَاتَلت الْجِنّ قَالَ نزلنَا مَعَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم منزلا فَأخذت قربتي ودلوي لأستقي فَقَالَ لي رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم أما أَنه سيأتيك آتٍ يمنعك عَن المَاء فَلَمَّا كنت على رَأس الْبِئْر إِذا رجل أسود كَانَ مرس فَقَالَ وَاللّه لَا تَسْقِي الْيَوْم مِنْهَا ذنوبا وَاحِدًا فَأَخَذته وأخذني فصرعته ثمَّ أخذت حجرا فَكسرت بِهِ أَنفه وَوَجهه ثمَّ مَلَأت قربتي فَأتيت بهَا رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ هَل أَتَاك على المَاء من أحد فَأَخْبَرته قَالَ ذَاك الشَّيْطَان وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن ابْن عمر قَالَ كُنَّا جُلُوسًا عِنْد النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فجَاء رجل من أقبح النَّاس وَجها وأقبحه ثيابًا وأنتنه ريحًا حاف يتخطى رِقَاب النَّاس حَتَّى جلس بَين يَدي رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ من خلقك فَقَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم اللّه قَالَ خلق السَّمَاء قَالَ اللّه قَالَ من خلق الأَرْض قَالَ اللّه قَالَ من خلق اللّه فَقَالَ سُبْحَانَ اللّه وَأمْسك بجبهته وطأطأ رَأسه وَقَامَ الرجل فَذهب فَرفع رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم رَأسه فَقَالَ عَليّ بِالرجلِ فطلبناه فَكَأَن لم يكن فَقَالَ هَذَا إِبْلِيس جَاءَ يشكككم فِي دينكُمْ بَاب فِيهِ ذكر حرز الْجِنّ الْمَعْرُوف بحرز أبي دُجَانَةأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن أبي دُجَانَة قَالَ شَكَوْت إِلَى رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقلت يَا رَسُول اللّه بَيْنَمَا أَنا مُضْطَجع فِي فِرَاشِي إِذْ سَمِعت فِي دَاري صَرِيرًا كَصَرِيرِ الرَّحَى ودويا كَدَوِيِّ النَّحْل ولمع كَلمعِ الْبَرْق فَرفعت رَأْسِي فَزعًا مَرْعُوبًا فَإِذا أَنا بِظِل أسود مدلى يَعْلُو وَيطول فِي صحن دَاري فَأَهْوَيْت إِلَيْهِ فمسست جلده فَإِذا هُوَ جلده كَجلْد الْقُنْفُذ فَرمى فِي وَجْهي مثل شرر النَّار فَظَنَنْت أَنه قد أحرقني فَقَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم عَامر دَار سوء يَا أَبَا دُجَانَة ثمَّ قَالَ إيتوني بِدَوَاةٍ وَقِرْطَاس فَأتي بهما فَنَاوَلَهُ عَليّ بن أبي طَالب وَقَالَ أكتب {بِسم اللّه الرَّحْمَن الرَّحِيم} هَذَا كتاب من مُحَمَّد رَسُول اللّه رب الْعَالمين إِلَى من طرق الدَّار من الْعمار وَالزُّوَّارِ وَالصَّالِحِينَ الإ طَارق يطْرق بِخَير يَا رَحْمَن أما بعد فَإِن لنا وَلكم فِي الْحق سَعَة فَإِن تكن عَاشِقًا مُولَعا أَو فَاجِرًا مُقْتَحِمًا أَو رَاعيا حَقًا مُبْطلًا هَذَا كتاب اللّه ينْطق علينا وَعَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخ مَا كُنْتُم تَعْمَلُونَ وَرُسُلنَا يَكْتُبُونَ مَا كُنْتُم تَمْكُرُونَ أتركوا صَاحب كتابي هَذَا وَانْطَلَقُوا إِلَى عَبدة الْأَصْنَام وَإِلَى من يزْعم إِن مَعَ اللّه إِلَهًا آخر لَا إِلَه إِلَّا هُوَ كل شَيْء هَالك إِلَّا وَجهه لَهُ الحكم وَإِلَيْهِ ترجعون تغلبون حم لَا تنْصرُونَ حم عسق تفرق أَعدَاء اللّه وَبَلغت حجَّة اللّه وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللّه فَسَيَكْفِيكَهُم اللّه وَهُوَ السَّمِيع الْعَلِيم قَالَ أَبُو دُجَانَة فَحَملته إِلَى دَاري وَجَعَلته تَحت رَأْسِي وَبت لَيْلَتي فَمَا انْتَبَهت إِلَّا من صُرَاخ صارخ يَقُول يَا أَبَا دُجَانَة أَحْرَقَتْنَا وَاللات والعزى الْكَلِمَات فَبِحَق صَاحِبَة لما رفعت عَنَّا هَذَا الْكتاب فَلَا عود لنا فِي دَارك وَلَا فِي جوارك فَغَدَوْت فَصليت الصُّبْح مَعَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم وأخبرته بِمَا سَمِعت من الْجِنّ فَقَالَ يَا أَبَا دُجَانَة أرفع عَن الْقَوْم فو الَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ أَنهم ليجدون ألم الْعَذَاب إِلَى يَوْم الْقِيَامَة بَاب قَوْله فِي رجل قَرَأَ قل يَا أَيهَا الْكَافِرُونَ فقد برىء من الشّركأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن رجل من الصَّحَابَة قَالَ كنت أَسِير مَعَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فِي لَيْلَة ظلماء فَسمع رجلا يقْرَأ قل يَا أَيهَا الْكَافِرُونَ فَقَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم أما هَذَا فقد برىء من الشّرك وسرنا فسمعنا رجلا يقْرَأ قل هُوَ اللّه أحد فَقَالَ أما هَذَا فقد غفر لَهُ فكففت رَاحِلَتي لأنظر من هُوَ فَنَظَرت يَمِينا وَشمَالًا فَمَا رَأَيْت أحدا كرّ المعجزات فِيمَا أخبر بِهِ من المغيبات فَكَانَ كَمَا أخبر سوى مَا تقدم فِي الْأَبْوَاب السَّابِقَة |