Geri

   

 

 

İleri

 

٩

بَاب خصوصيته صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بالإسراء وَمَا رأى من آيَات ربه الْكُبْرَى

قَالَ اللّه تَعَالَى {سُبْحَانَ الَّذِي أسرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا من الْمَسْجِد الْحَرَام إِلَى الْمَسْجِد الْأَقْصَى الَّذِي باركنا حوله لنريه من آيَاتنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيع الْبَصِير}

أعلم ان الاسراء ورد مطولا ومختصرا من حَدِيث أنس وَأبي بن كَعْب وَبُرَيْدَة وَجَابِر بن عبد اللّه وَحُذَيْفَة بن الْيَمَان وَسمرَة بن جُنْدُب وَسَهل بن سعد وَشَدَّاد بن أَوْس وصهيب وَابْن عَبَّاس وَابْن عمر وَابْن عَمْرو وَابْن مَسْعُود وَعبد اللّه بن اِسْعَدْ بن زُرَارَة وَعبد الرَّحْمَن بن قرط وَعلي بن أبي طَالب وَعمر بن الْخطاب وَمَالك بن صعصعة وَأبي امامة وَأبي ايوب الانصاري وَأبي حَبَّة وَأبي الْحَمْرَاء وَأبي ذَر وَأبي سعيد الْخُدْرِيّ وَأبي سُفْيَان بن حَرْب وَأبي ليلى الْأنْصَارِيّ وَأبي هُرَيْرَة وعاشئة واسماء بِنْتي أبي بكر وَأم هَانِيء وَأم سَلمَة رَضِي اللّه عَنْهُم وَهَا أَنا أسوق أَحَادِيثهم على التَّرْتِيب الْمَذْكُور

حَدِيث انس رَضِي اللّه عَنهُ

اخْرُج مُسلم من طَرِيق ثَابت عَن أنس ان رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ أتيت بِالْبُرَاقِ وَهُوَ دَابَّة أَبيض طَوِيل فَوق الْحمار دون الْبَغْل يضع حَافره عِنْد مُنْتَهى طرفه فركبته حَتَّى أتيت بَيت الْمُقَدّس فربطته بالحلقة الَّتِي ترْبط بهَا الْأَنْبِيَاء ثمَّ دخلت الْمَسْجِد فَصليت رَكْعَتَيْنِ ثمَّ خرجت فجَاء جبرئيل بِإِنَاء من خمر وإناء من لبن فاخترت اللَّبن فَقَالَ جبرئيل اخْتَرْت الْفطْرَة ثمَّ عرج بِنَا إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا فَاسْتَفْتَحَ جبرئيل فَقيل من

أَنْت قَالَ جبرئيل قيل وَمن مَعَك قَالَ مُحَمَّد قيل وَقد بعث إِلَيْهِ قَالَ قد بعث إِلَيْهِ فَفتح لنا فَإِذا أَنا بِآدَم فَرَحَّبَ بِي ودعا لي بِخَير ثمَّ عرج بِنَا إِلَى السَّمَاء الثَّانِيَة فَاسْتَفْتَحَ جبرئيل فَقيل من أَنْت قَالَ جبرئيل قيل وَمن مَعَك قَالَ مُحَمَّد قيل وَقد بعث إِلَيْهِ قَالَ قد بعث إِلَيْهِ فَفتح لنا فَإِذا انا بِابْني الْخَالَة عِيسَى بن مَرْيَم وَيحيى بن زَكَرِيَّا فرحبا بِي ودعوا لي بِخَير ثمَّ عرج بِنَا إِلَى السَّمَاء الثَّالِثَة فَاسْتَفْتَحَ جبرئيل فَقيل من أَنْت قَالَ جبرئيل قيل وَمن مَعَك قَالَ مُحَمَّد قيل وَقد بعث اليه قَالَ قد بعث إِلَيْهِ فَفتح لنا فَإِذا انا بِيُوسُف وَإِذا هُوَ قد أعطي شطر الْحسن فَرَحَّبَ بِي ودعا لي بِخَير ثمَّ عرج بِنَا إِلَى السَّمَاء الرَّابِعَة فَاسْتَفْتَحَ جبرئيل قيل من هَذَا قَالَ جبرئيل قيل وَمن مَعَك قَالَ مُحَمَّد قيل وَقد بعث إِلَيْهِ قَالَ قد بعث إِلَيْهِ فَفتح لنا فَإِذا انا بِإِدْرِيس فَرَحَّبَ بِي ودعا لي بِخَير ثمَّ عرج بِنَا إِلَى السَّمَاء الْخَامِسَة فَاسْتَفْتَحَ جبرئيل قيل من هَذَا قَالَ جبرئيل قيل وَمن مَعَك قَالَ مُحَمَّد قيل وَقد بعث إِلَيْهِ قَالَ قد بعث إِلَيْهِ فَفتح لنا فَإِذا انا بهَارُون فَرَحَّبَ بِي ودعا لي بِخَير ثمَّ عرج بِنَا إِلَى السَّمَاء السَّادِسَة فَاسْتَفْتَحَ جبرئيل قيل من هَذَا قَالَ جبرئيل قيل وَمن مَعَك قَالَ مُحَمَّد قيل وَقد بعث إِلَيْهِ قَالَ قد بعث إِلَيْهِ فَفتح لنا فَإِذا انا بمُوسَى فَرَحَّبَ بِي ودعا لي بِخَير ثمَّ عرج بِنَا إِلَى السَّمَاء السَّابِعَة فَاسْتَفْتَحَ جبرئيل قيل من هَذَا قَالَ جبرئيل قيل وَمن مَعَك قَالَ مُحَمَّد قيل وَقد بعث إِلَيْهِ قَالَ قد بعث إِلَيْهِ فَفتح لنا فَإِذا أَنا بإبراهيم مُسْندًا ظَهره إِلَى الْبَيْت الْمَعْمُور وَإِذا هُوَ يدْخلهُ كل يَوْم سَبْعُونَ ألف ملك لَا يعودون إِلَيْهِ ثمَّ ذهب بِي إِلَى سِدْرَة الْمُنْتَهى فَإِذا وَرقهَا كآذان الفيلة وَإِذا ثَمَرهَا كالقلال فَلَمَّا غشيها من امْر اللّه مَا غشي تَغَيَّرت فَمَا أحد من خلق اللّه يَسْتَطِيع ان ينعتها من حسنها فَأوحى اللّه إِلَى مَا أوحى فَفرض عَليّ خمسين صَلَاة فِي كل يَوْم وَلَيْلَة فَنزلت حَتَّى انْتَهَيْت إِلَى مُوسَى فَقَالَ لي مَا فرض رَبك عَلَيْك وعَلى أمتك قلت خمسين صَلَاة قَالَ ارْجع الى رَبك فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيف فَإِن أمتك لَا تطِيق ذَلِك فَإِنِّي قد بلوت بني إِسْرَائِيل وخبرتهم فَرَجَعت إِلَى رَبِّي فَقلت يَا رب خفف عَن أمتِي فحط عني خمْسا فَرَجَعت إِلَى مُوسَى فَقلت حط عني خمْسا قَالَ إِن أمتك لَا يُطِيقُونَ ذَلِك فَارْجِع إِلَى رَبك فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيف

قَالَ فَلم ازل ارْجع بَين رَبِّي وَبَين مُوسَى حَتَّى قَالَ يَا مُحَمَّد إنَّهُنَّ خمس صلوَات لكل يَوْم وَلَيْلَة فَكل صَلَاة عشر فَتلك خَمْسُونَ صَلَاة وَمن هم بحسنة فَلم يعملها كتبت لَهُ حَسَنَة فان عَملهَا كتبت لَهُ عشرا وَمن هم بسيئة فَلم يعملها لم تكْتب لَهُ شَيْئا فَإِن عَملهَا كتبت سَيِّئَة وَاحِدَة فَنزلت حَتَّى انْتَهَيْت إِلَى مُوسَى فَأَخْبَرته فَقَالَ إرجع إِلَى رَبك فاساله التَّخْفِيف فَقلت قد رجعت إِلَى رَبِّي حَتَّى استحييت مِنْهُ

وَأخرج البُخَارِيّ وَابْن جرير من طَرِيق شريك بن عبد اللّه بن أبي نمر عَن أنس قَالَ لَيْلَة أسرِي برَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم من مَسْجِد الْكَعْبَة جَاءَهُ ثَلَاثَة نفر قبل ان يُوحى اليه وَهُوَ نَائِم فِي الْمَسْجِد الْحَرَام فَقَالَ أَوَّلهمْ أَيهمْ هُوَ فَقَالَ أوسطهم هُوَ خَيرهمْ وَقَالَ أحدهم خُذُوا خَيرهمْ فَكَانَت تِلْكَ اللَّيْلَة فَلم يرهم حَتَّى أَتَوْهُ لَيْلَة أُخْرَى فِيمَا يرى قلبه وتنام عَيناهُ وَلَا ينَام قلبه وَكَذَلِكَ الانبياء تنام أَعينهم وَلَا تنام قُلُوبهم فَلم يكلموه حَتَّى احتملوه فوضعوه عِنْد بِئْر زَمْزَم فتولاه مِنْهُم جبرئيل فشق جبرئيل مَا بَين نَحره إِلَى لبته حَتَّى فرغ من صَدره وجوفه فَغسله من مَاء زَمْزَم بِيَدِهِ حَتَّى انقى جَوْفه ثمَّ أَتَى بطست من ذهب محشوا إِيمَانًا وَحِكْمَة فحشي بِهِ صَدره ولغاديده يَعْنِي عروق حلقه ثمَّ أطبقه ثمَّ عرج بِهِ إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا فَضرب بَابا من أَبْوَابهَا فَقيل من هَذَا قَالَ جبرئيل قيل وَمن مَعَك قَالَ مُحَمَّد قيل وَقد بعث إِلَيْهِ قَالَ نعم قَالُوا مرْحَبًا بِهِ وَأهلا وَوجد فِي السَّمَاء الدُّنْيَا آدم فَقَالَ لَهُ جبرئيل هَذَا ابوك آدم فَسلم عَلَيْهِ ورد عَلَيْهِ آدم وَقَالَ مرْحَبًا وَأهلا بِابْني نعم الإبن أَنْت فَإِذا هُوَ فِي السَّمَاء الدُّنْيَا بنهرين يطردان فَقَالَ مَا هَذَانِ النهران يَا جبرئيل قَالَ هَذَانِ النّيل والفرات عنصرهما ثمَّ مضى بِهِ فِي السَّمَاء فَإِذا هُوَ بنهر آخر عَلَيْهِ قصر من لُؤْلُؤ وَزَبَرْجَد فَضرب بِيَدِهِ فَإِذا هُوَ مسك أذفر فَقَالَ مَا هَذَا يَا جبرئيل قَالَ هَذَا الْكَوْثَر الدي خبأ لَك رَبك ثمَّ عرج بِهِ إِلَى السَّمَاء الثَّانِيَة فَقيل من هَذَا قَالَ جبرئيل قيل وَمن مَعَك قَالَ مُحَمَّد قيل وَقد بعث إِلَيْهِ قَالَ نعم قَالُوا مرْحَبًا وَأهلا ثمَّ عرج بِهِ الى السَّمَاء الثَّالِثَة فَقَالُوا لَهُ مثل ذَلِك ثمَّ عرج بِهِ الى السَّمَاء الرَّابِعَة فَقَالُوا لَهُ مثل ذَلِك ثمَّ عرج بِهِ إِلَى السَّمَاء الْخَامِسَة فَقَالُوا لَهُ مثل ذَلِك ثمَّ عرج بِهِ الى السَّمَاء السَّادِسَة فَقَالُوا لَهُ مثل ذَلِك ثمَّ عرج بِهِ إِلَى السَّمَاء السَّابِعَة فَقَالُوا لَهُ مثل ذَلِك كل سَمَاء فِيهَا أَنْبيَاء قد سماهم ثمَّ علا بِهِ فَوق ذَلِك بِمَا لَا يُعلمهُ إِلَّا اللّه حَتَّى جَاءَ سِدْرَة الْمُنْتَهى ثمَّ ذكر نَحْو مَا تقدم فِي فرض الصَّلَوَات

وَأخرج النَّسَائِيّ من طَرِيق يزِيد بن مَالك عَن انس ان رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ أتيت بِدَابَّة فَوق الْحمار وَدون الْبَغْل خطوها عِنْد مُنْتَهى طرفها فركبت وَمَعِي جبرئيل فسرت فَقَالَ انْزِلْ فصل فَفعلت فَقَالَ أَتَدْرِي أَيْن صليت صليت بِطيبَة وإليها المُهَاجر ثمَّ قَالَ انْزِلْ فصل فَفعلت فَقَالَ اتدري ايْنَ صليت صليت بطور سيناء حَيْثُ كلم اللّه مُوسَى ثمَّ قَالَ انْزِلْ فصل فَفعلت فَقَالَ أَتَدْرِي أَيْن صليت صليت بِبَيْت لحم حَيْثُ ولد عِيسَى ثمَّ دخلت بَيت الْمُقَدّس فَجمع لي الْأَنْبِيَاء فَقَدَّمَنِي جبرئيل حَتَّى أممتهم ثمَّ صعد بِي الى السَّمَاء الدُّنْيَا فَإِذا فِيهَا آدم ثمَّ صعد بِي إِلَى السَّمَاء الثَّانِيَة فاذا فِيهَا إبنا الْخَالَة عِيسَى وَيحيى ثمَّ صعد بِي الى السَّمَاء الثَّالِثَة فاذا فِيهَا يُوسُف ثمَّ صعد بِي إِلَى السَّمَاء الرَّابِعَة فَإِذا فِيهَا مُوسَى ثمَّ صعد بِي إِلَى السَّمَاء السَّابِعَة فَإِذا فِيهَا إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام ثمَّ صعد بِي فَوق سبع سموات وأتيت سِدْرَة الْمُنْتَهى فغشيتني ضَبَابَة خَرَرْت سَاجِدا فَقيل لي اني يَوْم خلقت السَّمَوَات وَالْأَرْض فرضت عَلَيْك وعَلى امتك خمسين صَلَاة فَقُمْ بهَا أَنْت وَأمتك فَرَجَعت الى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ مَا فرض رَبك عَلَيْك وعَلى امتك قلت خمسين صَلَاة قَالَ انك لَا تَسْتَطِيع ان تقوم بهَا أَنْت وَلَا أمتك فَإِنَّهُ فرض على بني اسرائيل صَلَاتَيْنِ فَمَا قَامُوا بهما فَارْجِع إِلَى رَبك فاساله التَّخْفِيف فَرَجَعت فَخفف عني عشرا ثمَّ عشرا حَتَّى قَالَ هن خمس بِخَمْسِينَ فَعرفت انها من اللّه تبَارك وَتَعَالَى صرى أَي حتم فَلم أرجع

وَأخرج ابْن ابي حَاتِم من وَجه آخر عَن يزِيد بن ابي مَالك عَن انس قَالَ لما كَانَ لَيْلَة أسرِي برَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم أَتَاهُ جبرئيل عَلَيْهِ السَّلَام بِدَابَّة فَوق الْحمار وَدون الْبَغْل حمله جبرئيل عَلَيْهَا يَنْتَهِي خفها حَيْثُ يَنْتَهِي طرفها فَلَمَّا بلغ بَيت الْمُقَدّس أَتَى إِلَى الْحجر الَّذِي ثمَّة فغمزه جبرئيل عَلَيْهِ السَّلَام بإصبعه فثقبه ثمَّ ربطها ثمَّ صعد فَلَمَّا اسْتَويَا فِي صرحة الْمَسْجِد قَالَ جبرئيل عَلَيْهِ السَّلَام يَا مُحَمَّد هَل سَأَلت رَبك ان يُرِيك الْحور الْعين قَالَ نعم قَالَ فَانْطَلق إِلَى أُولَئِكَ النسْوَة فَسلم عَلَيْهِنَّ وَهن جُلُوس عَن يسَار الصَّخْرَة فأتيتهن فَسلمت عَلَيْهِنَّ فرددن عَليّ السَّلَام فَقلت من أنتن فَقُلْنَ خيرات حسان نسَاء قوم أبرار نقوا فَلم يدرنوا وَأَقَامُوا فَلم يظعنوا وخلدوا فَلم يموتوا ثمَّ انصرفت فَلم البث إِلَّا يَسِيرا حَتَّى اجْتمع نَاس كثير ثمَّ أذن مُؤذن وأقيمت الصَّلَاة فقمنا صُفُوفا نَنْتَظِر من يؤمنا فاخذ بيَدي جبرئيل فَقَدَّمَنِي فَصليت بهم فَلَمَّا انصرفت قَالَ جبرئيل عَلَيْهِ السَّلَام يَا مُحَمَّد أَتَدْرِي من صلى خَلفك قلت لَا قَالَ صلى خَلفك كل نَبِي بَعثه اللّه تَعَالَى ثمَّ أَخذ بيَدي فَصَعدَ بِي إِلَى السَّمَاء فَلَمَّا انتهينا الى الْبَاب استفتح قَالُوا من أَنْت قَالَ جبرئيل قَالُوا وَمن مَعَك قَالَ مُحَمَّد قَالُوا وَقد بعث إِلَيْهِ قَالَ نعم ففتحوا لَهُ وَقَالُوا مرْحَبًا بك وبمن مَعَك فَلَمَّا اسْتَوَى على ظهرهَا إِذا فِيهَا آدم عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ لي جبرئيل أَلا تسلم على ابيك آدم قلت بلَى فَأَتَيْته فَسلمت عَلَيْهِ فَرد عَليّ وَقَالَ مرْحَبًا بِابْني وَالنَّبِيّ الصَّالح ثمَّ عرج بِي الى السَّمَاء الثَّانِيَة فَاسْتَفْتَحَ فَقَالُوا مثل ذَلِك فَإِذا فِيهَا عِيسَى وَيحيى ثمَّ عرج بِي الى السَّمَاء الثَّالِثَة فَاسْتَفْتَحَ فَقَالُوا مثل ذَلِك فاذا فِيهَا يُوسُف ثمَّ عرج بِي الى السَّمَاء الرَّابِعَة فَاسْتَفْتَحَ فَقَالُوا مثل ذَلِك فاذا فِيهَا إِدْرِيس ثمَّ عرج بِي الى السَّمَاء الْخَامِسَة فَاسْتَفْتَحَ فَقَالُوا مثل ذَلِك فاذا فِيهَا هَارُون ثمَّ عرج بِي الى السَّمَاء السَّادِسَة فَاسْتَفْتَحَ فَقَالُوا مثل ذَلِك فاذا فِيهَا مُوسَى ثمَّ عرج بِي إِلَى السَّمَاء السَّابِعَة فَاسْتَفْتَحَ فَقَالُوا مثل ذَلِك فَإِذا فِيهَا ابراهيم ثمَّ انْطلق بِي على ظهر السَّمَاء السَّابِعَة حَتَّى انْتهى الى نهر عَلَيْهِ خيام الْيَاقُوت واللؤلؤ والزبرجد وَعَلِيهِ طير خضر أنعم طير رَأَيْت فَقلت يَا جبرئيل إِن هَذَا الطير لناعم قَالَ يَا مُحَمَّد آكله أنعم مِنْهُ ثمَّ قَالَ اتدري أَي نهر هَذَا قلت لَا قَالَ الْكَوْثَر الَّذِي اعطاك اللّه إِيَّاه فَإِذا فِيهِ آنِية الذَّهَب وَالْفِضَّة يجْرِي على رَضْرَاض من الْيَاقُوت والزمرد مَاؤُهُ أَشد بَيَاضًا من اللَّبن فَأخذت من آنيته

فاغترفت من ذَلِك المَاء فَشَرِبت فَإِذا هُوَ أحلى من الْعَسَل وَأَشد رَائِحَة من الْمسك ثمَّ انْطلق بِي حَتَّى انْتهى الى الشَّجَرَة فغشيتني سَحَابَة فِيهَا من كل لون فرفضني جبرئيل وخررت سَاجِدا للّه فَقَالَ لي يَا مُحَمَّد إِنِّي يَوْم خلقت السَّمَوَات وَالْأَرْض فرضت عَلَيْك وعَلى أمتك خمسين صَلَاة فَقُمْ بهَا أَنْت وَأمتك ثمَّ انجلت عني السحابة واخذ بيَدي جبرئيل فَانْصَرَفت سَرِيعا فَأتيت على ابراهيم فَلم يقل لي شَيْئا ثمَّ اتيت على مُوسَى فَقَالَ مَا صنعت يَا مُحَمَّد قلت فرض رَبِّي عَليّ وعَلى امتي خمسين صَلَاة قَالَ فَلَنْ تستطيعها انت وَلَا أمتك فَارْجِع الى رَبك فَاسْأَلْهُ ان يُخَفف عَنْك فَرَجَعت سَرِيعا حَتَّى انْتَهَيْت الى الشَّجَرَة فغشيتني السحابة وخررت سَاجِدا وَقلت رب خفف عَنَّا قَالَ قد وضعت عَنْكُم عشر ثمَّ انجلت عني السحابة وَرجعت إِلَى مُوسَى فَقلت وضع عني عشرا قَالَ ارْجع إِلَى رَبك فَاسْأَلْهُ ان يُخَفف عَنْكُم فَذكر الحَدِيث إِلَى ان قَالَ هن خمس بِخَمْسِينَ ثمَّ انحدر فَقَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لجبرئيل مَا لي لم آتٍ أهل سَمَاء إِلَّا رحبوا بِي وَضَحِكُوا إِلَيّ غير رجل وَاحِد فَسلمت عَلَيْهِ فَرد عَليّ السَّلَام ورحب بِي وَلم يضْحك إِلَيّ قَالَ ذَاك مَالك خَازِن جَهَنَّم لم يضْحك مُنْذُ خلقت وَلَو ضحك إِلَى أحد ضحك إِلَيْك قَالَ ثمَّ ركبت منصرفا فَبينا هُوَ فِي بعض طَرِيقه مر بعير لقريش تحمل طَعَاما مِنْهَا جمل عَلَيْهِ غِرَارَتَانِ غرارة سَوْدَاء وغرارة بَيْضَاء فَلَمَّا حَاذَى العير نفرت مِنْهُ واستدارت وصرع ذَلِك الْبَعِير وانكسر ثمَّ انه مضى فَأصْبح فَأخْبر عَمَّا كَانَ فَلَمَّا سمع الْمُشْركُونَ قَوْله أَتَوا أَبَا بكر فَقَالُوا يَا أَبَا بكر هَل لَك فِي صَاحبك يخبر انه أَتَى فِي ليلته هَذِه مسيرَة شهر ثمَّ رَجَعَ فِي ليلته فَقَالَ أَبُو بكر إِن كَانَ قَالَه فقد صدق وَإِنَّا لنصدقه فِيمَا هُوَ أبعد من هَذَا نصدقه على خبر السَّمَاء فَقَالَ الْمُشْركُونَ لرَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم مَا عَلامَة مَا تَقول قَالَ مَرَرْت بعير لقريش وَهِي فِي مَكَان كَذَا أَو كَذَا فنفرت الْإِبِل منا واستدارت وفيهَا بعير عَلَيْهِ غِرَارَتَانِ غرارة سَوْدَاء وغرارة بَيْضَاء فصرع فانكسر فَلَمَّا قدمت العير سألوهم فَأَخْبرُوهُمْ الْخَبَر على مثل مَا حَدثهمْ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم وَمن ذَلِك سمي أَبُو بكر الصّديق وسألوه هَل كَانَ فِيمَن حضر مَعَك مُوسَى وَعِيسَى قَالَ نعم قَالُوا فصفهما قَالَ أما مُوسَى فَرجل آدم كَأَنَّهُ من رجال ازد عمان وَأما عِيسَى فَرجل ربعَة سبط يعلوه حمرَة كَأَنَّمَا يتحادر من لحيته الجمان

وَأخرج ابْن جرير وَابْن مرْدَوَيْه فِي تفسيريهما وَالْبَيْهَقِيّ من طَرِيق عبد الرَّحْمَن بن هَاشم بن عتبَة عَن أنس قَالَ لما جَاءَ جبرئيل إِلَى رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بِالْبُرَاقِ فَكَأَنَّهَا صرت اذنيها فَقَالَ جبرئيل مَه يَا براق فوَاللّه مَا ركبك مثله وَسَار رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَإِذا هُوَ بِعَجُوزٍ على جَانب الطَّرِيق فَقَالَ مَا هَذِه يَا جبرئيل قَالَ سر يَا مُحَمَّد فَسَار مَا شَاءَ اللّه ان يسير فَإِذا شَيْء يَدعُوهُ متنحيا عَن الطَّرِيق يَقُول هَلُمَّ يَا مُحَمَّد فَقَالَ لَهُ جبرئيل سر يَا مُحَمَّد فَسَار مَا شَاءَ اللّه ان يسير فَلَقِيَهُ خلق من خلق اللّه فَقَالُوا السَّلَام عَلَيْك يَا أول السَّلَام عَلَيْك يَا آخر السَّلَام عَلَيْك يَا حاشر فَقَالَ لَهُ جبرئيل ارْدُدْ السَّلَام فَرد السَّلَام ثمَّ لقِيه الثَّانِيَة فَقَالَ لَهُ مثل ذَلِك ثمَّ الثَّالِثَة كَذَلِك حَتَّى انْتهى الى بَيت الْمُقَدّس عَلَيْهِ المَاء وَالْخمر وَاللَّبن فَتَنَاول رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم اللَّبن فَقَالَ لَهُ جبرئيل اصبت الْفطْرَة وَلَو شربت المَاء لغرقت امتك وَلَو شربت الْخمر لغويت امتك ثمَّ بعث لَهُ آدم فَمن دونه من الْأَنْبِيَاء فَأمهمْ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم تِلْكَ اللَّيْلَة ثمَّ قَالَ لَهُ جبرئيل أما الْعَجُوز الَّتِي رَأَيْت على جَانب الطَّرِيق فَلم يبْق من الدُّنْيَا إِلَّا مَا بَقِي من عمر تِلْكَ الْعَجُوز وَأما الَّذِي اراد ان تميل اليه فَذَاك عَدو اللّه إِبْلِيس أَرَادَ ان تميل إِلَيْهِ وَأما الَّذين سلمُوا عَلَيْك فإبراهيم ومُوسَى وَعِيسَى عَلَيْهِم السَّلَام

وَأخرج احْمَد وَعبد بن حميد وَابْن جرير وَالتِّرْمِذِيّ وَالْبَيْهَقِيّ وَابْن مرْدَوَيْه وَأَبُو نعيم من طَرِيق قَتَادَة عَن انس ان النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم اتي بِالْبُرَاقِ لَيْلَة أسرِي بِهِ مسرجا مُلجمًا ليركبه فاستصعب عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ جبرئيل أبمحمد تفعل هَذَا فوَاللّه مَا ركبك خلق قطّ أكْرم على اللّه مِنْهُ قَالَ فَارْفض عرقا

وَأخرج أَحْمد وابو دَاوُد من طَرِيق عبد الرَّحْمَن بن جُبَير عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لما عرج بِي مَرَرْت بِقوم لَهُم أطفار من نُحَاس يخمشون وُجُوههم وصدورهم فَقلت من هَؤُلَاءِ يَا جبرئيل قَالَ هَؤُلَاءِ الَّذين يَأْكُلُون لُحُوم النَّاس ويقعون فِي أعراضهم

وَأخرج مُسلم عَن انس قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم مَرَرْت لَيْلَة اسري بِي على مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام قَائِما يُصَلِّي فِي قَبر

وَأخرج ابو يعلى وَالْبَيْهَقِيّ عَن انس قَالَ حَدثنِي بعض أَصْحَاب النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم ان النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لَيْلَة أسرِي بِهِ مر على مُوسَى وَهُوَ يُصَلِّي فِي قَبره قَالَ وَذكر لي انه حمل على الْبراق قَالَ فأوثقت الْفرس أَو قَالَ الدَّابَّة بالحرابة فَقَالَ أَبُو بكر صفها لي يَا رَسُول اللّه فَقَالَ هِيَ كذه وذه قَالَ وَكَانَ ابو بكر قد رَآهَا

وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه من طَرِيق قَتَادَة وَسليمَان التَّيْمِيّ وثمامة وَعلي بن زيد عَن انس ان النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَيْلَة اسري بِي مَرَرْت بناس تقْرض شفاههم بمقاريض من نَار كلما قرضت عَادَتْ فَقلت من هَؤُلَاءِ يَا جبرئيل قَالَ هَؤُلَاءِ خطباء امتك يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ

واخرج ابْن مرْدَوَيْه من طَرِيق قَتَادَة عَن انس ان النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فرضت عَلَيْهِ الصَّلَاة لَيْلَة اسري بِهِ

واخرج ابْن ماجة والحكيم وَالتِّرْمِذِيّ فِي نَوَادِر الاصول وَابْن ابي حَاتِم وَابْن مرْدَوَيْه من طَرِيق يزِيد بن أبي مَالك عَن انس قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم رَأَيْت لَيْلَة أسرِي بِي مَكْتُوبًا على بَاب الْجنَّة الصَّدَقَة بِعشر أَمْثَالهَا وَالْقَرْض بِثمَانِيَة عشر فَقلت لجبرئيل مَا بَال الْقَرْض أفضل من الصَّدَقَة قَالَ لِأَن السَّائِل يسال وَعِنْده والمستقرض لَا يستقرض إِلَّا من حَاجَة

وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه من طَرِيق مُحَمَّد عَن أنس ان رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لما انْتهى الى سِدْرَة الْمُنْتَهى رأى فراشا من ذهب يلوذ بهَا

وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه من طَرِيق أبي هَاشم عَن انس قَالَ كَانَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم مُنْذُ أسرِي بِهِ رِيحه ريح عروس وَأطيب من ريح عروس

وَأخرج الْبَزَّار من طَرِيق قَتَادَة عَن أنس أَن مُحَمَّدًا صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم رأى ربه عز وَجل

واخرج ابْن سعد وَسَعِيد بن مَنْصُور فِي سنَنه وَالْبَزَّار وَالْبَيْهَقِيّ وَابْن مرْدَوَيْه وَابْن عَسَاكِر من طَرِيق الْحَارِث بن عبيد عَن ابي عمرَان الْجونِي عَن انس قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بَينا أَنا نَائِم إِذْ جَاءَ جبرئيل فوكزني بَين كَتِفي فَقُمْت إِلَى شَجَرَة فِيهَا كَوَكْرَيْ الطَّائِر فَقعدَ فِي أَحدهمَا وَقَعَدت فِي الآخر فَسَمت وَارْتَفَعت حَتَّى سدت الْخَافِقين وَأَنا اقلب طرفِي وَلَو شِئْت ان أمس السَّمَاء لَمَسِسْت فَالْتَفت إِلَى جبرئيل كَأَنَّهُ حلْس لاطي فَعرفت فضل علمه بِاللّه وَفتح لي بَاب من أَبْوَاب السَّمَاء فَرَأَيْت النُّور الْأَعْظَم واذا دون الْحجاب رَفْرَف الدّرّ والياقوت واوحي الي مَا شَاءَ اللّه ان يُوحى قَالَ الْبَيْهَقِيّ هَكَذَا رَوَاهُ الْحَارِث بن عبيد

وَرَوَاهُ حَمَّاد بن سَلمَة عَن أبي عمرَان الْجونِي عَن مُحَمَّد بن عُمَيْر بن عُطَارِد ان النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم كَانَ فِي مَلأ من اصحابه فجَاء جبرئيل فَنكتَ فِي ظَهره فَذهب بِهِ إِلَى الشَّجَرَة وفيهَا مثل وَكري الطَّائِر فَقَعَدت فِي احدهما وَقعد جبرئيل فِي الآخر فشأت بِنَا حَتَّى بلغت الْأُفق فَلَو بسطت يَدي إِلَى السَّمَاء لَنِلْتهَا فدلي بِسَبَب وَهَبَطَ النُّور فَوَقع جبرئيل مغشيا عَلَيْهِ كَأَنَّهُ جلس فَعرفت فضل خَشيته على خَشْيَتِي فَأُوحي إِلَى نَبيا ملكا اَوْ نَبيا عبدا وَإِلَى الْجنَّة مَا أَنْت فَأومى إِلَى جبرئيل وَهُوَ مُضْطَجع ان تواضع قلت لَا بل نَبيا عبدا قَالَ الْحَافِظ عماد الدّين بن كثير هَذِه وَاقعَة اخرى غير قصَّة الْإِسْرَاء

حَدِيث أبي بن كَعْب ستأتي الْإِشَارَة اليه عقب حَدِيث أبي ذَر

أخرج ابْن مرْدَوَيْه من طَرِيق عبيد بن عُمَيْر عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لما أسرِي بِي رَأَيْت الْجنَّة من درة بَيْضَاء قلت يَا جبرئيل إِنَّهُم يَسْأَلُونِي عَن الْجنَّة قَالَ فَأخْبرهُم أَن أرْضهَا قيعان وترابها الْمسك

وَأخرج ان مرْدَوَيْه من طَرِيق قَتَادَة عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس عَن ابي بن كَعْب عَن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَيْلَة أسرِي بِي وجدت ريحًا طيبَة فَقلت يَا جبرئيل مَا هَذِه قَالَ هَذِه الماشطة وَزوجهَا وابنتها بَينا هِيَ تمشط ابْنة فِرْعَوْن إِذْ سقط الْمشْط من يَدهَا فَقَالَت تعس فِرْعَوْن فَأخْبرت أَبَاهَا فَقَتلهَا

حَدِيث بُرَيْدَة

أخرج التِّرْمِذِيّ وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَأَبُو نعيم وَابْن مرْدَوَيْه وَالْبَزَّار عَن بُرَيْدَة قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لما كَانَ لَيْلَة أسرِي بِي فَأتى جبرئيل الصَّخْرَة الَّتِي بِبَيْت الْمُقَدّس فَوضع إصبعه فِيهَا فخرقها وَشد بهَا الْبراق

حَدِيث جَابر

اخْرُج الشَّيْخَانِ عَن جَابر بن عبد اللّه قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لما كذبتني قُرَيْش حِين أسرِي بِي إِلَى بَيت الْمُقَدّس قُمْت فِي الْحجر فَجلى اللّه لي بَيت الْمُقَدّس فطفقت أخْبرهُم عَن آيَاته وَأَنا أنظر إِلَيْهِ

وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه وَالطَّبَرَانِيّ فِي الاوسط بِسَنَد صَحِيح عَن جَابر قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم مَرَرْت لَيْلَة أسرِي بِي على الْمَلأ الْأَعْلَى فَإِذا جبرئيل كالحلس الْبَالِي من خشيَة اللّه

حَدِيث حُذَيْفَة بن الْيَمَان

أخرج أَحْمد وَابْن أبي شيبَة وَالتِّرْمِذِيّ وَالْحَاكِم وصححاه وَالنَّسَائِيّ وَابْن جرير وَابْن مرْدَوَيْه وَالْبَيْهَقِيّ عَن حُذَيْفَة انه حدث عَن لَيْلَة اسري بِمُحَمد صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ مَا زايل الْبراق حَتَّى فتحت لَهُ أَبْوَاب السَّمَوَات فَرَأى الْجنَّة وَالنَّار ووعد الْآخِرَة اجْمَعْ ثمَّ عَاد وَلَفظ ابْن مرْدَوَيْه فأري مَا فِي السَّمَوَات وأري مَا فِي الارض قيل لَهُ أَي دَابَّة الْبراق قَالَ دَابَّة طَوِيل ابيض خطوه مد الْبَصَر

حَدِيث سَمُرَة

أخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن سَمُرَة بن جُنْدُب قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم رَأَيْت لَيْلَة أسرِي بِي رجلا يسبح فِي نهر يلقم الْحِجَارَة فَسَأَلت من هَذَا فَقيل لي هَذَا آكل الرِّبَا

حَدِيث سهل بن سعد

اخْرُج ابْن عَسَاكِر عَن سهل بن سعد قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لَيْلَة أسرى بِي جبرئيل سَمِعت تسبيحا فِي السَّمَوَات العلى فَرَجَفَ فُؤَادِي فَقَالَ جبرئيل تقدم يَا مُحَمَّد وَلَا تخف فَإِن اسْمك مَكْتُوب على الْعَرْش لَا إِلَه إِلَّا اللّه مُحَمَّد رَسُول اللّه

حَدِيث شَدَّاد بن أَوْس

اخْرُج ابْن أبي حَاتِم وَالْبَيْهَقِيّ وَصَححهُ وَالْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ وَابْن مرْدَوَيْه عَن شَدَّاد بن أَوْس قَالَ قُلْنَا يَا رَسُول اللّه كَيفَ أسرِي بك قَالَ صليت لِأَصْحَابِي الْعَتَمَة بِمَكَّة معتما فَأَتَانِي جبرئيل بِدَابَّة بَيْضَاء فَوق الْحمار وَدون الْبَغْل فَقَالَ اركب فاستصعب عَليّ فرأزها بأذنها ثمَّ حَملَنِي عَلَيْهَا فَانْطَلَقت تهوي بِنَا يَقع حافرها حَيْثُ أدْرك طرفها حَتَّى بلغنَا أَرضًا ذَات نخل فأنزلني فَقَالَ صل فَصليت ثمَّ ركبنَا فَقَالَ أَتَدْرِي ايْنَ صليت قلت لَا قَالَ صليت بِيَثْرِب صليت بِطيبَة فَانْطَلَقت تهوي بِنَا ثمَّ بلغنَا أَرضًا فَقَالَ انْزِلْ فَنزلت ثمَّ قَالَ صل فَصليت ثمَّ ركبنَا فَقَالَ أَتَدْرِي أَيْن صليت قلت لَا قَالَ صليت عِنْد شَجَرَة مُوسَى ثمَّ بلغنَا أَرضًا بَدَت لنا قُصُور قَالَ انْزِلْ فَنزلت فَقَالَ صل فَصليت ثمَّ ركبنَا فَقَالَ اتدري أَيْن صليت قلت لَا قَالَ صليت بِبَيْت لحم حَيْثُ ولد عِيسَى ثمَّ انْطلق بِي حَتَّى دَخَلنَا الْمَدِينَة من بَابهَا الثَّانِي فَأتى قبْلَة الْمَسْجِد فَربط فِيهِ دَابَّته ودخلنا الْمَسْجِد

من بَاب فِيهِ تميل الشَّمْس وَالْقَمَر فَصليت من الْمَسْجِد حَيْثُ شَاءَ اللّه وأخذني من الْعَطش أَشد مَا أَخَذَنِي قطّ فاتيت بإنائين فِي احدهما لبن وَفِي الآخر عسل أرسل الي بهما جَمِيعًا فعدلت بَينهمَا ثمَّ هَدَانِي اللّه فَأخذت اللَّبن فَشَرِبت حَتَّى قرعت بِهِ جبيني وَبَين يَدي شيخ متكئ على مِنْبَر لَهُ فَقَالَ أَخذ صَاحبك الْفطْرَة إِنَّه ليهدى ثمَّ انْطلق بِي حَتَّى أَتَيْنَا الْوَادي الَّذِي فِيهِ الْمَدِينَة فَإِذا جَهَنَّم تنكشف عَليّ مثل الزرابي قلت يَا رَسُول اللّه كَيفَ وَجدتهَا قَالَ مثل الْحمة السخنة ثمَّ انْصَرف بِي فمررنا بعير لقريش بمَكَان كَذَا وَكَذَا قد أَضَلُّوا بَعِيرًا لَهُم قد جمعه فلَان فَسلمت عَلَيْهِم فَقَالَ بَعضهم هَذَا صَوت مُحَمَّد ثمَّ اتيت أَصْحَابِي قبل الصُّبْح بِمَكَّة فَأَتَانِي ابو بكر فَقَالَ يَا رَسُول اللّه أَيْن كنت اللَّيْلَة فقد التمستك فِي مظانك فَقَالَ علمت أَنِّي أتيت بَيت الْمُقَدّس اللَّيْلَة فَقَالَ يَا رَسُول اللّه إِنَّه مسيرَة شهر فصفه لي قَالَ فَفتح لي صِرَاط كَأَنِّي انْظُر اليه لَا يسألني عَن شَيْء إِلَّا أنبأته عَنهُ قَالَ أَبُو بكر أشهد أَنَّك رَسُول اللّه فَقَالَ الْمُشْركُونَ انْظُرُوا إِلَى ابْن أبي كَبْشَة يزْعم انه اتى بَيت الْمُقَدّس اللَّيْلَة فَقَالَ إِن من آيَة مَا أَقُول لكم أَنِّي مَرَرْت بعير لكم بمَكَان كَذَا اوكذا قد أَضَلُّوا بَعِيرًا لَهُم فَجَمعه فلَان وَأَن مَسِيرهمْ ينزلون بِكَذَا وَكَذَا ويأتونكم يَوْم كَذَا وَكَذَا يقدمهم جمل آدم عَلَيْهِ مسح اسود وغرارتان سوداوان فَلَمَّا كَانَ ذَلِك الْيَوْم أشرف النَّاس ينتظرون حَتَّى كَانَ قَرِيبا من نصف النَّهَار أَقبلت العير يقدمهم ذَلِك الْجمل الَّذِي وَصفه رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم

حَدِيث صُهَيْب

أخرج الطَّبَرَانِيّ وَابْن مرْدَوَيْه عَن صُهَيْب بن سِنَان قَالَ لما عرض على رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لَيْلَة أسرِي بِهِ المَاء ثمَّ الْخمر ثمَّ اللَّبن أَخذ اللَّبن فَقَالَ لَهُ جبرئيل أصبت أخذت الْفطْرَة وَبِه غذيت كل دَابَّة وَلَو أخذت الْخمر غويت وغوت امتك وَكنت من أهل هَذِه وَأَشَارَ إِلَى الْوَادي الَّذِي فِيهِ جَهَنَّم فَنظر اليه فَإِذا هُوَ نَار تلتهب

حَدِيث ابْن عَبَّاس

أخرج أَحْمد وَأَبُو نعيم وَابْن مرْدَوَيْه بِسَنَد صَحِيح من طَرِيق قَابُوس عَن أَبِيه عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لَيْلَة أسرِي بِالنَّبِيِّ صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم دخل الْجنَّة فَسمع فِي جَانبهَا وجسا فَقَالَ يَا جبرئيل مَا هَذَا قَالَ هَذَا بِلَال الْمُؤَذّن فَقَالَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم حِين جَاءَ الى النَّاس قد افلح بِلَال رَأَيْت لَهُ كَذَا وَكَذَا فَلَقِيَهُ مُوسَى فَرَحَّبَ بِهِ وَقَالَ مرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الْأُمِّي قَالَ وَهُوَ رجل آدم طَوِيل سبط شعره مَعَ أُذُنَيْهِ اَوْ فَوْقهَا فَقَالَ من هَذَا يَا جبرئيل قَالَ هَذَا مُوسَى فَمضى فَلَقِيَهُ شيخ جليل متهيب فَرَحَّبَ بِهِ وَسلم عَلَيْهِم وَكلهمْ يسلم عَلَيْهِ قَالَ من هَذَا يَا جبرئيل قَالَ هَذَا أَبوك ابراهيم قَالَ وَنظر فِي النَّار فَإِذا قوم يَأْكُلُون الْجِيَف قَالَ من هَؤُلَاءِ يَا جبرئيل قَالَ هَؤُلَاءِ الَّذين يَأْكُلُون لُحُوم النَّاس وَرَأى رجلا أَحْمَر أَزْرَق جدا قَالَ من هَذَا يَا جبرئيل قَالَ هَذَا عَاقِر النَّاقة فَلَمَّا أَتَى النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم الْمَسْجِد الآقصى قَامَ يُصَلِّي فاذا النَّبِيُّونَ أَجْمَعُونَ يصلونَ مَعَه فَلَمَّا انْصَرف جِيءَ بقدحين احدهما عَن الْيَمين وَالْآخر عَن الشمَال فِي احدهما لبن وَفِي الآخر عسل فَأخذ اللَّبن فَشرب مِنْهُ فَقَالَ الَّذِي كَانَ مَعَه الْقدح أصبت الفظرة

وَأخرج احْمَد وَأَبُو يعلى وَأَبُو نعيم وَابْن مرْدَوَيْه من طَرِيق عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ أسرِي بِالنَّبِيِّ صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم الى بَيت الْمُقَدّس ثمَّ جَاءَ من ليلته فَحَدثهُمْ بمسيرة وبعلامة بَيت الْمُقَدّس وبعيرهم فَقَالَ نَاس نَحن لَا نصدق مُحَمَّدًا بِمَا يَقُول فَارْتَدُّوا كفَّارًا فَضرب اللّه رقابهم مَعَ أبي جهل وَقَالَ ابو جهل يخوفنا مُحَمَّد بشجرة الزقوم هاتوا تَمرا وزبدا وتزقموا وَرَأى الدَّجَّال فِي صورته رُؤْيا عين لَيْسَ برؤيا مَنَام وَعِيسَى ومُوسَى وَإِبْرَاهِيم فَسئلَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم عَن الدَّجَّال فَقَالَ رَأَيْته فيلمانيا اقمر هجانا إِحْدَى عَيْنَيْهِ قَائِمَة كَأَنَّهَا كَوْكَب دري كَأَن شعره اغصان شَجَرَة وَرَأَيْت عِيسَى أَبيض جعد الرَّأْس حَدِيد الْبَصَر مبطن الْخلق وَرَأَيْت مُوسَى اسحم آدم كثير الشّعْر شَدِيد الْخلق وَنظرت إِلَى ابراهيم فَلَا انْظُر إِلَى أقرب مِنْهُ إِلَّا نظرت إِلَيْهِ مني حَتَّى كَأَنَّهُ صَاحبكُم قَالَ جبرئيل سلم على أَبِيك فَسلمت عَلَيْهِ

وَأخرج البُخَارِيّ من طَرِيق عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى {وَمَا جعلنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أريناك إِلَّا فتْنَة للنَّاس} قَالَ هِيَ رُؤْيا عين أريها رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لَيْلَة أسرِي بِهِ

وَأخرج الشَّيْخَانِ من طَرِيق قَتَادَة عَن ابي الْعَالِيَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم رَأَيْت لَيْلَة اسري بِي مُوسَى بن عمرَان رجلا طوَالًا جَعدًا كَأَنَّهُ من رجال شنؤة وَرَأَيْت عِيسَى بن مَرْيَم مَرْبُوع الْخلق الى الْحمرَة وَالْبَيَاض سبط الرَّأْس وَرَأَيْت مَالِكًا خَازِن جَهَنَّم والدجال فِي آيَات أراهن اللّه قَالَ {فَلَا تكن فِي مرية من لِقَائِه} فَكَانَ قَتَادَة يُفَسِّرهَا ان النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قد لَقِي مُوسَى

وَأخرج احْمَد وَالنَّسَائِيّ وَالْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ وَالْبَيْهَقِيّ وَابْن مرْدَوَيْه بِسَنَد صَحِيح من طَرِيق سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لما أسرِي بِي مرت بِي رَائِحَة طيبَة فَقلت مَا هَذِه الرَّائِحَة قَالُوا ماشطة بنت فِرْعَوْن وَأَوْلَادهَا سقط مشطها من يَدهَا فَقَالَت بِسم اللّه فَقَالَت ابْنة فِرْعَوْن أبي قَالَت رَبِّي هُوَ رَبك وَرب أَبِيك قَالَت أولك رب غير أبي قَالَت نعم فَدَعَاهَا فَقَالَ أَلَك رب غَيْرِي قَالَت نعم رَبِّي وَرَبك اللّه فَأمر ببقرة من نُحَاس فأحميت ثمَّ امْر بهَا لتلقى فِيهَا وَأَوْلَادهَا فَألْقوا وَاحِدًا وَاحِدًا حَتَّى بلغ رضيعا فيهم فَقَالَ قَعِي يَا أمه وَلَا تقاعسي فَإنَّك على الْحق قَالَ وَتكلم أَرْبَعَة وهم صغَار هَذَا وَشَاهد يُوسُف وَصَاحب جريج وَعِيسَى بن مَرْيَم

وَأخرج احْمَد وَابْن أبي شيبَة وَالنَّسَائِيّ وَالْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ وَأَبُو نعيم بِسَنَد صَحِيح من طَرِيق زُرَارَة بن أبي أوفى عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لما كَانَ لَيْلَة أسرِي بِي فَأَصْبَحت بِمَكَّة فظعت وَعرفت ان النَّاس مُكَذِّبِي فَقعدَ مُعْتَزِلا حَزينًا فَمر بِهِ عَدو اللّه أَبُو جهل فجَاء حَتَّى جلس إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ كَالْمُسْتَهْزِئِ هَل كَانَ من شَيْء قَالَ نعم قَالَ وَمَا هُوَ قَالَ إِنِّي أسرِي بِي اللَّيْلَة قَالَ إِلَى أَيْن قَالَ إِلَى بَيت الْمُقَدّس قَالَ ثمَّ أَصبَحت بَين ظهرانينا قَالَ نعم فَلم يره انه يكذبهُ مَخَافَة أَن يجحده الحَدِيث أَن دَعَا قومه إِلَيْهِ قَالَ أَرَأَيْت ان دَعَوْت قَوْمك أتحدثهم مَا حَدَّثتنِي قَالَ نعم قَالَ هيا معشر بني كَعْب بن لؤَي فانقضت اليه الْمجَالِس وَجَاءُوا حَتَّى جَلَسُوا إِلَيْهِمَا قَالَ حدث قَوْمك بِمَا حَدَّثتنِي فَقَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِنِّي أسرِي بِي اللَّيْلَة قَالُوا إِلَى أَيْن قَالَ إِلَى بَيت الْمُقَدّس قَالُوا ثمَّ أَصبَحت بَين ظهرانينا قَالَ نعم قَالَ فَمن بَين مُصَفِّق وَمن وَاضع يَده على رَأسه مُتَعَجِّبا قَالُوا وتستطيع ان تنْعَت الْمَسْجِد وَفِي الْقَوْم من قد سَافر إِلَيْهِ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَذَهَبت انعت فَمَا زلت انعت حَتَّى الْتبس عَليّ بعض النَّعْت فجيء بِالْمَسْجِدِ وَأَنا أنظر إِلَيْهِ حَتَّى وضع دون دَار عقيل أَو عقال فنعته وَأَنا أنظر إِلَيْهِ فَقَالَ الْقَوْم اما النَّعْت فوَاللّه لقد أصَاب

وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه من طَرِيق شهر بن حَوْشَب عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم أتيت لَيْلَة أسرِي بِي على ابراهيم عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ يَا مُحَمَّد اخبر امتك ان الْجنَّة قيعان وَأَن غراسها سُبْحَانَ اللّه وَالْحَمْد للّه وَلَا إِلَه إِلَّا اللّه وَاللّه أكبر

وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه من طَرِيق سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لما أسرِي بِالنَّبِيِّ صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم جعل يمر بِالنَّبِيِّ والنبيين مَعَهم الرَّهْط وَالنَّبِيّ والنبيين مَعَهم الْقَوْم وَالنَّبِيّ والنبيين لَيْسَ مَعَهم أحد حَتَّى مر سَواد عَظِيم فَقلت من هَذَا قيل مُوسَى وَقَومه وَلَكِن ارْفَعْ رَأسك فَانْظُر فَإِذا سَواد عَظِيم قد سد الْأُفق من ذَا الْجَانِب وَذَا الْجَانِب فَقيل لَهُ هَؤُلَاءِ امتك وَسوى هَؤُلَاءِ من امتك سَبْعُونَ ألفا يدْخلُونَ الْجنَّة بِغَيْر حِسَاب

واخرج الطَّبَرَانِيّ عَن ابْن عَبَّاس ان النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم مر على مُوسَى وَهُوَ قَائِم يُصَلِّي فِي قَبره

وَأخرج احْمَد عَن ابْن عَبَّاس قَالَ فرض اللّه على نبيه الصَّلَاة خمسين صَلَاة فَسَأَلَ ربه فَجَعلهَا خمس صلوَات

واخرج الطَّبَرَانِيّ عَن ابْن عَبَّاس سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول لما اسري بِي انْتَهَيْت الى سِدْرَة الْمُنْتَهى فَإِذا نبقها أَمْثَال القلال

وَأخرج احْمَد بِسَنَد صَحِيح عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم رَأَيْت رَبِّي عز وَجل

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الاوسط بِسَنَد صَحِيح عَن ابْن عَبَّاس انه كَانَ يَقُول ان مُحَمَّدًا صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم رأى ربه مرَّتَيْنِ مرّة ببصره وَمرَّة بفؤاده

وَأخرج أَيْضا عَن ابْن عَبَّاس قَالَ نظر مُحَمَّد إِلَى ربه قَالَ عِكْرِمَة فَقلت لَهُ نظر مُحَمَّد إِلَى ربه قَالَ نعم جعل الْكَلَام لمُوسَى والخلة لإِبْرَاهِيم وَالنَّظَر لمُحَمد صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم

واخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الرُّؤْيَة بِلَفْظ ان اللّه اصْطفى إِبْرَاهِيم بالخلة وَاصْطفى مُوسَى بالْكلَام وَاصْطفى مُحَمَّدًا بِالرُّؤْيَةِ واخرجه بِلَفْظ اتعجبون ان تكون الْخلَّة لإِبْرَاهِيم وَالْكَلَام لمُوسَى والرؤية لمُحَمد صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم

وَأخرج مُسلم عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى {مَا كذب الْفُؤَاد مَا رأى} {وَلَقَد رَآهُ نزلة أُخْرَى} قَالَ رَآهُ بفؤاده مرَّتَيْنِ

وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه بِسَنَد واه عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بَعَثَنِي اللّه لَيْلَة أسرِي بِي إِلَى يَأْجُوج وَمَأْجُوج فدعوتهم إِلَى دين اللّه وعبادته فَأَبَوا ان يجيبوني فهم فِي النَّار مَعَ من عصى ولد آدم وَولد إِبْلِيس

حَدِيث ابْن عمر

اخْرُج الطَّبَرَانِيّ فِي الاوسط عَن ابْن عمر ان النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لما أسرِي بِهِ إِلَى السَّمَاء أُوحِي إِلَيْهِ بِالْأَذَانِ فَنزل بِهِ فَعلمه جبرئيل

وَأخرج ابو دَاوُد وَالْبَيْهَقِيّ عَن ابْن عمر قَالَ كَانَت الصَّلَاة خمسين وَالْغسْل من الْجَنَابَة سبع مَرَّات وَغسل الْبَوْل من الثَّوْب سبع مَرَّات فَلم يزل رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يسْأَل حَتَّى جعلت الصَّلَاة خمْسا وَغسل الْجَنَابَة مرّة وَغسل الثَّوْب من الْبَوْل مرّة

حَدِيث ابْن عَمْرو

واخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن عَمْرو بن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده فَقَالَ اسري بِالنَّبِيِّ صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لَيْلَة سبع عشرَة من شهر ربيع الأول قبل الْهِجْرَة بِسنة

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن ابْن شهَاب قَالَ اسري بِالنَّبِيِّ صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِلَى بَيت الْمُقَدّس قبل خُرُوجه الى الْمَدِينَة بِسنة

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن عُرْوَة مثله

واخرج عَن السّديّ قَالَ أسرِي بِالنَّبِيِّ صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قبل مهاجره بِسِتَّة عشر شهرا

حَدِيث ابْن مَسْعُود

واخرج مُسلم من طَرِيق مرّة الْهَمدَانِي عَن ابْن مَسْعُود قَالَ لما أسرِي برَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَانْتهى إِلَى سِدْرَة الْمُنْتَهى وإليها يَنْتَهِي مَا يصعد بِهِ وَفِي لفظ مَا يعرج بِهِ من الْأَرْوَاح حَتَّى يقبض مِنْهَا وإليها يَنْتَهِي مَا يهْبط بِهِ من فَوْقهَا حَتَّى يقبض إِذْ يغشى السِّدْرَة مَا يغشى قَالَ غشيها فرَاش من ذهب وَأعْطى رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم الصَّلَوَات الْخمس وخواتيم سُورَة الْبَقَرَة وغقر لمن لَا يُشْرك بِاللّه من أمته شَيْئا الْمُقْحمَات

وَأخرج ابْن عَرَفَة فِي جزئه وَأَبُو نعيم وَابْن عَسَاكِر من طَرِيق أبي عُبَيْدَة بن عبد اللّه بن مَسْعُود عَن أَبِيه قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم اتاني جبرئيل بِدَابَّة فَوق الْحمار وَدون الْبَغْل فَحَمَلَنِي عَلَيْهِ ثمَّ انْطلق يهوي بِنَا كلما صعد عقبَة اسْتَوَت رِجْلَاهُ كَذَلِك مَعَ يَدَيْهِ وَإِذا هَبَط اسْتَوَت يَدَاهُ مَعَ رجلَيْهِ حَتَّى مَرَرْنَا بِرَجُل طوال سبط آدم كَأَنَّهُ من رجال شنُوءَة وَهُوَ يَقُول وَيرْفَع صَوته اكرمته وفضلته فدفعنا إِلَيْهِ فسلمنا فَرد السَّلَام فَقَالَ من هَذَا مَعَك يَا جبرئيل قَالَ هَذَا احْمَد قَالَ مرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الْأُمِّي

الْعَرَبِيّ الَّذِي بلغ رِسَالَة ربه ونصح لأمته ثمَّ اندفعنا فَقلت من هَذَا يَا جبرئيل قَالَ هَذَا مُوسَى بن عمرَان قلت وَمن يُعَاتب قَالَ يُعَاتب ربه فِيك قلت وَيرْفَع صَوته على ربه قَالَ إِن اللّه قد عرف لَهُ حِدته ثمَّ اندفعنا حَتَّى مَرَرْنَا بشجرة كَأَن ثَمَرهَا السرج تحتهَا شيخ وَعِيَاله فَقَالَ لي جبرئيل اعمد إِلَى أَبِيك ابراهيم فدفعنا إِلَيْهِ فسلمنا عَلَيْهِ فَرد السَّلَام فَقَالَ إِبْرَاهِيم من هَذَا مَعَك يَا جبرئيل قَالَ هَذَا ابْنك احْمَد فَقَالَ مرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الْأُمِّي الَّذِي بلغ رِسَالَة ربه ونصح لأمته يَا بني إِنَّك لَاق رَبك اللَّيْلَة وَإِن امتك آخر الامم وأضعفها فَإِن اسْتَطَعْت ان تكون حَاجَتك كلهَا اَوْ جلها فِي امتك فافعل ثمَّ اندفعنا حَتَّى انتهينا إِلَى الْمَسْجِد الاقصى فَنزلت فَربطت الدَّابَّة بالحلقة الَّتِي فِي بَاب الْمَسْجِد الَّتِي كَانَت الْأَنْبِيَاء ترْبط بهَا ثمَّ دخلت الْمَسْجِد فَعرفت النَّبِيين من بَين قَائِم وَرَاكِع وَسَاجِد ثمَّ اتيت بكأسين من عسل وَلبن فَأخذت اللَّبن فَشَرِبت فَضرب جبرئيل مَنْكِبي وَقَالَ أصبت الْفطْرَة ثمَّ اقيمت الصَّلَاة فأممتهم ثمَّ انصرفنا فأقبلنا

وَأخرج احْمَد وَابْن ماجة وَسَعِيد بن مَنْصُور وَالْحَاكِم وَصَححهُ من طَرِيق مُؤثر بن غفارة عَن ابْن مَسْعُود عَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لقِيت لَيْلَة اسري بِي إِبْرَاهِيم ومُوسَى وَعِيسَى فتذاكروا امْر السَّاعَة فَردُّوا أَمرهم إِلَى ابراهيم فَقَالَ لَا علم لي بهَا فَردُّوا امرهم الى مُوسَى فَقَالَ لَا علم لي بهَا فَردُّوا أَمرهم إِلَى عِيسَى فَقَالَ أما وجبتها فَلَا يعلم بهَا أحد إِلَّا اللّه وَفِيمَا عهد إِلَيّ رَبِّي ان الدَّجَّال خَارج وَمَعِي قضيبان فاذا رَآنِي ذاب كَمَا يذوب الرصاص فيهلكه اللّه إِذا رَآنِي حَتَّى ان الْحجر وَالشَّجر يَقُول يَا مُسلم إِن تحتي كَافِرًا فتعال فاقتله فيهلكهم اللّه ثمَّ يرجع النَّاس إِلَى بِلَادهمْ وأوطانهم فَعِنْدَ ذَلِك يخرج يَأْجُوج وَمَأْجُوج وهم من كل حدب يَنْسلونَ فيطأون بِلَادهمْ لَا يأْتونَ على شَيْء إِلَّا أهلكوه وَلَا يَمرونَ على مَاء إِلَّا شربوه ثمَّ يرجع النَّاس إِلَيّ فيشكونهم فأدعو اللّه عَلَيْهِم فيهلكهم ويميتهم حَتَّى تجوى الارض من نَتن ريحهم فَينزل اللّه الْمَطَر فيجرف أَجْسَادهم حَتَّى يقذفهم فِي الْبَحْر فَفِيمَا عهد إِلَيّ رَبِّي ان ذَلِك إِذا كَانَ كَذَلِك ان السَّاعَة كالحامل المتم لَا يدْرِي أَهلهَا مَتى تفاجأهم بولادتها لَيْلًا اَوْ نَهَارا

وَأخرج الْبَزَّار وَأَبُو يعلى والْحَارث بن أبي اسامة وَالطَّبَرَانِيّ وَأَبُو نعيم وَابْن عَسَاكِر من طَرِيق عَلْقَمَة عَن ابْن مَسْعُود قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم اتيت بِالْبُرَاقِ فركبته إِذا أَتَى على جبل ارْتَفَعت رِجْلَاهُ وَإِذا هَبَط ارْتَفَعت يَدَاهُ فَسَار بِنَا فِي أَرض عمَّة مُنْتِنَة ثمَّ أفضينا إِلَى أَرض فيحاء طيبَة فَسَأَلت جبرئيل قَالَ تِلْكَ أَرض النَّار وَهَذِه أَرض الْجنَّة فَأتيت على رجل قَائِم يُصَلِّي فَقَالَ من هَذَا يَا جبرئيل مَعَك قَالَ اخوك مُحَمَّد فَرَحَّبَ ودعا لي بِالْبركَةِ وَقَالَ سل لأمتك الْيُسْر فَقلت من هَذَا يَا جبرئيل قَالَ هَذَا اخوك عِيسَى فسرنا فَسمِعت صَوتا وتذمرا فأتينا على رجل فَقَالَ من هَذَا مَعَك قَالَ هَذَا اخوك مُحَمَّد فَسلم ودعا لي بِالْبركَةِ وَقَالَ سل لأمتك الْيُسْر قلت من هَذَا يَا جبرئيل قَالَ هَذَا اخوك مُوسَى قلت على من كَانَ تذمره قَالَ على ربه قلت أَعلَى ربه قَالَ نعم قد عرف حِدته ثمَّ سرنا فَرَأَيْت مصابيح وضوأ فَقلت مَا هَذَا يَا جبرئيل قَالَ هَذِه شَجَرَة أَبِيك ابراهيم أدن مِنْهَا فدنوت مِنْهَا فَرَحَّبَ ودعا لي بِالْبركَةِ ثمَّ مضينا حَتَّى أَتَيْنَا بَيت الْمُقَدّس فَربطت الدَّابَّة بالحلقة الَّتِي ترْبط بهَا الْأَنْبِيَاء ثمَّ دخلت الْمَسْجِد فنشرت لي الْأَنْبِيَاء من سمى اللّه وَمن لم يسم فَصليت بهم إِلَّا هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَة إِبْرَاهِيم ومُوسَى وَعِيسَى

وَأخرج التِّرْمِذِيّ وَحسنه وَابْن مرْدَوَيْه من طَرِيق عبد الرَّحْمَن عَن ابْن مَسْعُود قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لقِيت ابراهيم لَيْلَة اسري بِي فَقَالَ يَا مُحَمَّد اقْرَأ امتك مني السَّلَام واخبرهم ان الْجنَّة طيبَة التربة عذبة المَاء وَأَنَّهَا قيعان وَأَن غراسها سُبْحَانَ اللّه وَالْحَمْد للّه وَلَا إِلَه إِلَّا اللّه وَاللّه اكبر وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللّه الْعلي الْعَظِيم

وَأخرج مُسلم من طَرِيق زر عَن ابْن مَسْعُود فِي قَوْله تَعَالَى {لقد رأى من آيَات ربه الْكُبْرَى} قَالَ رأى جبرئيل لَهُ سِتّمائَة جنَاح

واخرج الْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم من طَرِيق ذَر عَن ابْن مَسْعُود فِي قَوْله تَعَالَى {وَلَقَد رَآهُ نزلة أُخْرَى} قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم رَأَيْت جبرئيل عِنْد سِدْرَة الْمُنْتَهى لَهُ

سِتّمائَة جنَاح ينتثر من ريشه تهاويل الدّرّ والياقوت

واخرج البُخَارِيّ من طَرِيق عَلْقَمَة عَن ابْن مَسْعُود فِي قَوْله تَعَالَى {لقد رأى من آيَات ربه الْكُبْرَى} قَالَ رأى رفرفا أَخْضَر قد مَلأ الْأُفق

حَدِيث عبد اللّه بن اِسْعَدْ بن زُرَارَة

اخْرُج الْبَزَّار وَابْن قَانِع وَابْن عدي عَن عبد اللّه بن أسعد بن زُرَارَة قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لَيْلَة أسرِي بِي أنتهيت الى قصر من لؤلؤة فرَاشه ذهب يتلألأ نورا وَأعْطيت ثَلَاثًا إِنَّك سيد الْمُرْسلين وَإِمَام الْمُتَّقِينَ وقائد الغر المحجلين وَأخرجه الْبَغَوِيّ وَابْن عَسَاكِر بِلَفْظ اسري بِي فِي قفص من لُؤْلُؤ فرَاشه من ذهب

حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن قرط الثمالِي

اخْرُج سعيد بن مَنْصُور فِي سنَنه وَالطَّبَرَانِيّ وَابْن مرْدَوَيْه وَأَبُو نعيم فِي الْمعرفَة عَن عبد الرَّحْمَن بن قرط ان رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لَيْلَة اسري بِهِ الى الْمَسْجِد الْأَقْصَى كَانَ بَين الْمقَام وزمزم جبرئيل عَن يَمِينه وَمِيكَائِيل عَن يسَاره فطَارَا بِهِ حَتَّى بلغ السَّمَوَات العلى فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ سَمِعت تسبيحا فِي السَّمَوَات العلى مَعَ تَسْبِيح كثير سبحت السَّمَوَات العلى من ذِي المهابة مشفقات من ذِي الْعُلُوّ بِمَا علا سُبْحَانَ الْعلي الاعلى سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى

حَدِيث عَليّ بن أبي طَالب كرم اللّه وَجهه

تقدم ذكره فِي اول الْكتاب فِي الْأَذَان من طَرِيق الْحُسَيْن عَن ابيه

واخرج ابو نعيم من طَرِيق مُحَمَّد بن الحنفيه قَالَ إِن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لما عرج بِهِ إِلَى السَّمَاء فَانْتهى إِلَى مَكَان من السَّمَاء وقف بِهِ وَبعث اللّه ملكا فَقَامَ من السَّمَاء مقَاما مَا قامه قبل ذَلِك قيل لَهُ علمه الْأَذَان فَقَالَ الْملك اللّه اكبر اللّه اكبر فَقَالَ اللّه صدق عَبدِي أَنا اللّه الْأَكْبَر فَقَالَ الْملك أشهد ان لَا إِلَه إِلَّا اللّه فَقَالَ اللّه صدق عَبدِي أَنا اللّه لَا إِلَه إِلَّا انا فَقَالَ الْملك أشهد ان مُحَمَّدًا رَسُول اللّه فَقَالَ اللّه صدق عَبدِي

أَنا أَرْسلتهُ وَأَنا اخترته وَأَنا ائتمنته فَقَالَ حَيّ على الصَّلَاة فَقَالَ اللّه صدق عَبدِي دَعَا إِلَى فريضتي وحقي فَمن أَتَاهَا محتسبا كَانَت كَفَّارَة لكل ذَنْب فَقَالَ الْملك حَيّ على الْفَلاح فَقَالَ اللّه صدق عَبدِي أَنا اقمت فريضتها وعدتها ومواقيتها ثمَّ قيل لرَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم تقدم فَتقدم فَأم اهل السَّمَاء فتم لَهُ شرفه على سَائِر الْخلق

وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه من طَرِيق زيد بن عَليّ عَن آبَائِهِ عَن عَليّ أَن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم علم الْأَذَان لَيْلَة اسري بِهِ وفرضت عَلَيْهِ الصَّلَاة

وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن عَليّ قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم مَا مَرَرْت على مَلأ من الْمَلَائِكَة لَيْلَة أسرِي بِي إِلَّا قَالُوا مر أمتك بالحجامة وَأخرجه احْمَد وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَابْن مرْدَوَيْه مثله من حَدِيث ابْن عَبَّاس 

  ٩-١حَدِيث عمر بن الْخطاب رَضِي اللّه عَنهُ

اخْرُج احْمَد عَن عبيد بن آدم ان عمر بن الْخطاب رَضِي اللّه عَنهُ كَانَ بالجابية فَذكر فتح بَيت الْمُقَدّس فَقَالَ لكعب أَيْن ترى ان أُصَلِّي قَالَ خلف الصَّخْرَة قَالَ لَا وَلَكِن أُصَلِّي حَيْثُ صلى رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَتقدم إِلَى الْقبْلَة فصلى

واخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن عمر قَالَ لما اسري برَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم رأى مَالِكًا خَازِن النَّار فَإِذا رجل عَابس يعرف الْغَضَب فِي وَجهه

وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه من طَرِيق الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن عمر بن الْخطاب قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم صليت لَيْلَة أسرِي بِي فِي مقدم الْمَسْجِد ثمَّ دخلت إِلَى الصَّخْرَة فاذا ملك قَائِم مَعَه آنِية ثَلَاث فتناولت الْعَسَل فَشَرِبت مِنْهُ قَلِيلا ثمَّ تناولت الآخر فَشَرِبت مِنْهُ حَتَّى رويت فَإِذا هُوَ لبن فَقَالَ اشرب من الآخر فَإِذا هُوَ خمر قلت قد رويت قَالَ أما انك لَو شربت من هَذَا لم تَجْتَمِع أمتك على الْفطْرَة أبدا ثمَّ انْطلق بِي إِلَى السَّمَاء فَفرضت عَليّ الصَّلَاة ثمَّ رجعت إِلَى خَدِيجَة وَمَا تحولت عَن جَانبهَا الآخر

حَدِيث مَالك بن صعصعة

اخْرُج احْمَد والشيخان وَابْن جرير من طَرِيق قَتَادَة عَن أنس أَن مَالك بن صعصعة حَدثهُ انه نَبِي اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم حَدثهمْ عَن لَيْلَة اسرى بِهِ قَالَ بَيْنَمَا أَنا فِي الْحطيم وَرُبمَا قَالَ قَتَادَة فِي الْحجر مُضْطَجعا إِذْ أَتَانِي آتٍ فَجعل يَقُول لصَاحبه الْأَوْسَط بَين الثَّلَاثَة فَأَتَانِي فشق مَا بَين هَذِه إِلَى هَذِه يَعْنِي من ثغرة نَحره إِلَى شعرته فاستخرج قلبِي فَأتيت بطست من ذهب مَمْلُوءَة إِيمَانًا وَحِكْمَة فَغسل قلبِي ثمَّ حشي ثمَّ اعيد ثمَّ أتيت بِدَابَّة دون الْبَغْل وَمَا فَوق الْحمار يَقع خطوه عِنْد أقْصَى طرفه فَحملت عَلَيْهِ فَانْطَلق بِي جبرئيل حَتَّى أَتَى بِي الى السَّمَاء الدُّنْيَا فَاسْتَفْتَحَ فَقيل من هَذَا قَالَ جبرئيل قيل وَمن مَعَك قَالَ مُحَمَّد قيل اَوْ قد أرسل إِلَيْهِ قَالَ نعم قيل مرْحَبًا بِهِ ولنعم الْمَجِيء جَاءَ فَفتح فَلَمَّا خلصت فَإِذا فِيهَا آدم قَالَ هَذَا ابوك آدم فَسلم عَلَيْهِ فَسلمت عَلَيْهِ فَرد السَّلَام ثمَّ قَالَ مرْحَبًا بالابن الصَّالح وَالنَّبِيّ الصَّالح ثمَّ صعد حَتَّى أَتَى السَّمَاء الثَّانِيَة فَاسْتَفْتَحَ فَقيل من هَذَا قَالَ جبرئيل قيل وَمن مَعَك قَالَ مُحَمَّد قيل أوقد أرسل إِلَيْهِ قَالَ نعم قَالَ مرْحَبًا بِهِ ولنعم الْمَجِيء جَاءَ فَفتح فَلَمَّا خصلت فاذا بِيَحْيَى وَعِيسَى وهما ابْنا الْخَالَة قَالَ هَذَا يحيى وَعِيسَى فَسلم عَلَيْهِمَا فَسلمت فَردا السَّلَام ثمَّ قَالَا مرْحَبًا بالاخ الصَّالح وَالنَّبِيّ الصَّالح ثمَّ صعد حَتَّى أَتَى السَّمَاء الثَّالِثَة فَاسْتَفْتَحَ فَقيل من هَذَا قَالَ جبرئيل قيل وَمن مَعَك قَالَ مُحَمَّد قيل أَو قد أرسل إِلَيْهِ قَالَ نعم قَالَ مرْحَبًا بِهِ ولنعم الْمَجِيء جَاءَ فَفتح فَلَمَّا خلصت إِذا يُوسُف فَسلمت عَلَيْهِ فَرد السَّلَام ثمَّ قَالَ مرْحَبًا بالأخ الصَّالح وَالنَّبِيّ الصَّالح ثمَّ صعد حَتَّى أَتَى السَّمَاء الرَّابِعَة فَاسْتَفْتَحَ قيل من هَذَا قَالَ جبرئيل قيل وَمن مَعَك قَالَ مُحَمَّد قيل أَو قد ارسل إِلَيْهِ قَالَ نعم قيل مرْحَبًا بِهِ ولنعم الْمَجِيء جَاءَ فَفتح فَلَمَّا خلصت فَإِذا إِدْرِيس فَسلمت عَلَيْهِ فَرد السَّلَام ثمَّ قَالَ مرْحَبًا بالأخ الصَّالح وَالنَّبِيّ الصَّالح ثمَّ صعد حَتَّى اتى السَّمَاء الْخَامِسَة فَاسْتَفْتَحَ فَقيل من هَذَا قَالَ جبرئيل قيل وَمن مَعَك قَالَ مُحَمَّد قيل اَوْ قد ارسل اليه قَالَ نعم قيل مرْحَبًا بِهِ ولنعم المحيء جَاءَ فَلَمَّا خلصت فَإِذا هَارُون فَسلمت عَلَيْهِ فَرد السَّلَام ثمَّ قَالَ مرْحَبًا بالأخ الصَّالح وَالنَّبِيّ الصَّالح ثمَّ صعد حَتَّى أَتَى السَّمَاء السَّادِسَة فَاسْتَفْتَحَ فَقيل من هَذَا قَالَ

جبرئيل قيل وَمن مَعَك قَالَ مُحَمَّد قيل أَو قد ارسل اليه قَالَ نعم قيل مرْحَبًا بِهِ ولنعم الْمَجِيء جَاءَ فَلَمَّا خلصت اذا انا بمُوسَى فَسلمت عَلَيْهِ فَرد السَّلَام ثمَّ قَالَ مرْحَبًا بالأخ الصَّالح وَالنَّبِيّ الصَّالح فَلَمَّا تجاوزته بَكَى قيل لَهُ مَا يبكيك قَالَ ابكي لِأَن غُلَاما بعث بعدِي يدْخل الْجنَّة من أمته اكثر مِمَّا يدخلهَا من أمتِي ثمَّ صعد حَتَّى أَتَى السَّمَاء السَّابِعَة فَاسْتَفْتَحَ قيل من هَذَا قَالَ جبرئيل قيل وَمن مَعَك قَالَ مُحَمَّد قيل اَوْ قد ارسل إِلَيْهِ قَالَ نعم قيل مرْحَبًا بِهِ ولنعم الْمَجِيء جَاءَ فَفتح فَلَمَّا خلصت فَإِذا ابراهيم قَالَ هَذَا إِبْرَاهِيم فَسلم عَلَيْهِ فَسلمت عَلَيْهِ فَرد السَّلَام ثمَّ قَالَ مرْحَبًا بالابن الصَّالح وَالنَّبِيّ الصَّالح ثمَّ رفعت إِلَى سِدْرَة الْمُنْتَهى فَإِذا نبقها مثل قلال هجر وَإِذا وَرقهَا مثل آذان الفيلة فَقَالَ هَذِه سِدْرَة الْمُنْتَهى وَإِذا أَرْبَعَة أَنهَار نهران باطنان ونهران ظاهران فَقلت مَا هَذَا يَا جبرئيل قَالَ اما الباطنان فنهران فِي الْجنَّة وَأما الظاهران فالنيل والفرات قَالَ ثمَّ رفع لي الْبَيْت الْمَعْمُور

قَالَ قَتَادَة وَحدثنَا الْحسن عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم أَنه رأى الْبَيْت الْمَعْمُور يدْخلهُ كل يَوْم سَبْعُونَ ألف ملك ثمَّ لَا يعودون فِيهِ

ثمَّ رَجَعَ الى حَدِيث انس قَالَ ثمَّ اتيت باناء من خمر واناء من لبن وإناء من عسل فَأخذت اللَّبن قَالَ هَذِه الْفطْرَة الَّتِي أَنْت عَلَيْهَا وَأمتك ثمَّ فرضت الصَّلَاة خمسين صَلَاة كل يَوْم فَنزلت حَتَّى انْتَهَيْت إِلَى مُوسَى فَقَالَ مَا فرض رَبك على امتك قلت خمسين صَلَاة كل يَوْم قَالَ إِن امتك لَا تَسْتَطِيع ذَلِك وَإِنِّي قد خبرت النَّاس قبلك وعالجت بني إِسْرَائِيل أَشد المعالجة فَارْجِع إِلَى رَبك فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيف لأمتك فَرَجَعت فَوضع عني عشرا فَرَجَعت إِلَى مُوسَى فَقلت وضع عني عشرا قَالَ ارْجع إِلَى رَبك فاساله التَّخْفِيف فَرَجَعت فَوضع عني عشرا اخرى فَرَجَعت إِلَى مُوسَى فَقلت وضع عني عشرا اخرى قَالَ أرجع إِلَى رَبك فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيف فَلم ازل ارْجع حَتَّى امرت بِخمْس صلوَات كل يَوْم فَرَجَعت إِلَى مُوسَى فَقلت أمرت بِخمْس صلوَات كل يَوْم قَالَ ان امتك لَا تَسْتَطِيع خمس صلوَات كل يَوْم وَإِنِّي قد خبرت النَّاس قبلك وعالجت بني اسرائيل أَشد المعالجة فَارْجِع إِلَى رَبك فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيف لأمتك فَقلت

قد سَأَلت رَبِّي حَتَّى استحييت وَلَكِن ارْض وَأسلم فناداني مُنَاد قد امضيت فريضتي وخففت عَن عبَادي

حَدِيث أبي أَيُّوب

اخْرُج ابْن ابي حَاتِم وَابْن مرْدَوَيْه عَن أبي ايوب الانصاري ان رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لَيْلَة أسرِي بِهِ مر على ابراهيم عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ لَهُ ابراهيم مر أمتك فليكثروا من غراس الْجنَّة فَإِن تربَتهَا طيبَة وأرضها وَاسِعَة فَقَالَ لَهُ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم وَمَا غراس الْجنَّة قَالَ لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللّه

حَدِيث أبي حَبَّة

يَأْتِي فِي اثناء حَدِيث أبي ذَر

حَدِيث ابي الْحَمْرَاء

اخْرُج الطَّبَرَانِيّ وَابْن قَانِع وَابْن مرْدَوَيْه عَن أبي الْحَمْرَاء قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لما أسرِي بِي الى السَّمَاء السَّابِعَة فاذا على سَاق الْعَرْش الايمن لَا إِلَه إِلَّا اللّه مُحَمَّد رَسُول اللّه

حَدِيث أبي ذَر

اخْرُج الشَّيْخَانِ من طَرِيق يُونُس عَن الزُّهْرِيّ عَن أنس قَالَ كَانَ ابو ذَر يحدث أَن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ فرج سقف بَيْتِي وَأَنا بِمَكَّة فَنزل جبرئيل فَفرج صَدْرِي ثمَّ غسله بِمَاء زَمْزَم ثمَّ جَاءَ بطست من ذهب ممتلئ حِكْمَة وإيمانا فأفرغه فِي صَدْرِي ثمَّ اطبقه ثمَّ اخذ بيَدي فعرج بِي إِلَى السَّمَاء فَلَمَّا جِئْت الى السَّمَاء قَالَ جبرئيل لخازن السَّمَاء افْتَحْ قَالَ من هَذَا قَالَ جبرئيل قَالَ هَل مَعَك اُحْدُ قَالَ نعم معي مُحَمَّد قَالَ أرسل اليه قَالَ نعم فَلَمَّا فتح علونا السَّمَاء الدُّنْيَا وَإِذا رجل قَاعد على يَمِينه اسودة وعَلى يسَاره اسودة فاذا نظر قبل يَمِينه ضحك واذا نظر قبل شِمَاله بَكَى فَقَالَ مرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالح وَالِابْن الصَّالح قلت لجبرئيل من هَذَا قَالَ آدم وَهَذِه الأسودة عَن يَمِينه

وَعَن شِمَاله نسم بنيه فَأهل الْيَمين هم أهل الْجنَّة والأسودة الَّتِي عَن شِمَاله أهل النَّار فَإِذا انْظُر عَن يَمِينه ضحك وَإِذا نظر عَن شِمَاله بَكَى ثمَّ عرج بِي الى السَّمَاء الثَّانِيَة فَقَالَ لخازنها افْتَحْ فَقَالَ لَهُ خازنها مثل مَا قَالَ لَهُ الأول فَفتح قَالَ أنس فَذكر انه وجد فِي السَّمَوَات آدم وَإِدْرِيس ومُوسَى وَعِيسَى وابراهيم وَلم يثبت كَيفَ مَنَازِلهمْ

وَقَالَ الزُّهْرِيّ فَأَخْبرنِي ابْن حزم ان ابْن عَبَّاس وَأَبا حَبَّة الْأنْصَارِيّ كَانَا يَقُولَانِ قَالَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ عرج بِي حَتَّى ظَهرت بمستوى اسْمَع فِيهِ صريف الأقلام قَالَ انس قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَفرض اللّه على امتي خمسين صَلَاة فَرَجَعت بذلك حَتَّى مَرَرْت على مُوسَى فَقَالَ مَا فرض اللّه على أمتك قلت فرض خمسين صَلَاة قَالَ فَارْجِع الى رَبك فان امتك لَا تطِيق ذَلِك فَرَجَعت فَقَالَ هِيَ خمس وَهن خَمْسُونَ لَا يُبدل القَوْل لدي فَرَجَعت إِلَى مُوسَى فَقَالَ أرجع إِلَى رَبك قلت قد استحييت من رَبِّي ثمَّ انْطلق بِي حَتَّى انْتهى إِلَى سِدْرَة الْمُنْتَهى فغشيها ألوان لَا أَدْرِي مَا هِيَ ثمَّ أدخلت الْجنَّة فَإِذا فِيهَا جنابذ اللُّؤْلُؤ وَإِذا ترابها الْمسك

واخرج عبد اللّه بن احْمَد فِي زوايد الْمسند وَابْن مرْدَوَيْه وَابْن عَسَاكِر من طَرِيق يُونُس عَن الزُّهْرِيّ عَن انس عَن أبي بن كَعْب مثله سَوَاء حرفا بِحرف فعده جمَاعَة من مُسْند أبي بن كَعْب

وَذكر الْحَافِظ ابْن حجر انه وَقع فِيهِ تَحْرِيف وَأَنه كَانَ فِي الاصل عَن أبي ذَر فَسقط من النُّسْخَة لَفظه ذَر فَظن أَن أبي أَبَيَا فادرج فِي مُسْند أبي بن كَعْب غَلطا وَاللّه أعلم

وَأخرج مُسلم عَن أبي ذَر قَالَ سَأَلت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم هَل رَأَيْت رَبك قَالَ رَأَيْت نورا أَنى أرَاهُ

حَدِيث أبي سعيد

اخْرُج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن ابي حَاتِم وَابْن مرْدَوَيْه وَالْبَيْهَقِيّ وَابْن عَسَاكِر من طَرِيق أبي هَارُون الْعَبْدي عَن ابي سعيد الْخُدْرِيّ عَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم انه حدث عَن لَيْلَة

أسرِي بِهِ قَالَ بَيْنَمَا انا نَائِم عشَاء فِي الْمَسْجِد الْحَرَام إِذْ أَتَانِي آتٍ فأيقظني فَاسْتَيْقَظت فَلم أر شَيْئا وَإِذا انا بكهيئة خيال فاتبعته بَصرِي حَتَّى خرجت من الْمَسْجِد فاذا انا بِدَابَّة أدنى شُبْهَة بدوابكم هَذِه بغالك مُضْطَرب الْأُذُنَيْنِ يُقَال لَهَا الْبراق وَكَانَت الْأَنْبِيَاء تركبه قبلي يَقع حَافره عِنْد مد بَصَره فركبته فَبينا انا اسير عَلَيْهِ إِذْ دَعَاني دَاع عَن يَمِيني يَا مُحَمَّد انظرني أَسأَلك فَلم أجبه ثمَّ دَعَاني دَاع عَن شمَالي يَا مُحَمَّد أَنْظرنِي اسألك فَلم أجبه فَبينا أَنا أَسِير عَلَيْهِ إِذا أَنا بِامْرَأَة حَاسِرَة عَن ذراعيها وَعَلَيْهَا من كل زِينَة خلقهَا اللّه فَقَالَت يَا مُحَمَّد انظرني اسألك فَلم الْتفت إِلَيْهَا حَتَّى أتيت بَيت الْمُقَدّس فأوثقت دَابَّتي بالحلقة الَّتِي كَانَت الْأَنْبِيَاء توثقها بهَا أَتَانِي جبرئيل بإنائين احدهما خمر وَالْآخر لبن فَشَرِبت اللَّبن وَتركت الْخمر فَقَالَ جبرئيل اصبت الْفطْرَة فَقلت اللّه اكبر اللّه اكبر فَقَالَ جبرئيل مَا رَأَيْت فِي وَجهك هَذَا قلت بَيْنَمَا انا أَسِير إِذْ دَعَاني دَاع عَن يَمِيني يَا مُحَمَّد انظرني اسألك فَلم اجبه قَالَ ذَاك دَاعِي الْيَهُود اما أَنَّك لَو أَجَبْته لتهودت أمتك قلت وبينما انا اسير إِذا دَعَاني دَاع عَن يساري يَا مُحَمَّد انظرني أَسأَلك فَلم أجبه قَالَ ذَاك دَاعِي النَّصَارَى اما انك لَو احبته لتنصرت امتك فَبَيْنَمَا انا اسير إِذا أَنا بِامْرَأَة حَاسِرَة عَن ذراعيها عَلَيْهَا من كل زِينَة خلقهَا اللّه تَقول يَا مُحَمَّد انظرني أَسأَلك فَلم أجبها قَالَ تِلْكَ الدُّنْيَا أما أَنَّك لَو أجبتها لاختارت امتك الدُّنْيَا على الْآخِرَة ثمَّ دخلت أَنا وجبرئيل بَيت الْمُقَدّس فصلى كل وَاحِد منا رَكْعَتَيْنِ ثمَّ أتيت بالمعراج الَّذِي تعرج عَلَيْهِ أَرْوَاح بني آدم فَلم تَرَ الْخَلَائق احسن من الْمِعْرَاج مَا رَأَيْت الْمَيِّت حِين يشق بَصَره طامحا إِلَى السَّمَاء فَإِن ذَلِك عجبه بالمعراج فَصَعدت أَنا وجبرئيل فَإِذا انا بِملك يُقَال لَهُ إِسْمَاعِيل وَهُوَ صَاحب سَمَاء الدُّنْيَا وَبَين يَدَيْهِ سَبْعُونَ ألف ملك مَعَ كل ملك جنده مائَة الف ملك قَالَ وَقَالَ اللّه تَعَالَى {وَمَا يعلم جنود رَبك إِلَّا هُوَ} قَالَ فَاسْتَفْتَحَ جبرئيل بَاب السَّمَاء قيل من هَذَا قَالَ جبرئيل قيل وَمن مَعَك قَالَ مُحَمَّد قيل أَو قد بعث إِلَيْهِ قَالَ نعم فَإِذا انا بِآدَم كَهَيْئَته يَوْم خلقه اللّه على صورته تعرض عَلَيْهِ أَرْوَاح ذُريَّته الْمُؤمنِينَ فَيَقُول روح طيبَة

وَنَفس طيبَة فاجعلوها فِي عليين ثمَّ تعرض عَلَيْهِ أَرْوَاح ذُريَّته الْفجار فَيَقُول روح خبيثة وَنَفس خبيثة اجْعَلُوهَا فِي سِجِّين ثمَّ مضيت هنيهة فَإِذا انا بأخونه عَلَيْهَا لحم نضج لَيْسَ بِقُرْبِهِ أحد وَإِذا انا بأخونه عَلَيْهَا لحم قد أروح وانتن عِنْدهَا أنَاس يَأْكُلُون مِنْهَا قلت يَا جبرئيل من هَؤُلَاءِ قَالَ هَؤُلَاءِ قوم من امتك يتركون الْحَلَال وياتون الْحَرَام ثمَّ مضيت هنيَّة فَإِذا انا بِأَقْوَام بطونهم أَمْثَال الْبيُوت كلما نَهَضَ احدهم خر يَقُول اللّهمَّ لَا تقم السَّاعَة وهم على سابلة آل فِرْعَوْن فتجيء السابلة فتطأهم فَسَمِعتهمْ يضجون إِلَى اللّه قلت يَا جبرئيل من هَؤُلَاءِ قَالَ هَؤُلَاءِ من أمتك الَّذين يَأْكُلُون الرِّبَا لَا يقومُونَ إِلَّا كَمَا يقوم الَّذِي يتخبطه الشَّيْطَان من الْمس ثمَّ مضيت هنيَّة فَإِذا انا بِأَقْوَام مشافرهم كمشافر الْإِبِل فتفتح افواههم ويلقمون حجرا ثمَّ يخرج من أسافلهم فَسَمِعتهمْ يضجون إِلَى اللّه قلت يَا جبرئيل من هَؤُلَاءِ قَالَ هَؤُلَاءِ من أمتك الَّذين يَأْكُلُون اموال الْيَتَامَى ظلما {إِنَّمَا يَأْكُلُون فِي بطونهم نَارا وسيصلون سعيرا} ثمَّ مضيت هينة فَإِذا انا بنساء معلقات بثديهن وَنسَاء منكسات بأجلهن فسمعتهن يضججن إِلَى اللّه قلت يَا جبرئيل من هَؤُلَاءِ النِّسَاء قَالَ هَؤُلَاءِ من امتك اللَّاتِي يَزْنِين ويقتلن اولادهن ثمَّ مضيت هنيَّة فَإِذا انا بِأَقْوَام يقطع من جنُوبهم اللَّحْم فيلقمون فَيُقَال لَهُ كل كَمَا كنت تَأْكُل من لحم أَخِيك قلت يَا جبرئيل من هَؤُلَاءِ قَالَ هَؤُلَاءِ الهمازون من أمتك اللمازون ثمَّ صعدنا إِلَى السَّمَاء الثَّانِيَة فَإِذا انا بِرَجُل احسن مَا خلق اللّه قد فضل النَّاس بالْحسنِ كَالْقَمَرِ لَيْلَة الْبَدْر على سَائِر الْكَوَاكِب قلت يَا جبرئيل من هَذَا قَالَ هَذَا أَخُوك يُوسُف وومعه نفر من قومه فَسلمت عَلَيْهِ وَسلم عَليّ ثمَّ صعدت إِلَى السَّمَاء الثَّالِثَة فَإِذا انا بِيَحْيَى وَعِيسَى ومعهما نفر من قومهما فَسلمت عَلَيْهِمَا وسلما عَليّ ثمَّ صعدت إِلَى السَّمَاء الرَّابِعَة فَإِذا انا بِإِدْرِيس قد رَفعه اللّه مَكَانا عليا فَسلمت عَلَيْهِ وَسلم عَليّ ثمَّ صعدت إِلَى السَّمَاء الْخَامِسَة فَإِذا انا بهَارُون وَنصف لحيته بَيْضَاء وَنِصْفهَا سَوْدَاء تكَاد لحيته تضرب سرته من طولهَا قلت يَا جبرئيل من هَذَا قَالَ هَذَا المحبب فِي قومه هَذَا هَارُون بن عمرَان وَمَعَهُ نفر من قومه فَسلمت عَلَيْهِ وَسلم عَليّ ثمَّ صعدت إِلَى السَّمَاء السَّادِسَة فَإِذا انا بمُوسَى بن عمرَان رجل آدم

شطرين شطر عَلَيْهِم ثِيَاب بيض كَأَنَّهَا الْقَرَاطِيس وَشطر عَلَيْهِم ثِيَاب رمد فَدخلت الْبَيْت الْمَعْمُور وَدخل معي الَّذين عَلَيْهِم الثِّيَاب الْبيض وحجب الْآخرُونَ الَّذين عَلَيْهِم الثِّيَاب كثير الشّعْر لَو كَانَ عَلَيْهِ قَمِيصَانِ لنفذ شعره دون الْقَمِيص وَإِذا هُوَ يَقُول يزْعم النَّاس اني أكْرم على اللّه من هَذَا بل هَذَا اكرم على اللّه مني قلت يَا جبرئيل من هَذَا قَالَ هَذَا اخوك مُوسَى بن عمرَان وَمَعَهُ نفر من قومه فَسلمت عَلَيْهِ وَسلم عَليّ ثمَّ صعدت إِلَى السَّمَاء السَّابِعَة فَإِذا انا بإبراهيم الْخَلِيل مُسْندًا ظَهره إِلَى الْبَيْت الْمَعْمُور كأحسن الرِّجَال قلت يَا جبرئيل من هَذَا قَالَ هَذَا ابوك خَلِيل الرَّحْمَن وَمَعَهُ نفر من قومه فَسلمت عَلَيْهِ وَسلم عَليّ فَقيل لي هَذَا مَكَانك وَمَكَان أمتك وَإِذا انا بأمتي شطرين شطر عَلَيْهِم ثِيَاب بيض كَأَنَّهَا الْقَرَاطِيس وَشطر عَلَيْهِم ثِيَاب رمد وهم على خير فَصليت انا وَمن معي من الْمُؤمنِينَ فِي الْبَيْت الْمَعْمُور ثمَّ خرجت انا وَمن معي قَالَ وَالْبَيْت الْمَعْمُور يُصَلِّي فِيهِ كل يَوْم سَبْعُونَ ألف ملك لَا يعودون فِيهِ إِلَى يَوْم الْقِيَامَة ثمَّ دفعت إِلَى سِدْرَة الْمُنْتَهى فَإِذا كل ورقة مِنْهَا تكَاد تغطي هَذِه الْأمة وَإِذا فِيهَا عين تجْرِي يُقَال لَهَا السلسبيل فينشق مِنْهَا نهران أَحدهمَا الْكَوْثَر وَالْآخر يُقَال لَهُ نهر الرَّحْمَة فاغتسلت فِيهِ فغفر لي مَا تقدم من ذَنبي وَمَا تَأَخّر ثمَّ اني دفعت الى الْجنَّة فاستقبلتني جَارِيَة فَقلت لمن انت يَا جَارِيَة قَالَت لزيد بن حَارِثَة وَإِذا بأنهار من مَاء غير آسن وأنهار من لبن لم يتَغَيَّر طعمه وأنهار من خمر لَذَّة للشاربين وأنهار من عسل مصفى وَإِذا رمانها كَأَنَّهُ الدلاء وأذا انا بطيرها كَأَنَّهُ بختيكم هَذِه ثمَّ عرضت عَليّ النَّار فَإِذا فِيهَا غضب اللّه وزجره ونقمته لَو طرح فِيهَا الْحِجَارَة وَالْحَدِيد لأكلتها ثمَّ غلقت دوني ثمَّ اني رفعت إِلَى سِدْرَة الْمُنْتَهى فتغشاني فَكَانَ بيني وَبَينه قاب قوسين أَو أدنى وَنزل على كل ورقة ملك من الْمَلَائِكَة وفرضت عَليّ خَمْسُونَ صَلَاة وَقَالَ لَك بِكُل حَسَنَة عشر إِذا هَمَمْت بِالْحَسَنَة فَلم تعملها كتبت لَك حَسَنَة فَإِذا عملتها كتبت لَك عشرا وَإِذا هَمَمْت بِالسَّيِّئَةِ فَلم تعملها لم يكْتب عَلَيْك شَيْء فَإِن عملتها كتبت عَلَيْك سَيِّئَة وَاحِدَة ثمَّ دفعت إِلَى مُوسَى فَقَالَ بِمَ أَمرك رَبك قلت بِخَمْسِينَ صَلَاة قَالَ ارْجع إِلَى رَبك فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيف لأمتك فَإِن امتك لَا يُطِيقُونَ ذَلِك فَرَجَعت إِلَى رَبِّي فَقلت يَا رب خفف عَن أمتِي فَإِنَّهَا أَضْعَف الْأُمَم فَوضع عني عشرا فَمَا زلت اخْتلف بَين مُوسَى وربي حَتَّى جعلهَا خمْسا فناداني ملك عِنْدهَا تمت فريضتي وخففت

عَن عبَادي وأعطيتهم بِكُل حَسَنَة عشرا أَمْثَالهَا ثمَّ رجعت إِلَى مُوسَى فَقَالَ بِمَ أمرت قلت بِخمْس صلوَات قَالَ ارْجع إِلَى رَبك فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيف لأمتك قلت قد رجعت إِلَى رَبِّي حَتَّى استحييته ثمَّ اصبح بِمَكَّة يُخْبِرهُمْ الْعَجَائِب إِنِّي اتيت البارحة بَيت الْمُقَدّس وعرج بِي إِلَى السَّمَاء ثمَّ رَأَيْت كَذَا وَكَذَا فَقَالَ ابو جهل أَلا تعْجبُونَ مِمَّا يَقُول مُحَمَّد قَالَ فَأَخْبَرتهمْ بعير لقريش لما كَانَت فِي مصعدي رَأَيْتهَا فِي مَكَان كَذَا وَكَذَا وَأَنَّهَا نفرت فَلَمَّا رجعت رَأَيْتهَا عِنْد الْعقبَة وَأَخْبَرتهمْ بِكُل رجل وبعيره كَذَا وَكَذَا ومتاعه فَقَالَ رجل من الْمُشْركين أَنا اعْلَم النَّاس بِبَيْت الْمُقَدّس فَكيف بِنَاؤُه وَكَيف هَيئته وَكَيف قربه من الْجَبَل فَرفع الرَّسُول صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بَيت الْمُقَدّس من مَقْعَده فَنظر إِلَيْهِ كنظر أَحَدنَا إِلَى بَيته فَقَالَ بِنَاؤُه كَذَا وهيئته كَذَا وقربه من الْجَبَل كَذَا فَقَالَ صدقت

وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه من طَرِيق أبي نَضرة عَن أبي سعيد قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لما أسرِي بِي مَرَرْت بالكوثر فَقَالَ جبرئيل هَذَا الْكَوْثَر الَّذِي أَعْطَاك رَبك فَضربت بيَدي إِلَى تربته فَإِذا مسك أذفر

وَأخرج من وَجه آخر عَن أبي نَضرة عَن أبي سعيد قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لما اسري بِي مَرَرْت بمُوسَى وَهُوَ قَائِم يُصَلِّي فِي قَبره

واخرج ابْن مرْدَوَيْه من طَرِيق عَلْقَمَة عَن ابي سعيد قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم رَأَيْت ابراهيم لَيْلَة أسرِي بِي وَهُوَ أشبه من رَأَيْت بصاحبكم

حدث أبي سُفْيَان

اخْرُج ابو نعيم عَن مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ قَالَ بعث رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم دحْيَة الْكَلْبِيّ إِلَى قَيْصر وَكتب اليه مَعَه فَلَقِيَهُ بحمص فَدَعَا الترجمان فَإِذا فِي الْكتاب من مُحَمَّد رَسُول اللّه الى قَيْصر صَاحب الرّوم فَغَضب اخ لَهُ وَقَالَ تنظر فِي كتاب رجل بَدَأَ بِنَفسِهِ قبلك وَسماك قَيْصر صَاحب الرّوم وَلم يذكر لَك ملكا قَالَ لَهُ قَيْصر إِنَّك وَاللّه مَا علمت أَحمَق صَغِيرا مَجْنُونا كَبِيرا تُرِيدُ أَن تمزق كتاب رجل قبل ان انْظُر فِيهِ فلعمري لَئِن كَانَ رَسُول اللّه كَمَا يَقُول فنفسه أَحَق ان يبْدَأ بهَا مني وَإِن كَانَ سماني

صَاحب الرّوم لقد صدق مَا أَنا إِلَّا صَاحبهمْ وَمَا أملكهم وَلَكِن اللّه سخرهم لي وَلَو شَاءَ لسلطهم عَليّ ثمَّ قَرَأَ قَيْصر الْكتاب وَقَالَ يَا معشر الرّوم إِنِّي لأَظُن هَذَا الَّذِي بشر بِهِ عِيسَى بن مَرْيَم وَلَو أعلم انه هُوَ مشيت اليه حَتَّى أخدمه بنفسي لَا يسْقط وضوءه إِلَّا على يَدي قَالُوا مَا كَانَ اللّه ليجعل ذَلِك فِي الاعراب الاميين ويدعنا وَنحن أهل الْكتاب قَالَ فَأصل الْهدى عِنْدِي بيني وَبَيْنكُم الْإِنْجِيل نَدْعُو بِهِ فنفتحه فَإِن كَانَ هُوَ إِيَّاه اتبعناه وَإِلَّا أعدنا عَلَيْهِ خواتمه كَمَا كَانَت إِنَّمَا هِيَ خَوَاتِم مَكَان خَوَاتِم قَالَ وعَلى الانجيل يَوْمئِذٍ إثنا عشر خَاتمًا من ذهب ختم عَلَيْهِ هِرقل فَكَانَ كل ملك يَلِيهِ بعده ظَاهر عَلَيْهِ بِخَاتم آخر حَتَّى ألفى ملك قَيْصر وَعَلِيهِ إثنا عشر خَاتمًا يخبر أَوَّلهمْ لآخرهم أَنه لَا يحل لَهُم ان يفتحوا الْإِنْجِيل فِي دينهم وَأَنه يَوْم يفتحونه يُغير دينهم وَيهْلك ملكهم فَدَعَا بالانجيل ففض عَنهُ اُحْدُ عشر خَاتمًا حَتَّى بَقِي عَلَيْهِ خَاتم وَاحِد قَامَت إِلَيْهِ الشمامسة والأساقفة والبطارقة فشقوا ثِيَابهمْ وصكوا وُجُوههم ونتفوا رؤوسهم قَالَ مالكم قَالُوا الْيَوْم يهْلك ملك بَيْتك ويتغير دين قَوْمك قَالَ فَأصل الْهدى عِنْدِي قَالُوا لَا تعجل حَتَّى تسْأَل عَن هَذَا وتكتابه وَتنظر فِي أمره قَالَ فَمن نسْأَل عَنهُ قَالُوا قوما كثيرا بِالشَّام فَأرْسل يَبْتَغِي قوما ليسألهم فَجمع لَهُ أَبُو سُفْيَان وَأَصْحَابه فَقَالَ أَخْبرنِي يَا ابا سُفْيَان عَن هَذَا الرجل الَّذِي بعث فِيكُم فَلم يأل ان يصغر امْرَهْ مَا اسْتَطَاعَ قَالَ ايها الْملك لَا يكبر عَلَيْك شَأْنه إِنَّا لنقول هُوَ سَاحر ونقول هُوَ شَاعِر ونقول هُوَ كَاهِن قَالَ قَيْصر كَذَلِك وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ كَانَ يُقَال للأنبياء قبله أَخْبرنِي مَوْضِعه فِيكُم قَالَ هُوَ أوسطنا سطة قَالَ كَذَلِك يبْعَث اللّه كل نَبِي من أَوسط قومه أَخْبرنِي عَن أَصْحَابه قَالَ غلماننا وأحدث أسنانهم والسفهاء أما رؤساؤنا فَلم يتبعهُ مِنْهُم اُحْدُ قَالَ اولئك وَاللّه أَتبَاع الرُّسُل اما الْمَلأ والرؤوس فتأخذهم الحمية أَخْبرنِي عَن أَصْحَابه هَل يفارقونه بَعْدَمَا يدْخلُونَ فِي دينه قَالَ مَا يُفَارِقهُ مِنْهُم اُحْدُ قَالَ فَلَا يزَال دَاخل مِنْكُم فِي دينه قَالَ نعم قَالَ مَا تزيدونني عَلَيْهِ إِلَّا بَصِيرَة وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ ليوشكن ان يغلب على مَا تَحت قدمي يَا معشر الرّوم هلموا إِلَى ان نجيب هَذَا الرجل إِلَى مَا دَعَا إِلَيْهِ ونسأله الشَّام ان لَا يوطىء علينا أبدا فَإِنَّهُ لم يكْتب قطّ نَبِي من الْأَنْبِيَاء إِلَى ملك من الْمُلُوك يَدعُوهُ إِلَى اللّه فَيُجِيبهُ إِلَى مَا

دَعَاهُ ثمَّ يسْأَله غَيرهَا مَسْأَلَة إِلَّا أعطَاهُ مَسْأَلته مَا كَانَت فأطيعوني قَالُوا لَا نطاوعك فِي هَذَا ابدا قَالَ أَبُو سُفْيَان وَاللّه مَا يَمْنعنِي من أَن أَقُول عَلَيْهِ قولا أسْقطه من عينه إِلَّا أَنِّي أكره ان اكذب عِنْده كذبة يَأْخُذهَا عَليّ وَلَا يصدقني حَتَّى ذكرت قَوْله لَيْلَة أسرِي بِهِ قلت ايها الْملك أَلا أخْبرك عَنهُ خَبرا تعرف انه قد كذب قَالَ وَمَا هُوَ قلت انه يزْعم لنا انه خرج من أَرْضنَا أَرض الْحرم فِي لَيْلَة فجَاء مَسْجِدكُمْ هَذَا مَسْجِد إيلياء وَرجع إِلَيْنَا فِي تِلْكَ اللَّيْلَة قبل الصَّباح قَالَ وبطريق إيلياء عِنْد رَأس قَيْصر قَالَ البطريق قد علمت تِلْكَ اللَّيْلَة قَالَ فَنظر قَيْصر وَقَالَ مَا علمك بِهَذَا قَالَ إِنِّي كنت لَا أَبيت لَيْلَة حَتَّى أغلق أَبْوَاب الْمَسْجِد فَلَمَّا كَانَت تِلْكَ اللَّيْلَة أغلقت الْأَبْوَاب كلهَا غير بَاب وَاحِد غلبني فاستعنت عَلَيْهِ عَمَّا لي وَمن يحضرني كلهم فعالجته فَلم نستطع ان نحركه كَأَنَّمَا نزاول بِهِ جبلا فدعوت النجاجرة فنظروا إِلَيْهِ فَقَالُوا هَذَا بَاب قد سقط عَلَيْهِ النجاف أَو الْبُنيان فَلَا نستطيع ان نحركه حَتَّى نصبح فَنَنْظُر من أَيْن أَتَى عَلَيْهِ فَرَجَعت وَتركته مَفْتُوحًا فَلَمَّا اصبحت غَدَوْت فاذا الْحجر الَّذِي من زَاوِيَة الْبَاب مثقوب وَإِذا فِيهِ اثر مربط الدَّابَّة فَقلت لِأَصْحَابِي مَا حبس هَذَا الْبَاب اللَّيْلَة إِلَّا على نَبِي وَقد صلى اللَّيْلَة فِي مَسْجِدنَا فَقَالَ قَيْصر يَا معشر الرّوم أَلَيْسَ تعلمُونَ ان بَين عِيسَى وَبَين السَّاعَة نَبيا بشركم بِهِ عِيسَى وَهَذَا هُوَ النَّبِي الَّذِي بشر بِهِ عِيسَى فأجيبوه إِلَى مَا دَعَا إِلَيْهِ فَلَمَّا رأى نفورهم قَالَ يَا معشر الرّوم دعَاكُمْ مليككم يختبركم كَيفَ صلابتكم فِي دينكُمْ فشتمتموه وسببتموه وَهُوَ بَين أظْهركُم فَخَروا لَهُ سجدا

حَدِيث أبي ليلى

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَابْن مرْدَوَيْه من طَرِيق مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي لَيْلَة عَن اخيه عِيسَى عَن ابيه عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه ابي ليلى ان جبرئيل أَتَى النَّبِي

صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بِالْبُرَاقِ فَحَمله عَلَيْهِ بَين يَدَيْهِ ثمَّ جعل يسير بِهِ فَإِذا بلغ مَكَانا مطأطئا طَالَتْ يَدَاهُ وَقصرت رِجْلَاهُ حَتَّى يَسْتَوِي بِهِ وَإِذا بلغ مَكَانا مرتفعا قصرت يَدَاهُ وطالت رِجْلَاهُ حَتَّى يَسْتَوِي بِهِ ثمَّ عرض لَهُ رجل عَن يَمِين الطَّرِيق فَجعل يُنَادِيه يَا مُحَمَّد إِلَى الطَّرِيق مرَّتَيْنِ فَقَالَ لَهُ جبرئيل امْضِ وَلَا تكلم أحدا ثمَّ عرض لَهُ رجل عَن يسَار الطَّرِيق فَقَالَ لَهُ إِلَى الطَّرِيق يَا مُحَمَّد فَقَالَ لَهُ جبرئيل امْضِ وَلَا تكلم أحدا ثمَّ عرضت لَهُ امْرَأَة حسناء جملاء فَقَالَ لَهُ جبرئيل أَتَدْرِي من الرجل الَّذِي دعَاك عَن يَمِين الطَّرِيق قَالَ لَا قَالَ تِلْكَ الْيَهُود دعتك إِلَى دينهم ثمَّ قَالَ لَهُ تَدْرِي من الرجل الَّذِي دعَاك عَن يسَار الطَّرِيق قَالَ لَا قَالَ تِلْكَ النَّصَارَى دعتك إِلَى دينهم ثمَّ قَالَ تَدْرِي من الْمَرْأَة الْحَسْنَاء الجملاء قَالَ لَا قَالَ تِلْكَ الدُّنْيَا تدعوك إِلَى نَفسهَا ثمَّ انْطَلقَا حَتَّى أَتَيَا بَيت الْمُقَدّس فَإِذا هم بِنَفر جُلُوس فَقَالُوا مرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الْأُمِّي وَإِذا فِي النَّفر شيخ قَالَ وَمن هَذَا يَا جبرئيل قَالَ هَذَا أَبوك ابراهيم وَهَذَا مُوسَى وَهَذَا عِيسَى ثمَّ أُقِيمَت الصَّلَاة فتدافعوا حَتَّى قدمُوا مُحَمَّدًا ثمَّ أَتَوا بأشربة فَاخْتَارَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم اللَّبن فَقَالَ لَهُ جبرئيل أصبت الْفطْرَة ثمَّ قيل لَهُ قُم إِلَى رَبك فَقَامَ فَدخل ثمَّ جَاءَ فَقيل لَهُ مَاذَا صنعت قَالَ فرضت على أمتِي خَمْسُونَ صَلَاة فَقَالَ لَهُ مُوسَى ارْجع إِلَى رَبك فسله التَّخْفِيف لأمتك فان امتك لَا تطِيق هَذَا فَرجع ثمَّ جَاءَ فَقَالَ مُوسَى مَاذَا صنعت قَالَ ردهَا إِلَى خمس وَعشْرين صَلَاة قَالَ ارْجع إِلَى رَبك فسله التَّخْفِيف فَرجع ثمَّ جَاءَ فَقَالَ ردهَا إِلَى اثْنَي عشر فَقَالَ مُوسَى ارْجع إِلَى رَبك فسله التَّخْفِيف فَرجع ثمَّ جَاءَ فَقَالَ ردهَا إِلَى خمس فَقَالَ مُوسَى ارْجع فسله التَّخْفِيف قَالَ قد استحييت من رَبِّي مِمَّا أراجعه وَقد قَالَ لي رَبِّي أَن لَك بِكُل ردة رَددتهَا مَسْأَلَة أعطيكها

حَدِيث أبي هُرَيْرَة

اخْرُج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَابْن مرْدَوَيْه وَالْبَزَّار وَأَبُو يعلى وَالْبَيْهَقِيّ من طَرِيق أبي الْعَالِيَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ جَاءَ جبرئيل إِلَى النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم وَمَعَهُ مِيكَائِيل فَقَالَ

جبرئيل لميكائيل ائْتِنِي بطست من مَاء زَمْزَم كَيْمَا أطهر قلبه وأشرح صَدره فشق عَن بَطْنه فَغسله ثَلَاث مَرَّات وَاخْتلف إِلَيْهِ مِيكَائِيل بِثَلَاث طساس من مَاء زَمْزَم فشرح صَدره وَنزع مَا كَانَ فِيهِ من غل وملأه حلما وعلما وإيمانا ويقينا وإسلاما وَختم بَين كَتفيهِ بِخَاتم النُّبُوَّة ثمَّ أَتَاهُ بفرس فَحمل عَلَيْهِ كَانَ خطْوَة مِنْهُ مُنْتَهى بَصَره فَسَار وَسَار مَعَه جبرئيل فَأتى على قوم يزرعون فِي يَوْم ويحصدون فِي يَوْم كلما حصدوا عَاد كَمَا كَانَ فَقَالَ النَّبِي يَا جبرئيل مَا هَذَا قَالَ هَؤُلَاءِ المجاهدون فِي سَبِيل اللّه تضَاعف لَهُم الْحَسَنَة بسبعمائة ضعف وَمَا أَنْفقُوا من شَيْء فَهُوَ يخلفه ثمَّ أَتَى على قوم ترضخ رؤوسهم بالصخر كلما رضخت عَادَتْ كَمَا كَانَت وَلَا يفتر عَنْهُم من ذَلِك شَيْء فَقَالَ مَا هَؤُلَاءِ يَا جبرئيل قَالَ هَؤُلَاءِ الَّذين تتثاقل رؤوسهم عَن الصَّلَاة الْمَكْتُوبَة ثمَّ أَتَى على قوم على أقبالهم رقاع وعَلى أدبارهم رقاع يسرحون كَمَا تسرح الْإِبِل وَالنعَم ويأكلون الضريع والزقوم ورضف جَهَنَّم وحجارتها قَالَ مَا هَؤُلَاءِ يَا جبرئيل قَالَ هَؤُلَاءِ الَّذين لَا يؤدون صدقَات أَمْوَالهم وَمَا ظلمهم اللّه شَيْئا ثمَّ أَتَى على قوم بَين أَيْديهم لحم نضيج فِي قدر وَلحم آخر ني خَبِيث فَجعلُوا يَأْكُلُون من الني الْخَبيث وَيدعونَ النضيج الطّيب قَالَ مَا هَؤُلَاءِ يَا جبرئيل قَالَ هَذَا الرجل من امتك تكون عِنْده الْمَرْأَة الْحَلَال الطّيب فَيَأْتِي إمرأة خبيثة فيبيت عِنْدهَا حَتَّى يصبح وَالْمَرْأَة تقوم من عِنْد زَوجهَا حَلَالا طيبا فتأتي رجلا خبيثا فتبيت مَعَه حَتَّى تصبح ثمَّ أَتَى على خَشَبَة على الطَّرِيق لَا يمر بهَا ثوب إِلَّا شقته وَلَا شَيْء إِلَّا خرقته قَالَ مَا هَذَا يَا جبرئيل قَالَ هَذَا مثل أَقوام من أمتك يَقْعُدُونَ على الطَّرِيق فيقطعونه ثمَّ أَتَى على رجل قد جمع حزمة عَظِيمَة لَا يَسْتَطِيع حملهَا وَهُوَ يزِيد عَلَيْهَا فَقَالَ مَا هَذَا يَا جبرئيل قَالَ هَذَا الرجل من أمتك تكون عَلَيْهِ أمانات النَّاس لَا يقدر على أَدَائِهَا وَهُوَ يُرِيد ان يحمل عَلَيْهَا ثمَّ اتى على قوم تقْرض ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من حَدِيد كلما قرضت عَادَتْ كَمَا كَانَت لَا يفتر عَنْهُم من ذَلِك شَيْء قَالَ مَا هَؤُلَاءِ يَا جبرئيل قَالَ هَؤُلَاءِ خطباء الْفِتْنَة ثمَّ أَتَى على حجر صَغِير يخرج مِنْهُ ثَوْر عَظِيم فَجعل الثور يُرِيد ان يرجع من حَيْثُ خرج فَلَا يَسْتَطِيع فَقَالَ مَا هَذَا يَا جبرئيل قَالَ هَذَا الرجل يتَكَلَّم بِكَلِمَة عَظِيمَة ثمَّ ينْدَم عَلَيْهَا فَلَا يَسْتَطِيع ان يردهَا ثمَّ أَتَى على وَاد فَوجدَ ريحًا طيبَة بَارِدَة

وريح مسك وَسمع صَوتا فَقَالَ يَا جبرئيل مَا هَذَا قَالَ هَذَا صَوت الْجنَّة تَقول يَا رب إيتني بِمَا وَعَدتنِي فقد كثرت غرفي واستبرقي وحريري وسندسي وعبقريي ولؤلؤي ومرجاني وفضتي وذهبي وأكوابي وصحافي وأباريقي ومراكبي وعسلي ومائي ولبني وخمري فآتني مَا وَعَدتنِي فَقَالَ لَك كل مُسلم ومسلمة وَمُؤمن ومؤمنة قَالَت رضيت ثمَّ أَتَى على وَاد فَسمع صَوتا مُنْكرا وَوجد ريحًا مُنْتِنَة فَقَالَ مَا هَذَا يَا جبرئيل قَالَ هَذَا صَوت جَهَنَّم تَقول يَا رب آتني مَا وَعَدتنِي فَلَقَد كثرت سلاسلي واغلالي وسعيري وحميمي وضريعي وغساقي وعذابي وَقد بعد قعري وَاشْتَدَّ حري فآتني مَا وَعَدتنِي قَالَ لَك كل مُشْرك ومشركة وَكَافِر وكافرة وكل خَبِيث وخبيثة وكل جَبَّار لَا يُؤمن بِيَوْم الْحساب قَالَت قد رضيت ثمَّ سَار حَتَّى أَتَى بَيت الْمُقَدّس فَنزل فَربط فرسه إِلَى صَخْرَة ثمَّ دخل فصلى مَعَ الْمَلَائِكَة فَلَمَّا قضيت الصَّلَاة قَالُوا يَا جبرئيل من هَذَا مَعَك قَالَ مُحَمَّد صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالُوا أَو قد أرسل إِلَيْهِ قَالَ نعم قَالُوا حَيَّاهُ اللّه من أَخ وَمن خَليفَة فَنعم الْأَخ وَنعم الْخَلِيفَة وَنعم الْمَجِيء جَاءَ ثمَّ لَقِي أَرْوَاح الْأَنْبِيَاء فَأَثْنوا على رَبهم فَقَالَ إِبْرَاهِيم الْحَمد للّه الَّذِي اتَّخَذَنِي خَلِيلًا وَأَعْطَانِي ملكا عَظِيما وَجَعَلَنِي امة قَانِتًا يؤتم بِي وانقذني من النَّار وَجعلهَا عَليّ بردا وَسلَامًا ثمَّ أَن مُوسَى اثنى على ربه فَقَالَ الْحَمد للّه الَّذِي كلمني تكليما وَجعل هِلَال آل فِرْعَوْن وَنَجَاة بني إِسْرَائِيل على يَدي وَجعل من أمتِي قوما يهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِه يعدلُونَ ثمَّ أَن دَاوُد اثنى على ربه فَقَالَ الْحَمد للّه الَّذِي جعل لي ملكا عَظِيما وَعَلمنِي الزبُور وألان لي الْحَدِيد وسخر لي الْجبَال يسبحْنَ وَالطير وَأَعْطَانِي الْحِكْمَة وَفصل الْخطاب ثمَّ أَن سُلَيْمَان أثنى على ربه فَقَالَ الْحَمد للّه الَّذِي سخر لي الرِّيَاح وسخر لي الشَّيَاطِين يعْملُونَ مَا شِئْت من محاريب وتماثيل وجفان كالجوابي وقدور راسيات وَعَلمنِي منطق الطير وآتاني من كل شَيْء فضلا وسخر لي جنود الشَّيَاطِين وَالْإِنْس وَالطير وفضلني على كثير من عباده الْمُؤمنِينَ وآتاني ملكا عَظِيما لَا يَنْبَغِي لأحد من بعدِي وَجعل ملكي ملكا طيبا لَيْسَ فِيهِ حِسَاب ثمَّ أَن عِيسَى أثنى على ربه فَقَالَ الْحَمد للّه الَّذِي جعلني كَلمته وَجعل مثلي مثل آدم خلقه من تُرَاب ثمَّ قَالَ لَهُ كن فَيكون وَعَلمنِي الْكتاب وَالْحكمَة والتوراة وَالْإِنْجِيل وَجَعَلَنِي أخلق من الطين كَهَيئَةِ الطير فانفخ فِيهِ فَيكون طيرا بِإِذن اللّه وَجَعَلَنِي أبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الْمَوْتَى بِإِذْنِهِ ورفعني وطهرني وأعاذني وَأمي من الشَّيْطَان الرَّجِيم فَلم يكن للشَّيْطَان علينا سَبِيل ثمَّ ان مُحَمَّدًا صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم أثنى على ربه فَقَالَ كلكُمْ اثنى على ربه وَإِنِّي مثن على رَبِّي فَقَالَ الْحَمد للّه الَّذِي أَرْسلنِي رَحْمَة للْعَالمين وكافة للنَّاس بشيرا وَنَذِيرا وَأنزل عَليّ الْفرْقَان فِيهِ بَيَان لكل شَيْء وَجعل امتي خير امة أخرجت للنَّاس وَجعل امتي امة وسطا وَجعل امتي هم الْأَوَّلين والآخرين وَشرح لي صَدْرِي وَوضع عني وزري وَرفع لي ذكري وَجَعَلَنِي فاتحا وخاتما فَقَالَ ابراهيم بِهَذَا فَضلكُمْ مُحَمَّد ثمَّ أَتَى بآنية ثَلَاث مغطاة افواهها فَأتى بِإِنَاء مِنْهَا فِيهِ مَاء فَقيل اشرب فَشرب مِنْهُ يَسِيرا ثمَّ دفع إِلَيْهِ إِنَاء آخر فِيهِ لبن فَقيل لَهُ اشرب فَشرب مِنْهُ حَتَّى رُوِيَ ثمَّ رفع إِلَيْهِ إِنَاء آخر فِيهِ خمر فَقيل لَهُ اشرب فَقَالَ لَا اريده قد رويت فَقَالَ لَهُ جبرئيل أما انها ستحرم على امتك وَلَو شربت مِنْهَا لم يتبعك من أمتك إِلَّا قَلِيل ثمَّ صعد بِهِ إِلَى السَّمَاء فَاسْتَفْتَحَ فَقيل من هَذَا يَا جبرئيل قَالَ مُحَمَّد قَالُوا وَقد أرسل إِلَيْهِ قَالَ نعم قَالُوا حَيَّاهُ اللّه من أَخ وَمن خَليفَة فَنعم الْأَخ وَنعم الْخَلِيفَة وَنعم الْمَجِيء جَاءَ فَدخل فَإِذا هُوَ بِرَجُل تَامّ الْخلق لم ينقص من خلقه شَيْء كَمَا ينقص من خلق النَّاس على يَمِينه بَاب يخرج مِنْهُ ريح طيبَة وعَلى شِمَاله بَاب يخرج مِنْهُ ريح خبيثة إِذا نظر إِلَى الْبَاب الَّذِي عَن يَمِينه ضحك واستبشر وَإِذا نظر الى الْبَاب الَّذِي عَن يسَاره بَكَى وحزن فَقلت يَا جبرئيل من هَذَا قَالَ هَذَا ابوك آدم وَهَذَا الْبَاب الَّذِي عَن يَمِينه بَاب الْجنَّة إِذا نظر إِلَى من يدْخلهُ من ذُريَّته ضحك واستبشر وَالْبَاب الَّذِي عَن شِمَاله بَاب جَهَنَّم إِذا نظر إِلَى من يدْخلهُ من ذُريَّته بَكَى وحزن ثمَّ صعد بِهِ جبرئيل الى السَّمَاء الثَّانِيَة فَاسْتَفْتَحَ فَقَالُوا من هَذَا قَالَ جبرئيل قَالُوا وَمن هَذَا مَعَك قَالَ مُحَمَّد رَسُول اللّه قَالُوا أوقد أرسل إِلَيْهِ قَالَ نعم قَالُوا حَيَّاهُ اللّه من أَخ وَمن خَليفَة فَنعم الْأَخ وَنعم الْخَلِيفَة وَنعم الْمَجِيء جَاءَ فَدخل فَإِذا هُوَ بِرَجُل قد فضل على النَّاس فِي الْحسن كَمَا فضل الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر على سَائِر الْكَوَاكِب قَالَ من هَذَا يَا جبرئيل قَالَ هَذَا اخوك يُوسُف ثمَّ صعد بِهِ إِلَى السَّمَاء الثَّالِثَة فَاسْتَفْتَحَ فَقيل من هَذَا مَعَك يَا جبرئيل قَالَ هَذَا مُحَمَّد قَالُوا أَو قد أرسل إِلَيْهِ قَالَ نعم قَالُوا حَيَّاهُ اللّه من أَخ وَمن خَليفَة

فَنعم الْأَخ وَنعم الْخَلِيفَة وَنعم الْمَجِيء جَاءَ فَدخل فَإِذا هُوَ بِابْني الْخَالَة عِيسَى بن مَرْيَم وَيحيى بن زَكَرِيَّا قَالَ من هَذَا يَا جبرئيل قَالَ عِيسَى وَيحيى ثمَّ صعد بِهِ إِلَى السَّمَاء الرَّابِعَة فَاسْتَفْتَحَ فَقيل من هَذَا قَالَ جبرئيل قَالُوا وَمن مَعَك قَالَ مُحَمَّد قَالُوا أَو قد أرسل إِلَيْهِ قَالَ نعم قَالُوا حَيَّاهُ اللّه من أَخ وَمن خَليفَة فَنعم الْأَخ وَنعم الْمَجِيء جَاءَ فَدخل فَإِذا هُوَ بِرَجُل قَالَ من هَذَا يَا جبرئيل قَالَ هَذَا إِدْرِيس رَفعه اد مَكَانا عليا ثمَّ صعد بِهِ إِلَى السَّمَاء الْخَامِسَة فَاسْتَفْتَحَ قَالُوا من هَذَا قَالَ جبرئيل قَالُوا وَمن مَعَك قَالَ مُحَمَّد قَالُوا أَو قد أرسل إِلَيْهِ قَالَ نعم قَالُوا حَيَّاهُ اللّه من اخ وَمن خَليفَة فَنعم الْأَخ وَنعم الْخَلِيفَة وَنعم الْمَجِيء جَاءَ ثمَّ دخل فَإِذا هوبرجل جَالس وَحَوله قوم يقص عَلَيْهِم قَالَ من هَذَا يَا جبرئيل وَمن هَؤُلَاءِ الَّذين حوله قَالَ هَذَا هَارُون المحبب وَهَؤُلَاء بَنو اسرائيل ثمَّ صعد بِهِ إِلَى السَّمَاء السَّادِسَة فَاسْتَفْتَحَ فَقيل لَهُ من هَذَا قَالَ جبرئيل قالو وَمن مَعَك قَالَ مُحَمَّد قَالُوا أَو قد أرسل إِلَيْهِ قَالَ نعم قَالُوا حَيَّاهُ اللّه من أَخ وَمن خَليفَة فَنعم الْأَخ وَنعم الْخَلِيفَة وَنعم الْمَجِيء جَاءَ فَإِذا هُوَ بِرَجُل جَالس فجاوزه فَبكى الرجل قَالَ يَا جبرئيل من هَذَا قَالَ مُوسَى قَالَ فَمَا لَهُ يبكي قَالَ يزْعم بَنو اسرائيل أَنِّي اكرم بني آدم على اللّه وَهَذَا رجل من بني آدم قد خلفني فِي الدُّنْيَا وَأَنا فِي أُخْرَى فَلَو انه بِنَفسِهِ لم أبال وَلَكِن مَعَ كل نَبِي أمته ثمَّ صعد بِهِ إِلَى السَّمَاء السَّابِعَة فَاسْتَفْتَحَ فَقيل من هَذَا قَالَ جبرئيل قيل وَمن مَعَك قَالَ مُحَمَّد قَالُوا وَقد أرسل إِلَيْهِ قَالَ نعم قَالُوا حَيَّاهُ اللّه من اخ وَمن خَليفَة فَنعم الْأَخ وَنعم الْخَلِيفَة وَنعم الْمَجِيء جَاءَ فَدخل فَإِذا هُوَ بِرَجُل أشمط جَالس عِنْد بَاب الْجنَّة على كرْسِي وَعِنْده قوم جُلُوس بيض الْوُجُوه امثال الْقَرَاطِيس وَقوم فِي ألوانهم شَيْء فَقَامَ هَؤُلَاءِ الَّذين فِي ألوانهم شَيْء فَدَخَلُوا نَهرا فاعتسلوا فِيهِ فَخَرجُوا وَقد خلص من ألوانهم شَيْء ثمَّ دخلُوا نَهرا آخر فاغتسلوا فِيهِ فَخَرجُوا وَقد خلص من ألوانهم شَيْء ثمَّ دخلُوا نَهرا آخر فاغتسلوا فِيهِ فَخَرجُوا وَقد خلص من ألوانهم شَيْء فَصَارَت ألوانهم مثل ألوان أَصْحَابهم

فجاؤوا فجلسوا إِلَى أَصْحَابهم فَقَالَ يَا جبرئيل من هَذَا الرجل الأشمط وَمن هَؤُلَاءِ الْبيض الْوُجُوه وَمن هَؤُلَاءِ الَّذين فِي ألوانهم شَيْء وَمَا هَذِه الْأَنْهَار الَّتِي دخلُوا قَالَ هَذَا أَبوك إِبْرَاهِيم أول من شمط على الأَرْض وَأما هَؤُلَاءِ الْبيض الْوُجُوه فقوم لم يلبسوا إِيمَانهم بظُلْم وَأما هَؤُلَاءِ الَّذين فِي ألوانهم شَيْء فقوم خلطوا عملا صَالحا وَآخر سَيِّئًا فتابوا فَتَابَ اللّه عَلَيْهِم وَأما الْأَنْهَار فأولها رَحْمَة اللّه وَالثَّانِي نعْمَة اللّه وَالثَّالِث سقاهم رَبهم شرابًا طهُورا ثمَّ انْتهى الى السِّدْرَة قيل لَهُ هَذِه السِّدْرَة يَنْتَهِي إِلَيْهَا كل أحد خلا من أمتك على سنتك فَإِذا هِيَ شَجَرَة تخرج من أَصْلهَا انهار من مَاء غير آسن وأنهار من لبن لم يتَغَيَّر طعمه وأنهار من خمر لَذَّة للشاربين وأنهار من عسل مصفى وَهِي شَجَرَة يسير الرَّاكِب فِي ظلها سبعين عَاما لَا يقطعهَا والورقة مِنْهَا مغطية للْأمة كلهَا فغشيها نور الخلاق عز وَجل وغشيتها الْمَلَائِكَة أَمْثَال الْغرْبَان حِين تقع على الشَّجَرَة فَكَلمهُ اللّه تَعَالَى عِنْد ذَلِك فَقَالَ لَهُ سل فَقَالَ اتَّخذت إِبْرَاهِيم خَلِيلًا وأعطيته ملكا عَظِيما وَكلمت مُوسَى تكليما وَأعْطيت دَاوُد ملكا عَظِيما وألنت لَهُ الْحَدِيد وسخرت لَهُ الْجبَال وَأعْطيت سُلَيْمَان ملكا لَا يَنْبَغِي لَاحَدَّ من بعده وَعلمت عِيسَى التَّوْرَاة والانجيل وَجَعَلته يُبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الْمَوْتَى بإذنك وأعذته وَأمه من الشَّيْطَان فَلم يكن للشَّيْطَان عَلَيْهِمَا سَبِيل فَقَالَ لَهُ ربه وَقد اتخذتك خَلِيلًا وحبيبا وَهُوَ مَكْتُوب فِي التَّوْرَاة حبيب الرَّحْمَن وأرسلتك إِلَى النَّاس كَافَّة بشيرا وَنَذِيرا وشرحت لَك صدرك وَوضعت عَنْك وزرك وَرفعت لَك ذكرك فَلَا أذكر إِلَّا ذكرت معي وَجعلت أمتك خير أمة أخرجت للنَّاس وَجعلت أمتك أمة وسطا وَجعلت أمتك هم الْأَوَّلين والآخرين وَجعلت أمتك لَا تجوز لَهُم خَطِيئَة حَتَّى يشْهدُوا انك عَبدِي ورسولي وَجعلت من امتك اقواما قُلُوبهم أَنَاجِيلهمْ وجعلتك اول النَّبِيين خلقا وَآخرهمْ بعثا وأولهم يقْضى لَهُ وأعطيتك سبعا من المثاني لم أعْطهَا نَبيا قبلك وأعطيتك خَوَاتِيم سُورَة الْبَقَرَة من كنز تَحت الْعَرْش لم أعْطهَا نَبيا قبلك وأعطيتك الْكَوْثَر وأعطيتك ثَمَانِيَة أسْهم الْإِسْلَام وَالْهجْرَة وَالْجهَاد وَالصَّلَاة وَالصَّدَََقَة وَصَوْم رَمَضَان والامر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر وجعلتك فاتحا وخاتما قَالَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فضلني رَبِّي أَرْسلنِي رَحْمَة للْعَالمين وكافة للنَّاس بشيرا وَنَذِيرا وَألقى فِي قلب عدوي الرعب مني مسيرَة شهر واحل لي الْغَنَائِم وَلم تحل لأحد قبلي وَجعلت لي الأَرْض كلهَا مَسْجِدا وَطهُورًا وَأعْطيت فواتح الْكَلم وخواتمه وجوامعه وَعرضت على أمتِي فَلم يخف عَليّ التَّابِع والمتبوع ورأيتهم أَتَوا على قوم ينتعلون الشّعْر ورأيتهم أَتَوا على قوم عراض الْوَجْه صغَار الْأَعْين كَأَنَّمَا خرمت أَعينهم بالمخيط فَلم يخف على مَا هم لاقون من بعدِي وَأمرت بِخَمْسِينَ صَلَاة فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى مُوسَى قَالَ بِمَا أمرت قَالَ بِخَمْسِينَ صَلَاة قَالَ ارْجع إِلَى رَبك فسله التَّخْفِيف فَإِن امتك أَضْعَف الْأُمَم فقد لقِيت من بني اسرائيل شدَّة فَرجع النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِلَى ربه فَسَأَلَهُ التَّخْفِيف فَوضع عَنهُ عشرا ثمَّ رَجَعَ الى مُوسَى فَقَالَ بكم أمرت قَالَ بِأَرْبَعِينَ قَالَ ارْجع الى رَبك فسله التَّخْفِيف فَرجع فَوضع عَنهُ عشرا إِلَى أَن جعلهَا خمْسا قَالَ ارْجع الى رَبك فسله التَّخْفِيف قَالَ قد رجعت إِلَى رَبِّي حَتَّى استحييت فَمَا أَنا رَاجع إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ اما إِنَّك كَمَا صبرت نَفسك على خمس صلوَات فانهن يجزين عَنْك خمسين صَلَاة فَإِن كل حَسَنَة بِعشر أَمْثَالهَا فَرضِي مُحَمَّد صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم كل الرضى قَالَ وَكَانَ مُوسَى من أَشَّدهم عَلَيْهِ حِين مر بِهِ وَخَيرهمْ لَهُ حِين رَجَعَ إِلَيْهِ

وَأخرج الشَّيْخَانِ وَابْن جرير من طَرِيق سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم حِين أسرِي بِهِ لقِيت مُوسَى فنعته فاذا هُوَ رجل مُضْطَرب رجل الرَّأْس كَأَنَّهُ من رجال شنُوءَة وَلَقِيت عِيسَى فنعته ربعَة أَحْمَر كَأَنَّمَا خرج من ديماس يَعْنِي حمام وَرَأَيْت إِبْرَاهِيم وَأَنا أشبه وَلَده بِهِ وأتيت بإنائين فِي أَحدهمَا لبن وَفِي الآخر خمر فَقيل لي خُذ أَيهمَا شِئْت فَأخذت اللَّبن فَشَرِبت فَقيل لي هديت الْفطْرَة أما إِنَّك لَو اخذت الْخمر لغوت أمتك

وَأخرج مُسلم من طَرِيق أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لقد رَأَيْتنِي فِي الْحجر وقريش تَسْأَلنِي عَن مسراي فسألوني عَن أَشْيَاء من بَيت الْمُقَدّس لم أثبتها فكربت كربا مَا كربت مثله قطّ فرفعه اللّه لي أنظر إِلَيْهِ مَا يَسْأَلُونِي عَن شَيْء إِلَّا أنبأتهم بِهِ وَقد رَأَيْتنِي فِي جمَاعَة من الْأَنْبِيَاء وَإِذا مُوسَى قَائِم يُصَلِّي أقرب النَّاس بِهِ شبها عُرْوَة بن مَسْعُود الثَّقَفِيّ وَإِذا ابراهيم قَائِم يُصَلِّي أشبه النَّاس بِهِ صَاحبكُم يَعْنِي نَفسه فحانت الصَّلَاة فأممتهم فَلَمَّا فرغت قَالَ قَائِل يَا مُحَمَّد هَذَا مَالك صَاحب النَّار فَالْتَفت إِلَيْهِ فبدأني بِالسَّلَامِ

وَأخرج احْمَد وَابْن ماجة وَابْن أبي حَاتِم وَابْن مرْدَوَيْه من طَرِيق أبي الصَّلْت عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم رَأَيْت لَيْلَة أسرِي بِي لما انتهينا إِلَى السَّمَاء السَّابِعَة فَنَظَرت فَوق فَإِذا رعد وبرق وصواعق وأتيت على قوم بطونهم كالبيوت فِيهَا الْحَيَّات ترى من خَارج بطونهم فَقلت من هَؤُلَاءِ يَا جبرئيل قَالَ هَؤُلَاءِ أَكلَة الرِّبَا فَلَمَّا نزلت إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا نظرت أَسْفَل مني فَإِذا أَنا برهج ودخان وأصوات فَقلت مَا هَذَا يَا جبرئيل قَالَ هَذِه الشَّيَاطِين يحومون على أعين بني آدم لَا يتفكرون فِي ملكوت السَّمَوَات وَالْأَرْض وَلَوْلَا ذَلِك لرأوا الْعَجَائِب

وَأخرج احْمَد ابْن مرْدَوَيْه من طَرِيق أبي سَلمَة عَن ابي هُرَيْرَة قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِنِّي لَيْلَة أسرِي بِي وضعت قدمي حَيْثُ تُوضَع أَقْدَام الْأَنْبِيَاء من بَيت الْمُقَدّس وَعرض عَليّ عِيسَى فَإِذا أقرب النَّاس بِهِ شبها عُرْوَة بن مَسْعُود وَعرض عَليّ مُوسَى فاذا رجل جعد ضرب من الرِّجَال وَعرض عَليّ ابراهيم فَإِذا أقرب النَّاس بِهِ شبها صَاحبكُم

وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه من طَرِيق سُلَيْمَان التَّيْمِيّ عَن أنس عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لما أسرِي بِي إِلَى السَّمَاء رَأَيْت مُوسَى يُصَلِّي فِي قَبره

وَأخرج سعيد بن مَنْصُور وَابْن سعد وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَابْن مرْدَوَيْه من طَرِيق أبي معشر عَن أبي وهب مولى أبي هُرَيْرَة قَالَ لما رَجَعَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لَيْلَة أسرِي بِهِ وَكَانَ بِذِي طوى قَالَ ياجبرئيل إِن قومِي لَا يصدقونني قَالَ يصدقك أَبُو بكر وَهُوَ الصّديق

حَدِيث عَائِشَة رَضِي اللّه عَنْهَا

اخْرُج ابْن مرْدَوَيْه وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَالْبَيْهَقِيّ من طَرِيق الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت لما أسرى بِالنَّبِيِّ صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِلَى الْمَسْجِد الْأَقْصَى أصبح يحدث النَّاس بذلك فَارْتَد نَاس مِمَّن كَانُوا آمنُوا بِهِ وَصَدقُوهُ وَسعوا بذلك إِلَى أبي بكر فَقَالُوا هَل لَك فِي صَاحبك يزْعم أَنه أسرِي بِهِ الليله إِلَى بَيت الْمُقَدّس قَالَ أَو قَالَ ذَلِك قَالُوا نعم قَالَ لَئِن قَالَ ذَلِك لقد صدق قَالُوا فتصدقه انه ذهب اللَّيْلَة الى بَيت الْمُقَدّس وَجَاء قبل أَن يصبح قَالَ نعم إِنِّي لَأُصَدِّقهُ بِمَا هُوَ أبعد من ذَلِك أصدقه بِخَبَر السَّمَاء فِي غدْوَة أَو رَوْحَة فَلذَلِك سمي أبوبكر الصّديق

وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه من طَرِيق هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لما أسرِي بِي إِلَى السَّمَاء أذن جبرئيل فظنت الْمَلَائِكَة انه يُصَلِّي بهم فَقَدَّمَنِي فَصليت بِالْمَلَائِكَةِ

واخرج الطَّبَرَانِيّ من طَرِيق هِشَام عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لما أسرِي بِي إِلَى السَّمَاء أدخلت الْجنَّة فوقفت على شَجَرَة من أَشجَار الْجنَّة لم أر فِي الْجنَّة أحسن مِنْهَا وَلَا أَبيض وَرقا وَلَا أطيب ثَمَرَة فتناولت ثَمَرَة من ثَمَرَتهَا فَأَكَلتهَا فَصَارَت نُطْفَة فِي صلبي فَلَمَّا هَبَطت إِلَى الأَرْض واقعت خَدِيجَة فَحملت بفاطمة فَإِذا أَنا اشْتقت إِلَى رَائِحَة الْجنَّة شممت ريح فَاطِمَة

وَأخرج الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك عَن سعد بن ابي وَقاص مَرْفُوعا أَتَانِي جبرئيل بسفرجلة فَأَكَلتهَا لَيْلَة أسرِي بن فعلقت خَدِيجَة بفاطمة فَكنت اذا اشْتقت إِلَى رَائِحَة الْجنَّة شممت رَقَبَة فَاطِمَة قَالَ الْحَاكِم غَرِيب وَفِي سَنَده شهَاب بن حَرْب مَجْهُول وَتعقبه الذَّهَبِيّ بِأَن فَاطِمَة ولدت قبل النُّبُوَّة فضلا عَن الْإِسْرَاء

حَدِيث أَسمَاء

اخْرُج ابْن مرْدَوَيْه من طَرِيق يحيى بن عباد بن عبد اللّه بن الزبير عَن أَبِيه عَن جده عَن أَسمَاء بن أبي بكر قَالَت سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يصف سِدْرَة الْمُنْتَهى

فَقَالَ فِيهَا فرَاش من ذهب وَثَمَرهَا كالقلال وورقها كآذان الفيلة فَقلت يَا رَسُول اللّه مَا رَأَيْت عِنْدهَا قَالَ رَأَيْت عِنْدهَا يَعْنِي ربه

حَدِيث أم هَانِئ

اخْرُج ابْن اسحاق وَابْن جرير عَن الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح عَن أم هَانِئ بنت أبي طَالب قَالَت مَا اسري برَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِلَّا وَهُوَ فِي بَيْتِي نَائِم عِنْدِي تِلْكَ اللَّيْلَة فصلى الْعشَاء الْآخِرَة ثمَّ نَام وَنِمْنَا فَلَمَّا كَانَ قبيل الْفجْر اهبنا رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَلَمَّا صلى الصُّبْح وصلينا مَعَه قَالَ يَا أم هَانِئ لقد صليت مَعكُمْ الْعشَاء الْآخِرَة كَمَا رَأَيْت بِهَذَا الْوَادي ثمَّ جِئْت بَيت الْمُقَدّس فَصليت فِيهِ ثمَّ صليت صَلَاة الْغَدَاة مَعكُمْ الْآن كَمَا تَرين

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ وَابْن مرْدَوَيْه من طَرِيق عبد الْأَعْلَى بن أبي الْمسَاوِر عَن عِكْرِمَة عَن ام هَانِئ قَالَت بَات رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لَيْلَة أسرِي بِهِ فِي بَيْتِي فَفَقَدته من اللَّيْل فَامْتنعَ مني النّوم مَخَافَة أَن يكون عرض لَهُ بعض قُرَيْش فَقَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِن جبرئيل أَتَانِي فَأخذ بيَدي فَأَخْرجنِي فَإِذا على الْبَاب دَابَّة دون الْبَغْل وَفَوق الْحمار فَحَمَلَنِي عَلَيْهَا ثمَّ انْطلق حَتَّى انْتهى بِي إِلَى الْبَيْت الْمُقَدّس فَأرَانِي ابراهيم يشبه خلقه خلقي وَيُشبه خلقي خلقه وَأرَانِي مُوسَى آدم طَويلا سبط الشّعْر شبهته بِرِجَال أَزْد شنؤة وَأرَانِي عِيسَى بن مَرْيَم ربعَة أَبيض يضْرب إِلَى الْحمرَة شبهته بِعُرْوَة بن مَسْعُود الثَّقَفِيّ وَأرَانِي الدَّجَّال مَمْسُوح الْعين الْيُمْنَى شبهته بِقطن بن عبد الْعُزَّى قَالَ وَأَنا أُرِيد أَن أخرج إِلَى قُرَيْش فَأخْبرهُم مَا رَأَيْت فَأخذت بِثَوْبِهِ فَقلت إِنِّي أذكرك اللّه انك تَأتي قوما يكذبُونَك وَيُنْكِرُونَ مَقَالَتك فَأَخَاف أَن يَسْطُوا بك قَالَت فَضرب ثَوْبه من يَدي ثمَّ خرج إِلَيْهِم فَأَتَاهُم وهم جُلُوس فَأخْبرهُم فَقَامَ مطعم بن عدي فَقَالَ يَا مُحَمَّد لَو كنت شَابًّا كَمَا كنت مَا تَكَلَّمت بِمَا تَكَلَّمت بِهِ وَأَنت بَين ظهرانينا فَقَالَ رجل من الْقَوْم يَا مُحَمَّد هَل مَرَرْت بِإِبِل لنا فِي مَكَان كَذَا وَكَذَا فَقَالَ نعم وَاللّه وَجَدتهمْ قد أَضَلُّوا بَعِيرًا لَهُم فهم فِي طلبه فَهَل مَرَرْت بِإِبِل لبني فلَان قَالَ نعم وَجَدتهمْ فِي مَكَان كَذَا وَكَذَا قد انْكَسَرت لَهُم نَاقَة حَمْرَاء فوجدتهم وَعِنْدهم قَصْعَة من مَاء فَشَرِبت مَا فِيهَا قَالُوا فَأخْبرنَا مَا عدتهَا وَمَا فِيهَا من الرعاء قَالَ قد كنت عَن عدتهَا مَشْغُولًا فَنَامَ فَأتي بِالْإِبِلِ فَعَدهَا وَعلم مَا فِيهَا من الرعاء ثمَّ أَتَى قُريْشًا فَقَالَ لَهُم سَأَلْتُمُونِي عَن إبل بني فلَان فَهِيَ كَذَا وَكَذَا وفيهَا من الرعاء فلَان وَفُلَان وَسَأَلْتُمُونِي عَن إبل بني فلَان فَهِيَ كَذَا وَكَذَا وفيهَا من الرعاء ابْن أبي قُحَافَة وَفُلَان وَفُلَان وَهِي مُصَبِّحَتكُمْ بِالْغَدَاةِ على الثَّنية فقعدوا على الثَّنية ينظرُونَ أصدقهم مَا قَالَ فَاسْتَقْبلُوا الْإِبِل فسألوا هَل ضل لكم بعير قَالُوا نعم فسألوا الآخر هَل انْكَسَرت لكم نَاقَة حَمْرَاء قَالُوا نعم قَالُوا نعم قَالُوا فَهَل كَانَ عنْدكُمْ قَصْعَة من مَاء قَالَ أَبُو بكر أَنا وَاللّه وَضَعتهَا فَمَا شربهَا أحد منا وَلَا أهريقت فِي الأَرْض فَصدقهُ أَبُو بكر وآمن بِهِ فَسُمي يَوْمئِذٍ الصّديق

وَأخرج أَبُو يعلى عَسَاكِر وَابْن عَسَاكِر من طَرِيق يحيى بن أبي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ عَن أبي صَالح عَن أم هَانِئ قَالَت دخل عَليّ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بِغَلَس وَأَنا على فِرَاشِي فَقَالَ شَعرت أَنِّي نمت اللَّيْلَة فِي الْمَسْجِد الْحَرَام فَأَتَانِي جبرئيل فَذهب بِي إِلَى بَاب الْمَسْجِد فَإِذا دَابَّة أَبيض فَوق الْحمار دون الْبَغْل مُضْطَرب الْأُذُنَيْنِ فركبته فَكَانَ يضع حَافره مد بَصَره إِذا أَخذ بِي فِي هبوط طَالَتْ يَدَاهُ وَقصرت رِجْلَاهُ وَإِذا أَخذ بِي فِي صعُود طَالَتْ رِجْلَاهُ وَقصرت يَدَاهُ وجبرئيل لَا يفوتني حَتَّى انتهينا إِلَى بَيت الْمُقَدّس فأوثقته بالحلقة الَّتِي كَانَت الْأَنْبِيَاء توثق بهَا فنشر لي رَهْط من الْأَنْبِيَاء مِنْهُم إِبْرَاهِيم ومُوسَى وَعِيسَى فَصليت بهم وكلمتهم وأتيت بأنائين أَحْمَر وأبيض فَشَرِبت الْأَبْيَض فَقَالَ لي جبرئيل شربت اللَّبن وَتركت الْخمر لَو شربت الْخمر لأرتدت امتك ثمَّ ركبته فَأتيت الْمَسْجِد الْحَرَام فَصليت بِهِ الْغَدَاة فتعلقت بردائه وَقلت انشدك اللّه تَعَالَى يَا ابْن عَم ان تحدث بِهَذَا قُريْشًا فيكذبك من صدقك فَضرب بِيَدِهِ على رِدَائه فانتزعه من يَدي فارتفع عَن بَطْنه فَنَظَرت إِلَى عكنه فَوق إزَاره كَأَنَّهُ طي الْقَرَاطِيس وَإِذا نور سَاطِع عِنْد فُؤَاده كَاد يختطف بَصرِي فَخَرَرْت سَاجِدَة فَلَمَّا رفعت رَأْسِي إِذا هُوَ قد خرج فَقلت لجاريتي وَيحك اتبعيه فانظري مَاذَا يَقُول وماذا يُقَال لَهُ

فَلَمَّا رجعت اخبرتني انه انْتهى إِلَى نفر من قُرَيْش فيهم الْمطعم بن عدي وَعَمْرو ابْن هِشَام والوليد بن الْمُغيرَة فَقَالَ إِنِّي صليت اللَّيْلَة الْعشَاء فِي هَذَا الْمَسْجِد وَصليت بِهِ الْغَدَاة وأتيت فِيمَا بَين ذَلِك بَيت الْمُقَدّس فنشر لي رَهْط من الْأَنْبِيَاء فيهم إِبْرَاهِيم ومُوسَى وَعِيسَى فَصليت بهم وكلمتهم فَقَالَ عَمْرو بن هِشَام كَالْمُسْتَهْزِئِ صفهم لي فَقَالَ أما عِيسَى ففوق الربعة وَدون الطَّوِيل عريض الصَّدْر ظَاهر الدَّم جعد الشّعْر تعلوه صهبة كَأَنَّهُ عُرْوَة بن مَسْعُود الثَّقَفِيّ وَأما مُوسَى فضخم آدم طوال كَأَنَّهُ من رجال شنؤة كثير الشّعْر غائر الْعَينَيْنِ متراكب الْأَسْنَان مقلص الشّفة خَارج اللثة عَابس وَأما إِبْرَاهِيم فوَاللّه لأشبه النَّاس بِي خلقا وخلقا فضجوا وأعظموا ذَاك فَقَالَ الْمطعم كل أَمرك قبل الْيَوْم كَانَ أمما غير قَوْلك الْيَوْم أَنا أشهد انك كَاذِب نَحن نضرب أكباد الْإِبِل الى بَيت الْمُقَدّس مصعدا شهرا ومنحدرا شهرا تزْعم أَنَّك أَتَيْته فِي لَيْلَة وَاللات والعزى لَا اصدقك فَقَالَ أَبُو بكر يَا مطعم بئس مَا قلت لِابْنِ أَخِيك جَبهته وكذبته أَنا أشهد انه صَادِق فَقَالُوا يَا مُحَمَّد صف لنا بَيت الْمُقَدّس قَالَ دَخلته لَيْلًا وَخرجت مِنْهُ لَيْلًا فَأَتَاهُ جبرئيل فَصورهُ فِي جنَاحه فَجعل يَقُول بَاب مِنْهُ كَذَا فِي مَوضِع كَذَا وَبَاب مِنْهُ كَذَا فِي مَوضِع كَذَا وَأَبُو بكر يَقُول صدقت صدقت فَقَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَوْمئِذٍ يَا أَبَا بكر إِن اللّه قد سماك الصّديق قَالُوا يَا مُحَمَّد أخبرنَا عَن عيرنَا فَقَالَ أتيت على عير بني فلَان بِالرَّوْحَاءِ قد أَضَلُّوا نَاقَة لَهُم فَانْطَلقُوا فِي طلبَهَا فانتهيت إِلَى رحالهم لَيْسَ بهَا مِنْهُم أحد وَإِذا قدح مَاء فَشَرِبت مِنْهُ ثمَّ انْتَهَيْت إِلَى عير بني فلَان فنفرت مني الْإِبِل وبرك مِنْهَا جمل أَحْمَر عَلَيْهِ جوالق مخطط ببياض لَا أَدْرِي أكسر الْبَعِير أم لَا ثمَّ انْتَهَيْت إِلَى عير بني فلَان فِي التَّنْعِيم يقدمهَا وأورق وَهَا هِيَ ذه تطلع عَلَيْكُم من الثَّنية فَقَالَ الْوَلِيد بن الْمُغيرَة سَاحر فَانْطَلقُوا فنظروا فوجدوا كَمَا قَالَ فَرَمَوْهُ بِالسحرِ وَقَالُوا صدق الْوَلِيد بن الْمُغيرَة فَأنْزل اللّه {وَمَا جعلنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أريناك إِلَّا فتْنَة للنَّاس}

حَدِيث أم سَلمَة

قَالَ ابْن سعد ثَنَا الْوَاقِدِيّ حَدثنِي أُسَامَة بن زيد اللَّيْثِيّ عَن عَمْرو بن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده وحَدثني مُوسَى بن يَعْقُوب الزمعِي عَن أَبِيه عَن جده عَن أم سَلمَة قَالَ مُوسَى وحَدثني أَبُو الْأسود عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة

قَالَ الْوَاقِدِيّ وحَدثني اسحاق بن حَازِم عَن وهب بن كيسَان عَن أبي مرّة مولى عقيل عَن أم هَانِئ بنت أبي طَالب وحَدثني عبد اللّه بن جَعْفَر عَن زَكَرِيَّا بن عَمْرو عَن أبن أبي مليكَة عَن ابْن عَبَّاس دخل حَدِيث بَعضهم فِي حَدِيث بعض قَالُوا أسرِي برَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لَيْلَة سبع عشرَة من شهر ربيع الأول قبل الْهِجْرَة بِسنة من شعب أبي طَالب إِلَى بَيت الْمُقَدّس قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم حملت على دَابَّة بَيْضَاء بَين الْحمار وَبَين الْبَغْل فِي فخذيها جَنَاحَانِ تحفز بهما رِجْلَيْهَا فَلَمَّا دَنَوْت لأركبها شمست فَوضع جبرئيل يَده على مَعْرفَتهَا ثمَّ قَالَ أَلا تستحيين يَا براق مِمَّا تصنعين وَاللّه مَا ركب عَلَيْك عبد للّه قبل مُحَمَّد أكْرم على اللّه مِنْهُ فاستحيت حَتَّى ارفضت عرقا ثمَّ قرت حَتَّى ركبتها فَعمِلت بأذنيها وقبضت الأَرْض حَتَّى كَأَن مُنْتَهى وَقع حافرها طرفها وَكَانَت طَوِيلَة الظّهْر طولة الْأُذُنَيْنِ وَخرج معي جبرئيل لَا يفوتني وَلَا أفوته حَتَّى انْتهى بِي إِلَى بَيت الْمُقَدّس فَأتى الْبراق إِلَى موقفه الَّذِي كَانَ يقف فربطه فِيهِ وَكَانَ مربط الْأَنْبِيَاء وَرَأَيْت الْأَنْبِيَاء جمعُوا لي فَرَأَيْت إِبْرَاهِيم ومُوسَى وَعِيسَى فَظَنَنْت أَنه لابد من أَن يكون لَهُم إِمَام فَقَدَّمَنِي جبرئيل حَتَّى صليت بَين أَيْديهم وسألتهم فَقَالُوا بعثنَا بِالتَّوْحِيدِ

وَقَالَ بَعضهم فقد النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم تِلْكَ اللَّيْلَة فتفرقت بَنو عبد الْمطلب يطلبونه ويلتمسونه وَخرج الْعَبَّاس حَتَّى بلغ ذَا طوى فَجعل يصْرخ يَا مُحَمَّد يَا مُحَمَّد فَأَجَابَهُ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لبيْك فَقَالَ يَا ابْن اخي عنيت قَوْمك مُنْذُ اللَّيْلَة فَأَيْنَ كنت قَالَ

اتيت من بَيت الْمُقَدّس قَالَ فِي ليلتك قَالَ نعم قَالَ هَل أَصَابَك إِلَّا خير قَالَ مَا أصابني إِلَّا خير

وَقَالَت أم هَانِئ مَا أسرِي بِهِ إِلَّا من بيتنا نَام عندنَا تِلْكَ اللَّيْلَة صلى الْعشَاء ثمَّ نَام فَلَمَّا كَانَ قبل الْفجْر انبهناه للصبح فَقَامَ فَلَمَّا صلى الصُّبْح قَالَ يَا أم هَانِئ لقد صليت مَعكُمْ الْعشَاء كَمَا رَأَيْت بِهَذَا الْوَادي ثمَّ قد جِئْت بَيت الْمُقَدّس فَصليت فِيهِ ثمَّ صليت الْغَدَاة مَعكُمْ ثمَّ قَامَ ليخرج فَقلت لَا تحدث هَذَا النَّاس فيكذبوك ويؤذوك فَقَالَ وَاللّه لأحدثنهم فَأخْبرهُم فتعجبوا وَقَالُوا لم نسْمع بِمثل هَذَا قطّ وَقَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لجبرئيل يَا جبرئيل إِن قومِي لَا يصدقونني قَالَ يصدقك أبوبكر وَهُوَ الصّديق وافتتن نَاس كثير كَانُوا قد صلوا وَأَسْلمُوا وَقمت فِي الْحجر فَجلى اللّه لي بَيت الْمُقَدّس فطفقت أخْبرهُم عَن آيَاته وَأَنا أنظر إِلَيْهِ فَقَالَ بَعضهم كم لِلْمَسْجِدِ من بَاب وَلم أكن عددت أبوابه فَجعلت انْظُر إِلَيْهَا وأعدها بَابا بَابا واعلمهم وَأَخْبَرتهمْ عَن عيرات لَهُم فِي الطَّرِيق وعلامات فِيهَا فوجدوا ذَلِك كَمَا أَخْبَرتهم وَأنزل اللّه {وَمَا جعلنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أريناك إِلَّا فتْنَة للنَّاس} قَالَت كَانَت رُؤْيا عين رَآهَا بِعَيْنِه أخرجه ابْن عَسَاكِر

الْمَرَاسِيل

اخْرُج أَبُو نعيم عَن عُرْوَة قَالَ قَالَت قُرَيْش لرَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لما اخبرهم بمسراه إِلَى بَيت الْمُقَدّس أخبرنَا مَاذَا ضل عَنَّا وأتنا بِآيَة مَا تَقول فَقَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم ضلت مِنْك نَاقَة وَرْقَاء عَلَيْهَا بز لكم فَلَمَّا قدمت عَلَيْهِم قَالُوا انعت لنا مَا كَانَ عَلَيْهَا وَنشر لَهُ جبرئيل مَا كَانَ عَلَيْهَا كُله ينظر إِلَيْهِ فَأخْبرهُم بِمَا كَانَ عَلَيْهَا وهم قيام ينظرُونَ فَزَادَهُم ذَلِك شكا وتكذيبا

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ من طَرِيق إسباط بن نصر عَن إِسْمَاعِيل بن عبد الرَّحْمَن قَالَ لما أسرِي برَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم وَاخْبَرْ قومه بالرفقة والعلامة فِي العير قَالُوا فَمَتَى تجئ قَالَ يَوْم الْأَرْبَعَاء فَلَمَّا كَانَ ذَلِك الْيَوْم أشرفت قُرَيْش ينظرُونَ وَقد ولى النَّهَار وَلم تجئ

فَدَعَا النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فزيد لَهُ فِي النَّهَار سَاعَة وحبست عَلَيْهِ الشَّمْس فَلم ترد الشَّمْس على أحد إِلَّا على رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَوْمئِذٍ وعَلى يُوشَع بن نون حِين قَاتل الجبارين

وَأخرج ابْن أبي شيبَة فِي المُصَنّف وَابْن جرير عَن عبد اللّه بن شَدَّاد قَالَ لما أسرِي بِالنَّبِيِّ صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم أُتِي بِدَابَّة دون الْبَغْل وَفَوق الْحمار يضع حَافره عِنْد مُنْتَهى طرفه يُقَال لَهُ الْبراق وَمر رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بعير للْمُشْرِكين فنفرت فَقَالُوا يَا هَؤُلَاءِ مَا هَذَا فَقَالُوا مَا نرى شَيْئا مَا هَذِه إِلَّا ريح حَتَّى أَتَى بَيت الْمُقَدّس فَأتى بإنائين فِي وَاحِد خمر وَفِي الآخر لبن فَأخذ اللَّبن فَقَالَ لَهُ جبرئيل هديت وهديت أمتك ثمَّ سَار إِلَى مُضر

وَقَالَ ابْن سعد أَنبأَنَا الْوَاقِدِيّ عَن أبي بكر بن عبد اللّه بن أبي سُبْرَة وَغَيره من رِجَاله قَالُوا كَانَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يسْأَل ربه ان يرِيه الْجنَّة وَالنَّار فَلَمَّا كَانَ لَيْلَة السبت لسبع عشرَة خلت من شهر رَمَضَان قبل الْهِجْرَة بِثمَانِيَة عشر شهرا وَرَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم نَائِم فِي بَيته ظهرا أَتَاهُ جبرئيل وَمِيكَائِيل فَقَالَا انْطلق إِلَى مَا سَأَلت اللّه فَانْطَلقَا بِهِ إِلَى مَا بَين الْمقَام وزمزم فَأتى بالمعراج فاذا هُوَ أحسن شَيْء منْظرًا فعرجا بِهِ الى السَّمَوَات سَمَاء سَمَاء فلقي فِيهَا الْأَنْبِيَاء وانْتهى إِلَى سِدْرَة الْمُنْتَهى وَرَأى الْجنَّة وَالنَّار قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم وَلما انْتَهَيْت إِلَى السَّمَاء السَّابِعَة لم أسمع إِلَّا صريف الاقلام وفرضت عَلَيْهِ الصَّلَوَات الْخمس وَنزل جبرئيل فصلى برَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم الصَّلَوَات فِي مواقيتها اخرجه ابْن عَسَاكِر

واخرج الْحَاكِم فِي كتاب الرُّؤْيَة عَن كَعْب الاحبار قَالَ إِن اللّه قسم رُؤْيَته وَكَلَامه بَين مُحَمَّد ومُوسَى فَرَآهُ مُحَمَّد مرَّتَيْنِ وَكَلمه مُوسَى مرَّتَيْنِ

فَوَائِد فِي تعدد الاسراء والنكات فِيهِ

ذهب كَثِيرُونَ إِلَى أَن الاسراء وَقع مرَّتَيْنِ وَجمع بذلك بَين الِاخْتِلَاف الْوَاقِع فِي الْأَحَادِيث وَمِمَّنْ اخْتَار هَذَا القَوْل ابو نصر الْقشيرِي وَابْن الْعَرَبِيّ والسهيلي وَقَالَ الشَّيْخ عز الدّين بن عبد السَّلَام وَقع الاسراء فِي النّوم وَفِي الْيَقَظَة وَوَقع بِمَكَّة وبالمدينة ونكتة وُقُوعه فِي النّوم توطين النَّفس وتمهيدها ليسهل ذَلِك عَلَيْهِ إِذا وَقع فِي الْيَقَظَة كَمَا كَانَ بدؤ نبوته الرُّؤْيَا الصادقة ليسهل عَلَيْهِ أَمر النُّبُوَّة وَذهب ابو شامة إِلَى وُقُوع الْمِعْرَاج مرَارًا واستند إِلَى حَدِيث أنس الَّذِي أخرجه الْبَزَّار السَّابِق

قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر وَلَا شكّ ان التَّعَدُّد فِيهِ لَا يستبعد وَإِنَّمَا المستبعد وُقُوع التَّعَدُّد فِي مثل سُؤَاله عَن كل نَبِي وَفرض الصَّلَوَات وَنَحْو ذَلِك فَإِن قيل بِتَعَدُّد ذَلِك بِأَن وَقع فِي الْمَنَام تَوْطِئَة ثمَّ فِي الْيَقَظَة على وَفقه لم يبعد قَالَ وَقد تكَرر الْإِسْرَاء فِي الْمَنَام بِالْمَدِينَةِ

وَقد ألف ابْن الْمُنِير كتابا نفيسا فِي اسرار الْإِسْرَار فمما ذكر فِيهِ أَن الْحِكْمَة فِي الاسراء بِهِ أَولا إِلَى بَيت الْمُقَدّس ثمَّ إِلَى السَّمَاء حُصُول الهجرتين لِأَن بَيت الْمُقَدّس كَانَ هِجْرَة غَالب الْأَنْبِيَاء فَحصل لَهُ الرحيل فِي الْجُمْلَة ليجمع بَين أشتات الْفَضَائِل وَوُجُود السَّبِيل إِلَى بَيَان صدقه بِذكر العلامات الَّتِي اخبر بهَا عَن بَيت الْمُقَدّس وَصَدقُوهُ فِيهَا فَيلْزم تَصْدِيقه فِي بَقِيَّة مَا ذكره بِخِلَاف مَا لَو أسرِي بِهِ ابْتِدَاء إِلَى السَّمَاء

وَمِمَّا ذكر فِيهِ أَن إكرامه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بالمناجاة كَانَ على سَبِيل المفاجأة كَمَا أَشَارَ إِلَيْهِ بقوله بَينا أَنا وَفِي حق مُوسَى عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام كَانَ على ميعاد واستعداد فَحمل عَنهُ صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم ألم الِانْتِظَار

وَمِمَّا ذكر فِيهِ ان ابْن حبيب ذكر ان بَين السَّمَاء وَالْأَرْض بحرا يُسمى المكفوف بَحر الأَرْض بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِ كالقطرة من الْبَحْر الْمُحِيط قَالَ فعلى هَذَا يكون ذَلِك الْبَحْر انْفَلق لَهُ صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى جاوزه وَهُوَ أعظم من انفلاق الْبَحْر لمُوسَى

وَمِمَّا ذكر فِيهِ أَن الْحِكْمَة فِي بَقَاء أَبْوَاب السَّمَاء مغلقة حَتَّى استفتح جبرئيل وَلم تتهيأ لَهُ بِالْفَتْح قبل مجيئة أَنَّهَا لَو فتحت قبل لظن أَنَّهَا لَا تزَال كَذَلِك فأبقيت ليعلم أَن ذَلِك لأَجله وَلِأَن اللّه أَرَادَ أَن يطلعه على كَونه مَعْرُوفا عِنْد أهل السَّمَوَات لِأَنَّهُ قيل لجبرئيل لما قَالَ مُحَمَّد أبْعث إِلَيْهِ وَلم يقل وَمن مُحَمَّد مثلا