٩٦ المكتوب السادس والتسعون الى الخواجه أبي الحسن ﺑﻬاء البدخشي الكشمي في حل منع الفاروق اتيان القرطاس حين طلبه النبي صلى اللّه عليه و سلم في مرض موته ليكتب شيئا بوجوه شتى الحمد للّه و سلام على عباده الذين اصطفى (سؤال) ان حضرة خاتم الرسل والرسالة عليه و على آله الصلاة و السلام والتحية طلب قرطاسا في مرض موته وقال أيتوني بقرطاس اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعدي ومنع الفاروق مع جمع آخر من الاصحاب رضوان اللّه عليهم اتيان القرطاس وقال حسبنا كتاب اللّه وقال ايضا أهجر استفهموه وما قال النبي صلى اللّه عليه و سلم بطريق الوحي كما قال اللّه تعالى وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى ومنع الوحي ورده كفر كما قال تعالى ومن لم يحكم بما انزل اللّه فأولئك هم الكافرون وأيضا ان تجويز الهجر والهذيان للنبي صلى اللّه عليه و سلم مستلزم لرفع الاعتماد على الاحكام الشرعية وهو كفر والحاد وزندقة فما حل هذه الشبهة القوية (اعلم) أرشدك اللّه وهداك سواء الصراط ان هذه الشبهة وأمثالها التي يوردها جماعة على حضرات الخلفاء الثلاثة و على سائر الصحابة الكرام رضي اللّه عنهم ويريدون ﺑﻬذه التشكيكات ردهم لو انصف هولاء الجماعة وقبلوا شرف صحبة خير البشر عليه و على آله الصلاة و السلام وعلموا ان نفوسهم كانت مزكاة في صحبة خير البشر من الهوى والهوس وصارت صدورهم صافية عن الحقد والعداوة وعلموا اﻧﻬم اكابر الدين وكبراء الاسلام واﻧﻬم بذلوا جهدهم في اعلاء كلمة الاسلام ونصرة سيد الانام وانفقوا اموالهم في تأييد الدين المتين ليلا وﻧﻬارا سرا وجهارا وتركوا في محبة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عشائرهم وقبائلهم واولادهم وازواجهم واوطاﻧﻬم ومساكنهم وعيوﻧﻬم وزروعهم واشجارهم واﻧﻬارهم وآثروا نفس رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على نفوسهم واختاروا محبة رسول اللّه على محبة انفسهم ومحبة اولادهم واموالهم واﻧﻬم الذين شاهدوا الوحي والملك ورأوا المعجزات والخوارق حتى صار غيبهم شهادة وعلمهم عينا وهم الذين أثنى اللّه تعالى عليهم في القرآن اﻟﻤﺠيد رضي اللّه عنهم ورضوا عنه ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل فاذا كان جميع الاصحاب الكرام شركاء في هذه الكرامات فماذا أظهر من جلالة شأن أكابر الاصحاب الذين هم الخلفاء الراشدون والفاروق هو الذي قال اللّه سبحانه و تعالى في شأنه لرسوله يا ايها النبي حسبك اللّه ومن اتبعك من المؤمنين قال ابن عباس رضي اللّه عنهما ان سبب نزول هذه الآية اسلام عمر رضي اللّه عنه فبعد حصول نظر الانصاف وقبول شرف صحبة خير البشر عليه و على آله الصلاة والتحيات وبعد علم جلالة شأن اصحابه الكرام وعلو درجاﺗﻬم عليهم الرضوان يكاد يتصور المعترضون والمشككون هذه الشبهات مثل المغالطات والسفسطة المزخرفة ويسقطوﻧﻬا عن درجة الاعتبار وان لم يشخصوا مادة الغلط في تلك الشبهات ولم يعينوا محل السفسطة فلا اقل من ان يعرفوا مجملا ان مؤدي هذه التشكيكات وحاصل هذه الشبهات مما لا حاصل له بل هي مصادمة للبداهة والضرورة الاسلامية ومردودة بالكتاب والسنة النبوية ومع ذلك نكتب في جواب هذا السؤال وتعيين مواد تلك الشبهة مقدمات بعون اللّه تعالى (اسمع) ان حل هذا الاشكال على وجه الكمال مبتن على مقدمات وان كان كل مقدمة جوابا على حدة (المقدمة) الاولى جميع منطوقاته ومقولاته صّلى اللّه عليه و على آله وسلم لم تكن بموجب الوحي وآية وما ينطق عن الهوى مخصوصة بالنطق القرآني كما قاله أهل التفسير وايضا لو كان جميع منطوقاته صلى اللّه عليه و سلم بموجب الوحي لما ورد الاعتراض من عند الحق جل شأنه على بعض مقولاته عليه و على آله الصلاة و السلام ولما كان للعفو عنه معنى قال اللّه تعالى خطابا لنبيه صلى اللّه عليه و سلم عفا اللّه عنك لم أذنت لهم (و المقدمة) الثانية ان الاصحاب الكرام كان لهم مجال القيل والقال في الاحكام الاجتهادية والامور العقلية مع النبي صلى اللّه عليه و سلم بموجب قوله تعالى فاعتبروا يا اولي الابصار وقوله تعالى وشاروهم في الامر وكان لهم في هذه الامور مساغ للرد والتبديل فان الامر بالاعتبار والمشورة لا يتصور من غير حصول رد وتبديل وقد وقع الاختلاف في قتل اسارى بدر واخذ الفدية عنهم وحكم الفاروق بالقتل فورد الوحي موافقا لرأي فاروق ونزل لاخذ الفدية وعيد فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم لو نزل العذاب لما نجى غير عمر وسعد بن معاذ فان سعدا ايضا كان اشار الى قتل الاسارى (و المقدمة) الثالثة ان السهو والنسيان جائزان للنبي صلى اللّه عليه و سلم بل واقعان وقد ورد في حديث ذي اليدين انه صلى اللّه عليه و سلم سلم في رباعي الفرض على ركعتين فقال له ذو اليدين اقصرت الصلاة ام نسيت يا رسول اللّه وبعد ثبوت صدق ذي اليدين قام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم وضم اليهما ركعتين اخريين وسجد للسهو فاذا كان السهو والنسيان جائزين في حالة الصحة والفراغة بمقتضى البشرية فصدور الكلام منه صلى اللّه عليه و سلم من غير قصد واختيار في مرض الموت ووقت استيلاء الوجع بمقتضى البشرية لم لا يكن جائزا ولم يرتفع الاعتماد عن الاحكام الشرعية فان الحق سبحانه اطلعه صلى اللّه عليه و سلم على سهوه ونسيانه بالوحي القطعي وميز الصواب من الخطأ فان تقرير النبي صلى اللّه عليه و سلم على الخطأ ليس بجائز لكونه مستلزما لرفع الاعتماد عن الاحكام الشرعية فثبت ان موجب رفع الاعتماد ليس نفس السهو والنسيان بل التقرير على السهو والنسيان ومن المقرر ان ذلك التقدير ليس بمجوز (المقدمة) الرابعة ان حضرة الفاروق بل الخلفاء الثلاثة مبشرون بالجنة بالكتاب والسنة والاحاديث الواردة في باب بشارﺗﻬم بالجنة بخصوصها يمكن ان يقال من كثرة الرواة الثقات اﻧﻬا بلغت حد الشهرة بل حد التواتر المعنوي فانكارها اما من الجهل او من العناد ورواة الاحاديث الصحاح والحسان اهل السنة اخذوها من اسانيدهم من التابعين والصحابة ورواة جميع الفرق المخالفة لو جمع كلها لا يعلم اﻧﻬم يبلغون عشر عشير اهل السنة او لا كما لا يخفيى على المتتبع المتفحص المنصف وكتب اهل السنة مشحونة ببشارة هولاء الأكابر بالجنة ولا غم لو لم ترد هذه البشارة في كتب الأحاديث المخصوصة ببعض الفرق المخالفة فإن عدم رواية البشارة لا يدل على عدم البشارة وأما ثبوت بشارة هؤلاء الاكابر بالجنة في القرآن اﻟﻤﺠيد بآيات متكثرة فكاف قال اللّه تبارك و تعالى والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي اللّه عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الاﻧﻬار خالدين فيها ابدا ذلك الفوز العظيم وقال تبارك و تعالى لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل اولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعداللّه الحسنى الآية فاذا كان جميع الصحابة الذين أنفقوا وقاتلوا قبل الفتح وبعده مبشرين بالجنة فما تقول في أكابر الصحابة الذين هم الاسبقون في الانفاق والمقاتلة والمهاجرة وماذا نقدر ان نقول وكيف ندرك اعظمية درجاﺗﻬم اﻧﻬا ما هي قال اهل التفسير قوله تعالى لا يستوي منكم الآية نزل في حق الصديق رضي اللّه عنه الذي هو أسبق السابقين في الانفاق والمقاتلة وقال سبحانه و تعالى لقد رضي اللّه عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة الآية نقل الامام البغوي محيي السنة في معالم التتريل عن جابر رضي اللّه عنه انه قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة وهذه البيعة يقال لها بيعة الرضوان لان الحق سبحانه رضي فيها عن هؤلاء القوم ولا شك ان تكفير شخص مبشر بالكتاب والسنة كفر ومن أقبح القبائح (المقدمة الخامسة) ان توقف الفاروق في اتيان القرطاس لم يكن على وجه الرد والانكار عياذا باللّه سبحانه من ذلك كيف يصدر هذا القسم من سوء الادب من وزراء النبي صلى اللّه عليه و سلم الذي هو متصف بالخلق العظيم وندمائه صلى اللّه عليه و سلم بل لا يتوقع هذا المعنى من ادنى الصحابة الذي تشرف بشرف صحبة خير البشر مرة او مرتين بل لا يتوهم مثل هذا الرد والانكار من عوام امته صلى اللّه عليه و سلم الذي استسعد بدولة الاسلام فكيف يتخيل هذا المعنى فيمن كان من أكابر الوزراء والندماء ومن أعاظم المهاجرين والانصار رزقهم اللّه سبحانه الانصاف حتى لا يسيؤا الظن بأكابر الدين ولا يؤاخذ بكل كلمة وكلام بلا فهم بل كان مقصود الفاروق الاستفهام والاستفسار كما قال استفهموه يعني لو طلب القرطاس بالجد و الاهتمام يجاء به وان لم يطلب بالجد لا يصدع في مثل هذا الوقت فانه لو طلب القرطاس بالوحي والامر لكان يطلبه بالمبالغة والتأكيد ويكتب ما كان مأمورا بكتابته فان تبليغ الوحي واجب على النبي صلى اللّه عليه و سلم وان لم يكن هذا الطلب بالامر والوحي بل اراد انه يكتب شيئا على وجه الاجتهاد والفكر فالوقت لا يساعد ذلك ومرتبة الاجتهاد باقية بعد ارتحاله صلى اللّه عليه و سلم والمستنبطون من امته يستنبطون الاحكام الاجتهادية من الكتاب الذي هو اصل اصول الدين فاذا كان لاستنباط المستنبطين مجال في حضوره الذي هو اوان نزول الوحي فبعد ارتحاله الذي هو زمان انقطاع الوحي يكون استنباط اولي العلم واجتهادهم مقبولا بالطريق الاولى ولما لم يهتم النبي صلى اللّه عليه و سلم في هذا الباب ولم يجد بل اعرض عن هذا الامر علم انه لم يكن على وجه الوحي والتوقف ﻟﻤﺠرد الاستفسار ليس بمذموم وقد عرض الملائكة الكرام على وجه الاستفسار والاستعلام من وجه خلافة آدم على نبينا وعليه الصلاة و السلام على الملك العلام بقولهم أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك و قال زكريا حين بشر بيحيى على نبينا وعليهما الصلاة و السلام انى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا وقالت مريم رضي اللّه تعالى عنها انى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا فما المضايقة لو توقف الفاروق ايضا في اتيان القرطاس لاجل الاستفهام والاستفسار واي شر واي ضرر فيه (المقدمة) السادسة ان حصول حسن الظن بصحبة خير البشر وبأصحابه عليه وعليهم الصلاة و السلام لازم ومعرفة ان خير القرون قرنه صلى اللّه عليه و سلم وان أصحابه افضل بني آدم بعد الانبياء عليهم الصلاة و السلام ايضا لازمة حتى يحصل اليقين بان الجماعة الذين هم أفضل بني آدم بعد الانبياء عليهم السلام لا يجتمعون في خير القرون على عمل باطل بعد ارتحاله صلى اللّه عليه و سلم واﻧﻬم لا يجلسون مكانه صلى اللّه عليه و سلم فسقة ولا كفرة وانما قلت ان الاصحاب أفضل بني آدم فان هذه الامة خير الامم بنص القرآن وهم أفضل هذه الامة لانه لا يبلغ ولي مرتبة صحابي اصلا فينبغي الرجوع الى الانصاف قليلا وان يفهم ان منع اتيان القرطاس لو كان كفرا من الفاروق لما نص الصديق الذي هو اتقى هذه الامة التي هي خير الامم بنص القرآن بخلافته ولما بايعه المهاجرون والانصار الذين اثنى عليهم الحق سبحانه و تعالى في القرآن اﻟﻤﺠيد ورضي عنهم ووعدهم بالجنة ولما اجلسوه مكانه صلى اللّه عليه و سلم فاذا حصل حسن الظن بصحبته وأصحابه صلى اللّه عليه وسلم الذي هو مقدمة المحبة فقد تيسر النجاة من مزاحمة أمثال هذه الشبهات وحصل حدس بطلان هذه التشكيكات فان لم يحصل عياذا باللّه سبحانه حسن الظن بصحبته وباصحابه عليهم الصلاة و السلام بل انجر الامر الى سوء الظن يكون ذاك الظن السوء منجرا الى صاحب تلك الصحبة وصاحب الاصحاب بالضرورة بل ينجر الى مولى ذاك الصاحب ايضا ينبغي وجدان شناعة هذا الامر كما ينبغي ما آمن برسول اللّه من لم يوقر أصحابه قال عليه و على آله الصلاة و السلام في شأن اصحابه الكرام عليهم الرضوان من احبهم فبحبي احبهم ومن ابغضهم فببغضي ابغضهم فصارت محبة الاصحاب مستلزمة لمحبته وبغض الاصحاب مستلزما لبغضه عليه وعليهم الصلاة و السلام فاذا علمت هذه المقدمات حصل جواب هذه الشبهة وامثال هذه الشبهة بلا تكفل بل حصلت اجوبة متعددة فان كل مقدمة من هذه المقدمات يمكن ان يقال اﻧﻬا جواب من اجوبة معتد ﺑﻬا كما مر ومجموع هذه المقدمات تحسم مادة هذه الشبهة بعون اللّه سبحانه وتخرج دفع هذا التشكيك من النظر الى الحدس كما لا يخفى على الفطن المنصف ولفظ الحدس انما يجري على اللسان مقحمًا وإلا فأمثال هذه التشكيكات بديهية البطلان والمقدمات التي اوردت في بيان بطلان تلك الشبهات انما هي من قبيل التنبيهات على تلك البديهة بل امثال هذه الشبهات والتشكيكات عند الفقير كصنعة ذي فنون جاء عند قوم حمقاء واخذ حجرا محسوسا لهم واثبت بالدلائل والمقدمات المزخرفة انه ذهب وحيث كان هؤلاء الحمقى عاجزين عن دفع تلك المقدمات المموهة وقاصرين في تعيين مواد غلط تلك الدلائل يقعون في الاشتباه بل يعتقدون ذهبيته يقينا وينسون حسهم بل يتهمونه والذكي ينبغي ان يعتمد على ضرورة الحس وان يتهم المقدمات المموهة وفيما نحن فيه ايضا ان جلالة شأن الخلفاء الثلاثة وعلو درجاﺗﻬم بل جلالة جميع اصحاب خير البشر عليه وعليهم الصلاة و السلام بمقتضى الكتاب والسنة محسوسة ومشهودة وقدح القادحين وطعن الطاعنين فيهم بدلائل مموهة كالقدح والطعن في وجود ذلك الحجر ومغالطتهم فيه ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب فيا ليت شعري ما حملهم على سب اكابر الدين وطعن كبراء الاسلام وليس طعن احد وسب شخص من الفسقة والكفرة مما يعد في الشرع عبادة وكرامة وفضيلة ووسيلة الى النجاة فكيف سب هداة الدين وطعن حماة الاسلام ولم يرد في الشرع ان سب اعداء الرسول عليه و على آله الصلاة و السلام كأبي جهل وابي لهب مثلا وطعنهم مما يعد عبادة وكرامة بل الاعراض عنهم وعن احوالهم اولى و انسب و اسلم عن تضييع الوقت والاشتغال بما لا يعنيه تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون قال اللّه سبحانه و تعالى في القرآن اﻟﻤﺠيد في صفة اصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم رحماء بينهم فظن العداوة والشحناء في حق هؤلاء الاكابر مناف لنص القرآن وايضا ان اثبات العداوة والحقد في هؤلاء الاكابر يستلزم القدح في كلا الفريقين ويرفع الامان من الطائفتين فيلزم ان يكون كلا الفريقين من الاصحاب مطعونا فيهم عياذا باللّه سبحانه من ذلك فيكون أفضل الناس بعد الانبياء عليهم الصلاة و السلام شر الناس و يكون أفضل القرون شر القرون فان اهل ذاك القرن كانوا كلهم متصفين بالعداوة والحقد ولا يجترئ على التفوه بذلك أحد من المسلمين ولا يجوز هذا المعنى أي جلالة وأي عظمة لعلي كرم اللّه وجهه في كون الخلفاء الثلاثة معادين له و يكون فيه عداوة مبطنة لهؤلاء الحضرات وما ذاك ا ّ لا قدح في الطرفين لم لا يكون بعضهم مع بعض كاللبن مع السكر ولا يكون بعضهم فانيًا في البعض ولم يكن أمر الخلافة مرغوبا فيه عندهم ومطلوبا لهم حتى يكون سببا للعداوة والحقد كيف وقول أقيلوني معروف ومشهور من الصديق وقال الفاروق لو وجدت من يشتري الخلافة لبعتها على دينار ومحاربة علي كرم اللّه وجهه مع معاوية ومنازعته معه لم تكن بواسطة الميل الى أمر الخلافة والرغبة فيه بل لكون القتال مع البغاة فرضا ودفعهم ضروريا قال اللّه تبارك و تعالى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيئ الى أمر اللّه غاية ما في الباب ان محاربي علي لما كانوا باغين مؤولين واصحاب رأي واجتهاد وان كانوا مخطئين في هذا الاجتهاد كانوا مبرئين عن الطعن والملامة وبعيدين عن التفسيق والتكفير قال علي في شأﻧﻬم اخواننا بغوا علينا ليسوا كفرة ولا فسقة لما لهم من التأويل قال الشافعي وهو منقول عن عمر بن عبد العزيز تلك دماء طهر اللّه عنها ايدينا فلنطهر عنها ألسنتنا ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا انك رؤف رحيم والصلاة و السلام على سيد الانام و على آله واصحابه الكرام الى يوم القيام. |