٥٩ المكتوب التاسع والخمسون الى الخواجه محمد عبد اللّه ولد شيخه سلمه اللّه في بيان ان المعقول والموهوم والمكشوف والمشهود كلها داخلة في السوى وما يناسب ذلك الحمد للّه و سلام على عباده الذين اصطفى وصلت الصحيفة الشريفة التي أرسلها قرة العين وقد اندرج فيها ان تلك الشعابذة قد زالت وارتفعت بكرم اللّه سبحانه و تعالى ولم يبق منها شئ والهمة مصروفة في ان لا يحصل شئ من الاثبات والمعقول والموهوم كله داخل تحت كلمة لا كذا وكذا وكتبتم ان هذا المعنى حاصل بالتلكف والمرجو ان يكون نصيبا من غير تكلف (أيها النجيب) ان المعقول والموهوم بل المكشوف والمشهود آفاقيا او انفسيا كله داخل في السوى ومن جملة اللّهو واللعب وليس التعلق به غير التعلق بالشعابذة وزوال هذه التعلقات لو كان بالتكلف فهو داخل في الطريقة ومن جملة علم اليقين فان تيسرت هذه الدولة بعد اللتيا والتي بلا تكلف وتبدل حال التكلف في نفي السوى بانتفائه بنفسه فقد خرج من مضيق الطريقة وسكة العلم وتشرف بالفناء وهذا المعنى يسير في التكلم وعسير بحسب الوصول اليه اي عسير الا من يسره اللّه سبحانه والامور التي تتعلق بالحقيقة فهي في الامام وبعد المرور من النفي بل بعد مجاوزة مقام الانتفاء مقام الاثبات وما وراء العلم والعين (اعلم) انه لا اعتداد بالطريقة في جنب الحقيقة ولا اعتبار للنفي بالنسبة الى الاثبات اصلا فان متعلق النفي هو الممكنات ومتعلق الاثبات هو الواجب سبحانه والنفي يرى في النظر في جنب الاثبات كقطرة في جنب البحر المحيط وبحصول هذا النفي وذاك الاثبات يوصل الى الولاية الخاصة وبعد حصول الولاية الخاصة اما العروج واما الترول وان كان الترول لذلك العروج لازما ايضا ربنا اتمم لنا نورنا واغفر لنا ذنوبنا انك على كل شئ قدير السلام عليكم و على سائر من اتبع الهدى والتزم متابعة المصطفى عليه الصلاة و السلام. |