١٧ المكتوب السابع عشر الى المرزا حسان الدين احمد في بيان ان مصيبات هذا العالم وان كانت في الظاهر جراحات ولكنها مراهم في الحقيقة وباعثة لترقيات كثيرة وفي فضيلة موت الطاعون وما يناسب ذلك وبعد الحمد والصلوات وتبليغ الدعوات ليعلم ان الصحيفة الشريفة المرسلة مع الشيخ مصطفى في باب التعزية والمصيبات قد تشرفت بملاحظة مضموﻧﻬا انا للّه وانا اليه راجعون وهذه المصيبات جراحات في الظاهر ولكنها مراهم في الحقيقة وموجبة للترقيات والثمرات والنتائج المرتبة عليها بعناية اللّه تعالى عشر عشير تلك الثمرات المتوقعة المأمولة بعناية اللّه تعالى في الآخرة فوجود الاولاد عين الرحمة حيث ان في حياﺗﻬم منافع وفوائد وفي مماﺗﻬم ايضا ترتب الثمرات والنتائج ذكر الامام الاجل[ ١] ( ١ ) يعني النووي في الاذكار وان كان المشهور ان يقال له محيي الدين ولكن وجد في نسخ المكتوبات هكذا وهو صحيح بحسب المعني منه عفي عنه. محيي السنة في حلية الابرار انه وقع الطاعون في زمن عبد اللّه بن الزبير رضي اللّه عنهما ثلاثة أيام ومات في ذلك الطاعون ثلاثة وثمانون ابنا لانس رضي اللّه عنه خادم نبينا عليه و على آله الصلوات و التسليمات وقد دعا له النبي صلى اللّه عليه و سلم بالبركة ومات اربعون إبنًا لعبد الرحمن ابن ابي بكر رضي اللّه عنهم فاذا عومل باصحاب خير الانام عليه و على آله الصلاة و السلام هذه المعاملة فاي حساب لامثالنا العاصين وقد ورد في الخبر ان الطاعون كان عذابا للامم السابقة وهو شهادة لهذه الامة والحق ان الذين يموتون في هذا الوباء يذهبون حاضرين متوجهين على وجه يقضي منه العجب حتى يتمنى الانسان اللحاق في هذه الايام ﺑﻬؤلاء الجماعة ارباب البلاء ونقل الحمول من الدنيا الى الآخرة وهذا البلاء في هذه الامة غضب في الظاهر رحمة في الباطن وقال الشيخ طاهر رأيت شخصا في لاهور في أيام الطاعون يقول من لم يمت في هذه الايام فهو متحسر نعم اذا اجيل النظر في احوال هؤلاء الماضين تشاهد احوال غريبة ومعاملات عجيبة لا يمتاز ﺑﻬذه الخصائص غير الشهداء في سبيل اللّه يعني لا ينالها غيرهم (ايها) المخدوم ان مفارقة ولدي الاعز قدس سره من أعظم المصائب لا يعلم كون شخص مصابا بمثل هذه المصيبة وأما الصبر والشكر اللذان رزقهما اللّه سبحانه لهذا الضعيف في هذه المصيبة فمن اجل احسانه وأعظم انعامه سبحانه و تعالى واسأل اللّه سبحانه أن يؤخر جزاء هذه المصيبة الى الآخرة وأن يكون معدا لها وأن لا يظهر شئ منه في الدنيا وان كنت أعلم ان هذه المسألة من ضيق الصدر والا فهو تعالى واسع الرحمة فللّه الآخرة والاولى المسئول من الاخوان الامداد والاعانة ودعاء سلامة الخاتمة والعفو عن الزلات اللازمة للبشرية والتجاوز عن التقصيرات الناشئة من البشرية ربنا اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا وانصرنا على القوم الكافرين و السلام عليكم و على سائر من اتبع الهدى. |