٨ المكتوب الثامن الى خان خانان في بيان الفرق بين ايمان اخص الخواص بالغيب وايمان العوام وايمان المتوسطين الحمد و سلام على عباده الذين اصطفى (ع): وأحسن ما يلمى حديث الاحبة قال اللّه تبارك و تعالى واذا سألك عبادي عني فاني قريب وقال تعالى ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا أكثر الا هو معهم اينما كانوا وقربه ومعيته تعالى مترهان كذاته سبحانه عن الكيف والمثال فانه لا سبيل للكيف الى اللاكيفي فكلما يدرك من معنى القرب والمعية بفهمنا وعقلنا أو يدخل في حيطة كشفنا وشهودنا فهو تعالى متره ومبرأ عن ذلك المعنى الذي له قدم في مذهب اﻟﻤﺠسمة ونؤمن أنه تعالى قريب منا وأنه تعالى معنا لا ندري معنى القرب والمعية انه ما هو وﻧﻬاية نصيب الكمل في هذه النشأة هي الايمان بالغيب بذاته وصفاته تعالى (شعر): وما فاه ارباب النهي والحجى بما * سوى انه الموجود لارب غيره والايمان بالغيب الذي هو نصيب أخص الخواص ليس كايمان العوام بالغيب فان ايمان العوام بالغيب انما يحصل بالسماع او بالاستدلال واخص الخواص حصل ايمان الغيب بمطالعة غيب الغيب في حجب ظلال الجمال والجلال ووراء سرادقات الظهورات والتجليات (واما) المتوسطون فهم مسرورون بالايمان الشهودي ظانين الظلال أصلا والتجليات عين المتجلي والايمان بالغيب نصيب الاعداء في حقهم يعني عندهم كل حزب بما لديهم فرحون والباعث على التصديع ان مولانا عبد الغفور ومولانا الحاج محمد من الاصحاب المخصوصين فكل احسان من كل يقع في حق المشار اليهما موجب لامتنان الفقير (ع): لا عسر في امر مع الكرام * و السلام |